
الشرق الأوسط ما بعد الحرب الإيرانية الإسرائيلية
على إسرائيل وكل من يدعمها قبول فكرة إعادة تشكيل التوازنات السياسية في المنطقة بأكملها، فلم يعد مقبولاً الترويج للتفرد الإسرائيلي في المنطقة وإذا أرادت إسرائيل أن تصبح جزءا من المنطقة فعليها قبول الاتجاهات الجديدة التي يدفع بها اللاعبون الرئيسون في المنطقة..
الآن يقف الشرق الأوسط على شفا ما يمكن أن يكون أكبر تحدٍ استراتيجي منذ بداية القرن الحادي والعشرين، فالمنطقة تمر بمنعطف صعب المراس من الناحية الاستراتجية فالمواجهة الإسرائيلية الإيرانية فرضت معادلات جديدة في سياق الفضاء السياسي للشرق الأوسط، وفي الحقيقة لم يكن متوقعا أن تنجر أميركا إلى التدخل في تلك الحرب، وكانت النظرية القائمة أن أميركا تسعى لتجنب الدخول في صراع مباشر مع إيران، ولكن ما حدث هو العكس فقد أرسلت أميركا طائراتها المقاتلة (B2) لتدخل الحرب، ولكن إيران في ذات اللحظة أدركت صعوبة أن تنجر إلى حرب لا يمكن الفوز بها لذلك كانت الخيارات المناسبة هي إنهاء الحرب، ومع أن جبهة القتال قد فتحت بين إسرائيل وإيران في البداية إلا أن المعركة أثبتت صعوبة احتواء الصراع وكان ذلك أحد أهم الأسباب الدافعة لدخول أميركا في المعركة.
عملياً لم يكن من السهل توقف تلك الحرب دون التدخل الأميركي الذي حدث، هذه الحرب دفعت المنطقة وحتى التفسيرات السياسية لما حدث نحو الغموض والتساؤلات المتناقضة، حتى شعوب المنطقة لم تكن قادرة على استيعاب القصة السياسية التي روتها الحرب بين الدولتين وتبريرات البداية وعناوين التوقف، التفسير الدقيق لما حدث لا بد وأن يمر عبر السلاح النووي الإيراني الذي يمثل عنوان هذه الحرب بل هو سبب نهايتها بهذه الطريقة، وتمثلت المفاجأة السياسية لإسرائيل وحتى أميركا سيادة حالة التوازن في التصريحات السياسية لجميع دول المنطقة، بمعنى دقيق هذه الحرب أعادت تشكيل سياسات دول المنطقة وفرضت حالة من تحاشي المواقف الدبلوماسية الحدية في هذه الحرب.
دول المنطقة وخاصة دول الخليج أثبتت أنها قادرة على بناء التوازنات وخاصة بعدما فرضت هذه الحرب نفسها وأجبرت المنطقة أن تتعامل معها، لقد أثبتت المنطقة الخليجية بشكل خاص قدرتها على بناء التوازنات عند المنعطفات الخطيرة، اليوم توقفت الحرب ولكن القصة لم تتوقف بعد، والتفسيرات السياسية لما حدث ما زالت تعيش مرحلة الصدمة وخاصة أن إسرائيل كانت تعتقد أن هجومها على إيران سوف يحصل على تأييد منقطع النظير، ولكن الواقع يقول إن دول المنطقة تدرك أن إسرائيل لم ولن تكون الخيار الذي تنتظره المنطقة مهما كانت أهداف إسرائيل التي ترفعها عندما تدخل حربا أو تمارس هجوما ضد دولة في الشرق الأوسط.
توقفت الحرب ولكن نتائجها لم تتوقف فإسرائيل متهمة اليوم بأنها بمثل هذا السلوك تخاطر بزعزعة استقرار المنطقة بشكل خطير، وخاصة أن هذه الحرب لم تكن تتضمن أهداف إستراتيجية بعيدة المدى فيما يخص إسرائيل التي فقدت بهذه الحرب الكثير من الخيال السياسي حول قدراتها، هذه الحرب أسهمت في تبخر الأسطورة الإسرائيلية، فالحقيقة أن هذه الحرب كشفت الواقع الحقيقي للإمكانات الإسرائيلية، لقد تزايدت الشكوك حول القدرات الإسرائيلية، وأثبت الواقع أن زمن الحروب التقليدية انتهى حتى مع استخدام أعتى الأسلحة، لأن أسلحة جديدة دخلت مجال الخدمة بتكاليف رخيصة وقدرات تدميرية أعلى، وهذا ما يمثله سلاح الطائرات بدون طيار وهذا ما طرح الأسئلة المهمة حول قدرة إسرائيل على مجابهة الهجوم بتلك الطائرات والذي يعرض مدنها للكثير من المخاطر.
ما بعد هذه الحرب يمكّننا من القول إن لغة القوة والنفوذ في منطقة الشرق الأوسط تتغير وتذوب بشكل تدريجي متسارع وخاصة مع سقوط الاتجهات السياسية التي تدعم فكرة أن العنف يوفر حلا للمشكلات السياسية، حروب اليوم ليس فيها منتصر أو مهزوم فالجميع قادر على إثبات أنه نال من الطرف الآخر وانتصر عليه، ومعايير القوة أصبحت تخضع للكثير من التحديات، فإسرائيل التي راهنت على إثارة الصراع الذي أدى إلى الدفع بأميركا لدخول الحرب لم تستطع أن تثبت أنها انتصرت في هذه الحرب، وقد سعت إسرائيل إلى التعتيم وبشكل صارم على واقع هذه الحرب على أراضيها ومنعت الإعلام من نشر ما لا تريد أن ينشر وتلك دلالة واضحة على تغير المعايير القواعد في معادلة الشرق الأوسط.
على إسرائيل وكل من يدعمها قبول فكرة إعادة تشكيل التوازنات السياسية في المنطقة بأكملها، فلم يعد مقبولاً الترويج للتفرد الإسرائيلي في المنطقة وإذا أرادت إسرائيل أن تصبح جزءا من المنطقة فعليها قبول الاتجاهات الجديدة التي يدفع بها اللاعبون الرئيسون في المنطقة، والتي تهدف إلى استقرار المنطقة وتعزيز مكانتها الدولية وخاصة أن الطرق السياسية نحو استقرار المنطقة لم تعد كما يمكن تصورها قبل عقد من الزمان.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 22 دقائق
- الشرق السعودية
السفير الإيراني لدى السعودية: الرياض لعبت دوراً فاعلاً لمنع التصعيد
في الخامس من سبتمبر 2023، حطّ الدكتور علي رضا عنايتي رحاله في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، ليتسلّم مهامه سفيراً لإيران لدى السعودية، في أعقاب اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية الذي وُقّع في العاشر من مارس من العام نفسه، برعاية صينية، بعد انقطاع دام نحو سبع سنوات. وبعد مضي قرابة عامين على إعادة التواصل الدبلوماسي بين الرياض وطهران، يرى السفير عنايتي في حوار مع "الشرق الأوسط"، أن ما تحقق خلال هذه الفترة "يعادل إنجاز سنوات"، عازياً ذلك إلى "قوة وجوهر العلاقات" بين البلدين. واعتبر الدبلوماسي الإيراني الموقف السعودي من الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على بلاده "مشرفاً"، مشيراً إلى أن الرياض لعبت دوراً فاعلاً في تهدئة الأوضاع والضغط لتفادي التصعيد. وقال: "نرحب بأي دور لإخواننا في المملكة، خاصة سمو الأمير محمد الذي كان دائماً معنا". يحمل السفير الإيراني سجلاً طويلاً من العمل في السعودية؛ إذ تعود بداياته إلى عام 1990 حين شغل منصب قنصل لبلاده في جدة، قبل أن يُعيَّن قائماً بالأعمال في الرياض مطلع الألفية، ليعود بعد أكثر من عقدين سفيراً في 2023، حاملاً معه خبرات متراكمة في الشأن الإقليمي. اعتداءات "سافرة" على إيران وصف السفير الإيراني الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على بلاده بأنها "سافرة"، موضحاً أن طهران كانت منخرطة حينها في مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة. وقال: "هوجمت إيران منتصف الليل في حين كان الناس نائمين في بيوتهم، واستُشهد من استُشهد. هذا اعتداء سافر بكل معنى، ورأينا من حقنا المشروع، وبناءً على ميثاق الأمم المتحدة، أن نرد الصاع صاعين، ونُري العدو أن إيران لا تدخل في الحرب، لكنها تدافع عن نفسها بقوة وصمود". تماسك دول الإقليم قال عنايتي إن ردود الفعل الإقليمية على الهجمات الإسرائيلية عكست تماسكاً واضحاً، مشيراً إلى أن أول اتصال تلقاه وزير الخارجية الإيراني جاء من نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان لإدانة "الاعتداء السافر"، تلاه بيان من "الخارجية" السعودية. وأضاف: «تُوجّت هذه المواقف المشرفة باتصال هاتفي من سمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بالرئيس بزشكيان لإدانة واستنكار الاعتداءات، وبعد ذلك اتصال من الرئيس بزشكيان بأخيه الأمير محمد، إلى جانب مواقف عدة من دول مجلس التعاون تجاه الجمهورية الإسلامية". محمد بن سلمان "دائماً معنا" أشاد السفير بالجهود السعودية الأخيرة للتهدئة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، قائلاً: "هذه جهود مباركة ورحبنا بها، ونرى أن للمملكة دوراً في تهدئة المواقف والأمور، والضغط لمنع الاعتداءات، وهذا دور مشرّف. وفي الحوارات والاتصالات واللقاءات الثنائية، أكدت إيران دور المملكة ومواقفها المشرفة؛ من تنديد بالاعتداءات، وتوظيف الجهود لمنع هذا الاعتداء. وأيضاً نرحب بأي دور لإخواننا في المملكة، خاصة سمو الأمير محمد الذي كان دائماً معنا". 400 ألف إيراني زاروا السعودية أوضح الدكتور عنايتي أن العلاقات شهدت تقدماً كبيراً منذ عودتها، مشيراً إلى أن ما تحقق خلال عامين يعادل منجزات عدة سنوات، وأضاف: "ما جنيناه من هذه العلاقات طوال العامين لا أحد يتخيل أنه تحقق في سنتين، بل في عدة سنوات، وكأن العلاقات لم تُقطع، وهذا يدل على جوهر وصميم هذه العلاقات". وقال السفير: "هذه السنة، أكثر من 200 ألف معتمر إيراني جاءوا، ولو أضفنا عدد الحجاج أيضاً فسيكون هناك 400 ألف إيراني زاروا المملكة خلال عام، وهذا مؤشر إيجابي جداً. كل هذه الأعداد جاءت للمملكة وتعرفت عليها عن كثب". زيارة خالد بن سلمان علّق السفير على زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران، قائلاً: "إيران اعتبرتها زيارة سيادية ومهمة جداً، ونقطة انعطافة تاريخية في العلاقات". وأضاف: "هذه الزيارة ولقاء سموه بالرئيس بزشكيان، وسماحة المرشد، ولقاؤه برئيس هيئة الأركان (الذي قضى في الأحداث الأخيرة)، أوجدت انطباعاً بين الطرفين أننا شركاء في بناء الإقليم، والانطباع للطرف الإيراني كان جداً رائعاً". وتابع: "مخططون لأن نكمل ما يترتب على هذه الزيارة، ونرى أنها ساعدت العلاقات الإيرانية - السعودية أن تدخل من علاقات روتينية إلى علاقات جذرية". العلاقات والتطلعات يرى السفير عنايتي أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بحاجة إلى المزيد من الجهود لتعزيزها، مبيناً أن هناك اتفاقيات قيد البحث والدراسة. وقال: "لدينا الاتفاقية العامة للتجارة والاقتصاد والاستثمار والثقافة والشباب والرياضة، وقد تم التأكيد عليها في اتفاق بكين، وهناك اتفاقية ثانية لتفادي الازدواج الضريبي تمت مناقشتها والتوقيع عليها بالأحرف الأولى، وتقدمنا بمشروع اتفاقية لدعم وتشجيع الاستثمار المتبادل، واتفاقية للنقل البري يمكنها أن تلحق المملكة والإمارات وسلطنة عمان بالضفة الشمالية وتصبح ممراً لآسيا الوسطى". وعن دور بلاده في الإقليم قال الدكتور علي رضا عنايتي إن طهران تؤيد نموذجاً للأمن الإقليمي يستند إلى التنمية والاقتصاد والثقافة، وليس إلى القوة العسكرية. ورداً على سؤال حول نظرة البعض لدور إيران كعامل زعزعة، قال: "نحن لسنا دخلاء على الإقليم لنلعب دوراً ونحمله عليه، نحن جزء من الإقليم ومن أبنائه ونعيش فيه". وأضاف: "لدينا مشتركات ثقافية وتاريخية ودينية كثيرة في المنطقة، وإذا ما حدث أي اختلاف في بعض الرؤى السياسية، فلا يفسد للود قضية. هذا الاختلاف يمكن تداركه بآلية وحيدة وهي الحوار، وليس هناك سبيل أفضل - بل لا بديل عنها - لما يحصل بين أخ وأخ، بين جار وجار، بين قضية وأخرى". وأكد أن "أمننا الجماعي واحد. لا يمكننا الحديث عن الأمن المجزّأ. نحن نردد ونكرر ما نسمع من الإقليم: الأمن المبني على التنمية. نحن مع هذه اللافتة. عندما يُبتعد عن الأمن القائم على العتاد والذخائر والعسكرة، والجيوسياسة والسياسة، يمكن استبدال بذلك الأمن المرتكز على التنمية والاقتصاد والتجارة والثقافة والشعوب". **هذا المحتوى من صحيفة "الشرق الأوسط"


الرياض
منذ 22 دقائق
- الرياض
بمناسبة اليوم الدولي للعمل البرلمانيالبرلمان العربي يدعو للتصدي للتحديات العابرة للحدود
أكد رئيس البرلمان العربي محمد بن أحمد اليماحي أن اليوم الدولي للعمل البرلماني يمثل فرصة مهمة لتسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تضطلع به البرلمانات في تجسيد إرادة الشعوب، وصون الحقوق والحريات، وترسيخ أسس الحكم الرشيد. وقال إن الاحتفال بهذا اليوم العالمي يأتي في ظل تحديات متصاعدة تواجه المجتمعات على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يُحَتِّم على البرلمانات أن تضطلع بدورها الكامل تلبية لتطلعات الشعوب حماية مصالحها العليا، مشددًا على أن البرلمانات ليست فقط مؤسسات للتشريع، بل هي أدوات لتحقيق العدالة الاجتماعية، وضمان المساواة، وتعزيز الاستقرار. ودعا "اليماحي" بهذه المناسبة إلى توحيد الجهود وتعميق الحوار البرلماني، وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة، بما يسهم في بناء منظومة برلمانية دولية قادرة على التصدي للتحديات العابرة للحدود ودعم الاستقرار الإقليمي والدولي، مشددًا على أن التحديات الراهنة – وعلى رأسها النزاعات المسلحة، وأزمات الأمن الغذائي والمائي، وتغير المناخ، وتفاقم موجات اللجوء والنزوح – تتطلب رؤى موحدة وجهودًا متكاملة، تُعبّر عنها إرادة برلمانية جماعية فاعلة، تستند إلى المبادئ المشتركة للعدالة، والسلام، والتنمية. وأكد رئيس البرلمان العربي على الدور المتنامي الذي يضطلع به البرلمان العربي في دعم العمل البرلماني العربي المشترك، وتعزيز آليات التنسيق والتعاون بين البرلمانات الوطنية في الدول العربية، وتمثيل صوت الشعب العربي في المحافل الإقليمية والدولية. كما شدد على ضرورة الاستثمار في تطوير القدرات البرلمانية، لاسيما من خلال تعزيز المشاركة السياسية للمرأة والشباب، واعتماد أدوات التكنولوجيا والابتكار في العمل البرلماني، بما يسهم في زيادة كفاءة الأداء التشريعي والرقابي. واختتم رئيس البرلمان العربي بيانه بالتأكيد على التزام البرلمان العربي بمواصلة جهوده في تعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية، بما يخدم قضايا الأمة العربية، ويدعم الاستقرار والتنمية في المنطقة العربية، ويعكس تطلعات الشعب العربي نحو مستقبل أكثر عدالة وازدهارًا.


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
إيران: تقرير غروسي كان أحد ذرائع الهجوم على منشآتنا
شدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، على أن على الوكالة الدولية للطاقة الذرية العمل في إطار قوانينها ومقرراتها، بعيداً عن الضغوط السياسية، وفق تعبيره. "تقرير غروسي" كما أعلن تشكيل لجنة قانونية في طهران لتقديم تقارير رسمية للجهات الدولية حول الضربات الإسرائيلية والأضرار التي ألحقتها بإيران، مؤكدا على أنها انتهاك صارخ للقوانين الدولية، بحسب قوله. واتهم بقائي تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، رافاييل غروسي، بأنه كان إحدى الذرائع للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية في 13 يونيو/حزيران، في إشارة إلى تقرير الوكالة السري الذي قال إن طهران سرّعت وتيرة إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب، بنسبة 60% القريبة من مستوى 90% المطلوب للاستخدام العسكري. وأكد أنه لا يمكن لإيران أن تضمن التعاون المعتاد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت لا يمكن فيه ضمان أمن مفتشي الوكالة بعد أيام من قصف المواقع النووية بضربات إسرائيلية وأميركية، وفقاً لوكالة "رويترز". أما عن العلاقات مع أوروبا، فكشف بقائي عن أن الاتصالات بين إيران وأوروبا مستمرة. وأضاف أنه لم يتم تحديد موعد المحادثات القادمة بعد. وقال: "تتمتع إيران بعلاقات دبلوماسية طبيعية مع الدول الأوروبية، وهي على تواصل مستمر على مختلف المستويات. وفي هذا الصدد، أجرى رئيس بلادنا الليلة الماضية محادثات مع نظيره الفرنسي.. لا تزال الاتصالات والمشاورات بين إيران والدول الأوروبية الثلاث مستمرة بشأن قضايا محددة، بما في ذلك استئناف محادثات الأسبوع الماضي". يأتي هذا بينما قدم مسؤولٌ إيراني رفيع المستوى شرطا جديدا للعودةِ إلى المباحثات النووية مع الإدارةِ الأميركية. وأكد نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، في مقابلةٍ مع بي بي سي البريطانية، استعدادَ طهران للمفاوضات مع واشنطن، شريطةَ استبعاد واشنطن فكرةَ تنفيذِ أية ضربةٍ أخرى على إيران. وقال روانجي إن إدارة ترامب أبلغت إيران عبر وسطاء أنها تريد العودة إلى المفاوضات، لكنها "لم توضح موقفها" بشأن "المسألة المهمة للغاية" المتعلقة بتنفيذ هجمات أخرى أثناء إجراء المحادثات. المواجهة الإسرائيلية الإيرانية يذكر أن المفاوضات غير المباشرة كانت أخفقت بين الولايات المتحدة وإيران بعد أن وصلت إلى جولتها السادسة، إذ أدت العملية العسكرية الإسرائيلية، التي بدأت في الساعات الأولى من صباح 13 يونيو/حزيران، إلى وقف الجولة التي كان يُفترض أن تُعقد في العاصمة العُمانية مسقط، بعد يومين من تلك العملية. وبدأت إسرائيل هجماتها على إيران، باستهداف مواقع نووية وعسكرية، بالإضافة إلى اغتيال قادة وعلماء في إيران، قائلة إن طهران تقترب من إنتاج سلاح نووي. فيما ردّت إيران بمهاجمة إسرائيل بالصواريخ، إذ استمرت المواجهات بين الطرفين اثني عشر يوماً، أسقطت خلالها الولايات المتحدة قنابل على ثلاثة مواقع نووية إيرانية: فوردو، ونطنز، وأصفهان. ولم يتضح بعد مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني بسبب الضربات الأميركية، وقال تخت روانجي إنه لا يستطيع إعطاء تقييم دقيق لتلك الضربات.