
الشعب الإيراني بين مطرقة الاستبداد وسندان المؤامرة الغربية
تعاني إيران من مشكلات متعددة أبرزها القمع السياسي، وتقييد الحريات، والفساد، والانهيار الاقتصادي الناجم عن الفساد السياسي والإداري.. والعقوبات الدولية التي لم تؤثر سوى على عامة الشعب؛ كل هذه الأزمات دفعت الشعب الإيراني إلى الخروج مرارًا في احتجاجات سلمية مثلما حدث في انتفاضة 2019 وانتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" عام 2022، والتي كانت نقطة تحول في وعي المجتمع الإيراني وتطلعاته، وعلى الرغم من القبضة الأمنية القمعية الضارية للنظام فإن الواقع يشير إلى أن استمرار الوضع الراهن لم يعد قابلًا للاستدامة، وأن هناك سيناريوهات عدة لمستقبل إيران بعضها اجترار داخلي اعتاد عليه الملالي في خداع المواطن.. وأبرز تلك السيناريوهات: التحول التدريجي إذ يمكن أن يضطر النظام إلى إدخال إصلاحات محدودة تحت ضغط داخلي وخارجي في إطار ما يسمونه بالتيار الإصلاحي.. وهذه رؤية يباركها الغرب الاستعماري لكن الشعب الإيراني يرفضها وقد رفض الشعب في مظاهراته كلا التيارين المتطرف ووليده الإصلاحي بعد خديعة دامت عقود مُهلِكة، وغالبًا ما ستكون هذه الإصلاحات شكلية وخديعة جديدة إلى جانب سابقاتها، في أن التغيير الجذري يكون عبر ثورة شعبية وهو السيناريو الذي يزداد احتمالًا في ظل استمرار الاحتجاجات وتنامي الوعي السياسي مع وجود بديل سياسي منظم مثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق، وقد يؤدي الانهيار الداخلي للنظام نتيجة لتصدعات داخل أركانه أو انهيار اقتصادي شامل إلى فراغٍ سياسي يُملأ من قبل قوى مدنية منظمة وهو أمرٌ مستبعد ولن يتماشى معه الشعب نظرا لكون بعض هذه الأطراف صنائع للنظام نفسه.
التدخل الدولي حيث لا يُستبعد أن يكون للمجتمع الدولي دورٌ في دعم عملية الانتقال السياسي، خصوصًا وأن للدول الكبرى سياسة حازمة في دعم خيار التغيير الذي لن يكون ديمقراطيا من خلالهم وخاصة عندما يدعمون بديلا كـ ابن الشاه الطاغية المخلوع الذي لم يخضع أباه ونظامه إلى نوع من المحاكمة لإنصاف مئات الآلاف من الضحايا وذويهم، وبالتالي هم يفرضون بخيارهم هذا شريكاً للسوء وليس بديلاً مرجوا وهنا سيفرض هذا السيناريو عملية بقاء النظام الحالي على الأقل لدى شريحة معينة من شرائح النظام، وسيُمكن النظام من اللعب على عقول الناس من خلال سيناريو التغيير الغربي الذي يريد فرض ابن الشاه سلطاناً وطاغوتا جديداً أقبح من أباه..
أما من ناحية نظام الملالي الدكتاتوري فلن يتمكن من تقديم حلول فعالة مما سيؤدي إلى تزايد الاحتجاجات والاضطرابات على نطاق أوسع، وقد يتطور هذا السيناريو إلى أشكال مختلفة من عصيان مدني شامل إلى مواجهات أكثر عنفاً.. و التغيير الجذري الثوري هو السيناريو الأكثر احتمالاً وليس مستحيلاً وسيفرضه الشعب، ويشمل انهيار النظام الحالي على يد الشعب وقيام نظام جديد، ويمكن أن يحدث هذا نتيجة لانتفاضة شعبية كبرى تُسقِط النظام وتقضي على فلوله وهو أفضل الخيارات.
في ظل غياب الثقة في إمكانية إصلاح النظام من داخله، تزداد أهمية ما يُعرف بـ"الخيار الثالث"، وهو الطرح الذي قدمته السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية.. يتمثل هذا الخيار في إنهاء سياسة المهادنة والاسترضاء وإنهاء الحروب ودعم التغيير على يد الشعب والمقاومة من أجل إقامة جمهورية ديمقراطية غير نووية تقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الجنسين، واحترام حقوق الأقليات، وهي مبادئ تحظى بتأييد واسع من كافة مكونات الشعب الإيراني في الداخل والخارج.
خلاصة القول.. لن يُرسم مستقبل إيران بقرارات فوقية أو حلول وسط، بل بإرادة الشعب الذي أثبت مرارًا أنه لا يقبل الذل أو القمع.. ولا شك أن طريق التغيير طريقٌ شاق؛ لكن الإرادة الشعبية المتصاعدة، ووجود بديل ديمقراطي قادر ومنظم يجعل من التغيير الحقيقي في إيران أمرًا ممكنًا وليس مجرد حُلم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ ساعة واحدة
- الرأي
السيسي: مخطئ من يعتقد أن مصر ستغضّ الطرف عن حقوقها المائية
أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رفض مصر الكامل للإجراءات الأحادية في حوض النيل الشرقي، قائلاً «من يعتقد أنها ستغضّ الطرف عن حقوقها المائية، فهو مخطئ». وأشار السيسي، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني، في القاهرة، إلى أن ملف مياه النيل كان محل نقاش طويل بينهما، مشدداً على أهمية المياه والتنمية لدول حوض النيل، وأن «مصر لا تعارض أي تحقيق أي تنمية للشركاء والأشقاء في دول حوض النيل، لكن مشكلتها الوحيدة، ألا تؤثر هذه التنمية على حجم المياه التي تصل إليها». وأوضح أن «حجم المياه في حوض النيل الأبيض والأزرق تصل سنوياً إلى 1600 مليار متر مكعب، وجزء كبير يفقد في الغابات والمستنقعات والتبخر والمياه الجوفية، وجزء بسيط فقط هو الذي يصل إلى النيل، ومصر تتحدث فقط عن نحو 85 مليار متر مكعب حصتها هي والسودان من مياه النيل، وهو ما يمثل نحو 4 في المئة من الإجمالي». وأضاف السيسي «نريد أن نتعاون معاً من أجل تحقيق استقرار بلدنا، ومصر ليس لديها موارد أخرى من المياه ولا تسقط عليها كميات كبيرة من الأمطار، ولو تخلينا عن هذا الجزء فهذا يعني اننا نتخلي عن حياتنا، ولا نرفض الاستفادة من مياه النيل للأشقاء سواء في عملية التنمية أوالزراعة او إنتاج الكهرباء، ومصر تعول على جهود اللجنة السباعية برئاسة أوغندا للتوصل إلى توافق بين دول حوض النيل». وأوضح أن «من تسقط عنده الأمطار لا يشعر بما لا تسقط عنده الأمطار، والمصريون لديهم قلق، ولكنني مسؤول عن التنسيق مع الرؤساء الآخرين لإيجاد حل لا يؤثر على حياتهم». وشدد الرئيس المصري على أن «ملف المياه يمثل جزءاً من حملة الضغوط على مصر لتحقيق أهداف أخرى، ونحن مدركون هذا الأمر، ومصر دائماً تقف ضد التدخل في شؤون الآخرين أو الهدم والتدمير أو التأمر على أحد وتسعى للبناء والتعمير والتنمية... ونحن الأفارقة، كفانا ما عانيناه من اقتتال، وأؤكد أن وعي وصلابة المصريين هو الركيزة الأساسية لمواجهة أي تحدي أو تهديد محتمل». مذكرات تفاهم وشهد السيسي وموسيفيني التوقيع على 5 مذكرات تفاهم للتعاون، من بينها مذكرة بشأن تنفيذ مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية في إطار المبادرة المصرية للتنمية في دول حوض النيل، ومذكرة تفاهم في شأن تعزيز سبل العيش من خلال المياه من أجل الإنتاج. مؤتمر الإفتاء من جهة أخرى، انطلقت، في القاهرة، اليوم، فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، والذي تنظمه دار الإفتاء لمدة يومين تحت عنوان «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي»، وسط حضور دولي رفيع المستوى، لمفتين ووزراء وعلماء الشريعة، إلى جانب خبراء التكنولوجيا، من 70 دولة. ويتضمن المؤتمر منصة حوارية دولية لبحث التحديات التي تواجه صناعة الفتوى في ظل التحولات الرقمية وثورة الذكاء الاصطناعي، وسيتم استعراض سُبل تطوير الإفتاء بما يحقق التوازن بين ثوابت الشريعة ومقتضيات العصر.


الرأي
منذ ساعة واحدة
- الرأي
طرد نائبة من البرلمان النيوزيلندي خلال نقاش حول القضية الفلسطينية
طُلب من النائبة كلوي سواربريك، مغادرة البرلمان النيوزيلندي، اليوم، خلال نقاش محتدم حول رد فعل الحكومة بخصوص الاعتراف بدولة فلسطينية. وتمت الدعوة إلى إجراء نقاش عاجل، بعد أن أعلنت حكومة يمين الوسط الاثنين، أنها تدرس موقفها بشأن ما إذا كانت ستعترف بالدولة الفلسطينية. وقالت سواربريك، الزعيمة المشاركة لحزب الخضر، إن نيوزيلندا «تتخلف عن غيرها» و«تخرج» عن المألوف وأن عدم اتخاذ قرار هو أمر مروع، قبل أن تدعو بعض أعضاء الحكومة إلى دعم مشروع قانون «لمعاقبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ترتكبها». وكان حزبها اقترح مشروع القانون في مارس، ويحظى بدعم كل أحزاب المعارضة. وأضافت «إذا وجدنا ستة من بين 68 نائباً يمثلون الحكومة يتمتعون بالشجاعة، يمكننا أن نقف على الجانب الصحيح من التاريخ». وقال رئيس مجلس النواب جيري براونلي إن هذا التصريح «غير مقبول على الإطلاق»، وكان عليها سحبه والاعتذار. وعندما رفضت، أُمرت سواربريك بمغادرة البرلمان. وأوضح براونلي لاحقاً أن سواربريك يمكنها العودة اليوم، ولكن إذا استمرت في رفض الاعتذار فسيتم إبعادها مرة أخرى من البرلمان. وإلى جانب حزب الخضر يؤيد حزبا المعارضة العمال و«تي باتي ماوري» الاعتراف بالدولة الفلسطينية.


المدى
منذ 2 ساعات
- المدى
بوتين: التضخّم في روسيا يتراجع
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، أن التضخم في روسيا يشهد انخفاضا، مشيرا إلى أن معدل التضخم قد يتراوح بين 6 و7% بنهاية العام الجاري. وقال بوتين خلال افتتاح اجتماع حول القضايا الاقتصادية: 'أقترح اليوم مناقشة وضع الاقتصاد المحلي ككل، واتجاهاته الرئيسية، وسنناقش، بطبيعة الحال، بالتفصيل، كيفية تنفيذ الميزانية الفيدرالية لهذا العام'. وأضاف: 'يعد خفض التضخم إنجازا هاما'، مضيفا أن 'تقديرات البنك المركزي الروسي تشير إلى أن ديناميكيات أسعار المستهلكين قد تكون في حدود 6-7%، وهو أقل من التوقعات السابقة'. وتابع: 'إعداد الميزانية، كما هو الحال دائما، عمل ضخم ومنهجي ومعقد، بل ويتطلب جهدا كبيرا. إنه من الناحية المهنية، ذو طابع اقتصادي ومالي بحت، ولكنه بالتأكيد ذو طابع سياسي أيضا، إذ يجب تنسيق جميع المواقف مع البرلمان، ومع الكتل القيادية'. وقال: 'في ما يتعلق بالميزانية الفيدرالية، فإن الوضع هنا مستقر'. وأشار إلى أن الحكومة والبنك المركزي الروسي كلفا هذا العام بمهمة مشتركة تتمثل في إعادة الاقتصاد الروسي إلى مسار نمو متوازن، وهو ما يعني خفض التضخم مع الحفاظ على مستوى منخفض للبطالة.