
كيف يمكن أن ترد روسـ. يا على الهجمة الاكر انية ؟
الموقف الاول: يوم 28 مايو 2025 قالت موسكو إن القرار الألماني بتزويد كييف بصواريخ توروس بعيدة المدى سيجبر روسيا على توسيع المنطقة العازلة على طول حدودها لتتوافق مع مدى القذائف الغربية.
أي بما لا يمنعها من استهداف برلين، وواضح أن هناك من يراهن على جدية رد روسيا ضد برلين مع تسليم أوكرانيا صواريخ توروس واستخدام أوكرانيا لها.
الموقف الثاني: معروف أن روسيا قد عدلت عقيدتها النووية في 19 نوفمبر 2024، وحددت في الجزء الثالث البند رقم 19، والمتضمنة الشروط التي تحدد إمكانية استخدام الأسلحة النووية من قبل الاتحاد الروسي، وتحديداً الشرط بالفقرة ج، والذي يشرط باستخدام السلاح النووي حالة "تأثير العدو على منشآت الدولة أو المنشآت العسكرية ذات الأهمية البالغة في الاتحاد الروسي، والتي سيؤدي تعطيلها إلى عرقلة إجراءات الرد للقوات النووية".
واليوم الأحد 01 يونيو 2025، نفذت أوكرانيا عملية نوعية بالمسيرات استهدفت فيها أهم إرتكازات الثالوث النووي الروسي، وهو الطائرات القاذفة الاستراتيجية.
فهل سترد روسيا على أوكرانيا مستخدمة سلاح نووي تكتيكي مثلاً؟
للإجابة على هذا السؤال علينا أولاً أن نبحث بدقة شديدة في آخر مرة نفذت روسيا تجربة نووية حتى نتأكد من فعالية استخدامها لسلاح نووي بشكل فوري، ومدى ما وصلت له من تطوير، ومن سيوافق بوتن من مستشاريه أو هيئة قيادته أو ضباطه باستخدام سلاح نووي، قد يعرضهم هم وأهاليهم بل وشعبهم للفناء ردًا على استخدامه.
ومن هذا المنطلق، أتصور أن بوتن واقع تحت اختبار شديد الحساسية والحرج، فهو في موقف لا يحسد عليه، خاصة وأنه لم يرد بشكل حاسم، أو مرضي لشعبه حتى، عند قيام أوكرانيا باستهداف جسر كيرتش الإستراتيجي الذي يصل روسيا بشبه جزيرة القرم، والذي اعتبرته أوكرانيا احتفالاً بيوم مولد بوتن، ولم تقم روسيا برد حاسم على تكرار استهداف القرم ومطارات ومحطات طاقة ومحطات إنذار وقواعد دفاع جوي في العمق الروسي، بل لم ترد بشكل حاسم على استهداف أوكرانيا لقصر الكرملين بالمسيرات ولا عند إحتلال جزء من الأراضي الروسية في كورسك.
إذن كيف يمكن أن يرد بوتن؟
يجب أولاً ملاحظة أن تخطيط وتحضير عملية البيجر الإسرائيلية استغرق 15 شهرًا.. وتخطيط وتحضير عملية الشبكة العنكبوتية الأوكرانية استغرق 18 شهرًا، وكذا التحضير لعملية إحتلال كورسك استغرق أكثر من عام. فالضربات الاستراتيجية تحتاج لتخطيط دقيق في فترة زمنية كبيرة واستخبارات نشطة، تعتمد على العامل البشري الموثوق وعلى التكنولوجيا المتقدمة، لتدفق المعلومات المحدثة الدقيقة بشكل مستمر.
وربما تلجأ روسيا لتنفيذ ضربة عاجلة بصواريخ فرط صوتية تستهدف مقر زلينسكي لقتله أو/و مقر الاستخبارات الأوكرانية.. ولكنها ستكون في هذه الحالة ضربة عاجلة، ولن تحقق الغرض المأمول في رأيي.
ومن ثم يجب أن يفكر بوتن في فعل مخطط جيدًا قوي وحاسم، يقضي على إرادة أوكرانيا وقيادتها التي لا يعترف بها، وليس أن يحصر نفسه في زاوية رد الفعل.. ولكنه لن يفعل.
دكتور سَــــيْد غُنــــيْم
زميل الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية
أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
#رؤى_غنيم

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 2 أيام
- اليمن الآن
كيف يمكن أن ترد روسـ. يا على الهجمة الاكر انية ؟
الموقف الاول: يوم 28 مايو 2025 قالت موسكو إن القرار الألماني بتزويد كييف بصواريخ توروس بعيدة المدى سيجبر روسيا على توسيع المنطقة العازلة على طول حدودها لتتوافق مع مدى القذائف الغربية. أي بما لا يمنعها من استهداف برلين، وواضح أن هناك من يراهن على جدية رد روسيا ضد برلين مع تسليم أوكرانيا صواريخ توروس واستخدام أوكرانيا لها. الموقف الثاني: معروف أن روسيا قد عدلت عقيدتها النووية في 19 نوفمبر 2024، وحددت في الجزء الثالث البند رقم 19، والمتضمنة الشروط التي تحدد إمكانية استخدام الأسلحة النووية من قبل الاتحاد الروسي، وتحديداً الشرط بالفقرة ج، والذي يشرط باستخدام السلاح النووي حالة "تأثير العدو على منشآت الدولة أو المنشآت العسكرية ذات الأهمية البالغة في الاتحاد الروسي، والتي سيؤدي تعطيلها إلى عرقلة إجراءات الرد للقوات النووية". واليوم الأحد 01 يونيو 2025، نفذت أوكرانيا عملية نوعية بالمسيرات استهدفت فيها أهم إرتكازات الثالوث النووي الروسي، وهو الطائرات القاذفة الاستراتيجية. فهل سترد روسيا على أوكرانيا مستخدمة سلاح نووي تكتيكي مثلاً؟ للإجابة على هذا السؤال علينا أولاً أن نبحث بدقة شديدة في آخر مرة نفذت روسيا تجربة نووية حتى نتأكد من فعالية استخدامها لسلاح نووي بشكل فوري، ومدى ما وصلت له من تطوير، ومن سيوافق بوتن من مستشاريه أو هيئة قيادته أو ضباطه باستخدام سلاح نووي، قد يعرضهم هم وأهاليهم بل وشعبهم للفناء ردًا على استخدامه. ومن هذا المنطلق، أتصور أن بوتن واقع تحت اختبار شديد الحساسية والحرج، فهو في موقف لا يحسد عليه، خاصة وأنه لم يرد بشكل حاسم، أو مرضي لشعبه حتى، عند قيام أوكرانيا باستهداف جسر كيرتش الإستراتيجي الذي يصل روسيا بشبه جزيرة القرم، والذي اعتبرته أوكرانيا احتفالاً بيوم مولد بوتن، ولم تقم روسيا برد حاسم على تكرار استهداف القرم ومطارات ومحطات طاقة ومحطات إنذار وقواعد دفاع جوي في العمق الروسي، بل لم ترد بشكل حاسم على استهداف أوكرانيا لقصر الكرملين بالمسيرات ولا عند إحتلال جزء من الأراضي الروسية في كورسك. إذن كيف يمكن أن يرد بوتن؟ يجب أولاً ملاحظة أن تخطيط وتحضير عملية البيجر الإسرائيلية استغرق 15 شهرًا.. وتخطيط وتحضير عملية الشبكة العنكبوتية الأوكرانية استغرق 18 شهرًا، وكذا التحضير لعملية إحتلال كورسك استغرق أكثر من عام. فالضربات الاستراتيجية تحتاج لتخطيط دقيق في فترة زمنية كبيرة واستخبارات نشطة، تعتمد على العامل البشري الموثوق وعلى التكنولوجيا المتقدمة، لتدفق المعلومات المحدثة الدقيقة بشكل مستمر. وربما تلجأ روسيا لتنفيذ ضربة عاجلة بصواريخ فرط صوتية تستهدف مقر زلينسكي لقتله أو/و مقر الاستخبارات الأوكرانية.. ولكنها ستكون في هذه الحالة ضربة عاجلة، ولن تحقق الغرض المأمول في رأيي. ومن ثم يجب أن يفكر بوتن في فعل مخطط جيدًا قوي وحاسم، يقضي على إرادة أوكرانيا وقيادتها التي لا يعترف بها، وليس أن يحصر نفسه في زاوية رد الفعل.. ولكنه لن يفعل. دكتور سَــــيْد غُنــــيْم زميل الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل #رؤى_غنيم


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 4 أيام
- وكالة الأنباء اليمنية
مندوب روسيا في الامم المتحدة يحذر من توريد صواريخ "تاوروس" الألمانية لأوكرانيا
نيويورك - سبأ: حذر ممثل روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي من أن موسكو ستدرس "كل الخيارات" في حال منحت ألمانيا صواريخ "توروس" لأوكرانيا. وفق موقع روسيا اليوم قال تيبينزيا اليوم الجمعة إن ألمانيا في حال تواطؤها وتوريدها لصواريخ "توروس" إلى أوكرانيا ستجد نفسها متورطة بشكل أكبر في الحرب مع روسيا وستدرس موسكو حينها "جميع الخيارات" للرد المناسب على هذه الخطوة غير المقبولة. وفي سياق الأزمة الأوكرانية، أشار نيبينزيا إلى أن زيلينسكي لا يريد وقف القتال لأنه يخشى فقدان السلطة، مؤكدا أن روسيا مستعدة من حيث المبدأ لدراسة إمكانية تطبيق وقف إطلاق النار. و شدد على أنه من الضروري أن تكون هناك خطوات متبادلة من كييف بصدد وقف العمليات العسكرية.


26 سبتمبر نيت
منذ 4 أيام
- 26 سبتمبر نيت
مندوب روسيا في الامم المتحدة يحذر من توريد صواريخ "تاوروس" الألمانية لأوكرانيا
حذر ممثل روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي من أن موسكو ستدرس "كل الخيارات" في حال منحت ألمانيا صواريخ "توروس" لأوكرانيا. حذر ممثل روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي من أن موسكو ستدرس "كل الخيارات" في حال منحت ألمانيا صواريخ "توروس" لأوكرانيا. وفق موقع روسيا اليوم قال تيبينزيا اليوم الجمعة إن ألمانيا في حال تواطؤها وتوريدها لصواريخ "توروس" إلى أوكرانيا ستجد نفسها متورطة بشكل أكبر في الحرب مع روسيا وستدرس موسكو حينها "جميع الخيارات" للرد المناسب على هذه الخطوة غير المقبولة. وفي سياق الأزمة الأوكرانية، أشار نيبينزيا إلى أن زيلينسكي لا يريد وقف القتال لأنه يخشى فقدان السلطة، مؤكدا أن روسيا مستعدة من حيث المبدأ لدراسة إمكانية تطبيق وقف إطلاق النار. و شدد على أنه من الضروري أن تكون هناك خطوات متبادلة من كييف بصدد وقف العمليات العسكرية.