
قمة ألاسكا: تحددت المقادير والقِدر على النار فهل يحرق الأوروبيون الطبخة؟
على غير عادته الثرثارة، لم يفصح ترمب بكثير بالتصريح الصحافي الذي أعقب القمة. كان تصريحاً مقتضباً أهم ما ذكره فيه أنهم أنجزوا كثيراً لكنهم "لم يصلوا بالأمور إلى نهايتها". وفي هذا تطمين للأوروبيين الذين أغضبتهم القمة التي استثنتهم، فمجرد اللقاء بين الرئيسين يعد نصراً لبوتين وعزلاً للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وشقاً لصف "الناتو" بالاستفراد بأكبر أعضائه - الولايات المتحدة الأميركية.
فإلام توصل الرئيسان بقمتهما؟
القارئ للتصاريح والمتابع للتحليلات يقرأ بين السطور ويستشف الآتي:
- اتفقا قبل أن يجتمعا، فلم يجتمع الرئيسان قبل رسم اتفاق مبدئي على نهاية الحرب الروسية - الأوكرانية.
- اتفقا على عدم التصريح عن تفاصيل لسببين، الأول هو حمايته من التأويلات والتخريب، والثاني الإيحاء للأوروبيين بأنهما لن يتفقا من دون مباركتهما، فبعدم التصريح كأنما يقول ترمب للأوروبيين "لا اتفاق من دونكم، ونحن لم نصل إلى اتفاق شامل ونهائي".
- توصية الرئيس بوتين لترمب بأن لا يسمح للأوروبيين بتخريب الاتفاق هو بيت القصيد: تم الاتفاق، والمهم الآن هو تسويقه.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
- سيذهب ترمب للأوروبيين والأوكرانيين "كمراسل" لتسويق الصفقة. بوتين سينتظر ما يتمخض عن جهود "المراسل" والبائع لما تم الاتفاق عليه وكم مما اتفقا على تبادله سيقبل به الأوروبيون.
- طلب ترمب كبائع للصفقة من بوتين تنازلات يقدمها للأوروبيين كي يقبلوا الصفقة. التنازلات الروسية لن تشمل إقليم الدونباس ولوغانسك، وقد تتناول مناطق بخاركيف وسومي، لكنها حتماً لن تتنازل عن شبه جزيرة القرم التي احتلتها عام 2014.
- الرئيس الروسي - كما الأوكراني - سيكونان كبالع الموسى بالتنازلات: لماذا كل هذه الدماء والتضحيات إن كان أحدهما سيتنازل عما حارب من أجله. مهمة بوتين ستكون أسهل من مهمة زيلينسكي الذي حارب من أجل تحرير كل "شبر" من أرض بلاده، فكيف له أن يقبل التنازل عن أقاليم شاسعة وتحوي ثروات هائلة بعد كل التضحيات والحروب والنزوح واللجوء والمآسي؟ تحتل روسيا اليوم ما يقارب خمس مساحة أوكرانيا البالغة 800 ألف كيلومتر مربع، والتنازل عن بعضها مقابل تعهدات شكلية بحماية الروس فيها وحوافز اقتصادية هائلة ورفع العقوبات التي أثقلت كاهل الاقتصاد الروسي، وضمان عدم دخول أوكرانيا حلف الناتو، هي أثمان يمكن تسويقها من قبل الكرملين ويمكن للشعب الروسي تقبلها.
كيف يمكن للأوروبيين حرق الطبخة؟
يمكن للأوروبيين رفض الصفقة-الطبخة التي تطبخ على نار هادئة باردة في ولاية ألاسكا الباردة. ويكون هذا الرفض بتشجيع أوكرانيا على القيام بعملية نوعية ضخمة قد تطاول أماكن بعيدة داخل روسيا وموسكو والمدن الكبرى، شبيهة بعملية "شبكة العنكبوت" التي ضربت القاذفات الاستراتيجية الروسية في يونيو (حزيران) الماضي والتي كبدت روسيا خسائر بالمليارات وسببت لها هزيمة نفسية محرجة. مثل هذه العملية يمكن أن تسبب حرجاً وغضباً لدى الكرملين يعرقل الصفقة ويؤدي لتعثرها.
لكن الأوروبيين ليسوا في وارد الرفض القاطع، فمواقفهم ليست على درجة الصلابة نفسها تجاه روسيا، وأوضاعهم الاقتصادية متفاوتة، وكل منهم سيفكر بما يمكن أن يحصل عليه من ترمب اقتصادياً في حال موافقته على الصفقة وتقبله للطبخة، سيقرأ بعض الأوروبيين الصفقة وباله يحسب أرقام التعريفة الجمركية الأميركية على صادرات بلاده. وبذا سيبقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي معزولاً مع تراجع شعبيته وتزايد النقمة الشعبية على فساد إدارته وإثراء حكوماته غير المشروع من صفقات السلاح والمساعدات الهائلة التي انهالت على أوكرانيا من أميركا وأوروبا واليابان وكوريا الجنوبية.
وحده ترمب يتطلع إلى نجاح الصفقة، ونضوج الطبخة التي سيضيف لها بهاراته النرجسية المعتادة حول قدراته "الخارقة" على إتمام الصفقات، وصنع السلام، وأهليته للحصول على جائزة نوبل للسلام. فهل تنضج الطبخة في ألاسكا؟ أم أن رياح الخريف القطبية الباردة التي ستهب على الولاية بعد أسابيع ستطفئ نارها وتفسد الطبخة على طهاتها؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 9 دقائق
- الشرق الأوسط
قادة أوروبيون يرافقون زيلينسكي إلى واشنطن غداً
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، اليوم (الأحد)، أن قادة أوروبيين سيرافقون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن، الاثنين، للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وكتبت أورسولا فون دير لايين على منصة «إكس»: «بعد ظهر اليوم، سأستقبل زيلينسكي في بروكسل»، مضيفة: «بناء على طلب الرئيس زيلينسكي، سأنضم إلى الاجتماع مع الرئيس ترمب غداً في البيت الأبيض، إضافة إلى قادة أوروبيين آخرين». This afternoon, I will welcome @ZelenskyyUa in we will participate in the Coalition of Willing the request of President Zelenskyy, I will join the meeting with President Trump and other European leaders in the White House tomorrow. — Ursula von der Leyen (@vonderleyen) August 17, 2025 وقبيل رحلة زيلينسكي إلى واشنطن، سيعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس مؤتمراً عبر الفيديو، الأحد، عند الساعة الأولى بعد الظهر بتوقيت غرينتش مع «تحالف الراغبين» الداعم لكييف، الذي يضم معظم الدول الأوروبية الكبرى، والاتحاد الأوروبي، و«حلف شمال الأطلسي» ودولاً أخرى مثل كندا. ويأتي المؤتمر عبر الفيديو للحلفاء الذين يخططون للحفاظ على السلام في أوكرانيا قبل اجتماع بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض مع ترمب، غداً (الاثنين). وقدَّمت «قمة ألاسكا»، التي كان يفترض أن تكون حاسمة بالنسبة إلى أوكرانيا وأوروبا، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عودة إلى الساحة الدولية، بعدما عُزل عنها عقب غزوه أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، دون أن تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية أو فرض عقوبات جديدة تستهدف بلاده.


الوئام
منذ 9 دقائق
- الوئام
قادة أوروبيون يتوجهون إلى واشنطن لدعم زيلينسكي في لقائه ترمب
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، اليوم الأحد، أنها ستتوجه مع العديد من القادة الأوروبيين إلى واشنطن الإثنين، ليكونوا إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. وكتبت أورسولا فون دير لايين على منصة إكس 'بناء على طلب الرئيس زيلينسكي، سأنضم الى الاجتماع مع الرئيس ترمب غدًا في البيت الأبيض، إضافة إلى قادة أوروبيين آخرين'. وفي هذا السياق، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفنلندي الكسندر ستوب أنهم سيكونون حاضرين في واشنطن الإثنين، ومثلهم الأمين العام لحلف شمال الاطلسي مارك روته. وقالت الرئاسة الفرنسية إن 'رئيس الجمهورية سيتوجه غدًا إلى واشنطن إلى جانب الرئيس زيلينسكي والعديد من القادة الأوروبيين بهدف مواصلة العمل التنسيقي بين الأوروبيين والولايات المتحدة للتوصل إلى سلام عادل ودائم يصون المصالح الحيوية لأوكرانيا وأمن أوروبا'. إلى ذلك، أعلنت فون دير لايين أن زيلينسكي سيكون في بروكسل بعد ظهر الأحد للمشاركة في اجتماع عبر الفيديو مع الحلفاء الأوروبيين. والاجتماع مقرر في الساعة 13.00 ت غ مع دول 'تحالف الراغبين' من حلفاء كييف، بهدف تحضير المراحل المقبلة لمباحثات السلام حول اوكرانيا بعد قمة دونالد ترمب وفلاديمير بوتين في ألاسكا. وسيبحث المشاركون في الاجتماع قضية الضمانات الأمنية التي ستمنح لكييف في إطار اتفاق سلام محتمل. كذلك، سيتم التطرق، وفق دبلوماسيين، إلى ما يمكن أن يشكل خطوطًا عريضة لهذا الاتفاق بين أوكرانيا وروسيا. وإثر اجتماعه الجمعة مع بوتين، أوضح ترمب أن جهوده باتت تركز على بلورة اتفاق سلام يتيح وضع حد للحرب، من دون المرور بمرحلة وقف لإطلاق النار. ويضم تحالف الراغبين غالبية الدول الاوروبية الكبرى والاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي، فضلاً عن دول غير أوروبية بينها كندا.


Independent عربية
منذ 23 دقائق
- Independent عربية
من داخل مزارع العنب... لولا لترمب: تعال لتتعرف على البرازيل
قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أمس السبت إنه، يأمل أن يتمكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب من القدوم والتعرف على البرازيل الحقيقية، في وقت تعاني القوة الاقتصادية الواقعة في أميركا الجنوبية جراء الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن بنسبة 50 في المئة. وفي مقطع فيديو صوِّر أثناء زراعته العنب، أحد المنتجات التي فرضت عليها الرسوم الجمركية، تحدث الرئيس اليساري متوجهاً إلى ترمب وقال "آمل أن تزورنا يوماً ما لنتحدث وتتمكن من التعرف على البرازيل الحقيقية، برازيل الشعب الذي يحب السامبا والكرنفال وكرة القدم، والولايات المتحدة والصين وروسيا والأوروغواي وفنزويلا، نحن نحب الجميع". وتُعد الرسوم الجمركية التي فرضت على البرازيل من الأعلى التي تلحق بشريك تجاري للولايات المتحدة. وخلافاً للدول الأخرى، صيغت التدابير ضد البرازيل بعبارات سياسية صريحة مع إعلان الرئيس الجمهوري بأنه اتخذها لأن برازيليا تشن "حملة شعواء" ضد حليفه الرئيس السابق جاير بولسونارو. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويحاكم بولسونارو بتهمة محاولة انقلاب ضد لولا في عام 2022، وقد فرضت الولايات المتحدة، أخيراً، عقوبات على القاضي المكلف القضية إلى جانب سبعة قضاة آخرين في المحكمة العليا. وأعرب لولا عن دعمه المحكمة العليا وتعهد الدفاع عن "سيادة الشعب البرازيلي"، وتعهدت إدارته أيضاً محاربة الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب. وتؤثر هذه الرسوم التي تشمل عديداً من الصادرات الرئيسة لأكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، على العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والبرازيل التي يعود تاريخها إلى قرون، وعلى الفائض الذي قدرته برازيليا بنحو 284 مليون دولار العام الماضي. وكتب لولا على منصة "إكس"، إنه كان يعطي مثالاً على "زرع الغذاء وليس زرع العنف أو الكراهية".