logo
أطباء يُحذرون من مفاهيم خاطئة تُـــهدد صحة المدخنين

أطباء يُحذرون من مفاهيم خاطئة تُـــهدد صحة المدخنين

في إطار إحياء اليوم العالمي دون تبغ، الموافق ليوم 31 ماي من كل عام، نظمت منصة med.tn، وهي شبكة طبية تونسية تُعنى بتيسير الوصول إلى الرعاية الصحية، مائدة مستديرة مساء اليوم الأربعاء، جمعت عددا من الأطباء لمناقشة مخاطر التدخين والمفاهيم المغلوطة التي لا تزال تسيطر على وعي المدخنين وتعيق جهود الإقلاع عن التدخين.
وقدّم الطبيب المختص في أمراض القلب والشرايين، الدكتور ذاكر لهيذب، فنّد خلالها جملة من الاعتقادات الخاطئة التي تسيطر على عقول المدخنين.
ومن بين أكثر المغالطات شيوعا، وفق الدكتور لهيذب، الاعتقاد بأن التوقف عن التدخين بعد سنوات طويلة يُشكّل خطرًا على الصحة. هذا التصور، بحسب رأيه، لا أساس علمي له، مؤكدا ل(وات) أن التوقف عن التدخين، ولو بعد سنوات، يعود بالنفع الفوري على الجسم.
وقال "إن التوقف عن التدخين يخفض ضغط الدم، ويحسن وتيرة نبضات القلب، ويجعل الشعيرات التنفسية تستعيد حيويتها كما يحسن وظائف الجهاز التنفسي، مؤكدا أنه خلال سنتين أو ثلاثة يستعيد الجسم توازنه وكأن الشخص لم يدخن قط، وفق تعبيره.
كما نفى الطبيب فرضية أن الإقلاع التدريجي أكثر أمانا، موضحا أن الإقلاع المفاجئ لا يسبب أي مشاكل صحية خلافا لما يروّج له، "بل إنه أكثر نجاعة من حيث تفادي العودة إلى التدخين".
وحذّر لهيذب من التقليل من مخاطر التدخين "الخفيف"، مشيرا إلى أن سيجارة واحدة قد تكون قاتلة إذا جاءت في لحظة غضب أو إرهاق شديد أو بعد مجهود بدني مثل العلاقة الجنسية.
كما لفت إلى وجود اعتقاد آخر شائع لدى المدخنين بأن عدم "حبس" الدخان داخل الصدر يقلل من مخاطره، مبينا أن ذلك لا يغير شيئا من تأثيره السلبي.
ومن الأخطاء المنتشرة أيضا وفق قوله، الاعتقاد بأن ممارسة الرياضة مع التدخين تقلل من مضاره، محذرا من أن الرياضي المدخّن قد يكون أكثر عرضة للموت الفجئي من شخص غير رياضي يدخن، بسبب ما يحدثه الدخان من هشاشة في عضلة القلب أثناء الجهد.
أما عن مادة النيكوتين، فبيّن الدكتور أنها ليست العنصر الأخطر في السيجارة كما يُشاع، بل إن "غاز أول أوكسيد الكربون والقطران هما المسؤولان الرئيسيان عن أمراض القلب والشرايين والجهاز التنفسي، فضلا عن المواد المسرطنة العديدة في التبغ.
وفي ما يخص السجائر الإلكترونية، أوضح لهيذب أنها تختلف من حيث التركيبة والمخاطر، مشيرا إلى أن الدراسات العلمية أثبتت أن أجهزة تسخين التبغ تقلل بنسبة 80 بالمائة من مخاطر التبغ التقليدي.
في المقابل حذر لهيذب من مخاطر تدخين "الشيشة" (النرجيلة) بسبب احتوائها على الفحم ومواد لزجة غير معروفة وغياب أي ترشيح حقيقي للدخان.
من جهته، تناول الدكتور أنس العويني، أخصائي الطب الجنسي والعلاج السلوكي، الأبعاد النفسية والسلوكية للإدمان على التدخين، معتبرا أن التدخين ليس عادة فقط، بل مرض نفسي وسلوكي يجعل الإنسان فاقدا لجزء من ارادته، ويؤسس لاختلال في التوازن العاطفي، حيث يصبح التدخين وسيلة لتفريغ المشاعر أو الهروب من الضغوط، وفق تعبيره.
وأكّد أن الإقلاع عن التدخين يتطلب إعادة بناء التوازن العاطفي بطريقة شاملة، دون الاعتماد على التدخين، مشددا على ضرورة اعتماد مقاربة متعددة تشمل الدعم النفسي، والعلاج السلوكي، واستعمال وسائل بديلة للإقلاع عن التدخين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قانون جديد في فرنسا: لا تدخين قرب المدارس ومحطات النقل والشواطئ
قانون جديد في فرنسا: لا تدخين قرب المدارس ومحطات النقل والشواطئ

تونسكوب

timeمنذ 38 دقائق

  • تونسكوب

قانون جديد في فرنسا: لا تدخين قرب المدارس ومحطات النقل والشواطئ

قرّرت فرنسا منع التدخين في جميع الفضاءات العامة المفتوحة التي يرتادها الأطفال ، وذلك بداية من 1 جويلية 2025 ، في خطوة لاقت تفاعلاً كبيراً نظراً لتأثيرها على الصحة العامة وحرية التنفس في الأماكن المشتركة. ويشمل هذا الحظر كل من الشواطئ، والحدائق، ومحيط المدارس، ومحطات الحافلات، والملاعب الرياضية ، فيما تُستثنى الأرصفة الخارجية للمقاهي والمطاعم. وأكدت وزيرة الصحة الفرنسية كاثرين فوتران أنّ "حرية التدخين يجب أن تتوقف عندما تبدأ حرية الأطفال في تنفس هواء نقي"، مضيفة أن تنفيذ هذا القرار سيتكفل به جهاز الشرطة ، إلى جانب التعويل على الرقابة الذاتية للمواطنين. وسيُعرّض خرق القرار صاحبه إلى خطية مالية بقيمة 135 يورو ، أي حوالي 470 دينار تونسي. ورغم أن السجائر الإلكترونية غير مشمولة بهذا القرار، إلا أن وزارة الصحة الفرنسية تشتغل حالياً على ضبط نسبة النيكوتين المسموح بها في مكوناتها. وحسب بيانات المرصد الفرنسي للمخدرات والإدمان ، فإن نسبة المدخنين اليوميين في فرنسا انخفضت إلى 23.1% ، وهي الأدنى تاريخياً، مقارنة بـ2014. وتُسجّل فرنسا أكثر من 75 ألف وفاة سنوياً مرتبطة بالتبغ ، وهو ما يمثل 13% من مجموع الوفيات في البلاد. يُذكر أن أكثر من 1500 بلدية فرنسية سبقت الدولة في تطبيق حظر التدخين في الفضاءات المفتوحة ، كما أصبحت مئات الشواطئ خالية من التدخين منذ سنوات. وكشف تقرير حديث لجمعية السرطان الفرنسية أن حوالي 80% من الفرنسيين يدعمون توسيع الحظر ليشمل الغابات، والشواطئ، والحدائق. عناوين مقترحة: 1. فرنسا تمنع التدخين في الشواطئ والحدائق: أطفالكم أولاً 2. وداعاً لدخان السجائر في الأماكن العامة بفرنسا... والسبب: حماية الأطفال 3. فرنسا تُحارب التبغ بقوة: غرامات مالية لمن يدخّن قرب الأطفال

قانون جديد في فرنسا: لا تدخين قرب المدارس ومحطات النقل والشواطئ
قانون جديد في فرنسا: لا تدخين قرب المدارس ومحطات النقل والشواطئ

تورس

timeمنذ ساعة واحدة

  • تورس

قانون جديد في فرنسا: لا تدخين قرب المدارس ومحطات النقل والشواطئ

ويشمل هذا الحظر كل من الشواطئ، والحدائق، ومحيط المدارس، ومحطات الحافلات، والملاعب الرياضية، فيما تُستثنى الأرصفة الخارجية للمقاهي والمطاعم. وأكدت وزيرة الصحة الفرنسية كاثرين فوتران أنّ "حرية التدخين يجب أن تتوقف عندما تبدأ حرية الأطفال في تنفس هواء نقي"، مضيفة أن تنفيذ هذا القرار سيتكفل به جهاز الشرطة، إلى جانب التعويل على الرقابة الذاتية للمواطنين. وسيُعرّض خرق القرار صاحبه إلى خطية مالية بقيمة 135 يورو، أي حوالي 470 دينار تونسي. ورغم أن السجائر الإلكترونية غير مشمولة بهذا القرار، إلا أن وزارة الصحة الفرنسية تشتغل حالياً على ضبط نسبة النيكوتين المسموح بها في مكوناتها. وحسب بيانات المرصد الفرنسي للمخدرات والإدمان، فإن نسبة المدخنين اليوميين في فرنسا انخفضت إلى 23.1%، وهي الأدنى تاريخياً، مقارنة ب2014. وتُسجّل فرنسا أكثر من 75 ألف وفاة سنوياً مرتبطة بالتبغ، وهو ما يمثل 13% من مجموع الوفيات في البلاد. يُذكر أن أكثر من 1500 بلدية فرنسية سبقت الدولة في تطبيق حظر التدخين في الفضاءات المفتوحة، كما أصبحت مئات الشواطئ خالية من التدخين منذ سنوات. وكشف تقرير حديث لجمعية السرطان الفرنسية أن حوالي 80% من الفرنسيين يدعمون توسيع الحظر ليشمل الغابات، والشواطئ، والحدائق. عناوين مقترحة: 1. فرنسا تمنع التدخين في الشواطئ والحدائق: أطفالكم أولاً 2. وداعاً لدخان السجائر في الأماكن العامة بفرنسا... والسبب: حماية الأطفال 3. فرنسا تُحارب التبغ بقوة: غرامات مالية لمن يدخّن قرب الأطفال

أطباء يُحذرون من مفاهيم خاطئة تُـــهدد صحة المدخنين
أطباء يُحذرون من مفاهيم خاطئة تُـــهدد صحة المدخنين

إذاعة قفصة

timeمنذ يوم واحد

  • إذاعة قفصة

أطباء يُحذرون من مفاهيم خاطئة تُـــهدد صحة المدخنين

في إطار إحياء اليوم العالمي دون تبغ، الموافق ليوم 31 ماي من كل عام، نظمت منصة وهي شبكة طبية تونسية تُعنى بتيسير الوصول إلى الرعاية الصحية، مائدة مستديرة مساء اليوم الأربعاء، جمعت عددا من الأطباء لمناقشة مخاطر التدخين والمفاهيم المغلوطة التي لا تزال تسيطر على وعي المدخنين وتعيق جهود الإقلاع عن التدخين. وقدّم الطبيب المختص في أمراض القلب والشرايين، الدكتور ذاكر لهيذب، فنّد خلالها جملة من الاعتقادات الخاطئة التي تسيطر على عقول المدخنين. ومن بين أكثر المغالطات شيوعا، وفق الدكتور لهيذب، الاعتقاد بأن التوقف عن التدخين بعد سنوات طويلة يُشكّل خطرًا على الصحة. هذا التصور، بحسب رأيه، لا أساس علمي له، مؤكدا ل(وات) أن التوقف عن التدخين، ولو بعد سنوات، يعود بالنفع الفوري على الجسم. وقال "إن التوقف عن التدخين يخفض ضغط الدم، ويحسن وتيرة نبضات القلب، ويجعل الشعيرات التنفسية تستعيد حيويتها كما يحسن وظائف الجهاز التنفسي، مؤكدا أنه خلال سنتين أو ثلاثة يستعيد الجسم توازنه وكأن الشخص لم يدخن قط، وفق تعبيره. كما نفى الطبيب فرضية أن الإقلاع التدريجي أكثر أمانا، موضحا أن الإقلاع المفاجئ لا يسبب أي مشاكل صحية خلافا لما يروّج له، "بل إنه أكثر نجاعة من حيث تفادي العودة إلى التدخين". وحذّر لهيذب من التقليل من مخاطر التدخين "الخفيف"، مشيرا إلى أن سيجارة واحدة قد تكون قاتلة إذا جاءت في لحظة غضب أو إرهاق شديد أو بعد مجهود بدني مثل العلاقة الجنسية. كما لفت إلى وجود اعتقاد آخر شائع لدى المدخنين بأن عدم "حبس" الدخان داخل الصدر يقلل من مخاطره، مبينا أن ذلك لا يغير شيئا من تأثيره السلبي. ومن الأخطاء المنتشرة أيضا وفق قوله، الاعتقاد بأن ممارسة الرياضة مع التدخين تقلل من مضاره، محذرا من أن الرياضي المدخّن قد يكون أكثر عرضة للموت الفجئي من شخص غير رياضي يدخن، بسبب ما يحدثه الدخان من هشاشة في عضلة القلب أثناء الجهد. أما عن مادة النيكوتين، فبيّن الدكتور أنها ليست العنصر الأخطر في السيجارة كما يُشاع، بل إن "غاز أول أوكسيد الكربون والقطران هما المسؤولان الرئيسيان عن أمراض القلب والشرايين والجهاز التنفسي، فضلا عن المواد المسرطنة العديدة في التبغ. وفي ما يخص السجائر الإلكترونية، أوضح لهيذب أنها تختلف من حيث التركيبة والمخاطر، مشيرا إلى أن الدراسات العلمية أثبتت أن أجهزة تسخين التبغ تقلل بنسبة 80 بالمائة من مخاطر التبغ التقليدي. في المقابل حذر لهيذب من مخاطر تدخين "الشيشة" (النرجيلة) بسبب احتوائها على الفحم ومواد لزجة غير معروفة وغياب أي ترشيح حقيقي للدخان. من جهته، تناول الدكتور أنس العويني، أخصائي الطب الجنسي والعلاج السلوكي، الأبعاد النفسية والسلوكية للإدمان على التدخين، معتبرا أن التدخين ليس عادة فقط، بل مرض نفسي وسلوكي يجعل الإنسان فاقدا لجزء من ارادته، ويؤسس لاختلال في التوازن العاطفي، حيث يصبح التدخين وسيلة لتفريغ المشاعر أو الهروب من الضغوط، وفق تعبيره. وأكّد أن الإقلاع عن التدخين يتطلب إعادة بناء التوازن العاطفي بطريقة شاملة، دون الاعتماد على التدخين، مشددا على ضرورة اعتماد مقاربة متعددة تشمل الدعم النفسي، والعلاج السلوكي، واستعمال وسائل بديلة للإقلاع عن التدخين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store