logo
الفصائل الفلسطينية في القاهرة تُعدّ حلولاً لمواجهة «ذرائع إسرائيل»

الفصائل الفلسطينية في القاهرة تُعدّ حلولاً لمواجهة «ذرائع إسرائيل»

الشرق الأوسطمنذ يوم واحد
احتضنت القاهرة اجتماعاً فصائلياً فلسطينياً بعد لقاءات بين مسؤولين مصريين وحركة «حماس»، وأخرى قطرية – إسرائيلية، إثر عودة المشاورات الأيام الماضية بشأن الأزمة في قطاع غزة، بعد أسبوعين من جمود شابها إثر انسحاب إسرائيلي - أميركي من المحادثات.
تلك اللقاءات التي تتزامن مع مطالب مصرية بضغوط دولية وأوروبية على إسرائيل لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ضمن ترتيبات للحل ومواجهة ذرائع إسرائيل، متوقعين عقد اجتماع طارئ موحد للفصائل الأيام المقبلة في مدينة العلمين المصرية؛ لتحضير بديل يواجه أي تصعيد قد يحدث في القطاع.
وعقب اجتماع في القاهرة، الخميس، أعلنت فصائل فلسطينية من بينها «حماس»، و«الجهاد»، و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، في بيان مشترك، أن «الأولوية القصوى في هذه المرحلة هي الوقف الفوري والشامل للعدوان، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية فوراً بشكلٍ آمن ودون عوائق».
وشددت الفصائل على ضرورة «التجاوب الكامل مع مبادرات ومقترحات الحل بما يحقق متطلباتنا الوطنية، بإنهاء العدوان وانسحاب قوات الاحتلال ورفع الحصار الظالم»، محملين المواقف الإسرائيلية «تعطيل الجهود والانسحاب غير المبرر من مفاوضات الدوحة، بعد أن كادت تصل لاتفاق جاد». وأكدوا رفض المخططات الإسرائيلية تجاه إعادة احتلال قطاع غزة، مشددين على أن «مواجهة المخططات الصهيونية في الضفة وغزة تتطلب بناء وحدة وطنية حقيقية وجدية».
ودعت الفصائل، وفق البيان المشترك، مصر إلى «رعاية واحتضان عقد اجتماع وطني طارئ لكافة القوى والفصائل الفلسطينية»، دون أن تعلق القاهرة أو تحدد موعداً.
دخان تصاعد في أعقاب غارة إسرائيلية على جباليا شمال قطاع غزة خلال وقت سابق (أ.ف.ب)
وسبق أن استضافت مدينة العلمين بشمال مصر في يوليو (تموز) 2023 اجتماعاً لقادة الفصائل الفلسطينية برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمشاركة 11 فصيلا بينهم «حماس».
وقال مصدر في أحد الفصائل الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن اجتماع القاهرة ناقش آليات ومقترحات لسحب ذرائع نتنياهو والإدارة الأميركية، في استمرار الحرب، ومن بينها مناقشة أفكار وجود قوات عربية ودولية ونزع سلاح المقاومة، وملف من سيحكم غزة في اليوم التالي للحرب.
وأوضح أن القاهرة تحاول الوصول لمقترح بأقل الخسائر في هذه المرحلة، ضمن ترتيبات الحل بالقطاع بإجماع فلسطيني، متوقعاً أن تستجيب القاهرة لطلب الفصائل لعقد اجتماع طارئ موحد، على أن يكون الأيام المقبلة بمشاركة حركة «فتح» بعد غيابها عن هذا الاجتماع، وذلك لإنجاز توافقات حقيقية تنهي الحرب والوصول لرؤية موحدة.
وبدأ وفد «حماس»، الأربعاء، «لقاءات ومحادثات في القاهرة تركز حول سبل وقف الحرب على القطاع، وإدخال المساعدات، وإنهاء معاناة شعبنا في غزة»، وفق ما أفاد طاهر النونو، القيادي في الحركة، في بيان آنذاك.
ومع هذا الحراك بالقاهرة، شهدت الدوحة، الخميس، زيارة خاطفة قام بها رئيس الموساد، ديفيد برنياع، بهدف إحياء محادثات وقف إطلاق النار بغزة، وفق ما ذكره مسؤولان إسرائيليان لـ«رويترز».
وكشفت القناتان «12» و«13» الإسرائيليتان أن برنياع لم يناقش مع الوسيط القطري ملف الرهائن، بل أكّد التخلي عن الصفقة الجزئية، وبحث معه جهود التوصل لصفقة شاملة، مؤكداً أنه «على الوسطاء إبلاغ (حماس) أن احتلال غزة الذي أقرّته إسرائيل قبل أسبوع أمر جديّ حال انهيار المفاوضات، وليس حرباً نفسية».
أشخاص يتفقدون أنقاض مبنى مُدمَّر إثر قصفٍ إسرائيليٍّ على مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين (أ.ف.ب)
أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، الدكتور طارق فهمي، يرى أن هذه الاجتماعات تمهيدية، وتتحرك فيها القاهرة حالياً لتقوية الجبهة الفلسطينية، ومحاولة نقل رسالة لـ«حماس» أنها ليست وحدها من تقرر مصير المشهد بالقطاع أو الأراضي الفلسطينية، خاصة مع قرب زيارة رئيس وزراء فلسطين غير الفصائلي، محمد مصطفى، للقاهرة في إطار مساعيها للانفتاح على الجميع.
ويتوقع فهمي أن تزداد التحركات المصرية للضغوط نحو توحيد الصف الفلسطيني، وسط توقعات أن تصدر السلطة الفلسطينية، الأسبوع المقبل، مرسوماً بتشكيل لجنة الـ15 لإدارة قطاع غزة كإحدى سبل مواجهة ذرائع إسرائيل في اليوم التالي، بخلاف احتمال حدوث اجتماع ثان للفصائل في العلمين برئاسة الرئيس محمود عباس.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن اجتماعات الفصائل في القاهرة خطوة مهمة في سبيل ترتيبات داخلية للتوافق على حل فلسطيني ينهي كل عراقيل إسرائيل لإنهاء الحرب، مؤكداً أن هناك خطوطاً حمراء لدى الفلسطينيين، ولكن سيتجاوبون مع دور القاهرة الكبير من أجل الوصول لحلول في إطار المعقول.
فلسطينيون يتجمعون لتسلم وجبات طعام مطبوخة من مركز توزيع أغذية في مدينة غزة (أ.ف.ب)
بينما تسعى الفصائل الفلسطينية للوصول لترتيبات للحل، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخميس، التمسك بما سمّاه 5 مبادئ لإنهاء الحرب في غزة، منها نزع سلاح حركة «حماس»، وفرض سيطرة أمنية إسرائيلية على قطاع غزة.
وغداة ذلك، طالب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، والممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، ووزير خارجية فرنسا، جان نويل بارو، بـ«مضاعفة الجهود الدولية بدعم من الاتحاد الأوروبي للضغط للتوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة»، وذلك خلال اتصالين هاتفين، وفق بيانين لـ«الخارجية المصرية».
ويتوقع فهمي أن تستمر جهود القاهرة نحو استئناف المفاوضات، والذهاب لاتفاق أو مواجهة احتمال التعثر، واحتلال إسرائيل الـ25 في المائة المتبقية في قطاع غزة، وتقديم لجنة إدارة قطاع غزة بديلاً محتملاً.
ولا يعتقد الرقب أن تكون تلك الآليات والمناقشات ذات تأثير كبير على نتنياهو، مؤكداً أنه رغم كل المحاولات قد يعمل على إجهاضها كعادته، في حال لم يكن هناك ضغط أميركي حقيقي وجاد عليه لإنهاء الحرب.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

550 ألفاً من سكان قطاع غزة يواجهون نقصاً حاداً في الغذاءنتنياهو يفتح الباب أمام مقترح صفقة جزئية مع حماس لإطلاق الأسرى
550 ألفاً من سكان قطاع غزة يواجهون نقصاً حاداً في الغذاءنتنياهو يفتح الباب أمام مقترح صفقة جزئية مع حماس لإطلاق الأسرى

الرياض

timeمنذ 35 دقائق

  • الرياض

550 ألفاً من سكان قطاع غزة يواجهون نقصاً حاداً في الغذاءنتنياهو يفتح الباب أمام مقترح صفقة جزئية مع حماس لإطلاق الأسرى

ارتقى عدد من الفلسطينيين وأُصيب آخرون، فجر امس، في سلسلة من مجازر ارتكبها جيش الاحتلال في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، طالت مناطق النزوح والمناطق السكنية والبنية التحتية المدنية، وسط تصعيد دموي متواصل يكشف إصرار الاحتلال على ارتكاب مزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين. في بحر غزة، استُشهد صياد، وأُصيب آخر بجراح، بعد أن فتحت زوارق الاحتلال الحربية نيرانها بشكل مباشر تجاه قوارب الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر، كما جددت الزوارق الحربية إطلاق النار باتجاه بحر مدينة خان يونس جنوبي القطاع. وفي مواصي خان يونس، ارتقى شاب مُلتحقًا بزوجته التي استشهدت في وقت سابق جراء قصف خيمتهم. كما أُعلن عن استشهاد شابة متأثرة بجراحها نتيجة قصف طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في مواصي بلدة القرارة شمالي مدينة خان يونس، وأسفر الاستهداف ذاته عن أربع إصابات أخرى في شارع الحية بمواصي البلدة. وفي سياق متصل، ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة في مخيم البريج وسط قطاع غزة، حيث استُشهد ستة فلسطينيين من عائلة واحدة، بينهم أربعة أطفال، إثر قصف استهدف منزلًا في المخيم. أعقب ذلك سلسلة غارات شنّتها طائرات الاحتلال على المخيم، بالتزامن مع قصف مدفعي طال شماله. كما استهدف جيش الاحتلال بعد منتصف الليل عددًا من المنازل في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، مستخدمًا المتفجرات في عمليات نسف متعمد، ما تسبب في دمار واسع. وواصلت الآليات العسكرية إطلاق النار بكثافة تجاه المناطق الشرقية للحي، وسط قصف مدفعي استهدف محيط المجمع الإسلامي جنوب شرقي المدينة، وامتد ليطال حيّ الصبرة جنوبي المدينة. في حيّ الرمال غرب مدينة غزة، ارتقى ثلاثة شهداء في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين، فيما سقطت طائرة استطلاع تابعة لجيش الاحتلال في أجواء الحي ذاته. وفي المجازر المتواصلة بحق النازحين، استُشهد سبعة فلسطينيين وأُصيب آخرون بجراح متفاوتة، جراء قصف استهدف خيمة بالقرب من مدرسة الماجدة وسيلة غربي مدينة غزة. وأُعلن لاحقًا عن استشهاد الطفلة التي كانت الناجية الوحيدة من مجزرة ارتُكبت بحق عائلتها، ليرتفع عدد الشهداء في هذا القصف إلى ستة من نفس العائلة. وفي منطقة زكيم شمال غرب قطاع غزة، استُشهد ستة فلسطينيين وأُصيب 26 آخرون، إثر إطلاق قوات الاحتلال الرصاص صوب الفلسطينيين الذين كانوا بانتظار المساعدات الإنسانية. كما أُعلن عن استشهاد مدير أوقاف شمال غزة، متأثرًا بإصابته التي تعرّض لها جراء قصف نفذته طائرات الاحتلال في حي الدرج بمدينة غزة. سياسيًا، على صلة بالجهود الدبلوماسية في مسألة وقف إطلاق النار في غزة، نقلت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11"، الليلة الماضية، أن "الفريق المفاوض الإسرائيلي يعتقد أنه يجب قبول فرصة صفقة جزئية تؤدي إلى الإفراج عن عدد كبير من الأسرى في غزة، في حال طرحت على طاولة المفاوضات غير المباشرة مع حماس". إلى ذلك، وعلى الرغم من تصريحاته، ذكرت تقارير إسرائيلية، أن مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، "لا يستبعد قبول مقترح لصفقة جزئية" إذا عُرضت وكانت "تلبي مطالب إسرائيل". صفقة جزئية وذكر مسؤولون إسرائيليون مشاركون في المفاوضات، أن "الوسطاء يحاولون تسريع المفاوضات بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى صفقة بأسرع وقت ممكن"، فيما أشاروا إلى أنه بناء على التقدم الحاصل حتى الآن، فإن الأمر سيستغرق وقتا. ونقلت "كان 11" عن مسؤول رفيع في الكابينيت، إن "المقترحات الحالية لصفقة شاملة مبنية على مراحل"، مضيفا أن "الفرق بينها وبين الصفقة الجزئية هو دلالي فقط". وكانت قد أوردت بالأمس، أن الدول الوسيطة تحاول الدفع نحو التوصل إلى صفقة قريبا، بهدف منع العملية العسكرية واحتلال مدينة غزة. وعلى الرغم من تصريحاته، لا يستبعد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قبول مقترح لصفقة جزئية إذا عرضت وكانت "تلبي مطالب إسرائيل". وفي السياق، تظاهر أسرى إسرائيليون ممن أفرج عنهم من غزة وعائلات أسرى محتجزين في القطاع، الليلة الماضية قبالة منزل وزير الأمن، يسرائيل كاتس، في "كفار أحيم" جنوبي البلاد. وقال الأسرى المفرج عنهم وعائلات المحتجزين في غزة "نحن هنا لنقول لجميع المختطفين: نحن نقاتل من أجلكم، شعب إسرائيل يقف هنا معا، لن نستسلم". وطالبوا حكومة نتنياهو وكاتس بالانضمام إليهم، والتوصل إلى صفقة شاملة تؤدي إلى الإفراج عن الأسرى دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب على غزة. احتلال غزة أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لتسريع العملية الرامية لاحتلال مدينة غزة وفق توجيهات القيادة السياسية، كما أعلن جيش الاحتلال الدفع بتعزيزات إلى حي الزيتون. وأكدت أن قادة الجيش سيعقدون اجتماعا بقيادة المنطقة الجنوبية بشأن العمليات العسكرية الجارية في غزة. وذكرت أن رئيس الأركان إيال زامير سيصل اليوم الأحد لقيادة المنطقة الجنوبية للتصديق على خطط احتلال مدينة غزة. ونقلت عن الجيش الإسرائيلي أن خطط احتلال مدينة غزة تتضمن محاولات لتقليص احتمالات تعريض المخطوفين (الأسرى الإسرائيليين في غزة) للخطر. كما نقلت عنه تأكيده أن طريقة احتلال مدينة غزة ستحدد حجم القوات التي سيتم استدعاؤها، وأن الجيش سيحاول قدر المستطاع تقليص استدعاء جنود الاحتياط للمشاركة في العملية. تحركات وتعزيزات عسكرية من جهة أخرى، يشهد حي الزيتون تعزيزات عسكرية إسرائيلية قبيل التصديق الحكومي على خطة احتلال مدينة غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات الناحال واللواء 7 باشرا تحت قيادة الفرقة 99 العمل خلال الأيام الأخيرة بمنطقة الزيتون على أطراف مدينة غزة، وتواصل القصف الكثيف على أحياء مدينة غزة، وخاصة الأحياء الشرقية والجنوبية منها. وبث الجيش الإسرائيلي صورا قال إنها لعمل قواته التي تسعى لكشف العبوات الناسفة وتدمير البنية التحتية العسكرية فوق الأرض وتحتها. وأجبر الجيش الإسرائيلي الآلاف من سكان حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة على النزوح. اعتقالات بالضفة شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي،أمس، حملات اقتحام واعتقال واسعة في عدة مدن وبلدات بالضفة الغربية. ففي نابلس، اقتحمت القوات مخيم العين غرب المدينة، فيما شنّت حملة دهم واعتقال في بلدات عوا وبني نعيم في الخليل، وبلدة حبلة جنوب قلقيلية، ومخيم الجلزون شمال رام الله. كما اقتحمت قوات الاحتلال منطقة الظهر في بيت أمر جنوب الخليل، ودهمت منازل المواطنين وأطلقت الرصاص الحي تجاههم، بالإضافة إلى بلدة كفردان غرب جنين، حيث نفذت حملة مداهمات واعتقالات طالت عددًا من السكان. وتأتي هذه الحملات ضمن استمرار سياسات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، مع تصاعد عمليات الاقتحام والاعتقال في مختلف المناطق. اعتداء خطير قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتجميد الحسابات البنكية لكنيسة الروم الأرثوذكس في القدس بتعليمات من الوزير المتطرف سموتريتش، هو اعتداء خطير يضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تستهدف المقدسات المسيحية والإسلامية في المدينة المحتلة. وأكد فتوح في بيان صدر عنه، امس، أن الاحتلال يواصل سياسة ممنهجة تقوم على فرض ضرائب باهظة وغير قانونية على ممتلكات الكنائس والمساجد والاعتداء على رجال الدين ومنعهم من ممارسة مهامهم الدينية والإنسانية، واضطهاد المؤمنين من المسيحيين والمسلمين، إضافة إلى حرق الكنائس والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك، في خرق واضح لحرية العبادة المكفولة بموجب المواثيق والاتفاقيات الدولية. وأضاف أن هذه الممارسات العدوانية العنصرية تمثل محاولة لطمس الهوية الدينية والتاريخية والثقافية والعلاقات الإنسانية الروحانية بين الديانات، وتحويلها إلى مدينة خاضعة لهيمنة استعمارية عنصرية، وهو ما يشكل انتهاكا صارخا لاتفاقيات دولية وقرارات مجلس الأمن الدولي والقانون الدولي الإنساني. وطالب فتوح المجتمع الدولي، بما فيه مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، والفاتيكان، بالتدخل الفوري لوقف هذه الجرائم ومحاسبة سلطات الاحتلال، وضمان توفير الحماية الدولية العاجلة للأماكن المقدسة في فلسطين باعتبارها إرثا إنسانيا وحضاريا عالميا لا يجوز المساس به. من جهتها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، هذا القرار الاسرائيلي. واعتبرت في بيان صدر عنها أمس، أن هذا القرار يندرج في إطار استهداف الاحتلال للمقدسات الفلسطينية عامة، والمقدسات المسيحية والمؤسسات والممتلكات التابعة لها، وللوجود المسيحي الأصيل في فلسطين، وكجزء من حرب الاحتلال المفتوحة على الشعب الفلسطيني لتصفية قضيته العادلة وحقوقه المشروعة بما في ذلك تصفية الوجود المسيحي. وطالبت الوزارة، الدول والمجتمع الدولي والعالمين المسيحي والإسلامي، بالتحرك الجاد لحماية الحضور المسيحي في فلسطين بأشكاله كافة، واتخاذ إجراءات فاعلة لحماية شعبنا والوجود المسيحي من تغول الاحتلال وجرائم الإبادة والتهجير والضم والتصفية. السكان يواجهون نقص بالغذاء قال المدير العام لجمعية العودة الصحية بغزة رأفت المجدولاي إن نحو 550 ألفًا من سكان القطاع يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء. ووصف المجدلاوي في تصريح صحفي أمس، أوضاع المستشفيات كارثية، بسبب نقص حاد بجميع المستلزمات الطبية. ومنذ 2 مارس الماضي، تغلق "إسرائيل" جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، والسماح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين. ومؤخرًا، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن "ثلث سكان غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام"، واصفًا الوضع الإنساني في القطاع بـ"غير المسبوق في مستويات الجوع واليأس". تأمين المُساعدات دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الوقف الفوري للهجمات على الذين يؤمّنون المساعدات، محذراً من أن الهجمات الإسرائيلية ساهمت بشكل كبير في تفشي المجاعة بين المدنيين في غزة. ودعا المكتب في بيان له،أمس، (إسرائيل) للامتثال لالتزاماتها الدولية لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. وأكد أن الهجمات الإسرائيلية على الذين يؤمّنون قوافل المساعدات استهدافٌ متعمد ومتكرر، كما وفاقمت الفوضى وزادت حدة المجاعة. ووفقاً لتوثيقات المكتب، استشهد ما لايقل عن 1769 شخصا من طالبي المساعدات منذ 27 مايو الماضي. وشدد المكتب على أنه يجب التحقيق في كل هذه الجرائم بشكل عاجل ومستقل ومحاسبة المسؤولين عنها. وكان خبراء الأمم المتحدة قد دعوا مؤخرا إلى تفكيك "مؤسسة غزة الإنسانية" فورا، وهي الجهة التي تقود المشروع الأميركي الإسرائيلي للسيطرة على توزيع الغذاء في القطاع المحاصر بدلا من المنظمات الدولية التي دانت هذا المشروع ووصفته بأنه مصيدة لقتل المدنيين وأداة لهندسة التجويع وتهجير السكان وإذلالهم. تدمير حي الزيتون قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم منذ ستة أيام بتسوية حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة بالأرض، مدمّرة نحو 400 منزل عبر تفجيرها بروبوتات مفخخة وقصفها بالطائرات الحربية. وأوضح المرصد في بيان له أمس، أن هذا يأتي ضمن هجوم عسكري واسع النطاق يستهدف تدمير محافظة غزة على غرار ما جرى في محافظات رفح، وخان يونس، وشمالي القطاع، والقضاء على سكانها وتهجير من ينجو منهم قسرًا، في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد الفلسطينيين في القطاع. وأضاف أنّ الهجوم العسكري على حي الزيتون، الذي بدأ في 11 أغسطس الجاري، يأتي في إطار خطة معلنة من "إسرائيل" لفرض سيطرتها الكاملة وغير القانونية على مدينة غزة، وتهجير سكانها مع النازحين إليها من شمالي القطاع، والذين يقدَّر عددهم بنحو مليون نسمة، إلى مناطق معزولة ومحدودة المساحة جنوبي القطاع. وأشار إلى أنّ قوات الاحتلال تستخدم طائرات مسيّرة من نوع "كوادكوبتر" لحصار المربعات السكنية في حي الزيتون وإجبار السكان على المغادرة تحت تهديد السلاح، فيما تتقدّم آلياتها العسكرية تحت غطاء ناري كثيف وتتمركز خلف شارع 8 وقرب مفترق "دُولة" وأرض "البرعصي" و"عليين"، منبها إلى أن ذلك دفع أكثر من 90 ألف مواطن يقطنون الحي على النزوح منه تحت القصف المكثف. وبيّن أن فريقه الميداني، وثق استهداف قوات الاحتلال منازل عائلات "لبد"، "العايدي"، "دادر"، و"ارحيم"، ما أسفر عن استشهاد 9 مواطنين من عائلة "ارحيم". ووثق شنّ الطائرات الحربية غارات على منازل في محيط مسجد "بلال بن رباح"، شملت منازل عائلات "دلول" و"النعسان" ومقر شركة "السكسك"، إضافة إلى عمارات "كحيل" و"شهد" و"صيام"، وقصفت منزلًا لعائلة "الحصري" قرب مسجد "الفاروق"، ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين. وأفاد بأنّ قوات الاحتلال فجّرت عشرات المنازل في شارع 8 وبداية منطقة "حسن البنا"، واستهدفت خيام نازحين من عائلة "حنيدق"، ما أسفر عن استشهاد 7 مواطنين.

مأزق الفلسطينيين بين إسرائيلين الكبرى والصغرى!
مأزق الفلسطينيين بين إسرائيلين الكبرى والصغرى!

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

مأزق الفلسطينيين بين إسرائيلين الكبرى والصغرى!

لا يمكن فصل كلام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن اعتقاده أنه في "مهمة تاريخية وروحية من أجل الشعب اليهودي، مرتبطة بإسرائيل الكبرى"، عن الخيارات التي تنتهجها إسرائيل في حرب الإبادة الوحشية التي تشنّها منذ قرابة عامين في غزة، والتي تهدف إلى جعل القطاع منطقة غير صالحة للعيش للفلسطينيين، وطاردة لهم، مع سعيها إلى تقويض خيار الدولة الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1967، تحت شعار لا "حماستان" ولا "فتحستان" لا في غزة ولا في الضفة، ما يفضي إلى إخراج الفلسطينيين من المعادلات السياسية في ما تعتبره "إسرائيل الصغرى". ففي الجانب الأول، تعمل حكومة نتنياهو على تمرير أجندتها في المنطقة من خلال فرض مناطق واسعة منزوعة السلاح، تصل في لبنان إلى حدود نهر الأولي، جنوب بيروت (وليس فقط الليطاني)، في حين تصل إلى حدود محافظة دمشق، ما يشمل محافظات الجنوب (القنيطرة ودرعا والسويداء)، إضافة إلى محاولاتها التدخل في تلك الدول، تحت ذريعة حماية الأقليات (طائفية أو اثنية). من البديهي أن هذا المسار من شأنه جعل إسرائيل تتموضع بصفتها الدولة الإقليمية المهيمنة في منطقة المشرق العربي، وهذا هو المعنى المتعين لـ"إسرائيل الكبرى"، التي تحدث عنها نتنياهو، والذي يظن أنه بمثابة مبعوث رباني من أجل تحقيقها، علماً أن "إسرائيل الكبرى" في العقيدة الصهيونية، تشمل فلسطين، من النهر إلى البحر، مع الأردن وأجزاء من سوريا ولبنان والعراق ومصر. أما في الجانب الثاني، فإن حكومة نتنياهو باتت تفصح عن موقفها في شأن اعتزامها إعادة احتلال قطاع غزة، أو إبقاء السيطرة الإسرائيلية الأمنية والإدارية عليه، ما يفسر تمسكها بفكرة أن لا انسحاب كاملاً من قطاع غزة في المداولات التفاوضية، مع سعيها إلى فصل قطاع غزة نهائياً عن الضفة، وعن أي شكل للكيانية السياسية الفلسطينية. ويأتي في هذا الإطار، أيضاً، إصرار إسرائيل على الاستمرار في البطش بالفلسطينيين، وتجويعهم، لدفع أكبر عدد منهم إلى مغادرة القطاع بشتى السبل، بالوسائل العسكرية المباشرة، كما بالوسائل القسرية غير المباشرة، ومن ضمنها التجويع. وكما شهدنا، فإن حكومة نتنياهو باتت تطرح علناً خمسة مبادئ أساسية تلخص ما تريده من حربها في غزة وهي: نزع سلاح "حماس"، واستعادة الأسرى الإسرائيليين (أحياء أو جثامين)، وفرض سيطرة أمنية إسرائيلية على القطاع، وإقامة إدارة مدنية بديلة لا تضم "حماس" ولا السلطة الفلسطينية، مع ضمان استمرار الأمن عبر وجود عسكري إسرائيلي دائم. في مقابل ذلك، أي في مقابل محاولة إسرائيل فرض جبروتها في دول المشرق العربي، وسعيها لاحتلال قطاع غزة، وتقطيع أوصاله، وفصله عن الضفة، وتحويله إلى منطقة غير صالحة لعيش الفلسطينيين، وطاردة لهم، لا يبدو أن الحركة الوطنية الفلسطينية لديها من الخيارات، أو الخطط، التي من شأنها تفويت الأهداف الإسرائيلية، أو التقليل من مخاطرها على الفلسطينيين، وحقوقهم الوطنية المشروعة. ثمة حتى الآن حالة ضياع لحركة "حماس"، أو فجوة كبيرة، بين قدراتها وطموحاتها، وبين شعاراتها وإمكاناتها، بين أوهامها وواقعها، وبالتحديد، بين ما كانت تطرحه لدى قيامها بعملية "طوفان الأقصى" (أواخر 2023) من مطالب وأهداف وطموحات، وبين ما تطرحه اليوم الذي بات يقتصر على البعد الإنساني، وعلى وقف إسرائيل الحرب وانسحاب جيشها مع بعض المناطق في غزة. على صعيد القيادة الفلسطينية الرسمية، وهي قيادة المنظمة والسلطة و"فتح"، فإن شكل استجابتها، أو ردة فعلها، على النكبة الفلسطينية الجديدة تتمثل فقط باتجاهين، إعلان التوجه نحو تنظيم انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، وهي قفزة غير متوقعة، في هذه الظروف، في الهواء، خصوصاً بعد الغاء انتخابات المجلس التشريعي (2021)، علماً أن من المشكوك فيه إنفاذ هذه العملية، مع الأخذ في الاعتبار "تكلس" المنظمة، وشيخوختها، وحال التهميش التي تعيشها منذ إقامة السلطة. أما الاتجاه الآخر، فيتمثل بإمكان الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية، من طرف واحد، لمواكبة جملة الاعترافات الدولية الجديدة بدولة فلسطين، في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة (أيلول/سبتمبر المقبل). المشكلة أن الاتجاهين المذكورين، على أهميتهما، لا يوجد في واقع الكيانات السياسية الفلسطينية، ما يسندهما، أو ما يسمح بالاستثمار فيهما، في ظل ضعفها وتراجع أهليتها وانحسار شعبيتها، وفي ظل الخلافات الفلسطينية، خصوصاً في ظروف الفلسطينيين الصعبة في الداخل وفي الخارج، إذ إن نجاح أي خطوة أو مبادرة فلسطينية يتطلب مراجعة جدية ونقدية شاملة لبنى عمل الحركة الوطنية الفلسطينية وخطاباتها وأشكالها، فهذا أحوج ما تكون إليه، لتجديد حياتها، وتفعيل قدراتها.

صَلبُ غزة
صَلبُ غزة

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

صَلبُ غزة

عند تأملنا في الدمار الذي حلّ بغزة اليوم ومعاناة أهلها، لا يسعنا إلا أن نعود بالذاكرة إلى شعب آخر تعرّض للاضطهاد في المنطقة نفسها قبل آلاف السنين على يد الرومان، وكان أحدهم قد سُمِّر على صليب فقط لأنه كان يسعى للسلام والتفاهم. واليوم، يعاني شعب غزة، الذي ذاق بالفعل من ويلات اللا إنسانية أكثر مما يحتمل، من صلبٍ على نطاق أوسع بكثير. عشرات الآلاف من الأبرياء قُتلوا، وأرض بأكملها، بمنازلها ومستشفياتها وطرقاتها، تحولت إلى أنقاض، وشعب يائس يتضور جوعاً في العراء. ولا يسعنا إلا أن نتذكر كيف أن الرومان، الذين دفنوا عظمتهم في الجنون والكراهية والاضطهاد، بدأوا شيئاً فشيئاً في تقويض إمبراطوريتهم من الداخل. هناك طريقة مباشرة يبدو فيها التاريخ كأنه يعيد نفسه، كشعب ينهض من أعماق القمع والإبادة الجماعية، ساعياً إلى بناء دولة تقوم على الكرامة والديمقراطية والأمل، ويقع في فخ التطرف والكراهية والغضب نفسه تجاه شعب مضطهد كان يستهدفه ذات يوم. إن مأساة هذا الحدث لا يمكن المبالغة في وصفها، ليس فقط بالنسبة إلى شعب غزة وكل الشعب الفلسطيني، بل أيضاً للشعب الإسرائيلي الذي كان يسعى لبناء نموذج يُحتذى به من خلال تجسيد التسامح والتفاهم والاحترام. غير أن اندفاعهم نحو العنف أجّج مشاعر شعوب محبة للسلام في أنحاء العالم، والتي لم تعد تشكك في هوية المعتدي. إن العنف والكراهية اللذين تمارسهما إسرائيل بحق غزة والشعب الفلسطيني يقوّضان بالفعل أسس دولة مبنية على قيم إنسانية عالمية. العالم لم يعد منخدعاً. يمثل الشرق الأوسط شيئاً خاصاً جداً للإنسانية، فهو ليس مهد الحضارة فحسب، بل أيضاً مهد الديانات التوحيدية الثلاث العظيمة ورسلها من الله. إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (عليهم السلام) حملوا رسالة سلام وتسامح ورحمة من السماء. إن نقل هذه القيم إلى العالم هو مهمة وواجب يقع على عاتق منطقتنا وشعوبها. ونحن نرد على هذه الأعمال من الكراهية والعنف بمد يد السلام. وإذا أراد الإسرائيليون أن يكونوا جيراناً لنا بحق، فعليهم أن يأخذوا بيدنا، وأن يكرموا معنا رسالة أنبيائنا. قبل ألفَي عام، لم تُبث عملية صلب رسول سلام على الهواء مباشرةً عبر التلفزيون أو وسائل التواصل الاجتماعي كما يحدث اليوم مع صَلب أهل غزة. ولحُسن الحظ، فإن أولئك الذين في الغرب، وبخاصة في الولايات المتحدة، الذين ظلوا حتى وقت قريب غافلين عن معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عقود، أصبحوا اليوم على دراية تامة بحجم التجاهل واللا إنسانية التي يعاملهم بها الإسرائيليون. الناس يتضورون جوعاً ويموتون أمام أعيننا، ضحايا وحشية بلا حدود لنظام يرتكب جرائم ضد الإنسانية يومياً. علينا جميعاً أن نتذكر التاريخ ونفهم أن اضطهاد الشعوب التي تسعى فقط إلى عيش حياة كريمة وسلمية لا يؤدي إلى فساد هذه الشعوب، بل إلى فساد مضطهديها. إن رؤية طفل واحد فقط، ناهيك بعشرات الآلاف من الأطفال، يفقدون حياتهم، أو أطرافهم، أو يصبحون أيتاماً، أمر لا يمكن لأي شخص أن يتحمله. العالم يقول «كفى» ويدعونا جميعاً لأن نستيقظ قبل أن يُصلب السلام نفسه وسط هذه الفاجعة القاتلة. قد حمل أنبياء الشرق الأوسط دائماً رسالة سلام وكرامة، وبخاصة للأشد فقراً وضعفاً بيننا. فلنذكّر جميعاً من يرتكبون أو يبررون أو حتى من يقفون فقط متفرجين على مثل هذا العدوان أن العالم يكافئ من يتعاملون بالكرامة والاحترام، لا من يتعاملون بالموت والدمار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store