
ريتيجي.. وريث الرياضيين.. شبيه باتيستوتا وسلاح القادسية
في تلك الأيام، حملت السفن آلاف الإيطاليين عبر المحيط الأطلسي، هاربين من وطأة الفقر، باحثين عن حياة أفضل على ضفاف ريو دي لا بلاتا في الأرجنتين.
في أحياء بوينس آيرس النابضة بالحياة، حيث تتداخل الألوان والموسيقى والعواطف، امتزجت الروح الإيطالية بالهوية الأرجنتينية، مكونة نسيجًا إنسانيًا فريدًا، حمل في طياته شغف كرة القدم، العشق الذي لا ينطفئ.
ريتيجي، ابن هذا المزيج الثقافي، وُلد في الأرجنتين، في قلب مدينة سان فيرناندو، على مقربة من ملعبي ريفر بليت وبوكا جونيورز،
نشأ ماتيو وهو يتنفس أجواء هذه المنافسة العريقة، حيث تعلم أن الكرة ليست مجرد لعبة، بل هي لغة الحياة، طريقة للتعبير عن الذات، ووسيلة لتحقيق الأحلام، لكنه، في الوقت ذاته، كان يحمل في دمه إرثًا إيطاليًا قديمًا، جذورًا لم تنقطع رغم المسافات والأجيال، جذورًا كانت تنتظر لحظة العودة.
في جنوى، خطف الأضواء بفضل سرعته، ذكائه داخل منطقة الجزاء، وحاسته التهديفية العالية، أصبح ريتيجي سريعًا حديث الزمان والمكان.
كان يتحرك كالصياد، يتربص بالفرص، وينهي الهجمات بدقة قاتلة، ما جعل المدرب روبرتو مانشيني يلتفت إليه.
في مارس 2023، جاءت اللحظة التاريخية عندما ارتدى ريتيجي قميص المنتخب الإيطالي للمرة الأولى.
لم يكن الموقف عاديًا، فقد لعب مباراته الأولى أمام إنجلترا في ملعب دييجو أرماندو مارادونا في نابولي، وسجّل ريتيجي هدفًا في تلك المواجهة، معلنًا عن وصوله إلى الساحة الدولية بقوة.
مانشيني، الذي لا يُعرف بالمبالغة في المديح، لم يستطع إخفاء إعجابه، وقال: «ريتيجي يذكرني بجابرييل باتيستوتا في بداياته، لديه هذا الجوع للأهداف والقدرة على حسم المباريات». المقارنة بـ«باتيجول»، أسطورة الأرجنتين وفيورنتينا، لم تكن مجرد كلام عابر، بل شهادة على موهبة استثنائية.
بعد موسم مميز مع جنوى، حيث سجل أهدافًا حاسمة وأظهر قدرات استثنائية، لفت ريتيجي أنظار أندية الكالتشيو الكبرى.
كان الانتقال إلى أتالانتا، النادي المعروف بتطوير المهاجمين وصقلهم، الخطوة المنطقية التالية في مسيرته.
تحت قيادة المدرب جان بييرو جاسبريني، الذي يُعرف بنظامه التكتيكي الصارم وأسلوبه الهجومي المتوازن، وجد ريتيجي البيئة المثالية ليُظهر كامل إمكاناته.
في أتالانتا، تحوّل ريتيجي إلى ماكينة أهداف لا تتوقف، كان يتحرك بذكاء داخل منطقة الجزاء، يستغل المساحات الضيقة، ويُنهي الهجمات بضربات رأسية أو تسديدات دقيقة.
في موسم 2024-2025، بلغت موهبته ذروتها، حيث توّج بلقب هداف الدوري الإيطالي، محققًا رقمًا قياسيًا من الأهداف، ومحولًا مباريات معقدة إلى انتصارات بفضل لمسته النهائية.
لم يعد ريتيجي مجرد وعد كروي، بل أصبح واحدًا من أفضل المهاجمين في إيطاليا، قادرًا على مواجهة أقوى المدافعين في ملاعب السان سيرو، الأولمبيكو، ويوفنتوس ستاديوم.
قصة ماتيو ريتيجي لا تكتمل دون الحديث عن إرث عائلته الرياضي العريق. والده، كارلوس ريتيجي، كان نجمًا في رياضة الهوكي على العشب، حيث مثل الأرجنتين في ثلاث دورات أولمبية، أما شقيقته ميكايلا، فقد سارت على خطى والدها، وحققت إنجازًا مميزًا بحصولها على الميدالية الفضية في هوكي العشب مع منتخب الأرجنتين في أولمبياد طوكيو 2020.
اليوم، يخوض ماتيو ريتيجي مغامرة جديدة، مغادرًا الملاعب الإيطالية ليحط الرحال في السعودية، حيث انضم إلى القادسية.
هذا الانتقال ليس مجرد خطوة مهنية، بل هو فصل جديد في قصة رجل يحمل معه إرثًا طويلًا من الشغف والتحدي.
من شوارع لا بوكا النابضة بالحياة في بوينس آيرس، إلى جنوى التاريخية، والآن في الخبر، يحمل ريتيجي معه خبرته التهديفية، ذكاءه الكروي، وروحًا لا تعرف الاستسلام.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

صحيفة سبق
منذ 5 ساعات
- صحيفة سبق
القادسية يبدأ المرحلة الثانية من الإعداد في إسبانيا بانضمام الوافدين الجدد آل سالم وسنيور
استهل الفريق الأول لكرة القدم بنادي القادسية المرحلة الثانية من برنامج الإعداد التحضيري للموسم الرياضي الجديد، وذلك ضمن معسكره الخارجي المقام حاليًا في إسبانيا. ويهدف المعسكر إلى رفع الجاهزية البدنية والفنية للاعبين، وتعزيز الانسجام بينهم قبل انطلاق المنافسات الرسمية. وشهدت تدريبات الفريق انضمام الوافدين الجدد عبدالله آل سالم ومشاري سنيور، حيث شاركا مباشرة في الحصص التدريبية تحت إشراف الجهاز الفني بقيادة المدرب الإسباني ميشيل. ومن المنتظر أن يخوض الفريق عدة مباريات ودية أمام فرق أوروبية خلال فترة المعسكر، بهدف الوقوف على جاهزية اللاعبين، وتجربة الخطط الفنية قبل العودة إلى المملكة. ويفتتح القادسية مبارياته الودية بمواجهة فريق ليفانتي الإسباني في الـ 31 من يوليو الجاري. وأكدت إدارة النادي حرصها على توفير كل متطلبات النجاح للمعسكر، مشددة على أن المرحلة المقبلة تتطلب تضافر الجهود لتحقيق تطلعات الجماهير القدساوية في الموسم الجديد.


الرياضية
منذ 6 ساعات
- الرياضية
السالم وسنيور يلتحقان بتدريبات القادسية
التحق عبد الله السالم مهاجم فريق القادسية الأول لكرة القدم وزميله مشاري سنيور حارس المرمى بالتدريبات الأحد في المعسكر الجاري بإسبانيا استعدادًا للموسم الرياضي الجديد. وحظي اللاعبان باستقبال خاص من زملائهما، إذ نظموا لهما ممرًا ترحيبيًا لحظة نزولهما إلى أرضية الملعب لخوض تدريبهما الأول بالقميص القدساوي، حسبما كشفه النادي عبر حسابه الرسمي في منصة «إكس». وانضم السالم «32 عامًا» وسنيور «23 عامًا» إلى صفوف القادسية خلال فترة الانتقالات الصيفية قادمين من الخليج والرائد تواليًا. ودشن الفريق القدساوي في إسبانيا المرحلة الثانية من المعسكر الخارجي تحت قيادة مدربه الإسباني ميشيل جونزاليس بعد ختام برنامجه التحضيري في هولندا، وتليها مرحلة ثالثة وأخيرة في إنجلترا. ويخوض الفريق الشرقي ثلاث مواجهات تجريبية في إسبانيا وإنجلترا أمام ليفانتي، وإشبيلية ونوتنجهام فورست. ويستهل القادسية الموسم الجديد بمواجهة الأهلي في هونج كونج 19 أغسطس المقبل ضمن الدور نصف النهائي من كأس السوبر السعودي، بينما تجمع المواجهة الأخرى بين الاتحاد والنصر.


حضرموت نت
منذ 12 ساعات
- حضرموت نت
يوفنتوس يضغط لاستعادة كولو مواني.. وعقبة وحيدة
يبدو أن نادي يوفنتوس الإيطالي بات قريبًا من حسم صفقة المهاجم الفرنسي راندال كولو مواني، بعد أن رفض اللاعب عروضًا أخرى مفضّلًا العودة إلى الكالتشيو من بوابة البيانكونيري. وبحسب تقارير صحفية فرنسية وإيطالية، فإن إدارة يوفنتوس بقيادة كومولي تتحرك بسرعة لمحاولة ضمان توقيع كولو مواني قبل حسم ملف دوسان فلاهوفيتش، الذي ما زال مستقبله غامضًا وسط تلميحات بالرحيل، خاصة بعد أن أُشير إلى إعجابه بمنشور للنجم البرتغالي رافاييل لياو على 'إنستجرام'، قبل أن يقوم بحذفه لاحقًا. باريس سان جيرمان يفتح الباب رغم تمسك باريس سان جيرمان سابقًا بالحصول على 50 مليون يورو نظير بيع اللاعب البالغ من العمر 25 عامًا، إلا أن النادي الباريسي بات منفتحًا الآن على صيغة جديدة للصفقة، تقضي بإعارة اللاعب مع إلزامية الشراء في نهاية الموسم. ويُعد هذا التحول في الموقف فرصة ذهبية ليوفنتوس، الذي يبحث عن حلول هجومية مناسبة ضمن ميزانيته، في ظل صعوبات بيعه لفلاهوفيتش أو التوصل إلى عرض مرضٍ لضمه. الخطة البديلة والأسماء الأخرى في حال فشل التعاقد مع كولو مواني، يملك يوفنتوس اسمًا بديلًا على الطاولة، هو الأوروغوياني داروين نونيز، مهاجم ليفربول، والذي تتابع إدارة النادي وضعه رغم صعوبة خروجه من 'أنفيلد' هذا الصيف. وفي سياق موازٍ، بدأت الإدارة الإيطالية رسم ملامح مشروعها الفني للموسم الجديد، حيث تضع اللاعب الشاب ليوني ضمن خططها طويلة المدى، بينما يتصدر هييولماند قائمة المرشحين لتعويض الرحيل المحتمل للبرازيلي دوغلاس لويز. عودة مرتقبة ومشروع جديد عودة كولو مواني إلى الدوري الإيطالي قد تُعيد إحياء أسلوب الهجوم السريع الذي يبحث عنه يوفنتوس في مشروعه الجديد تحت قيادة الإدارة الفنية القادمة، وتمنح الجماهير أملًا في استعادة هوية الفريق الهجومية القوية التي افتقدها في المواسم الأخيرة.