
الشيخ قاسم: هل تتصورون أننا سنبقى ساكتين إلى أبد الآبدين؟
ألقى الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كلمة في الليلة الثالثة من شهر محرم، جاء فيها: "نتحدث اليوم عن واقعنا السياسي، وعما قام به حزب الله خلال هذه الفترة، منذ 8 تشرين الأول سنة 2023، قام حزب الله بمساندة أهل غزة وأهل فلسطين الذين أطلقوا طوفان الأقصى لِيحرروا أرضهم ويحرروا أسراهم. المساندة التي قدّمها حزب الله كانت مساندة واجبة وضرورية، لأنها أولًا منسجمة مع تربيتنا وقناعتنا أن نكون مع الحق وأنصار الحق، ونُواجه عدوًا واحدًا هو الكيان الإسرائيلي، وهذا الكيان الإسرائيلي يُريد أن يضرب المقاومة ويُنهي حضورها ووجودها. فإذًا لا بد أن نتكاتف ونتآلف ونقوم بما نستطيع من أجل درء هذا الخطر. قُمنا بعملية المساندة التي هي واجب أخلاقي وسياسي ومبدئي، ومع الحق. وأيضًا في الوقت نفسه، لدينا عدو مشترك، واقتداءً بتعاليم سيد شهداء الأمة، الذي وقف مُعبّرًا بشكلٍ واضح عن رؤيته ورؤية الحزب تجاه فلسطين. فلسطين لن ندعمها بالكلام، بل ندعمها بالعمل، وإذا استطعنا أن نقدم شيئًا، لا بد أن نقدمه، فكانت المساندة. لكن الذي حصل هو أن إسرائيل التي كانت تخطط سابقًا لحرب على حزب الله، وجدت أن هذا التوقيت، توقيت أيلول سنة 2024، هو توقيت مناسب لِبداية حرب على حزب الله، تبدأها بقتل القيادة في صفوفها الأولى والثانية، وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة السيد حسن، والسيد الهاشمي، وكذلك تقوم بضربة من خلال البايجر لآلاف من الشباب، فَتُخرجهم من المعركة، وأيضًا تضرب القدرات، فتُبطل القدرة الموجودة، وتكون قد حققت ثلاث غايات معًا: أولًا، قتلت منظومة القيادة والسيطرة. ثانيًا، آذت وجرحت وقتلت عددًا بالآلاف من المجاهدين المقاومين. ثالثًا، ضَربت القدرة، وبالتالي ستكون النتيجة الطبيعية من الأيام الأولى إنهاء حزب الله وإنهاء مقاومته بشكل كامل. هذه هي الفكرة، وهذا هو المشروع. وعلى كل حال، الذي يرى التحليلات بعد "أُولي البأس" يستطيع أن يرى ما الذي يقوله الإسرائيلي، وكيف كان المشروع الذي كان يسير فيه. عطاءات الشهداء أعطتنا زخمًا ومعنويات، عطاءات الجرحى جعلتنا نعيش حالةً من المسؤولية أكبر، التفاف الناس وقوة الصمود وتحمل النزوح كان عنوانًا من عناوين القوة والمعنويات. ولِأقولها لكم من آخرها، لماذا صمد هذا الحزب؟ لماذا رفع رأسه من جديد؟ لماذا وقف مجددًا؟ لأن سيد شهداء الأمة أمضى عشرات السنين مع إخوانه وأحبّائه يبنون، وهذا البناء وصل إلى درجة عظيمة من القوة والسعة والإمكانات والإعداد، ما يجعل هذه التضحيات التي قُدمت على عظمتها، لا تمنع من الاستمرارية، في حال انطلق الإخوة مجددًا ولم يستسلموا للواقع القائم. والحمد لله، هذا ما حصل. سارعت الشورى إلى انتخاب أمين عام جديد، وتمّ ملء مجموعة القيادة والسيطرة بِنوّابهم أو بأفراد آخرين، واستعادت منظومة العمل الجهادي قدرتها وقوتها، وصمد الشباب في المحاور الأمامية بشكل منقطع النظير. لذلك، عملية "أُولي البأس" استمرت 64 يومًا، وطلب الإسرائيلي أن تتوقف على قاعدة الصمود والقدرة والمواجهة والاستمرارية. عندما كُنّا نقول الحمد لله نصرنا الله، نصرنا بالاستمرارية، نصرنا باستعادة المبادرة، لا بالنصر المادي المطلق الذي يكون ميدانيًا على الأرض. ليس معنا نصر مادي مطلق، صحيح، لكننا استطعنا أن ننهض مجددًا، وأن نُعطي التعبير القوي في أننا بقينا حتى اللحظة، لحظة وقف إطلاق النار، صامدين، ثابتين، نضرب العدو ضربات مؤلمة ونُؤذيه ونُوجعه. والحمد لله، بعد ذلك، ظهر من خلال التشييع الاستراتيجي أن هذه الجماهير مُلتحمة، مُتراصة، مستمرة.
اضاف: من خلال انتخابات البلدية أيضًا، تبين أننا مجموعة مترابطة، حركة أمل، حزب الله، كل هذا المكون مع كل الحلفاء قوة حقيقية متماسكة. إضافة إلى المشهد التاريخي حيث خرج الناس إلى القرى الأمامية وتصدّوا بِصدورهم للاحتلال الإسرائيلي لِيعودوا إلى قراهم. هذه علامات قوة، علامات انتصار، علامات استمرارية بِحمد الله تعالى، بِبركة التضحيات استطعنا أن نصل إلى هذه النتيجة، لأنه أيضاً كان يومذاك الاستمرار عبثًا، قَتل وقَتل مضاد، لكن من دون فائدة. فإذًا، وصلنا إلى الاتفاق الذي عقدته الدولة اللبنانية مع الكيان الإسرائيلي بِطريقة غير مباشرة ووافقنا عليه. هذا الاتفاق هو مرحلة جديدة. يعني أنا أُحب أن أقول لِهؤلاء الذين يتفلسفون دائمًا ويقولون لنا: أنتم تحرّشتم بإسرائيل! يا أخي، تحرّشنا بإسرائيل، وفعلنا شيئًا لم يعجبكم، وصلنا إلى الاتفاق، هذا الاتفاق خلق مرحلة جديدة اسمها "مسؤولية الدولة"، مفروض الآن، من الآن فصاعدًا، أن نقول هذا الاتفاق، من يطبقه ومن لا يطبقه؟ تُحاكموننا على هذا الأساس. الحمد لله، نحن نفذنا الاتفاق بالكامل، لا يستطيع الإسرائيلي أن يجد علينا ثغرة واحدة، ولا الأميركي، ولا أحد من الداخل يستطيع أن يجد ثغرة. الآن لا يقولون لنا مثلًا: لماذا لا يُطبّق الاتفاق في الداخل؟ لا، بل يقولون لنا سلّموا السلاح! يا جماعة، هل هناك أحد عنده عقل ويُفكر بشكل صحيح؟
وأردف: نحن في قلب معركة التزمنا فيها بالاتفاق بشكل كامل، ولم يخطُ الإسرائيلي خطوات، ولو في المقدمات، ولم يُطبّق الاتفاق، ونأتي لِنقول عوامل القوة التي كانت بين أيدينا، والتي كانت تُخيفه، والتي كانت تُؤثر عليه، والتي أجبرته على الاتفاق، نُزيلها، بينما الإسرائيلي ما زال موجودًا ولم ينفّذ ما عليه! أنتم، بماذا تفكرون يا أخي؟ فيقولون لك نحن لا علاقة لنا، لا علاقة لكم، لماذا؟ لأنكم لستم مستهدفين! لا علاقة لكم لأنكم تُنسقون مع الإسرائيلي! فماذا نقول عنكم؟ قولوا لنا؟ هل تُريدون إعمار البلد؟ لماذا لا تذكرون كيف أن هذه المقاومة، لمدة أكثر من أربعين سنة، حررت، واستطاعت أن ترفع رؤوس العالم جميعًا، وأخرجت إسرائيل غصبًا عنها، ويئست إسرائيل من إمكانية بناء المستوطنات في لبنان؟ ألا تذكرون هذا؟ هذا التاريخ الشريف، النبيل، العظيم، وما زلنا قادرين. اصبروا، فالأمور تتغير وتتبدل. ولذلك نحن التزمنا بالاتفاق، والإسرائيلي لم يلتزم. وهنا أعتبر أن العدوان الذي يحصل، والخروقات التي تحصل، مسؤولية على الدولة اللبنانية، العدوان على النبطية، على المرأة والناس، العدوان على من يعمل في سلك الصيرفة، كل هذه الأمور، حتى العدوان على أي مواطن في الجنوب، هو عدوان مرفوض مئة بالمئة، وهذا يجب ألا يكون. على الدولة أن تضغط، على الدولة أن تقوم كل واجبها. يجب أن تعرفوا أن هذا أمر لا يمكن أن يستمر، هي فرصة، الآن يقولون وكم هي الفرصة؟ نحن نُحدد كم هي الفرصة، لكن هل تتصورون أننا سنبقى ساكتين إلى أبد الآبدين؟ لا، هذا كله له حدود، نحن جماعة الحسين، نحن من الذين يقولون: "هيهات منّا الذلّة"، ماذا تظنون؟ جرّبتمونا، وتريدون أن تجربونا مجددًا؟ جرّبوا! نحن لا نتحدث عبثًا، نحن نتحدث ونحن نعرف لماذا نتحدث. اطلعوا من قصة لا تعطوا ذرائع لإسرائيل، لا أحد يعطي ذرائع لإسرائيل، إسرائيل نفسها احتلّت 600 كم² من سوريا، ولم تكن هناك ذرائع، دمّرت كل القدرة، ولم تكن هناك ذرائع، اعتدت على إيران، ولم تكن هناك ذرائع. والآن أقول لكم: كلما كانت هناك جهة ضعيفة، هذا يعني أن إسرائيل ستتوسع وتأخذ كل شيء على مستوى الحجر والبشر والإمكانات والقدرات. هذا لن يكون معنا، نحن أبناء "بين السلة والذلة، وهيهات منّا الذلة". يقولون لنا: هل أنتم قادرون على الإسرائيليين؟ نعم، نحن قادرون على الإسرائيليين، عندما نكون مخيّرين، لا نملك إلا خيارًا واحدًا. عندما يكون عندنا خيار العِزّة، يعني أننا نُواجه. فيقولون لك: إذا واجهتم، هل تربحون؟ نعم، نربح. كيف تربحون؟ لاقونا، تعالوا لملاقاتنا حتى تروا كيف نربح، إن شاء الله تظنون أننا مثل حكايتهم نحسبها على القلم والورقة؟ لا، نحن نقول: نقوم بواجبنا، نقف في الميدان، ندعو الله ونتوكل عليه، فيُرسل ملائكته معنا وننجح بإذن الله، إن لم يكن في اليوم الأول ففي الثاني والثالث، إن لم يكن في الشهر الأول ففي الثاني والثالث، إن لم يكن بأيدي بعضنا، فهو بأيدي البعض الآخر، لكننا دائمًا فائزون: بالنصر أو الشهادة. لا أحد يمزح معنا، لا أحد يلعب معنا، لا أحد يقول أننا نستطيع أن نُخضع هؤلاء. نحن أبناء الحسين، نحن أبناء سيد شهداء الأمة، نحن أبناء المعادلة الذهبية بين السلة والذلة: "هيهات منّا الذلة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
جنبلاط يقرأ ويتموضع مع كل تحوّل إقليمي ودولي سلّم سلاح الإقتتال الداخلي لمنع الفتنة ودخولها
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب مع كل تحول في لبنان أو المنطقة، يتموضع رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط، نتيجة قراءته للمتغيرات الجيو – سياسية، من ضمن "الواقعية السياسية" التي يتصف بها، وهو لا يريد "الانتحار السياسي"، ويعمل للحفاظ على زعامة آل جنبلاط الممتدة لقرون، وتبقى المختارة مرجعية سياسية لمن يوالونها، ورقما صعبا في التوازنات والمعادلات الداخلية. والموقف الأخير الذي عبر عنه جنبلاط في حضور نجله ووريثه السياسي تيمور، في المؤتمر الصحافي الذي عقده منتصف الاسبوع الماضي في كليمنصو، وكان قصيرا، اراد منه ان يبلّغ عن رسالة او رسائل للداخل والخارج، وكان لافتا اعلانه عن تسليم سلاح متوسط وبنادق الى الجيش اللبناني قبل اكثر من شهر، وهو ما طلبه من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي زاره تيمور خلال شباط الماضي، علما انه بعد اتفاق الطائف اعاد السلاح الثقيل الى سوريا، والذي أتاه من الاتحاد السوفياتي سابقا. ويبقى توقيت ما اراد جنبلاط الأب ان يوصله، فتزامن المؤتمر مع كلامه بعد لقائه للموفد الأميركي الى لبنان توم باراك الذي زاره في منزله، وهو من بين السياسيين الذين التقاهم، بعد ان اجتمع مع الرؤساء الثلاثة عون ونبيه بري ونواف سلام، وسلمهم ورقة تضمنت بنودا ترى الادارة الاميركية أن على لبنان أن ينفذها، ومن أبرزها تسليم سلاح حزب الله في كل لبنان، وليس جنوب الليطاني، وفي مهلة زمنية، اضافة الى عناوين حول الاصلاح السياسي والتعافي المالي والاقتصادي، وتمنى باراك ان يحصل على جواب رسمي موحد خلال شهر تموز اثناء زيارته الثانية الى لبنان، الذي تضيق امامه مهلة الانتهاء من وجود حزب الله العسكري. والرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" تكونت لديه معلومات ومعطيات ووقائع، عن أن المنطقة دخلت في "العصر الأميركي"، وان "محور المقاومة" الذي تقوده ايران منذ عقود انتهى، وان خارطة جديدة ترسم "للشرق الأوسط"، لا بد من الالتفاف اليها، وتبدل عنوان الصراع مع العدو "الاسرائيلي" باعتماد التطبيع، وفق ما تكشف مصادر سياسية عن موقف جنبلاط، الذي ترى فيه انه يلاقي المتغيرات في ما حصل من نتائج الحرب "الاسرائيلية" على ايران، والتي ساندتها أميركا مباشرة فيها بقرار من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يذكّر بالمرحلة التي كان فيها الرئيس الأميركي الاسبق دوايت ايزنهاور، يواجه المد الشيوعي في المنطقة في خمسينات القرن الماضي، وأسس حلفا كانت ايران برئاسة الشاه هي قائدته، وباشرت بناء مفاعل نووي. وتقول المصادر ان ترامب يحارب ايران الاسلامية التي تقود محورا داعما للفلسطينيين منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، وان ما يعتبره ترامب مع رئيس حكومة العدو الصهيوني انتصارا على ايران، قد يكون هو ما ترك جنبلاط يقرأ في هذه التحولات ويتخذ موقفه، وهو غير ما كان عليه موقف والده الشهيد كمال جنبلاط، الذي كان ضد المشروع الأميركي وحلف بغداد، واصطف الى جانب المشروع القومي العربي، الذي قاده الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وانعكس ذلك توترا سياسيا في لبنان، وصدامات عسكرية في عهد الرئيس كميل شمعون صيف 1958، والذي كان يرغب التمديد لرئاسته، فانقلبت عليه أميركا وسمت قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية ، بالاتفاق مع الرئيس عبد الناصر. ومع التموضع الجنبلاطي في قراءته للتطورات العسكرية والسياسية، واعلانه تسليم السلاح دون ان يصدر بيان عن قيادة الجيش ولا عن الحزب "التقدمي الاشتراكي"، وعزا جنبلاط ذلك الى اندلاع الحرب، وهو سلاح لا يدخل في اطار السلاح الذي تريد "اسرائيل" وأميركا ان يسلمه حزب الله، فكشف جنبلاط ان السلاح تم تجميعه بعد احدث 7 أيار ضد حزب الله، وهذه مرحلة انتهت، فقرر تجميعه مركزيا وتسليمه. في اشارة منه الى الاحزاب اللبنانية وغير اللبنانية، وتحديدا المنظمات الفلسطينية ان تسلم ما لديها من سلاح، لمنع استخدامه في فتنة داخلية، قرر جنبلاط ألّا ينخرط فيها، في كل ما يرسم للمنطقة من تقسيم وطرح "سايكس بيكو" جديدة، مع اغراءات للعدو "الاسرائيلي" يطرحها على أطراف درزية لحمايتها واقامة "دويلة لها". في هذا التوقيت، يأتي المؤتمر الصحافي لجنبلاط في حضور نجله تيمور، ليعلن أن الدولة اللبنانية هي الحاضنة للجميع، وتحت سقفها يجب ان تنضوي كل المكونات اللبنانية، التي انخرطت سابقا وربما حاليا في مشاريع، وتم استخدامها في محاور، وما اتى منها الا الاقتتال والحروب والدمار والتهجير، وهو ما استنتجه جنبلاط من خلال مسيرته السياسية، فكان السبّاق الى المصالحة في الجبل، قبل ان تتوقف الحرب الأهلية وبعدها، وفق ما تقول مصادر كليمنصو التي تشير الى ان هذا لا يعني ان "وليد بك" اسقط من فكرته وايمانه الحق في فلسطين، وخطر المشروع "الاسرائيلي" التوسعي التوراتي، انما لمحاربته شروط وظروف، وفي مرحلة نجحت المقاومة في تحرير الجنوب وطرد الاحتلال "الاسرائيلي" من بيروت والمناطق الاخرى، لكن مع الحرب الأخيرة تغيرت المواجهة واساليبها، في ظل التطورات التقنية الحربية والاستخبارية. فالقراءة التي يجريها جنبلاط تنقله من مكان الى آخر، وفيها دائما مصلحة، كما هي الدول مصالح.


المركزية
منذ ساعة واحدة
- المركزية
خريطة طريق نتنياهو وترامب للتطبيع: سوريا أولاً ولبنان "أكثر تعقيداً"
تطرقت "القناة 14" العبرية في تقرير اليوم الأحد، إلى خريطة الطريق التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب للتطبيع في الشرق الأوسط خلال الأشهر القريبة المقبلة، تحت العنوان "سوريا أولاً". وكشفت القناة أنه في الأسابيع الأخيرة، حصل تقدم ملحوظ في المحادثات مع النظام الجديد في دمشق"، مشيرةً إلى أن "الفهم السائد في تل أبيب وواشنطن هو أن أحمد الشرع لا يهتم كثيراً بإنهاء الحرب في غزة، وإنما يركّز أكثر على رفع العقوبات الأميركية عن سوريا". ونقلت القناة عن قال مصدر سياسي قوله: "هو بالتأكيد لم يتحوّل إلى صهيوني، لكن المصالح هي التي تُحدد مسار خطواته". في هذه الأثناء، يسعى الأميركيون بحسب "القناة 14" إلى ربط التطبيع مع سوريا أيضاً بتحسين العلاقات بين إسرائيل وتركيا. وأضافت القناة: "على هذه الخلفية، يمكن ربما فهم تصريح توم براك- سفير الولايات المتحدة في أنقرة والذي يعمل أيضاً كمبعوث خاص لسوريا- عندما قال إنَّ الخلاف بين واشنطن وأنقرة بخصوص تزويد تركيا بطائرات F-35 قد يُحل قريباً". إلى ذلك، أشارت "القناة 14" العبرية إلى أنه "أما فيما يتعلق بلبنان، فالوضع أكثر تعقيداً، ويتوقف بدرجة كبيرة على نضوج المسار المتعلق بنزع سلاح حزب الله– وهو ما لم يتحقق بعد، لكن الحكومة في بيروت، وخصوصاً الإدارة الأميركية، لم تتنازل بعد عن هذا الهدف". وأوضحت في التقرير أنه "في المرحلة التالية، من المفترض أن تنضم السعودية، لكنها لن تفعل ذلك إلا بعد انتهاء الحرب في غزة، بسبب الرأي العام داخل المملكة". وبحسب مصادر في القدس نقلتها القناة، فإن انتهاء الحرب من المتوقع أن يحدث خلال الأشهر القريبة، سواءً عبر حسم عسكري أو من خلال صفقة استسلام من جانب "حماس". وتابعت "القناة 14": "في حال انضمت السعودية، فالتوقع هو أن تلحق بها إندونيسيا أكبر دولة مسلمة في العالم، والتي انتُخبت فيها مؤخراً حكومة مؤيدة للغرب برئاسة برابوو سوبيانتو. ومن المحتمل أن تنجح السعودية لاحقاً بجلب أقرب حلفائها، باكستان ثاني أكبر دولة مسلمة". ولفتت في التقرير إلى أنه "أما بالنسبة لباكستان، فالأمور أكثر تعقيداً، سواء بسبب التيارات الإسلامية القوية داخلها، أو بسبب العلاقات الوثيقة بين إسرائيل والهند، وحالة الحرب أو التوتر الشديد بين الهند وباكستان". وختمت القناة تقريرها: "على أي حال، وفقاً للخطط الموضوعة في القدس وواشنطن، فإن كل ذلك من المفترض أن يحدث خلال النصف سنة إلى السنة القادمة، هدف طموح ومتفائل للغاية، لكن في ظل التغيرات السريعة والدراماتيكية في المنطقة، خاصة بعد سقوط إيران، لا يمكن استبعاده".

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
أيّ إيران يريدُ "الشرق الأوسط"؟ تقريرٌ يتحدث
نشرت صحيفة "arabnews" تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ الشرق الأوسط يتطلع إلى إيران أفضل وأكثر حكمة. وذكر التقرير إنّ "الحرب أنهكت إيران وجعلتها تشعر بالعجز، الأمر الذي دفعها مُجدداً إلى وقف إطلاق النار مع عدو". وأكمل: "عندما وافق آية الله روح الله الخميني على وقف إطلاق النار مع العراق عام 1988، وصف الأمر في تصريح له بأنه أسوأ من شرب السم، وذلك في دلالة إلى وقف النار. حينها، حثّ الزعيم الثمانيني، الذي توفي بعد عام، الإيرانيين على قبول قراره والامتنان لتضحيات الحرب التي استمرّت لـ8 سنوات". وتابع: "حينها، كانت لحظة تواضع عميق لنظامٍ وُلد في حضن التحدي. انهار حلم الجمهورية الإسلامية بتصدير ثورتها التي انطلقت عام 1979 بسرعة عبر ساحة المعركة تحت وطأة الضغوط الاقتصادية والتكلفة البشرية والتجاوزات الاستراتيجية". وقال: "الآن، وبعد 4 عقود، تُروَّج حبة سمٍّ أخرى في طهران. هذه المرة، يواجه المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، البالغ من العمر 86 عاماً، مرارة الضرورة. يُشعرنا وقف إطلاق النار الأخير مع إسرائيل وكأننا نعيش تجربةً سابقة، لكن مخاطره أكبر وتداعياته الإقليمية أوسع". واستكمل: "بعد الحرب مع العراق، تبنت المؤسسة الحاكمة سياسة الدفاع الأمامي، مستعرضةً قوتها خارج حدودها لمنع حروب مستقبلية في الداخل. ما بدأ درعاً أصبح رُمحاً. بمرور الوقت، تحولت المهمة الأيديولوجية لإيران إلى طموح جيوسياسي: جماعات بالوكالة؛ مخزونات صواريخ؛ عمليات سرية؛ برنامج نووي. ما كان في السابق عقيدة لحماية الثورة تطور إلى حملة للسيطرة على أجزاء من المنطقة". وأضاف: "إلى حد ما، نجحت الخطة. كادت إيران أن تبني قوس نفوذ استراتيجي يمتد من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط. لكن الصراع الأخير كشف عن حدود تلك الاستراتيجية. تحطمت أسطورة الحصانة في غضون ساعات، وخضع ردع طهران للاختبار ووُجد أنه ناقص. لم تعد الاستراتيجية القديمة المتمثلة في رفع الرهانات ثم التراجع بهدوء مدروس مجدية". وقال: "فوجئت طهران، إذ ظنت أن الحرب غير واردة في ظل سعيها للمفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، لكنها تلقت ضربة موجعة. ردّت بسرعة، مطلقةً موجةً من الضربات الصاروخية المدمرة على المدن الإسرائيلية.. هنا، لا وكلاء ولا حواجز". وأكمل: "ما بدأ كمحاولة لاحتواء البرنامج النووي الإيراني سرعان ما كشف عن هدف أعمق: حملة هادئة لزعزعة استقرار طهران أو حتى تغيير ميزان القوى فيها. مع انهيار تحالفات إيران الإقليمية، ومع استنزاف حزب الله في لبنان، ورحيل بشار الأسد في سوريا، وتعثر الدفاعات الجوية، صعّدت إسرائيل عملياتها داخل إيران بالاغتيالات وضربات الطائرات المسيرة. كان على إيران أن تدافع عن أراضيها، انطلاقًا من أراضيها مرة أخرى". وتابع: "استشعرت الولايات المتحدة الفرصة، فتدخلت. ضربت القاذفات الاميركية مواقع نووية رئيسية في عمق إيران، في عرض جريء لدعم إسرائيل، لم يصل إلى حد الحرب الشاملة. بدورها، ردّت إيران بضربة دقيقة على قاعدة أميركية في قطر، موجهةً رسالة مفادها إن تضييق الخناق على الطبقة الحاكمة قد يُشعل المنطقة بأسرها. كانت تلك الضربة بمثابة تحذير: قد تُهزم إيران، لكنها لن تستسلم بهدوء، وهي مستعدة للدفاع عن الجمهورية الإسلامية، حتى لو كلّفها ذلك علاقاتها الإقليمية". واعتبر التقرير أنَّ "طهران تواجه الآن واقعاً جديداً في الشرق الأوسط، بينما داخل البلاد، تتعالى ملايين الأصوات المطالبة بالسلام والازدهار وإعادة الإعمار"، وأضاف: "لقد سيئم الإيرانيون التضحيات من دون تقدم، والشعارات دون حلول. يريدون جوازات سفر تفتح الأبواب، لا تثير الشكوك. يريدون الانضمام إلى العالم، لا محاربته". وأكمل: "لطالما افتخرت إيران بتفكيرها المستقبلي بـ50 عاماً.. لكن هل لا يزال هذا صحيحاً أم أنها عالقة، مقيدة بمنطق التحدي، حتى مع تغيرات المنطقة؟ ما هي الأوراق المتبقية على الطاولة حقًا؟ النفط؟ اليورانيوم؟ الأيديولوجيا؟ كانت الورقة الحقيقية، ولا تزال، هي إمكانات إيران الذاتية - شعب شاب متعلم يبلغ تعداده 92 مليون نسمة، وموارد طبيعية هائلة، وثقافة غنية، وجغرافيا استراتيجية". واستكمل: "الخطر الآن هو أن تصبح هذه الحبة السامة الجديدة مجرد حلقة أخرى في حلقة قديمة: لعق الجراح، إعادة تنظيم صفوفهم، إعادة بناء أنفسهم للجولة المقبلة. سيكون ذلك خطأً فادحاً. الدرس الحقيقي ليس مجرد ضبط النفس، بل معرفة متى نتوقف، ومتى نغير مسارنا، ومتى ننصت". وتابع: "الحقيقة أن جزءًا كبيراً من الشرق الأوسط يتطلع إلى إيران أفضل ليس إيران أضعف، بل إيران أكثر حكمة.. إيران واقعية، متعاونة، ومنفتحة. إيران لا ترى في التنازل هزيمة، بل استراتيجية. إيران تبني قوتها بالثقة، لا بالخوف". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News