logo
ابو عبيدة: استراتيجيتنا اليوم تقوم على أسر الجنود.. ويوجه رسائل حادة للامة العربية #عاجل

ابو عبيدة: استراتيجيتنا اليوم تقوم على أسر الجنود.. ويوجه رسائل حادة للامة العربية #عاجل

جو 24١٨-٠٧-٢٠٢٥
جو 24 :
* الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عزّ الدين القسام / الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أبو عبيدة، في أول كلمة مصوّرة له منذ 6 آذار الماضي:
- 4 أشهرٍ مضت منذ أن استأنف العدوُّ الصهيوني عدوانه الهمجيَّ النازيَّ ضدَّ شعبنا وأهلنا في قطاع غزة، بعد أن غدر ونقض العهود، وانقلب على الاتفاق المبرم مع المقاومة في يناير من هذا العام، وبعد أن كذب على الوسطاء وعلى العالم، وعاد ليبحث عن نصره المزعوم.
- 4 أشهر والعدو يكمل ساديته ضدَّ المدنيين والأطفال، وليمارس هواية عصاباته في التدمير الممنهج للأحياء والمدن والتجمعات السكنية المدنية.ليمضي في هذه المعركة وهذه الحرب الغاشمة ضدَّ شعبنا.
- واحد وعشرين شهرًا، تلخصت في ثبات الجبال من مجاهدي ومقاومي شعبنا، وصبر الأنبياء من شعبنا العظيم الأبيِّ المعطاء.
- 21 شهرا وخزيٍ وعارٍ ظلَّ يلاحق فَجَرةَ المحتلين الغاصبين، وخذلانٍ مخزٍ من أشقاء الدم والعروبة والإسلام، إلا من رحم الله من الصادقين والمجاهدين، ومن الشعوب المقهورة المغلوبة على أمرها، ومن أحرار العالم المنسجمين مع إنسانيتهم.
- كان العدو قد أعلن في هذه الأشهر الأخيرة عن عملية سماها عربات جدعون، محاولًا إسقاط خرافات توراتية يُضفي بها قداسة مزيفة على معركته العنصرية النازية التي لا تشبه سوى أفعال الشياطين وممارسات العصابات القذرة الجبانة.
- واجهنا عملية عربات جدعو ولا نزال، بقوة الله، بسلسلة عمليات حجارة داوود، استلهامًا لنصر الله لعبده المؤمن داوود عليه السلام في مواجهة الظالم الباغي المتجبر جالوت، ففتح الله على مجاهدينا وسدد رميهم بإذنه، وكانت معية الله لجنوده إذ رددوا مع كل ضربة: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى".
- يخوض مجاهدونا، وجنبًا إلى جنب مع المجاهدين والمقاومين من إخواننا في فصائل المقاومة، وخاصة إخواننا في سرايا القدس، مواجهة غير متكافئة، بإيمان منقطع النظير وبأس شديد وعزيمة لا تلين بقوة الله ومنته وتوفيقه.
- أوقعنا خلال هذه الأشهر المئات من جنود العدو بين قتيل وجريح، والآلاف من المصابين بالأمراض النفسية والصدمات. وها هي أعداد جنود العدو المنتحرين تتزايد لهول ما يمارسون من أفعال قذرة دموية، ولعِظَم ما يواجهون من مقاومة محفوفة بمعية الله وجنده.
- يفاجئ مجاهدونا العدو بتكتيكات وأساليب جديدة ومتنوعة، بعد استخلاصهم للعِبَر من أطول حرب ومواجهة في تاريخ شعبنا، فنفذ مجاهدونا عمليات نوعية بطولية فريدة، ولا يزالون يستهدفون الآليات بالقذائف والعبوات، ويلتحمون مباشرة مع هذا العدو، ويقنصون جنوده وضباطه، ويفجرون المباني وفتحات الأنفاق والكمائن المركبة، ويغيرون على قوات العدو.
- شاهد العالم أبطالنا وهم يعتلون آليات العدو في خان يونس، ويصلون للجنود المحتلين من نقطة الصفر، وهم يلاحقون الجندي المجرم الذي تفنن في هدم بيوت مدنيين، ويجهزون عليه، ويغتنمون سلاحه.
- قد حاول مجاهدونا في الأسابيع الأخيرة تنفيذ عدة عمليات أسر للجنود الصهاينة، كاد بعضها أن ينجح لولا إرادة الله أولًا، ثم بسبب استخدام العدو لأسلوب القتل الجماعي لجنوده المشكوك في تعرضهم لمحاولات أسر.
- قد انتشرت عمليات مجاهدينا من أقصى شمال وشرق بيت حانون وجباليا شمال القطاع، مرورًا بحي التفاح والشجاعية والزيتون في غزة، وصولًا إلى خان يونس ورفح، لتصبح مقاومة غزة أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة شعب في مواجهة محتليه في التاريخ المعاصر.
- يا شعبنا وأمتنا، إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام، وبعد مرور 21 شهرًا من معركة طوفان الأقصى والحرب الصهيونية النازية على شعبنا، نؤكد على ما يلي:
- إن مجاهدينا وإخوتنا في فصائل المقاومة على جهوزية تامة لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد قوات الاحتلال، مهما كان شكل عدوانه وخططه العدوانية، فقد تبايع مجاهدونا على الثبات والإثخان في العدو حتى دحر العدوان أو الشهادة. فقتالنا هو أمر مبدئي وحق لا جدال فيه، وواجب ديني ووطني مقدس، ولا خيار لنا سوى القتال بكل قوة وإصرار وبأس شديد، بعون الله وتأييده. سنقاتل بحجارة الأرض وبما نمتلكه من إرادة ورجال مؤمنين يصنعون بالقليل من السلاح المعجزات المبهرة بفضل الله.
- إن استراتيجية وقرار قيادة القسام في هذه المرحلة هو تأكيد إيقاع مَقتَلة في جنود العدو، وتنفيذ عمليات نوعية مركزة من مسافة الصفر، والسعي لتنفيذ عمليات أسر لجنود صهاينة.
- إذا اختارت حكومة العدو الإرهابية استمرار حرب الإبادة، فإنها تقرر في ذات الوقت استمرار استقبال جنائز الجنود والضباط، فلن تمنعهم دباباتهم، ولن تحميهم من حُمَم الموت التي صُنعت بأيدٍ مؤمنة ورُمِيَت بيد الله. وظنوا أن حصونهم تمنعهم من الله، فآتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب.
- فخر بثبات وبطولات مجاهدينا، فإننا ندرك حجم الألم والمعاناة التي يعيشها شعبنا المكلوم وأهلنا الصابرون، الذين نعيش آلامهم يومًا بيوم، وإن قيامنا بواجبنا الذي كلفنا به ربنا في مدافعة هذا العدو وقتاله لا يعفي أمة المليارين من واجبها الذي ضيعته للأسف.
- عدونا تمده أقوى القوى الظالمة في العالم بقوافل لا تتوقف من السلاح والذخيرة، في حين تتفرج أنظمة وقوى أمتنا على شقائهم في أرض الرباط وهم يُقتَلون بعشرات الآلاف، ويُجوَّعون ويُمنعون من الماء والدواء.
- إننا نقول للتاريخ، وبكل مرارة وألم، وأمام كل أبناء أمتنا: يا قادة هذه الأمة الإسلامية والعربية، ويا نُخبها وأحزابها الكبيرة، ويا علماءها، أنتم خصومُنا أمام الله عز وجل، أنتم خصومُ كل طفل يتيم، وكل ثكلى، وكل نازح ومشرّد ومكلوم وجريح ومجوَّع، إن رقابكم مثقلة بدماء عشرات الآلاف من الأبرياء الذين خُذِلوا بصمتكم.
- إن هذا العدو المجرم النازي، لم يكن ليرتكب هذه الإبادة على مسمعكم ومَرآكم، إلا وقد أمن العقوبة، وضَمِن الصمت، واشترى الخذلان. لا نعفي أحدًا من مسؤولية هذا الدم النازف، ولا نستثني أحدًا ممن يملك التحرك، كلٌّ بحسب قدرته وتأثيره.
- والله، إنّا لنرى الهوان واستحقار العدو لأمتنا واستباحتها، وعربدته فيها، وتنزف قلوبنا ألمًا، لأننا ندرك جُبن وضعف وذل هذا العدو وحجمه الحقيقي،
- وندرك قبل ذلك الحقيقة الإلهية فيه: "لأنتم أشدُّ رهبةً في صدورهم من الله لو أنه قُوبل بعزة الإسلام من أهله ونخوة العروبة المُضيعة"، ولكنه الوهن، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
- أما تستطيع أمة كبيرة، عظيمة، مجيدة، أن تُدخل طعامًا وماءً ودواءً للمُجوَّعين والمُحاصَرين في شعب غزة، وأن توقف شلال دمائهم الذي يُهدر إرهابًا لأمتنا وطمعًا في كسرها، من أجل إقامة إمبراطورية صهيونية على أرض العروبة والإسلام، عاصمتها قبلتكم الأولى ومسرى نبيكم صلى الله عليه وسلم، أو ربما أنقاضه؟ فلا نامت أعين الجبناء.
- نتوجه بالتحية لشعبنا العزيز المبارك في يمن الحكمة والإيمان، ولقواته المسلحة، ولإخوان الصدق أنصار الله الذين أذهلوا العالم بثباتهم وصدق مواقفهم مع فلسطين وغزة وأهلها ومجاهديها، وفرضوا على العدو جبهة فاعلة، أقامت الحجة الدامغة على القاعدين والخانعين من أنظمة وقوى وأحزاب عربية وإسلامية كبيرة، بات بعضها للأسف واجهات للظلم ومسكنات للشعوب وشبابها الحر، وبدت مصداقيتها وشعاراتها الكبيرة على المحك أمام خذلانها وعجزها في نصرة أطهر وأقدس قضية للعرب والمسلمين.
- التحية لكل الأحرار في العالم الذين يحاولون التضامن وكسر الحصار ورفع الظلم عن شعبنا بكل السبل، متجاهلين المخاطر والخذلان ومحاولات التشويه من منافقي الأمة، الذين يحسبون كل صيحة عليهم.
- إن كل مبادرات وتضامن الأحرار في العالم، سواء نجحت أو أُجهِضت بإملاءات من الصهاينة، هي محطة فخر واعتزاز من شعبنا، وندعو إلى تصعيدها وتواصلها وفضح هذا العدو بكل السبل وفي كل الميادين والمجالات.
- إننا ندعم بكل قوة موقف الوفد التفاوضي للمقاومة الفلسطينية في المفاوضات غير المباشرة مع العدو، وإننا عرضنا مرارًا خلال الأشهر الأخيرة عقد صفقة شاملة نسلّم فيها كل أسرى العدو دفعة واحدة، لكن مجرم الحرب نتنياهو ووزراءه من الحركة النازية رفضوا هذا العرض.
- تبيّن لنا أن حكومة المجرم نتنياهو ليست معنية بالأسرى كونهم من الجنود، وأن ملفهم ليس أولوية، وأنهم هيّأوا الجمهور في الكيان لتقبّل فكرة مقتلهم جميعًا، لكننا تمسكنا بالحفاظ عليهم بقدر المستطاع حتى الآن.
- نحن نُرَاقِب عن كثب ما يجري من مفاوضات، ونعمل أن تُسفِر عن اتفاق وصفقة تضمن وقف الحرب على شعبنا، وانسحاب قوات الاحتلال، وإغاثة أهلنا. ولكن إذا تعنّت العدو وتنصّل من هذه الجولة كما فعل في كل مرة، فإننا لا نضمن العودة مجددًا بصيغة الصفقات الجزئية، ولا لمقترح الأسرى العشرة.
- إن من معالم الفشل الصهيوني في مواجهة المقاومة وكسر شعبنا هو هروبه باتجاه الحلول القذرة التي تُشكّل جرائم حرب وعقابًا جماعيًا وإبادة وتطهيرًا عرقيًا، والمدعومة للأسف بكل وضوح من الإدارة الأمريكية.
- فهو يتفنن في تعذيب الأبرياء، ويصرّح علنًا بنيّته تهجير الناس، ويتفاخر بالتدمير الممنهج على أنه إنجاز عسكري، ويقدّم أمام العالم مخططات لإقامة معسكرات اعتقال نازية تحت مسميات إنسانية وهمية كاذبة.
- كأنّ هذا العدو يريد أن يمارس تجارب وقعت قبل عقود طويلة، ويسقطها على أعدائه بسادية وإجرام تتصاغر أمامه النازية، وهو ما يستدعي رفض العالم كله لهذه المعسكرات.
- أكذوبة معاداة السامية التي يقتات عليها أعداؤنا منذ عقود ستكون مهزلة وفضيحة. فليس ذنب شعبنا أن يدفع ثمن العقد النفسية للصهيونية المجرمة، بل على الصهاينة أن يعلموا أن سبب عداوة الأمم وكرهها الفطري لهم هو أفعالهم وجرائمهم بحق الإنسانية.
- محاولات توظيف مرتزقة وعملاء للاحتلال بأسماء عربية هي دلالة على الفشل، ووصفة مضمونة للهزيمة، ولن يكون هؤلاء العملاء سوى ورقة محروقة في محيط وعي شعبنا وكرامته ورفضه للخيانة، وسيكون ما ينفقه العدو عليهم حسرة ووبالًا وخسرانًا مبينًا للاحتلال ولعملائه بإذن الله.
- ندعو هؤلاء العملاء إلى التوبة فورًا، والرجوع إلى أحضان شعبهم قبل فوات الأوان، حين لا ينفع الندم، وإلا فستكون نهايتهم مأساوية وعبرة لكل خائن وجبان. ولا ننسى أن نعبر عن عظيم الشكر والفخر بمواقف عائلات وعشائر شعبنا الكريمة، التي تبرأت من هذه الشرذمة من العملاء المعزولين الذين لا يمثلون إلا أنفسهم.
تابعو الأردن 24 على
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«اركنوا ربابتكم» ولا تُضيّعوا جهدنا، لن نتخلى عن مساعدة أهل غزة
«اركنوا ربابتكم» ولا تُضيّعوا جهدنا، لن نتخلى عن مساعدة أهل غزة

عمون

timeمنذ 37 دقائق

  • عمون

«اركنوا ربابتكم» ولا تُضيّعوا جهدنا، لن نتخلى عن مساعدة أهل غزة

حديث جلالة الملك عبد الله الثاني في لقائه عددًا من الإعلاميين أمس عن ثبات واستمرار الموقف الأردني في دعم قطاع غزة بكل الإمكانيات والسبل المتاحة، هل سيتغير المشهد لدينا؟ هل ستتغير حالة التخبط والتحريض التي مارسها البعض وقسّم العرب عربَين بين مشكك وناكر؟.. نعم، لقد وضع جلالة الملك النقاط على الحروف وأكد مضيّ الأردن بدوره الإنساني والأخلاقي ومساعدة أهل غزة الذين يواجهون إبادة جماعية وحرب تجويع لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلًا، ليقطع الطريق على المحرضين الذين يدّعون خوفهم وخشيتهم على الأردن جرّاء موقفه المنحاز للقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية. هؤلاء الذين قلبوا المشهد الأردني وحوّلوا ساحته البيضاء إلى حالة من الجدل والصراع حول قضايا وأمور لا قيمة لها أمام الموقف الأردني وما يواجهه قطاع غزة، متجاهلين عن قصد، أو أن جهلهم أنساهم أن أفعالهم هذه لا تطاول الموقف الأردني العظيم، ولن تتمكن من تصغيره أو تقليص حجمه. حيث أخذ البعض في ردوده وانفعالاته منحًى نحو النأي بالنفس عمّا يحدث لأهل غزة، في حين انحدر البعض نحو المِنّة التي لا تخلو من الجميلة على شعب مُجوَّع يعاني مجاعة وإبادة جماعية، لا يمكن أن تستوعبه عقل بشرية أو تستقيم له نفس سوية. متناسين بأن ما نقوم به هو واجب إنساني وأخلاقي، وقبل ذلك وبعده ديني، دعت له جميع الكتب والأديان السماوية، أي ليس مَنّة أو طوعًا، إنما واجب وفرض أخلاقي وديني. كما نقول لمن يدّعون الخوف على الأردن جرّاء مواقفه ومساندته للفلسطينيين وحقهم في إقامة دولتهم، وكذلك مساعدة المجوّعين، بأن اركنوا ربابتكم جانبًا، ولا تُضيّعوا الموقف الأردني بجهلكم ومواقفكم غير المفهومة، حتى لا نكون «كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا». فها هو العالم يتغير، وموقفه يقترب من مواقفنا بعد سنوات من الجهود الأردنية المتواصلة لإعادة البوصلة العالمية وإحداث استدارة دولية حول القضية الفلسطينية التي تخلّى عنها العالم، في حين بقي الأردن صامدًا على موقفه لإيمانه بعدالة القضية الفلسطينية. ليأتي البعض اليوم بمهاترات ويُغرقنا بدعوات تحمل في طيّاتها وبين سطورها مصطلحات غير مفهومة ودعوات مسمومة بمعانٍ مختلفة ومقاصد متعددة، تَغمز من باب التخلي عن القضية حرصًا على مصالحنا الوطنية. وكأن موقفنا التاريخي والعادل من القضية الفلسطينية يُهدد دولتنا ووجودنا، ويضرّ بمصلحتنا الوطنية أو يُهدد وجودنا، لا سمح الله. فالموقف الأردني تجاه الفلسطينيين وقضيتهم ثابت تاريخي، وقد أخذ العالم يتلمس طريقه، فبعد فرنسا، ها هي بريطانيا صاحبة وعد بلفور تُلوّح وتهدد بأنها ستسلك الطريق نفسه، الأمر الذي يؤكد أن الدور الأردني أحدث اختراقًا دوليًا تاريخيًا غير مسبوق، فلا تُضيّعوا تعبنا وتسمحوا لغيرنا بأن يقطف ثمار جهدنا. فسنبقى ندعم فلسطين ونساعد غزة وأهلها حتى يُفك الحصار عنها، ويأكل شيخها، ويَرضع طفلها، وتَأمن نساؤها، وتنسحب قوات الاحتلال من أرضها. ويحصل الشعب الفلسطيني على حقه بإقامة دولته المستقلة، وهذه مصلحة كُبرى عليا.

م. هاشم نايل المجالي : اللغة ... السلطة الخامسة
م. هاشم نايل المجالي : اللغة ... السلطة الخامسة

أخبارنا

timeمنذ 43 دقائق

  • أخبارنا

م. هاشم نايل المجالي : اللغة ... السلطة الخامسة

أخبارنا : لقد أصبحت اللغة الخطابية السياسية والاجتماعية والثقافية ظاهرة حية تتجدد وتتطور لتواكب المتغيرات والتحولات الحاصلة في شتى الحقول السياسية والاجتماعية والإعلامية وغيرها، فلم يعد بمقدور الإنسان حصر هذا السيل من الخطابات التي يتلقاها عبر العديد من الوسائل الإعلامية، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفهم معناها وفحواها. فلغة رجل السياسة تختلف عن لغة رجل الدين أو الاقتصاد، وغيرها، فاللغة تتنوع بتنوع الخطاب والهدف منه، ويتخلله لغة الإيماء، ولغة الجسد، ولغة اللفظ، والنبرة الصوتية. فلقد أصبحت تقنية حجاجية يتسلح بها السياسي وغيره، فكل خطاب يحمل رسالة معينة تُرسل إلى المتلقي بقصد إقناعه وتغيير مفاهيمه، ولقد أصبحت اللغة بديلاً لأشياء كثيرة، أهمها العنف، والإقناع بقبول قرار معين بحجة الإقناع. لذلك، الرهان على السياسي والمثقف بأسلوبه الخطابي في سياق التواصل مع المتلقي أيًّا كان، وقد يستعين رجال السياسة بخبراء ومختصين لصياغة خطبهم التي يريدون أن يلقوها، للسيطرة أيضاً على عواطفهم، مما يؤدي إلى التصفيق والهتاف، فتأثر المشاعر لا يقل أهمية عن تأثير العقول. فاختيار الكلمات لها مكانتها ووقعها وتأثيرها على سامعها، لذلك يتم مطاوعة اللغة لتخدم المصلحة، وكثير من الخطب تهدف إلى المراوغة والتحايل لتغيير المفاهيم والأفكار وتغيير المواقف. فاللغة سحر خاص بها، وسلطة على العقل، فكثير من يعتبرونها من أهم أدوات الممارسة في التأثير في الناس لتغيير مسار قضية ما، وأن تحكم قبضتها على العقل الجمعي. ولقد استخدمت مثلاً في شتى أنواع الديمقراطية، أو المساواة، أو العدل، أو الحرية، وغيرها، فاللغة يمكن اعتبارها سلطة في ذاتها، واللغة أداة حاسمة في الخطب السياسية، حيث ألفاظها القوية التي قد تُستعمل، حيث يتم استمالة الجماهير بطريقة مقنعة، وتُشعرهم بالانتماء إلى اتجاه معين، أو التصويت على قرار، وهي وسيلة لتحقيق أهداف نبيلة أو شريرة، فهي تحقق الغاية المطلوبة: الإقناع أو التضليل. ويحتاج ملقي الخطبة إلى الثقة في النفس، ومهارات خطابية لإيصال رسائلهم والتأثير على الجمهور، فلا يستطيع الشخص التهرب من مواجهة كثير من المواقف التي تحتاج إلى إلقائه لخطبة ما، خاصة إذا فرضت عليك ظروف العمل ذلك، أو الدراسة، وغيرها. فالإلقاء هو فن استمالة الآخرين، وإيضاح المعاني من خلال النطق، والصوت، والكلمة، ولغة الجسد، بهدف التأثير وتحقيق القبول. قال تعالى في وصفه النبي صلى الله عليه وسلم (وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)، وعن عائشة رضي الله عنها (كان كلام رسول الله كلاماً فصلاً، يفهمه كل من سمعه)، الكلمة مفتاح رئيسي لكسب القلوب واستمالتها، والصوت هو آلة اللفظ التي يُعبّر الإنسان بها عما في داخله، فاللغة ليست فقط مجرد وسيلة للتعبير عن الأفكار، بل إنها هي نفسها التي تُشكّل تلك الأفكار. ــ الدستور

نسيم عنيزات : «اركنوا ربابتكم» ولا تُضيّعوا جهدنا، ولن نتخلى عن مساعدة أهل غزة
نسيم عنيزات : «اركنوا ربابتكم» ولا تُضيّعوا جهدنا، ولن نتخلى عن مساعدة أهل غزة

أخبارنا

timeمنذ 43 دقائق

  • أخبارنا

نسيم عنيزات : «اركنوا ربابتكم» ولا تُضيّعوا جهدنا، ولن نتخلى عن مساعدة أهل غزة

أخبارنا : حديث جلالة الملك عبد الله الثاني في لقائه عددًا من الإعلاميين أمس عن ثبات واستمرار الموقف الأردني في دعم قطاع غزة بكل الإمكانيات والسبل المتاحة، هل سيتغير المشهد لدينا؟ هل ستتغير حالة التخبط والتحريض التي مارسها البعض وقسّم العرب عربَين بين مشكك وناكر؟ نعم، لقد وضع جلالة الملك النقاط على الحروف وأكد مضيّ الأردن بدوره الإنساني والأخلاقي ومساعدة أهل غزة الذين يواجهون إبادة جماعية وحرب تجويع لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلًا، ليقطع الطريق على المحرضين الذين يدّعون خوفهم وخشيتهم على الأردن جرّاء موقفه المنحاز للقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية. هؤلاء الذين قلبوا المشهد الأردني وحوّلوا ساحته البيضاء إلى حالة من الجدل والصراع حول قضايا وأمور لا قيمة لها أمام الموقف الأردني وما يواجهه قطاع غزة، متجاهلين عن قصد، أو أن جهلهم أنساهم أن أفعالهم هذه لا تطاول الموقف الأردني العظيم، ولن تتمكن من تصغيره أو تقليص حجمه. حيث أخذ البعض في ردوده وانفعالاته منحًى نحو النأي بالنفس عمّا يحدث لأهل غزة، في حين انحدر البعض نحو المِنّة التي لا تخلو من الجميلة على شعب مُجوَّع يعاني مجاعة وإبادة جماعية، لا يمكن أن تستوعبه عقل بشرية أو تستقيم له نفس سوية. متناسين بأن ما نقوم به هو واجب إنساني وأخلاقي، وقبل ذلك وبعده ديني، دعت له جميع الكتب والأديان السماوية، أي ليس مَنّة أو طوعًا، إنما واجب وفرض أخلاقي وديني. كما نقول لمن يدّعون الخوف على الأردن جرّاء مواقفه ومساندته للفلسطينيين وحقهم في إقامة دولتهم، وكذلك مساعدة المجوّعين، بأن اركنوا ربابتكم جانبًا، ولا تُضيّعوا الموقف الأردني بجهلكم ومواقفكم غير المفهومة، حتى لا نكون «كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا». فها هو العالم يتغير، وموقفه يقترب من مواقفنا بعد سنوات من الجهود الأردنية المتواصلة لإعادة البوصلة العالمية وإحداث استدارة دولية حول القضية الفلسطينية التي تخلّى عنها العالم، في حين بقي الأردن صامدًا على موقفه لإيمانه بعدالة القضية الفلسطينية. ليأتي البعض اليوم بمهاترات ويُغرقنا بدعوات تحمل في طيّاتها وبين سطورها مصطلحات غير مفهومة ودعوات مسمومة بمعانٍ مختلفة ومقاصد متعددة، تَغمز من باب التخلي عن القضية حرصًا على مصالحنا الوطنية. وكأن موقفنا التاريخي والعادل من القضية الفلسطينية يُهدد دولتنا ووجودنا، ويضرّ بمصلحتنا الوطنية أو يُهدد وجودنا، لا سمح الله. فالموقف الأردني تجاه الفلسطينيين وقضيتهم ثابت تاريخي، وقد أخذ العالم يتلمس طريقه، فبعد فرنسا، ها هي بريطانيا صاحبة وعد بلفور تُلوّح وتهدد بأنها ستسلك الطريق نفسه، الأمر الذي يؤكد أن الدور الأردني أحدث اختراقًا دوليًا تاريخيًا غير مسبوق، فلا تُضيّعوا تعبنا وتسمحوا لغيرنا بأن يقطف ثمار جهدنا. فسنبقى ندعم فلسطين ونساعد غزة وأهلها حتى يُفك الحصار عنها، ويأكل شيخها، ويَرضع طفلها، وتَأمن نساؤها، وتنسحب قوات الاحتلال من أرضها. ويحصل الشعب الفلسطيني على حقه بإقامة دولته المستقلة، وهذه مصلحة كُبرى عليا. ــ الدستور

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store