logo
أسير غزي محرر: السجن وعذابه وجوعه أهون من رؤية أطفالي مجوعين

أسير غزي محرر: السجن وعذابه وجوعه أهون من رؤية أطفالي مجوعين

الجزيرة٢٥-٠٧-٢٠٢٥
غزة- عانق نبيه الغزالي الحرية بعد اعتقاله أثناء حصار مدينة حمد في خان يونس يوم 4 مارس/آذار 2024، حيث قضى عاما في السجون الإسرائيلية متنقلا بين سدي تيمان وعوفر و نفحة والنقب تعرض خلاله للتعذيب والتنكيل والإهمال الطبي من قبل المحققين وفرقة القمع التي استخدمت الكلاب خلال التحقيق معه.
عاد إلى أسرته ولم يعد لبيته، فقد هدمه الاحتلال وهو في السجن لتنزح زوجته وأطفاله السبعة إلى الخيام ليعيشوا حياة القهر والظلم والجوع، وخرج ولم يجد والده الذي تركه يصارع الجوع والوجع والمعاناة حتى استشهد، ولم يستطع إلقاء نظرة وداع عليه.
ومن على أنقاض شقته المهدمة التي ترك فيها جزءا من حياته وقف صامتا، قبل أن يستطرد قائلا للجزيرة نت "ما زلت لم أنته من تسديد أقساطها، ولم أشبع من عبقها، فقد كانت لي حضنا وسندا".
نزوح وتجويع
وتابع الغزالي قائلا "اليوم أصبحت بلا مأوى، يطاردني النزوح والجوع مشتتا بين الخيام والبيوت المهدمة، تراكمت فوق رأسي الديون، وأنهكتني الحاجة وأنا أبحث عن الطحين والطعام لإطعام أطفالي، وأنا من كنت أحتاج له بعد أن كان يحاصرني الجوع في السجن، ليعود وينهش جسدي الجوع مرة أخرى خارجه".
وأضاف "خرجت وأنا أحمل رسائل الألم والمعاناة من زملائي رفقاء السجن الذين كانوا معي لعلي أكون رسولهم إلى ذويهم، مطمئنا لهم عندما أسرد لهم أخبارهم وأحوال صحتهم، وأبعث فيهم الأمل، لعل أخبارهم تخفف عنهم ألم الفقد وعذاب الفراق".
تواصل مع عائلات كثير منهم، ويوضح أن صدمته كانت كبيرة حين رأى أحوال أفرادها وظروفهم، فالحياة أتعبتهم، والنزوح أدمى قلوبهم، والجوع أنهك أجسادهم، وأدرك أن أوضاعهم لا تختلف عن أوضاع أحبابهم في السجن، فالقهر والجوع والألم عامل مشترك بينهم.
تبدو أيام الغزالي خارج السجن وخلال الحرب صعبة جدا، لم يعرف فيها طعم الاستقرار والهدوء والراحة وكأنه خرج ليصارع الحياة من جديد، حيث يؤكد أنه خرج من سجن صغير إلى آخر أكبر قليلا، ليعيش مع أسرته حياة النزوح من مكان إلى آخر، ويكابد الفقر والجوع والحرمان.
كابوس
منذ خروجه من السجن اضطر نبيه إلى النزوح مع أفراد أسرته أكثر من مرة، حتى استقر بهم المقام مؤقتا في جزء من منزل والده المقصوف والمهدوم في مدينة الصبرة بغزة بعد أن نظف جزءا منه من خلال إزالة الركام والحجارة وغطاه ببعض الشوادر وقطع القماش.
في هذا الجزء من البيت الذي ما زال يحاول أن يرمم فيه شيئا من أحلامه الوردية التي كان يحياها قبل الحرب والاعتقال قال نبيه للجزيرة نت "سرعان ما تحولت فرحة الإفراج عني إلى كابوس لا يطاق من أهوال الحرب التي أعيشها".
وتابع "خرجت من عذاب إلى عذاب أكبر وقهر وجوع، ومن نار الزنازين إلى جحيم حرب لا تبقي ولا تذر، خرجت وأنا بحاجة إلى من يواسيني ويخفف عني فوجدت أن لا وقت لمثل هذه المشاعر، وأدركت أن الجحيم الذي نعيشه في غزة لا يعطيك فرصة لالتقاط أنفاسك".
وأضاف نبيه "فمنظر أطفالك وهم يتضورون جوعا أمام عينيك يجبرك على أن تداري غضبك وتخفي دموعك كي لا تنهار، وأن تصارع الحياة والموت معا وتتحدى الحرب والصواريخ في سبيل إطعامهم وتخفيف وجعهم وآلامهم، أن تكون قويا، لا لأنك كذلك، بل لأنك لا تملك خيارا آخر".
تعذيب قاتل
ويؤكد الغزالي أنه لا يبالغ إن قال إن السجن وعذابه وجوعه أهون عليه من رؤية أطفاله مجوعين يسحقهم الغلاء والعناء والبلاء، ويقول "تمنيت لو لم أخرج لأعيش هذا الكابوس المرعب، فأصعب شيء أن تكون مكسورا أمام أبنائك وأنا الذي لم تكسرني الزنزانة ولم يثنني القيد".
وعن ظروف الاعتقال والتحقيق، يوضح أنه تعرّض للتعذيب والشبح والتجويع لأكثر من 100 يوم في الزنازين وهو معصوب العينين ومكبل اليدين والقدمين، وتم تكسير أضلاع صدره أكثر من 6 مرات.
وأكد أن المحققين كانوا يتعمدون إيذاءه بضربه على معدته وبطنه وصدره، لدرجة أنه كان يتنفس بصعوبة من شدة الألم، بالإضافة إلى الإهمال الطبي، حتى أنه فقد الإحساس بكل شيء، وكل ذلك رغم عدم توجيه تهمة رسمية له سوى أنه أسير حرب.
وتابع "في السجن نعيش على القليل، نجوع لكننا لا ننهار، أما خارجه فقد صارت الحياة أشبه بسجن أوسع، لكن بلا جدران ولا قضبان، حرب التجويع تطال الجميع، هناك من يتضور جوعا في صمت، تُسرق لقمتهم بأسماء كثيرة: حصار، عقوبات، غلاء".
كان يسمع عن السجن وظلمته وعن الأسرى وعذاباتهم، وكان يتضامن مع قضيتهم إلى أن عاش تجربته بكل تفاصيلها واقعا عمليا، حينها أدرك حجم المعاناة التي يعيشونها، فحياة السجن والأسر تشبه حياة القبور، ويشعر فيها الأسير بانعدام الوقت، و"لا يجبرك على تحملها سوى الأمل بالله واليقين بقدرته على تدبير الأمور وإدراك الخلاص"، وفق ما يقول نبيه.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حماس: ترامب لا يمل من ترديد أكاذيب إسرائيل ولن نمل من تفنيدها
حماس: ترامب لا يمل من ترديد أكاذيب إسرائيل ولن نمل من تفنيدها

الجزيرة

timeمنذ 5 ساعات

  • الجزيرة

حماس: ترامب لا يمل من ترديد أكاذيب إسرائيل ولن نمل من تفنيدها

قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يملّ من ترديد الاتهامات والأكاذيب الإسرائيلية بشأن سرقة حماس للمساعدات، مؤكدة أنها لن تملّ من رفضها وتفنيدها. وأضافت الحركة أن اتهامات ترامب باطلة وفنّدتها الأمم المتحدة وتحقيق داخلي لوكالة التنمية الأميركية. كما شددت الحركة على أن ما يجري في غزة من تجويع وإبادة نتيجة مباشرة لسياسة الاحتلال المدعومة أميركيا. وطالبت حركة حماس واشنطن في بيان بإدانة حصار غزة وتجويع أهلها ووقف الانحياز لإسرائيل، والتوقف عن النظر إلى المشهد بعيون إسرائيلية. كما دعت الحركة إلى ضمان إدخال المساعدات عبر منظمة الأمم المتحدة لا عبر " مؤسسة غزة الإنسانية". دعوة من جهة أخرى دعت حماس لجعل الأحد المقبل يوما وطنيا وعربيا وإسلاميا وعالميا لنصرة غزة والقدس والأقصى والأسرى، مع استمرار حرب الإبادة والتجويع التي تستهدف سكان قطاع غزة. ودعت الحركة أيضا أحرار العالم لتصعيد الحراك الجماهيري أيام الجمعة والسبت والأحد من كل أسبوع، حتى وقف العدوان والمجاعة في القطاع المحاصر. وأكدت حماس أن "شعبنا في قطاع غزة لا يزال يتعرض لحرب إبادة شاملة تتخذ من التجويع أداة حرب لكسر صموده". وأول أمس الخميس، أكدت حماس جاهزيتها للانخراط الفوري في المفاوضات مجددا في حال وصول المساعدات لمستحقيها وإنهاء المجاعة في غزة. واعتبرت الحركة -في بيان لها- أن استمرار المفاوضات في ظل التجويع يفقدها مضمونها وجدواها، لا سيما بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي منها من دون مبرر. وقال بيان حماس إن "التجويع الذي يمارسه الاحتلال بلغ بغزة حدا لا يطاق ويشكل الخطر الأكبر على حياة أكثر من مليوني فلسطيني". ودعت الحركة المجتمع الدولي وجميع الجهات ذات الصلة للتحرك الفوري "لوقف المجزرة الجماعية التي يرتكبها العدو" الإسرائيلي. كما طالبت المجتمع الدولي بالتحرك لإيصال المواد الغذائية فورا للشعب الفلسطيني من دون قيد أو شرط وضمان حمايتها.

قادة ديمقراطيون يدعون ترامب لإنهاء الحرب على غزة
قادة ديمقراطيون يدعون ترامب لإنهاء الحرب على غزة

الجزيرة

timeمنذ 6 ساعات

  • الجزيرة

قادة ديمقراطيون يدعون ترامب لإنهاء الحرب على غزة

دعا قادة من الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي الرئيس دونالد ترامب إلى إنهاء الحرب في غزة عبر العمل العاجل مع جميع الأطراف لاستئناف المفاوضات. وقال القادة الديمقراطيون في رسالة مشتركة للرئيس ترامب إن الحرب الدائرة في غزة وصلت إلى أزمة إنسانية عميقة وعدم استقرار جيوسياسي، وأكدوا أن استمرار حرب غزة ينذر بتفاقم التوتر الإقليمي والكارثة الإنسانية. وأوضح الموقعون على الرسالة أن سكان غزة يعانون من الجوع وهم في أمس الحاجة لزيادة كبيرة في المساعدات، وحثوا ترامب على استخدام "كامل ثقل الدبلوماسية الأميركية لتحقيق نهاية فورية وعادلة ودائمة للصراع. وعبر القادة الديمقراطيون في مجلس النواب عن إيمانهم بأن الأهداف العسكرية الأساسية للحرب في غزة تحققت منذ وقت طويل، وأنه حان وقت إعادة جميع الأطراف المعنية إلى طاولة المفاوضات دون تأخير. وطالبوا ترامب بأن يكون وقف إطلاق النار الدائم هدفا أساسيا للدبلوماسية، مؤكدين رفضهم لأي خطط للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة. ووقع على الرسالة النواب غريغوري ميكس، وروزا ديلاورو، وجيم هايمز، وجيمي راسكين، وتزامنت مع زيارة يقوم بها المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف إلى المنطقة، حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزار مركزا للمساعدات في رفح جنوبي قطاع غزة. وقال ويتكوف إنه قضى أكثر من 5 ساعات داخل غزة واجتمع مع مسؤولين في مؤسسة غزة الإنسانية ووكالات أخرى. وأضاف أن هدف زيارته هو منح الرئيس ترامب فهما واضحا للوضع الإنساني في قطاع غزة، وأن زيارته تهدف للمساعدة في وضع خطة جديدة لإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى سكان غزة. من جانبه، قال الرئيس الأميركي إن ويتكوف عقد اجتماعات في إسرائيل بشأن غزة ركزت على سبل إدخال الغذاء، وأكد ترامب على ضرورة إطعام الناس في قطاع غزة.

مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساعدات بغزة
مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساعدات بغزة

الجزيرة

timeمنذ 6 ساعات

  • الجزيرة

مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساعدات بغزة

قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن القوات الإسرائيلية قتلت 105 فلسطينيين وأصابت ما لا يقل عن 680 آخرين على امتداد طرق القوافل في منطقة زيكيم شمال غزة ومنطقة موراغ جنوب خان يونس ، خلال يومي 30 و31 يوليو/تموز. وأفاد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان باستمرار إطلاق النار وقصف الفلسطينيين من قبل القوات الإسرائيلية على امتداد طرق قوافل المساعدات الغذائية وفي محيط مواقع ما يُعرف بـ" مؤسسة غزة الإنسانية". وتأتي هذه الأنباء رغم إعلان الجيش الإسرائيلي في 27 يوليو/تموز عن "توقف مؤقت للعمليات العسكرية" في المناطق الغربية من مدينة غزة وحتى المواصي وخلال ساعات محددة "لتحسين الاستجابة الإنسانية"، حسب ما أفاد المكتب الأممي في بيان اليوم الجمعة. وسجل المكتب أن عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا أثناء بحثهم عن الغذاء منذ 27 مايو/أيار بلغ ما لا يقل عن 1,373 شخصا منهم 859 استشهدوا في محيط "مؤسسة غزة الإنسانية" و514 على امتداد طرق قوافل المساعدات. وأكد مكتب حقوق الإنسان أن "هؤلاء الضحايا –وغالبيتهم من الرجال والفتيان– ليسوا مجرد أرقام. ولا تتوافر لدى المكتب أي معلومات تشير إلى أن هؤلاء الفلسطينيين كانوا قد شاركوا مباشرة في الأعمال العدائية أو يشكلون تهديدا للقوات الإسرائيلية أو لأي طرف آخر". كما أشار مكتب حقوق الإنسان إلى ازدياد عدد الفلسطينيين بمن فيهم الأطفال وكبار السن وذوو الإعاقة والمرضى والمصابون الذين يموتون نتيجة سوء التغذية والمجاعة ، حيث يفتقر هؤلاء الأشخاص غالبا لأي دعم ولا يمكنهم الوصول إلى المواقع التي قد تتوفر فيها كميات ضئيلة من المساعدات. وأوضح مكتب حقوق الإنسان أن ما يجري "كارثة إنسانية من صنع الإنسان. ونتيجة مباشرة لسياسات فرضتها إسرائيل أدت إلى تقليص حاد في كميات المساعدات المنقذة للحياة في غزة". وجدد مكتب حقوق الإنسان التأكيد على أن "توجيه الهجمات المتعمدة ضد المدنيين غير المشاركين مباشرة في الأعمال العدائية، واستخدام التجويع كوسيلة حرب من خلال حرمان المدنيين من العناصر الضرورية لبقائهم على قيد الحياة، بما في ذلك عرقلة وصول الإغاثة، تشكل جرائم حرب"، وأضاف "إذا ما ارتكبت كجزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي ضد السكان المدنيين فقد ترقى أيضا إلى جرائم ضد الإنسانية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store