logo
مستشفى شهداء الأقصى: المجاعة في قطاع غزة بلغت المرحلة الخامسة

مستشفى شهداء الأقصى: المجاعة في قطاع غزة بلغت المرحلة الخامسة

الجزيرةمنذ يوم واحد
قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الدقران إن المجاعة في قطاع غزة دخلت المرحلة الخامسة، مؤكدا أن الأوضاع الصحية تزداد تفاقما في ظل سياسة تجويع متعمدة ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي ، ومع غياب المساعدات الفعلية التي تصل للمواطنين المحاصرين.
وأشار الدقران، في مداخلة مع قناة الجزيرة، إلى أن أعداد ضحايا سوء التغذية في ازدياد مستمر، لافتا إلى تسجيل 175 حالة وفاة بسبب المجاعة، بينها 6 حالات خلال 24 ساعة فقط، إلى جانب آلاف الحالات المرضية التي تستقبلها المستشفيات يوميا.
وأوضح أن ما يُروّج له الاحتلال بشأن إدخال مساعدات غذائية وطبية "عارٍ من الصحة"، مضيفا أن ما يدخل فعليا هو كميات محدودة لا تلبي جزءا يسيرا من احتياجات السكان، وغالبا ما يتم الاستيلاء عليها عند المعابر من قِبل مجموعات خارجة عن القانون.
واتهم المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى المؤسسة الأميركية المسماة "غزة الإنسانية" بتوفير مراكز تحوّلت إلى "مصائد موت"، قائلا إن جيش الاحتلال يفتح نيرانه بانتظام على المدنيين المتجمعين قرب تلك المراكز، ما يتسبب في سقوط أعداد كبيرة من الجرحى والشهداء.
وكانت مصادر طبية أكدت للجزيرة أن 50 فلسطينيا استُشهدوا منذ فجر الأحد في مجازر متفرقة، بينهم 22 من الباحثين عن الطعام قرب مراكز تحكم بالمساعدات في رفح والنصيرات، حيث دأبت قوات الاحتلال على استهداف التجمعات المدنية حولها.
نسبة إشغال مضاعفة
وتابع الدقران أن سياسة الاحتلال تسببت في انهيار تام للمنظومة الصحية، إذ تجاوزت نسبة إشغال الأَسِرّة في المستشفيات 300%، ما اضطر الكوادر الطبية إلى فرش الممرات والساحات لاستيعاب تدفق المصابين.
وبحسب المتحدث، فإن المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال المزيد من الحالات، نظرا للعدد الهائل من المرضى، وخاصة من فئة الأطفال وكبار السن، وهم الشريحتان الأكثر تضررا من سوء التغذية وانتشار الأمراض المزمنة والمعدية.
ونوّه إلى أن أقسام الأطفال في مستشفيات غزة تشهد اكتظاظا غير مسبوق، حيث يُضطر الأطباء إلى تنويم 3 إلى 4 أطفال على السرير الواحد، وسط بيئة صحية متدهورة وانتشار واسع للجرذان والحشرات في أماكن النزوح والمخيمات.
ومنذ تولي مؤسسة "غزة الإنسانية" التحكم في تدفق المساعدات في مايو/أيار الماضي، استشهد أكثر من 1500 فلسطيني وأصيب أكثر من 10 آلاف آخرين بنيران جيش الاحتلال والمتعاقدين الأجانب مع المؤسسة، وفق الأمم المتحدة ووزارة الصحة بالقطاع المنكوب.
ويأتي هذا التصعيد بعد يومين من زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لأحد مراكز المساعدات برفح، في وقت يرى مراقبون أن تلك الزيارات باتت تشكّل غطاء سياسيا لاستمرار الفتك بالمواطنين تحت غطاء إنساني زائف.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حوامل مجوعات وأجنة مهددة.. كارثة إنسانية تضرب النساء وأجنتهن في غزة
حوامل مجوعات وأجنة مهددة.. كارثة إنسانية تضرب النساء وأجنتهن في غزة

الجزيرة

timeمنذ 20 دقائق

  • الجزيرة

حوامل مجوعات وأجنة مهددة.. كارثة إنسانية تضرب النساء وأجنتهن في غزة

في خضم كارثة إنسانية غير مسبوقة، تتفاقم معاناة الحوامل في قطاع غزة تحت وطأة الجوع والخوف وانهيار النظام الصحي، حيث تجد الأمهات أنفسهن في مواجهة مصير قاتم يفتقر إلى أبسط مقومات الرعاية والنجاة. وما يزيد فظاعة هذا الواقع أن المأساة لا تقتصر على الأمهات فقط، بل تمتد لتغتال بصمت جيلا كاملا قبل أن يولد، إذ تتعرض الأجنة والرضع لخطر الموت البطيء نتيجة سوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية. وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان، عبر منصة "إكس"، إن الحوامل في غزة "يتضورن جوعا، ويعشن في خوف دائم، ويجبرن على الولادة في ظروف غير إنسانية". وأشار إلى أن حالة حمل واحدة من كل 3 تصنف على أنها عالية الخطورة، في حين يولد طفل من كل 5 أطفال إما مبكرا أو ناقص الوزن، بينما 40% من الحوامل والمرضعات يعانين من سوء تغذية حاد. وأكد الصندوق أن هذه ليست مجرد أزمة صحية، بل "حكم بالموت" يتهدد حياة الأمهات وأجنتهن في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف الانهيار الإنساني في القطاع. وقد أثارت هذه الإحصائيات موجة من الغضب والاستياء الواسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر الناشطون عن صدمتهم من حجم المأساة التي تعيشها النساء والأطفال في غزة منذ أكثر من 22 شهرا، وسط صمت دولي مطبق ومجاعة إسرائيلية ممنهجة. ووصف عدد من الناشطين الوضع بأنه "مجزرة صامتة" وسط تجاهل دولي مستمر، مشيرين إلى أن ما يجري يتجاوز المجاعة ليصل إلى جريمة مكتملة الأركان بحق مستقبل جيل بأكمله. بدوره، قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، إن 180 روحا أزهقها الجوع حتى الآن، بينهم 93 طفلا. وأضاف عبر منصة إكس: "في آخر 24 ساعة فقط، ارتقى 5 شهداء جدد بسبب سوء التغذية"، مشددا على أن ما يحدث في غزة ليس قدرا طبيعيا، بل جريمة ممنهجة يرتكبها الحصار وتباركها قسوة الصمت الدولي. وتساءل البرش: "هل تتخيل أن يموت طفل لا لشيء سوى لأنه لم يجد ما يأكله؟". وأكد أن كل طفل مات جوعا كان يمكن إنقاذه بعلبة حليب، وكل روح أزهقت كانت تنتظر لقمة، وجرعة دواء، ونظرة رحمة، معتبرا أن المجاعة في غزة "ليست كارثة طبيعية بل جريمة حرب مكتملة الأركان". ونشر البرش صورا لطفلين من شمال مدينة غزة، عدي ومحمد مهرة، يصارعان سوء تغذية حادا بعدما أصبح الغذاء حلما، والحليب ترفا، والمستقبل خطرا. وأشار مغردون إلى أن آلاف الأطفال في غزة لم يتناولوا منذ أشهر كأس حليب واحدة، ولا قطعة جبن، ولا أي نوع من الحلوى أو السكريات، مؤكدين أن كل عناصر الغذاء الضرورية لنموهم الجسدي والعقلي غائبة تماما. وأكدوا أن أجساد الأطفال تتآكل بصمت، وأن مظاهر سوء التغذية الحاد أصبحت واضحة، من توقف النمو، وهشاشة العظام، وضمور العضلات، إلى نقص الفيتامينات، وضعف الدم، والتراجع الحاد في البنية الجسدية، في مشهد يلخص قسوة المجاعة التي يعيشها القطاع. وكتب أحد الناشطين: "هذه ليست مشاهد من مجاعة العصور الوسطى، بل من غزة اليوم.. حيث الاحتلال لا يقتل فقط بالقنابل، بل أيضا بالتجويع المنهجي". وفي شهادة مؤلمة، روت إحدى الأمهات تجربتها مع الحصار قائلة إن "ابني في هدنة قصيرة نما له 4 أسنان، كنت لا أبخل عليه بأي شيء حتى في زمن الغلاء، فظهر نموه طبيعيا. لكن اليوم، منذ أكثر من سنة و3 أشهر، ولم يخرج له أي سن، لأنه لا يأكل سوى العدس والمعكرونة وخبز الدقة!". إعلان وتداول الناشطون رسائل حزينة عن معاناة الحوامل، مؤكدين أنهن لا يحملن في بطونهن أطفالا فقط، بل الخوف، والجوع، والإرهاق، والخذلان. وأوضحوا أن المرأة تدخل غرفة الولادة بجسد منهك وتخرج بطفل هزيل بالكاد يلتقط أنفاسه الأولى، وسط حصار خانق، وانعدام الغذاء، ونقص الدواء، وتفشي الأمراض. وأشار الناشطون إلى أن الحوامل يواجهن خطر المجاعة وسوء التغذية، وأن واحدة من كل 3 حالات حمل تعد عالية الخطورة، وباتت كثيرات منهن يتمنين الموت هربا من الجوع الذي لا يرحم، في ظل غياب كامل للرعاية الصحية والغذاء الأساسي. وتساءل مدونون بمرارة: "ماذا فعلتم بأطفال غزة؟ كيف ينام العالم والأطفال يصارعون الجوع، وأم تتوسل لقمة لجنين لم يولد بعد، وأب مبتور يراقب أطفاله يذبلون أمامه؟". في السياق ذاته، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة من أن هناك أكثر من 40 ألف طفل رضيع لم يكملوا عامهم الأول معرضون للموت البطيء بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ومنعها إدخال حليب الأطفال. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

أطباء بلا حدود: الأطفال في غزة يتعفنون والوضع الصحي منهار تماما
أطباء بلا حدود: الأطفال في غزة يتعفنون والوضع الصحي منهار تماما

الجزيرة

timeمنذ 31 دقائق

  • الجزيرة

أطباء بلا حدود: الأطفال في غزة يتعفنون والوضع الصحي منهار تماما

قالت منسقة البرامج في منظمة " أطباء لا حدود" في قطاع غزة ، كارولين ويليمن، إن النظام الصحي بالقطاع يشهد انهيارا كاملا، وإن انتشار متلازمة غيلان باريه (الشلل الرخوي) سيضاف إلى سلسلة أمراض أخرى انتشرت بسبب تلوث المياه وتدمير البنية التحتية ونقص مناعة الأطفال الناجم عن سوء التغذية. وأضافت في مقابلة مع الجزيرة أن بعض الجروح البالغة تتعفن بسبب ضعف المناعة الناجم عن الظروف المزرية التي يعيشها الأطفال بسبب الحرب، لافتة إلى أن هذه الأمراض لم تعد موجودة في العالم. ويفرض انتشار هذا المرض الجديد تحديات أخرى على القطاع الصحي في غزة حيث تركز المستشفيات على الأطفال دون سن الخامسة والتي يعاني 35% منهم آثارا عميقة وأمراضا متنوعة يصعب علاجها بسبب تراكمها مع الجروح والأمراض الجلدية. ويعاني القطاع منذ مايو/أيار الماضي بسبب تزايد أعداد المصابين الذين لا يأكلون بما يكفي مما يفاقم أزمة نقص المناعة وعدم القدرة على مواجهة الأمراض. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 3 أطفال بسبب متلازمة غيلان باريه، وحذرت من تصاعد خطير في الإصابات بهذا المرض الناجم عن التهابات غير نمطية. وكشفت الفحوصات وجود فيروسات معوية غير شلل الأطفال، وهذا يهدد بانتشار الأمراض المعدية على نحو لا تمكن السيطرة عليه.

من الاستعمار والصراعات القبلية إلى غزّة.. تاريخ التجويع كسلاح حرب
من الاستعمار والصراعات القبلية إلى غزّة.. تاريخ التجويع كسلاح حرب

الجزيرة

timeمنذ 33 دقائق

  • الجزيرة

من الاستعمار والصراعات القبلية إلى غزّة.. تاريخ التجويع كسلاح حرب

في قلب المجاعة التي تطبق على غزة، لم تعد الصور القادمة من هناك مجرد لقطات إخبارية، بل باتت وثائق دامغة لتاريخ إنساني يتشكل تحت أنقاض الحصار والحرب. أطفال نحيلون حتى التلاشي، وجوههم ذابلة، أضلاعهم بارزة، وعيونهم تسأل عن شيء من الحياة. منذ شهور، كانت المؤشرات واضحة. طعام شحيح، قوافل الإغاثة تقصف، طوابير طويلة بانتظار وجبة لا تكفي، وتحذيرات دولية متكررة من مجاعة وشيكة. واليوم، يحذر التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي من أن غزة تشهد "أسوأ سيناريو للمجاعة"، إذ يعاني عشرات الآلاف من الأطفال من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم. ويواجه نحو 500 ألف شخص خطر المجاعة في وقت تستمر فيه إسرائيل في منع دخول المساعدات الغذائية والحيوية إلى القطاع. إسرائيل، في هذا السياق، ترتكب جريمة نادرة من نوعها في القرن الـ21، الذي شهد عددا من المجاعات أغلبها إثر صراعات عسكرية. لا تحتاج إلى إعلان رسمي في الثلاثاء، 29 يوليو/تموز الماضي، حذّرت منصة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من أن "أسوأ سيناريو للمجاعة يحدث حاليا في غزة"، مرجحة وفيات واسعة النطاق في حال عدم التحرك لاتخاذ إجراءات فورية. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى وجود 10 آلاف حالة سوء تغذية حاد لدى الأطفال منذ يناير/كانون الثاني 2025، بما في ذلك 1600 تتطلب رعاية فورية. ورغم ورود تقارير عن عشرات الوفيات المرتبطة بالجوع منذ ما يقرب من عامين من الحرب والحصار الإسرائيلي على القطاع، لم تعلن المجاعة رسميا. المنصة قالت إن غزة على شفا مجاعة، وتم بلوغ حدين من 3 حدود، و"لا يمكن إثبات المعيار الثالث للمجاعة، وهو الوفيات الناجمة عن سوء التغذية". لكن أليكس دي وال، مؤلف كتاب "المجاعة الجماعية" والمدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي، أكد لوكالة "أسوشيتد برس"، أن ما يحدث في غزة مجاعة. وقال إننا لا نحتاج إلى إعلان رسمي لمعرفة ما نراه في غزة، "يمكننا تفسير أعراض غزة كما يستطيع الطبيب تشخيص حالة المريض بناء على أعراض ظاهرة من دون إرسال عينات إلى المختبر وانتظار النتائج". وربما تكون غزة قد دخلت حدود المجاعة بالفعل، لكن نقص البيانات الدقيقة حول سوء التغذية الحاد والوفيات المرتبطة به نتيجة انهيار الأنظمة الصحية، حال دون الإعلان الرسمي عن المجاعة. مدير الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، روس سميث، قال "هذه كارثة تتكشف أمام أعيننا، وأمام شاشات التلفزيون لدينا. هذا لا يشبه أي شيء شهدناه في هذا القرن". الهيريرو والناما.. التجويع من أجل الإبادة أدى الحصار العسكري الشامل الذي تفرضه إسرائيل غزة منذ أوائل مارس/آذار الماضي، إلى إدانات واسعة النطاق لإسرائيل، حتى إن منسق الإغاثة في حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة، توم فليتشر، وصف ذلك بـ"الحصار الوحشي"، وقال إن قرار وقف المساعدات الإنسانية "عقاب جماعي قاسٍ". وتكشف مجلة العدالة الجنائية والدولية التابعة لأكاديمية أكسفورد، عن استخدام التجويع كسلاح حرب وعلاقته بالإستراتيجية السياسية والعسكرية. "ماذا يريد الجناة من خلال التجويع؟".. في غزة -كما العديد من المجاعات التي فرضها حصار عسكري- يحاول الجناة من خلال التجويع فرض عقاب جماعي، أو السيطرة على الشعوب وكسر إرادتها أو تهجيرها من أراضيها. لكن الهدف الأول للجناة من خلال التجويع، هو القتل الجماعي. ومع ذلك، لا يشترط أن يموت شعب كامل جوعا لكي يعتبر التجويع إبادة جماعية، ولكن يجب إثبات أن الجاني كان يهدف عمدا إلى القضاء على جزء كبير من السكان. من الأمثلة القليلة، لاستخدام التجويع من أجل الإبادة، مقتل عشرات الآلاف من قبائل الهيريرو والناما في بداية القرن الـ20. وكانت ناميبيا -الواقعة جنوب غرب أفريقيا- تحت حكم ألمانيا الاستعمارية آنذاك. وخلال تلك الفترة، قامت قبائل هيريرو وناما بالثورة ضد الألمان. وبعد قمع التمرد، أجبرت القوات الألمانية، أفراد القبائل على التوجه نحو صحراء كالاهاري القاحلة، إذ أغلقت جميع مصادر المياه في وجههم، وهذا تسبب في موتهم عطشا وجوعا. أما الذين حاولوا الفرار أو النجاة، فتعرضوا لإطلاق النار عليهم ومن بينهم نساء وأطفال. حصار لينينغراد ومن أخطر نماذج التجويع القسري ما حدث خلال الحرب العالمية الثانية، حين حاصرت قوات ألمانيا مدينة لينينغراد، سانت بطرسبرغ حاليا، بين عامي 1941 و1944، في محاولة لعزلها بالكامل عن بقية الاتحاد السوفياتي من دون الحاجة لاحتلالها عسكريا. الحصار استمر لأكثر من 800 يوما، مخلفا نحو مليون قتيل. وخلال تلك الفترة، انقطعت كل طرق الإمداد عن المدينة، باستثناء ممر عبر بحيرة متجمدة يسمى "طريق الحياة"، الذي كثيرا ما كان يتعرض للقصف. وعانى سكان المدينة من جوع شديد بسبب نقص الغذاء وفي شتاء 1941-1942، وازدادت المعاناة بسبب البرد القارس، إذ وصلت درجات الحرارة إلى 38 تحت الصفر، وتوفي كثير من الناس من البرد والجوع. الصومال والسودان ولم يعلن التصنيف المرحلي المتكامل عن مجاعة رسميا إلا نادرا، لأنها تستند إلى معايير صارمة، تشمل نسبة السكان الذين يواجهون نقصا حادا في الغذاء، ومعدلات سوء التغذية الحاد، ومعدل الوفيات اليومي. لكنه أعلن عن مجاعة في الصومال عام 2011، وجنوب السودان عامي 2017 و2020، وأجزاء من إقليم دارفور غرب السودان العام الماضي. وفي عام 2010، ضرب الجفاف منطقة القرن الأفريقي، لكن المجاعة في الصومال لم تحدث فقط بسبب الجفاف، بل ارتبطت أيضا بصراع عسكري بين الحكومة الصومالية وحركة الشباب المسيطرة على الجنوب. ومنعت حركة الشباب دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها، وأصرت على أن توزعها بنفسها، ما أدى إلى تأخير وصول الغذاء إلى المحتاجين، وتفاقم الأزمة، ليصل عدد الوفيات إلى نحو 260 ألف شخص. وفي السودان، أدت الحرب الأهلية المستمرة منذ سنوات إلى إعلان المجاعة رسميا في الجنوب عام 2017 تأثر بها 100 ألف شخص. وساهمت الحرب في تدمير الزراعة وعدم القدرة على شراء الطعام ونزوح الملايين. وفي 2020 تعرضت مناطق في ولاية جونقلي لفيضانات وعنف متزايد بسبب الحرب؛ وهذا زاد من معاناة السكان وأدى إلى تفاقم المجاعة. أما في إقليم دارفور عام 2024، فتفاقمت المجاعة نتيجة الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين. وفي أغسطس/آب، أعلنت الأمم المتحدة تفشي المجاعة في عدد من المخيمات وقدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 1.7 مليون نازح في شمال دارفور يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد والجوع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store