هل تستطيع القنبلة النووية حل أزمة الردع الإيرانية؟
تحليل ناشيونال إنترست:--الرئيس السوري السابق بشار الأسد فضل الفرار من دمشق في ديسمبر الماضي على استخدام أسلحته النووية-قنبلة إيران النووية ستجعلها دولة أكثر إثارة للرعب لأن تشن ضدها حرب واسعة النطاق-الجمهورية الإسلامية ستوقع حكم إعدامها حال استخدمت فعلا أسلحة نوويةبينما تجتمع الولايات المتحدة وإيران من أجل جولة مفاوضات جديدة في روما، تناقش طهران مستقبل برنامجها للأسلحة النووية.وتحت عنوان "لماذا لا تحتاج إيران إلى قنبلة"، ذكر تحليل أعده الكاتب الأمريكي جون آلان جاي، ونشرته مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن عالم الردع النووي ليس وجهة، ولكنه مساحة جديدة للتنافس، متساءلا: "هل يمكن لإيران تحمل ذلك؟".-تحدي الردع الإيرانيوقال التحليل، إنه بالرغم من أن جولة المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن الملف النووي ليست مفاجأة، فإن القنبلة لن تحل مشكلة الردع الخاصة بإيران، ولكنها ستضع إيران في سباق تسحل لا يمكنها الفوز به، وسيعطيها خياراً على قمة سلم التصعيد عندما تستمر مشاكلها صعودا وهبوطا.وأوضح التحليل في "ناشيونال إنترست"، أن هناك نقاط مختلفة في النقاشات النووية الإيرانية، وهي: التسلح الصريح، مراجعة العقيدة النووية الإيرانية، وإلغاء الفتوى الصادرة بشأن الأسلحة النووية، وتخصيب اليورانيوم إلى الدرجة التي تناسب تصنيع الأسلحة، وأبحاث التسلح المتطورة، أو مزيح من كل ما سبق، مشيرا إلى أن جميع تلك النقاط تستهدف رفع مستوى الردع الإيراني.وبحسب التحليل، تركز معظم النقاش بشأن استحواذ إيران على النووي على ما إذا كان يمكن لطهران أن تبني بسرعة سلاحا بدون تحفيز ضربة أمريكية أو إسرائيلية.ومع ذلك، لا يوجد تركيز كاف على اليوم التالي لما بعد حصول إيران على القنبلة، حيث أشار التحليل إلى أن إيران ستتخذ حينها خطوتها الأولى في عالم الردع النووي، وهو عالم وصفه التحليل بأنه "ليس وجهة أو مقصدا، لكنه مساحة جديدة للتنافس".وأشار تحليل "ناشيونال إنترست"، إلى أن هذا الأمر من شأنه أن يقلل منافع إيران من التسلح، بالنظر إلى أنها ليست في وضع جيد لهذه المنافسة.وذكر التحليل، أن كل هذا يعتبر منتجا بسيطا لمعادلة الردع، التي تقوم على فكرة: إذا أطلق أحد الأطراف سلاحا نوويا، يتعرض للاستهداف بسلاح نووي، مشيرا إلى أن "الجمهورية الإسلامية ستوقع حكم إعدامها حال استخدمت فعلا أسلحة نووية".بالتالي، يجب أن تقنع أولئك الذين تأمل إيران في ردعهم أنه أمر غير عقلاني أو أنها تُثمّن المسألة المطروحة أكثر من خوفها من الانهيار، وبخلاف ذلك، "يمكن أن يسمي العدو "ما تفعله إيران" بالخدعة، متجاهلات التهديدات النووية الإيرانية"، بحسب التحليل، مشيرا إلى أنه سيكون من الصعب على إيران إقناع العالم بأن الأمر غير عقلاني بالكامل أو أنها تخشى على الأمور الأيديولوجية أكثر من اهتمامها ببقاءها نفسه.وأشار التحليل إلى أن إيران تتمتع بميزة نظرة بعض أعدائها إليها على أنها غير عقلانية بالفعل، وهناك عناصر في سياستها الخارجية التي يصعب تبريرها من حيث المصالح الوطنية الخاصة، ومواجهة إسرائيل، التي تعد أمثلة بارزة على ذلك، وتوضح قدر من انعدام العقلانية.في المقابل، ذكر التحليل أن السياسة الخارجية الإيراني تكون محسوبة بترو في بعض الأحيان، على سبيل المثال، الرد الإيراني المحدود على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، مما قلص الخسائر بدلا من المخاطرة بإشعال حرب مع قوة عظمى، فضلا عن تضحية النظام الإيراني لإسرائيل بحلفائها حركة حماس وجماعة حزب الله اللبناني.علاوة على ذلك، قضت طهران 20 عاما تحافظ بدقة على برنامجها النووي دون العتبات التي من شأنها إثارة توجيه ضربات ضدها، في حين أعربت بعض الأصوات بين صفوف النخبة الحاكمة عن إحباطها من الاستجابات العقلانية المحدودة.وأشار تحليل "ناشيونال إنترست" إلى أن البعد الآخر للردع هو خيار أفضل، حيث يتعين على خصوم إيران أن يعتقدوا أنها ستفضل "الموت" على التراجع، موضحا أنه من الصعب فعل ذلك، لا سيما أنه توجد دائما بدائل أخرى.وأوضح التحليل هذه النقطة بالإشارة إلى أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد فضل الفرار من دمشق في ديسمبر الماضي على استخدام أسلحته النووية، مشيرا إلى أن إيران قبلت حتى الآن العديد من الضربات الاستراتيجية بدلًا من التصعيد بجدية لمواجهاتها مع إسرائيل والولايات المتحدة.وذكر تحليل "ناشيونال إنترست" أن الفشل الحقيقي للردع الإيراني يأتي من حالات الضعف على مدار فترة التصعيد، وهي نقاط ضعف لن تقضي عليها قنبلة نووية، مشيرا إلى أن إيران اضطرت لتوجيه ضربات من خلال شن هجمات بإشعارات مسبقة؛ لأنها تعلم أن قدراتها التقليدية والسرية أقل شأنا من القدرات الإسرائيلية، وفقا للتحليل.وأوضح التحليل أن قنبلة نووية ستجعل إيران دولة أكثر إثارة للرعب لأن تشن ضدها حرب واسعة النطاق؛ وهو ما من شأنه أن يعطيها ردعا أفضل، لكن قدرتها على توجيه ضربات على مدن إسرائيلية أو قواعد أمريكية على حساب دمارها تعتبر أقل إثارة للرعب حال كان لدى أعدائها أهداف أكثر اعتدالا.ورأى التحليل أن الأمر الأسوأ بالنسبة لإيران هو أن امتلاك أسلحة نووية لا يعني قدرتها على استخدامها؛ إذ أنه حتى إذا تمكنت إيران من بناء سلاح نووي قادر على الوصول لوجهته، يمكن لخصومها منعه من ذلك، حتى أن الولايات المتحدة وإسرائيل أظهرتا قدرتهما على اعتراض مجموعة كبيرة من الصواريخ الإيرانية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رصين
منذ 27 دقائق
- رصين
ترامب لا ينتظر إسرائيل.. نفد صبره
الغد-إسرائيل هيوم الأضواء الحمراء أشعلت الواحد تلو الآخر. "الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعاد تصميم الشرق الأوسط في رحلته الأسبوع الماضي"، هذا ما أعلنته أول من أمس "الناطقة النجم" للبيت الأبيض، كارولين ليفات. لكنها فقط لم تشر إلى أن دولة واحدة، هي ظاهريا مهمة جدا لأميركا، غابت عن هذا التصميم. إسرائيل. "الرئيس يتحدث مع الطرفين"، أضافت ليفات، فيما قصدت إسرائيل وحماس. نعم، الاتصال المباشر بين أميركا وحماس الذي كان حتى وقت قصير مضى، بمثابة حظر أشبه بالديني أصبح الآن أمرا اعتياديا. وفوق هذا، فعل ترامب ذلك من فوق رأس إسرائيل مثلما في تحرير عيدان الكسندر، مثلما في الاتفاق مع الحوثيين، مثلما في إزالة العقوبات عن سورية، مثلما في جولته إلى الشرق الأوسط، ترامب ببساطة يقفز عن دولة اليهود. صحيح أنه لا يتخذ عملا سلبيا. إلا إذا حسبنا طلبه لإدخال مؤن إلى غزة كمس بإسرائيل. لكن بلا شك إطاره يندفع إلى الأمام بدوننا. هو ببساطة لم يعد ينتظر. جذر الابتعاد ليس فجوة في المواقف. ترامب ورجاله يتفقون تماما على أنه يجب إبعاد حماس عن غزة وإعادة المخطوفين. الفجوة هي في الوتيرة. من يقارن بين نتنياهو وترامب يفهم أنهما نموذجان متناقضان تماما. ترامب يعمل بوتيرة مدوية. كل شيء عنده عظيم، صبره صفري وهو يحسم بسرعة. أحيانا بلا شك بسرعة أكثر مما ينبغي. وهكذا، منذ عاد إلى البيت الأبيض يعلن مرة كل بضع ساعات عن خطوة دراماتيكية ما. أما نتنياهو بالمقابل، حسب نهج معروف فإنه يدير الأمور بالعكس تماما. بحذر زائد، بترو. كل خطوة لا تتم إلا بعد ترددات، تساؤلات، تلبثات وتأخيرات. وهكذا، فإن "المجالات الإنسانية" في غزة لم تكن جاهزة في الوقت المناسب. حملة "عربات جدعون" انطلقت على الدرب بعد 48 ساعة من الموعد النهائي الذي قررته إسرائيل. كما أن الحملة تتقدم بشكل تدريجي وليس حسب الخطط الساحقة الأصلية. وهكذا تمر الأيام، الأسابيع والأشهر. وبينما ترامب "يصمم الشرق الأوسط من جديد" إسرائيل ما تزال لا تنجح في إخضاع حماس ويبدو أنه بدأ الصبر لدى ترامب ينفد. فمنذ البداية أراد واعتزم أن تكون إسرائيل جزء من الشرق الأوسط الجديد، لكن عندما رأى أننا نتأخر، تقدم بدوننا. صحيح أنه في مسألة النووي، التي هي أيضا المسألة الأهم إسرائيل نجحت في اللحظة الأخيرة في تسيير الأميركيين على الخط ودفعهم إلى أن يصروا على الوقف التام لتخصيب اليورانيوم الإيراني. هذا إنجاز مهم. فبالمقابل، في ما يتعلق بـ"الجوع في غزة"، بدأ ممثلو ترامب منذ الآن يبدون كأناس بايدن وفرضوا إدخال المؤن إلى غزة – حتى وإن كان واضحا لهم أيضا، انها قد تصل في قسم منها إلى حماس. تغيير الأجواء لا يوشك على الانتهاء هنا. وفرة من المؤشرات تدل على أنه إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات دراماتيكية لإعادة تجنيد ترامب إلى جانبنا، فإن قطاره ببساطة سيبقي لنا دخانا متصاعدا. محافل توجد على محور القدس – واشنطن تتحدث مثلا عن أن ترامب سيطلب من إسرائيل في مرحلة معينة موعدا لنهاية الحرب. هو غير مستعد لأن نجره إلى الأبد. لما لم تكن شبكة العلاقات الشخصية بينه وبين نتنياهو مثلما كانت، يدعي مصدر آخر حتى أن أناس ترامب يفكرون بدعوة نفتالي بينيت إلى البيت الأبيض. والهدف هو فقط لأجل التأكيد لنتنياهو كم هم محبطون. حتى لو كانت هذه مجرد تصريحات لا تستهدف إلا التنفيس عن المشاعر، فإنها تشير إلى أين تهب الريح. لقد ملأ ترامب مخازن سلاحنا، وحتى هذه اللحظة لم يوجه لنا كلمة نقد واحدة. لكن ساعته تدق ولهذا فإنه إذا كانت إسرائيل تريد أن تحقق أهدافها وتنتصر في الحرب، فإنها ملزمة بأن تسرع جدا وتكيف نفسها. إذ إنه مثلما صاغ الأمر على مسمع مسؤول أميركي كبير فإن "هذه الإدارة عاطفة لكن لا يدور الحديث عن الأشخاص أنفسهم من الولاية الأولى. إسرائيل ملزمة بأن تفهم هذا".

مصرس
منذ 2 ساعات
- مصرس
السلطات الإيرانية تكشف نقاط خلافها الرئيسية في المحادثات النووية
قال مسؤول إيراني تعليقا على المحادثات النووية مع الولايات المتحدة التي تستأنف، غدا السبت: إن إيران ترى أن برنامجها الصاروخي هو العقبة الأكبر في المناقشات وليس تخصيب اليورانيوم. واتفق الجانبان الإيراني والأمريكي خلال محادثاتهما في روما قبل أيام على البدء في وضع إطار لحل الخلاف القائم منذ فترة طويلة بشأن برنامج طهران النووي، مع تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقصف إيران ما لم يتم التوصل إلى اتفاق.وأضاف المسؤول أن المفاوضين الإيرانيين غادروا روما وهم على قناعة بأن الولايات المتحدة قبلت موقف طهران بأنها لن تنهي برنامجها لتخصيب اليورانيوم بالكامل أو تتنازل عن كل اليورانيوم، الذي خصبته بالفعل، لكنه أشار إلى أن برنامجها الصاروخي لا يزال يشكل نقطة خلاف رئيسية.وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو هذا الأسبوع إن إيران يتعين عليها وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل بموجب الاتفاق واستيراد أي يورانيوم مخصب تحتاجه لتشغيل محطة بوشهر، وهي المحطة النووية الوحيدة العاملة لديها.ووصف المسؤول الإيراني هذا التعليق بأنه موقف إعلامي جديد، وقال إنه لن يسهم في إحراز تقدم في المفاوضات.وذكر المسؤول أن نقطة الخلاف الوحيدة المتبقية في المناقشات العامة والتفاهمات المتبادلة هي مسألة الصواريخ".وأكد المسؤول موقف إيران الثابت بأنها لن تقدم أي تنازلات أخرى بخصوص برنامجها الصاروخي تتجاوز تلك المتفق عليها في اتفاق سابق أبرم في عام 2015، قائلا إن القدرات الدفاعية الإيرانية "غير قابلة للتفاوض".وأحجمت وزارة الخارجية الأمريكية عن التعليق، فيما لم يرد البيت الأبيض حتى الآن على طلبات للتعليق. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا


الجمهورية
منذ 2 ساعات
- الجمهورية
سي إن إن: إسرائيل تستعد لضرب إيران وسط صمت أمريكي
وقال مسؤولون أمريكيون مطلعون على أحدث المعلومات الاستخباراتية لشبكة "سي إن إن" يوم الثلاثاء، إن مثل هذه الضربة ستُمثل قطيعة صارخة مع الرئيس دونالد ترامب، كما أنها قد تُنذر بصراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط وهو أمر طالما سعت الولايات المتحدة إلى تجنبه منذ أن أججت حرب غزة التوترات. وذكر المسؤولون أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارا نهائيا، مشيرين إلى وجود خلاف عميق داخل الحكومة الأمريكية حول احتمالية اتخاذ إسرائيل قرارا في نهاية المطاف. ومن المرجح أن يعتمد قرار إسرائيل بشن ضربات وكيفية تنفيذها، على رأيها في المفاوضات الأمريكية مع طهران بشأن برنامجها النووي. وصرح شخص مطلع على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية بأن "احتمال شن إسرائيل هجوما على منشأة نووية إيرانية قد ازداد بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة". وأضاف أن "احتمال إبرام اتفاق أمريكي إيراني لا يزيل كل اليورانيوم الإيراني يزيد من احتمالية شن هجوم". وتقول مصادر متعددة مطلعة على المعلومات الاستخباراتية، إن المخاوف المتزايدة لا تنبع فقط من الرسائل العامة والخاصة من كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين يشيرون إلى أن تل أبيب تدرس مثل هذه الخطوة، ولكن أيضا من الاتصالات الإسرائيلية التي تم اعتراضها وملاحظات التحركات العسكرية في إسرائيل التي قد تنبئ بضربة وشيكة. ومن بين الاستعدادات العسكرية التي رصدتها الولايات المتحدة ، نقل الذخائر الجوية واستكمال مناورة جوية، بحسب مصدرين. ولكن هذه المؤشرات نفسها قد تكون محاولة من جانب إسرائيل للضغط على إيران للتخلي عن المبادئ الأساسية لبرنامجها النووي من خلال الإشارة إلى العواقب إذا لم تفعل ذلك، وهو ما يسلط الضوء على التعقيدات المتغيرة باستمرار التي يتعامل معها البيت الأبيض. وهدد ترامب علنا بعمل عسكري ضد إيران إذا فشلت جهود إدارته للتفاوض على اتفاق نووي جديد للحد من برنامج طهران النووي أو إنهائه، لكنه وضع أيضا حدا أقصى لمدة انخراط الولايات المتحدة في الجهود الدبلوماسية. وفي رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في منتصف مارس 2025، حدد ترامب مهلة 60 يوما لنجاح هذه الجهود، وفقا لمصدر مطلع على الرسالة، وقد مر الآن أكثر من 60 يوما على تسليم تلك الرسالة، و38 يوما على بدء الجولة الأولى من المحادثات. وقال دبلوماسي غربي رفيع المستوى التقى الرئيس في وقت سابق من هذا الشهر، إن ترامب أبلغه أن الولايات المتحدة ستمنح هذه المفاوضات أسابيع فقط للنجاح قبل اللجوء إلى الضربات العسكرية، لكن في الوقت الحالي تعتبر سياسة البيت الأبيض دبلوماسية. وأفاد جوناثان بانيكوف مسؤول استخبارات كبير سابق متخصص في شؤون المنطقة، بأن هذا وضع إسرائيل "بين المطرقة والسندان"، حيث يتعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضغوط داخلية لتجنب اتفاق أمريكي إيراني لا تراه إسرائيل مرضيا، مع الحفاظ على علاقات جيدة مع ترامب الذي سبق أن اختلف معه في قضايا أمنية رئيسية في المنطقة. وقال بانيكوف: "في نهاية المطاف، عملية صنع القرار الإسرائيلي سوف تعتمد على قرارات وأفعال السياسة الأمريكية، وما هي الاتفاقيات التي يتوصل إليها الرئيس ترامب أو لا يتوصل إليها مع إيران"، مضيفا أنه لا يعتقد أن نتنياهو سيكون على استعداد للمخاطرة بتمزيق العلاقة مع الولايات المتحدة بالكامل من خلال شن ضربة دون موافقة أمريكية ضمنية على الأقل. ويشير مسؤولون أمريكيون في السياق، إلى أن إسرائيل ترى الفرصة سانحة. هذا، وصرح مسؤول أمريكي رفيع المستوى لشبكة "CNN" بأن الولايات المتحدة تُكثّف من جهودها لجمع المعلومات الاستخبارية استعدادا للمساعدة إذا قرر القادة الإسرائيليون شن هجوم، لكن مصدرا مطلعا على تفكير إدارة ترامب ذكر للشبكة الأمريكية أنه من غير المرجح أن تساعد الولايات المتحدة إسرائيل في شن هجمات على مواقع نووية إيرانية في الوقت الحالي، إلا في حال حدوث استفزاز كبير من طهران. ووفقا لمصدر مطلع على الأمر، لا تملك إسرائيل القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني من دون مساعدة أمريكية، بما في ذلك التزود بالوقود جوا والقنابل اللازمة لاختراق المنشآت في أعماق الأرض، وهي الحاجة التي كشف عنها أيضا في تقارير استخباراتية أمريكية سابقة. هذا، وأوضح مصدر إسرائيلي لشبكة "CNN" أن تل أبيب ستكون مستعدة لتنفيذ عمل عسكري بمفردها إذا تفاوضت الولايات المتحدة على ما وصفه بأنه "صفقة سيئة" مع إيران لا يمكن لإسرائيل قبولها. وبين شخص آخر مطلع على الاستخبارات الأمريكية أنه "يعتقد أنه من الأرجح أن تشن تل أبيب ضربة في محاولة لإفشال الاتفاق إذا ظنوا أن ترامب سيقبل بـ"صفقة سيئة، مؤكدا أن الإسرائيليين لن يترددوا في إبلاغ واشنطن بذلك علنا وسرا. وأشار مسؤول أمريكي إلى أن "الموقف الإسرائيلي كان ثابتا على الدوام بأن الخيار العسكري هو الخيار الوحيد لوقف البرنامج النووي العسكري الإيراني". وكانت شبكة "سي إن إن" قد ذكرت في وقت سابق أن تقييما استخباراتيا أمريكيا صدر في فبراير الماضي يفيد بأن إسرائيل قد تستخدم إما طائرات عسكرية أو صواريخ بعيدة المدى، لكن التقييم وصف أيضا كيف أن مثل هذه الضربات لن تؤدي إلا إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني ولن تكون علاجا كافيا شافيا لما يقلق تل أبيب. في الوقت الراهن، توقفت المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران عند مطلب مفاده أن طهران لا تقوم بتخصيب اليورانيوم، وهي العملية التي يمكن أن تمكن من تحويل إيران إلى دولة قادرة على صنع الأسلحة، ولكنها ضرورية أيضا لإنتاج الطاقة النووية لأغراض مدنية. وصرح المبعوث الخاص ستيف ويتكوف الذي يرأس الوفد الأمريكي لشبكة "ABC News" خلال عطلة نهاية الأسبوع، بأن واشنطن "لا يمكنها السماح بالتخصيب ولو بنسبة 1% بموجب أي اتفاق". وأضاف: "لقد قدمنا للإيرانيين مقترحا نعتقد أنه يعالج بعض هذه الأمور دون أن يُسيء إليهم". وقال خامنئي يوم الثلاثاء إنه لا يتوقع أن تصل المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي ل طهران إلى "نتيجة"، واصفا مطلب الولايات المتحدة بعدم تخصيب إيران لليورانيوم بأنه "خطأ فادح". وتصر إيران على حقها في التخصيب بموجب معاهدة الأمم المتحدة لحظر الانتشار النووي، وتقول إنها لن تتنازل عن هذا الحق تحت أي ظرف من الظروف. إلى ذلك، قد تُعقد جولة أخرى من المحادثات في أوروبا هذا الأسبوع، بحسب ويتكوف، علما أن الولايات المتحدة وإيران طرحتا مقترحات على الطاولة، ولكن بعد أكثر من شهر من المحادثات التي احتضنتها سلطنة عُمان، لا يوجد أي مقترح أمريكي يحظى بموافقة ترامب، وفقا لمصادر. وكانت وكالات الاستخبارات الأمريكية أصدرت في فبراير تحذيرات من أن إسرائيل من المرجح أن تحاول ضرب منشآت رئيسية للبرنامج النووي الإيراني هذا العام، وفق ما ذكرت شبكة "سي إن إن" في وقت سابق.