حسابات نتنياهو
منذ اشتعال الحرب الإسرائيلية-الإيرانية لا يكاد يمر يوم من دون أن يتردد اسم ليبيا والعراق في التقارير الإخبارية وتعليقات المراقبين والساسة. الإشارة إلى البلدَيْن تأتي في سياقَيْن؛ الأول يتمحور حول الكيفية التي يتوجّب على حكومة طهران التوقف عن برنامجها النووي، بوصفه شرطاً لعدم الإطاحة بالنظام القائم.في العراق تمَّ ذلك بضرب مفاعلها النووي وتدميره، في حين كانت بغداد منشغلة بالحرب ضد إيران. وفي ليبيا تمَّ ذلك عبر المفاوضات، وانتهى بموافقة العقيد القذافي، آنذاك، على قبول شروط واشنطن ولندن بوقف ليبيا برنامجها النووي، وتسليم كل المعدّات والأجهزة، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية عن ليبيا وعودتها إلى المجتمع الدولي.السياق الآخر، يبرز في الآراء والنقاشات حول الداعين إلى رفض الإطاحة بالنظام الإيراني من خارجه بالقوة، والمطالبين بذلك. لذلك تتم الإشارة إلى البلدَيْن بوصفهما نموذجَيْن لما حدث من فوضى وزعزعة للأمن والاستقرار، وانعكاسهما سلبياً على المنطقة من جانب الرافضين، وطريقة مثلى للتخلص من نظام ذي قلاقل، من جانب المؤيدين.الرافضون لإطاحة إسرائيل وأميركا بالنظام، أبرزهم جون سويرز الذي كان رئيساً سابقاً لجهاز المخابرات الخارجية البريطانية، المعروف اختصاراً باسم «إم آي 6»، في الفترة ما بين 2009-2014؛ إذ حذّر في مقالة نشرتها صحيفة «ذا فاينانشال تايمز» البريطانية، يوم الاثنين 16 يونيو (حزيران) الجاري، من مغبة اللجوء إلى الإطاحة بالنظام بالقوة من قِبل قوى خارجية، عادّاً ذلك الحلّ غير عملي؛ لأنّه مرفوض شعبياً، ويُفضي إلى التفاف الشعب الإيراني حول النظام، وفي الوقت ذاته يجعل حركة المعارضة غير قادرة على استغلال لحظة ضعف النظام. ويؤكد أن التهديد الحقيقي للنظام يأتي من الداخل، أي في شوارع المدن الإيرانية. كما أن دعوات رئيس الحكومة الإسرائيلية الإيرانيين إلى الانتفاضة لن تجد آذاناً مصغية من أناس يقصفونهم بالقنابل. ويوضح أنّه في حال سقوط النظام الإسلامي يجب على الغرب ألا يتوقع أن يكون البديل ليبرالياً موالياً له، وأن القوات المسلحة الإيرانية ستكون الأرجح بالفوز لامتلاكها السلاح في أي صراع على السلطة، وأن قادتها سوف يستفيدون من تجربة النظام السابق؛ لذلك لن يعيدوا خطأ التدخل الخارجي، لكن هامش الحرية الضيّق سوف يزداد ضيقاً. البديل عن هذا سيكون تشظي إيران على نحو مشابه لما حدث في ليبيا والعراق وسوريا واليمن، وعلى نحو أكبر، نتيجة وجود عدة قوميات.رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قال مؤخراً، في تصريح لوسائل الإعلام، إن الإطاحة بالنظام قد تكون نتيجة للحرب وليس سبباً. وهو قول تدحضه غارات سلاح الجو الإسرائيلي على أهداف داخل إيران لا علاقة لها بالبرنامج النووي. من الممكن أيضاً التذكير بتصريحاته العديدة حول شرق أوسط جديد، وضمنياً فإنَّ المقصود من ذلك، ضمن أمور أخرى، الإطاحة بالنظام الإيراني وتدمير برنامجه النووي باستخدام القوة، وظهور إسرائيل بوصفها قوة وحيدة في المنطقة. وليس سرّاً القول إن حسابات نتنياهو قديمة، ولم تتغير. كان دوماً يقود جناح الصقور الإسرائيليين الرافضين للمفاوضات مع إيران لتفكيك البرنامج النووي. وسوء علاقته بالرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما أمر لا يخفى؛ كون الأخير وراء الاتفاق الغربي-الإيراني عام 2015. أضف إلى ذلك أنّه شنّ الحرب ضد إيران، بهدف قطع الطريق أمام استمرار واشنطن في التفاوض مع طهران، حسب آراء كثير من المعلقين.في مقالة نشرها بصحيفة «التايمز» اللندنية يوم الثلاثاء 17 يونيو (حزيران) الجاري، تحدّث وزير الخارجية البريطانية الأسبق ويليام هيغ، عن لقاء جمعه في أحد فنادق لندن خلال عام 1998 مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو. خلال النقاش كان نتنياهو يصر على استخدام القوة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، ويقلّل من شأن التفاوض مع طهران ويراه مضيعة للوقت والجهد. ويرى هيغ أن نتنياهو كان وراء إقناع الرئيس ترمب في عام 2018 بالانسحاب من الاتفاقية الموقّعة بين واشنطن وحلفائها مع إيران في عام 2015.يوضح هيغ أن «خطة العمل الشاملة المشتركة» تلك ألزمتْ إيران بتخصيب نسبة صغيرة من اليورانيوم لا تتجاوز 3.67 في المائة من 300 كيلوغرام من اليورانيوم، وأنها التزمت بتنفيذ تلك الاتفاقية، وفقاً لتقارير وكالة الطاقة النووية الدولية، التي حرصت على القيام بزيارات تفتيشية دورية للمنشآت النووية الإيرانية. وكان الهدف منها، إبعاد طهران مدة 10 سنوات على أقل تقدير، من تخصيب كميات يورانيوم كافية لصنع قنابل نووية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
إيران تطلق دفعتين صاروخيتين وإعلام إسرائيلي يتحدث عن دمار كبير / شاهد
#سواليف إذاعة جيش الاحتلال: نحو 20 شخصاً عالقون تحت الأنقاض في موقع الإصابة المباشرة في نس تسيونا جنوب "تل أبيب" — fadia miqdadai (@fadiamiqdadi) June 22, 2025 أطلقت #إيران دفعتين صاروخيتين صباح الأحد على #إسرائيل، مخلفة دمارا كبيرا في عدة مواقع، وذلك بعد ساعات من قصف سلاح الجو الأميركي 3 منشآت نووية إيرانية. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 15 شخصا أصيبوا في #الهجوم_الصاروخي_الإيراني، بينهم مصابان في حالة خطرة. وكانت صفارات الإنذار دوت في مناطق واسعة من شمال ووسط إسرائيل بعد رصد إطلاق صواريخ إيرانية. مشاهد تظهر موقع سقوط أحد الصواريخ الإيرانية — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) June 22, 2025 من جهتها، رجحت صحيفة إسرائيل هيوم أن الهجوم الإيراني تألف من حوالي 30 صاروخا. وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن سقوط صاروخ في مدينة حيفا قبل تفعيل صفارات الإنذار. كما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن صواريخ سقطت بشكل مباشر في عدة مناطق بإسرائيل. وأضافت أن دمارا كبيرا لحق بعدد من المواقع جرّاء سقوط الصواريخ في تل أبيب الكبرى، وحيفا، ونيس تسيونا. ونقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن سلطات الإطفاء أن عدة مبان دُمّرت في المنطقة الساحلية، وأُصيب مبنى في منطقة دان، فيما اشتعلت النيران في مركبة قرب أحد المباني في المنطقة الوسطى. إغلاق جوي وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأنه تم إغلاق المجال الجوي مجددا حتى إشعار آخر. كما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجيش الإسرائيلي رفع مستوى التأهب تجاه لبنان تحسبا لأي محاولة من حزب الله تنفيذ هجوم ضد إسرائيل. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضربة الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية بأنها 'جبارة' و'تاريخية'، مشيدا بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ورغم أن الضربة على إيران جاءت بقرار وتنفيذ أميركي، فإن نتنياهو قال إنه فعل ما لم تستطع أي دولة أخرى على وجه الأرض فعله، مهنئا الرئيس دونالد ترامب على قراره 'الجريء'. ایران کے اسرائیل پر بھرپور جوابی حملے،تل ابیب، حیفہ اور دیگر مقامات کو نشانہ بنایا۔بہادر ایرانی قوم شکست تسلیم نہیں کرے گی، عالم اسلام کے ممالک اپنے باری کا انتظار کرنے کے بجائے ایران کیساتھ کھڑے ہوجائیں۔ — Senator Mushtaq Ahmad Khan | سینیٹر مشتاق احمد خان (@SenatorMushtaq) June 22, 2025 وتعرضت فجر اليوم الأحد 3 مواقع نووية بارزة في إيران، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، لغارات أميركية. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن احتمال أن تكون منشأة فوردو لم تتعرض للتدمير بعد الهجوم 'ضئيل جدا'. كما أكدت الإذاعة أن الولايات المتحدة وجهت ضربات دقيقة للتأكد من تدمير منشأة نطنز النووية في إيران. وذكر مصدر إسرائيلي، أن تل أبيب بانتظار تحليلات صور الأقمار الاصطناعية لتقييم حجم الضرر الذي أصاب المواقع النووية الإيرانية، معتبرا أن الأضرار تبدو كبيرة. من جهته، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن 'العالم هذا الصباح أصبح أفضل وأكثر أمانا لإسرائيل والعالم كله'، مؤكدا أن الحرب لم تنته بعد وأنه يجب الانتباه لتعليمات الجبهة الداخلية. ومنذ 13 يونيو/ حزيران الجاري، تشن إسرائيل بدعم أميركي عدوانا على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين. وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين، وسط جولات مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامجها النووي. نتنياهو: اسرائيل اصبحت اكثر اماناً هذا الصباح ..! – هذا الصباح 👇😂 — مالك المداني – Malek Almadani (@Malek_Almadani) June 22, 2025


رؤيا
منذ 2 ساعات
- رؤيا
تفاصيل أول رد إيراني صاروخي على القصف الأمريكي لمواقع نووية إيرانية
إيران أطلقت نحو 30 صاروخًا على دفعتين باتجاه فلسطين المحتلة ردّت إيران، صباح الأحد، على القصف الأمريكي لمنشآتها النووية بشنّ رشقة صاروخية كبيرة استهدفت مناطق وسط وشمال فلسطين المحتلة، ما أدى إلى أضرار مادية واسعة وإصابات عدة، بينها خطيرة. وأطلقت القوات الإيرانية نحو 30 صاروخًا على دفعتين، استهدفت عدة مواقع في فلسطين المحتلة، سقط عدد منها في مناطق بارزة مثل حيفا ونس تسونا والسهل الداخلي، مع ورود أنباء عن أكثر من 10 نقاط سقوط تعمل فيها طواقم الإنقاذ على الوصول إلى العالقين. ووفقًا لوسائل إعلام عبرية، بلغت الحصيلة الأولية للهجوم 15 مصابًا، بينهم اثنان في حالة خطرة، وسط حالة استنفار أمني وعسكري كبيرة. يأتي هذا الهجوم ردًا على الضربات الأمريكية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، والتي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب فجر الأحد، مؤكّدًا أن القوات الأمريكية نفذت هجمات جوية "ناجحة" باستخدام قاذفات B-2 وصواريخ توماهوك أطلقت من غواصات، وأسفرت عن تدمير المنشآت بالكامل، متوعدًا برد إيراني أقوى في حال حدوث أي رد فعل. وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريح متلفز: "الليلة، استخدم الرئيس ترمب والولايات المتحدة قوة عظيمة. وعدت بتدمير منشآت إيران النووية، وهذه الليلة تم تنفيذ هذا الوعد"، مضيفًا أن العملية تمت "بتنسيق كامل وبمشاركة عملياتية بين الجيشين الإسرائيلي والأمريكي"، مشددًا على أن "السلام لا يأتي إلا بعد استخدام القوة". من جانبها، أكدت السلطات الإيرانية استهداف المنشآت الثلاث لكنها نفت وقوع أضرار كبيرة، مشيرة إلى أن المواقع كانت "مفرغة من المواد الحساسة". كما وصفت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الهجوم بأنه "انتهاك همجي للقانون الدولي"، مؤكدة أن "المعرفة العلمية لا يمكن قصفها"، وأن برنامجها النووي سيستمر "رغم مؤامرات الأعداء". وسط تصاعد التوتر، وُجّهت تهديدات إيرانية باستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة، فيما أعلن جيش الاحتلال تشديد التعليمات الأمنية على الجبهة الداخلية ووقف الأنشطة غير الحيوية. وفي الوقت نفسه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن التصعيد "قد يخرج عن السيطرة بسرعة"، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار وتجنّب الانزلاق نحو "كارثة إقليمية أوسع".


أخبارنا
منذ 3 ساعات
- أخبارنا
إعلام الاحنلال إلاسرائيلي: 12 قنبلة خارقة للتحصينات أُلقيت على فوردو.. ونتنياهو: وفيت بوعدي
أخبارنا : تحدث إعلام إسرائيلي، الأحد، أن 6 قاذفات بي-2 (B-2) ألقت 12 قنبلة خارقة للتحصينات على موقع فوردو، وذلك عقب الإعلان عن الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، فيما أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإسرائيليين أن وعده بتدمير النووي الإيراني "تم الوفاء به". وكان الرئيس دونالد ترامب أعلن قبيل ذلك أن طائرات أميركية ضربت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية في إيران. وأكد ترامب أن الضربات الجوية الأميركية على إيران "دمّرت بشكل تام وكامل" ثلاث منشآت نووية مستهدفة، وهدّد بضربات أخرى أشد إذا لم تسع طهران إلى السلام، أو إذا بادرت إلى الرد. وفي خطاب متلفز من البيت الأبيض بعد انضمام بلاده إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية على إيران، وصف ترامب الهجمات الأميركية بأنها "نجاح عسكري باهر". يأتي ذلك فيما أعلنت سلطة المطارات الإسرائيلية، صباح الأحد، إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي حتى إشعار آخر "بسبب آخر التطورات" عقب القصف الأميركي الليلي على إيران. وقالت سلطة المطارات في بيان إن "المجال الجوي لدولة إسرائيل مغلق أمام هبوط وإقلاع الطائرات بسبب آخر التطورات"، مضيفة أن "المعابر البرية (مع مصر) والأردن تعمل بشكل طبيعي". وأغلقت إسرائيل مجالها الجوي في 13 يونيو (حزيران) عقب شنها ضربات جوية على إيران أشعلت فتيل الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران. وأعادت فتحه الجمعة أمام رحلات تعيد إسرائيليين عالقين في الخارج. واعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأحد، أنه وفى بوعده للإسرائيليين بتدمير البرنامج النووي الإيراني، لافتا إلى أن الهجوم الأميركي الذي شُنّ فجرا على إيران نُفّذ "بالتنسيق الكامل" مع بلاده. وقال نتنياهو في كلمة متلفزة "قبل فترة وجيزة، وبالتنسيق التام مع الرئيس ترامب، وبالتنسيق العملياتي الكامل بين (القوات الإسرائيلية) والجيش الأميركي، هاجمت الولايات المتحدة المنشآت النووية الإيرانية الثلاث فوردو ونطنز وأصفهان". وأضاف "تذكرون أنني منذ بداية (الحرب مع إيران التي شنتها إسرائيل في 13 يونيو)، وعدتكم بتدمير المنشآت النووية الإيرانية بطريقة أو بأخرى"، مؤكدا أنه "تم الوفاء بهذا الوعد".