
الاكتفاء الذاتي من الألبان محرك رئيس لزيادة الصادرات5.8 مليارات دولار حجم سوق الألبان بالمملكة
التوسع في التصدير
موخراً، وقعت السعودية اتفاقية تعاون طموحة مع الصين، مما يتيح تصدير منتجات الألبان السعودية إلى أحد أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم، وقد حققت المملكة نسبة اكتفاء ذاتي من منتجات الألبان ومشتقاتها بنسبة 130 %، مما يفتح الطريق أمام تصدير منتجات الألبان إلى الدول الأجنبية، مع وجود 12 شركة ألبان سعودية، حيث تستقبل الأسواق الخليجية 30 % من الإنتاج المحلي، وتصدر السعودية 13 نوعا من مشتقات الألبان، بالإضافة إلى حليب الأطفال.
عالمياً، يُعد سوق الألبان قطاعًا كبيرًا ومتناميًا، حيث قدرت قيمته بحوالي 947 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 1.5 تريليون دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب 6 %، وذلك بفضل تزايد عدد سكان العالم، وارتفاع مستويات الدخل، وتحول تفضيلات المستهلكين الغذائية نحو الأطعمة الغنية بالبروتين والتغذية الصحية، والتقدم التكنولوجي الكبير، وارتفاع شعبية الوجبات الخفيفة المبنية على الألبان، والسياسات واللوائح الحكومية المواتية لنمو السوق.
تشمل صناعة الألبان والأغذية إنتاج الحليب، وتجهيزه للبيع، وتصنيع منتجات الألبان، وتشمل مجموعة متنوعة من المنتجات، مثل الحليب، والزبادي، والجبن، والمربى، والآيس كريم، ويشهد الطلب على هذه المنتجات نموًا مستمرًا، لا سيما في الدول النامية، نظرًا لارتفاع القيمة الغذائية للحليب والأغذية ذات الصلة، ويركز المتخصصون في السوق على إطلاق منتجات ألبان جديدة في المناطق غير المستغلة لتوسيع قاعدة عملائهم وحضورهم في السوق، وتزيد استراتيجيات التسويق المبتكرة والفريدة من انتشار المصنعين عالميًا، وتوفر لهم فرصًا مربحة، وقد كانت الألبان غذاءً أساسيًا لقرون، حيث توفر عناصر غذائية أساسية مثل الكالسيوم والبروتين والفيتامينات، مما يجعلها مكونًا حيويًا في العديد من الأنظمة الغذائية حول العالم.
سوق الألبان العالمي
لا يقتصر إنتاج واستهلاك منتجات الألبان على منطقة معينة، حيث يستمر سوق الألبان العالمي، بمحفظته المتنوعة من المنتجات وتأثيره الاقتصادي الكبير، في التطور، مدفوعًا بمجموعة من العوامل التي تشكل نموه واتجاهاته، وأحد العوامل الأساسية التي تؤثر على سوق الألبان العالمي هو تطور الأفضليات الغذائية للمستهلكين، مع زيادة الوعي الصحي للأفراد، وهناك طلب متزايد على منتجات الألبان التي تقدم فوائد صحية تتجاوز التغذية الأساسية، ويُحسن الاستهلاك المنتظم لمنتجات الألبان صحة العظام والأمعاء، ويُقلّل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري.
وأدى هذا الاتجاه إلى زيادة في استهلاك الزبادي الغني بالبروبيوتيك، وخيارات الألبان قليلة الدسم، والمنتجات المدعمة بالفيتامينات والمعادن، وتستجيب الشركات في صناعة الألبان بالابتكار وتطوير المنتجات التي تتماشى مع هذه التغيرات في تفضيلات المستهلكين، وبالإضافة إلى ذلك، يؤدي النمو السكاني في جميع أنحاء العالم إلى زيادة الطلب على المنتجات الغذائية، بما في ذلك الألبان، ومع دخول المزيد من الأشخاص إلى الطبقة الوسطى في الاقتصادات الناشئة، هناك قدرة أكبر على تحمل تكاليف منتجات الألبان، ويُعد هذا التحول الديموغرافي بالغ الأهمية في دول مثل الصين والهند، حيث تدفع الطبقة الوسطى المتنامية استهلاك الألبان إلى الأعلى.
تتوسع الشركات في قطاع الألبان للاستفادة من الأسواق النامية، مما يؤدي إلى زيادة التجارة العالمية في منتجات الألبان، وقد باتت الاستدامة اعتبارًا رئيسيًا للشركات العاملة في قطاع الألبان، ومع تزايد الوعي البيئي، يبحث المستهلكون عن منتجات ألبان تُنتج بأقل تأثير ممكن على البيئة، وقد أدى هذا الاتجاه إلى استثمارات في ممارسات الزراعة المستدامة، بما في ذلك الإنتاج العضوي والمراعي للألبان، وعلاوة على ذلك، هناك دفعة لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة في تربية الألبان، حيث تستكشف بعض الشركات مصادر الطاقة البديلة وممارسات إدارة النفايات الأكثر كفاءة.
إلى جانب ذلك، تلعب التكنولوجيا دورًا محوريًا في ازدهار صناعة الألبان، فقد أدت تقنيات معالجة الألبان الحديثة إلى تحسين جودة المنتج، وإطالة العمر الافتراضي، وتعزيز قدرات التوزيع، وتستثمر الشركات في الأتمتة وتحليلات البيانات وأنظمة مراقبة الجودة لتحسين عمليات الإنتاج وتقليل الهدر، ويوفر الابتكار في أنواع الزبادي، مثل الزبادي الخالي من الدسم والمنكّه والقابل للشرب، فرص نمو كبيرة للمصنّعين، كما أن الابتكار في التغليف، مثل أحجام الحصص الصغيرة، والعبوات الجاهزة، والعبوات الفردية، يُعزز الطلب على المنتج، مما يُتيح فرصًا هائلة للمصنّعين.
منتجات الألبان الفاخرة
شهدت دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا تغيرًا ملحوظًا في طلب المستهلكين على منتجات الألبان، وقد زاد الوباء بشكل ملحوظ من حاجة المستهلكين إلى نظام غذائي صحي ومغذي، وبالتالي، شهد الطلب على منتجات الألبان الفاخرة عالية الجودة والمُصممة خصيصًا حسب الطلب نموًا سريعًا، ولتلبية تفضيلات المستهلكين المتغيرة، تُطلق الشركات الرائدة في السوق منتجات جديدة لجذب المزيد من العملاء، وعلى سبيل المثال، في سبتمبر 2022، أعلنت "ميلكي ميست"، وهي شركة تصنيع ألبان معروفة مقرها الهند، عن إطلاق زبادي جديد كليًا عالي البروتين تحت علامتها التجارية "ميلكي ميست سكاير"، وهو يُعد الزبادي الوحيد في السوق الأوروبية الذي يحتوي على نسبة بروتين 11 %.
يستخدم المطبخ الأوروبي كميات كبيرة من الجبن، حيث يأتي معظم هذا المنتج من أوروبا، مما يجعله جزءًا أساسيًا من مطبخها، ووفقًا للجمعية الأوروبية للألبان، أنتجت أسواق دول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين مجتمعةً 145 مليون طن متري من منتجات الألبان في عام 2024، وتشتهر فرنسا بثقافتها الغنية في صناعة الجبن، وتُنتج مجموعة واسعة من أنواع الجبن عالية الجودة، والتي تُقبل عليها محليًا ودوليًا، ووفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، استوردت فرنسا في عام 2024 جبنًا بقيمة 2.5 مليار دولار، وكانت الواردات الرئيسية من إيطاليا وهولندا وألمانيا وبلجيكا وإسبانيا. أما في الدول ذات الكثافة السكانية العالية، مثل الصين والهند، فإن هناك ارتفاعاً في عدد الرضع والشباب، مما يُسهم في زيادة استهلاك منتجات الألبان بوتيرة كبيرة، وعلى سبيل المثال، يُستهلك حوالي 70 % من الهنود الحليب المُنتَج في البلاد، من جهة أخرى، تضم أمريكا الجنوبية أكبر عدد من السكان المقيمين في المدن الحضرية، وتجذب دول مثل البرازيل وتشيلي والأرجنتين استثمارات أجنبية مباشرة كبيرة مع إطلاق شركات ناشئة جديدة في تكنولوجيا الأغذية ومنتجات الألبان.
تحظى منتجات الألبان، كالجبن والحلويات والزبدة وغيرها، بأهمية ثقافية كبيرة في دول أمريكا الشمالية، كالولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وقد شهد استهلاك الحليب تزايدًا مستمرًا في المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية، وعلى سبيل المثال، يشرب 90 % من الأمريكيين الحليب يوميًا، ويميل السكان الأوروبيون إلى الاهتمام بالجوانب الغذائية لهذه المنتجات، وبالتالي، يسهم ارتفاع الطلب على اللبن والحليب الطازج بشكل كبير في نمو سوق منتجات الألبان في المنطقة، وتعد أمريكا اللاتينية السوق الأكثر تنوعًا لمنتجات الألبان، والأسواق الأكثر أهمية الواعدة في المنطقة هي البرازيل والأرجنتين وتشيلي. يُعتبر الشرق الأوسط السوق الأكثر نمواً واعداَ في قطاع الألبان، ويعود ذلك إلى التحول المستمر في أنماط استهلاك المستهلكين، حيث يتجهون أكثر فأكثر نحو نظام غذائي صحيّ ومريح وعالي الجودة. تشهد المنطقة نموًا مستمرًا، مع طلب قوي على الأطعمة الفريدة، مثل منتجات الألبان العضوية والغنية بالنكهات، ومن العوامل الرئيسية الأخرى التي ساهمت في نمو السوق تغير نمط حياة المستهلكين وارتفاع دخلهم المتاح. يهيمن قطاع الماشية على السوق، إذ يُعتبر الأكثر كفاءةً في تحويل بروتين العلف إلى غذاء مقارنةً بقطاع الماشية الزراعية الأخرى، إضافةً إلى ذلك، تتوفر مصادر عديدة لإنتاج الحليب، إلا أن معظم المستهلكين يُفضلون استهلاك حليب الماشية لما له من فوائد صحية عديدة، ويحتوي حليب الماشية على كميات أعلى من الفيتامينات والمعادن، وهو سهل الهضم بفضل محتواه المنخفض من البروتين والدهون مقارنةً بأنواع الحليب الأخرى، كما أن حليب الماشية، مثل حليب الأبقار، يحتوي على نسبة ماء أعلى من حليب الماعز والإبل، ونتيجةً لذلك، يُعدّ حليب الأبقار أقلّ تسمينًا، وبالتالي، يُفضّله الكثيرون، لا سيما من قِبل مُحبي الرياضة واللياقة البدنية.
يُعدّ حليب الأغنام مصدرًا مفضلًا آخر لمنتجات الألبان، إذ يتجه المستهلكون المعاصرون نحو خصائصه الصحية، مما يجعله أحد أنسب البدائل، ويشير العديد من الباحثين إلى أن إنتاج الأجبان باستخدام "حليب الأغنام الخام غير المبستر" يمكن أن يوفر كميات أكبر من فيتامين أ، وكمية أكبر من البروتين (ضعف الكمية تقريبًا)، وحمض اللينوليك المترافق، وببتيدات مثبطة للإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) مقارنةً بتلك الموجودة في حليب الأبقار والماعز، وإلى جانب هذه العوامل، يُستهلك حليب الماعز والإبل في جميع أنحاء العالم نظرًا لخصائصهما الغذائية الفريدة. يضم السوق لاعبين محليين، ويفوق عددهم عدد اللاعبين الدوليين، وتسعى الشركات المحلية باستمرار إلى توسيع نطاق أعمالها في قطاع الأغذية بين الدول في دول جديدة، ونظرًا للطلب المتزايد على مختلف المنتجات، تُتيح الشركات الرئيسية منتجاتها في الأسواق الدولية من خلال الدخول في شراكات مع لاعبين محليين آخرين لإطلاق منتجات جديدة في هذه الأسواق، وعلى سبيل المثال، في مارس 2022، أطلقت شركة فونتيرا علامتها التجارية النيوزيلندية الفاخرة "كابيتي" في سوق التجزئة الصيني، والتي تُلبي الطلب المتزايد على منتجات الجبن الفاخرة في الصين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مباشر
منذ ساعة واحدة
- مباشر
وكالة: "أوبك+" يتفق مبدئياً على ضخ 550 ألف برميل إضافي يومياً اعتباراً من أغسطس
مباشر: اتفق تحالف "أوبك+" بشكل مبدئي على تسريع وتيرة الزيادة في إمداداته الشهر المقبل، ليعيد 550 ألف برميل يومياً من النفط إلى السوق اعتباراً من أغسطس، بحسب ما قاله مندوبون، بحسب وكالة "بلومبرج"، اليوم السبت. ويُتوقع أن يوافق ثمانية أعضاء رئيسيين في التحالف على زيادة أكبر من المتوقع، بواقع 550 ألف برميل يومياً، خلال اجتماع افتراضي يعقد اليوم، بحسب مندوبين. وأعلن التكتل في السابق عن زيادات بواقع 411 ألف برميل يومياً لكل من شهور مايو ويونيو ويوليو، وهو ما يزيد بواقع ثلاثة أمثال عن المستوى المخطط في الأصل. وتوقع تجار في السابق أن يزيد الإنتاج بنفس المعدل في أغسطس. وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية حازمة اتخذتها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركاؤها لتسريع انتعاش الإنتاج المقيد، على الرغم من خطر فائض المعروض العالمي الذي قد يزيد من الضغط على أسعار النفط. وستسمح الزيادة الأكبر في أغسطس لأوبك+ باستكمال إعادة 2.2 مليون برميل يومياً من الإنتاج المتوقف سابقاً بحلول سبتمبر، مع زيادة أخرى تُقارب المستوى نفسه، وقد يناقش التحالف خطط سبتمبر في اجتماعه الافتراضي يوم السبت، وفقاً لأحد المندوبين. ترحيب محتمل من ترامب وتوقع تجار النفط الخام على نطاق واسع أن يُقر أوبك+ زيادة أخرى قدرها 411 ألف برميل يومياً لشهر أغسطس، بما يتماشى مع الأشهر الثلاثة السابقة، كما ركزت المناقشات الأولية للمندوبين هذا الأسبوع على هذا المستوى، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ" يوم الخميس. وقد تلقى الإمدادات الإضافية ترحيباً من الرئيس ترامب، الذي كرر الدعوة إلى خفض أسعار النفط لدعم الاقتصاد الأمريكي، ويحتاج إلى درء التضخم مع دفع الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، تهدد الزيادة أيضاً بتضخم فائض العرض الناشئ، حيث تراكمت مخزونات النفط العالمية بوتيرة تبلغ حوالي مليون برميل يومياً في الأشهر الأخيرة، مع تباطؤ الاستهلاك في الصين وارتفاع الإنتاج في الأميركتين، من الولايات المتحدة إلى غيانا وكندا والبرازيل. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
نمو متسارع في السياحة السعودية يدفع حجوزات الفنادق ويعزز التوطين
شهد قطاع السياحة في السعودية نمواً متسارعاً في السنوات الماضية، ما ساهم في دفع حركة الحجوزات والطلب على مرافق الضيافة بما فيها الفنادق والشقق المخدومة، التي من خلالها تخلق وظائف عدة في سوق العمل من خلال هذه المنظومة، وتفتح آفاقاً جديدة لاستقطاب المستثمرين إلى المملكة. وكانت الهيئة العامة للإحصاء السعودية قد كشفت مؤخراً عن ارتفاع في غرف إشغال الفنادق خلال الربع الأول من عام 2025 بـ2.1 في المائة عن الفترة ذاتها من عام 2024، ليبلغ ما يقارب الـ63 في المائة. وفي المقابل، شهد معدل إشغال الشقق المخدومة ومرافق الضيافة الأخرى، انخفاضاً نحو 50.7 في المائة، عن الربع المماثل من العام الماضي، وسط مؤشرات متباينة حول الأسعار، ومتوسط الإقامة، وسوق العمل في القطاع السياحي. «الإحصاء»: ارتفاع معدل إشغال الغرف في الفنادق خلال الربع الأول من 2025 بنحو 63في المائة. — واس الاقتصادي (@SPAeconomic) July 3, 2025 وقال المدير العام لشركة «الصرح للسياحة والسفر»، طلال المهيدب، لـ«الشرق الأوسط»، إن شركته حققت خلال الربع الأول من العام الحالي نمواً في حجم الحجوزات التي تشمل الفنادق، والطيران، والبرامج السياحية بنسبة تقارب 28 في المائة، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024، ويعزى هذا النمو إلى تنامي الطلب على المملكة بوصفها وجهة سياحية، وتحسن الخدمات والبنية التحتية في البلاد. وأوضح المدير العام لشركة «الصرح للسياحة والسفر» أن الحجوزات تركزت بشكل أكبر على الفنادق مقارنة بالشقق المخدومة، وهناك إقبال ملحوظ من الجنسيات الخليجية والآسيوية، مشيراً إلى أن دوافع الزيارة متنوعة بين السياحة الترفيهية والثقافية، وكذلك الأعمال وحضور الفعاليات. وأبان أن نسبة السعوديين في المناصب الإدارية لدى الشركة حالياً نحو 48 في المائة، وأن العمل جارِ على رفع هذه النسبة ضمن الالتزام بمستهدفات التوطين والمشاركة الفاعلة في تحقيق «رؤية 2030». وأكمل المهيدب: «لدى الشركة خطة طموحة لتوسيع قاعدة التوظيف خلال الفترة المقبلة، مع التركيز على استقطاب الكفاءات الوطنية وتمكينها في مختلف الأقسام». من ناحيته، أكد المختص في قطاع السياحة، عبد الله الصقعبي، لـ«الشرق الأوسط»، استمرار التدريب والتأهيل، ووضع شراكات مع معاهد متخصصة في إدارة السياحة والفنادق والضيافة في المملكة، لتطوير مهارات الموظفين السعوديين، ما يسهم في توسع متقدم لتعزيز التوظيف المحلي وزيادة نسبة السعوديين ضمن الكوادر التشغيلية لقطاع السياحة، في الفنادق وما يتعلق بالخدمات السياحية. بدوره، أفاد المستثمر في منصة «جاذر إن»، فيصل العتيبي، بأنه تماشياً مع أهداف «رؤية 2030» بالاستفادة المثلى للتقنية والذكاء الاصطناعي في دعم مختلف القطاعات، يأتي هذا التطبيق المتخصص في تأجير الشقق، بوسائل دفع آمنة، وشفافية في الأسعار والخدمات المقدمة. وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن الاستثمار في المنصة ساهم في زيادة أرباحه الشخصية نظراً للارتفاع الملحوظ في الطلب والحجوزات. وأضاف العتيبي أن المستأجرين قادمين من مختلف المناطق، ما يؤكد نمو قطاع السياحة التي تغيرت خريطتها خلال السنوات الماضية. وكشف عن نيته للتوسع والاستثمار في مختلف مناطق السعودية، نظراً للنمو الملحوظ في قطاع السياحة، ووجود عدد كبير من الزوار في مختلف فصول العام، ما يعكس التنوع التضاريسي والأجواء بين مناطق المملكة. وعلى صعيد الأسعار، فقد تراجع متوسط السعر اليومي للغرف الفندقية إلى 477 ريالاً (127.2 دولار) بانخفاض نحو 3.4 في المائة، في حين سجلت الشقق المخدومة ارتفاعاً في متوسط أسعارها اليومية بنسبة 7.2 في المائة لتبلغ نحو 209 ريالات (55.73 دولار)، ما يشير إلى تحولات في أنماط الطلب أو تغيرات في الفئات المستهدفة من النزلاء. وأوضحت الهيئة العامة للإحصاء السعودية أن متوسط مدة إقامة النزيل في الفنادق استقراراً عند 4.1 ليلة، مقارنة بالربع نفسه من العام السابق، بينما تراجع متوسط الإقامة في الشقق المخدومة إلى 2.1 ليلة فقط، منخفضاً بنسبة 4.5 في المائة، مما يعكس تغيرات محتملة في دوافع الإقامة أو التركيبة السكانية للزوار. وسجل القطاع نمواً في التوظيف بنسبة 4.1 في المائة مقارنة بالربع الأول من 2024، وبلغ إجمالي المشتغلين في الأنشطة السياحية 983 مشغلاً، وفي صعيد توظيف السعوديين فقد بلغ 24.8 في المائة من وظائف القطاع السياحي، إذ بلغ العاملين في القطاع 234 ألف سعودي.


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
"الأحيدب": 5 حيل لضمان غير حقيقي يستخدمه التجار لترويج السلع.. ويجب معاقبة المخالفين
يطالب الكاتب الصحفي محمد الأحيدب الجهات المسؤولة، بالتشدد في توثيق وتنفيذ ضمان السلع والخدمات، أو إصدار قرار صارم يعاقب من يستخدم الضمان كخدعة لترويج السلع ورفع أسعارها دون أي تنفيذ حقيقي للضمان، وذلك أسوة بالعقوبات على من يُغري بالإعلان عن تخفيضات وهمية أو غير حقيقية، راصداً حوالي خمس حيل يستخدمها التجار وأصحاب الأعمال لترويج السلع دون ضمان حقيقي. وفي مقاله "الضمان أصبح خدعة ترويجية يجب وقفها" بصحيفة "الرياض"، يقول "الأحيدب": "ضمان الأجهزة والأدوات وحتى مواد السباكة وعمليات الترميم والبناء أصبح خدعة ترويجية يتم بواسطتها إغراء المستهلك للشراء بسعر عالٍ، يراهن على أن العميل لن يستطيع الاستفادة من عبارة الضمان، ولن يمكنه حتى تذكُّر تاريخ بداية أو نهاية ضمان طويل لقطعة استهلاكية طويلة الأمد وعُرضة للتلف الذي يسهل الالتفاف عليه إما بضياع الفاتورة أو تلفها لأنها حرارية الطباعة، أو اختراع مبرر لتلف الجهاز أو الأداة أو العملية المنفذة، وهذا الإغراء للمستهلك يجب التشدد في توثيقه أو وقفه لأنه تجاوز الحدود المعقولة وتنوعت صوره التي سوف أتطرق في هذا المقال لأكثرها عجباً وغرابة وتحايلاً". ضمان مدى الحياة ويرصد "الأحيدب" خمس حيل يستخدمها التجار وأصحاب الأعمال لترويج السلع دون ضمان حقيقي، ويقول: "بدأت ملاحظتي لهذا السلوك التجاري الغريب عندما وجدت أن بعض محلات الأدوات الكهربائية تغريك بأن بعض فوانيس الضوء مضمونة مدى الحياة، بمعنى أن بإمكانك استبدال التالف منها عندما تحترق، ويقصدون الفانوس أو ما يُسمى بالعامية ذات الأصل الإنجليزي (اللمبة)، وعندما تسأل عن مستند الضمان أو الاستبدال لتلك (اللمبة) المضمونة مدى الحياة، يقول لك: أحضر التالف للمحل ونستبدله، ولكن المحل نفسه من الصغر بحيث لا يمكن (ضمان) استمراره لأكثر من ثلاث سنوات ثم ينتقل أو يُغلق أو يُباع ويتغير اسمه وصاحبه، وعموماً كانت تلك خدعة يمكن أن يتخادع لها من لا يهمه الأمر كثيراً". ألماني أم صيني؟!! ويضيف الكاتب: "شبيه لهذه الخدعة ما تمارسه محلات أدوات السباكة حينما يقول لك البائع: هذا الخلاط صيني الصنع، ضمانه سنتان، أما هذا النوع الثاني فهو ألماني صنع في الصين، وضمانه خمس سنوات، وجميعها ضمان المحل وليس شركة معروفة لها وكيل معروف! وهنا فإن الزبون سيعمد لشراء الثاني بضعف السعر متأثراً بذلك الإغراء، في حين أن الحقيقة هي أنك دفعت ضعف السعر لخلاط صيني الصنع مشابه تماماً للأول، وتعرضت للإغراء بخدعة سمعية ليس لها ما يوثقها". أما الأكثر غرابة، حسب الكاتب: "فهو ما قاله عامل بلاط يعرض ثمناً لتكلفة عمله يفوق غيره بأكثر من الضعف، قائلاً: إن عمله مضمون من التغير أو الهبوط لعشرين سنة! حسناً، وأين أجدك يا الحبيب بعد خمس سنوات إذا فسد العمل؟! وكيف أطالب بحقي؟! علماً أن تأشيرة إقامته لا تزيد على سنتين، وليس له عنوان ثابت، وحتى هاتفه المحمول لا يمكن ضمان عدم تغييره، لكنها (موضة) الإغراء بالضمان أصبح كل يطبقها فيما يخصه". محلات العود والعسل ويمضي "الأحيدب" راصداً: "محلات العود ودهن العود والعسل أعجبها نجاح تلك الخدعة التي تعتمد على انشغال الزبون أو قِصر نفسه، فأصبحت تعلن عن أن منتجاتها إذا لم تُعجبك فيمكنك إرجاعها بعد تجربتها، وهنا لا بد من ذكر أن أحد الأسواق المركزية يقول: اشترِ من قسم الخضروات الحبحب (الجح) وإذا لم يعجبك طعمه أو لونه يمكنك إرجاعه! وهنا ثمة تباين في حاسة الذوق أو تحديد درجة اللون قد يُسبب خلافاً في طعمه ولونه لا تُحمد عقباه". ويقف الكاتب أمام تحايل المتاجر الشهيرة، ويقول: "إن كانت تلك الصور سالفة الذكر تصدر من محلات أو متاجر صغيرة غير موثوقة ولا موثقة الشروط والأحكام، ويمكن أن يُلام فيها العميل أو المستهلك الذي يُصدقها، فإن المتاجر والأسواق الشهيرة ذات الأسماء التجارية الأكثر ثباتاً تمارس إغراءً من نوع آخر لا يخلو من التفاف وتحايل، فهي تُغري المستهلك بالحصول على ما يسمونه (ضمان المحل) بدفع مبلغ إضافي كبير على الفاتورة مقابل ترقية الضمان إلى ضمان المحل، الذي يتميز فقط بتولي المتجر استلام السلعة في المحل بدلاً من الوكيل، وهنا يستغل المتجر معاناة المستهلك مع الوكلاء الذين ليس لهم مكاتب معروفة، أو مكاتبهم بعيدة أو في مدن أخرى، أو يُماطلون في قبول الجهاز أو في مدة الإصلاح والاستلام، أما خلاف ذلك فإنه لا تميُّز يُذكر، أي لا يعني (ضمان المحل) استبدال الجهاز فوراً أو رد القيمة للجهاز المضمون".