logo
✅ طنجة على خطى المدينة الذكية .. تحولات رقمية تفتح آفاقا جديدة للتنمية المجالية

✅ طنجة على خطى المدينة الذكية .. تحولات رقمية تفتح آفاقا جديدة للتنمية المجالية

24 طنجةمنذ يوم واحد
وسط زحمة المركبات في شارع الجيش الملكي بطنجة، تومض إشارات المرور بانسيابية لافتة. أعين إلكترونية تتابع الحركة في الزمن الحقيقي، ترصد، تسجل، وتحلل.
من مركز تحكم حديث تدار شبكة مراقبة حضرية متقدمة، تجعل من تدبير السير والجولان خطوة أولى نحو تحقيق حلم طنجة الذكية.
- إعلان -
ومنذ سنوات، تتغير معالم المدينة بسرعة. مشاريع بنيوية ضخمة، بنية تحتية مؤهلة، واستثمارات في النقل والطاقة والمجال الرقمي. لكنها اليوم تراهن على شيء آخر، التحول إلى فضاء متصل وآمن ومستدام.
وكان برنامج طنجة الكبرى، الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2013، بداية هذا التحول. أكثر من 7,6 مليارات درهم استثمرت لتحديث مداخل المدينة وواجهتها البحرية وشبكاتها الطرقية. لكن ما بدأ كتهيئة حضرية، تطور إلى مشروع استراتيجي للرقمنة، شمل قطاعات متعددة أبرزها النقل والمراقبة والبيئة.
ومنذ سنة 2023، بدأت طنجة في تثبيت أكثر من 500 كاميرا مراقبة عالية الدقة، موزعة على 111 نقطة استراتيجية. الكاميرات متصلة بشبكة ألياف بصرية تمتد على 20 كيلومترا، وترتبط بمركز تحكم جهوي يمكنه التدخل الفوري. الشبكة قادرة على تتبع الحركة، وتسجيل المخالفات، وتعديل توقيت إشارات المرور حسب كثافة السير.
وترى نائبة عمدة طنجة المكلفة بالسير والجولان، سمية العشيري، في هذه المنظومة بداية مسار أوسع.
وتقول العشيري لجريدة 'طنجة 24' الالكترونية السير والجولان ليس مكونا تقنيا فقط، بل هو مدخل لتحسين جودة العيش. فالتحكم في الحركية يعني تدبير الزمن الحضري بطريقة أكثر كفاءة.
بالنسبة للمنتخبين، فإن هذا المشروع يعتبر خطوة أولى في سلسلة تحولات تستهدف رقمنة المرافق العمومية وتحديث وسائل النقل. فالمدينة لا تراهن فقط على الحافلات الجديدة أو إشارات المرور الذكية، بل تعمل أيضا على تطوير نظام معلوماتي خاص بمواقف السيارات، وآليات للأداء الذكي، وتطبيقات للإشعار الفوري، في أفق تحسين تجربة المواطن.
لكن التحديات كثيرة. فالموارد المالية محدودة، والتكنولوجيات الجديدة تتطلب كفاءات بشرية وتكوينا مستمرا.
وتضيف العشيري، أن نجاح هذه المنظومة لا يعتمد فقط على الآلة، بل على وعي المواطن واحترامه للقانون.
في الطريق الرابط بين وسط المدينة وطريق الرباط، يتصاعد الضغط المروري يوميا.
'نحن نعيد برمجة الإشارات، ونقترح حلولا هندسية لمسارات بديلة'، تؤكد نائبة العمدة. وتضيف أن 'التحضيرات لمونديال 2030 تشكل محفزا إضافيا لتسريع وتيرة التحول الرقمي وتطوير شبكة نقل ذكية متكاملة.'
وتنخرط المدينة أيضا في مشاريع بيئية رقمية. إنارة عمومية بمصابيح LED، أنظمة للتحكم عن بعد في الاستهلاك، محطات شحن كهربائية، ومنصات للرصد البيئي. في الخلفية، تطل منطقة طنجة المتوسط بموانئها ومنصاتها الذكية، كذراع لوجستي متكامل يدعم هذا التوجه.
في المشهد العام، لا تبدو طنجة مدينة تحت التجربة، بل مختبرا مفتوحا لمستقبل حضري ذكي. مدخل هذا المستقبل يبدأ من الشارع، من إشارة مرور، من كاميرا تراقب، ومن مسؤول محلي يرى أن الرقمنة ليست رفاهية، بل ضرورة لحكامة حضرية ناجعة.
لكن في مدينة ما تزال تتوسع، يبقى التحدي الأكبر هو ربط التكنولوجيا بالعدالة المجالية. أن يستفيد كل السكان من هذه التحولات، وأن تكون المدينة الذكية فضاء للجميع، لا مجرد واجهة عصرية لمناسبة كبرى.
ومع اقتراب موعد 2030، تتساءل طنجة بين خطوط سيرها وأضوائها الذكية، هل تكفي التكنولوجيا وحدها لتحديث المدينة، أم أن التحول الحقيقي يبدأ من بناء ثقة المواطن؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

طاطا.. المبادرة الوطنية تواكب التعاونيات لتعزيز فرص الشغل والتنمية المحلية
طاطا.. المبادرة الوطنية تواكب التعاونيات لتعزيز فرص الشغل والتنمية المحلية

بالواضح

timeمنذ 38 دقائق

  • بالواضح

طاطا.. المبادرة الوطنية تواكب التعاونيات لتعزيز فرص الشغل والتنمية المحلية

تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اهتماما خاصا بالقطاع التعاوني بإقليم طاطا، نظرا لدوره الكبير في تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. وهكذا، تستفيد التعاونيات التي تساهم في خلق فرص الشغل والتنمية المحلية من الدعم المالي والتقني الذي تقدمه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لا سيما من خلال برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب. وفي هذا السياق، وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتعاونيات، قامت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بإقليم طاطا، بزيارة ميدانية لعدد من التعاونيات، من أجل دعم والوقوف عند هذه الوحدات الانتاجية. وفي هذا السياق تواصل تعاونية 'ظلال النخيل' بدوار لقصابي، بالجماعة الترابية أديس بإقليم طاطا، تثبيت مكانتها كأحد النماذج الناجحة في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بفضل مجهودات عضواتها ودعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضحت رئيسة التعاونية، سعيدة أيت بامو، أن هذه المؤسسة التي انطلقت سنة 2019، تهدف إلى إنتاج وتثمين الكسكس المحلي بمختلف أنواعه، من قبيل القمح، الشعير، الخماسي وبركوكس. وأضافت أن التعاونية استطاعت تطوير عملها بفضل التجهيزات الحديثة التي تم اقتناؤها بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي شملت على الخصوص أواني الطبخ والصحون وأدوات التحضير. من جهتها، أكدت أسماء الطيار، إطار بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم طاطا، في تصريح مماثل، أن دعم هذه التعاونية يندرج ضمن برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، وتحديدًا محور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. وأبرزت أن الكلفة الإجمالية للمشروع بلغت 53.300 درهم، ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 43.300 درهم خُصص لاقتناء المعدات والتجهيزات الضرورية، مما مكن التعاونية من الرفع من جودة الإنتاج وتحسين قدرتها التنافسية في السوق المحلية. وتضم تعاونية 'ظلال النخيل' ، 62 متعاونة، يشكلن لبنة أساسية في دينامية التنمية المحلية، من خلال تعزيز اندماج النساء في سوق الشغل وتحسين ظروفهن الاقتصادية والاجتماعية، في تجربة نسائية ناجحة تكرس قيم العمل التعاوني وتمكين المرأة القروية. وهكذا باتت التعاونية، نموذجا يحتذى به في مجالات ريادة الأعمال التضامنية والاقتصاد الاجتماعي، ما يعزز من دينامية النسيج التعاوني بالإقليم، ويكرس الدور المحوري للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تحفيز مشاريع الإدماج الاقتصادي لفائدة الشباب والساكنة القروية. تجدر الإشارة إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ انطلاقتها سنة 2005، ظلت تولي أهمية خاصة بالتعاونيات، خاصة النسائية منها، العاملة في مختلف المجالات التي تنشط فيها، من خلال الدعم المالي والتقني، باعتبار أنها تشكل ركيزة أساسية وخيارا استراتيجيا لدعم وتعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. ويجسد هذا الالتزام الهادف إلى دعم وتطوير الأنشطة المدرة للدخل، خاصة التعاونيات، رؤية وأهداف برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المخصص لتحسين الدخل، لا سيما المحور المتعلق بدعم تنمية سلاسل القيمة ذات إمكانات التشغيل العالية، والتي تعد محركا أساسيا للتقدم الاجتماعي والاقتصادي.

بين انفجار تاريخي في الصادرات نحو تركيا وأمريكا.. وانهيار مفاجئ في قلب أوروبا.. الأرقام السرية التي ترسم مستقبل الصناعة التقليدية المغربية!
بين انفجار تاريخي في الصادرات نحو تركيا وأمريكا.. وانهيار مفاجئ في قلب أوروبا.. الأرقام السرية التي ترسم مستقبل الصناعة التقليدية المغربية!

أريفينو.نت

timeمنذ 44 دقائق

  • أريفينو.نت

بين انفجار تاريخي في الصادرات نحو تركيا وأمريكا.. وانهيار مفاجئ في قلب أوروبا.. الأرقام السرية التي ترسم مستقبل الصناعة التقليدية المغربية!

بين انفجار تاريخي في الصادرات نحو تركيا وأمريكا.. وانهيار مفاجئ في قلب أوروبا.. الأرقام السرية التي ترسم مستقبل الصناعة التقليدية المغربية! أريفينو.نت/خاص كشفت أحدث البيانات الرسمية عن أداء متناقض ومثير للاهتمام لقطاع الصناعة التقليدية المغربية خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2025. ففي الوقت الذي سجلت فيه الصادرات نمواً إجمالياً قوياً بنسبة 14%، لتصل إلى 737 مليون درهم، تخفي هذه الأرقام واقعاً متبايناً بين منتجات تحقق أرقاماً قياسية وأخرى تواجه صعوبات، وبين أسواق دولية تشهد طفرات تاريخية وأخرى تسجل تراجعاً مقلقاً، وذلك وفقاً لما أوردته صحيفة 'L'Economiste' استناداً إلى نشرة وزارة السياحة والصناعة التقليدية. القفطان والملابس التقليدية.. 'نجمة' الصادرات التي أبهرت العالم! تعتبر الملابس التقليدية المغربية، وعلى رأسها القفطان، النجم الأبرز لهذه الفترة، حيث حققت قفزة استثنائية بنسبة 141% في صادراتها، متجاوزة 133 مليون درهم. ويعكس هذا الرقم تجدد الاهتمام العالمي بالأصالة والمنتجات الثقافية المغربية. وفي الوقت نفسه، حافظت منتجات الفخار والحجر على صدارتها كأكبر فئة مصدرة بقيمة 240 مليون درهم، بينما احتفظ الزرابي بمكانته كثاني منتج تصديراً بنسبة 18% من إجمالي العائدات. كما سجلت منتجات أخرى نمواً ملحوظاً كالنحاسيات (+11.05%) والمصنوعات الخشبية (+7%) والمجوهرات التي حققت قفزة هائلة بنسبة 57%. معجزة تركية ونمو أمريكي.. كيف قلبت أسواق جديدة موازين القوى؟ على صعيد الأسواق، تظل الولايات المتحدة الشريك الأول للمغرب، حيث تستحوذ وحدها على نصف الصادرات الإجمالية، وقد ارتفعت المبيعات إليها بنسبة 32% لتصل إلى 367 مليون درهم، مدعومة باتفاقية التبادل الحر. لكن المفاجأة الكبرى جاءت من تركيا، التي شهدت نمواً أسطورياً بنسبة 5236%، حيث قفزت الصادرات إليها من أقل من مليون درهم في 2024 إلى أكثر من 52 مليون درهم في 2025، وهو ما يرجع مباشرة إلى إعادة التوازن في الاتفاقية التجارية بين البلدين. كما أظهرت أسواق أخرى أداءً قوياً مثل هولندا (+48%) والإمارات العربية المتحدة (+46%). صفعة أوروبية وتراجع مقلق.. عندما تنطفئ محركات النمو التقليدية! في المقابل، تلقى القطاع صفعة قوية من السوق الأوروبية التي تشهد تباطؤاً واضحاً. فقد هوت الصادرات نحو فرنسا بنسبة 26%، ونحو ألمانيا بـ 23%، بينما سجلت إسبانيا والمملكة المتحدة تراجعات أقل حدة. هذا التراجع لا يقتصر على الأسواق فقط، بل شمل أيضاً منتجات حيوية؛ إذ سجلت الأغطية أكبر انخفاض بنسبة 25%، وتراجعت منتجات الدوم والأحذية بـ 18%، ولم تسلم المصنوعات الجلدية والحديد المطاوع من هذا المصير بتراجع بلغ 16%، مما يطرح تحديات حقيقية أمام الحفاظ على استدامة النمو في القطاع.

الأزمة تضرب السوق العقار بالمغرب.. ركود كبير في المبيعات والأسعار ظلت مستقرة
الأزمة تضرب السوق العقار بالمغرب.. ركود كبير في المبيعات والأسعار ظلت مستقرة

ناظور سيتي

timeمنذ 2 ساعات

  • ناظور سيتي

الأزمة تضرب السوق العقار بالمغرب.. ركود كبير في المبيعات والأسعار ظلت مستقرة

ناظورسيتي: متابعة يعيش القطاع العقاري بالمغرب على وقع أزمة حقيقية لم تشهدها السوق منذ سنوات. فبينما ظلت أسعار الشقق والمنازل والقطع الأرضية شبه مستقرة خلال الأشهر الأخيرة، سجلت المبيعات انهيارا مقلقا، مما جعل الفاعلين يتحدثون عن مرحلة ركود غير مسبوقة قد تمتد لفترة طويلة إذا لم يتم التدخل بشكل عاجل. الأرقام الرسمية الصادرة عن بنك المغرب برسم الربع الأول من سنة 2025 تعكس بوضوح حجم التراجع: انخفاض عام في المبيعات بنسبة 15,2 % مقارنة بالسنة الماضية، في وقت بقيت الأسعار شبه جامدة، بارتفاع طفيف في السكن قدره +0,1 %، مقابل انخفاض طفيف في أسعار الأراضي بنسبة -0,1 %، وتراجع بـ -0,3 % في العقار المهني. القطاع الأكثر تضررا كان العقار الأرضي، حيث تهاوت مبيعات الأراضي بنسبة 33,1 % خلال ثلاثة أشهر فقط، وهو ما انعكس مباشرة على توقف مشاريع البناء وتأجيل أخرى، مما ينبئ بمستقبل أكثر قتامة بالنسبة للقطاع. أما العقار المهني فشهد بدوره تراجعا قويا بلغ -31,4 %، مع انهيار مبيعات المكاتب بنسبة -40,5 % وتراجع أسعارها السنوية بـ 4,2 %. وفي ما يخص المحلات التجارية، فقد صمدت الأسعار، لكنها فقدت ما يقارب 29 % من حجم المبيعات في ظرف فصل واحد. السكن بدوره لم يسلم من الأزمة، إذ انخفضت مبيعاته بـ 29,3 %، بينما سجلت المنازل هبوطا بـ 34,6 % والفيلات بـ 31,8 %. ويؤكد كريم عمور، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية للمنعشين العقاريين، أن الأمر لا يرتبط بعدم رغبة المغاربة في التملك، وإنما بالارتفاع الكبير في كلفة اقتناء المسكن، حيث تصل المصاريف الجانبية إلى حوالي 20 % من السعر النهائي، وهو ما يدفع الكثيرين إلى تأجيل قرار الشراء. الأخطر من ذلك هو وضعية السكن الاجتماعي الذي يمثل العمود الفقري للعرض العقاري الوطني بنسبة تقارب 80 %. هذا النمط الذي كان يوفر أزيد من 1,2 مليون منصب شغل لم يعد يشغل سوى 300 ألف شخص حاليا، مع تراجع الإنتاج إلى حوالي 180 ألف وحدة سنويا فقط. السبب يعود إلى ندرة الأراضي الصالحة للبناء وغلائها، مقابل استمرار تحديد سقف البيع في أقل من 300 ألف درهم، مما جعل العديد من المنعشين ينسحبون من هذا السوق رغم الدعم المالي المباشر الذي تقدمه الدولة للمشترين. ويرى عمور أن الحل الوحيد لإنقاذ القطاع يمر عبر حوار وطني شامل يجمع الدولة والبنوك والمنعشين والوكالات العمومية، بهدف إعادة النظر في النظام الضريبي وتخفيف الأعباء المترتبة على المشتري والمنعش معا. من دون هذه الإصلاحات، يحذر الفاعلون من ركود طويل الأمد قد يفقد السوق ديناميكيتها ويهدد آلاف فرص الشغل المرتبطة بالبناء والعقار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store