logo
الخوارزميات تعزف مشاعرنا… الفن يتجدد في عصر التقنية

الخوارزميات تعزف مشاعرنا… الفن يتجدد في عصر التقنية

النهارمنذ 4 أيام
لم يكن شغف المخرجة والسيناريست الأردنية سهى إسماعيل بالموسيقى والفنون يوماً منفصلًا عن بحثها الدائم عن طرق جديدة للتعبير. هي عازفة بيانو وكاتبة موسيقى، فنانة تؤمن بأن الفنون هي أكثر الوسائل شاعرية في كشف مكنونات الإنسان وأحاسيسه. لكن فضولها تجاوز حدود البيانو والكاميرا، ليقودها إلى تجربة أكثر جرأة: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخلق فناً يحرّك المشاعر بصدق كما يفعل الإنسان؟ وهل تستطيع هذه الأداة التقنية "الباردة" أن تحمل خيالات المخرج وأفكاره وانفعالاته إلى الناس؟
هذا التساؤل كان بوابة إسماعيل إلى رحلة مختلفة تماماً،إذ لم يقتصر دافعها على التجريب التقني فحسب، بل كان لديها حلم أكبر، كما تقول:
"كنت أريد أن أتعرف إلى إمكان ترجمة بعض الأفكار الفلسفية والعلمية والقصص الإنسانية إلى أغانٍ وفيديوهات يمكن أن تصل إلى الناس من خلال الذكاء الصناعي".
وإضافة إلى هذا الشغف المعرفي، وجدت في هذه الأدوات فرصة للإنتاج الفني بأكلاف أقل بكثير من الوسائل التقليدية.
أدوات جديدة... وأفق إبداعي واسع
انفتاح إسماعيل على الذكاء الاصطناعي لم يكن عشوائياً، فهي اختارت أدوات بعينها لخدمة مشروعها الفني:
تستخدم Midjourney لتوليد الصور وتحريكها، وRunway للتحريك أيضاً، بينما تعتمد على Suno لتوليد الأغاني. أمّا الكلمات المغناة فتكتبها بالتعاون مع "تشات جي بي تي"، بحيث تمده بالفكرة العامة والقصة والمزاج الموسيقي المرغوب، ثم تخضع النصوص للتعديل حتى تصل إلى النتيجة التي تتناغم مع موسيقاها.
توضح: "أنا لست شاعرة، لذلك أكتب الفكرة وأزوده الستايل والمزاج العام للأغنية، ثم أعدل معه حتى أصل الى النتيجة المرغوبة".
عاطفة داخل المعادلات
هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يعبر عن المشاعر؟ بالنسبة الى إسماعيل، التجربة أثبتت أن ذلك ممكن:
"بعد محاولات عديدة أظنه قادر على ذلك، وفي النهاية الإنسان، هذا الكائن العاطفي الحساس، هو الذي يوجهه".
تجربتها الأبرز كانت مع أغنية "قوانين النور والجمال"، التي تصفها بأنها رحلة لاستكشاف الجمال الكوني الخفي في القوانين الفيزيائية الكبرى. حولت الأغنية لاحقاً إلى فيديو كليب، وتلقت تعليقات مؤثرة من الجمهور، عبّر بعضهم عن شعوره قائلاً إن العمل "أخذه إلى عالم آخر"، وجعله يشعر كأنه "يحلق في فضاء واسع"، وهو ما اعتبرته دليلاً على أن الأغنية نجحت في لمس مشاعر المشاهدين.
أما أغنيتها "ليست مجرد وردة"، فكانت مغامرة موسيقية جريئة جمعت بين الراب والموسيقى الكلاسيكية الحديثة والأوبرا التجريبية، وجسدت حواراً تخيلياً بين عالم فيزيائي وفنان حول الطريقة التي يرى بها كل منهما الوردة. وتعلق على هذه التجربة بقولها: "النتيجة كانت فريدة، وهناك أغانٍ أخرى تحكي قصصاً من الحياة اليومية".
ومع ذلك، لا تزال إسماعيل ترى فارقاً جوهرياً بين الإبداع البشري المباشر وبين إنتاج الذكاء الاصطناعي، موضحة:
"هناك فرق بين أن تكتب أنت قطعة موسيقية وفي خيالك الفكرة، ثم تجلس إلى البيانو تترجم إحساسك مباشرة من دون وسيط، وبين أن تحصي أرقاماً واحتمالات كما يفعل الذكاء الصناعي، ليعطيك نتيجة قد تقترب أو تبتعد عن خيالك لكنها لا تطابقه".
تحديات الفن الجديد وأخلاقياته
تقر إسماعيل أن دخول الذكاء الاصطناعي إلى الفنون لم يخلُ من تساؤلات أخلاقية وإشكاليات معقدة، وعلى رأسها قضية الملكية الفكرية للفنانين والكتاب، إضافة إلى المحتوى المضلل أو العبثي الذي يضخه بعض المستخدمين، وانتشار التقليد المفرط والاعتماد الزائد على هذه التقنيات، وهو ما قد يؤدي – في رأيها – إلى ضمور المهارات الإبداعية مع الوقت.
فن جديد يولد من قلب التقنية
وعن رؤيتها لمستقبل الفنون في ظل الذكاء الاصطناعي، تجيب:
"الذكاء الصناعي جعل الإنتاج الفني متاحاً لكثيرين من دون ميزانيات ضخمة. ومع تقليص الوقت والجهد، تبقى القدرة على توليد الأفكار وإخراجها والسرعة في مواكبة التقنية والمهارة في استخدام الأدوات هي الفارق".
وترى أن هذه الأدوات فتحت الباب أمام استكشاف أنماط فنية ظلت حبيسة المتاحف والكتب، وأن الفن سيصبح أكثر انتشاراً بفضل هذه الثورة الرقمية. وتضيف مؤكدة:
"إمكان الدمج بين أنماط فنية عدة وعوالم وبيئات متعددة باستخدام الذكاء الصناعي تعد بأنماط فنية جديدة".
بين البيانو والعدسات والخوارزميات، تخوض سهى إسماعيل مغامرة فنية جديدة تكسر الحدود التقليدية بين الإنسان والتقنية. هي لا ترى الذكاء الاصطناعي بديلا من الفنان، بل أداة تتيح له توسيع خياله وتحويل الفلسفة والعلم والحكايات الإنسانية إلى صور وأغاني يمكن أن تصل إلى كل قلب. وفي عالم يزداد ارتباطاً بالتكنولوجيا، تظل رهاناتها الكبرى على الإنسان نفسه: العاطفة هي التي تمنح هذه الآلة روحاً... والفن سيظل في النهاية مرآة لمشاعرنا نحن.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقوم بالمهام عنك بذكاء... تعرّف على أداة "تشات جي بي تي" الجديدة
تقوم بالمهام عنك بذكاء... تعرّف على أداة "تشات جي بي تي" الجديدة

النهار

timeمنذ 20 ساعات

  • النهار

تقوم بالمهام عنك بذكاء... تعرّف على أداة "تشات جي بي تي" الجديدة

في تطور جديد يعكس تسارع سباق الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة "أوبن إيه آي" عن إطلاق أداة مبتكرة تحمل اسم "ChatGPT Agent"، تمثل تحولاً لافتاً في قدرات "تشات جي بي تي"، إذ لم يعد مجرد منصة محادثة، بل أصبح وكيلاً رقمياً قادراً على أداء مهام حقيقية ومعقدة نيابة عن المستخدمين. مهام رقمية أشبه بمساعد شخصي بمجرد تفعيل "وضع الوكيل" من قائمة الأدوات، سيتمكن مشتركو باقات Pro وPlus وTeam من الاستفادة من مجموعة واسعة من المهام الرقمية، تشمل: • تنظيم الجداول الزمنية بشكل تلقائي. • حجز المطاعم والتسوق الإلكتروني. • إعداد قوائم مرشحين لوظائف. • إنشاء عروض تقديمية قابلة للتعديل وتشغيل الأكواد البرمجية. ويكفي التفاعل مع الأداة عبر لغة طبيعية لتقوم بإدارة هذه المهام بمرونة عالية. دمج قدرات متعددة في أداة واحدة الأداة الجديدة توظف خبرات سابقة طورتها "أوبن إيه آي"، حيث تدمج بين قدرة "Operator" على تصفح المواقع الإلكترونية وميزة "Deep Research" التي تحول المعلومات المبعثرة إلى تقارير موجزة. كما تتيح ربط تطبيقات مثل Gmail وGitHub للوصول إلى المعلومات ذات الصلة، إضافة إلى استخدام واجهات برمجة التطبيقات وتشغيل الأكواد من خلال محطة طرفية. تطبيقات عملية متنوعة تشير الشركة إلى أن "ChatGPT Agent" قادر على تنفيذ مهام أكثر تعقيدًا من أي إصدار سابق، مثل إعداد خطة لتحضير إفطار ياباني لأربعة أشخاص، أو تحليل بيانات ثلاث شركات منافسة وإعداد عرض تقديمي عنها. هذه السيناريوهات تتطلب دمج أدوات تقنية وتصفح مواقع متعددة بشكل ديناميكي، وهو ما يعكس نقلة في مستوى تفاعل الذكاء الاصطناعي مع العالم الحقيقي. نتائج علمية قوية في الاختبارات سجل الوكيل الجديد أداءً متفوقًا في اختبارات معيارية مهمة: • 41.6% في اختبار Humanity's Last Exam، الذي يضم آلاف الأسئلة في أكثر من 100 تخصص علمي. • 27.4% في اختبار FrontierMath للرياضيات المتقدمة، مقابل 6.3% فقط لنموذج o4-mini السابق. تركيز على الأمان والضوابط الصارمة وضعت "أوبن إيه آي" معايير أمان صارمة لهذه الأداة، إذ تم تصنيفها ضمن فئة "القدرات العالية" في مجالات الأسلحة البيولوجية والكيميائية، رغم عدم وجود أدلة على استخدامها الخبيث حتى الآن. وتشمل الضوابط المعلنة: • نظام مراقبة مباشر يفحص كل إدخال للكشف عن أي محتوى قد يشكل تهديدًا بيولوجيًا. • تعطيل ميزة "الذاكرة" مؤقتًا لمنع استغلالها في تسريب بيانات حساسة عبر "حقن الأوامر". خطوة كبيرة في سباق الوكلاء الرقميين ترى "أوبن إيه آي" أن هذه الأداة تمثل نقلة نوعية نحو تحقيق رؤية "الوكلاء التنفيذيين الرقميين"، رغم أن التجارب السابقة لوكلاء الذكاء الاصطناعي أظهرت محدودية في التعامل مع تعقيدات الواقع. ويبقى السؤال: هل سينجح "تشات جي بي تي" في ترسيخ نفسه كوكيل رقمي يعتمد عليه في الحياة اليومية، أم سيواجه العقبات ذاتها التي حدت من انتشار منتجات مماثلة؟

مشيرة إسماعيل تكشف مفاجأة عن دورها في مسرحية الواد سيد الشغال مع عادل إمام
مشيرة إسماعيل تكشف مفاجأة عن دورها في مسرحية الواد سيد الشغال مع عادل إمام

صدى البلد

timeمنذ 3 أيام

  • صدى البلد

مشيرة إسماعيل تكشف مفاجأة عن دورها في مسرحية الواد سيد الشغال مع عادل إمام

حلت الفنانة الكبيرة مشيرة إسماعيل ضيفة على الإعلامية منى الشاذلي في برنامج 'معكم 'المذاع على قناة " أون". وقالت مشيرة إسماعيل: "الشغل مع عادل إمام يرفع أي ممثل لفوق، وعادل إمام بيعطي الممثل اللي معاه طاقة إيجابية". وأكملت مشيرة إسماعيل: 'في المسرح الواحد ميقدرش يقول كلمة زيادة لكن في مسرحية الواد سيد الشغال قلت لعادل إمام إفيه 'أديك بالبوكس في مناخيرك" ودخل عادل إمام في نوبة من الضحك". وتابعت مشيرة إسماعيل: "دوري في الواد سيد الشغال عملته قبلي الفنانة سوسن بدر وكان عندها ظرف طارئ وعرض عليا الدور وهيا اللي علمتني الزغروطة في المسرحية".

"تشات جي بي تي" يخذل النّساء: توصيات ماليّة منحازة تفضّل الرّجال
"تشات جي بي تي" يخذل النّساء: توصيات ماليّة منحازة تفضّل الرّجال

النهار

timeمنذ 4 أيام

  • النهار

"تشات جي بي تي" يخذل النّساء: توصيات ماليّة منحازة تفضّل الرّجال

أظهرت دراسة حديثة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل "تشات جي بي تي"، تميل إلى تقديم نصائح توصي النساء بطلب رواتب أقل مقارنة بالرجال، حتى في الحالات التي يتساوى فيها الطرفان في المؤهلات والخبرة. الدراسة أجراها إيفان يامششيكوف، أستاذ الذكاء الاصطناعي والروبوتات في جامعة فورتسبورغ-شفاينفورت التقنية بألمانيا، بمشاركة فريقه البحثي. واختبر الفريق خمسة نماذج توليدية رائجة، من بينها "تشات جي بي تي"، حيث زُوّدت هذه النماذج بملفات تعريف لمستخدمين لا يختلفون إلا في الجنس، بينما توحّدت مستوياتهم التعليمية وخبراتهم المهنية ومسمياتهم الوظيفية. بعدها طُلب من هذه النماذج اقتراح رواتب مناسبة لمفاوضات توظيفية مقبلة. فجوة رواتب واضحة في تجربة "تشات جي بي تي" في تجربة محددة، طلب الباحثون من نموذج o3 في "تشات جي بي تي" تقديم نصيحة لمتقدمة على وظيفة، فجاء الرد باقتراح راتب يبلغ 280 ألف دولار. وعندما طُلبت النصيحة ذاتها للمتقدم الذكر، ارتفع المقترح إلى 400 ألف دولار. ولم تتوقف الفجوة عند هذا المثال، إذ أظهرت النتائج أن الفوارق كانت أشد وضوحاً في مجالات القانون والطب، تلتها إدارة الأعمال والهندسة، فيما كانت النصائح في العلوم الاجتماعية متقاربة نسبياً بين الجنسين. الدراسة اختبرت أيضاً كيفية تقديم هذه النماذج لنصائح تتعلق باختيار المهن، وتحديد الأهداف الشخصية، والتوجيهات السلوكية. النتيجة العامة أظهرت أن ردود الذكاء الاصطناعي التوليدي تختلف باختلاف جنس المستخدم، رغم تطابق المؤهلات والطلبات. انحياز متكرر رغم التحسينات التقنية هذا الاكتشاف ليس الأول من نوعه، فالذكاء الاصطناعي سبق أن وُجهت له اتهامات مماثلة. ففي 2018، أوقفت شركة أمازون أداة توظيف داخلية بعد اكتشاف أنها تقلل منهجياً من تقييم المرشحات الإناث. والعام الماضي، تبيّن أن نموذجاً للتعلم الآلي السريري المخصص لتشخيص الحالات الصحية للنساء يقلل من تشخيص النساء والمرضى السود بسبب تدريبه على بيانات يغلب عليها الرجال البيض. دعوات لمعايير أخلاقية صارمة الباحثون الذين أجروا الدراسة الأخيرة شددوا على أن الحلول التقنية وحدها ليست كافية، مطالبين بوضع معايير أخلاقية واضحة، وإجراء مراجعات مستقلة، وضمان شفافية أكبر في تطوير هذه النماذج. من جهته، حذّر موقع "ذا نكست ويب" التقني من المخاطر المتزايدة لاعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي كمصدر موثوق في مجالات حساسة مثل الصحة النفسية والتخطيط الوظيفي، معتبراً أن "وهم الموضوعية" قد يكون أحد أخطر جوانب هذه التكنولوجيا الحديثة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store