logo
ما هى معايير تقييم المدربين؟!

ما هى معايير تقييم المدربين؟!

العرب اليوم١١-٠٢-٢٠٢٥

** تخيلت فى الأيام القليلة الماضية أن جروس مدرب الزمالك جلس بجوار كولر، وكلاهما جلسا أمام شاشات التليفزيون وأمسكا بالصحف، وأخذا يتابعان مصيرهما، أو الانتقادات التى توجه إليهما. فى الزمالك رحل جوميز فجأة، وجاء جروس فجأة. وفى الأهلى قفز كولر إلى القمة بالبطولات التى حققها، ثم بدأت الانتقادات، لدرجة أن يتهم بأنه أفلس، بل وزاد البعض فى «التجويد» بأن المدربين الأجانب بعد أيام النجاح والبطولات يتراجع مستواهم..!
** فى ملاعبنا تلعب معظم أنديتنا فى دائرة أسماء المدربين المعروفين سواء محليين أو أجانب الذين سبق لهم العمل فى مصر، وفى أحيان ينتقل المدرب من نادٍ إلى نادٍ مثل عصفور مغرد ينتقل من غصن إلى غصن. فتبدو حركة المدربين بين الأندية مثل حركة العصافير فوق الأشجار. فكيف نختار المدربين؟ وكيف يعمل جروس تحديدا وهو يقرأ ويسمع ويرى أسماء المدربين الذين سوف يأتون بعده بالترتيب، كمرشحين للمهمة، وهو يدرك أن تلك المعلومات مصدرها هو النادى أو وكلاء المدربين المرشحين. وما الذى سوف يحدد ويحسم مصير جروس، مباراة من مباريات الأمس أم مباراة ديربى الأهلى والزمالك؟
** كان جوميز تعرض للنقد أيضا فى بدايات عمله مع الزمالك، وحين تغلب على الأهلى فى مباراة السوبر الإفريقى، بأداء تكتيكى مميز للغاية، أصبح مدربًا موهوبًا حتى رحل، ولم يكن رحيله لسبب فنى على أى حال.
** حتى جوارديولا الذى عاش هذا الموسم واحدا من أسوأ مواسمه، تعرض هنا للنقد، ومنه استعمال كلمة «الإفلاس» بينما لم أقرأ ولم أسمع ولم أشهد محللا أو كاتبا إنجليزيا يرى أن جوارديولا أفلس، دون إنكار أن هناك أخطاء وقع فيها وإصابا ت فى فريقه عانى منها.
** هناك ثغرات فى اختيار المدربين، تبدأ بضيق الوقت دائما، فلابد قبل الموسم مباشرة أو أثناء الموسم، أو بعد مباراة أو قبل مباراة، لابد من البحث عن مدرب جديد لسبب ما. ولهزيمة ما ومن هنا تتجه الأنظار إلى المدربين الذين علموا سابقا فى مصر، لأنهم يعرفون كرتنا التى لا نعرفها نحن. أو يكون الاختيار حسب الفلوس المتوفرة. أو يكون الاختيار حسب شهادات الخبرة، ونجاحات سابقة حققها مع أندية أخرى مختلفة، دون تقييم حقيقى لتلك النجاحات. ودون تحديد أهداف واضحة ومطلوبة للفريق.
** من المؤكد أن خبرات المدرب السابقة مهمة، لكنها ليست كل شىء. فالمدرب له فلسفة، ويجب أن نعرفها. ونعرف أيضا معلوماته الجديدة وعلومه، وشخصيته وهل يتمتع بشخصية قيادية مسيطرة أم لا يملكها. علما بأن العديد من المدربين الذين عملوا فى إفريقيا وحققوا نجاحات لم يملكوا شهادات خبرة، أو سابقة أعمال، فاللعبة ديناميكية ومتغيرة، وليست عمارة أو عمليات تشطيب بلغة المقاولات.. ومن هؤلاء كلولوردا، وبرونو ميتسو، وهيرفى رينارد، وأليو سيسيه، وغيرهم.
** شخصية المدرب مسألة مهمة تكاد أن تقترب من شهادة خبرته، فكيف يوجه لاعبيه وكيف يغضب منهم، وكيف يفرح وكيف يحترم انتصار المنافس، وما هى فلسفته، وما هو الجديد الذى يقدمه، وهل يعلم عناصر قوة اللاعب المصرى وعناصر ضعفه؟ وكيف ينمى الضعف ويستند على القوة؟
** قبل فترة تساءل الصحفى الإنجليزى مارتين صمويل فى ديلى ميل: لماذا تختار مصر مدرب أجنبى؟ وأضاف: مصر ليست دولة صغيرة فى كرة القدم على مستوى إفريقيا. إنها دولة رائدة. فالمصريون هم أنجح بلد فى كأس الأمم الإفريقية، ومنتخب مصر الأكثر نجاحا فى دورة الألعاب العربية.. والأندية المصرية هى صاحبة الألقاب الأكثر فى بطولات القارة الإفريقية. فلماذا لا يدرب منتخب مصر مدربا وطنيا؟!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هذه الرياضة التى نمارسها
هذه الرياضة التى نمارسها

العرب اليوم

timeمنذ 7 أيام

  • العرب اليوم

هذه الرياضة التى نمارسها

** 1- «قال النائب ثروت سويلم فى حواره مع الزميل هانى حتحوت بإذاعة أون إف إم إن الكابتن حلمى طولان هاجم النائب أحمد دياب رئيس الرابطة؛ لأن طولان كان يرغب فى هبوط الإسماعيلى، لخلافات سابقة بينه وبين إدارة الإسماعيلى». ** 2- «غضب جمهور الزمالك من إعلان اتصالات الشركة الراعية للأهلى، وشن حملة ضد الإعلان حتى تم سحبه، ثم غضب جمهور الزمالك من إعلان آخر لرامز جلال؛ لشعوره أن الإعلان يتضمن إسقاطًا على النادى الذى يعشقه الجمهور». ** 3- «قرأت على منصة X فى حساب باسم الدكتور إبراهيم أبو المجد: هل اعترض الأهلى أو جمهوره على تسجيل شحاتة أبو كف 6 أهداف فى مرمى الأهلى وتلاعبه بدفاع الأهلى وحارسه وعلى أنغام صوت محمد لطيف؟.. هل طالب جمهور الأهلى بمقاطعة نور الشريف أو سمير سيف أو الفنان حسن مصطفى؟!» ** 4 – «حتى اللحظة هناك تفسيرات متفاوتة ومختلفة للائحة مسابقات الرابطة بشأن موقف الأهلى من مباراة القمة التى مضت منذ يوم 11 مارس الماضى، فهل المخالفة تستوجب خصم 6 نقاط أو 3 نقاط.. وهذا على أساس أن فى تطبيق اللائحة يمكن أن تكون هناك وجهات نظر.. فهل فى مواد دستور مسابقة ما يمكن أن يسمى وجهات نظر فى التفسير»؟! ** 5- «خلافات بين رياضيين ونجوم كرة سابقين، وأصحاب حسابات وبين إداريين وإعلاميين ينتمون للأهلى وللزمالك»؟ ** 6- «عندما خسر منتخب الشباب أمام المغرب فى بطولة إفريقيا تحت 20 سنة، بعد 90 دقيقة تقريبا لعب فيها منتخب المغرب أمام منطقة جزاء منتخب مصر، خرج الكابتن أسامة نبيه موجها الشكر للاعبين على جهدهم فهل هذا هو الأداء المشرف؟ ما هو الأداء المشرف؟ كيف نقيم الأداء المشرف؟، المدير الفنى للمنتخب صرح بأن الهدف هو الفوز بالمركز الثالث بتجاوز نيجيريا، ولم يحقق الفوز وخسر الفريق 1/4 بركلات الجزاء الترجيحية. وحصل على المركز الرابع (هارد لك طبعا) لكن تم اعتبار التأهل لكأس العالم إنجازًا دون أن نرى أخطاء وأداء الفريق ونعترف بها.. فهل سنلعب كرة قدم فى كأس العالم بالمستوى اللائق؟!» **7- «أنشيلوتى أول مدرب أجنبى يدرب البرازيل بعقد طويل. هل درسنا أو فكرنا فى أوساط اللعبة وفى اتحاد كرة القدم فى أسباب تدريب مدرب أوروبى لمنتخب البرازيل. هل هناك من حلل هذا التعاقد ألا يستحق ذلك التفكير والتحليل؟!» **8 – «ما هو الوقت الضائع الذى احتسبه حكم مباراة الأهلى والبنك الأهلى التى انتهت بفوز الأهلى بهدف فى الدقيقة 96.. ما هو الوقت الصحيح بالثوانى.. 10 ثوانٍ أم 30 ثانية فرق؟ وقد كان الهدف وتوقيته محل نقاش وجدل وخلاف وزعيق وغضب»؟! ** 9- «عندما أنقذ الأوليمبى من الهبوط قبل 15 أو 16 سنة عارضت ذلك، وعندما جرت محاولات لإنقاذ الاتحاد حين داعبه شبح الهبوط بإلغاء الهبوط عارضت ذلك كتابة وقولًا على الهواء مباشرة، وقبل إلغاء الهبوط هذا الموسم عارضت ذلك أيضا.. وفى النهاية تقرر إلغاء الهبوط»؟! ** عندما يفوز عمر عسل ونور الشربينى ببطولة العالم للإسكواش ولا نحتفى بالأبطال، ولا نحلل من ينافس الإسكواش المصرى ونناقش ذلك أشعر بالأسف الشديد، وعندما أرى وداع دى بروين فى مانشستر سيتى، وغناء جمهور الفريق فى ملعب الاتحاد، وبكاء جوارديولا تأثرا، وبكاء دى بروين وتأثره، وتصريحاته وكلماته، والأجواء الاحتفالية الراقية.. أشعر أننى أهدرت مساحة هذا المقال دون الحديث بالتفصيل عن هذا الرقى فى تكريم نادٍ وجماهيره لأحد نجومه.. نعم أهدرت المساحة فى تسجيل البعض القليل من الرياضة المشوهة التى نمارسها؟ ** أعتذر بشدة وأسفى شديد على هذا الخطأ؟!

الأهلي ومدربه الجديد ريفيرو
الأهلي ومدربه الجديد ريفيرو

العرب اليوم

time١٩-٠٥-٢٠٢٥

  • العرب اليوم

الأهلي ومدربه الجديد ريفيرو

** ماذا تتوقع للمدرب الإسبانى الجديد للأهلى؟ إنه أصعب الأسئلة المتكررة كلما تولى مدرب أجنبى جديد تدريب الأهلى أو الزمالك أو المنتخب.. فهل تكون الإجابة قياسًا على تجربة سابقة لمدرب إسبانى آخر مع الأهلى، وهو جاريدو الذى حصل معه الفريق على لقبى السوبر المصرى والكونفدرالية الإفريقية خلال موسم 2014-2015 أم أن أصحاب المدرسة التدريبية الواحدة تنتج أحيانًا مدربين أصحاب فلسفة متطورة يجيدون قراءة مهارة الفريق دون غيرهم من المدربين ** لكل مدرب أفكاره وقدراته فى إدارة مهارات ونجوم الفريق، كما أن المدرب ليس شهادات خبرة فقط، وليس تجربته السابقة، فعلى سبيل المثال آخر فريق تولى قيادته خوسيه ريفيرو هو أورلاندو بايرتس، ويملك لاعبو الفريق الجنوب إفريقى مهارات، مثل القوة الجسدية والسرعات واللياقة، ولذلك يمكن أن يبنى مدربه أفكاره على تلك المهارات مبدئيًا، بجانب فلسفته فى ممارسة الكرة، ومركز الفريق الذى دربه، فاورلاندو ليس مماثلًا لفريق صن داونز مثلًا. ولا شك أن الأهلى فريق بطولة، وهو ما يفرض عقلية وفلسفة هجومية، وتحقيق ذلك يبدأ بمستوى لياقة وجهد بدنى، خاصة أن التحرك المستمر للاعبين يضمن تطبيق أسلوب تبادل الكرة، والمراكز وصناعة المساحات. ** ولذلك الإجابة البديلة للسؤال التقليدى، هى تناول المدرسة التدريبية التى أتى منها المدرب. لكن قبل ذلك أذكر أن رينيه فايلر السويسرى لم يكن مدربًا مشهورًا، لكنه حقق نجاحًا فنيًا مع الأهلى. ** مدرسة التدريب الإسبانية تعتمد التمرير سلاحًا مبدئيًا ضاربًا فى الجذور، وتلك المهارة تعود إلى حقبة الستينيات من القرن الماضى، ومن يشاهد مباريات ريال مدريد أثناء زيارته القاهرة للعب مع الزمالك سيجد أن التمرير وتبادل الكرة كان أسلوبًا للفريق. وجذور كرة القدم فى دولة ما تظل على حالها إلى أن يأتى مدرب يضيف الجديد، فكم مرة لعبت إيطاليا فى كأس العالم وكم مرة عانت فى الدور الأول وظلت مهددة بالخروج؟ ** مهارة تبادل الكرة بالأسلوب الإسبانى جرى تطويرها بمرور السنين ومع تطور كرة القدم. ويرى كثيرون أن لويس أراجونيس، المدير الفنى السابق للمنتخب الإسبانى، هو صاحب الثورة التى نهضت باللعبة وبالمنتخب، والتى بدأت فى 2008 بالفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية. خاصة أن أراجونيس طوّر من عقلية اللاعب واعتمد على نجوم شباب صغار السن، لبناء فريق يتحرر من عقدة الهزائم المتكررة طوال 25 عامًا إلى فريق يملك شخصية وعقلية البطل. ** تطوير الكرة الإسبانية كان نتيجة تطوير مدرسة التدريب الإسبانية، وشارك فى ذلك يوهان كرويف، وبيب جوارديولا مع برشلونة، فقد ظلت مدرسة التدريب تعتمد على التمرير ورسخ أسلوب تيكى تاكا الذى اخترع تسميته المعلق الإسبانى الشهير أندرياس مونتيس أثناء مباراة إسبانيا وتونس فى مونديال ألمانيا 2006، والأسلوب مزيج بين الكرة الشاملة الهولندية، وبين أسلوب لعب الإسبان. ** وتيكى تاكا هو أسلوب يقوم على التمرير القصير والتحرك فتمضى الكرة فى عدة قنوات خلال اللعب. والاحتفاظ بالكرة، وهو أسلوب لعب برشلونة والمنتخب وهو تحت قيادة لويس أرجانوس وفينيستى ديل بوسكى، والشعار واحد، استقبل الكرة، ومررها، وتحرك. ** وفى هذا الأسلوب تتحرك الكرة ويتبادلها اللاعبون. وهذا الأسلوب سمح للإسبان بالسيطرة على مراكز اللعب وعلى الخصم.. وفى الكرة الشاملة كان ميتشلز يرى أن أى لاعب يستطيع أن يقوم بدور أى لاعب آخر.. وهذا الأسلوب الذى يلعب به منتخب إسبانيا وفريق برشلونة، يقضى بكثرة تبادل الكرة، وابتدعته مدرسة برشلونة خصيصًا لصغر حجم لاعبى الفريق فى مواجهة القوة والطول فى الفرق الأوروبية الأخرى.. فاللاعب القوى يمر من خصم قوى، ومجموعة لاعبين قصار يمكنهم هزيمة لاعب يملك القوة البدنية وطويل بالتمرير. ** سيبدأ ريفيرو عمله مع الأهلى بتحدٍ كبير، وهو كأس العالم للأندية، ليلعب أمام إنتر ميامى، ثم بالميراس البرازيلى، ثم بورتو البرتغالى. ويذكر أن مدرسة التدريب الإسبانية لاتينية، مثل البرازيلية والبرتغالية والإيطالية والفرنسية. وهى مزيج بين المهارة الفردية، والتمرير القصير المباشر، والتحرك.. وهو ما ينتظر أن يقدمه ريفيرو مع الأهلى.

الخطيب أم كولر.. أم نموذج الإدارة؟ (3-3)
الخطيب أم كولر.. أم نموذج الإدارة؟ (3-3)

العرب اليوم

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • العرب اليوم

الخطيب أم كولر.. أم نموذج الإدارة؟ (3-3)

فى الحلقتين الماضيتين تحدثنا عن مظاهر الخلل فى النموذج الإدارى فى مؤسسة الأهلى، رغم تحقيق النادى الكثير من الإنجازات، ولكن فى رأيى أن الأهم هو المؤسسة واستمرارها فى المستقبل. نعم تحققت بطولات، ولكن على المدى الطويل- خصوصًا مع غياب الرؤية والتخطيط العلمى- سيتحول الأهلى، المؤسسة الكبيرة والعريقة والناجحة، إلى مجرد نادٍ مثل باقى الأندية فى مصر. إن استمرار السياسات الحالية لإدارة النادى دون إصلاحات جذرية ينذر بتبعات خطيرة على المستقبل، ومنها التراجع الفنى وفقدان الهيبة، وقد بدأت بوادر ذلك فى الظهور عبر خسارة القمة إداريًا (بالانسحاب) وخروج الفريق من بطولة دورى أبطال إفريقيا لعام ٢٠٢٥، فإذا لم تستقر المنظومة فقد يجد الأهلى نفسه متأخرًا عن ركب المنافسة محليًا وقاريًا. المؤسسات الرياضية كالأهلى تُبنى على الثقة والروح الجماعية. القرارات المثيرة للجدل قد تؤدى إلى نزيف فى الكفاءات الإدارية داخل النادى. فالإداريون أصحاب الخبرة ربما يبتعدون إذا همّشتهم القيادة الحالية أو شعروا أن دورهم صورى. كما أن المواهب الشابة إداريًا قد لا تجد بيئة مشجعة فتتجه لأماكن أخرى. أما على المستوى الجماهيرى، فأرى أن الخطر الأكبر هو اهتزاز ثقة جمهور الأهلى فى إدارة ناديه، وهو أمر غير مألوف تاريخيًا، لكنه إن حدث فقد يترجم إلى ضغط متواصل وربما تغيرات جذرية فى الانتخابات المقبلة. أما ماليًا، فإن تراجع النتائج وصورة التخبط قد تؤثر سلبًا على عقود الرعاية والإعلانات مستقبلًا، فالشركات تفضل الارتباط بمنظومات ناجحة ومستقرة. كذلك تفكك وحدة الصف الداخلى هو أحد المخاطر فى إدارة النادى، لطالما كان الأهلى معروفًا بعبارة «مبادئ الأهلي» التى تُجسد قيم الانضباط والولاء والاحترام داخل المنظومة. السياسات الحالية إن واصلت تجاهل صوت الجماهير وبعض العاملين، فقد تُحدِث شرخًا فى هذه القيم. لا تقتصر دلالات حالة النادى الأهلى تحت الإدارة الحالية على نطاق الرياضة فقط، بل يمكن اعتبارها نموذجًا مصغرًا لخلل الإدارة المؤسسية فى أى مستوى تدار بأسلوب مشابه. إن حالة إدارة الأهلى تذكّرنا بأهمية مبادئ الإدارة الرشيدة: فوجود رؤية واضحة يوجه الجميع نحو هدف مشترك، ووجود حوكمة (إدارة جماعية ومتابعة ومحاسبة) يمنع الوقوع فى الأخطاء القاتلة، والشفافية فى القرارات تضمن الدعم الشعبى الداخلى والخارجى. وعندما يغيب كل ذلك، حتى كيان بحجم الأهلى يمكن أن يترنح. أرى أن هذا النموذج يحمل بذور الحل؛ إذ إن كشف مواطن الخلل بوضوح هو الخطوة الأولى للإصلاح. سواء فى الأهلى أو غيره من المؤسسات. الإدراك الجمعى بأن المشكلة تكمن فى أسلوب الإدارة سيحفز على تغيير النهج أو تغيير القيادة نحو أخرى أكثر التزامًا بالمؤسسية. وكما نهضت مؤسسات كثيرة من عثراتها، يستطيع الأهلى أيضًا أن يستعيد توازنه إذا استوعبت إدارته الدرس أو أُتيحت الفرصة لقيادة تتبنّى تلك المبادئ. من الخطأ تصور أن أى مؤسسة ناجحة -مهما كان حجمها- محصنة من الانهيار، فعوامل الانهيار الإدارى موجودة إذا وجدت التربة الخصبة لذلك، وبالتالى فإن الرسالة هنا تتجاوز الأهلى لتصل إلى كل مؤسسة تعانى من أعراض مماثلة فى الإدارة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store