
موقف "حزب الله" يتبلور.. التصعيد وارد وبقوة
إطلالة رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد عبر قناة " المنار" شكّلت منعطفًا لافتًا في تحديد ملامح المرحلة المقبلة، إذ لم يترك رعد مساحة كبيرة للتأويل، معلنًا أن بقاء الحزب في الحكومة ليس مضمونًا، وأن خيار الاستقالة مطروح على الطاولة بشكل جدي. هذا التصريح لا يقتصر على كونه رسالة سياسية، بل يحمل أيضًا تهديدًا مبطنًا بإمكانية تعطيل عمل مجلس الوزراء بالكامل، ما يعني عمليًا الدخول في حالة شلل سياسي ستنعكس على العهد ورئاسة الجمهورية، وربما تعيد المشهد السياسي إلى حالة الانقسام الحاد التي عرفها لبنان في محطات سابقة.
أما القضية الأكثر حساسية، فهي ملف السلاح. فقد حسم رعد الموقف بوضوح تام: "لا تسليم للسلاح أبدًا". هذه العبارة، التي أتت بعد فترة من الخطاب الموارب أو المشروط، تعكس تحوّلًا في نبرة الحزب، إذ لم يعد يخفي أن هذا الملف غير قابل للمساومة أو التفاوض.
وبحسب المتابعين، فإن الحزب استفاد من مواقف الحكومة الأخيرة التي أخرجته من زاوية الإحراج التي وُضع فيها سابقًا حين كان خطاب رئيس الجمهورية جوزاف عون متوازنًا، أما اليوم، فقد بات بإمكانه رفع سقف المواجهة في هذا الملف من دون حرج سياسي.
على الصعيد الميداني، تشير المعطيات إلى أن الحزب يستعد لمرحلة تصعيد متدرج، يبدأ بتحركات شعبية في الشارع، تهدف إلى تثبيت حضوره كقوة ضغط داخلية، وقد يمتد هذا التصعيد إلى مواجهة ميدانية فعلية في حال حاول أي طرف داخلي أو خارجي فرض إجراءات عملية لنزع السلاح. ويعتبر الحزب أن أي خطوة في هذا الاتجاه تشكل تعديًا مباشرًا على ما يسميه "الحق الاستراتيجي في الدفاع عن لبنان"، وبالتالي فإن الرد سيكون حاضرًا ومتنوعًا بحسب طبيعة التهديد.
يمكن القول إن حزب الله انتقل من مرحلة الغموض السياسي إلى مرحلة الوضوح الكامل في المواقف، جامعًا بين الضغط السياسي عبر ورقة الانسحاب من الحكومة، والتلويح بخيارات ميدانية في حال المساس بسلاحه. هذا المزيج من الرسائل السياسية والأمنية يضع الحكومة أمام تحديات غير مسبوقة في إدارة المرحلة، خصوصًا مع احتدام الخلافات الداخلية وتنامي المخاطر الإقليمية التي قد تدفع بالأوضاع نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 6 ساعات
- الديار
وفد من حزب الله زار قيادة جمعية المشاريع الإسلاميّة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب زار وفد من حزب الله، ضم مسؤول العلاقات الاسلامية الشيخ عبد المجيد عمار والنائب امين شري ومسؤول القطاع السادس في بيروت علي فواز، قيادة جمعية المشاريع الاسلامية، حيث التقوا النائب عدنان طرابلسي واحمد دباغ وبدر الطبش واحمد نجم وحمزة الحولي. وتم التطرق الى كثير من المواضيع والتحديات التي تواجه البلد. وبحسب بيان صادر عن الوفد، فقد كانت الآراء متوافقة كلياً، حيث تم تأكيد المحافظة على "هوية المقاومة والتضامن مع فلسطين، الجيش بعقيدته القتالية يجب دعمه ليكون قادراً على مواجهة الاحتلال والتمسك بخيار الاستراتيجية الدفاعية كصيغة دفاعية لمواجهة الاحتلال "الاسرائيلي" والتهديدات القائمة، وان يكون الحوار الداخلي هو اللغة والاسلوب لحل الخلافات وتوحيد الرؤى، كما تم الاتفاق على ابقاء الجلسات مفتوحة لمقاربة المستجدات وتوحيد الموقف".


الديار
منذ 6 ساعات
- الديار
قطاع الطاقة يواكب اندفاعة العهد... التنفيذ دونه عواقب بل شروط!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب دشّنت سوريا وتركيا خطاً إقليمياً جديداً لنقل الغاز الطبيعي، يمتدّ من أذربيجان مروراً بالأراضي التركية وصولاً إلى سوريا... بدعم من "صندوق قطر للتنمية". خبر لا يمكن إلا التوقف عنده! ليس لأهميّة المشروع في المشهد الطاقوي السوري منذ تفاقم الأوضاع فحسب، بل لكون لبنان شهد استقراراً أمنياً لسنوات طويلة على وقع الحرب السورية، ولم يحظَ بهذا النصيب من المشاريع طوال تلك السنوات ولغاية اليوم! الأسباب كثيرة إنما جوهرها واحد: حصر السلاح بيد الدولة على وقع المسار الإصلاحي الذي انطلق مع العهد الجديد برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. هذا الشرط بات الباب الوحيد لأي دعم دولي للبنان في أي مجال أو قطاع... على رغم اندفاعة الرئيس جوزاف عون لسبر غور الاتفاقات الدولية، أجنبية أو عربية، للنهوض بالاقتصاد ولا سيما قطاع الطاقة وتحديداً الكهرباء... وأبرز ثمار هذه الاندفاعة، الاقتراح القبرصي مَدّ كابل بحري لتزويد لبنان بالكهرباء... وهنا يفيد مصدر في وزارة الطاقة "المركزية" أن الوزير جو الصدّي طلب من السفيرة القبرصية في لبنان تحديد موعد للقاء السلطات الرسمية في قبرص من أجل متابعة الاقتراح المشار إليه، ولكن حتى الساعة لم يتبلّغ بأيّ موعد. واغتناماً لقراءة تطورات قطاع الطاقة الحمّالة الأوجه، تستدرك "المركزية" السؤال عن مصير تسلّم تقرير مجموعة "توتال إنرجي" حول نتائج استكشاف البلوك رقم 9 في المياه اللبنانية جنوباً، فيُجيب المصدر بالنفي، مؤكداً أن وزير الطاقة لا يزال ينتظر أن يتسلّم التقرير الذي وعده به مسؤولو "توتال" لدى زيارته الأخيرة إلى فرنسا. هذا في حين تترقب الحكومة ممثلة بوزارة الطاقة والمياه، تقدّم شركات الطاقة العالمية إلى جولة التراخيص الثالثة التي تم تمديدها إلى تشرين الثاني المقبل، فيما الشكوك كثيرة حول نسبة المشاركة فيها لأسباب ذكرناها آنفاً، إنما للإسهاب إفادة. أوساط سياسية سيادية تؤكد لـ"المركزية" في هذا السياق، أنه "لا يمكن للبنان أن يستأنف التنقيب عن النفط والغاز قبل أن تنفذ الدولة قرار حصر السلاح بيدها وحدها... وهذا غير متوقع في الأمد القريب أقله ليس قبل نهاية العام الجاري كما سبق وأعلن الرئيس جوزاف عون أكثر من مرة". هذا من جهة، أما من جهة اخرى فلا يزال المعنيون بملف التنقيب عن النفط ينتظرون أن تنجز الحكومة إنشاء الهيئة الناظمة للصندوق السيادي حيث تودَع إيرادات النفط، كي تستفيد منها الأجيال اللبنانية في المستقبل... وهنا تكشف المعلومات أن الاتفاق لم يتم حتى الآن حول هذا الموضوع ولا على تسمية الهيئة التي ستشرف على إدارة الصندوق... كما أنه لم يتم الاتفاق على إعادة تشكيل هيئة جديدة لإدارة قطاع البترول، ولا الهيئة الناظمة لقطاع الطاقة كي تقومان بالمهام الموكَلة إليهما. ...العهد الجديد يجهد بوتيرة متسارعة للمضي قدماً في ملف الترسيم البحري، لتعبيد "البحر" أمام التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية... على قدر ما تتيحه الظروف الأمنية الإقليمية... والداخلية. وهذه الخطوات سلكت طريق التنفيذ على ما يبدو، مع استضافة قصر بعبدا اليوم الاجتماع الأول للجنة التي شكلها مجلس الوزراء برئاسة وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، والمعنية بالتفاوض مع الجانب القبرصي بهدف التوصل الى اتفاقية ترسيم الحدود البحرية للمنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص، وذلك استكمالاً للمحادثات التي أجراها الرئيس عون مع نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليدس خلال الزيارة الرسمية التي قام بها مؤخراً... وما تلاه من اجتماع لاحق في السراي الحكومي حيث جرى عرض الأسس التي سيتم التفاوض حولها بغية التوصل الى اتفاقية ترسيم حدود البحرية للمنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص.


صوت بيروت
منذ 6 ساعات
- صوت بيروت
مسيرات تجوب الضاحية الجنوبية لبيروت.. والجيش يغلق بعض مداخلها
لليوم الثالث على التوالي، بدأت مسيرات احتجاجية لمناصري حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت رفضاً لقرار الحكومة و'دعماً لسلاح الحزب'. وقبيل ذلك، إغلق الجيش اللبناني بعض المداخل المؤدية إلى الضاحية الجنوبية لبيروت من جهة الحدت. من جهته، كتب النائب نديم الجميّل عبر حسابه على منصة 'إكس': 'رحم الله شهداء الجيش اللبناني الذين قدّموا أرواحهم فداءً للوطن'. وأضاف 'إننا إذ نودّعهم اليوم، نؤكد أنّه قد آن الأوان للدولة اللبنانية أن تطبّق بالكامل القرار 1559 والاتفاق الذي أقرّته الحكومة في ٧ آب، صونًا لدماء الشهداء وحمايةً للوطن'. وتابع: 'خالص العزاء لذوي الشهداء وللمؤسسة العسكرية'.