
مذبحةُ السويداءِ؛ طبائعُ الشامِ تُعرِّي أطرافَ المؤامرةِ!ميخائيل عوض
ميخائيل عوض
١
نَتأكَّدُ بالأدلَّةِ القاطعةِ وبتجلِّياتِ الواقعِ وحِراكِه أن لا أحدَ من المتدخِّلينَ والفاعلينَ في سوريّةَ يَفهمُها أو يتعرَّفُ إلى طبائعِها وأسرارِها، فَتُرتكَبُ الأخطاءُ القاتلةُ، وتزيدُ في معاناتِها، وفي ذبحِ أهلِها وناسِها، وتؤثّرُ عميقًا في طبيعتِها ووحدتِها الوطنيّةِ والمجتمعيّةِ.
٢
فَرَحةُ ترمب وتوماس براك بالجولاني، وتشبيهُه بجورج واشنطن، واعتمادُه مديرًا لمشروعِ الهيمنةِ على سوريّةَ لتأمينِ مصالحِ الشركاتِ، وخاصّةً النفطِ والغاز، وبرغمِ استعجالِ تجميدِ العقوباتِ وتوقيعِ عقودٍ مُجزيةٍ مع شركاتٍ محسوبةٍ على ترمب ويتكوف وبراك، واستعجالِ براك تسويقَ مشروعِه لإعادةِ هيكلةِ سوريّةَ والشرقِ، وإعلانِه الرغبةَ بدولةٍ مركزيّةٍ، وبالسعيِ لضمِّ لبنان، بدءًا من الشمالِ وطرابلس، لِموقعِها الجغرافيِّ وطبيعةِ ساحلِها ومرفئِها كممرٍّ أساسيٍّ للغازِ المُسالِ والنفطِ من العراقِ وسوريّةَ وقطرَ والخليج، لتأمينِ نهبِ الشركاتِ وهيمنتِها على السوقِ ولمُحاصَرةِ روسيا والصين، والتحكُّمِ بإمداداتِ أوروبا — إلّا أنّ الواقعَ يُعيدُ تثبيتَ حقيقةِ أنَّ حساباتِ البيادرِ لا تُطابِقُ نتائجَ الحقول.
٣
ليسَ مصادفةً أن يبدأَ الجولاني مذبحةَ السويداء عشيةَ توقيعِ عقودٍ بملياراتِ الدولارات مع مديرِ شركة 'أرجينا' للنفطِ والغازِ المُسال، 'جوناثان باس'، والشركةُ كأخواتِها تعودُ ملكيّتُها واستثماراتُها لثُلاثيّ: توماس براك، ويتكوف، وترمب. وفيها أيضًا كَشْفُ أسرارِ مُخطَّط ومشروعِ ترمب للعربِ والإقليم؛ فالمبعوثان إلى السفيرِ الأميركيِّ المُعيَّنِ في لبنانَ من رجالِ الصفقاتِ وأصدقاءِ ترمب وشُركائِه الشخصيّينَ منذ عقود.
٤
مذبحةُ السويداءِ كشفتِ المستورَ البعيدَ عن الأعيُنِ، والجاري تخطيطُه في الغرفِ السوداءِ؛ فالإذنُ للجولاني صَدَرَ في اجتماعاتِ باكو، التي شاركَ فيها التركيُّ والأميركيُّ والإسرائيليُّ، وأُمِرَ الجولاني بالشروعِ بالتنفيذ.
والأمرُ ذاتُه يكشفُ لنا لماذا مذبحةُ الساحلِ، ولماذا تمَّ تجاهلُها، بل وكُوفِئَ الجولاني بلقاءِ ترمب، وتجميدِ العقوباتِ، والإشادةِ به إلى المستوى غيرِ المسبوقِ دبلوماسيًّا، وإطلاقِ يدِه بلا رقابةٍ أو حسابٍ.
انبهَرَ الجولاني وأردوغان وصحبُهم، وافترضوا أنّ زمنَ سوريّةَ أصبحَ طوعًا لهم، فافتُعِلَت مشكلةٌ بين البدوِ والدروزِ، وبمبادرةٍ من عناصرَ محسوبةٍ على البدو، وبدأتِ المذبحةُ بقصدِ إرهابٍ وكسرِ روحِ سوريّةَ وصمغِها الوطنيِّ اللاصقِ من الجبلين، قبل أن ينهضَ جسدُها في المدنِ السنيّةِ الشاميّةِ العريقةِ، فتعودَ فاعلةً.
إلّا أن طبائعَ الشامِ وأسرارَها كانتْ بالمرصاد؛ فغزّةُ بوّابةُ ساحلِها، وبيروتُ جوهرةُ عقدِها، وصنعاءُ جناحُها الجنوبيُّ، في فعلِ مقاومةٍ أسطوريّةٍ تُعجِزُ نتنياهو وتُضطِرُّه للاستجابةِ لمطالبِ دُرُوزِ فلسطين، وإلّا يخسرَ جيشَه قوّةً نوعيّةً، ويُشهِرَ الهزيمةَ في غزّة، وتبدأَ دويلتُه بخسارةِ الحرب، حيثُ لا مكانَ لها في المنطقة.
فالتناقضاتُ، ومنها غيرُ المحسوبةِ في المخططاتِ، وفي لقاءِ باكو، عطّلَتِ المخطَّطَ، وتبيّنَ أن كلامَ براك عن الشرعِ لا أصلَ له ولا أساس؛ فالرجلُ غيّرَ جلدَه، لكنّه ما زالَ على ما شَبَّ عليه، وأنّه رجلُ أردوغان أصلًا، وأن بنيتَه العسكريّةَ والأمنيّةَ ليست سوريّةً، ولا يأمنُها السوريّون، وتحرّكُها المخابراتُ والضبّاطُ الأتراكُ، لا هو ولا وزيرُ دفاعِه وداخليّتِه، وتلك مجاميعُ إرهابيّةٌ غالبُها من الغرباءِ، وروحُهم وممارساتُهم سَلْجوقيّةٌ، فتفلّتوا نَهبًا وتعفيشًا وقتلًا وإجرامًا.
وعندما فشلَتِ المحاولةُ باسمِ الدولةِ المركزيّةِ، وليس في أجهزتِها أيُّ مركزيّةٍ أو التزامٍ أو روحٍ للدولة، غيّروا الاسمَ، وصار 'قبائلَ وعشائرَ عربيّة'، والفاعلون ليسوا بسوريّين، ولا بعربٍ، ولا من العشائر، بل أنفسُهم أحفادُ السَلْجوقيّةِ والعثمانيّةِ البائدةِ.
٥
تَفاجأ براك، على حدِّ زعمِه، وامتعضَ ترمب من تدخُّلِ نتنياهو، وأمَرَ بوقفِ الاعتداءاتِ الإسرائيليّة، وأمَرَ الجولاني بوقفِ المذبحة، وأعلنَها براك صريحةً: وقفُ النارِ باتّفاقِ نتنياهو والجولاني بواسطةٍ أميركيّةٍ؟؟…
هزلَتْ، حقًّا.
المذبحةُ في السويداءِ، ووقفُ النارِ بواسطةِ ترمب، بين نتنياهو والجولاني؟؟
كيفَ تكونُ دولةٌ ومركزيّةٌ ووطنيّةٌ وسياديّةٌ وتوحيديّةٌ؟
كيفَ تُدمَّرُ رموزُ السيادةِ من وزارةِ الدفاعِ وقيادةِ الأركانِ في ساحةِ الأُمويّين، وتكونُ سلطةُ الشرعِ وطنيّةً وأُمويّةً، ويأتمرُ بأوامرِ براك وأردوغان ونتنياهو، ويَظهرُ مجرّدَ مديرِ مشروعٍ فاشلٍ؟
مياهُ جبلِ العربِ، ودماءُ نساءِ وأطفالِ السويداءِ، والأبرياءُ على الضفّةِ الأُخرى، كشفتْ مزاعمَ وأكاذيبَ الغطّاس.
والأهمُّ أن الجولاني لا يَمونُ على شيء، والحاكمُ الفعليُّ تركيٌّ، والقوّةُ الغاشمةُ بأمرتِه، واستهدافُ سوريّةَ لثرواتِها وموقعِها الجغرافيِّ الحاكمِ، ولرُوحِها وطبائعِها المُقاوِمةِ والعروبيّةِ، واستُهدِفَتِ الرُّوحُ في الجبلين، ليسهُلَ قتلُ الجسد.
٦
في فتنةِ السويداءِ، جرتْ دماءٌ كثيرةٌ، ودفعَ الشعبُ أثمانًا باهظةً، لا لهدفٍ، ولا لمصلحةٍ شعبيّةٍ أو وطنيّةٍ، أو حتى جغرافيّةٍ أو طائفيّةٍ أو مناطقيّةٍ، إنّما لتمريرِ مخطّطٍ يستهدفُ الجميع.
ارتكبَ المخطّطون والمنفّذون أخطاءً قاتلةً أدّتْ إلى تصعيدِ التوتّراتِ بينهم، وكشفتْ حقيقةَ تفاهماتِهم وأهدافِهم جملةً وتفصيلًا.
٧
للشّامِ ربٌّ يحميها، وطبائعُ وروحٌ وأسرارٌ لا يعرفُها إلّا خالقُها، ومَن أعطاها المكانةَ والمهمّة.
وفي السياقِ، تَعرِي المعتدين المتكالبينَ عليها، وتُجهِضُ أدواتِهم، وتكشفُ عن طبائعِهم وتوحّشِهم.
لن يَكفّوا عن نَصبِ الكمائنِ لها، وعن محاولاتِ قتلِها، لتأمينِ سيطرتِهم على العربِ والأقاليمِ، وإعادةِ هيكلةِ السيطرةِ الأميركيّةِ المتوحّشةِ على العالم، ومنعِ أوراسيا من النهوض، والشعوبِ من تمرّدِها، لتغييرِ العالمِ البائدِ بتسريعِ ولادةِ العالمِ الجديد.
٨
لم تَنتهِ المؤامراتُ، ولن تتوقّف؛ فالبحثُ عندهم جارٍ عن مذبحةٍ جديدةٍ تَجبُّ التي قبلَها، وتُغطّي على مذبحةِ وإبادةِ غزّةَ بالتجويعِ والتدمير.
وقد تكونُ وِجهةُ المؤامرةِ لبنانَ وشمالَه، بُلوغًا لطرابلسَ ومينائِها وساحلِها كممرٍّ أساسيٍّ ومُثمرٍ للمشاريعِ والنفطِ والغاز.
في هذه أيضًا، يُكشَفُ سرُّ توطينِ وتجنيسِ الغرباءِ، وإعطائِهم صفةَ جيشٍ وأمنٍ عامٍّ وشرطةٍ وأجهزةِ وزارةِ الداخليّة، فما زالَ لهم وظيفةٌ ودورٌ، وسيتمُّ تشغيلُهم لتأمينِ المخطّطاتِ والمشاريعِ.
هل سيتعلّمُ اللبنانيّون، ويتحوّطون، ويتوحّدون، ويُسقِطون مؤامرةَ تفكيكِ ودفنِ كيانِهم ووطنِهم ونموذجِهم؟
السلاحُ ورجالُه أكثرُ المُستهدَفين، وأهمُّ الفاعلين، وهم المعنيّون بأن يُصيغوا المشروعَ والرؤيةَ لإسقاطِ المؤامرةِ، قبلَ أن يتشظّى لبنان، ويَسقُطَ بين أيدي السّاعينَ والطامعين؛ فالمؤامرةُ مستمرّةٌ، وسبيلُ أصحابِها لتحقيقِ غاياتِهم: المذابحُ، والتدميرُ، للتصفيةِ والتهجيرِ، وكسرِ الإراداتِ، لِيَتمكّنوا.
٢١/٧/٢٠٢٥

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الحركات الإسلامية
منذ 2 أيام
- الحركات الإسلامية
كندا وأستراليا تنددان بإسرائيل بسبب «الكارثة الإنسانية» في غزة... نيجيريا: مقتل 95 عنصراً من قطاع الطرق على يد القوات المسلحة... ترمب يأمر بإزالة خيام المشردين في أنحاء البلاد
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 25 يوليو 2025. كندا وأستراليا تنددان بإسرائيل بسبب «الكارثة الإنسانية» في غزة نددت كندا اليوم الجمعة بتقاعس الحكومة الإسرائيلية عن منع ما وصفه رئيس الوزراء مارك كارني بكارثة إنسانية في غزة. واتهم كارني إسرائيل بانتهاك القانون الدولي بمنعها وصول المساعدات الممولة من كندا إلى المدنيين في القطاع الفلسطيني الذي مزقته الحرب. وكتب كارني على إكس «تدعو كندا جميع الأطراف إلى التفاوض على وقف فوري لإطلاق النار بحسن نية. ونكرر دعواتنا لحماس بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن، وللحكومة الإسرائيلية باحترام سلامة أراضي الضفة الغربية وغزة». وعلى صعيد متصل قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي في بيان اليوم الجمعة إنه يجب بذل كل جهد ممكن لحماية أرواح الأبرياء وإنهاء معاناة وجوع سكان غزة، واصفا الوضع بأنه «كارثة إنسانية». وأضاف ألبانيزي في البيان «لا يمكن تجاهل أو الدفاع عن منع إسرائيل للمساعدات وقتل المدنيين، بمن فيهم الأطفال، الذين يسعون للحصول على الماء والغذاء». ترمب يأمر بإزالة خيام المشردين في أنحاء البلاد وقَّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، أمراً تنفيذياً يحث المدن والولايات على إزالة خيام المشردين ونقلهم إلى مراكز علاج، وهي خطوة قال المدافعون عن حقوق المشردين إنها ستؤدي إلى تفاقم المشكلة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ويوجّه الأمر التنفيذي وزيرة العدل بام بوندي بإلغاء القرارات القانونية السابقة على مستوى الولايات والحكومة الاتحادية ومراسيم الموافقة التي تقيد الجهود المحلية لإزالة مخيمات المشردين. ولم يتضح بعد كيف يمكن لبوندي إلغاء مثل هذه القرارات من طرف واحد. يأتي هذا الأمر عقب قرار أصدرته المحكمة العليا عام 2024 يسمح للمدن بحظر خيام المشردين. وندَّد التحالف الوطني للمشردين بهذا الأمر قائلاً إنه سيقوّض الحماية القانونية للمشردين والمصابين بأمراض عقلية. وقال التحالف إن إدارة ترمب لديها «سجل مقلق في تجاهل الحقوق المدنية والإجراءات القانونية الواجبة»، وحذر من أن ذلك سيُفاقم أزمة التشرد. وأفاد ترمب بأنه يجب نقل المشردين الذين يعيشون في خيام إلى مرافق لعلاج مشاكل الصحة العقلية والإدمان. ولم يشر إلى خطط لتوسيع مراكز العلاج أو توفير مساكن لفترة طويلة. ووفقاً للمجلس الأميركي المشترك بين الوكالات المعني بالتشرد، بلغ عدد المشردين في الولايات المتحدة نحو 771 ألفاً و480 شخصاً في ليلة واحدة عام 2024، بزيادة 18 في المائة عن العام الذي سبقه. ووفقاً لإحصاء وزارة الإسكان والتنمية الحضرية في ذلك الوقت، كان نحو 36 في المائة من هؤلاء بلا مأوى، بمعنى أنهم كانوا يعيشون في الشوارع أو في المركبات أو في الخيام. وحذَّر المركز الوطني لقانون التشرد من تفاقم مشكلة التشرد إذا جرى تطبيق هذا الأمر، بالإضافة إلى التخفيضات في ميزانية الإسكان والرعاية الصحية. وقال المركز: «العلاج القسري غير أخلاقي وغير فعال وغير قانوني... ستدفع هذه الإجراءات المزيد من الأشخاص إلى التشرد وستصرف الموارد بعيداً عمن يحتاجون إليها». أميركا ترفض قرار ماكرون «المتهور» للاعتراف بدولة فلسطينية قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم الجمعة إن واشنطن ترفض خطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للاعتراف بدولة فلسطينية، ووصفها بأنها «قرار متهور». وأعلن ماكرون أمس الخميس أن فرنسا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر (أيلول) في الجمعية العامة للأمم المتحدة، معبرا عن أمله في أن يُسهم ذلك في إحلال السلام في الشرق الأوسط. وكتب روبيو في منشور على إكس «هذا القرار المتهور لا يخدم سوى دعاية حماس ويعوق السلام». روسيا تسعى لإقامة «مناطق عازلة» على الحدود مع أوكرانيا تسعى القوات الروسية إلى إقامة مناطق عازلة على طول الحدود مع أوكرانيا، وفق ما أكّد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس (الخميس). وجاءت تعليقات بيسكوف بعد جولة ثالثة قصيرة من محادثات السلام مع أوكرانيا في إسطنبول، الأربعاء، ناقش فيها الجانبان تبادل مزيد من أسرى الحرب، لكنهما لم يُحرزا أي تقدّم يُذكر نحو وقف إطلاق النار. ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن بيسكوف قوله إنه لم يكن من المتوقع حدوث أي انفراجة. من جانبه، قال رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، إن مواقف البلدين «لا تزال متباعدة» بشأن شروط وقف إطلاق النار، وعقد اجتماع محتمل بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي. أما رئيس الوفد الأوكراني، رستم عمروف، فرأى أن «أولى الأولويات تنظيم اجتماع للقادة قبل نهاية أغسطس (آب)». وتابع أنه «من خلال الموافقة على هذا الاقتراح، يمكن لروسيا أن تُظهر بوضوح نهجها البناء». واشنطن: نعمل على إدخال مزيد من المساعدات لغزة دون أن تنهبها «حماس» قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية تومي بيغوت، في مؤتمر صحافي، إن الوزارة تعمل باستمرار على إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة دون أن تتعرض للنهب من حركة «حماس» الفلسطينية. واتهم بيغوت حركة «حماس» بتحويل المساعدات إلى سلاح من خلال النهب. وأضاف: «لدينا نظام معمول به، نحاول إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى غزة بطريقة لا تتعرض فيها للنهب من جانب (حماس)، هذا هو الواقع الذي ندفع من أجله؛ محاولة إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى هناك»، وفقاً لوكالة «رويترز». وامتنع بيغوت عن تقديم تفاصيل حول «الخيارات البديلة» التي تفكر الولايات المتحدة في اللجوء إليها لاستعادة الرهائن من القطاع بحسب ما أعلن في وقت سابق المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف. وعندما تم الضغط عليه لتوضيح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل محادثات غزة، لم يقدم بيغوت أي توضيح وقال: «هذا موقف ديناميكي للغاية». وأكد أن التزام الولايات المتحدة بوقف إطلاق النار لم يكن موضع شك أبداً، ولكن التزام «حماس» هو ما كان موضع تساؤل. وأعلن ويتكوف في وقت سابق فضل مفاوضات الهدنة، مؤكداً أن رد «حماس» الأخير على مقترح الهدنة في قطاع غزة يُظهر «بوضوح» عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وتقول إسرائيل إنها ملتزمة بالسماح بدخول المساعدات، لكن يتعين عليها التحكم فيها لمنع تحويلها إلى المسلحين. وكانت قد قطعت جميع الإمدادات عن غزة منذ بداية مارس (آذار) قبل أن تعيدها لكن بقيود جديدة في مايو (أيار). وتقول إسرائيل إنها سمحت بدخول ما يكفي من الغذاء لسكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة خلال فترة الحرب، وتحمل الأمم المتحدة مسؤولية بطء إيصاله. وفي المقابل، تقول الأمم المتحدة إنها تعمل بأقصى قدر ممكن من الفاعلية في ظل الشروط التي تفرضها إسرائيل. اندلعت الحرب بين إسرائيل و«حماس» منذ هجوم مسلحي «حماس» المباغت على بلدات في جنوب إسرائيل، والذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة فيما يوصف بأعنف هجوم منفرد في تاريخ إسرائيل. ومنذ ذلك الحين أدت الغارات الجوية والعمليات العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل ما يقرب من 60 ألف فلسطيني في غزة، وقضت على «حماس» كقوة عسكرية، وحولت معظم القطاع إلى أنقاض، وتسببت في نزوح جميع السكان تقريباً من منازلهم مرات عدة. نيجيريا: مقتل 95 عنصراً من قطاع الطرق على يد القوات المسلحة قَتلت القوات النيجيرية ما لا يقل عن 95 عنصراً من عصابة إجرامية مسلحة خلال اشتباكات وغارات جوية في وقت سابق من هذا الأسبوع، وفق تقرير ميداني لخبراء يعملون مع الأمم المتحدة، واطّلعت عليه «وكالة الصحافة الفرنسية» الخميس. وتنشط في المناطق الريفية النيجيرية عصابات مسلحة تُعرف باسم «قطاع الطرق»، وقد عززت وجودها فيها بسبب الفقر والإهمال الحكومي. وتقوم هذه العصابات بمهاجمة القرى ونهبها وحرقها وتفرض «ضرائب» على السكان، كما تقوم بعمليات اختطاف في مقابل الحصول على فدية. وأحبطت القوات الجوية والبرية النيجيرية الثلاثاء، «محاولة هجوم شنتها عصابة من قطاع الطرق، من خلال تنفيذ غارات جوية واشتباكات مسلحة»، في ولاية نيجر بشمال غربي البلاد، وفقاً لتقرير صادر عن مرصد خاص يراقب النزاعات. وقتل ما لا يقل عن «95 شخصاً من قطاع الطرق» خلال الاشتباك الذي وقع بالقرب من قريتي وراري وراغادا في منطقة ريجاو، وفقاً للتقرير نفسه. وأصدرت القوات المسلحة النيجيرية من جهتها، بياناً الأربعاء حول الاشتباك، جاء فيه أن القوات «اشتبكت مع إرهابيين في معركة مسلحة، وتمكنت من تصفية عدد منهم». يأتي هذا الهجوم بعد سلسلة معارك خاضها الجيش النيجيري، وكان أكثر تحفظاً بشأن المكاسب التي حققها خلالها. وكان في السابق يميل إلى الإعلان السريع عن انتصاراته، وأحياناً يبالغ في تقديرها. وقال مصدر استخباراتي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن الجيش غيّر استراتيجيته بعدما أدرك أن نشر تفاصيل عملياته كان يُتيح للجهاديين وقطاع الطرق البقاء على اطلاع مستمر بتحركاته. ولم يصدر عن الجيش أي تعليق رداً على طلب للتوضيح. اتساع رقعة النزاع ويقيم كثير من عصابات قطاع الطرق في نيجيريا معسكرات داخل غابة شاسعة تمتد عبر ولايات زمفارا وكاتسينا وكادونا والنيجر، في منطقة تشهد اضطرابات تحولت من نزاعات بين الرعاة والمزارعين حول الأرض والموارد، إلى صراع أوسع يغذيه انتشار الاتجار بالأسلحة. وانتشر العنف في السنوات الأخيرة من معقله بالشمال الغربي، حيث يشير المحللون إلى أن الجيش أحرز بعض المكاسب أخيراً، إلى وسط نيجيريا الشمالي، حيث يرى المراقبون أن الوضع يتفاقم. وأدى تزايد التعاون بين العصابات الإجرامية التي تحركها بشكل رئيسي المكاسب المالية، والجهاديين الذين يخوضون تمرداً مسلحاً منفصلاً منذ 16 عاماً في الشمال الشرقي، إلى تفاقم الهجمات. ولا يزال الجيش على الرغم من المكاسب الأخيرة التي حققها في الشمال الغربي، يقاتل على جبهات عدة. ويقول محللون إن التعاون بين الجيش والقوات الجوية ساعد في عمليات القتال، إلا أن الغارات الجوية أسفرت أيضاً عن مقتل مئات المدنيين. وبين عامي 2018 و2023، تجاوز عدد القتلى جراء هجمات قطاع الطرق عدد ضحايا الجماعات الجهادية، وفقاً لأرقام منظمة «أكليد» (ACLED). وفي الأسبوع الماضي، جمع قطاع طرق على دراجات نارية مجموعة من المزارعين العاملين في حقولهم خارج قرية جانجيبي بولاية زمفارا، وقتلوا 9 منهم وخطفوا نحو 15 آخرين، حسبما أفاد سكان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وفي وقت سابق من هذا الشهر، قتل جنود نيجيريون ما لا يقل عن 150 عضواً من عصابة إجرامية في كمين بولاية كبي شمال غربي البلاد، حسبما أفاد مسؤول محلي.


موقع كتابات
منذ 3 أيام
- موقع كتابات
يسهل ترحيل الطلاب المؤيدين لفلسطين .. جامعة 'كولومبيا' تصل إلى اتفاق مع إدارة ترمب
وكالات- كتابات: أعلنت جامعة (كولومبيا) الأميركية؛ توصّلها إلى اتفاق مع إدارة الرئيس؛ 'دونالد ترمب'، يقضّي بدفع أكثر من: (220) مليون دولار للحكومة لاستعادة أموال الأبحاث الفيدرالية التي أُلغيت بذريعة: 'مكافحة معاداة السامية' في الحرم الجامعي. وبموجب الاتفاق، ستدفع الجامعة تسويةً بقيمة: (200) مليون دولار على مدى (03) أعوام. وستدفع: (21) مليون دولار لتسّوية انتهاكات مزعومة: 'للحقوق المدنية ضدّ الموظفين اليهود، التي وقعت بعد الـ 07 من تشرين أول/أكتوبر 2023″، وفقًا لـ'البيت الأبيض'. وكجزء من الاتفاق؛ وافقت الجامعة على سلسلة من التغييّرات، أُعلنت في آذار/مارس الماضي، وهي تشمل: 'مراجعة منهجها الدراسي للشرق الأوسط من أجل ضمان شموليته وتوازنه، وتعيّين أعضاء هيئة تدريس جدد في معهد الدراسات الإسرائيلية واليهودية التابع لها'. كما سيتعيّن على الجامعة أيضًا إصدار تقرير إلى مراقب يؤكّد أنّ برامجها: 'لا تروّج لأهداف غير قانونية تتعلّق بالتنوع والإنصاف والشمول'. وتتضمّن التسوية أيضًا اتفاقًا يقضي بمساءلة الطلاب الدوليين المحتملين: 'من أجل توضيح أسباب رغبتهم في الدراسة في الولايات المتحدة'، ووضع إجراءات لضمان التزام جميع الطلاب: بـ'الحوار المتحضّر'. وفي خطوة من شأنها أن تُسهِّل على إدارة 'ترمب' ترحيل الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، وعدت جامعة (كولومبيا) بتزويد الحكومة، عند الطلب، بمعلومات عن الإجراءات التأديبية بحق حاملي تأشيرات الطلاب، وهي إجراءات مؤدية إلى الطرد أو الإيقاف عن الدراسة. ترمب: جامعة 'كولومبيا' التزمت إنهاء سياساتها السخيفة.. يأتي الاتفاق الذي تم التوصّل إليه؛ أمس الأربعاء، بعد أن كانت الجامعة هُدِّدت بخسارة مليارات الدولارات من الدعم الحكومي، بما في ذلك أكثر من: (400) مليون دولار من المنح التي أُلغيت في وقتٍ سابق من هذا العام. وكانت إدارة 'ترمب' سحبت التمويل بسبب ما وصفته: بـ'فشل الجامعة في قمع معاداة السامية في الحرم الجامعي'، خلال الحرب في 'قطاع غزة'. ومنذ ذلك الحين؛ وافقت جامعة (كولومبيا) على سلسلة من المطالب التي طرحتها الإدارة الجمهورية، وهي تشمل: 'إصلاحًا شاملًا لعملية تأديب الطلاب في الجامعة، وتطبيق تعريف، مثير للجدل ومُعتمد اتحاديًا، لمعاداة السامية، ليس فقط على التدريس، بل على لجنة تأديبية تُحقق مع الطلاب الذين ينتقدون إسرائيل'. ومن جهة الإدارة الأميركية؛ قال 'ترمب' إنّ جامعة (كولومبيا): 'التزمت إنهاء سياساتها السخيفة المتعلقة بالتنوع والإنصاف والشمول، وقبول الطلاب على أساس الجدارة فقط، وحماية الحريات المدنية لطلابها في الحرم الجامعي'. وفي منشورٍ له عبر حسابه في منصة (تروث سوشيال)، حذّر 'ترمب' من أنّ: 'العديد من مؤسسات التعليم العالي الأخرى على وشك الانهيار'، من دون أن يُحدّد هذه المؤسسات، متّهمًا إيّاها: بـ'الإضرار بالكثيرين، والظالم وعدم الإنصاف'، ومشيرًا إلى أنّها: 'أنفقت أموالًا اتحاديةً، معظمها من حكومتنا'. وعدّت وزيرة التعليم الأميركية؛ 'ليندا مكماهون'، التدابير التي ستُقدم عليها جامعة (كولومبيا) بموجب الاتفاق: 'إصلاحات'، واصفةً إياها: بـ'خريطة طريق للجامعات المرموقة التي تسعى لاستعادة ثقة الجمهور الأميركي، من خلال تجديد التزامها البحث عن الحقيقة، الجدارة والنقاش الحضاري'. من جهتها؛ وصفت 'كلير شيبمان'، القائمة بأعمال رئيس الجامعة، الاتفاق: بـ'خطوة مهمة إلى الأمام، بعد فترة من التدقيق الفيدرالي المُستمر وعدم اليقين المؤسّسي'. يُذكر أنّ جامعة (كولومبيا) أعلنت؛ الثلاثاء، أي قبل يوم على إعلان التوصل إلى الاتفاق، أنّها ستُعلّق أو تطرد أو تُلغي شهادات أكثر من: (70) طالبًا شاركوا في مظاهرة مؤيّدة للفلسطينيين داخل المكتبة الرئيسة؛ في أيار/مايو الماضي، وفي مخيّم خلال عطلة نهاية الأسبوع للخريجين العام الماضي.


موقع كتابات
منذ 4 أيام
- موقع كتابات
تدخلات روسيا في انتخابات 2016 تبعث من جديد بمعركة داخل البيت الأبيض .. ترمب يتهم أوباما بالخيانة
وكالات- كتابات: أحالت مديرة الاستخبارات الوطنية؛ 'تولسي غابارد'، اليوم الأربعاء، مسؤولين بارزين في إدارة الرئيس الأسبق؛ 'باراك أوباما'، من بينهم: 'جيمس كومي'، إلى 'وزارة العدل'، متهمةً إياهم: بـ'تصنّيع' معلومات استخباراتية ضمن التحقيقات بشأن تدخل 'روسيا' في الانتخابات الأميركية لعام 2016. واعتبر الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، هذه الخطوة بمثابة إثبات لخيانة 'أوباما'. وفي تصريحاتٍ له من 'البيت الأبيض'، قال 'ترمب'؛ إنّ 'أوباما': 'ضُبط متلبسًا' في محاولة لسرقة الانتخابات وقيادة انقلاب سياسي، مشيرًا إلى أن محاولات توريطه في علاقات غير مشروعة مع 'روسيا' شكّلت عملًا من أعمال الخيانة. وقال إنّه: 'مذنب، كانت هذه خيانة. لقد حاولوا سرقة الانتخابات وقادوا انقلابًا ضد الشعب الأميركي'. وأضاف أن الوقت قد حان: 'لمحاسبة الناس'، مشيرًا إلى مسؤولين في إدارة 'أوباما'. مزاعم 'تولسي غابارد' ورفع السرية.. وفي منشور في منصة (إكس)؛ أيّدت 'غابارد' تصريحات 'ترمب'، مؤكّدةً أنّها رفعت السرية عن وثائق تُظهر ما وصفته: بـ'مؤامرة خيانة' قادها مسؤولون في إدارة 'أوباما'؛ عام 2016، لتقويض حملة 'ترمب'. وتوعّدت 'غابارد' بمحَّاسبة المتورطين عبر 'وزارة العدل'، في خطوة وصفها الديمقراطيون بأنّها ذات دوافع سياسية: و'كاذبة'. 'أوباما' يرد: محاولة واهية لصرف الانتباه.. وفي ردٍ نادر؛ أصدر المتحدّث باسم أوباما؛ 'باتريك رودنبوش'، بيانًا وصف فيه اتهامات 'ترمب' و'غابارد'؛ بأنّها: 'سخيفة'، وقال إنها محاولة مكشوفة لصرف الانتباه عن قضايا أخرى تُلاحق 'ترمب'. وأكّد 'رودنبوش'؛ أنّ الوثائق التي تحدثت عنها 'غابارد' لا تتعارّض مع الاستنتاج المقبول بأنّ 'روسيا' سعتّ للتأثير على الانتخابات، لكنها لم تنجح في تغييّر نتائج التصّويت أو التلاعب بالأصوات. تقييّمات المخابرات وتحقيقات 'مجلس الشيوخ'.. وكان تقيّيم مشترك لأجهزة المخابرات الأميركية، صدَّر في كانون ثان/يناير 2017، قد خُلص إلى أنّ 'روسيا' سعت إلى دعم حملة 'ترمب' والإضرار بمرشحة الحزب (الديمقراطي)؛ 'هيلاري كلينتون'، من خلال حملات تضليل إلكترونية واختراق بيانات. تقريرٍ آخر؛ صادر عن 'لجنة الاستخبارات' في 'مجلس الشيوخ'؛ عام 2020، أشار إلى أن 'روسيا' استخدمت أدوات مختلفة مثل موقع (ويكيليكس) والناشط الجمهوري؛ 'بول مانافورت'، لدعم حملة 'ترمب'، لكنه لم يجد دليلًا على تغييّر النتائج. ' ترمب' يُعيّد نشر فيديو مزيف لـ'أوباما'.. في خطوةٍ أثارت الجدل؛ أعاد 'ترمب' مؤخرًا نشر فيديو مفبَّرك في منصة (تروث سوشيال)، يظهر فيه 'أوباما' مكبّل اليدين، ما اعتُبر تصعيدًا رمزيًا من جانب الرئيس الأميركي ضد سلفه. ويواجه 'ترمب' ضغوطًا من قاعدته المحافظة لنشر ملفات التحقيق في قضية 'جيفري إبستين'، المتهم بالاتجار بالبشر؛ والذي توفي منتحرًا عام 2019. وقد ربط 'ترمب' في التسعينيات صلات اجتماعية بـ'إبستين'، ما أثار المزيد من الشكوك. في المقابل؛ علّق النائب الديمقراطي؛ 'جيم هايمز'، بالقول في منصة (إكس) للتواصل الاجتماعي: 'هذه كذبة. يمكن للرئيس أن يسأل وزير خارجيته الحالي؛ ماركو روبيو، الذي شارك في لجنة تحقيق مجلس الشيوخ من الحزبين؛ والتي أكّدت أنّه لا يوجد تسيّيس في تصرفات أجهزة الاستخبارات'.