
شخصيات منفية تنتظر «غودو» العراقي
المجموعة الثالثة تجري في اللامكان واللازمان، أو بالأحرى في كل زمان ومكان، فهي تنتمي إلى أدب الخيال العلمي أو الفنتازيا، بعضها يحاكي أفلام «حرب النجوم»؛ حيث التنقل في عربات تقارب سرعتها سرعة الضوء (أو أكثر). مع ذلك تظل الثيمات في آخر المطاف تدور حول العراق.
إذن، نحن نقرأ في كتاب واحد 3 مجموعات قصصية، وهذا ما رفع عدد النصوص إلى 41 قصة قصيرة.
أستطيع القول إن للقصص القصيرة التي تدور أحداثها في لندن بنية فنية مشتركة، وهذا ما يجعلها متماسكة ومتكاملة بعضها مع بعض، لتشكل أخيراً صورة محددة لجالية من المهاجرين العراقيين المقيمين في لندن. وهؤلاء في الغالب جاءوا لأسباب سياسية لا اقتصادية، وعند وصولهم إلى بريطانيا كان غالبهم قد تجاوز الأربعين، وما عاد بإمكانهم أن ينصهروا في المجتمع الجديد من خلال إعادة تأهيلهم مهنياً؛ لذلك فقد ظلوا على الهامش. ويمكن القول إن حالة العزلة التي لازمت هذه الشريحة من «المنفيين» في حياتهم الجديدة عمَّقت عزلتهم الفردية، لتصبح سمة جديدة من سماتهم.
ولعل القصص الأخرى التي تصور حال وطنهم اليوم تقدم تبريراً لاستحالة عودتهم إليه. في الوقت نفسه فإن الوطن الأم دخل في حياتهم عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، وعبر اتساع الهجرة منه إلى بلدان الغرب.
ما يجمع الشخصيات التي تصورها فيحاء السامرائي هو اليأس. اليأس بأشكال مختلفة لكن بجوهر واحد: إنهم في الغالب فوَّتوا فرصة ركوب القطار حين وقف أمامهم، وفي انتظارهم للقطار الثاني (المؤجَّل وصوله إلى إشعار آخر) نسوا سبب الانتظار الذي أصبح جزءاً أساسياً من إيقاع حياتهم الرتيبة.
استخدمت فيحاء السامرائي الفعل المضارع بدلاً من الفعل الماضي، وهذا ما يعني أن الزمن الداخلي متجمد لدى شخصياتها، والحدث يظل متكرراً بحكم العادة. كذلك استخدمت الكاتبة أسلوب المونولوغ الداخلي بدلاً من أن يكون السرد في صوت الراوي الذي يتطلب استخدام ضمير الغائب، فنحن هنا نسمع أغلب الشخصيات تتحدث إلى نفسها أو إلى شخص غائب، وكأننا نتابع مشاهد مسرحية ذات شخصية وحيدة تتواصل مع نفسها كأنها شخص آخر.
ولكن حتى مع حالة اليأس المخيمة على جو هذه القصص، فإن السامرائي تنجح في استخدام التهكم الخفي خطّاً آخر يسير مع السرد. وباتباعها هذا الأسلوب تصبح القصص خالية في الغالب من نمو درامي للأحداث، كأننا نتابع نسخة عراقية أخرى من مسرحية صموئيل بيكيت الشهيرة بـ«في انتظار غودو».
في أول قصة للمجموعة التي تحمل عنوان «الجانب الآخر من الصمت» تبرَع في التكثيف وبناء السرد خطوة خطوة، عبر علاقة تجمع شخصين يشبهان كثيراً فلاديمير وإستراغون بطلي «في انتظار غودو» بنسخة عراقية. هنا نجد شخصاً لا نعرف اسمه يجلس كل يوم في مقهى صغير يراقب منه المارة.
نستمع إليه وهو يتكلم عن صديقه الأقرب: «لي صديق وحيد اسمه محسن، تفوح منه رائحة مرهم (فيكس)، يأتي إلى المقهى مرة واحدة في الأسبوع، ولا يجمعني معه شيء سوى الصمت... يجلس عند طاولتي ويرتشف قهوته بتأنٍّ، وقلما يتكلم، يظل متطلعاً إلى المارين فكأنه يستلهم حياة متحركة من وجودهم الحي لتشحن حياته الجامدة، وكذلك أفعل مثله». (صفحة 8).
غير أن هذا الإيقاع الرتيب تكسره امرأة، تأتي إليه وتستأذن منه للجلوس على طاولته وتبادل الحديث معه. وحين ينقل ذلك الحدث لمحسن يشك الأخير في صدق صديقه، حتى حين تحضر المرأة مرة أخرى وتتبادل الحديث مع الصديق، فإنه ينكر مشاهدته لها حال انصرافها، وهذا ما يجعل القارئ متشككاً في حقيقة ما كان يراه الراوي. هنا في هذه القصة القصيرة، اختصرت فيحاء السامرائي حالة المنفى بشكل متقن، باستخدام الهزل الناجم من سياق حدث خالٍ من أي دراما، عدا ذلك اللقاء القصير بامرأة عابرة أحبت أن تتبادل الحديث مع شخص لا تعرفه، في مقهى صغير بضاحية من ضواحي لندن، ولكنها جعلت البطل حالماً بلقاء آخر مستقبلاً معها، خارج حدود المقهى.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 36 دقائق
- الشرق السعودية
ثمانية أفلام عربية وأفريقية تتنافس ضمن برنامج "فاينال كتْ فينيسيا"
في إطار الدورة 82 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي (27 أغسطس – 6 سبتمبر 2025)، أعلنت مؤسسة بينالي فينيسيا عن اختيار ثمانية أفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج للمشاركة في الدورة الـ13 من برنامج Final Cut in Venice، الذي سيُقام هذا العام بين 31 أغسطس و2 سبتمبر، وقال بيانٌ لبينالي فينيسيا بأن هذا البرنامج "يهدف إلى دعم عمليات ما بعد الإنتاج للأفلام القادمة من إفريقيا ومن ست دول عربية هي: العراق، سوريا، لبنان، فلسطين، اليمن، والأردن". البرنامج، الذي ينظمه قسم Venice Production Bridge، يوفّر منصة احترافية لعرض نسخ العمل من هذه الأفلام أمام موزّعين، منتجين، مشترين، ومبرمجي مهرجانات دولية، سعياً لتسهيل استكمالها وولوجها إلى الأسواق العالمية. وللعام الرابع على التوالي، يحظى البرنامج بدعم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. وتتميّز دورة هذا العام بحضور قوي للأعمال العربية، حيث تم اختيار أربعة أفلام من العالم العربي: "الوقوف على الأطلال" للمخرج سعيد تاجي فاروقي، (إنتاج مصري-بريطاني) – يشارك ضمن محور Focus on the United Kingdom. "المحطة" للمخرجة اليمنية سارة إسحاق، (وهو من أبرز المشاريع النسائية في البرنامج، وإنتاج مشترك من اليمن، الأردن، فرنسا، ألمانيا، هولندا، النرويج، وقطر). "البارحة لم تنم العين" للمخرج الفلسطيني ركان مياسي، بإنتاج مشترك بين بلجيكا ولبنان وفلسطين. مشروع وثائقي بدون عنوان من اليمن للمخرجة مريم الذبحاني، (إنتاج مشترك من اليمن، قطر، النرويج، فرنسا). كما تشارك أفلام من الكاميرون، أنجولا، السنغال، والمغرب، منها فيلم 'Out of School' للمخرجة هند بنساري، الذي يشارك ضمن محور Focus on Morocco. الجوائز وسيتوَّج البرنامج بمنح عدد من الجوائز المالية والعينية بهدف دعم عمليات المونتاج، تصحيح الألوان، هندسة الصوت، الترجمة، وترويج الفيلم. من أبرز هذه الجوائز: جائزة بينالي فينيسيا بقيمة 5,000 يورو، تُمنح لأفضل فيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج، دعم من مهرجان البحر الأحمر بقيمة 5,000 يورو، جائزة من مهرجان الجونة بقيمة 5,000 دولار لمشروع عربي، تشمل دعوة إلى منصة CineGouna، دعم من شركة MAD Solutions لتوزيع فيلم عربي فائز، بقيمة تصل إلى 10,000 دولار، وخدمات ما بعد الإنتاج مقدّمة من مؤسسات إيطالية وفرنسية وأوروبية بقيمة إجمالية تتجاوز 70,000 يورو، تشمل تصحيح ألوان، إعداد نسخ DCP، ومزج صوتي، إضافة إلى دعم خاص لإنشاء نسخ صوتية ومرئية لذوي الإعاقة. كما يقدّم البرنامج جائزة Coup de cœur من السينماتيك الفرنسية، تشمل شراء حقوق عرض غير تجاري لمدة 7 سنوات بقيمة تصل إلى 6,000 يورو، إلى جانب مساهمات من مهرجانات مثل أميان وفريبورج لتغطية تكاليف النسخ النهائية. ويمتد البرنامج على ثلاثة أيام، تخصص الأيام الأولى لعروض الأفلام المشاركة، فيما تُعقد جلسات فردية بين صنّاع الأفلام ومهنيي الصناعة في 2 سبتمبر، تتبعها حفل توزيع الجوائز في فندق إكسلسيور في جزيرة ليدو فينيسيا. وتُعد هذه المبادرة فرصة هامّةً للأفلام العربية المستقلة لتجاوز صعوبات ما بعد الإنتاج، والانطلاق نحو جمهور أوسع من خلال منصة مهرجان فينيسيا، أحد أعرق المهرجانات السينمائية في العالم.


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
شخصيات منفية تنتظر «غودو» العراقي
عن «دار لندن للطباعة والنشر»، صدرت أخيراً للكاتبة العراقية فيحاء السامرائي مجموعة قصصية بعنوان: «ظلال لاسعة»، في 280 صفحة من الحجم المتوسط، وهي تغطي ثلاث مساحات مختلفة من حيث المكان والزمان: المساحة الأولى هي لندن، وزمن الأحداث هو ما بعد الغزو الأميركي- البريطاني للعراق عام 2003 وحتى يومنا الحالي. والمساحة الثانية هي العراق، والأحداث تجري في الغالب خلال العقدين الأخيرين، حيث ترصد الكاتبة جملة مظاهر سلبية بدأت تطفو على السطح، مع غياب مؤسسات الدولة التي ابتلعها نظام المحاصصة. المجموعة الثالثة تجري في اللامكان واللازمان، أو بالأحرى في كل زمان ومكان، فهي تنتمي إلى أدب الخيال العلمي أو الفنتازيا، بعضها يحاكي أفلام «حرب النجوم»؛ حيث التنقل في عربات تقارب سرعتها سرعة الضوء (أو أكثر). مع ذلك تظل الثيمات في آخر المطاف تدور حول العراق. إذن، نحن نقرأ في كتاب واحد 3 مجموعات قصصية، وهذا ما رفع عدد النصوص إلى 41 قصة قصيرة. أستطيع القول إن للقصص القصيرة التي تدور أحداثها في لندن بنية فنية مشتركة، وهذا ما يجعلها متماسكة ومتكاملة بعضها مع بعض، لتشكل أخيراً صورة محددة لجالية من المهاجرين العراقيين المقيمين في لندن. وهؤلاء في الغالب جاءوا لأسباب سياسية لا اقتصادية، وعند وصولهم إلى بريطانيا كان غالبهم قد تجاوز الأربعين، وما عاد بإمكانهم أن ينصهروا في المجتمع الجديد من خلال إعادة تأهيلهم مهنياً؛ لذلك فقد ظلوا على الهامش. ويمكن القول إن حالة العزلة التي لازمت هذه الشريحة من «المنفيين» في حياتهم الجديدة عمَّقت عزلتهم الفردية، لتصبح سمة جديدة من سماتهم. ولعل القصص الأخرى التي تصور حال وطنهم اليوم تقدم تبريراً لاستحالة عودتهم إليه. في الوقت نفسه فإن الوطن الأم دخل في حياتهم عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، وعبر اتساع الهجرة منه إلى بلدان الغرب. ما يجمع الشخصيات التي تصورها فيحاء السامرائي هو اليأس. اليأس بأشكال مختلفة لكن بجوهر واحد: إنهم في الغالب فوَّتوا فرصة ركوب القطار حين وقف أمامهم، وفي انتظارهم للقطار الثاني (المؤجَّل وصوله إلى إشعار آخر) نسوا سبب الانتظار الذي أصبح جزءاً أساسياً من إيقاع حياتهم الرتيبة. استخدمت فيحاء السامرائي الفعل المضارع بدلاً من الفعل الماضي، وهذا ما يعني أن الزمن الداخلي متجمد لدى شخصياتها، والحدث يظل متكرراً بحكم العادة. كذلك استخدمت الكاتبة أسلوب المونولوغ الداخلي بدلاً من أن يكون السرد في صوت الراوي الذي يتطلب استخدام ضمير الغائب، فنحن هنا نسمع أغلب الشخصيات تتحدث إلى نفسها أو إلى شخص غائب، وكأننا نتابع مشاهد مسرحية ذات شخصية وحيدة تتواصل مع نفسها كأنها شخص آخر. ولكن حتى مع حالة اليأس المخيمة على جو هذه القصص، فإن السامرائي تنجح في استخدام التهكم الخفي خطّاً آخر يسير مع السرد. وباتباعها هذا الأسلوب تصبح القصص خالية في الغالب من نمو درامي للأحداث، كأننا نتابع نسخة عراقية أخرى من مسرحية صموئيل بيكيت الشهيرة بـ«في انتظار غودو». في أول قصة للمجموعة التي تحمل عنوان «الجانب الآخر من الصمت» تبرَع في التكثيف وبناء السرد خطوة خطوة، عبر علاقة تجمع شخصين يشبهان كثيراً فلاديمير وإستراغون بطلي «في انتظار غودو» بنسخة عراقية. هنا نجد شخصاً لا نعرف اسمه يجلس كل يوم في مقهى صغير يراقب منه المارة. نستمع إليه وهو يتكلم عن صديقه الأقرب: «لي صديق وحيد اسمه محسن، تفوح منه رائحة مرهم (فيكس)، يأتي إلى المقهى مرة واحدة في الأسبوع، ولا يجمعني معه شيء سوى الصمت... يجلس عند طاولتي ويرتشف قهوته بتأنٍّ، وقلما يتكلم، يظل متطلعاً إلى المارين فكأنه يستلهم حياة متحركة من وجودهم الحي لتشحن حياته الجامدة، وكذلك أفعل مثله». (صفحة 8). غير أن هذا الإيقاع الرتيب تكسره امرأة، تأتي إليه وتستأذن منه للجلوس على طاولته وتبادل الحديث معه. وحين ينقل ذلك الحدث لمحسن يشك الأخير في صدق صديقه، حتى حين تحضر المرأة مرة أخرى وتتبادل الحديث مع الصديق، فإنه ينكر مشاهدته لها حال انصرافها، وهذا ما يجعل القارئ متشككاً في حقيقة ما كان يراه الراوي. هنا في هذه القصة القصيرة، اختصرت فيحاء السامرائي حالة المنفى بشكل متقن، باستخدام الهزل الناجم من سياق حدث خالٍ من أي دراما، عدا ذلك اللقاء القصير بامرأة عابرة أحبت أن تتبادل الحديث مع شخص لا تعرفه، في مقهى صغير بضاحية من ضواحي لندن، ولكنها جعلت البطل حالماً بلقاء آخر مستقبلاً معها، خارج حدود المقهى.


الرجل
منذ 4 ساعات
- الرجل
إد شيران يكشف عن أكثر اللحظات التي أثّرت به على المسرح (فيديو)
في ليلة استثنائية أحياها النجم العالمي إد شيران Ed Sheeran على مسرح ستاد بورتمان رود في بريطانيا، مساء أمس الأحد، كان الحضور على موعد مع لحظة غنائية نادرة، جمعت بينه وبين صديقه المطرب البريطاني جيمس بلنت James Blunt، لأداء الأغنية الشهيرة Goodbye My Lover. وقبل أداء الأغنية، قال شيران لجمهوره: "نادراً ما أشعر بالتوتر في حفلاتي، لكنني متوتر هذه الليلة. لم أغنِ هذه الأغنية من قبل مع جيمس، وهذا بالنسبة لي حلم يتحقق". عزف شيران على الغيتار بينما تولّى بلنت العزف على البيانو، وسط تفاعل جماهيري واسع، إذ شارك الحضور في ترديد كلمات الأغنية التي صدرت لأول مرة عام 2004، وكانت سببًا في شهرة بلنت عالميًا. لحظة لن تُنسى بعد الأداء، عبّر إد شيران عن مشاعره قائلًا: "أنا متأثر للغاية.. هذه واحدة من أفضل ثلاث لحظات لي على المسرح طوال مسيرتي"، ثم نشر على حسابه في إنستغرام منشورًا مطولًا استعاد فيه ذكريات بداياته مع بلنت، مشيرًا إلى أنه كان في الثالثة عشرة من عمره عندما حضر حفلة لبلنت كان يفتتح فيها عرضًا لإلتون جون. وأضاف: "اشتريت ألبومه في اليوم نفسه، ثم أصبحت مهووسًا به. كنت أريد أن أكون هو. حتى أنني تعاقدت مع نفس شركة إدارته، ونفس شركة إنتاجه". وأكد شيران أن بلنت لم يكن مجرد نجم ملهم في شبابه، بل أصبح صديقًا مقرّبًا على مدار السنوات العشر الماضية، حتى أنه أصبح العرّاب لأحد أبناء بلنت. بلنت من جهته، تحدّث في تصريحات سابقة عن صداقته بشيران، قائلاً إنه كان يُعلّمه التزلج خلال العطلات، بينما كان شيران يشاركه أسرار كتابة الأغاني، وأكد بلنت أن شيران أعاد له "الثقة والصدق الفني" بعد أن أصبح أكثر تحفظًا في كتاباته عقب الانتقادات التي تعرّض لها في بداياته. واختتم شيران منشوره برسالة إلى بلنت قال فيها: "أنت كان يجب أن ترتاح بعد جولتك في أمريكا الجنوبية، لكنك سافرت إلى إبسويتش لتغني معي. لقد كانت لحظة لا تُقدّر بثمن. لا تلتقِ أبطالك... إلا إذا كان بطلك هو جيمس بلنت".