logo

إحياء ذئب "لعبة العروش" المنقرض... ماذا يقول الخبراء؟

الوسط٠٩-٠٤-٢٠٢٥

حمل غلاف مجلة "تايم" أمس صورة ذئب مهيب، أبيض كالثلج، مرفقاً بعنوان يُعلن عن عودة الذئب الضخم.
هذا النوع، المنقرض حالياً، ربما يُعرف أكثر بدوره الخيالي في مسلسل "صراع العروش"، لكنه كان موجواً بالفعل قبل أكثر من 10 آلاف عام، عندما كان يجوب أرجاء القارتين الأميركيتين.
الشركة التي تقف وراء هذه العناوين هي "كولوسال بيوساينسز"، والتي أعلنت أنها استخدمت "هندسة وراثية ماهرة وحمضاً نووياً قديماً" لاستيلاد ثلاثة جراء من الذئب الضخم، بهدف "إحياء" هذا النوع المنقرض.
لكن، رغم أن الذئاب الصغيرة – رومولوس، ريموس، وكاليسي – تمثل إنجازاً تقنياً مذهلاً، يقول خبراء مستقلون إنها ليست فعلياً من سلالة الذئب الضخم الأصلية.
وأوضح عالم الحيوانات فيليب سيدون من جامعة أتاغو في نيوزيلندا أنّ هذه الحيوانات هي "ذئاب رمادية معدّلة وراثياً".
وكشفت شركة كولوسال عن جهود لاستخدام تقنيات وراثية مماثلة بهدف استعادة حيوانات انقرضت مثل الماموث والنمر التسماني.
وبالتزامن، أشار علماء إلى الاختلاف البيولوجي المهم بين الذئب المصوّر على غلاف مجلة "تايم" والذئب الضخم الذي عاش واصطاد خلال العصر الجليدي.
وشرح عالم الوراثة القديمة من جامعة أوتاغو أيضاً، نيك راولنس، أنّ الحمض النووي القديم – المستخرج من بقايا متحجرة – متضرّر وتالف لدرجة يصعب معها نسخه أو استنساخه.
وقال نيك رولنس لبي بي سي إنّ "الحمض النووي القديم يعني كأنك وضعت حمضاً نووياً جديداً في الفرن على حرارة 500 درجة مئوية طوال الليل. فهو يخرج أجزاءً مثل الشظايا والغبار".
"يمكنك إعادة بناؤه، لكنه ليس جيداً بما يكفي لاستخدامه في شيء آخر".
وأضاف قائلاً إنّ فريق مكافحة الانقراض استخدم تكنولوجيا جديدة في علم الإحياء الاصطناعي – باستخدام الحمض النووي القديم بهدف تحديد أجزاء رئيسية من الشفرة (الكود الجيني) التي يمكن تغييرها في المخطط البيولوجي لحيوان حيّ، أي الذئب الرمادي في هذه الحالة.
وقال إنّ "ما أنتجته (شركة) كولوسال هو الذئب الرمادي، لكنه يملك بعض خصائص الذئب الضخم المنقرض، مثل جمجمة أكبر حجماً وفراء أبيض. إنه هجين".
بينما قالت عالمة الإحياء بيث شابيرو من شركة "كولوسال بيوساينسز" إنّ هذا الإنجاز يمثل فعلاً استعادة الأنواع المنقرضة، ووصفته بأنه إعادة خلق حيوانات تحمل ذات الخصائص.
"الذئب الرمادي هو أقرب كائن حيّ من عائلة الذئب الضخم (المنقرض) – هما متشابهان جينياً بالفعل – لذلك استهدفنا تسلسلات الحمض النووي التي تؤدي إلى سمات الذئب القديم ثم قمنا بتعديل خلايا الذب الرمادي...وبعدها استنسخنا هذه الخلايا وخلقنا ذئبنا الضخم".
وبحسب الدكتور رولنس، الذئاب الضخمة المنقرضة انفصلت جينياً عن الذئاب الرمادية في مرحلة ما، ما بين 2.5 مليون إلى ستة ملايين سنة.
وقال "إنه (الذئب المنقرض) ينتمي إلى جنس مختلف تماماً عن الذئاب الرمادية. شركة كولوسال قارنت جينومات الذئب الرمادي والذئب الضخم (الأبيض)، ومن بين جينات يبلغ عددها 19 ألفاً، حددوا 20 متغيراً في 14 جيناً يمنحهم الذئب الرمادي".
زُرعت الأجنّة المعدّلة في إناث كلاب أليفة. وبحسب مقال مجلة "تايم"، ولدت الذئاب الثلاثة بعملية جراحية قيصرية خُطط لها بهدف تقليل خطر حدوث مضاعفات.
وتحتفظ شركة كولوسال بالذئاب في منشأة خاصة تبلغ مساحتها ألفي فدّان داخل موقع خفي في شمال الولايات المتحدة.
لا شك أنّ الجراء الثلاث تبدو مثل صورة الذئب الأبيض الضخم كما علقت في أذهان الكثيرين، وقد حظيت هذه القصة باهتمام عالمي. فما أهمية هذا التمييز العلمي؟
قال دكتور رولنس لبي بي سي "لأن الانقراض مستمر. إن لم يكن موجوداً، كيف سنتعلّم من أخطائنا؟".
وتابع قائلاً "هل الرسالة الآن هي أنه يمكننا تدمير البيئة وان تنقرض الحيوانات، لكننا نستطيع إعادتها؟".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مراقبة آثار بنغازي: انتهاء المرحلة الأولى من ترميم تمثال الذئبة 'لوبا' الشهير
مراقبة آثار بنغازي: انتهاء المرحلة الأولى من ترميم تمثال الذئبة 'لوبا' الشهير

أخبار ليبيا

timeمنذ يوم واحد

  • أخبار ليبيا

مراقبة آثار بنغازي: انتهاء المرحلة الأولى من ترميم تمثال الذئبة 'لوبا' الشهير

الوطن| متابعات أعلنت مراقبة آثار بنغازي بالتعاون مع قسم الآثار بجامعة بنغازي عن الانتهاء من المرحلة الأولى من أعمال ترميم تمثال الذئبة 'لوبا كابيتولينا' الشهير، الذي يعد من القطع الأثرية النادرة ذات القيمة الرمزية والتاريخية الكبيرة. وأشرف على هذه المرحلة رئيس معمل قسم الآثار إبريك العماري، وشملت الأعمال رفع التمثال، وأخذ قياسات دقيقة لأجزائه، ثم إعادة تركيب الأرجل بهدف استكمال ملامحه الأصلية. يأتي هذا الترميم بعد أن عاد التمثال إلى مراقبة آثار بنغازي في يوليو 2023، عقب غياب دام أكثر من أربعين عاما، وقد عُثر عليه في إحدى المزارع بمنطقة سيدي فرج بعد بلاغ من أحد المواطنين، حيث كان التمثال مفقودا منذ سبعينيات القرن الماضي. وتمثال 'لوبا كابيتولينا' يُجسد الذئبة وفقا للأسطورة الرومانية، التي أرضعت التوأمين 'رومولوس وريموس'، مؤسسي مدينة روما، مما يمنحه أهمية ثقافية عابرة للحدود. من المنتظر أن تبدأ المرحلة الثانية من الترميم خلال الفترة المقبلة، في حال توفر الإمكانيات الفنية والمادية، وستركز على تنفيذ وتركيب التوأمين، لإعادة التمثال إلى هيئته الكاملة، وإبرازه كأحد رموز التراث المحلي والعالمي.

انتهاء المرحلة الأولى من ترميم تمثال 'لوبا كابيتولينا' في بنغازي بعد أكثر من أربعة عقود من اختفائه
انتهاء المرحلة الأولى من ترميم تمثال 'لوبا كابيتولينا' في بنغازي بعد أكثر من أربعة عقود من اختفائه

أخبار ليبيا

timeمنذ 2 أيام

  • أخبار ليبيا

انتهاء المرحلة الأولى من ترميم تمثال 'لوبا كابيتولينا' في بنغازي بعد أكثر من أربعة عقود من اختفائه

العنوان أعلنت مراقبة آثار بنغازي، اليوم الثلاثاء، عن انتهاء المرحلة الأولى من أعمال ترميم تمثال 'لوبا كابيتولينا' الشهير، وذلك بالتعاون مع رئيس معمل قسم الآثار بجامعة بنغازي، إبريك العماري، في خطوة تُعد إنجازًا مهمًا لحماية التراث الثقافي في المدينة. شملت هذه المرحلة رفع التمثال من مكان حفظه المؤقت، وأخذ قياسات دقيقة لأجزائه، ومن ثم إعادة تركيب الأرجل بما يُعيد تشكيل ملامحه الأصلية، تمهيدًا لاستكمال ترميم بقية الأجزاء في المراحل القادمة. ويُعد التمثال من أبرز القطع الأثرية ذات الطابع الكلاسيكي في ليبيا، ويرمز إلى الأسطورة الرومانية التي تحكي قصة التوأمين 'رومولوس وريموس'، مؤسسي مدينة روما، واللذين أرضعتهما الذئبة 'لوبا' بعد أن تُركا في البرية. وكان تمثال 'لوبا كابيتولينا' قد عاد إلى مراقبة آثار بنغازي في يوليو 2023 بعد اختفاء دام أكثر من أربعين عامًا، حيث عُثر عليه في مزرعة بمنطقة سيدي فرج، بعد بلاغ تقدم به أحد المواطنين، حيث تشير الوثائق إلى أن التمثال فُقد منذ سبعينيات القرن الماضي، وظل مصيره مجهولًا حتى استعادته. ومن المتوقع أن تنطلق المرحلة الثانية من الترميم خلال الفترة المقبلة، والتي ستتضمن تنفيذ وتركيب مجسّمي التوأمين رومولوس وريموس، وذلك بحسب الإمكانيات الفنية والمادية المتاحة. وتُعد هذه الجهود جزءًا من مساعي متواصلة تبذلها الجهات المعنية بالآثار في بنغازي للحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي للمدينة، رغم التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع التراث في ظل الأوضاع الراهنة.

إعادة حيوان برمائي نادر إلى موطنه الأصلي يعيد الأمل في إنقاذه من الانقراض
إعادة حيوان برمائي نادر إلى موطنه الأصلي يعيد الأمل في إنقاذه من الانقراض

الوسط

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • الوسط

إعادة حيوان برمائي نادر إلى موطنه الأصلي يعيد الأمل في إنقاذه من الانقراض

اكتشف العلماء أن سمندل الماء أكسولوتل المكسيكي الغريب، ذو الابتسامة الدائمة، والذي يُعدّ أحد أكثر البرمائيات المهددة بالانقراض في العالم، قد ازدهر بعد إطلاقه في أراض رطبة اصطناعية. وفي دراسة تُبشّر بمستقبل طويل الأمد لكائن كان على وشك الانقراض، أطلق العلماء 18 سمندل أكسولوتل، كانت مُرباة في معامل خاصة، في أراض رطبة اصطناعية بالقرب من مدينة مكسيكو. وزود الباحثون الحيوانات بأجهزة تتبّع لاسلكية، ووجدوا أنها "نجت وبحثت عن الطعام بنجاح في كلا الموقعين" - حتى أن وزنها زاد. وقالت المشرفة الرئيسية على البحث، الدكتورة أليخاندرا راموس من جامعة باجا كاليفورنيا المستقلة إن هذه "نتيجة مذهلة". ونُشرت النتائج في مجلة بي إل إو أس وان PLoS One، االتي تصدرها المكتبة العامة للعلوم" وهي منظمة غير ربحية تنشر مجلات مفتوحة المصدر في مجالات العلوم والتكنولوجيا والطب، وتشير كما يقول الباحثون، إلى إمكانية إعادة سمندل الماء إلى موطنه الأصلي. وكانت مياه زوتشيميلكو - التي تشكلت بفعل ممارسات الزراعة التقليدية، وتتدفق منها مياه الينابيع من الجبال - تعج بهذا النوع من البرمائيات. ولكن مع نمو مدينة مكسيكو، دفع التحضر والتلوث وضغوط أخرى سمندل الماء إلى حافة الانقراض، حيث تشير بعض التقديرات إلى أنه لم يتبقَ منه سوى 50 سمندلا على قيد الحياة في البرية. وقال الباحث المشارك، الدكتور لويس زامبرانو، من الجامعة الوطنية المكسيكية "إذا فقدنا هذا النوع من السمندل المائي، فسنفقد جزءا من هويتنا المكسيكية". وليس من المبالغة وصف سمندل الماء بأنه رمز. إذ تقول أسطورة الأزتك إنه إله في هيئة سلمندر - إله النار والبرق الأزتكي، زولوتل، متنكرا في هيئة سلمندر. وأضاف الدكتور، إذا استطعنا استعادة موطنه - الأراضي الرطبة - واستعادة أعداد سمندل الأكسولوتل في مدينة يزيد عدد سكانها عن 20 مليون نسمة، فأنا "أشعر أن لدينا أملا للبشرية." وللتمهيد لإطلاق سراح الحيوانات، عمل الباحثون مع مزارعين محليين وفريق من المتطوعين لإنشاء "ملاجئ" في الأراضي الرطبة لسمندل الأكسولوتل. وركبوا أنظمة ترشيح طبيعية لتنقية المياه. ثم أطلق العلماء الحيوانات، التي رُبّيت في معامل خاصة، إلى موقعين - أحدهما في زوتشيميلكو والآخر في محجر مهجور تحوّل على مدى عقود إلى ما أسموه "أرضا رطبة اصطناعية". ووُضعت على كل حيوان جهاز تتبّع لاسلكي. وقالت الدكتورة أليخاندرا لبي بي سي "الخبر المذهل هو أنها جميعا نجت. ليس هذا فحسب، بل إن تلك التي أعدنا أخذها بعد إطلاقها بفترة اكتسبت وزنا – ما يعني أنها بدأت في الاصطياد وممارسة حياتها البرية." كما كشفت المراقبة عن رؤى مثيرة للاهتمام حول سلوك سمندل الأكسولوتل. وتضيف الدكتورة أليخاندرا "وجدنا أن بعضها يقضي معظم وقته مع فرد آخر، كما لو كانوا يكوّنون صداقات صغيرة". ومن المفارقات أن هذه السمندلات الجذابة تُوجد بمئات الآلاف في مختبرات العالم وأحواض الحيوانات الأليفة. وهذا النوع مثير للاهتمام من الناحية البيولوجية، إذ يتمتع بقدرة مذهلة على إعادة نمو أي جزء تالف أو مفقود من جسمه. لذا، تُجرى أبحاث لفهم إمكانية تسخير هذه القدرة طبيا. ولكن في الأراضي الرطبة الموحلة في مدينة مكسيكو، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتنظيف واستعادة هذه الموائل، ولمنح سمندل الأكسولوتل البري فرصة للتعافي. تقول الدكتورة أليخاندرا "تفقد العديد من الحيوانات موطنها حول العالم. ومشاريع الترميم ليست سهلة، ولكنها ممكنة - إنها تحتاج فقط إلى الكثير من الناس. وليس بالضرورة أن تكون عالما للمشاركة في هذه المشاريع - يمكن للجميع في العالم المساعدة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store