
"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المستمر على غزة
واصلت "الأيام" نقل مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، ورصدت أبرز القصص التي تُوثق المعاناة الإنسانية، وتفاقم معاناة المواطنين، خاصة في ظل استمرار الهجمات، وتشديد الحصار، وتصاعد المجازر، ومواصلة عمليات التدمير في رفح.
ومن أبرز المشاهد الجديدة التي رصدتها "الأيام"، مشهد يوثق وجود شركات مدنية داخل رفح، تقوم آلياتها بتدمير المنازل، ومشهد آخر تحت عنوان: "شمال القطاع تحت النار"، ومشهد ثالث جاء تحت عنوان: "سرقة ساعات من الفرح".
جرافات مدنية تُدمر رفح
كثف جيش الاحتلال عمليات التدمير في عموم قطاع غزة، ومحافظة رفح على وجه الخصوص، وبات يستخدم 3 طرق لتدمير المنازل والبنية التحتية، وهي قصفها من الجو، ونسفها بواسطة زرع المتفجرات فيها، أو تفجير آليات غير مأهولة "روبوتات"، مُحمّلة بالمتفجرات، أو من خلال عشرات الجرافات المتوسطة والكبيرة، التي تقوم بتدمير وهدم المنازل.
ولم يعد التدمير المتواصل في محافظة رفح جنوب القطاع، مقتصراً على الجيش الإسرائيلي، إذ يستعين الأخير بشركات مدنية، جلبت جرافات ومُعدات ثقيلة، وتُشارك في تدمير منازل المواطنين في رفح، ما سرّع العملية، وجعلها أكثر شمولية، لتطال كافة الأحياء، والمخيمات، والقرى والبلدات في المحافظة.
وأظهر أكثر من مقطع فيديو نشرها جنود الاحتلال خلال الفترات الماضية، وجود شركات إسرائيلية تُشارك في تدمير مدينة رفح، من بينها شركة مدنية تدعى "مشك عفار المحدودة"، تستخدم آلياتها وحفاراتها في هدم منازل المدنيين في رفح.
وفي وقت سابق، أظهر الفيديو أحد موظفي الشركة أثناء قيادته جرافة داخل رفح، قائلاً، إن "الشركة هدمت عشرات المنازل، وإن رئيس الشركة سيهدم بنفسه مسجداً في رفح".
وقال المواطن إبراهيم بركات، إنه شاهد مقطع فيديو نشره أحد جنود الاحتلال تظهر فيه جرافات مدنية كبيرة لونها أصفر، تقوم بهدم بناية سكنية في الحي الذي كان يُقيم فيه بمدينة رفح، ونزح منه قسراً في نهاية آذار الماضي.
وأشار بركات إلى أن الآليات المدنية متواجدة في رفح منذ ما قبل التهدئة، وهي المسؤولة عن تدمير غالبية مساكن المواطنين، بل وتحويل أحياء بأكملها إلى أرض منبسطة بعد سرقة الركام.
ووفق خبراء ومحللين فإن مشاركة شركات إسرائيلية متخصصة في تدمير منازل المواطنين، تُعد سابقة في غزة ولم تحدث من قبل، وذلك يعود لعدة أسباب قد يكون منها وجود أزمة في عدد الآليات والحفارات العسكرية لدى جيش الاحتلال الذي يتواجد حالياً في عدة مناطق داخل قطاع غزة، ويهدم في قرى حدودية جنوب لبنان.
وأمام حجم الدمار الكبير، قدّرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة بنحو 40 مليار دولار، وأكدت أن التعافي من الدمار الهائل وغير المسبوق الذي لحق بالقطاع بسبب العدوان الإسرائيلي الممتد قد يستغرق عدة عقود.
شمال القطاع تحت النار
شهدت الغارات والهجمات الجوية والقصف المدفعي على مناطق شمال قطاع غزة، تصاعداً كبيراً خلال الأيام والساعات الماضية، مع استمرار تعميق العمليات البرية في تلك المناطق.
ووفق مصادر محلية وشهود عيان، فإن الوضع في مناطق بلدة ومخيم جباليا، وبلدتي بيت حانون، وبيت لاهيا، أصبح صعباً وخطيراً، فالطائرات تسقط عشرات الأطنان من المتفجرات على المنازل والأحياء في تلك المناطق، بينما تُلاحق المُسيّرات المواطنين، وتستهدفهم بشكل مباشر، في حين تتقدم الدبابات باتجاه ما تبقى من مناطق، وتُحاصر مستشفيات، ومراكز إيواء، وغيرها.
ومؤخراً، أصدر جيش الاحتلال أوامر نزوح وإخلاء واسعة، شملت أكثر من نصف مساحة محافظة شمال قطاع غزة، وهي أحياء غبن، والشيماء، وفدعوس، والمنشية، والشيخ زايد، والسلاطين، والكرامة، ومشروع بيت لاهيا، والزهور، وتل الزعتر، والنور، وعبد الرحمن، والنهضة، ومعسكر جباليا.
وذكرت مصادر محلية، أن إخلاء هذه المناطق يُمهّد لفصل مدينة غزة عن شمال القطاع، وإقامة "محور ميفلاسيم"، الذي توقف العمل فيه سابقاً.
وأكد مواطنون أن الاحتلال ضاعف الضغط على سكان شمال القطاع، وأن طائراته تستهدف بيوتاً مأهولة بشكل يومي، ما ينشر الرعب والهلع، ويُجبر الآلاف على النزوح يومياً.
وقال المواطن إبراهيم مسعود، من سكان شمال القطاع، إنه في البداية كان يرفض فكرة النزوح، ولا يرغب في ترك منزله مرة أخرى، لكن مع تصاعد الهجوم، أصبح يعتقد أن البقاء في المنزل، في الأيام المقبلة، يعني الموت الحتمي، لذلك قرر النزوح، وتحرك وعائلته باتجاه غرب مدينة غزة، لكنه وجد الوضع هناك صعباً، حتى اتصل به شقيقه المقيم جنوب القطاع، وطلب منه أن يأتي إلى مواصي خان يونس، وبالفعل انتقل جنوباً.
وأشار مسعود إلى أن ما يحدث حالياً يشبه تماماً السيناريو الذي حدث قبل اتفاق التهدئة، من حيث الضغط على المواطنين المتبقين في محافظة شمال القطاع، بهدف دفعهم إلى النزوح، وتفريغ مناطق شمال القطاع.
ولفت إلى أن عدد المتواجدين شمال القطاع تراجع وتناقص بشكل كبير، ويبدو أن الاحتلال عازم على تفريغ شمال القطاع تماماً من السكان، وخلق رفح جديدة في أقصى الشمال، وهذا يُنذر بالأسوأ في قادم الأيام.
وأوضح شهود عيان أن عمليات جيش الاحتلال تركزت خلال اليومين الماضيين على مناطق "معسكر جباليا، وأحياء غبن، والشيماء، وفدعوس، والمنشية، والشيخ زايد، والسلاطين، والكرامة، ومشروع بيت لاهيا، والزهور، وتل الزعتر، والنور، وعباد الرحمن، والنهضة".
سرقة ساعات من الفرح
وسط الموت، والمعاناة، والجوع، والنزوح، والقهر، يُحاول النازحون في مدينتي خان يونس ودير البلح، وغرب مدينة غزة، سرقة سويعات من الفرح، للترويح عن أنفسهم، ومحاولة نسيان الواقع الأليم.
وباتت حفلات الزواج الصغيرة، التي تُقام في الخيام، إحدى وسائل الفرح والترويح للعائلات النازحة، حيث تُقام بعض الحفلات في المخيمات، بغرض إشهار الزواج.
وقالت المواطنة "أم عطا"، وهي نازحة من رفح منذ أكثر من عام، وتعيش في خيمة غرب خان يونس، إن شقيقها الذي انتظر طويلاً انتهاء الحرب، قرر أخيراً الزواج في خيمة، وقد استغلت وشقيقاتها المناسبة، بإقامة حفلة صغيرة، وصنعن الفرح لهن ولعائلاتهن.
وبينت "أم عطا"، أنهن جهزن خيمة، لتصبح بمثابة صالة أفراح صغيرة، ودعون الجارات والصديقات، واحتفلن بشقيقهن وعروسه، في أجواء أسهمت في إسعادهن، ولو لبعض الوقت.
وأشارت إلى أن جاراتها وصديقاتها شاركنها الفرحة، وكن سعيدات، موضحة أن الفلسطينيين شعب يحب الفرح والحياة، حتى وإن فُرض عليه الموت والنزوح.
بينما تُحاول الكثير من العائلات الترويح عن أبنائها وإسعادهم في ظل الموت، حيث بات شاطئ البحر الذي يقطن النازحون على مقربة منه، متنفساً للعائلات.
ويومياً، ينتشر عشرات الآلاف من النازحين على الشاطئ، بعضهم يجلسون ويتسامرون، بينما يلهو الأطفال في الرمال، وبعضهم يمارسون السباحة، وآخرون يلعبون الكرة على الشاطئ، والبعض يجلسون لتأمل مشهد غياب الشمس اليومي.
وقال المواطن أيمن هلال، إن بقاء الأطفال في الخيمة، يعيشون تفاصيل الجوع والخوف، قد يؤثر على حالتهم النفسية، لذلك يُحاول بين الفينة والأخرى خلق أجواء سعادة لهم، وهذا يمكن تحقيقه من خلال التوجه مرتين أسبوعياً إلى شاطئ البحر، فهو يوفر مساحة للعب والترفيه والفرح.
وبيّن أنه يُحاول صنع بعض أجواء الفرح في الخيمة، من خلال جمع أبنائه وإقامة مسابقات عبر طرح أسئلة ثقافية ودينية، ومن يُجيب عنها يتلقى هدية، وهكذا.
وشدد على أهمية أن يتصدى المواطنون لمحاولات الاحتلال زرع اليأس والحزن في صفوفهم، وعلى الجميع العمل لخلق مساحات من الفرح والأمل، رغم كل الظروف العصيبة التي يعيشونها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ ساعة واحدة
- فلسطين أون لاين
الإعلامي الحكومي: الاحتلال يفشل في مشروع توزيع المساعدات
غزة/ فلسطين أون لاين أفاد المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل ثوابتة بأن فلسطينيين أصيبوا بعد تدخل قوات الاحتلال الإسرائيلي وإطلاقها النار في الموقع، محمّلا الاحتلال مسؤولية هذا "الفشل المدوي". وأوضح ثوابتة، في تصريحات صحفية، أن "آلاف الجائعين الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يوما" اندفعوا إلى تلك المناطق "في مشهد مأساوي ومؤلم انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل، وتدخل قوات الاحتلال بإطلاق النار وإصابة عدد من المواطنين". في اليوم الأول لها.. فشل وإخفاق عناصر الشركة الأمريكية في توزيع المساعدات بعد إطلاق الاحتلال النار على المكان غرب رفح جنوب القطاع — القسطل الإخباري (@AlQastalps) May 27, 2025 وفي بيان صحافي، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فشل مشروع الاحتلال الإسرائيلي لتوزيع المساعدات في ما يسمى "المناطق العازلة"، واصفًا المشهد الميداني اليوم بـ"المأساوي" إثر اندفاع آلاف الجائعين نحو مراكز التوزيع، في ظل حصار خانق متواصل منذ نحو 90 يومًا. ووفقًا البيان، فقد انتهى اليوم الأول من المشروع بانهيار كامل في السيطرة، حيث تم اقتحام مراكز التوزيع تحت وطأة الجوع، واستولى المواطنون على المواد الغذائية والمعدات، في وقت أطلق فيه جنود الاحتلال النار على المدنيين، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوفهم. وأشار البيان إلى أن ما حدث "دليل قاطع على فشل الاحتلال في إدارة الوضع الإنساني الذي صنعه عمدًا"، عبر سياسات القتل والتجويع والحصار، معتبرًا ذلك امتدادًا لجريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، وفقًا لتعريف اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948. وفي الوقت نفسه، أدان البيان إقامة ما وصفه بـ"الغيتوهات العازلة"، التي تُوزّع فيها مساعدات محدودة في بيئة مليئة بالموت والخطر، واعتبرها محاولة هندسة سياسية لإدامة الجوع وتفكيك المجتمع الفلسطيني، وفرض مسارات إنسانية مُسيّسة تخدم أجندات الاحتلال العسكرية. وحمل المكتب الإعلامي الحكومي، الاحتلال كامل المسؤولية القانونية والإنسانية عن حالة الانهيار الغذائي، مندّدًا باستخدام المساعدات كسلاح حرب وأداة ابتزاز، ومطالبًا بـتدخل عاجل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن لفتح المعابر بشكل فوري وتمكين الإغاثة الإنسانية بعيدًا عن تدخل الاحتلال، وإإرسال لجان تحقيق دولية مستقلة لتوثيق جريمة التجويع ومحاسبة قادة الاحتلال. كما طالب، بتدخل الدول العربية والإسلامية والدول الحرة لفرض مسارات إنسانية مستقلة وآمنة تكسر الحصار، والرفض القاطع لأي مشاريع قائمة على "مناطق عازلة" أو "ممرات إنسانية" تحت إشراف الاحتلال، واعتبارها امتدادًا لسياسات العزل والإبادة. واختتم البيان بالتأكيد أن ما يجري في غزة يمثل "جريمة كبرى" أمام مرأى العالم، محمّلًا الاحتلال والدول الداعمة له، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بريطانيا، ألمانيا، وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن استمرار المجاعة والمذبحة الجماعية بحق المدنيين في القطاع.


فلسطين أون لاين
منذ 3 ساعات
- فلسطين أون لاين
صور توزيع المساعدات الأميركيَّة تثير سخريةً الغزيين... من يقف وراء المشهد؟
غزة/ فلسطين أون لاين ثارت صور نشرتها مؤسسة "غزة الأمريكية للإغاثة" موجة من السخرية والاستنكار في قطاع غزة، بعدما ظهرت مجموعة من الرجال يستلمون طروداً غذائية دون الكشف عن وجوههم، في مشهد وصفه كثيرون بـ"المفبرك"، وسط محاولات إسرائيلية للترويج لنجاح الآلية الجديدة لإدخال المساعدات عبر محوري نتساريم وموراج. ظهر في هذه الصور عدد من الأشخاص الذين لا تعرف هوياتهم وهم يرتدون ملابس أنيقة، بعضها مرتبط بشركات عالمية، وهم يستلمون المساعدات من نقطة تل السلطان، غرب رفح، جنوبي القطاع، في إشارة لمحاولة الاحتلال والشركة الأميركية تزييف الواقع. الصور، التي بدا واضحاً إخراجها المسرحي، لم تُقنع الشارع الغزي، بل فجّرت سيلًا من التعليقات الساخرة على منصات التواصل. أحد رواد المنصات كتب: "سمعنا بجلسة تصوير عرسان أو بيبي جندر.. بس استلام كرتونة طرد غذائي؟!" وأضاف آخر مشيراً إلى أحد المستلمين: "في واحد لابس بوت تمبرلاند موديل 2025، سعره لا يقل عن 200 دولار.. شكله جاي من جلسة تصوير في نيويورك مش من طابور مساعدات بغزة!" الصحفي يوسف فارس علّق على المشهد من قلب الشارع قائلاً: "لا أحد يمتلك أهلية ولا شرعية التنظير على الجياع، لكني وبمنتهى الموضوعية نزلت صباح يوم أمس إلى محيط مفترق الصاروخ نهاية شارع الجلاء، شمال القطاع، واستطلعت آراء عشوائية من النازحين حول مدى استعدادهم لاستلام المساعدات وفق الآلية الجديدة التي تجبرهم على التوجه إلى نتساريم أو موراج. كانت إجابة الجميع: «لن نستلم»." وأضاف فارس أن الأسباب تنوعت بين: انعدام الثقة بنوايا الاحتلال، وكلفة المواصلات التي تفوق قيمة الطرد، والخوف من الاحتجاز أو تكرار تجربة النزوح، والإنهاك الجسدي وعدم القدرة على التنقل، ورفض وطني أخلاقي لمجاراة خطة الاحتلال "خطة المساعدات الأمريكية الإسرائيلية وُلدت ميتة، فاقدة للشرعية الأخلاقية ولإمكانية التطبيق الواقعي، وأسقطها وطنياً تبرؤ العائلات والعشائر من أي شركة محلية شاركت فيها"، يضيف فارس، قبل أن يختم بسخرية مريرة: "وليست الصور التي نشرها إعلام العدو من تل السلطان – والتي كان من المفترض أن يحتشد أمامها 300 ألف إنسان – سوى تتويج لموت قبل الميلاد". وكتب الناشط بلال موسى عبر صفحته على "فيسبوك"، معلقاً على الصور التي بثتها وسائل إعلام إسرائيلية بالقول: "صور لمسرحية هزلية جديدة لتوزيع المساعدات نشرها الإعلام العبري قال تم التوزيع اليوم". تابع: "هل طلب من هؤلاء الأشخاص لبس أفضل وأجمل الملابس من أجل استلام الطرد الغذائي، إلى جانب السبب وراء تعمد إخفاء صور الأشخاص خلال عملية الاستلام وعدم وضوح ملامحهم". بدوره، وصف الصحافي أحمد غانم، عبر "فيسبوك"، الصور بأنها "مسرحية"، مضيفاً: "حين تحاول إسرائيل أن تُخرج مشهداً من دون جمهور، تنشر إذاعة الجيش الإسرائيلي صوراً تقول إنها توثق نجاح توزيع المساعدات على سكان غزة من منطقة تل السلطان". وتابع: "الصور، أكثر من أي شيء، تُفصح عن ارتباك الدولة العميقة، وعجز الرواية الإسرائيلية عن بناء مشهد مقنع حتى عندما تملك الكاميرا والإخراج والموقع، لنقرأ الصورة لا كما أرادت إسرائيل أن نراها، بل كما هي بالفعل: وجوه مخفية، هندام أنيق، أحذية ماركات عالمية، خط سير مرتب كصف مدرسي، وصناديق كرتون تُحمل فوق الرؤوس في مشهد لا يشبه واقع مجاعة أو نجاة أو نزوح". وتساءل قائلاً: "من هؤلاء؟ ومن الذي سمح لهم بالخروج أصلاً؟ إن كانت إسرائيل قد أغلقت كل المعابر، وقصفت الطرق، وفجّرت السيارات، فمن أين جاء هؤلاء؟ وكيف عبروا المناطق المحاصرة؟ وأين الوجوه التي اعتادت أن تكون مرآة الغزيّ الحقيقي، الوجه النحيل المترب، المرتجف من الجوع والرعب؟ إنه عرض مسرحي، مكتمل العناصر، ناقص الصدق". ورأى الناشط محمد سكيك عبر صفحته على "فيسبوك"، أن "العدو يتفنن في تعذيب الشعب الفلسطيني، فيفتح نقطة توزيع مساعدات في منطقة رفح المنكوبة المدمرة، جنوب قطاع غزة، ليجبر السكان على الذهاب إلى هناك لاستلام مساعدة". أضاف: "المسافة بيني وبين هذه المنطقة 30 كيلومترا، وهناك من تبعد عنه أكثر من 40 كيلومترا، هل يأمن العدو من اعتقال أو استجواب الناس هناك؟ هذا إن لم يصل الأمر إلى القتل؟ هل يأمن العدو من حشر السكان في تلك المنطقة لاستلام المساعدات، ثم يقوم بإغلاق الطريق، فلا يستطيعون العودة إلى عائلاتهم؟!". من يقف وراء المشهد؟ وأكدت مصادر أمنية أن من شاركوا في هذه الصور ليسوا مواطنين كما ادعى الاحتلال، بل أفراد من شركة الخزندار – التي لم تعلن رفضها حتى الآن للآلية الإسرائيلية – إلى جانب مجموعة من التابعين للعميل ياسر أبو شباب. وقد صدرت بيانات براءة من عائلتي الخزندار وأبو شباب في وقت سابق، تؤكد رفضهم لمثل هذه الأدوار المشبوهة التي تسهم في تمرير أهداف الاحتلال. تزييف مشهد إنساني لكسر الإرادة ويجمع مراقبون، أن ما نشره الاحتلال لم يكن توثيقًا لحالة إنسانية، بل محاولة لفرض صورة ذهنية مزيّفة، هدفها كسر الحاجز النفسي، ودفع الجائعين والمحتاجين للانخراط في ما يسمى بـ'الممر الإنساني'، تحت وهم النجاة من الجوع، في حين أن الحقيقة المرة أن الاحتلال لا يوزع مساعدات، بل يساوم على الكرامة، ويستثمر الحاجة كأداة للضغط السياسي والاجتماعي. إنها 'مساعدات مشروطة بالركوع'، و'كرتونة بثمن الوطن'. وأضافوا، أن ما جرى في تلّ السلطان هو محاولة هروب للأمام من الفشل العسكري والسياسي والإعلامي. الاحتلال الذي عجز عن كسر إرادة غزة بالسلاح، يحاول الآن كسرها بالجوع، ومن خلال صور مزيّفة، يحاول إقناع العالم أن الشعب الفلسطيني بدأ يتجاوب مع مشاريعه، بينما الحقيقة أن هذه المسرحية بلا جمهور. ويرفض الفلسطينيون على نحو واسع الآلية الجديدة التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لتطبيقها في القطاع، والتي من شأنها حشر الفلسطينيين في أربعة تجمعات، ثلاثة منها في محيط منطقة موراج، جنوبي القطاع، ونقطة وحيدة في وسط القطاع. كما رفضت جميع مؤسسات الأمم المتحدة ومؤسسات القطاع الخاص الآلية الجديدة لإيصال المساعدات للقطاع، باعتبارها مرتبطة بخطط عسكرية إسرائيلية تستهدف تهجير الفلسطينيين خارج غزة بعد تجميعهم. وعلى الصعيد المحلي، رفضت عدة شركات من القطاع الخاص العمل بالآلية الجديدة وأصدرت بعضها بيانات تؤكد رفض العمل مع المؤسسة الأميركية وتدعو للعمل وفقاً لآليات الأمم المتحدة السابقة التي كانت تغطي مناطق القطاع. وعززت الصور، التي نشرتها المؤسسة الأميركية في وقت مبكر من فجر الثلاثاء، قناعة الفلسطينيين بضرورة إحباط الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات، وعدم السماح لها بالنجاح بالرغم من وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية المتسارعة والقصف الجوي والمدفعي. من جانبه، أكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة أن صور المساعدات التي سرّبها الاحتلال من رفح مفبركة ومضللة حيث لم تدخل أي مساعدات إلى القطاع خلال الساعات الـ48 الماضية، كما شدّد في تصريح للتلفزيون العربي على أن الاحتلال يواصل ممارسة التضليل وترويج الأكاذيب بشأن إدخال المساعدات.


جريدة الايام
منذ 11 ساعات
- جريدة الايام
اتهام أميركي بمحاولة مهاجمة البعثة الأميركية في تل أبيب
نيويورك - أ ف ب: قالت وزارة العدل الأميركية إن مواطناً أميركياً ألمانياً اتُهم في محكمة في نيويورك الأحد بالاشتباه في محاولته إلقاء قنبلة حارقة على البعثة الدبلوماسية الأميركية في تل أبيب في وقت سابق من هذا الأسبوع. وأفادت وثائق المحكمة وبيان وزارة العدل الأميركية بأن جوزيف نيوميير (28 عاماً) أوقف في إسرائيل بعد الهجوم ورُحّل إلى الولايات المتحدة حيث ألقي القبض عليه لدى وصوله. واتهم أيضاً بتوجيه تهديدات باغتيال الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقالت وزيرة العدل الأميركية بام بوندي إن إدارتها "ستلاحق هذا المتهم قضائياً إلى أقصى حد يسمح به القانون". وفي حال إدانته، يواجه نيوميير عقوبة أقصاها 20 عاماً في السجن، وغرامة أقصاها 250 ألف دولار. وسافر نيوميير إلى إسرائيل الشهر الماضي، بحسب بيانات صادرة عن وزارة العدل ومكتب المدعي العام الأميركي في نيويورك. وفي 19 أيار، نشر على فيسبوك دعوة "للانضمام إلي في إحراق السفارة"، بحسب البيان. وكتب قبل توجّهه إلى مقر البعثة الأميركية في تل أبيب، وهي فرع من السفارة الأميركية التي نُقلت إلى القدس العام 2018: "الموت لأميركا، الموت للأميركيين، واللعنة على الغرب". وهناك، بصق نيوميير على أحد الحراس أثناء مروره أمام البعثة، وعندما حاول الحارس احتجازه، تمكن من الفرار تاركاً وراءه الحقيبة التي كان يحملها، بحسب بيان صادر عن مكتب المدعي العام الأميركي. وأضاف البيان إن قوات الأمن عثرت في حقيبة نيوميير على زجاجات حارقة (مولوتوف). وتمكّنت قوات الأمن التي أكدت وجود سائل قابل للاشتعال في الأجهزة، من تعقب نيوميير إلى الفندق الذي ينزل فيه وتوقيفه. وبعد ترحيله إلى نيويورك السبت، مثل أمام محكمة فدرالية في بروكلين الأحد بعد الظهر، حيث صدر أمر باحتجازه في انتظار المحاكمة. وقالت بوندي: "هذا المدعى عليه متّهم بالتخطيط لهجوم مدمر يستهدف سفارتنا في إسرائيل، وتهديد حياة الأميركيين والرئيس ترامب". بدوره، قال رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) كاش باتيل: "لن يتم التسامح مع هذا السلوك المقيت والعنيف في الداخل أو الخارج".