
الصين تجري اختبارات حديثة لمقاتلة الجيل السادس J-50
أظهرت صور نُشرت حديثاً على منصات التواصل الاجتماعي الصينية ما يبدو أنها طائرة شبحية مستقبلية بدون ذيل تُجري اختبارات سير على المدرج، وربما اختبارات طيران على ارتفاعات منخفضة بالقرب من منشآت شركة "شنيانج للطائرات" (Shenyang Aircraft) في مقاطعة لياونينج، وفق موقع Army Recognition.
ويُعتقد أن هذه الصور تعود إلى الطائرة المقاتلة الصينية من الجيل السادس، والمعروفة بشكل غير رسمي باسم J-50.
وعلى الرغم من أن وجود الطائرة لم يتم تأكيده رسمياً من قِبَل السلطات الصينية، إلا أن انتشار هذه الصور، مطلع أبريل الجاري، التي تُظهر تصميم جناح مائلاً بشكل حاد، وفتحات تهوية بطنية، وجسماً أملساً يمتص أشعة الرادار، يقدّم أقوى مؤشر علني حتى الآن على أن الصين تُسرّع طموحاتها القتالية الجوية من الجيل التالي.
برنامج J-50
تتميز الطائرة الشبحية المقاتلة J-50 بتصميم يشبه بشكل كبير التصاميم المفاهيمية المرتبطة بمقاتلات الجيل السادس، إذ تفتقر إلى مثبتات عمودية، وهي ميزة رئيسية تهدف إلى تقليل رؤية الرادار، وتتميز بهيكل جناح وجسم مُحسَّن لتحقيق التخفي والكفاءة الديناميكية الهوائية.
ولا يُظهر جسم الطائرة أي حجرات أسلحة خارجية ظاهرة، ما يُشير إلى نظام نقل داخلي يتوافق مع عقيدة الطائرات منخفضة الرصد.
ويتماشى هذا التصميم مع الاتجاهات التي لوحظت في برامج الجيل السادس الأميركية والأوروبية، مثل برنامج الهيمنة الجوية للجيل التالي (NGAD)، ونظام القتال الجوي المستقبلي (FCAS).
وفي حين أن المواصفات الرسمية غير متوفرة، تُشير تقييمات مفتوحة المصدر إلى أن مقاتلة J-50 قد تتضمن عدداً من القدرات التي تُميز منصات الجيل السادس، وتشمل هذه إدارة المهام المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتكامل الحربي الذي يركز على الشبكة، والقدرة على القيادة المأهولة، إضافة إلى التحكم في طائرات مسيّرة تابعة في سيناريوهات القتال المعقدة.
ومن المتوقع كذلك استخدام مواد مركّبة متقدمة وتقنيات التخفي النشطة، بما في ذلك ربما "الجلد التكيفي" أو التمويه الإلكتروني.
علاوة على ذلك، قد يعتمد الدفع على محرك "مروحي" من الجيل التالي، ربما نوع مختلف من WS-15، مصمم لدعم السرعة الفائقة والتحكم المُحسّن بالبصمة الحرارية.
ولا تزال هذه الافتراضات مجرد تكهنات، لكنها تتفق مع الأبحاث الصينية الموثقة في هذه المجالات على مدار العقد الماضي.
ويتماشى ظهور مقاتلة J-50 مع التطور الأوسع لصناعة الدفاع الجوي الصينية.
"برنامج سري"
وعلى مدار الـ20 عاماً الماضية، تحولت الصين من مستورد ومقلّد للتقنيات الأجنبية إلى مبتكر يعتمد على تطوير قدراته بشكل متزايد.
وتميَّز هذا التطور بإدخال طائرة J-20، وهي أول مقاتلة شبحية عاملة من الجيل الخامس في الصين، كما يستمر التطوير المستمر لطائرة FC-31 الشبحية وهي أخف وزناً، ويُقال إنها مخصصة لعمليات حاملات الطائرات أو للتصدير.
ويبدو أن مقاتلة J-50 تُمثّل الآن القفزة الكبرى التالية إلى الأمام، بما يتماشى مع طموح الصين الاستراتيجي لتحقيق التكافؤ التكنولوجي في المجالات العسكرية الرئيسية.
وذكرت التقارير الواردة من المنتديات الدفاعية الصينية، وتتبع الأقمار الاصطناعية للنشاط حول منشآت القيادة الاستراتيجية، أن تطوير مقاتلة J-50 بدأ فعلياً بعد عام 2018، على الأرجح في إطار برنامج سري ذي أولوية عالية.
ويعكس الظهور المفاجئ للمقاتلة في أوائل عام 2025 استثماراً مستداماً ودورات سريعة للنماذج الأولية، ربما بفضل أساليب الهندسة الرقمية وهندسة إلكترونيات الطيران المعيارية، بحسب موقع Army Recognition.
وإذا سار البرنامج على النهج نفسه المتبع في طائرة J-20، قد يبدأ الإنتاج الأولي منخفض التكلفة قبل عام 2030، ما يضع الصين في صدارة سباق الجيل السادس.
ومن الناحية الاستراتيجية، قد يكون لهذه المقاتلة تأثير كبير على توازنات القوة الجوية الإقليمية والعالمية.
وإذا صُممت لعمليات حاملات الطائرات، وهو احتمال وارد بالنظر إلى استثمار الصين في حاملات الطائرات المجهزة بمنجنيق مثل Fujian، فقد تعزز J-50 بشكل كبير قدرة الصين على تنفيذ عمليات بحرية.
وستمنح هذه المنصة بحرية الجيش الصيني قدرات حقيقية من الجيل الخامس أو السادس، ما يسد الفجوة مع طائرة F-35C التابعة للبحرية الأميركية وأنظمة (NGAD) المستقبلية.
تطور دفاعي صيني
على المستوى الجيوسياسي، يُضيف إدخال الصين مقاتلة من الجيل السادس مستوى جديداً من التعقيد إلى تخطيط الدفاع العالمي.
وبالنسبة للدول المجاورة مثل اليابان والهند وتايوان، فإن النشر المحتمل لطائرة J-50 يزيد من إلحاح برامج تحديث المقاتلات المحلية.
وتُعتبر اليابان شريكة بالفعل مع المملكة المتحدة وإيطاليا في مشروع (GCAP)، بينما تواصل الهند تطوير طائراتها القتالية المتوسطة المتقدمة (AMCA).
وبالنسبة لدول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والولايات المتحدة، قد يُشكّل تطوير طائرة J-50 حافزاً لتسريع اختبار ونشر منصات الجيل السادس الخاصة بها، ما يعزز منافسة جديدة في مجال الأسلحة تركز على الهيمنة الجوية، ودمج الذكاء الاصطناعي، والقدرات الذاتية.
وبالتوازي مع ذلك، يثير ظهور طائرة J-50 مخاوف بشأن استراتيجية التصدير الصينية المستقبلية.
فبينما من غير المرجح تصدير تقنيات الجيل السادس على المدى القريب، دأبت الصين على تطوير نسخ محلية عالية الجودة مع إنتاج نسخ مبسطة للعملاء الأجانب.
وإذا عُرضت نسخة مُخفضة من طائرة J-50 على شركاء رئيسيين مثل باكستان، أو دول الشرق الأوسط، فقد يُعيد ذلك تشكيل أسواق المقاتلات العالمية، ويُقوض هيمنة صادرات الدفاع الغربية. ويُبرز ظهور طائرة J-50 أيضاً "النضج المتزايد" للقاعدة الدفاعية الصناعية الصينية.
ويمكن للمهندسين في الصين حالياً تصميم واختبار ونشر طائرات شبحية معقدة دون الحاجة إلى دعم أجنبي، ما يعزز قدرة البلاد على الحفاظ على سرية برامجها.
وتمتد هذه القدرات إلى ما هو أبعد من الطائرات المأهولة لتشمل أنظمة ذاتية التشغيل، وأسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، وأجهزة استشعار من الجيل التالي، وهي جميعها مكونات لساحة معركة مستقبلية متكاملة.
وبينما لا يزال الكثير مجهولاً عن طائرة J-50، مثل دورها الدقيق، وتجهيزاتها الإلكترونية، وأداء محركاتها، وأنظمة أسلحتها، فإن ظهور صورها الأولى يُقدم مؤشراً قوياً على المسار الاستراتيجي للصين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- الشرق السعودية
مسيرة Juitian الصينية.. تحليق على ارتفاعات شاهقة للغاية
أفادت تقارير صينية بأن طائرة Jiutian المسيرة الجديدة، التي تحلق على ارتفاعات شاهقة للغاية وقادرة على السفر طويل المدى، يمكنها العمل بعيداً عن جميع أنظمة الدفاع الجوي تقريباً بفضل سقف تحليقها البالغ 15 ألف متر. ويمكن للمسيرة Jiutian التي كشفت الصين النقاب عنها في معرض تشوهاي الجوي الخامس عشر، تجاوز العديد من أنظمة الدفاع الجوي التقليدية وإجراء عمليات مستدامة فوق المناطق المتنازع عليها، بحسب موقع Army Recognition. وقدمت الصين طائرة Jiutian (SS-UAV) المسيرة فائقة الارتفاع وعالية التحمل، في معرض تشوهاي الجوي، في نوفمبر، وطورتها شركة صناعة الطيران الصينية (AVIC)، بالتعاون مع معهد الطائرات الأول، وشركة شنشي لتكنولوجيا المعدات غير المأهولة، وشركة هايج للاتصالات. وصُممت طائرة Jiutian المسيرة لتكون طائرة كبيرة ومرنة التكوين. ويبلغ أقصى وزن للإقلاع 16 طناً، وطول جناحيها 25 متراً، ويصل ارتفاعها الأقصى إلى 15 ألف متر، وسرعتها القصوى 700 كيلومتر، ومدى تشغيلي يبلغ 7000 كيلومتر، مع إمكانية تمديد مدة تحليق بعض الوحدات إلى 36 ساعة. وتعمل الطائرة بمحرك توربوفان عالي الدفع، ومجهزة بثماني نقاط تثبيت أسفل الجناح، وتتميز بوحدة "خلية تماثلية" معيارية قادرة على نشر طائرات مسيرة أصغر حجماً لأغراض الاستطلاع، أو الحرب الإلكترونية، أو مهام الهجوم. وتتضمن طائرة Jiutian المسيرة حجرة حمولة معيارية تتيح التبديل السريع بين مهام الحرب الإلكترونية، ونقل البضائع، والاستطلاع، والهجوم. دور الذكاء الاصطناعي وزودت الصين الطائرة بخوارزميات تحكم في أسراب الطائرات القائمة على الذكاء الاصطناعي، للحفاظ على أدائها في ظل التداخل الكهرومغناطيسي. وتتيح قدرة الطائرة المسيرة على إطلاق أسراب من المسيرات الأصغر حجماً تنفيذ هجمات مكثفة أو مهام مراقبة موزعة، حسب المتطلبات التشغيلية. وتشير الادعاءات المتعلقة بالسقف التشغيلي لطائرة Jiutian إلى أنها، بفضل قدرتها على الوصول إلى 15 ألف متر؛ قادرة على العمل بما يتجاوز قدرات الاشتباك للعديد من أنظمة الدفاع الجوي متوسطة المدى المنتشرة حالياً في جميع أنحاء العالم. أما الأنظمة ذات الأسقف التشغيلية التي تقل عن 15 كيلومتراً، مثل أنظمة صواريخ أرض-جو القديمة من الحقبة السوفيتية وبعض الصواريخ الاعتراضية متوسطة المدى، فلن تتمكن من مواجهة Jiutian بفعالية على ارتفاع تحليقها. وفي هذه السيناريوهات، يمكن لطائرة Jiutian تنفيذ مهام مع انخفاض خطر الاعتراض، والحفاظ على عمليات مراقبة واستهداف مستمرة في الأجواء التي تفتقر إلى دفاعات حديثة عالية الارتفاع. قدرات الدفاع الجوي ومع ذلك، تتمتع أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة بالقدرة على التصدي للتهديدات الجوية التي تعمل على ارتفاع 15 كيلومتراً أو أكثر، إذ يستطيع نظام THAAD الأميركي اعتراض أهداف على ارتفاعات تصل إلى 150 كيلومتراً، بينما يبلغ الحد الأقصى التشغيلي لكل من نظام Patriot Pac-3 ونظام KM-SAM Block II الكوري الجنوبي حوالي 20 كيلومتراً. كما تتمتع مدمرات Aegis اليابانية للدفاع الصاروخي الباليستي، ونظام Sky Bow III التايواني، بالقدرة على اعتراض أهداف على ارتفاعات عالية. وبالتالي تظل طائرة Juitian في المناطق التي تحميها هذه الأنظمة الحديثة، معرضة لتهديدات جسيمة على الرغم من ارتفاعها التشغيلي، ما يتطلب من الجيش الصيني ضمان تفوق جوي موضعي أو اتخاذ تدابير مضادة للحد من مخاطر الاعتراض. ومن الناحية الاستراتيجية، تم تصميم طائرة Juitian لدعم العمليات بعد ترسيخ التفوق الجوي، وإجراء عمليات مراقبة مستمرة، وتوجيه ضربات دقيقة، والعمل كمركز قيادة لأسراب الطائرات المسيرة. والمسيرة مصممة لمهام عبر مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، وربما مهام موسعة نحو أهداف استراتيجية مثل جوام. ويتيح تصميمها المعياري التكيف مع مختلف أنماط المهام، بما في ذلك دوريات الحدود، والإغاثة في حالات الكوارث، والدعم اللوجستي، في السياقات العسكرية والمدنية. وتُعد طائرة Juitian جزءاً من جهود الصين الأوسع لتطوير قدرات متقدمة للطائرات المسيرة، مُتابعة منصات مثل سلسلتي Wing Loong و Caihong، اللتين شهدتا استخداماً عملياً دولياً. وتجمع الطائرة بين سمات تحمل تُضاهي طائرة RQ-4 Global Hawk وقدرات هجومية تُضاهي طائرة MQ-9 Reaper، مع إضافة القدرة على نشر أسراب من الطائرات المسيرة، وهي ميزة غير متوفرة في الأنظمة الأميركية. وبينما تُوضح البيانات الرسمية هذه الميزات، لم يتم التحقق بعد من الأداء التشغيلي للطائرة الصينية بشكل مستقل في ظروف القتال. ويعكس المشروع استثماراً كبيراً، إذ خُصصت له أكثر من 3 مليارات يوان (نحو 413 مليون دولار)، وإنتاج محلي كامل، وسلسلة تصنيع تغطي جميع المراحل، من تصنيع المكونات إلى تكامل النظام. بيئات اختبار وطورت شركة هايج للاتصالات والجهات المرتبطة بها بيئات رقمية للاختبار، ودمجت تقنيات وقود الهيدروجين، واستخدمت بروتوكولات اتصال كمية لتعزيز موثوقية المهمة. وفيما يتعلق بالتطبيقات المدنية، تدعم وحدات Juitian مهاماً مثل اللوجستيات الطارئة، والمراقبة الجوية، وعمليات البحث والإنقاذ. وتشمل المفاهيم التشغيلية المستقبلية النشر من سفن هجومية برمائية مثل Type 076، ما يعزز القدرات التشغيلية للطائرات المسيرة البحرية الصينية. وبينما يُبرز بعض المحللين المزايا التشغيلية المتمثلة في تقليل مخاطر الأفراد وزيادة المدى التشغيلي الذي توفره عمليات أسراب الطائرات التي يتحكم بها الذكاء الاصطناعي، يُحذر آخرون من مخاطر زعزعة الاستقرار المرتبطة بانخفاض عتبات الصراع.


الشرق السعودية
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- الشرق السعودية
روسيا تكشف عن منصة جديدة لإطلاق مسيّرتها الانتحارية Geran-2
كشف الجيش الروسي عن نظام إطلاق متحرك جديد لطائرات Geran-2 المسيّرة، التي تُعرف أيضاً بـ"الذخيرة المتسكعة"، وذلك في أول ظهور علني له، ما يؤكد تركيز موسكو المتزايد على دمج أنظمة المسيّرات في عمليات الخطوط الأمامية، وفقاً لموقع Army Recognition. ويشير نشْر هذا النظام إلى التكيف التكنولوجي والتحول الاستراتيجي في تكتيكات الحرب الحديثة، مدفوعاً بالدروس المستفادة من النزاعات المستمرة، وخاصة الحرب في أوكرانيا. وتُعرف "الذخيرة المتسكعة" بأنها تلك التي تتسكع أو تحوم حول الهدف قبل الاصطدام به بشكل مباشر. وتُعتبر طائرة Geran-2 المسيّرة، التي يُعتقد أنها نسخة روسية الصنع من طائرة "شاهد-136" الإيرانية، وهي طائرة ذات أجنحة دلتا اكتسبت شهرة لدورها في مناطق القتال الأخيرة. وعلى الرغم من تصنيعها في البداية في إيران، فقد ذكرت تقارير أن روسيا بدأت الإنتاج المحلي تحت تسمية Geran-2، مع إمكانية إجراء تعديلات مصممة خصيصاً لتلبية المتطلبات التشغيلية الروسية. وتتميز هذه الطائرة المسيّرة بتكلفتها المنخفضة نسبياً، وبساطتها وقدراتها طويلة المدى. ويبلغ طولها نحو 3.5 متر، وطول جناحيها 2.5 متر، ويمكنها حمل رأس حربي يزن ما بين 50 إلى 90 كيلوجراماً. وتبلغ سرعتها القصوى نحو 180 كيلومتر/الساعة، مع مدى تشغيلي يصل إلى 2000 كيلومتر، ما يمكنها من أن تحوم فوق منطقة محددة قبل استهداف أصول العدو. وظهرت إصدارات حديثة من الطائرة تحمل رؤوساً حربية حرارية، ما يزيد من قوتها القاتلة ضد المواقع المحصنة والبنية التحتية. مركبات معدلة تعتمد منصة الإطلاق التي تم الكشف عنها مؤخراً على الشاحنة العسكرية KamAZ-6350 8x8، وهي منصة تتميز بسهولة الحركة وتعدد استخداماتها. وتم تعديل هذه المركبة لدعم عمليات إطلاق "الذخائر المتسكعة"، من خلال دمج مقصورة مدرعة تحمي الطاقم من نيران الأسلحة الصغيرة والشظايا، ما يجعلها مناسبة للانتشار بالقرب من خطوط المواجهة. وفي الجزء الخلفي من الشاحنة، تم تثبيت قاذف سكة حديدية لإطلاق طائرات Geran-2 المسيّرة، مع ذخيرة أخرى مُثبتة مباشرة على الجزء الخلفي من النظام، جاهزة لإعادة الانتشار السريع. ويُقدم دمج طائرات Geran-2 المسيّرة مع هذه المنصات المتنقلة العديد من المزايا التكتيكية في ساحة المعركة الحديثة، فالقدرة على إعادة تمركز نظام الإطلاق بسرعة تُعقّد جهود استهداف العدو وتُعزز فرص البقاء. علاوة على ذلك، فإن القرب من خط المواجهة يقلل من الوقت اللازم للطائرة المسيّرة للوصول إلى هدفها، ما يزيد من كفاءتها التشغيلية. وتُمكن هذه القدرة على الحركة، إلى جانب مدى الطائرة المسيّرة الطويل وقدرتها على توجيه ضربات دقيقة، القوات الروسية من تنفيذ مهام مراقبة وضربات ديناميكية ومتواصلة بمتطلبات لوجستية منخفضة نسبياً. ويعكس هذا التطور أيضاً اتجاهاً أوسع في الحروب الحديثة، إذ برزت الطائرات المسيّرة كأدوات لا غنى عنها في العمليات الاستراتيجية والتكتيكية على حد سواء. وشهدت الحرب في أوكرانيا زيادة هائلة في استخدام الطائرات المسيّرة من موسكو وكييف، بدءاً من الاستطلاع إلى مهام الضربة المباشرة. ولعبت الذخائر المتسكعة مثل Geran-2 دوراً مهماً في استهداف الدفاعات الجوية للعدو ومراكز القيادة والبنية التحتية اللوجستية، ما أعاد تشكيل كيفية تعامل الجيوش مع الهيمنة في ساحة المعركة. وأظهر الاستخدام الواسع النطاق للطائرات المسيّرة الحاجة إلى أنظمة متنقلة ومرنة وفعالة من حيث التكلفة، وقادرة على توجيه ضربات دقيقة وسريعة دون المخاطرة بالطائرات المأهولة، ما يزيد من صحة استثمار روسيا في منصات مثل منصة إطلاق Geran-2.


الشرق السعودية
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- الشرق السعودية
منظومة الصواريخ الأميركية Dark Eagle.. ماذا نعرف عنها؟
يستعد الجيش الأميركي لنشر منظومته للصواريخ بعيدة المدى LRHW، التي تتخطى سرعتها 5 ماخ، والمعروف رسمياً باسم Dark Eagle، وهو ما يعتبر نقطة تحول رئيسية في المشهد الاستراتيجي للحرب الحديثة. ومن المقرر أن يبدأ نظام Dark Eagle بالخدمة بنهاية عام 2025، ما يعني دخول الولايات المتحدة رسمياً في سباق الصواريخ "فرط الصوتية"، وهو مجال تُهيمن عليه الصين وروسيا، وفقاً لموقع Army Recognition. وتحمل هذه الخطوة تداعيات عميقة ليس فقط على قدرات الجيش الأميركي، بل أيضاً على التوازن الاستراتيجي العالمي وقوة الردع. ويعتبر LRHW أكثر أنظمة الأسلحة فرط الصوتية تقدماً التي طورها الجيش الأميركي. وجرى تصميم هذا السلاح كمنصة أرضية تُطلق من شاحنات، ويجمع بين نظام تعزيز ثنائي المراحل يعمل بالوقود الصلب وجسم الانزلاق فرط الصوتي الشائع (C-HGB)، ما يُمكّن الصاروخ من الانطلاق بسرعات تتجاوز 5 ماخ، وضرب أهداف على بُعد يزيد عن 2775 كيلومتراً. ويشير مصطلح "مركبة أو جسم انزلاقي" إلى نوع من المركبات غير المأهولة القادرة على المناورة والانزلاق بسرعة تفوق سرعة الصوت، وقد تكون محملة بحمولة يتم إلقائها عند مرحلة ما، أو تستخدم للاصطدام المباشر بالهدف. وتتميز مركبات الانزلاق فرط الصوتية مثل C-HGB بقدرتها على المناورة بسرعات عالية أثناء الطيران، ما يجعل اكتشافها واعتراضها أمراً بالغ الصعوبة بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الحالية. الضربات الدقيقة وتمنح هذه القدرة الولايات المتحدة ميزة كبيرة في سيناريوهات الضربات الدقيقة، خاصة في المناطق المتنازع عليها مثل المحيطين الهندي والهادئ أو أوروبا الشرقية. ويُنشر نظام Dark Eagle مع فرقة العمل متعددة المجالات الأولى التابعة للجيش الأميركي، وهي وحدة مصممة للعمليات في المجالات السيبرانية والفضائية والجوية والبرية والبحرية. ويتماشى هذا النشر الاستراتيجي مع مساعي البنتاجون الأوسع لتحديث قدراته في إطلاق الصواريخ بعيدة المدى، واستعادة التكافؤ العسكري مع الخصوم من نفس المستوى. وأكد الجيش الأميركي أن أول بطارية كاملة من صواريخ Dark Eagle ستكون جاهزة للعمل في عام 2025، بعد إتمام تجربة طيران شاملة بنجاح في ديسمبر الماضي في كيب كانافيرال. وأثبت هذا الاختبار الجاهزية التقنية للنظام ومهد الطريق لنشره ميدانياً. وعلى الصعيد العالمي، يُعد نشر نظام Dark Eagle رداً مدروساً على ترسانات الأسلحة الفرط صوتية المتنامية بسرعة لدى الصين وروسيا. ونشرت بكين وموسكو بالفعل أسلحة فرط صوتية عاملة ودمجها في قواتهما الاستراتيجية. ويتميز نظام الصواريخ الصيني DF-17، الذي كُشف عنه لأول مرة عام 2019، بمركبة انزلاقية فرط صوتية مصممة لاختراق الدفاعات الجوية المتقدمة وتهديد الأهداف عالية القيمة مثل حاملات الطائرات. ويبلغ مداه المعلن عنه ما بين 1500 و2000 كيلومتر، وهو الآن جزء لا يتجزأ من قوة الصواريخ للجيش الصيني. وبدأت البحرية الصينية بنشر صاروخ YJ-21، وهو صاروخ مضاد للسفن فرط صوتي قادر على ضرب أهداف بعيدة المدى. وبالمثل، واصلت روسيا تطويرها للصواريخ الفرط صوتية بقوة، فمركبة Avangard الانزلاقية التي يمكن تركيبها على الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، قادرة على الوصول إلى سرعات تصل إلى 20 ماخ أثناء القيام بمناورات مراوغة. أما صاروخ Kinzhal، وهو صاروخ باليستي يُطلق من الجو، فقد استُخدم في ظروف قتالية واقعية، مُظهراً نضجه التشغيلي. وغيرت هذه الأنظمة بشكل كبير موقف الردع الاستراتيجي الروسي، وزادت من تعقيد التخطيط الدفاعي لحلف شمال الأطلسي (ناتو). نهج متحفظ وبالمقارنة، اتبعت الولايات المتحدة نهجاً أكثر تحفظاً وحذراً من الناحية التقنية تجاه تطوير أنظمة فرط الصوتية. وأدت سنوات من التأخير والقيود المالية إلى إبطاء التقدم الأولي. ومع ذلك، مع اقتراب نشر نظام Dark Eagle وتطوير أنظمة إضافية بواسطة البحرية والقوات الجوية الأميركية، بدأت القدرة الأميركية على نشر قدرات فرط الصوتية تتبلور. وأقر البنتاجون بوجود فجوات في بيانات الاختبار، خاصة في ما يتعلق ببقاء أنظمة فرط الصوتية وفعاليتها القتالية في سيناريوهات العالم الحقيقي. كما توجد مخاوف بشأن نقاط ضعف منصات الإطلاق، وتكاملها مع هياكل القيادة والتحكم المشتركة. ورغم هذه العقبات، لا يمكن المبالغة في الأهمية الاستراتيجية لنظام Dark Eagle، إذ يُرسل نشره إشارة قوية إلى كل من الحلفاء والخصوم، فالولايات المتحدة أصبحت الآن طرفاً فاعلاً ذا مصداقية في مجال الأسلحة فرط الصوتية. ومن حيث الردع، يُوفر Dark Eagle للجيش الأميركي أداة لضرب أهداف حساسة وعالية القيمة في أعماق المناطق المحظورة، ما يُحيد التهديدات قبل استخدامها. كما يفتح آفاقاً جديدة للعمليات متعددة المجالات، حيث يُمكن لأنظمة الصواريخ الأرضية دعم المهام البحرية والجوية. ولا يعتبر نشر الجيش الأميركي لصاروخ Dark Eagle في العام الجاري مجرد إنجاز تكنولوجي، بل هو نقطة تحول استراتيجية. فهو يُعيد تعريف دور الجيش الأميركي في إطلاق النيران الدقيقة بعيدة المدى، ويُغير حسابات القوة في عالم متعدد الأقطاب ومتنازع عليه بشكل متزايد. ومع استمرار الصين وروسيا في تطوير وتوسيع ترسانتيهما من الأسلحة الأسرع من الصوت، فإن وصول Dark Eagle يضمن أن الولايات المتحدة لم تعد مجرد متفرج في هذا السباق الحاسم، بل أصبحت منافساً قوياً قادراً على تشكيل ساحة معركة المستقبل.