logo
تعامد الشمس.. عبقرية المصريين القدماء في رصد الكون

تعامد الشمس.. عبقرية المصريين القدماء في رصد الكون

البوابة٢١-٠٦-٢٠٢٥
في ظاهرة فريدة تدل على مدى تقدم وتفوق القدماء المصريين في علمي الفلك والهندسة، تعامدت الشمس صباح اليوم بالغرف المقدسة بمعبد إدفو في مدينة أسوان معلنة بدء فصل الصيف طبقاً للتقويم الذي وضعه القدماء المصريين.
رصد دقيق للشمس
المصريون القدماء كانوا أول من أدرك أن الشمس لا تتحرك بشكل عشوائي، بل تتبع مساراً منتظماً على الأفق، ومن خلال رصد دقيق للشمس ونجوم مثل الشعرى اليمانية، قدروا طول السنة بـ 365.25 يوماً، قبل آلاف السنين من ظهور التقويمات الرومانية أو الإغريقية.
الانقلاب الصيفي
ففي الأهرامات، بنيت الممرات بزاوية دقيقة بحيث تضيء أشعة الشمس وجوه الغرف الداخلية في أيام معينة، أقربها الانقلاب الصيفي، بعيدا عن الاعتدال مباشرة، ومعابد مثل الكرنك كانت منصة للتعامد الشمسي على المدخل أو الغرف المقدسة خلال أوقات فلكية محددة، مما يدل على دمج الفلك والدين، وأبو سمبل حيث تتعامد الشمس على تمثالي رمسيس الثاني، آمون ورع-حور خلال يومي 22 فبراير و22 أكتوبر، ربما تزامناً مع بداية الموسمين الزراعيين برت للحصاد وشمو للزراعة.
القدماء المصريين
وقد اعتمد القدماء المصريين تنفيذهم لتلك الظاهرة الفريدة على مراصد أرضية مثل دائرة النبتة قرب أبو سمبل، وهو الدائرة الفلكية فى حوض النبتة والتى تقع على خط طول 30.42 درجة شرق وخط عرض 22.32 درجة شمالا، وهى عبارة عن دائرة من الأحجار التى يبلغ ارتفاعها متران وهى مثبتة على أحجار أخرى تحتها ويوجد لهذه الدائرة أربعة مداخل وفى منتصفها ستة أحجار لتثبيت الاتجاهات الفلكية بدقة، كما استخدموا تقنيات مثل شد الحبل بقيادة كهنة مهندسين وعلماء نجوم، لتوجيه محور المعابد على خطوط الأفق المطلقة مع محور الأرض.
معبد أبو سمبل
من أعظم ما صور تعامد الشمس ايضاً نراها في معبد أبو سمبل، أسوان المعبد الذي شيده رمسيس الثاني في منتصف القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وبمجرد أن تتسلل أشعة الشمس يضاء هذا المكان العميق داخل المعبد، الذي يبعد عن المدخل بنحو 60 متراً، وتستغرق ظاهرة التعامد 23 دقيقة. وتحدث تلك الظاهرة مرتين في العام، الأولى مع بداية فصل الزراعة 21 أكتوبر، والأخرى حين يبدأ موسم الحصاد 21 فبراير، وبعد نقل المعبد من موقعه القديم لإنقاذه من الغرق، أصبحت هذه الظاهرة تتكرر، لكن متأخرة يوما واحدا عن ذي قبل.
وفي الموعد المحدد ومع الشروق وعبر الممر الطويل تصل أشعة الشمس الذهبية إلى هدفها المرسوم لها بدقة في حجرة «قدس الأقداس» ،حيث تتصدر أربعة تماثيل متلاصقة، لتضيء وجه الفرعون رمسيس الثاني أولا، ثم تمثالين آخرين هما تمثال رع حور آختي إله الشمس، وأمون رع إله طيبة. أما التمثال الرابع فهو للإله بتاح الذي يمثل آلهة العالم السفلي (الظلام)، ولا تصل إليه أشعة الشمس.
معبد الكرنك
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من أسوان إلى بهو المتحف الكبير .. رحلة أسطورية لتمثال رمسيس الثاني
من أسوان إلى بهو المتحف الكبير .. رحلة أسطورية لتمثال رمسيس الثاني

العين الإخبارية

time٠٢-٠٧-٢٠٢٥

  • العين الإخبارية

من أسوان إلى بهو المتحف الكبير .. رحلة أسطورية لتمثال رمسيس الثاني

قبل أكثر من 3200 عام، بدأ تمثال رمسيس الثاني رحلته من محاجر الجرانيت بأسوان، حيث تم نحته بعناية ليحمل بين طياته قوة أحد أعظم الملوك. حُمل التمثال على متن القوارب عبر نهر النيل لمسافات طويلة باتجاه مدينة منف، عاصمة مصر الموحدة آنذاك، ليستقر أمام معبد الإله بتاح، شاهداً على عظمة الملك وتاريخه العسكري والثقافي. على مدار آلاف السنين، تعرض التمثال لظروف قاسية، بما في ذلك تعرضه للكسر إلى ستة أجزاء في مرحلة ما، حتى جاء العالم الإيطالي جيوفاني كافليا ليكتشفه عام 1820، وحاول نقله إلى إيطاليا، لكن ثقل التمثال الضخم حال دون ذلك، ليظل في مصر رمزا للفخر الوطني. في عام 1955، وبعد عقود من وجوده في موقعه التاريخي، نُقل التمثال إلى ميدان باب الحديد في القاهرة، الذي صار يُعرف لاحقا بميدان رمسيس، ليكون رمزا حضاريا وسط صخب العاصمة الحديثة. لكن مع مرور الوقت، وتزايد حركة السيارات والتلوث البيئي، بدأت تظهر علامات تآكل وتلف على التمثال نتيجة الانبعاثات واهتزازات المرور، مما شكل تهديدا حقيقيا على سلامته. وفي عام 2006، انطلقت الاستعدادات لنقل التمثال إلى مقر جديد آمن، حيث تم تشكيل فريق متخصص من المهندسين والخبراء الأثريين لوضع خطة محكمة لنقله. تضمنت التحضيرات تصنيع شاحنة ضخمة مزودة بأنظمة متطورة لامتصاص الصدمات، بالإضافة إلى رصف وتجهيز طريق خاص لتحمل الوزن الهائل للتمثال الذي يبلغ طوله حوالي 12 مترا ووزنه 83 طنا. وفي فجر يوم نقل التمثال الأخير، وبعد جهود دقيقة استمرت لساعات، بدأ التمثال رحلته عبر شوارع القاهرة مروراً بميدان رمسيس حتى الوصول إلى بهو المتحف المصري الكبير بمنطقة الجيزة، الرحلة التي استغرقت حوالي 10 ساعات، تخللتها مراقبة دقيقة وحماية أمنية مشددة، حضرها المصريون بشغف وحماس، متابعين لحظة بلحظة تحرك هذا الأثر العظيم. ويعتبر تمثال رمسيس الثاني، ليس مجرد قطعة أثرية ضخمة، فهو رمز لعصر الذهب في التاريخ المصري، حيث يحكي قصة ملك حكم مصر 68 عاماً، قاد حملات عسكرية، وشيد معابد عظيمة مثل أبوسمبل والرمسيوم، وأبرم أقدم معاهدة سلام في التاريخ. وباحتلاله موقع الصداره في بهو المتحف الكبير، أصبح هذا التمثال بمثابة البوابة التي تستقبل ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم لاستكشاف روائع الحضارة المصرية. aXA6IDQ1LjQzLjg1LjE3NCA= جزيرة ام اند امز GB

أول مسلة معلقة.. لماذا اختارت مصر هذا التصميم الفريد بالمتحف الكبير؟
أول مسلة معلقة.. لماذا اختارت مصر هذا التصميم الفريد بالمتحف الكبير؟

العين الإخبارية

time٠١-٠٧-٢٠٢٥

  • العين الإخبارية

أول مسلة معلقة.. لماذا اختارت مصر هذا التصميم الفريد بالمتحف الكبير؟

في لحظة استثنائية تمزج بين عبقرية الحضارة القديمة وإنجازات الهندسة المعاصرة، تستقبل زوار المتحف المصري الكبير أول مسلة معلقة في العالم. يأتي هذا الإنجاز الفريد ليمنح الزوار تجربة غير مسبوقة في مشاهدة أثر فرعوني نادر من زاوية لم تُر من قبل منذ أكثر من 3500 عام. المسلة، التي تم تثبيتها أمام المتحف بالقرب من أهرامات الجيزة، تعود إلى عهد الملك رمسيس الثاني، وتم نقلها من منطقة صان الحجر بمحافظة الشرقية، وتزن نحو 110 أطنان بطول 16 مترا، وقد جرى تثبيتها على أربعة أعمدة ضخمة، على ارتفاع ثلاثة أمتار، في ساحة خارجية تمتد على مساحة 28 ألف متر مربع، لتصبح أول ما يراه الزائر عند اقترابه من المتحف. خرطوش مخفي يرى النور لأول مرة لأول مرة في التاريخ، بات بمقدور الزائر أن يرى الخرطوش الملكي المنقوش أسفل قاعدة المسلة، والذي كان مدفونا لآلاف السنين، وذلك من خلال أرضية زجاجية شفافة صُممت خصيصا لهذا الغرض. ويُعد هذا الكشف البصري النادر أحد أبرز مفاجآت تصميم المسلة، إذ كان الجزء السفلي من المسلات في العالم يُهمل دائما في العروض المتحفية والميدانية. جاءت فكرة المسلة المعلقة في نهاية عام 2018، وتم تنفيذ التصميم الهندسي بالتعاون بين جامعة القاهرة ومكتب استشاري عالمي، مع مراعاة أقصى معايير الأمان لمواجهة الوزن الهائل والاهتزازات المحتملة. وقد راعى التصميم أن تحمل الأعمدة الحاملة للمسلة اسم "مصر" بكل لغات العالم، في رسالة ترحيب دولية، تجمع بين هوية الوطن ووجهه الحضاري الحديث. من الترميم إلى العرض المهيب وأكد الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الشؤون التنفيذية للترميم ونقل الآثار بالمتحف، أن المسلة خضعت لأعمال ترميم دقيقة شملت التنظيف الكيميائي والميكانيكي، ومعالجة الشروخ وتقوية الأجزاء الضعيفة، حتى أصبحت جاهزة لتأخذ مكانها المشرف أمام بوابة المتحف، كرمز لقوة وتفرد الحضارة المصرية. وهذه هي المرة الأولى التي تُعرض فيها قاعدة أثرية أصلية لمسلة بهذا الشكل، داخل فاترينة زجاجية في الأرض، مستوحاة من تقليد مصري قديم، حيث كانت القاعدة تُدفن في باطن الأرض لأسباب دينية أو رمزية. وهذه الخطوة تُعيد تعريف كيفية تقديم الآثار المصرية، وتضع المتحف الكبير في صدارة الابتكار المتحفي عالميا، من خلال الجمع بين السرد البصري والتقنيات المعمارية الحديثة التي تُمكّن الزائر من التفاعل مع الأثر بطريقة غير تقليدية. بهذا المشروع، لا تكتفي مصر بإحياء أثر فرعوني عظيم، بل تُقدمه للعالم في ثوب جديد، يُجسد عبقرية المصري القديم، وإبداع المصري المعاصر، ويُرسل برسالة واضحة أن "الحضارة لا تُعرض فقط، بل تُروى وتُستعاد بحس هندسي وثقافي متجدد". aXA6IDMxLjU5LjI5LjE3MCA= جزيرة ام اند امز US

تعامد الشمس.. عبقرية المصريين القدماء في رصد الكون
تعامد الشمس.. عبقرية المصريين القدماء في رصد الكون

البوابة

time٢١-٠٦-٢٠٢٥

  • البوابة

تعامد الشمس.. عبقرية المصريين القدماء في رصد الكون

في ظاهرة فريدة تدل على مدى تقدم وتفوق القدماء المصريين في علمي الفلك والهندسة، تعامدت الشمس صباح اليوم بالغرف المقدسة بمعبد إدفو في مدينة أسوان معلنة بدء فصل الصيف طبقاً للتقويم الذي وضعه القدماء المصريين. رصد دقيق للشمس المصريون القدماء كانوا أول من أدرك أن الشمس لا تتحرك بشكل عشوائي، بل تتبع مساراً منتظماً على الأفق، ومن خلال رصد دقيق للشمس ونجوم مثل الشعرى اليمانية، قدروا طول السنة بـ 365.25 يوماً، قبل آلاف السنين من ظهور التقويمات الرومانية أو الإغريقية. الانقلاب الصيفي ففي الأهرامات، بنيت الممرات بزاوية دقيقة بحيث تضيء أشعة الشمس وجوه الغرف الداخلية في أيام معينة، أقربها الانقلاب الصيفي، بعيدا عن الاعتدال مباشرة، ومعابد مثل الكرنك كانت منصة للتعامد الشمسي على المدخل أو الغرف المقدسة خلال أوقات فلكية محددة، مما يدل على دمج الفلك والدين، وأبو سمبل حيث تتعامد الشمس على تمثالي رمسيس الثاني، آمون ورع-حور خلال يومي 22 فبراير و22 أكتوبر، ربما تزامناً مع بداية الموسمين الزراعيين برت للحصاد وشمو للزراعة. القدماء المصريين وقد اعتمد القدماء المصريين تنفيذهم لتلك الظاهرة الفريدة على مراصد أرضية مثل دائرة النبتة قرب أبو سمبل، وهو الدائرة الفلكية فى حوض النبتة والتى تقع على خط طول 30.42 درجة شرق وخط عرض 22.32 درجة شمالا، وهى عبارة عن دائرة من الأحجار التى يبلغ ارتفاعها متران وهى مثبتة على أحجار أخرى تحتها ويوجد لهذه الدائرة أربعة مداخل وفى منتصفها ستة أحجار لتثبيت الاتجاهات الفلكية بدقة، كما استخدموا تقنيات مثل شد الحبل بقيادة كهنة مهندسين وعلماء نجوم، لتوجيه محور المعابد على خطوط الأفق المطلقة مع محور الأرض. معبد أبو سمبل من أعظم ما صور تعامد الشمس ايضاً نراها في معبد أبو سمبل، أسوان المعبد الذي شيده رمسيس الثاني في منتصف القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وبمجرد أن تتسلل أشعة الشمس يضاء هذا المكان العميق داخل المعبد، الذي يبعد عن المدخل بنحو 60 متراً، وتستغرق ظاهرة التعامد 23 دقيقة. وتحدث تلك الظاهرة مرتين في العام، الأولى مع بداية فصل الزراعة 21 أكتوبر، والأخرى حين يبدأ موسم الحصاد 21 فبراير، وبعد نقل المعبد من موقعه القديم لإنقاذه من الغرق، أصبحت هذه الظاهرة تتكرر، لكن متأخرة يوما واحدا عن ذي قبل. وفي الموعد المحدد ومع الشروق وعبر الممر الطويل تصل أشعة الشمس الذهبية إلى هدفها المرسوم لها بدقة في حجرة «قدس الأقداس» ،حيث تتصدر أربعة تماثيل متلاصقة، لتضيء وجه الفرعون رمسيس الثاني أولا، ثم تمثالين آخرين هما تمثال رع حور آختي إله الشمس، وأمون رع إله طيبة. أما التمثال الرابع فهو للإله بتاح الذي يمثل آلهة العالم السفلي (الظلام)، ولا تصل إليه أشعة الشمس. معبد الكرنك

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store