
زوار أكثـــر وإنفــــاق أقـــــل
فكثير من السياح اضطروا إلى تعديل عاداتهم واختيار بدائل أقل تكلفة للاستمتاع بتجربتهم التركية من دون تجاوز ميزانياتهم.
ويشير خبراء قطاع السفر والسياحة إلى مفارقة لافتة في المشهد التركي وهي أن أعداد السياح تتزايد، لكن إنفاق الفرد الواحد يتراجع.. ففي صيف 2024، أصبح من المعتاد أن ترى مجموعات من الزوار يقفون في ساحات المدن صباحا، يتبادلون الآراء حول المطاعم التي تقدم أفضل العروض، أو يبحثون عن شركات طيران توفر أسعارا مخفضة.
انخفاض الإنفاق
تؤكد البيانات الرسمية هذا التغيير في إنفاق السياح، إذ أظهرت التقارير أن متوسط الإنفاق الفردي للسائح انخفض قليلا ليبلغ نحو 970 دولارا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 بعد أن كان قرابة 1400 دولار.
كما تقلصت مدة الإقامة المتوسطة من 11.3 ليلة في 2023 إلى قرابة 10.6 ليلة في 2024، في مؤشر على سعي الزوار لتقليص التكاليف.
كما ارتفع متوسط الإنفاق الليلي لكل زائر بنسبة 9 % في الربع الرابع من عام 2024 ليصل إلى 97 دولارا.
هذه التحولات انعكست أيضا على عادات الإنفاق داخل تركيا، فقد تراجعت المصروفات على الأطعمة والمشروبات بنسبة 2.2 % خلال 2024، مع ملاحظة أن كثيرين من الزوار باتوا يفضلون المأكولات المحلية البسيطة مثل السميت والدونر الشعبي، بدلا من قوائم الطعام الفاخرة في المطاعم الراقية.
أرقام قياسية
تظهر الإحصاءات الرسمية أن قطاع السياحة التركي واصل تحقيق معدلات نمو استثنائية خلال 2024، مسجلا قفزة نوعية في أعداد الزوار والإيرادات.
فقد استقبلت تركيا خلال العام الماضي 52.63 مليون سائح أجنبي، بزيادة 6.95 % مقارنة بعام 2023 الذي سجل 49.2 مليون زائر.
وعند احتساب الأتراك المقيمين في الخارج، ارتفع العدد الإجمالي إلى نحو 62.27 مليون زائر في 2024، وهو ما لم يكسر الرقم القياسي السابق فحسب، بل تجاوز أيضا التقديرات الحكومية التي استهدفت استقبال 61 مليون زائر بنهاية العام.
هذه الطفرة في أعداد السياح انعكست مباشرة على الإيرادات، حيث قفزت العوائد السياحية إلى مستوى تاريخي بلغ 61.1 مليار دولار في 2024، مقارنة بـ54.3 مليار دولار في 2023 بزيادة قدرها 8.3%، وبفارق شاسع عن مستوى 34.5 مليار دولار قبل جائحة كورونا.
ارتفاع العائدات
وبحسب معطيات صادرة عن هيئة الإحصاء التركية، ارتفعت العائدات خلال الربع الأول من العام الجاري 5.6% مقارنة بالفترة نفسها من 2024، لتصل إلى 9 مليارات و451 مليونا و244 ألف دولار.
وإقليميا، ما تزال الدول العربية تحتفظ بحصة جيدة من الزوار الأجانب إلى تركيا، مع تنوع دوافع السفر بين القرب الجغرافي، والرغبة في التسوق، والسياحة العائلية.
ومع هذا الأداء اللافت، رفعت الحكومة التركية سقف توقعاتها لعام 2025، مستهدفة استقبال 64 مليون زائر وتحقيق إيرادات تصل إلى 63.6 مليار دولار، في مؤشر على الثقة بقدرة تركيا على الاحتفاظ بموقعها كواحدة من أكثر الوجهات السياحية جذبا في العالم، رغم تحديات التضخم وتقلبات الاقتصاد العالمي.
التضخم والإنفاق
فرضت موجات التضخم المتتالية التي ضربت الاقتصاد التركي خلال الأعوام الماضية واقعا جديدا على أنماط إنفاق السياح، فأعادت رسم أولوياتهم بشكل ملحوظ.
ففي مطلع عام 2023، بلغ معدل التضخم ذروته متجاوزا 60 %، ورغم تراجع حدته لاحقا، ما تزال الأسعار مرتفعة بنسبة 35.4 % في مايو/ أيار الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وتظهر البيانات الأحدث أن معدل التضخم سجل تراجعا طفيفا بين شهري أبريل/ نيسان ومايو/ أيار الماضيين، إذ انخفض من 37.9 % في أبريل/ نيسان إلى 35.41 % في مايو/ أيار، مما أسهم في تخفيف نسبي للضغوط الاقتصادية، وإن كان هذا الانخفاض لم ينعكس بعد بشكل ملموس على تكاليف المعيشة والخدمات السياحية.
ورغم هذا التحسن النسبي، تظل تكاليف الغذاء والإقامة والخدمات السياحية باهظة الثمن مقارنة بالسنوات الماضية، وهو ما دفع كثيرا من الزوار إلى مراجعة أولوياتهم في الإنفاق.
ويرى محللون أن هذا الواقع جعل السائح في مفترق طرق بين شغفه باستكشاف جمال تركيا، وقلقه من الفاتورة النهائية للرحلة، مما أدى إلى تغير نمط استهلاكه ليصبح أكثر وعيا وتخطيطا.
تغير بالعادات
يقول المرشد السياحي في بلدة كاش الساحلية على البحر الأبيض المتوسط سركان أردوغان إن «السياح باتوا أكثر وعيا بالأسعار مقارنة بالسنوات الماضية، لكن ذلك لم يُضعف شغفهم بجمال تركيا وتنوع تجاربها».
ويضيف سركان أردوغان، في تصريح للجزيرة نت، أن أغلب الحجوزات الصيفية تتركز اليوم على خيارات مرنة واقتصادية، حيث يفضل كثير من الزوار زيارة المواقع المجانية، مثل المتاحف الحكومية في الأيام المفتوحة للجمهور، أو المعالم التاريخية والشواطئ العامة، إلى جانب الاستمتاع بالأنشطة الثقافية المنخفضة التكلفة.
وأشار المرشد السياحي التركي إلى أنه حتى في مدينة أنطاليا لؤلؤة الريفييرا التركية أصبح الحرص على الميزانية سمة بارزة لدى السياح.
فبدلا من قضاء أسبوع كامل في منتجع فاخر، يختار العديد منهم استئجار شقة صغيرة في المدينة لبضعة أيام، والتنزه في الأسواق الشعبية التي تقدم مأكولات تركية تقليدية بأسعار معقولة، مثل الكباب والفطائر، مما يمنحهم تجربة محلية أصيلة من دون إرهاق ميزانياتهم.
ولم يقتصر التحول في سلوك السياح على تقليص حجم إنفاقهم، بل امتد ليشمل اختياراتهم للوجهات وأنماط حياتهم اليومية أثناء الرحلات.
فقد أظهرت استطلاعات أجرتها شركات الطيران والفنادق في تركيا تزايدا ملحوظا في الإقبال على السفر خلال موسمي الربيع والخريف بدلا من فصل الصيف الذي يشهد ازدحاما وارتفاعا كبيرا في الأسعار، وذلك بحثا عن تكلفة أقل وتجربة أكثر هدوءا.
كما لوحظ اتجاه متزايد بين الزوار لتبني أنماط تنقل أكثر اقتصادية، إذ أصبح المشي والتجوال واستخدام وسائل النقل العامة، مثل العبّارات وسيارات الأجرة المشتركة، بديلا شائعا عن الرحلات الخاصة الباهظة الثمن..وبرزت أيضا توجهات جديدة، مثل الاعتماد على الباقات السياحية الشاملة بدلا من تنظيم الرحلة بشكل منفصل، مما يتيح للسائح التحكم بشكل أفضل في ميزانيته. ولعب المرشدون المحليون دورا مهما في توجيه الزوار نحو خيارات اقتصادية ونصائح ذكية للتسوق وتجنب النفقات غير الضرورية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الوطن
منذ يوم واحد
- جريدة الوطن
زوار أكثـــر وإنفــــاق أقـــــل
رغم موجات التضخم الحادة التي شهدتها تركيا خلال العامين الماضيين، لم تفقد البلاد مكانتها كواحدة من أكثر الوجهات جذبا للسياح في العالم.. لكن خلف هذه الأرقام الباهرة، يبرز مشهد آخر في الأسواق والأحياء السياحية، حيث أصبح التضخم عاملا ضاغطا على ميزانيات الزوار. فكثير من السياح اضطروا إلى تعديل عاداتهم واختيار بدائل أقل تكلفة للاستمتاع بتجربتهم التركية من دون تجاوز ميزانياتهم. ويشير خبراء قطاع السفر والسياحة إلى مفارقة لافتة في المشهد التركي وهي أن أعداد السياح تتزايد، لكن إنفاق الفرد الواحد يتراجع.. ففي صيف 2024، أصبح من المعتاد أن ترى مجموعات من الزوار يقفون في ساحات المدن صباحا، يتبادلون الآراء حول المطاعم التي تقدم أفضل العروض، أو يبحثون عن شركات طيران توفر أسعارا مخفضة. انخفاض الإنفاق تؤكد البيانات الرسمية هذا التغيير في إنفاق السياح، إذ أظهرت التقارير أن متوسط الإنفاق الفردي للسائح انخفض قليلا ليبلغ نحو 970 دولارا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 بعد أن كان قرابة 1400 دولار. كما تقلصت مدة الإقامة المتوسطة من 11.3 ليلة في 2023 إلى قرابة 10.6 ليلة في 2024، في مؤشر على سعي الزوار لتقليص التكاليف. كما ارتفع متوسط الإنفاق الليلي لكل زائر بنسبة 9 % في الربع الرابع من عام 2024 ليصل إلى 97 دولارا. هذه التحولات انعكست أيضا على عادات الإنفاق داخل تركيا، فقد تراجعت المصروفات على الأطعمة والمشروبات بنسبة 2.2 % خلال 2024، مع ملاحظة أن كثيرين من الزوار باتوا يفضلون المأكولات المحلية البسيطة مثل السميت والدونر الشعبي، بدلا من قوائم الطعام الفاخرة في المطاعم الراقية. أرقام قياسية تظهر الإحصاءات الرسمية أن قطاع السياحة التركي واصل تحقيق معدلات نمو استثنائية خلال 2024، مسجلا قفزة نوعية في أعداد الزوار والإيرادات. فقد استقبلت تركيا خلال العام الماضي 52.63 مليون سائح أجنبي، بزيادة 6.95 % مقارنة بعام 2023 الذي سجل 49.2 مليون زائر. وعند احتساب الأتراك المقيمين في الخارج، ارتفع العدد الإجمالي إلى نحو 62.27 مليون زائر في 2024، وهو ما لم يكسر الرقم القياسي السابق فحسب، بل تجاوز أيضا التقديرات الحكومية التي استهدفت استقبال 61 مليون زائر بنهاية العام. هذه الطفرة في أعداد السياح انعكست مباشرة على الإيرادات، حيث قفزت العوائد السياحية إلى مستوى تاريخي بلغ 61.1 مليار دولار في 2024، مقارنة بـ54.3 مليار دولار في 2023 بزيادة قدرها 8.3%، وبفارق شاسع عن مستوى 34.5 مليار دولار قبل جائحة كورونا. ارتفاع العائدات وبحسب معطيات صادرة عن هيئة الإحصاء التركية، ارتفعت العائدات خلال الربع الأول من العام الجاري 5.6% مقارنة بالفترة نفسها من 2024، لتصل إلى 9 مليارات و451 مليونا و244 ألف دولار. وإقليميا، ما تزال الدول العربية تحتفظ بحصة جيدة من الزوار الأجانب إلى تركيا، مع تنوع دوافع السفر بين القرب الجغرافي، والرغبة في التسوق، والسياحة العائلية. ومع هذا الأداء اللافت، رفعت الحكومة التركية سقف توقعاتها لعام 2025، مستهدفة استقبال 64 مليون زائر وتحقيق إيرادات تصل إلى 63.6 مليار دولار، في مؤشر على الثقة بقدرة تركيا على الاحتفاظ بموقعها كواحدة من أكثر الوجهات السياحية جذبا في العالم، رغم تحديات التضخم وتقلبات الاقتصاد العالمي. التضخم والإنفاق فرضت موجات التضخم المتتالية التي ضربت الاقتصاد التركي خلال الأعوام الماضية واقعا جديدا على أنماط إنفاق السياح، فأعادت رسم أولوياتهم بشكل ملحوظ. ففي مطلع عام 2023، بلغ معدل التضخم ذروته متجاوزا 60 %، ورغم تراجع حدته لاحقا، ما تزال الأسعار مرتفعة بنسبة 35.4 % في مايو/ أيار الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وتظهر البيانات الأحدث أن معدل التضخم سجل تراجعا طفيفا بين شهري أبريل/ نيسان ومايو/ أيار الماضيين، إذ انخفض من 37.9 % في أبريل/ نيسان إلى 35.41 % في مايو/ أيار، مما أسهم في تخفيف نسبي للضغوط الاقتصادية، وإن كان هذا الانخفاض لم ينعكس بعد بشكل ملموس على تكاليف المعيشة والخدمات السياحية. ورغم هذا التحسن النسبي، تظل تكاليف الغذاء والإقامة والخدمات السياحية باهظة الثمن مقارنة بالسنوات الماضية، وهو ما دفع كثيرا من الزوار إلى مراجعة أولوياتهم في الإنفاق. ويرى محللون أن هذا الواقع جعل السائح في مفترق طرق بين شغفه باستكشاف جمال تركيا، وقلقه من الفاتورة النهائية للرحلة، مما أدى إلى تغير نمط استهلاكه ليصبح أكثر وعيا وتخطيطا. تغير بالعادات يقول المرشد السياحي في بلدة كاش الساحلية على البحر الأبيض المتوسط سركان أردوغان إن «السياح باتوا أكثر وعيا بالأسعار مقارنة بالسنوات الماضية، لكن ذلك لم يُضعف شغفهم بجمال تركيا وتنوع تجاربها». ويضيف سركان أردوغان، في تصريح للجزيرة نت، أن أغلب الحجوزات الصيفية تتركز اليوم على خيارات مرنة واقتصادية، حيث يفضل كثير من الزوار زيارة المواقع المجانية، مثل المتاحف الحكومية في الأيام المفتوحة للجمهور، أو المعالم التاريخية والشواطئ العامة، إلى جانب الاستمتاع بالأنشطة الثقافية المنخفضة التكلفة. وأشار المرشد السياحي التركي إلى أنه حتى في مدينة أنطاليا لؤلؤة الريفييرا التركية أصبح الحرص على الميزانية سمة بارزة لدى السياح. فبدلا من قضاء أسبوع كامل في منتجع فاخر، يختار العديد منهم استئجار شقة صغيرة في المدينة لبضعة أيام، والتنزه في الأسواق الشعبية التي تقدم مأكولات تركية تقليدية بأسعار معقولة، مثل الكباب والفطائر، مما يمنحهم تجربة محلية أصيلة من دون إرهاق ميزانياتهم. ولم يقتصر التحول في سلوك السياح على تقليص حجم إنفاقهم، بل امتد ليشمل اختياراتهم للوجهات وأنماط حياتهم اليومية أثناء الرحلات. فقد أظهرت استطلاعات أجرتها شركات الطيران والفنادق في تركيا تزايدا ملحوظا في الإقبال على السفر خلال موسمي الربيع والخريف بدلا من فصل الصيف الذي يشهد ازدحاما وارتفاعا كبيرا في الأسعار، وذلك بحثا عن تكلفة أقل وتجربة أكثر هدوءا. كما لوحظ اتجاه متزايد بين الزوار لتبني أنماط تنقل أكثر اقتصادية، إذ أصبح المشي والتجوال واستخدام وسائل النقل العامة، مثل العبّارات وسيارات الأجرة المشتركة، بديلا شائعا عن الرحلات الخاصة الباهظة الثمن..وبرزت أيضا توجهات جديدة، مثل الاعتماد على الباقات السياحية الشاملة بدلا من تنظيم الرحلة بشكل منفصل، مما يتيح للسائح التحكم بشكل أفضل في ميزانيته. ولعب المرشدون المحليون دورا مهما في توجيه الزوار نحو خيارات اقتصادية ونصائح ذكية للتسوق وتجنب النفقات غير الضرورية.


جريدة الوطن
منذ يوم واحد
- جريدة الوطن
وجهة العائلات العـــــربية
تخيل نفسك تستيقظ على همسات الطبيعة، حيث تتناغم زقزقة العصافير مع نسيم البحر العليل الذي يتسلل برفق عبر النوافذ، تحيط بك الجبال الخضراء التي تلامس السماء، وتنساب أمامك مياه الأنهار الصافية التي تعكس أشعة الشمس الذهبية..في قلب الريف التركي على ساحل البحر الأسود، يكمن سحر الطبيعة والهدوء العميق الذي يجعل من هذه المنطقة وجهة مثالية للعائلات العربية، وخاصة الخليجية، الباحثة عن الاسترخاء والراحة، بعيدا عن صخب الحياة اليومية. يمتاز الريف التركي في منطقة البحر الأسود بتنوعه الطبيعي الخلاب وثقافته الغنية، إذ توفر هذه المنطقة مناظر طبيعية رائعة تشمل جبالا خضراء كثيفة، وشلالات مدهشة، وبحيرات هادئة، مما يجعلها وجهة مثالية للعائلات التي ترغب في قضاء وقت ماتع وسط الطبيعة. اعتدال الطقس ويشكل الطقس في مدن الشمال التركي نموذجا لاعتدال درجات الحرارة في فصل الصيف، مما يجعل شهور الربيع والصيف وبداية الخريف، وتحديدا من مايو/ أيار حتى أكتوبر/ تشرين الأول، من أفضل الأوقات للزيارة والتمتع بجمال الطبيعة، خلال هذه الأشهر، ويمكن للزوار الاستمتاع بالمناخ المعتدل والمناظر الخلابة، أما بقية شهور السنة، فتتميز بالبرد القارس وكثرة تساقط الثلوج والأمطار. وللوصول إلى الشمال التركي، تتوفر عدة مطارات رئيسة تسهل السفر إليها، من أبرز هذه المطارات مطار طرابزون الدولي، مطار سامسون كارسامبا، مطار أوردو – غيرسون. وتتنوع رحلات الطيران المباشرة إلى هذه المطارات من مختلف الدول العربية والخليجية، وتتراوح تكلفة السفر من الدول العربية والخليجية إلى مطارات الشمال التركي بين 300 و600 دولار أميركي، حسب الموسم وتوقيت الحجز، فترتفع في فصل الصيف والربيع قليلا بسبب الطلب المتزايد، بينما يمكن العثور على تذاكر بأسعار أقل خلال فصول الخريف والشتاء. تتراوح تكاليف الإقامة في الشمال التركي بناءً على نوع الإقامة والموقع والمدينة. إليك بعض الخيارات المتاحة: الفنادق الفاخرة: تتراوح أسعار الإقامة من 100 إلى 400 دولار في الليلة. الفنادق المتوسطة: تتراوح أسعار الإقامة من 50 إلى 100 دولار في الليلة. بيوت الضيافة والأكواخ الخشبية: تتراوح أسعار الإقامة بين 180 و250 دولارا لليلة. تتميز المدن والقرى في الشمال التركي بتقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة الشهية وتتراوح تكلفة الوجبة الواحدة بين 5 إلى 60 دولارا للشخص حسب المطعم والوجبة المقدمة. تشمل تكاليف المواصلات في الشمال التركي خيارات متعددة مثل تأجير السيارات التي تتراوح بين 40 إلى 60 دولارا في اليوم أو ووسائل النقل العام التي تتراوح بين دولار واحد و3 دولارات للرحلة الواحدة. أهم المناطق يضمّ الشمال التركي عدة مناطق ومدن تتميز بجمالها الساحر، ومساحاتها الخضراء اليانعة، إضافة إلى الإطلالات الرائعة على البحر الأسود التي تتنوع بين الجبال والتلال والسهول، وفيما يلي قائمة بأبرز الأنشطة السياحية التي يُمكنك القيام بها عند اتخاذك قرار السياحة في الشمال التركي. طرابزون ودير سوميلا يمكنك أن تبدأ رحلتك في طرابزون، المدينة التي تجمع بين التاريخ والطبيعة في لوحة فنية متكاملة، فهي ليست مجرد مدينة ساحلية على البحر الأسود، بل باتت مقصدا سياحيا مميزا بفضل معالمها التاريخية والطبيعية الفريدة. ففي شوارع طرابزون الضيقة التي تعج بالحياة والحركة يمكنك استكشاف الأسواق التقليدية التي تبيع كل شيء من التوابل والأعشاب المحلية إلى الحرف اليدوية والمشغولات التقليدية، كما يعد دير سوميلا أحد أبرز المعالم التاريخية في المدينة والذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي. ويقع الدير على منحدر جبلي شاهق، مما يتيح للزوار الاستمتاع بإطلالات خلابة على الوادي والغابات الكثيفة المحيطة به، ولا تكتمل زيارة طرابزون من دون زيارة قلعتها التاريخية التي تروي حكايات العصور القديمة، بالإضافة إلى زيارة قرية أوزونغول وبحيرتها الساحرة في قلب جبال طرابزون، وهي واحدة من أكثر الوجهات جذبا للسياح بفضل جمالها الطبيعي.


جريدة الوطن
منذ 4 أيام
- جريدة الوطن
«إكسوما».. الملاذ السري للأثرياء والمشاهير
تتزايد شهرة جزيرة إكسوما على خريطة السياحة العالمية حاليا؛ حيث تعد هذه الجزيرة، التي تنتمي إلى سلسلة جزر البهاما في منطقة البحر الكاريبي، إذ توصف بالجنة السرية للأثرياء والمشاهير مثل مادونا وجون ترافولتا وواحدة من أكثر الوجهات الرومانسية. وتشتمل إكسوما على 365 جزيرة، وتمتد بطول 190 كيلومترا في الشمال الشرقي من كوبا، وتضم دولة جزر البهاما بأكملها أكثر من 3 آلاف جزيرة، بما في ذلك مناطق الشعاب المرجانية، والتي تعرف باسم الجزر الصغيرة المنخفضة. أجواء البحر الكاريبي وتنتمي منطقة إكسوما إلى الجزر الخارجية وتقع على مسافة ساعة بالطائرة من مدينة ناسو، عاصمة جزر البهاما، والتي تقع في جزيرة «نيو بروفيدانس»، ويعيش معظم سكان البهاما على هذه الجزيرة، وتسود أجواء الترفيه والمتعة في الجزر الخارجية. وتنخفض الكثافة السكانية في العديد من الجزر الخارجية، بل إن أغلب هذه الجزر ليس مأهولا بالسكان، وبالتالي فإن الشواطئ غالبا ما تكون مهجورة لمسافات تمتد لعدة كيلومترات، وترتسم سمات العزلة على الكثير من الخلجان والشعاب المرجانية، ولا عجب في أن الغواصين والبحارة دائما ما يبحثون عن مثل هذه المواقع. وينعم السياح أيضا بأجواء البحر الكاريبي الرائعة في جزيرتي «جريت إكسوما» و«ليتل إكسوما»، اللتين يسكنهما حوالي 3 آلاف و600 نسمة، بالإضافة إلى السياح، الذين يقيم معظمهم في الجزيرتين، ويقضي السياح أوقاتهم في الاسترخاء، أو ممارسة السباحة والغوص، والتجديف ولعب الغولف. سياحة الجزر غير المأهولة ومن ضمن البدائل الأخرى الانطلاق في جولة بالقارب لزيارة إحدى الجزر غير المأهولة في منطقة إكسوما، والتي تتكون في أغلب الأحيان من رواسب الشعاب المرجانية والحجر الرملي، وفي أوقات سابقة استغل القراصنة هذه الجزر كمواقع للتخفي والاختباء، أو نقاط انطلاق لشن هجمات جديدة، أما اليوم فقد تحولت هذه الجزر إلى ملكية خاصة للأثرياء وصفوة المجتمع. وأوضح جاستن لايتهاوس، المرافق للمجموعة السياحية على متن القارب إكسوماس ووتر سبوتس، قائلا: «ترجع ملكية الجزيرة، التي أمامنا إلى الساحر الشهير ديفيد كوبرفيلد»، وهي عبارة عن إحدى البقع الملونة في البحر. ولا تضم الجزيرة سوى 4 مقاعد على الشاطئ ومنصة خشبية قائمة على ركائز متينة، ويظهر على الشاطئ أحد موظفي الخدمة ملوحا للقارب بيديه وهو مبتسم، وتخفي جزيرة موشا كاي الكثير من الأسرار في غابتها الكثيفة. أكثر من 50 ألف دولار لليلة وأضاف جاستن لايتهاوس «تتكلف الليلة أكثر من 50 ألف دولار في هذه الجزيرة؛ حيث ينعم المشاهير وصفوة المجتمع بأجواء الخصوصية، وقد احتفل مؤسس غوغل، سيرجي برين، بزواجه على هذه الجزيرة عام 2007». وخلال جولة القارب تذهب المجموعة السياحية بشكل أعمق في المحمية الطبيعية «إكسوما كايس لاند آند سي»، ويضفي القبطان جاستن أجواء الإثارة والمتعة على الجولة بالتوقف أمام كهف «ثاندربول». آثار أفلام جيمس بوند وشهدت هذه المنطقة قبل أكثر من 60 عاما قيام طاقم أفلام جيمس بوند بتصوير مشاهد مطاردة سريعة ضمن أحداث فيلم «فاير بال (Fireball)، وفي مرحلة لاحقة تم تصوير النسخة الجديدة من فيلم»نيفر سي نيفر أغين«(Never Say Never Again)، وتتكسر بعض الأمواج الصغيرة أمام باب الكهف المخفي عن الأنظار. ويقتفي السياح من عشاق السباحة والغوص آثار جيمس بوند، وتنطلق أسماك الملائكية بلونها الأزرق والأصفر، وكذلك أسماك دامسيل المخططة في المياه، كما تظهر أعداد لا حصر لها من أسماك النهاش ذات الذيل الأصفر، الذي يتلألأ تحت الضوء الساقط عليها من فتحة في سقف الكهف. الحيوانات من عوامل الجذب السياحي وتشاهد المجموعة السياحية على متن القارب مجموعة من الحيوانات المختلفة؛ حيث توجد حيوانات إغوانة الصخور (نوع سحالي من فصيلة الإغوانية) وتنانين صغيرة ذات أشواك ظهرية صغيرة في جزيرة»آلينز كاي«، وقد تعرضت حيوانات إغوانة الصخور لخطر الانقراض، ولا تزال مهددة إلى اليوم، وتعتبر من عوامل الجذب السياحي. ويمكن للسياح مشاهدة أسماك القرش، مصراعية الفم، أمام جزيرة»كومباس كاي»، وتمرح هذه الأسماك، التي يصل طولها إلى 4 أمتار بالقرب من الرصيف الخشبي والسباحين وتتعامل بسلام مع البشر بشكل عام. انتقادات حماة البيئة وتنظر منظمات حماية البيئة والحياة البحرية في جزيرة إكسوما، مثل الصندوق العالمي للطبيعة، بعين الانتقاد إلى عمليات إطعام الحيوانات؛ نظرا لأن مثل هذه العمليات يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في النظام البيئي وزيادة الضغط على الحيوانات، كما أن زيادة النشاط السياحي أو الممارسات غير السليمة يمكن أن تؤدي إلى تدمير الموارد، التي يعتمد عليها قطاع السياحة. ويبدو أنه لا يتم الالتزام بمثل هذه التعليمات قبالة سواحل جزيرة ستوكنج؛ حيث يتم بيع صناديق تحتوي على لحم الحلزون من أجل إطعام أسماك الراي، والتي تحوم حول أرجل السباحين في المياه العميقة، وتقوم هذه الأسماك الغضروفية بتناول الوجبة الخفيفة من أيدي السياح.