
كيف تسببت رحلة إلى القطب الجنوبي بإقالة نائبٍ للرئيس الإيراني؟
أقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أحد نوابه لذهابه في رحلة "فاخرة" إلى القارة القطبية الجنوبية مع زوجته خلال عيد النوروز، رأس السنة الفارسية.
ووصف مكتب الرئيس زيارة شهرام دبيري بأنها "غير مبررة وغير مقبولة في ظل التحديات الاقتصادية المستمرة" في إيران.
وانتشرت صورة لدبيري وزوجته وهما يقفان أمام سفينة "إم في بلانسيوس" التي كانت متجهة إلى القارة القطبية الجنوبية بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي وأثارت غضباً في إيران.
وفي بيان صدر يوم السبت، قال بزشكيان إن دبيري تم عزله من منصبه كنائب لرئيس الشؤون البرلمانية بسبب أفعال "لا يمكن الدفاع عنها"، بغض النظر عما إذا كانت ممولة من جيبه الخاص أم لا.
نوروز: العيد الذي يجمع مختلف الشعوب
وقال بزشكيان "في حكومة تسعى إلى اتباع قيم الإمام علي، وفي ظل ضغوط اقتصادية كبيرة على شعبنا، فإن السفر الباذخ للمسؤولين الحكوميين، حتى عندما يتم تمويله شخصياً، أمر لا يمكن الدفاع عنه".
ويعاني الاقتصاد الإيراني من ضغوط شديدة، كما يخضع لعقوبات غربية بسبب دعمها لبعض المجموعات مثل حماس وحزب الله، التي صنفتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمات إرهابية.
فيما بلغ معدل البطالة في إيران اعتباراً من أكتوبر 2024 نسبة 8.4 في المئة، وفقاً لصندوق النقد الدولي، ووصل حد التضخم السنوي 29.5 في المئة.
وقال بزشكيان إن تصرفات دبيري "تتناقض بشكل صارخ مع مبدأ البساطة الذي يعد من المبادىء الأهم لمن في مواقع السلطة".
وبحسب ما ورد فإن تكلفة رحلة القارة القطبية الجنوبية على متن السفينة تبلغ 6685 دولاراً أميركياً.
وعادة، يقوم العلماء والمستكشفون المتمرسون بزيارات إلى أبرد قارة وأقلها سكاناً في العالم.
مع ذلك، ازدادت شعبية الرحلات السياحية البحرية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، فعلى سبيل المثال، استُخدمت السفينة التي ظهرت في صورة دبيري من قبل البحرية الملكية الهولندية لأغراض بحثية عسكرية ومدنية بين عامي 1976 و2004.
ولم يتضح بعد ما هي حزمة الرحلة الاستكشافية التي اختارها دبيري أو وسيلة النقل التي استخدمها من إيران إلى القارة القطبية الجنوبية.
في إحدى باقات السفر العديدة المتاحة عبر الإنترنت، يتعين على المستكشفين الصعود والنزول من أوشوايا، إحدى أقصى النقاط جنوباً في الأرجنتين، وتبعد المدينة حوالي 3079 كيلومتراً عن بوينس آيرس، عاصمة الأرجنتين.
انتُخب الرئيس الإيراني العام الماضي بعد تعهده بإنعاش الاقتصاد وتحسين الحياة اليومية للإيرانيين، وخلف إبراهيم رئيسي الذي لقي حتفه في حادث تحطم مروحية .
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن العديد من أنصار بزشكيان حثوه على إقالة دبيري من منصبه بعد أن شعرت عدد كبير من الناس بالاستياء من الرحلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 3 ساعات
- القدس العربي
تسريب صوتي يكشف تحريض رئيس 'الشاباك' المعيّن ضد المسلمين
القدس: كشفت القناة 12 العبرية، مساء الأحد، عن تسريب صوتي للواء ديفيد زيني، رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) المُعيّن، يتضمن تصريحات تحريضية صريحة ضد المسلمين. وبحسب القناة، أدلى زيني، بتصريحاته خلال اجتماع جمعه مؤخرا مع مستوطنين من منطقة محاذية لقطاع غزة، قال فيه: 'لدينا إنذار استخباراتي دائم بنيّة مسلمين أشرار قتل يهود طيبين، منذ أن وُلد إسماعيل وحتى إشعار آخر'، على حد زعمه. التسريب يأتي في سياق حديث زيني عن هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تبعها من حرب إبادة على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 53 ألفا و200 فلسطيني، وإصابة 122 ألفًا و797 آخرين. وفي التصريحات ذاتها، قال زيني، إن 'الجهود المكثفة لإعادة جميع الأسرى بسرعة تعيق الإنجاز الثاني'، في إشارة إلى القضاء على حركة 'حماس'. وأضاف: 'الحرب على غزة لم تحقق أهدافها بعد. وإذا وعدكم أحد بعدم وجود تهديدات؛ خذوه إلى جهاز كشف الكذب'. كما أقرّ في التصريحات المسربة بأن إسرائيل لا تملك قوات كافية لتأمين حدودها أو مواطنيها من جميع الجبهات. وقال زيني: 'حتى لو جندتم كل قوات الاحتياط ونشرتموهم على طول الحدود، لن يكون ذلك كافيا'. والخميس، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن نيته تعيين زيني رئيسا للشاباك بدلا من رونين بار، مخالفا بذلك المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، التي أكدت أن نتنياهو لا يملك الصلاحية لإجراء التعيين قبل استكمال الفحص القانوني. وأضافت ميارا، أن هناك 'خشية كبيرة من تضارب المصالح'، ووصفت إجراءات التعيين بأنها 'معيبة'. وأثار قرار نتنياهو احتجاجات في الشارع واعتراضات من سياسيين، وصلت حد التهديد بعصيان مدني وتقديم التماس للمحكمة بوقف القرار. وفي 20 مارس/ آذار الماضي، قررت الحكومة إقالة الرئيس الحالي للشاباك رونين بار، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ في 10 أبريل/ نيسان 2025، لكن المحكمة أوقفت تنفيذ القرار لحين النظر في التماسات تقدمت بها المعارضة. وبرر نتنياهو قرار إقالة بار، بـ'انعدام الثقة' به، وذلك ضمن تداعيات أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وفي ذلك اليوم، هاجمت 'حماس' 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على 'جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى'، حسب الحركة. بينما ألمح بار، إلى وجود دوافع سياسية وراء القرار، وأن السبب هو رفضه تلبية مطالب نتنياهو بـ'الولاء الشخصي'، قبل أن يعلن في 28 أبريل الماضي، أنه سيغادر منصبه في 15 يونيو/ حزيران المقبل. وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت عشرات آلاف من الضحايا الفلسطينيين بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين. (وكالات)


العربي الجديد
منذ 16 ساعات
- العربي الجديد
رامي مخلوف يشعل جدلاً في الساحل السوري بعد تداول منشور منسوب إليه
أثار رامي مخلوف ابن خال رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد ، جدلاً واسعاً في الساحل السوري بعد إعلانه إعداد قوات للسيطرة على المنطقة، فيما أكدت مصادر محلية أن معظم أهالي الساحل يرفضون الزج بهم في صراعات لأغراض شخصية من قبل عائلة الأسد وأقربائه، متسائلين عما ربحوه من وراء نظام الأسد. وبخصوص ما ورد في منشور مخلوف قال مسؤول أمني في اللاذقية لـ"العربي الجديد"، فضل عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول له بالتصريح، إن لديهم معلومات تؤكد وجود تمويل من قبل جهات خارجية ومحلية لتجنيد شبان للقتال ضد السلطة السورية الجديدة، وأقر في الوقت ذاته بوجود مطلوبين من ضباط وقادة أجهزة أمنية في قرى الساحل لم يسلموا أنفسهم ولم يخضعوا للتسوية ويتعاونون لتأجيج الأوضاع ضد السلطة الجديدة، لكنه اعتبر في الوقت ذاته أن الأرقام التي تحدث عنها مخلوف غير حقيقة ومبالغ بها جداً وتأتي في إطار الحرب النفسية. وزعم مخلوف في منشور أمس على صفحة منسوبة إليه في "فيسبوك"، إعداد قوات يتجاوز عددها 150 ألف مقاتل للسيطرة على الساحل السوري بالتعاون مع قائد مليشيا "الفرقة 25" سهيل الحسن ، في عهد النظام البائد. من جانبه ربط المقدم في الجيش السوري السابق، تيسير درويش، بين ظهور مخلوف الجديد وتهديداته بفشل تطبيق الاتفاق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" ونتائج المؤتمر الكردي في الحسكة. ورأى في حديث لـ"العربي الجديد" أن هناك دولا إقليمية وربما روسيا والولايات المتحدة تحاول الضغط على الإدارة السورية، ورسالة مخلوف وتوقيت خروجه لا يمكن إخراجها من سياق التوتر بين ما بات يعرف بـ"الأقليات" والحكومة الجديدة. وحول ما يمكن أن يحدث في الساحل توقع درويش ألا تؤثر دعوة مخلوف بشكل فعلي على الأرض لأن هناك حالة شبه إجماع من السوريين العلويين بأن الأسد أوقع بهم ثم تخلى عنهم ولا يمكن لهم أن يصدقوه ومخلوف هو الوجه الاقتصادي للأسد المكروه أصلا في الشارع. وقال علي نصور وهو محام يقيم في مدينة جبلة جنوبي اللاذقية إن دعوة مخلوف وحديثه واجهت رفضا واسعا لا سيما من قبل السوريين العلويين. وأضاف أن "أهالي الساحل يرفضون بمعظمهم زجهم في صراعات لأغراض شخصية من قبل عائلة الأسد". واعتبر أن الهدف الذي يسعى إليه رامي مخلوف هو تحسين شروط تفاوضه مع الحكومة السورية الجديدة، مؤكدا أن الأرقام التي تحدث عنها غير منطقية أبدا وغير صحيحة وأن دعوته تساهم في تأجيج الوضع بالساحل. من جانبه، قال حسن بدور وهو مدرس في مدينة اللاذقية لـ"العربي الجديد"، إن الرأي السائد هو رفض دعوة مخلوف وحديثه لا سيما أنه صدر من شخص يعتبره كثير من أهالي الساحل مسؤولا عن معاناتهم وفقرهم، فعائلتي مخلوف والأسد، وفق بدور، "استخدموا السوريين العلويين جسرا للسلطة وبناء إمبراطورياتهم الاقتصادية وتركوا الشعب في حالة فقر يلهث وراء راتب لا يتجاوز 30 دولاراً". وتساءل بدور: "أين أولاد مخلوف والأسد اليوم لا نراهم في مناطقنا؟"، مضيفا "آن الوقت ليتركوا أهالي الساحل ولا يتكلموا باسمنا". ورغم تشكيك البعض بصحة المنشور والصفحة التي أعلن فيها رامي مخلوف عن خطته وهل هي فعلا تعود له، قال المحامي السوري عروة السوسي إنه لا يمكن تجاهل ما جاء فيها نظرا لأن مخلوف نشر عبر هذه الصفحة عدة تسجيلات مصورة خلال العامين الماضيين، متسائلا: "لو كانت غير صحيحة ولا تعود له فكيف ظهرت تسجيلاته فيها؟". ودعا السوسي إلى أخذ ما جاء في المنشور على محمل الجد وعدم الاستهتار، محذرا في الوقت ذاته من تبعات إشعال الوضع مجددا في الساحل. وقال مخلوف في منشوره: "أعدنا قوات النخبة من جديد إلى فعاليتها. وشكلنا خمس عشرة فرقة، تعدادها قارب 150 ألفا من رجال النخبة (القوات الخاصة) إلى جانب قوة احتياطية مماثلة بهذا العدد. كما هيأنا لجاناً شعبية تصل إلى مليون شخص جاهزين". وأضاف: "ليَعلم الجميع أن علم إقليم الساحل السوري هو الأحمر والأبيض والأسود والمدون على صفحتي" وهو العلم المعتمد من النظام السابق في إشارة لرفضه الاعتراف بالحكومة الجديدة. وطالب مخلوف المجتمع الدولي وروسيا بحماية ما وصفه بـ"إقليم الساحل" مقابل "تسخير إمكاناته تحت إشرافهم". وقال: "نناشد المجتمع الدولي، وعلى رأسه أصدقاؤنا في دولة روسيا الاتحادية، أن تشمل إقليم الساحل السوري برعايتها على أن نسخر كل إمكاناتنا الاقتصادية والعسكرية والشعبية ونضعها تحت إشرافهم، ولكي يضمنوا أن كل القوات التي حشدناها ليست غايتها الانتقام من أحد، وإنما حماية أهلنا في الإقليم الساحلي من أي اعتداء يتسبب بمجزرةٍ أخرى"، وفق قوله. وأثار المنشور موجة جدل واسعة لا سيما في الساحل السوري مع انتشار الشائعات والأخبار اليومية عن عمليات عسكرية، وسط حالة استنفار أمني وتعزيز القوات من قبل الحكومة السورية تحسبا لأي خروقات أمنية. تقارير عربية التحديثات الحية سورية الجديدة (5)| الطريق إلى قرى الجبل في الساحل مسدودٌ يذكر أن اللاذقية وغيرها من مناطق الساحل السوري، شهدت في 6 آذار/مارس الماضي، وعلى مدار أيام، عمليات قتل وتصفية طاولت مدنيين من السوريين السنة والعلويين، عقب هجوم نفذه مسلحون موالون للنظام السابق استهدف عناصر من الأمن العام ومدنيين. ووثق تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان في 9 إبريل/نيسان، مقتل 1562 شخصاً في تلك الأحداث الدامية، من بينهم 60 طفلاً و84 سيدة.


العربي الجديد
منذ 20 ساعات
- العربي الجديد
طلاب من أجل غزة... فشل مخطط ترامب للترحيل السريع
يتظاهر آلاف الطلاب ومئات الأساتذة للمطالبة بحظر استثمارات الجامعات الأميركية في إسرائيل، ووقف الدعم الأميركي للحرب على غزة، بينما يعتبرهم الرئيس ترامب وإدارته من "مؤيدي حماس". تعهد دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية الرئاسية في عام 2024، وفي ذروة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بترحيل طلاب الجامعات الأميركية الذين يدعمون الحقّ الفلسطيني، ويتظاهرون للمطالبة بوقف الحرب في غزة ، ووصفهم بأنهم "إرهابيون". مع تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، أطلق ترامب يد أجهزته الأمنية والقيادات الذين اختارهم لحكومته لتنفيذ رؤيته، كما أصدر أوامر تسمح بتنفيذ مخططاته، ومن بينها ترحيل الطلاب سريعاً إلى خارج البلاد، متجاهلاً إجراءات قانونية لازمة لإلقاء القبض عليهم، ومتجاهلاً أن مواد الدستور الأميركي تنطبق عليهم مثلهم مثل أي مواطن أميركي. اليوم، وبعد أكثر من أربعة أشهر على تولي ترامب الرئاسة، بدا واضحاً أن محاولات ترحيل طلاب الجامعات أو إلغاء تأشيراتهم، والقبض على بعضهم من منازلهم أو من الشوارع أو من داخل مبانٍ فيدرالية، لم تُفلح، ورغم نجاح إدارته في قمع الصوت السياسي للحاصلين على تأشيرة دراسة، إلّا أن الطلاب الأميركيين لا يزالون يواصلون رفع أصواتهم عالياً في الجامعات والشوارع، والأهم أن المعركة القانونية التي بدأها ترامب وإدارته ضد هؤلاء الذين تعهد بترحيلهم نهائياً وسريعاً، اتضح أنها لا تسير بالطريقة التي يتمناها الرئيس وأنصاره. قدمت مجموعات صهيونية "قوائم سوداء" للحكومة والكونغرس في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قدمت مجموعات ومنظمات صهيونية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة ما اعتبرته "قوائم سوداء" للحكومة الفيدرالية والكونغرس، لمطاردة كل طالب أو عضو هيئة تدريس انتقد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أو تظاهر ضدّه. كانت هذه القوائم التي جُمعت على مدار عام كامل منذ بداية التظاهرات في الجامعات الأميركية، هي الأساس الذي بنى عليه ترامب وإدارته مخطط ترحيل طلاب الجامعات، وفي يناير الماضي، أرسلت مجموعة "بيتار" الصهيونية قائمة إلى البيت الأبيض ووزارة الأمن الداخلي وهيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك ووزارة العدل، تضم أسماء نحو 120 طالباً وباحثاً وعضو هيئة تدريس بجامعات مثل؛ كولومبيا وجورج تاون وترافتس وجورج واشنطن وبنسلفانيا وجونز هوبكنز ونيويورك وكاليفورنيا وكورنيل وغيرها. لاحقاً، كشفت المجموعة ذاتها لصحيفة "ذا غارديان" أنها أرسلت قوائم تضم أسماء آلاف الطلاب إلى إدارة ترامب، ووثقت المجموعة حالات الطلاب الذين جرى تضمين أسمائهم في القوائم، وكونهم يحملون تأشيرات دراسة أو إقامة، وليسوا مواطنين أميركيين. وقدمت مجموعة "كناري ميشن" الصهيونية التي تتعقب من ينتقدون إسرائيل، قائمة أخرى إلى إدارة ترامب، وأرفقت بها مقاطع فيديو وصوراً ومقالات كتبها الطلاب تظهر مشاركاتهم في تظاهرات أو فعاليات، أو كتابتهم على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، أو توجيه انتقادات إلى إسرائيل، ودعت إلى إلغاء تأشيرات هؤلاء الطلاب، والتزام الإدارة بالوعد الذي قطعه الرئيس الأميركي. وصلت هذه الصور والمقالات والفيديوهات إلى وزير الخارجية ماركو روبيو، وإلى مستشار البيت الأبيض ستيفن ميلر، ومبعثوت ترامب الخاص آدم بولر وآخرين. وتضمنت من بين كثيرين 4 أسماء صارت واجهة المعركة القانونية ضد إدارة ترامب، وهي المعركة التي طالت مدّتها على غير رغبة الرئيس، وهم محمود خليل ومحسن مهداوي وبدر خان سوري ورميساء أوزتورك. يدافع الطلاب عن زملائهم المعتقلين، 6 مايو 2025 (مايكل سانتياغو/Getty) كانت إدارة ترامب تدرك قبل بدء حملتها القمعية أن الإجراءات القانونية تستلزم وقتاً طويلاً للترحيل أو إلغاء التأشيرات، إذ كانت آخر مرة حاولت فيها إدارة أميركية إلغاء تأشيرات طلاب جامعات قبل ما يقارب 40 عاماً، وقد استغرق الأمر نحو 20 عاماً، قبل أن يلغي القضاء إجراءات الحكومة، ويسقط التهم، ويمنح الأشخاص الحق في الحصول على الجنسية الأميركية. لذا رتبت الإدارة أوراقها استعداداً للمعركة القانونية، وخرجت ببند نادر في القانون الأميركي استخدم مرة واحدة في التاريخ، يسمح لوزير الخارجية بترحيل الأشخاص بناء على تقديره أنهم يؤثرون على العلاقات مع دولة أخرى. توقعت إدارة ترامب، اعتماداً على هذا البند، أن خطتها لـ"الترحيل السريع" ستنجح، وأنه لا حاجة لكثير من الإجراءات لطرد الطلاب، وعبر ترامب شخصياً عن ثقته في نجاح ترحيلهم بناء على هذا البند، حتى لو انهم لجأوا إلى القضاء. ووجدت الإدارة في الباحث محمود خليل ، الذي يحمل بطاقة الإقامة الدائمة "الخضراء" هدفاً سهلاً تنطبق عليه جميع الشروط لترحيله، فقد ولد في مخيّم للاجئين الفلسطينيين في سورية لوالدَين فلسطينيَين، ولديه جنسيتان؛ سورية وجزائرية، وهو أحد قادة التظاهرات في جامعة كولومبيا، وفي حال نجاح ترحيله، سيكون من السهل ترحيل أي شخص آخر لديه تأشيرة دراسة أو عمل. تجاهلت قوات إنفاذ القانون الإجراءات القانونية اللازمة لإلقاء القبض على خليل، معتقدة أن الترحيل سيكون سريعاً، وتفاخر ترامب بالقبض عليه في مارس/آذار الماضي، على منصات التواصل الاجتماعي، قائلاً: "بسبب أوامري التنفيذية، تمكنت إدارة الهجرة من القبض على محمود خليل الطالب الأجنبي الراديكالي"، وزعم أنه "مؤيد لحركة حماس في جامعة كولومبيا"، وهي اتهامات نفاها محمود ومحاموه، بينما تعهد الرئيس أن اعتقاله يمثل بداية لمزيد من الاعتقالات لطلاب الجامعات الذين "شاركوا في أنشطة مؤيدة للإرهاب ومعادية للسامية". محسن مهداوي خلال حفل التخرج، 19 مايو 2025 (سلجوق أكار/الأناضول) صدق ترامب في تعهده، وجرى القبض على طالب فلسطيني آخر، وهو محسن مهداوي ، خلال جلسة في مبنى فيدرالي للحصول على الجنسية الأميركية، والقبض على باحثة الدكتوراه التركية بجامعة تاتفس، رميساء أوزتورك ، وعلى الهندي بدر خان سوري من جامعة جورج تاون، وهو زوج الفلسطينية الأميركية مفاز يوسف، المتهمة بالانضمام إلى حركة حماس. كان المشترك الوحيد في تلك الحالات أن إدارة ترامب خالفت الإجراءات القانونية، وسعت لنقل المحتجزين الأربعة إلى مراكز احتجاز في أريزونا أو تكساس، وهي ولايات تحكم فيها محاكم الهجرة بنسب كبيرة لصالح ترحيل المهاجرين. كان محسن مهداوي محظوظاً، إذ فصلته 9 دقائق فحسب عن موعد الطائرة، ما أدى إلى فشل محاولة ترحيله إلى خارج ولاية فيرمونت التي اعتقل بها، ورفع محاموه دعوى قضائية أوقفت نقله إلى خارج ولايته، ولاحقاً أفرج عنه القاضي. في حالة كل من رميساء وبدر سوري، أكد القضاة وقوع أخطاء إجرائية ارتكبتها الحكومة، رافضة المزاعم بعدم وجود أماكن كافية في ولاية ماساشوسيتس للأولى وفي فيرجينيا للثاني، وقضت بالإفراج عنهما مع استمرار نظر القضية. في جلسة الخميس 22 مايو/أيار، احتضن محمود خليل في مقرّ احتجازه بولاية أريزونا، ابنه لأول مرة بأمر القضاء، وعلى غير هوى الحكومة التي طلبت الفصل بينهما بحاجز زجاجي، ما دفع محاميه إلى تأكيد أنه يتعرض لـ"انتقام سياسي"، مطالباً بالإفراج عن الطالب الذي اعتقل في نيويورك، ويحاكم فيدرالياً في نيوجيرسي، بينما تحاكمه محكمة الهجرة بغية ترحيله في أريزونا. طلاب وشباب التحديثات الحية الجامعات الأميركية... تداعيات المنع والقمع على احتجاجات الطلاب إلى جانب هؤلاء الأربعة، شنت إدارة ترامب حملة قمع موسعة أدت إلى إلغاء نحو 1000 تأشيرة لطلاب جامعات خلال الشهرين الماضيين، فلجأ مئات الطلاب إلى القضاء، ورغم أن البيت الأبيض والخارجية الأميركية لا زالا يؤكدان أن هذا الإجراء ضمن سلطتهما، قامت وزارة العدل بإبلاغ قاضٍ فيدرالي رسمياً أنه تقرر إيقاف إلغاء تأشيرات طلاب الجامعات. ومع الإفراج عن ثلاثة من الطلاب الأربعة الموقوفين بالفعل، توجه الأربعة إلى محاكم فيدرالية للطعن على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ضدهم، ومحاولة إلغاء إقامتهم، وبينما لم تتهم السلطات الفيدرالية طلاب الجامعات بأيّ تهم، فإن إدارة ترامب تواصل مساعي ترحيلهم بناء على بند نادر في القانون، ما دعا محامين وخبراء دستوريين إلى تأكيد مخالفة ذلك للقانون والدستور. وأكد أستاذ القانون في جامعة جورج تاون، ديفيد كول، في مقال بمجلة "ذا نيويوركر"، عدم إمكانية ترحيل محمود خليل بناء على رأيه، وسخر من فكرة محاولة تطبيق هذا البند القانوني المهمل عليه وعلى طلاب الجامعات، وتوقع أن تصل القضية إلى المحكمة العليا، وأن يُفرَجَ عن الطلاب. ووجه مدير مركز التفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون، نادر هاشمي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، انتقادات حادة لإدارة الرئيس دونالد ترامب لمحاولتها "إرهاب طلاب الجامعات، ومنعهم من التعبير عن آرائهم"، وقال إن "ما يجري حالياً يتنافى مع مبادئ الحريات والديموقراطية، ويستهدف إرهاب طلاب الجامعات لأنهم رفعوا صوتهم للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة. في النهاية سينتصر الطلاب".