
تقرير أمريكي يقدم حل متوازن للحد من تهديد الملالي النووي ويقيد مدى صواريخها
جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،، تحذيره لإيران من المضي في تخصيب اليورانيوم على أراضيها، مؤكدًا أن بلاده "لن تسمح بذلك".
وقال ترامب، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية، إن "واشنطن ستضطر إلى اتخاذ إجراءات مختلفة في حال استمرت إيران في تخصيب اليورانيوم".
وأضاف ترامب: "لن يُخصّبوا.. وإذا خصّبوا، فسوف نضطر إلى التحرك واتخاذ اتجاه مغاير"، مشيرًا إلى "احتمال تبني سياسة بعيدة عن المفاوضات".
وشدد ترامب على أنه "لا يرغب في التصعيد، لكنه لن يتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة"، مبينًا أن "لن يكون لدينا خيار آخر.. لن نسمح بالتخصيب".
جاءت هذه التصريحات بعد يومين من رفض المرشد الإيراني علي خامنئي للمقترح الأمريكي الخاص بإنشاء ما يشبه "الكونسورتيوم الإقليمي" (تجمع دولتين أو أكثر في عمل مشترك) لإدارة تخصيب اليورانيوم، ما أثار تساؤلات حول مصير المفاوضات المزمعة بين البلدين.
وكان من المتوقع عقد الجولة السادسة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية قريبًا، إلا أن خامنئي اعتبر أن المقترح الأمريكي يتعارض مع مصالح طهران.
وتُعد هذه القضية أحد أبرز نقاط الخلاف بين البلدين، فبينما تؤكد طهران على حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، ترفض واشنطن ذلك بشكل قاطع، ما يزيد من تعقيد مسار المفاوضات الجارية.
وكشف تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الادني ان قدرات إيران، مقترنة بنواياها الأيديولوجية والجيوسياسية، تجعل القيود الصاروخية ضرورية في أي صفقة مستقبلية. أي اتفاقية تتفاوض عليها الولايات المتحدة وتعالج المواد والمنشآت النووية فقط دون معالجة أنظمة التوصيل المطلوبة غير كافية. رغم أن إدخال هذا العنصر سيكون صعباً دبلوماسياً، فإن تجاهله مرة أخرى سيثير صعوبات أمنية قومية أكثر هولاً مستقبلاً. وفقاً لذلك، ينبغي للمفاوضين الأمريكيين إعطاء الأولوية لقضية الصواريخ من خلال التركيز على ثلاث مناطق.
أولاً، ينبغي تجديد وتقوية القيود الأممية المنتهية الصلاحية، ووضع قيود جديدة لحظر جميع الاختبارات والتطوير ونقل التقنيات المتعلقة بالصواريخ الباليستية والانسيابية بعيدة المدى القادرة على حمل رؤوس نووية بشكل قابل للتحقق، كما تعرفها أنظمة عدم الانتشار الدولية الموجودة. هذا سيخلق معياراً مرجعياً قائماً على لغة أممية أوضح من قبل 2015 ويزيل الغموض الذي استغلته إيران مراراً.
يقدم "نظام مراقبة تقنية الصواريخ " (MTCR) خط أساس راسخ بمدى 300 كيلومتر وحمولة 500 كيلوجرام للصاروخ القادر على حمل رؤوس نووية. الصواريخ تحت هذا الحد تُعتبر تكتيكية؛ تلك التي تتجاوزه مخصصة لضرب أهداف استراتيجية، محتملاً برأس نووي. الصواريخ المطابقة لـ"نظام مراقبة تقنية الصواريخ" كافية تماماً لاحتياجات إيران الدفاعية المشروعة. لذلك، إذا كانت نوايا طهران دفاعية حقاً، ينبغي أن تكون مستعدة لإضفاء الطابع الرسمي على هذا الحد مقترناً بتهدئة إقليمية شاملة وإعادة تموضع كبيرة. هذا العتبة تعكس ليس فقط معياراً تقنياً، بل أيضاً حدود قائمة على النوايا بين توجه عسكري دفاعي وهجومي. أما بالنسبة لتدابير التحقق، فيمكن أن تكون "معاهدة القوى النووية متوسطة المدى " (INF) لعام 1987 م نموذجاً مفيداً.
ثانياً، يجب ربط وقف تطوير الصواريخ وضوابط التصدير بحوافز الصفقة النووية. ينبغي أن يتوقف تخفيف العقوبات على وقف إيران تطوير واختبار ونقل الصواريخ والطائرات المسيرة الهجومية بعيدة المدى أحادية الاتجاه فوق عتبة "نظام مراقبة تقنية الصواريخ"، مع إزالة قابلة للتحقق. ربط الامتثال بمكاسب ملموسة يرفع تكلفة التحدي ويحفز التفاوض. ينبغي لآلية مراقبة بقيادة الأمم المتحدة الإشراف على نقل الصواريخ، مدعومة بهيئة تقنية تجمع خبراء من "نظام مراقبة تقنية الصواريخ" ومكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح ومعهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح تحت تفويض من مجلس الأمن. أثبتت أنظمة مراقبة الأسلحة السابقة فعالية مثل هذه الآليات عندما تكون مدعومة بالموارد والدعم السياسي الملائمين.
المعاهدات السابقة ومدونات السلوك تقدم أيضاً دروساً عظيمة حول عناصر أساسية أخرى مثل إعلانات المخزونات/المواقع والتفتيش في الموقع والمراقبة عن بُعد وتتبع الأقمار الصناعية ومشاركة القياس عن بُعد والإخطار قبل الإطلاق.
ثالثاً، خلال أو بعد المحادثات الثنائية مع إيران، ينبغي لواشنطن أن تطلب من شركائها بدء حوار صاروخي إقليمي مع طهران. دول الخليج العربية وإسرائيل – أهداف إيران المباشرة – يجب أن يكون لها مدخل. اتفاق إقليمي يمكن أن يشمل إخطارات الاختبار وحدود النشر ووقف النقل إلى جهات فاعلة غير حكومية. تأطير هذه الخطوات كمكونات لحزمة أمنية إقليمية – وليس نزع سلاح أحادي – قد يجعلها أكثر قبولاً للقادة الإيرانيين. دعت طهران مراراً لحوار إقليمي وينبغي الضغط عليها لإعطاء مضمون لتلك البلاغة.
واختتم التقرير الذى كتبه الباحث الدكتور فرزين نديمي المتخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج العربي بالتنبيه علي ان
الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة الهجومية محورية في وضعية التهديد الإيرانية، وتجاهلها مرة أخرى يضع المفاوضين الأمريكيين في خطر إبرام اتفاقية معيبة تزيل التهديد الذي يطرحه إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب لكنها تمكن طهران من توسيع وتطوير أنظمة توصيل خطيرة، أثبتت أنها أكثر من مستعدة لاستخدامها وانتشارها في السنوات الأخيرة. تصور إيران صواريخها غالباً كرموز للشرعية والنفوذ الاستراتيجي و"المقاومة" و"العدالة الإلهية"، تزرع هذه الرواية من خلال سنوات من الدعاية والحقائق المشوهة. الهالة المخلقة حول الموضوع مخصصة لحماية البرنامج من التمحيص الدولي والمساءلة والانتقاد المحليين، وقد نجحت حتى الآن. كسر تلك الدورة يتطلب مبادرة جريئة تهدف ليس فقط لفرض قيود، بل أيضاً تفكيك الأساطير. غالبية الإيرانيين يعرفون أن تصوير طهران للولايات المتحدة وإسرائيل كتهديدات للجمهورية الإسلامية دالة على الخيارات الاستراتيجية المضللة للنظام ذاته، مدفوعة أساساً بالمواقف الأيديولوجية والروايات الكاذبة.
واقترح التقرير حل متوازن يحد من التهديد النووي الإيراني ويقيد مدى صواريخها، مع السماح بالاحتفاظ بأنظمة قصيرة المدى (أي تحت 300 كيلومتر) للدفاع المشروع. بدون قيود صاروخية، أي "خطة عمل شاملة مشتركة جديدة" ستحمل العيب الرئيسي ذاته للسابقة. حان الوقت لإغلاق الثغرة الصاروخية وتأمين صفقة اكثر شمولية ، والتي قد تفتح الطريق لحوار إقليمي مجدٍ مستقبلاً. في الواقع، اتفاقية جديدة تشمل الصواريخ بعيدة المدى ستكون خطوة نحو إعادة تعريف الاستقرار الإقليمي في القرن الحادي والعشرين، طمأنة حلفاء الولايات المتحدة، دعم قواعد عدم الانتشار، ودفع إيران نحو وضعية استراتيجية أكثر شفافية وأقل زعزعة للاستقرار
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ 3 ساعات
- ساحة التحرير
مُتابعات – العدد السّابع والعشرون بعد المائة!الطاهر المعز
مُتابعات – العدد السّابع والعشرون بعد المائة بتاريخ السابع من حزيران/يونيو 2025! الطاهر المعز يتضمن العدد السّابع والعشرون بعد المائة من نشرة 'مُتابعات' الأسبوعية فقرة عن ذكرى هزيمة 1967 وفقرة بعنوان في جبهة الأعداء ( ألمانيا والكيان الصهيوني) وفقرة عن زيارة دونالد ترامب للخليج وفقرة عن استمرارية العنصرية والإقصاء والعدوان على الشعوب في ألمانيا الإتحادية رغم ادّعاء تجاوز النازية وفقرة عن التكنولوجيا في خدمة العدوان الصهيوني وفقرة عن التفاوت في الثروة وأخرى عن ارتفاع الإنفاق العسكري ذكرى هزيمة الأنظمة العربية سنة 1967 انهزمت الجُيُوش النّظامية العربية يوم الخامس من حزيران/يونيو 1967، وعبّرت السعودية وتوابعها عن التّشَفِّي والإنحياز ضدّ الشعوب والأنظمة العربية، وبعيدًا عن روح التّشفِّي، انهزمت استراتيجية الأنظمة 'القومية' ( النُّسخة النّاصرية ونسخة البعث الأُمَوِي السُّوري) التي أَقْصت الشُّعوب من المُشاركة في النقاش وفي اتخاذ القرار والمُحاسبة، مما ترك المجال فسيحًا للأنظمة الرجعية العربية ( المغرب وتونس والأردن والسعودية…) التي تعاونت مع الإمبريالية ضد النظام الناصري في مصر وضدّ الشعب الفلسطيني وكافة الشعوب العربية التي لا تزال تُعاني من آثار هذه الهزيمة… عيدٌ بأية حال عُدْتَ ياعيدُ هدمت السعودية الفنادق والمطاعم والأحياء الشعبية والمعالم التاريخية التي كانت تُحيط ب'المسجد الحرام' والكعبة، منذ حوالي عشر سنوات وخفضت من عدد تأشيرات الحج، وأصبح الحجاج مضطرين للإقامة في فنادق مرتفعة الثمن، وبلغ عدد الحجّاج سنة 2025 ما لا يقل عن 1,6 مليون حاج فيما بلغ معدّل تكلفة الحج للفرد سبعة آلاف دولارا ( أكثر من تسعة آلاف للحاج المغربي أو المصري وحوالي أربعة آلاف دولارا للحاج العراقي) فيما فاق معدّل سعر الخروف الواحد أربعمائة دولارا في الدّول العربية، قبل أسبوع واحد من تاريخ عيد الإضحى… أما الفلسطينيون فإنهم يُحاولون البقاء على قيد الحياة وسط القنابل والرّكام وجُثث الأقارب… فلسطين دعم الإتحاد الأوروبي كمؤسسة والدّول الأوروبية المُنْتَمِية للإتحاد ولحلف شمال الأطلسي عدوان الكيان الصهيوني ومنحته السلاح والمال وساندته سياسيا ودبلوماسيا وإيديولوجيا وإعلاميا ومنعت كل أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني، وبعد سنة ونصف من العدوان المستمر والمجازر والإبادة والتّجويع، هدّدت بعض الدّول الأوروبية 'بمعاقبة' الكيان الصهيوني من خلال التّلويح باحتمال 'الإعتراف بدولة فلسطينية' لا يعرف أحدٌ حدودها أو دائرة سيادتها… لو أرادت هذه الدّول 'التّكفير عن ذنوبها' ( كما فعلت مع اليهود الأوروبيين بعد الحرب العالمية الثانية) لأوقفت بيع السلاح إلى الكيان الصهيوني ومُقاطعة إنتاجه ومؤسساته وإلغاء اتفاقية التجارة معه، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة والمؤسسات القضائية الدولية ( محكمة العَدْل ومحكمة الجنايات) فضلا عن إرسال الدّعم المادّي للشعب الفلسطيني والتّعبير عن الدّعم السياسي له، فما فائدة هذا الإعتراف المُحتمل بدولة وهْمِيّة إذا كان الشعب الفلسطيني مُهدّدا بالإبادة ويفتقد الأحياء إلى الماء والغذاء والدّواء والسكن والحرية في وطنهم؟ إن فلسطينَ أرضٌ محتلةٌ – من البحر إلى النّهر – ، ويُعاني شعبها في فلسطين والشتات من التّشرّد والمَيْز فضلا عن التجويع والمجازر بأسلحة أوروبية وأمريكية والتّهْجِير القَسْرِي، ويمكن للشعوب الأوروبية والأمريكية الضّغط على حكوماتها من أجل إلغاء اتفاقيات التجارة ووقف تزويد الكيان الصهيوني بالسلاح والمعلومات الاستخباراتية ووقف عمليات الإبادة، تطبيقًا لقرارات الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدّولية… بالنسبة لنا كعرب، تتسابق الأنظمة العربية ( وجامعتها 'العِبْرِيّة') للتعبير عن ولائها للإمبريالية الأمريكية، ولقمع التظاهرات المُعبّرة عن التّضامن مع الأشقاء الفلسطينيين، فضلا عن مشاركة بعض الأنظمة في حصار الشعب الفلسطيني وفي تطبيع العلاقات مع الإحتلال… في جبهة الأعداء يُصادف يوم الإثنين 12 أيار/مايو 2025 الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الكيان الصهيوني والمانيا الإتحادية ( ألمانيا الغربية التي ابتلعت ألمانيا الشرقية بعد انهيار جدار برلين) وبالمناسبة يزور الرئيس الصهيوني إسحق هرتسوغ ألمانيا في ذروة العدوان والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وسوف يزور الرئيس الألماني حُلفاءه في تل أبيب في وقت لاحق وتتضمن زيارة مُستوطنات ' للتأكيد على المسؤولية التاريخية لألمانيا، إحدى أشد داعمي الدولة العبرية'، وأعلن المستشار فريدريش ميرتس 'إن الدعم لإسرائيل يظل من المبادئ الأساسية للسياسة الألمانية'، رغم الإتهامات الموجهة للكيان الصهيوني من العديد من الدول والمجموعات الحقوقية بارتكاب الإبادة ورغم إصدار المحكمة الجنائية الدولية ( سنة 2024 ) مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الصّهيوني وزعماء آخرين، وفي تلك الأثناء شهدت المانيا صعود حزب 'البديل من أجل ألمانيا' اليميني المتطرف الذي حصل على 20% من أصوات النّاخبين، والذي شكك عدد من كبار شخصياته في 'ثقافة الذاكرة' الجماعية للتكفير عن جرائم النازية، وفق وكالة رويترز بتاريخ 12 أيار/مايو 2025، وبدل مكافحة اليمين المتطرف والتّنديد بالجرائم الصهيونية، ركّزت معظم الأحزاب والهيئات والمؤسسات الإعلامية الألمانية على مواضيع مُختلقة مثل 'تصاعد معاداة السامية، سواء من اليمين المتطرف أو اليسار المتطرف أو من مهاجرين من دول عربية وإسلامية'، وكرّر المستشار فريدريش ميرتس يوم تنصيبه ( الثلاثاء 06 أيار/مايو 2025) ' إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الهجوم الوحشي الذي شنّه إرهابيو حماس يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وما أعقبه… لكن على إسرائيل أيضا أن تبقى دولة تفي بالتزاماتها الإنسانية، لا سيما وأن هذه الحرب المروعة تستعر في قطاع غزة حيث تجري هذه المواجهة مع إرهابيي حماس'، وزار وزير الخارجية يوهان فادفول فلسطين المحتلة يوم الأحد 11 أيار/مايو 2025، تُسدّد ألمانيا، منذ سنة 1963، ما يعادل 3,5 مليارات يورو سنويا للكيان الصهيوني الذي نصّبته الدّول الإمبريالية ناطقًا باسم جميع يهود ومُمثلا لهم، بمن فيهم مواطني الدّول الإمبريالية نفسها، فضلا عن العلاقات العسكرية الوثيقة، واشترى الكيان الصهيوني أسلحة ألمانية متطورة، وبالأخص غواصات ألمانية قادرة على حمل صواريخ برؤوس نووية، بأقل من ثُلُثَيْ ثمنها المُعْلَن، فيما اشترت برلين أنظمة دفاع جوي صهيونية، ونظرًا للحملات الإعلامية المستمرة والدّاعمة للكيان الصهيوني، فإن كل الأحزاب البرلمانية تدعم الكيان الصهيوني وحلف شمال الأطلسي وكافة الحروب العدوانية الأمريكية، غير إن الدّعم الشّعبي المُطلق للكيان الصهيوني ترَاجَعَ في ألمانيا من 46% سنة 2021 إلى 36% سنة 2025 وفق استطلاع أجرته مؤسسة بيرتلسمان ونشرته مجلة دير شبيغل الأسبوعية الإخبارية خلال الأسبوع الثاني من شهر أيار/مايو 2025… ترامب في الخليج تُعتبَر مشْيَخَة 'قَطَر' من أشد دول العالم استغلالاً للعمال ( ومعظمهم من دول جنوب آسيا) ويُبالغ إعلامها في التّطبيع، باستضافة ممثلين عن الجيش الصهيوني في قناة الجزيرة لنَشْر الدّعاية المَسْمومة للإحتلال دون مُقاطعة أو مُجابهة بحقائق التاريخ، وتحالفت مع تركيا ومع الولايات المتحدة لتخريب العديد من البلدان العربية (غير الملكيّة) وقبل زيارة دونالد ترامب للخليج، قدّمت له الأسرة الحاكمة في قَطَر طائرة بوينغ فاخرة بقيمة أربعمائة مليون دولار لتستخدم كـ'اير فورس وان' ( أي الطّائرة الرِّئاسية)، رغم القوانين الأمريكية الصارمة التي تنظم منح الهدايا لرؤساء الولايات المتحدة، ودافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأحد 11 أيار/مايو 2025 عن قبول هذه الهدية المُتمثّلة في الطائرة الرئاسية الجديدة التي شبّهتها شبكة 'آيه بي سي نيوز' ب'القَصْر الطّائر' وهي ' أثمن هدية تتلقاها الحكومة الأميركية على الإطلاق'، وفق نفس الشّبكة، ولا يرى دونالد ترامب – الذي يستغل منصبه في البيت الأبيض لتحقيق مكاسب مالية شخصية – في ذلك أي تضارب للمصالح مع الأعمال التجارية التابعة لعائلته واستغلال منصبه، ويحظر الدستور الأميركي تحت بند المكافآت، على المسؤولين الحكوميين قبول هدايا 'من أي مَلِك أو أمير أو دولة أجنبية'، لكن دونالد ترامب الذي يُرَكّز على إثراء نفسه وداعميه من أصحاب المليارات، يسعى للالتفاف على القانون عبر الإدّعاء بأنها ليست رَشءوة، وسوف يتم تسليم الطائرة إلى مكتبته الرئاسية عقب مغادرته المنصب… تشمل الزيارة السعودية (يوم الثلاثاء 13 أيار/مايو 2025) بمراسم استقبال فخمة في قصور فاخرة وفرص استثمارية بقيمة تريليون دولار، رغم العدوان الصهيوني والأمريكي المستمر ضدّ الشعوب العربية في فلسطين واليمن ولبنان وسوريا وغيرها، بل تضغط الولايات المتحدة على بعض الأنظمة العربية لكي تُسرع خطوات التطبيع الرسمي ( العَلَنِي) مع الكيان الصهيوني رغم العدوان ورغم مُعارضة الشُّعُوب للتطبيع العلني ( مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب ) وغير المُعْلَن ومعارضة اتفاقيات أبراهام، وأعلنت وسائل الإعلام الأمريكية تركيز دونالد ترامب على الشراكة الاقتصادية والاتفاق على استثمارات مربحة بقيمة تريليون دولارا تنفقها السعودية على صفقات أسلحة ومشاريع ضخمة والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، وهي صفقات يَصِفُها دونالد ترامب ب'المُفيدة للولايات المتحدة' بدأت أول جولة خارجية لترامب سنة 2017 من الرياض، حيث كشف عن استثمارات سعودية بقيمة 350 مليار دولار، وتشمل جولة دونالد ترامب الخليجية لسنة 2025 السعودية والإمارات وقَطَر، وهي أول زيارة رسمية وثاني رحلة خارجية له منذ إعادة انتخابه، بعد حضوره جنازة البابا في روما، وتهدف هذه الزيارة إعادة تأكيد النفوذ الأمريكي وإعادة تشكيل التحالفات الاقتصادية في هذه المنطقة التي بدأت تجتاحها الصين لاستقطاب رأس المال الخليجي، وأصبحت الصين، منذ إطلاق مشروع محمد بن سلمان ' رؤية 2030″، جزءا لا يتجزأ من خطط السعودية في مجالات الطاقة التقليدية والمُتجدّدة والبنية التحتية… لم تتعهّد الحكومة الأمريكية بأي شيء، وتعهد آل سعود بضخّ تريليون دولار على مدى عشر سنوات في الإقتصاد الأمريكي، ويُوقّع حاكم قَطَر صفقة بقيمة 250 مليار دولارا، تتضمّن طائرات من شركة «بوينغ»، وعقد شراء طائرات من دون طيار من طراز «MQ-9 Reaper» واستثمارات في الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات الأمريكية ، وأعلن حكام الإمارات استثمارات في الولايات المتحدة بقيمة 1,4 تريليون دولار خلال عشر سنوات، في قطاعات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والطاقة، ومجالات صناعية أميركية أخرى… في الأثناء، التقى وَفْدان من الصين والولايات المتحدة الأمريكية في جنيف خلال نهاية الأسبوع ( 10 و 11 أيار/مايو 2025 ) وأجْرَيَا محادثات وُصِفَت 'رَفيعة المستوى' بشأن الرسوم الجمركية، واتّفقا على خفض الرُّسُوم الجمركية المتبادلة بينهما لفترة تسعين يومًا، وفقًا لبيان مشترك أوردت وكالة رويترز مقتطفات منه يوم الثاني عشر من أيار/مايو 2025، وستنخفض التعريفات الجمركية الأمريكية على الواردات الصينية من 145% إلى 30%، وستنخفض الرسوم الإضافية التي تفرضها الصّين على الواردات الأمريكية من 125% إلى 10%، وأدى نَشْرُ هذا الخبر إلى مكاسب قوية في أسعار الأسواق المالية الدولية، بينما تعرض اليورو لضغوط مقابل الدولار الأمريكي واتفق الجانبان على إنشاء آلية للتشاور الاقتصادي والتجاري، وفقًا لتصريحات نائب رئيس الوزراء الصّيني دون نشر المزيد من التفاصيل، واكتفى البيان المشترك بوصف محادثات جنيف بأنها 'خطوة مهمة نحو حل الخلافات في الرأي من خلال الحوار، ووضع الأساس لتعميق التعاون' ألمانيا عودة النازية أم إعادة تدويرها من 1933 إلى 2025 أَقَرّت هيئة حماية الدستور تصنيف حزب 'البديل من أجل ألمانيا' كحزب يميني متطرف يُشكّل تهديداً للديمقراطية، وبالتّلي يمكن لجهاز الشرطة مراقبة حركة ونشاط أعضائه، غير إن هذه الهيئة لا تمتلك صلاحية حَظْر الحزب، بل يتم ذلك عبر قرار من المحكمة الدستورية الإتحادية، بناء على طلب رسمي تُقدّمه الحكومة أو مجلس النّواب، لكن هل يُؤَدِّي حَظْر نشاط الحزب – إن حَصَل – إلى الحَدّ من شعبية حزب 'البديل من أجل ألمانيا' (AfD) اليميني المتطرف الذي حصل على 20% من أصوات النّاخبين خلال الإنتخابات العامة ( شباط/فبراير 2025) وهو ثاني أكبر حزب وتُشير التوقعات إلى ارتفاع شعبيته بعد الإنتخابات إلى أكثر من رُبع الناخبين ليصبح أوّل قوة سياسية في ألمانيا، وإلى انخفاض شعبية الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي اللّذيْن يتداولان على السلطة أو يتحالفان ضمن ائتلاف حكومي، منذ عُقُود، مما جعل زعيمة الحزب، أليس فايدل، إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة، معتبرة أن فشل فريدريش ميرتس في الجولة الأولى من التصويت على منصب المستشار الاتحادي، واعتبرت ذلك دليلا على فشل الأحزاب التقليدية في قيادة البلاد وترك دفّة القيادة إلى حزبها – الذي يمثل عشرات الملايين من المواطنين – المستعد لتحمل مسؤولية قيادة البلاد، ويتضمن برنامج اليمين المتطرف 'إنقاذ الإقتصاد المُنْهار وضَبْط حركة الهجرة وإعادة النّظر في السياسة الخارجية'. أما القاسم المُشترك لجميع الأحزاب البرلمانية الألمانية ( لا وجود لليسار في البرلمان الإتحادي) فيتمثل في التّمسّك بحلف شمال الأطلسي ودعم الصّهيونية والإصطفاف وراء المواقف الأمريكية الذي أدّى إلى وقف استيراد الغاز الرخيص من روسيا وإلى ارتفاع أسعار الوقود والطّاقة وارتفاع تكاليف الإنتاج وانهيار الإقتصاد الألماني، ورغم ارتفاع حجم الدَّيْن العام وانكماش الإقتصاد، اتفقت مختلف القوى السياسية على زيادة ميزانية الحرب وعلى الإستمرار في دعم الكيان الصهيوني… بالنسبة لنا كعرب وكشعوب مُضْطَهَدَة تُمثّل ألمانيا – سواء حَكمها ائتلاف الأحزاب التقليدية أو اليمين المتطرف – الإستغلال الفاحش للعمال المهاجرين واضطهاد الشعوب، عبر المُشاركة في كافة الحروب العدوانية الأمريكية والأطلسية وفي الدّعم المُطلق للكيان الصهيوني… أوكرانيا تُسدّد ثمنًا مرتفعًا للولايات المتحدة: أعلنت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية، يوم 18 نيسان/ابريل 2028، قُرْبَ توقيع مذكرة تفاهم بين أوكرانيا والولايات المتحدة بشأن اتفاقية المعادن النادرة، بعد أشْهُر من المفاوضات التي شملت رغبة الولايات المتحدة في السيطرة على استغلال المعادن الإستراتيجية والثروات الأخرى في أوكرانيا، وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الأول من أيار/مايو 2025 توقيع اتفاقية 'شراكة اقتصادية' مع أوكرانيا تمنح الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى الموارد الطبيعية لأوكرانيا مقابل الدعم العسكري والمالي المُتَمثّل في إنشاء 'صندوق استثمار إعادة الإعمار الأمريكي الأوكراني' بعد 'الدعم المالي والمادي الكبير الذي قدمه الشعب الأمريكي للدفاع عن أوكرانيا منذ الغزو الروسي، ولم تُقدّم الولايات المتحدة أي ضمانات أمْنِيّة أو مالية لأوكرانيا، باستثناء مشروع الصّندوق الإستثماري المُشترك ، وأفاد البيان الأمريكي إن الشركات الأميركية سوف تستفيد من استخراج المعادن النادرة الضرورية للصناعات العسكرية والطاقة والتكنولوجيا، وقُدِّرت قيمة هذه الموارد بمئات المليارات من الدّولارات، مقابل عدم إخراج الأرباح من أوكرانيا لفترة عشر سنوات، مع غُمُوض ما سيحدث بعد هذه الفترة، وبرّرت الولايات المتحدة استغلال موارد أوكرانيا التي تتضمن اليورانيوم والبلاديوم والنيوديميوم والليثيوم، و التيتانيوم والزركونيوم وهي مواد أساسية للأسلحة والتقنيات المتقدمة : 'إن الاتفاق وسيلة للتعويض عن المساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا منذ سنة 2022، والمُقدّرة بنحو 175 مليار دولار، وأكّدت صحيفتا نيويورك تايمز و فايننشال تايمز 'إن الولايات المتحدة رفضت إدراج أي ضمانات عسكرية لأوكرانيا، وضغطت على الوفد الأوكراني لتوقيع جميع الوثائق، دون نقاش ' مما يُؤَكّد هشاشة السلطة الأوكرانية في مواجهة 'الشركاء الغربيين'. تتركّز في أوكرانيا حوالى 5% من الموارد المعدنية العالمية، وهي ليست كلها مستغلة أو قابلة للاستغلال بسهولة، ويقع بعضها في مناطق احتلها الجيش الرّوسي أو في مناطق مهدّدة جراء تقدّم القوات الروسية باتجاهها، قبل إجْراء مفاوضات دبلوماسية لحل للنزاع المستمر منذ 2014 قبل أن يتحول إلى حرب مفتوحة سنة 2022، وتشترط روسيا تخلي أوكرانيا عن الانضمام لحلف شمال الأطلسي والإتحاد الأوروبي لكي لا تأتي الجيوش والقواعد العسكرية الأجنبية إلى حدودها. تكنولوجيا أعلنت شركة إنفيديا لتكنولوجيات الإتصالات و المصنعة للرقائق، يوم 27 شباط/فبراير 2025 عن ارتفاع أرباح للربع الرابع لسنة 2024 بنسبة 78% وارتفعت إيرادات السنة المالية الكاملة بنسبة 114% إلى أكثر من 130 مليار دولار، وتوقعت الشركة مواصلة مسيرة النمو المدفوع بحظْر التكنولوجيا الصينية سنة 2025، وبلغت إيرادات الربع الأول من سنة 2025 حوالي 43 مليار دولارا خلال الربع الأول من سنة 2025 ( لم تُنْشر البيانات النهائية عند تحرير الخبر يوم الثاني من أيار 2025) بفعل الزيادة في مبيعات رقاقة الذكاء الإصطناعي من الجيل الثاني ( بلاكويل ) التي بلغت 11 مليار دولار خلال الربع الرابع من سنة 2024، وتتولى شركة 'إنفيديا' تنفيذ أعمال معالجات الرسوميات لتشغيل الألعاب ثلاثية الأبعاد، وتنْفَرِدُ بصنع رقائق السيارات والروبوتات، لكن الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا طلب النّجدة من الكونغرس الأمريكي لمساعدته على 'الحدّ من تنامي قدرات الذكاء الاصطناعي لشركة هواوي تكنولوجيز الصينية'، خلال اجتماع مغلق بين مسؤولي إنفيديا ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، يوم الخميس الأول من أيار/مايو 2025 وذكرت وكالة رويترز أن شركة هواوي تمكّنت من سد الفجوة التي خلفتها انسحاب شركة إنفيديا من الصين، بناء على أوامر دونالد ترامب، وصمّمت هواوي شريحة قادرة على منافسة شرائح إنفيديا، وتستعد لشحن كميات كبيرة منها، وفق وكالة رويترز بتاريخ الثاني من أيار/مايو 2025 التكنولوجيا في خدمة العدوان تبيع شركة Google Cloud خدمات، بما في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي التي طورتها شركة (DeepMind ) للحكومات والجيوش، بما في ذلك جيش الولايات المتحدة والجيش الصهيوني، وأعلنت شركة غوغل، خلال شهر شباط/فبراير 2025، التراجع عن التزامها الذي قطعته سنة 2018 بمنع تطوير الذكاء الاصطناعي من التّسَبُّب في ضرر واسع النطاق، بما في ذلك التطبيقات المستخدمة في الأسلحة أو الأغراض العسكرية أو المراقبة، وبذلك رفعت شركة غوغل الحظر المفروض على الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي، وحذفت ما كان يعتبر في السابق 'مبادئها الأكثر قدسية': قسم 'التطبيقات التي لن نقبلها'، ووَقَّعَ، يوم 16 أيار/مايو 2024 نحو 200 موظف في شركة DeepMind على خطاب يحث الشركة على إنهاء عقودها مع المنظمات العسكرية، مشيرين إلى مخاوف من أن القيام بذلك ينتهك إرشادات الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة غوغل، ووَرَدَ في الرسالة: 'إن أي تدخل في المجال العسكري وتصنيع الأسلحة يقوض ريادتنا في مجال الذكاء الاصطناعي الأخلاقي والمسؤول ويتعارض مع بيان مهمتنا ومبادئ الذكاء الاصطناعي'. يحاول موظفو شركة غوغل الإعتراض على مساهمة الشركة في عمليات الإبادة، وحاولوا منعها من توقيع اتفاقيات تكنولوجية مع الكيان الصهيوني، ويحاولون ممارسة الضغوط لإنهاء العقود العسكرية، والعلاقات المتطورة بالكيان الصّهيوني، وذلك في إطار حركة عالمية أوسع نطاقًا، تتضمن احتجاجات خارج مكاتب OpenAI وGoogle، ومعارضة استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية. انضم نحو 300 عامل مقيمون في لندن من شركة – DeepMind- قسم الذكاء الاصطناعي إلى نقابة عمال الاتصالات (CWU) بعد أن بدأت التقارير تنتشر بأن غوغل تقدم خدماتها السحابية وتقنيات الذكاء الاصطناعي للجيش الصّهيوني، بعد أن توصلت حكومة العدو إلى صفقة بقيمة 1,2 مليار دولار مع غوغل وأمازون كجزء من مشروع 'نيموس'، مما أثار احتجاجات مناهضة لغوغل في العديد من مواقع العمل، كما أبدى العمال استياءهم من قرار غوغل سحب التزامها بعدم استخدام الذكاء الاصطناعي في الأسلحة أو المراقبة، وتعرضت شركة DeepMind لضغوط من شركة غوغل لإيجاد تطبيقات تجارية لذكائها الاصطناعي، بذريعة ' إنه في البلدان الديمقراطية، ينبغي للشركات أن تتعاون لدعم الأمن'. أما سبب احتجاجات العُمال فهي استخدام الجيش الصّهيوني الذكاء الاصطناعي لتحديد أهداف العدوان والقصف في غزة، وصرح أحد المهندسين أنهم يعملون على إنشاء ذكاء اصطناعي متطور لحرب مستمرة، فيما 'لا يريد العمال أن يتم استخدام عملهم بهذه الطريقة… إنهم يشعرون بالخداع'، واستقال خمسة موظفين من شركة DeepMind مؤخرًا بسبب صفقة السحابة الصهيونية وسياسات الذكاء الاصطناعي المحدثة لشركة غوغل… التفاوت في الثروات وعدم المساواة اتفق العديد من الباحثين وخبراء الاقتصاد أن الحل الأمثل لتخفيف الفوارق الطّبقية ( التفاوت في الثروة ) يكمن في فرض ضريبة على الثروة يتم تنسيقها دوليا، وفي قمة مجموعة العشرين التي عقدت خلال صيف 2024، وافقت الدول الكبرى على 'التعاون بشكل توافقي لضمان فرض ضرائب فعالة على الأفراد الأثرياء'، وعارضت الولايات المتحدة ذلك في البداية قبل التّوقيع، وقدّمت العديد من المنظمات 'غير الحكومية' أو 'غَيْر الرِّبْحِيّة' الأمر بمثابة خطوة مهمة إلى الأمام، وبعد بضعة أشهر كتبت منظمة 'انعدام المُساواة' ( Inequality ) التي تُتابع منذ عشر سنوات، التفاوت في الثروات وعدم المساواة: 'منذ عام 1980، تضاعفت ثروات أثرى الأثرياء ثلاث مرات (بعد تعديل التضخم)، لكن الضرائب التي يُسدّدونها لخزية الدُّوَل انخفضت بنسبة 79% عن ذي قبل، أي إن الأُجَراء يُسدّدون القسط الأكبر من الضريبة على الدّخل، فضلا عن الضريبة غير المباشرة على استهلاك السلع والخدمات، ولذا بلغت الثروة الإجمالية لأغنى 500 شخص سنة 2024، أكثر من 9,8 تريليون دولار، واستنتجت منظمة – Inequality – إن الأثرياء أصبحوا أكثر ثراءً لأنهم الحكومات تمثّل مصالحهم، ولأنهم قاموا بتشكيل النظام الضريبي بما يتناسب مع احتياجاتهم، وأنشأوا قطاعًا يهتم بوسائل تنمية الثروات ومساعدة الأثرياء على التّهرّب من تسديد الضّرائب، ويضم المستشارين القانونيين الدّولِيِّين والمحامين المختصّين في مجال الضرائب وتهريب الأموال إلى الملاذات الضّريبية ( ومعظمها مستعمرات بريطانية وأمريكية) ونقل الثروات من الآباء إلى الأبناء، دون تسديد الضرائب، والمحاسبين، واختصاصِيِّين في إدارة الأموال – لمساعدة أثْرَى الأثرياء على التهرب من الضرائب. الإنفاق العسكري أورد تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام ( سيبري) إن الإنفاق العسكري العالمي بَلَغَ 2,718 تريليون دولار سنة 2024، بزيادة 9,4% عن سنة 2023، وهي أكبر زيادة سنوية في الإنفاق الحَرْبِي منذ نهاية الحرب الباردة، وبالنسبة للدّول، كل على حدة، ارتفع الإنفاق الحربي للولايات المتحدة بنسبة 5,7%، والصين بنسبة 7% وروسيا بنسبة 38% وألمانيا بنسبة 28% والهند بنسبة 1,6%، وتمثل هذه الدول الخمسة مجتمعة 60% من الإنفاق العسكري العالمي (1,635 تريليون دولار من إجمالي 2,718 تريليون دولارا)). وفي المجمل، زادت أكثر من 100 دولة إنفاقها الحربي خلال سنة 2024، وكانت الزيادات الأهم في البلدان الأوروبية ومنطقة 'الشرق الأوسط'، والدّوَل الأعضاء في حلف شمال الأطلسي… 2025-06-08 The post مُتابعات – العدد السّابع والعشرون بعد المائة!الطاهر المعز first appeared on ساحة التحرير.


ساحة التحرير
منذ 3 ساعات
- ساحة التحرير
بريطانيا إلى تعزيز العسكرة رغم تحديات الموازنة!سعيد محمد
بريطانيا إلى تعزيز العسكرة رغم تحديات الموازنة! سعيد محمد* تعتزم المملكة المتحدة دعم توجيهات الولايات المتحدة للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بإنفاق ما لا يقل عن 3.5 بالمائة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول عام 2035. ويأتي هذا القرار رغم تردد رئيس الوزراء السير كير ستارمر بشأن تحديد موعد زمني لرفع إنفاق البلاد إلى 3 بالمائة، ويضع الحكومة أمام تحدٍ معقد يتمثل في الموازنة بين الالتزامات الدولية الملحة والضغوط المتزايدة على الميزانيات العامة. إن المطالبات بزيادة الإنفاق الدفاعي ليست جديدة لا سيّما مع ترهّل القدرات العسكريّة للبلاد، لكنها اكتسبت زخماً كبيراً بعد ضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ويسعى الأمين العام للناتو، مارك روته، إلى دفع الدول الأعضاء للموافقة على هدف أعلى بكثير يبلغ 3.5 بالمائة، مقارنة بالهدف الحالي البالغ 2 بالمائة. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تخصيص 1.5 بالمائة إضافية لمجالات مثل الأمن والبنية التحتية المتعلقة بالدفاع، ليصل إجمالي الإنفاق المستهدف إلى 5 بالمائة. من المتوقع أن يوافق وزراء دفاع الناتو، بمن فيهم وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، على هذا الهدف الجديد خلال اجتماعهم (أمس) في بروكسيل. ويمثل هذا التوافق شرطاً مسبقاً لحضور الرئيس ترامب قمة قادة الناتو في لاهاي في وقت لاحق من هذا الشهر، حيث يأمل زعماء القارة بأن يؤدي هذا التعهد إلى ثني ترامب عن تكرار تهديداته بتقليص مظلّة الحماية الأمريكية لأوروبا. ومع ذلك، فإن التزاماً مثل هذا يأتي في توقيت حساس للغاية بالنسبة لحكومة حزب العمل. فبينما تسعى جاهدة لتعزيز الإنفاق الدفاعي، تواجه البلاد ضغوطاً مالية خانقة، وتخفيضات في الإنفاق على الرعاية الاجتماعية، مما أثر سلباً على شعبيتها في استطلاعات الرأي. وكان السير كير ستارمر، رئيس الوزراء قد أطلق يوم الاثنين الماضي مراجعة الدفاع الاستراتيجية للمملكة المتحدة، والتي وصفت بأنها واحدة من أكبر الإصلاحات الشاملة للقوات المسلحة البريطانية منذ قرن. ورغم ذلك، فقد رفض ستارمر الالتزام بتاريخ محدد لرفع الإنفاق الدفاعي إلى 3 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي رغم تأكيده على إمكانية تحقيق ذلك. وفي حال التزام المملكة بهدف الناتو الوصول إلى 5 بالمائة بحلول عام 2035 فإن ذلك يثير تساؤلات ملحة حول مصادر التمويل الإضافي. إذ إن تحقيق هدف الـ 3 بالمائة في البرلمان القادم سيرفع الإنفاق الدفاعي إلى أكثر من 85 مليار جنيه إسترليني سنوياً، مقارنة بـ 64 مليار جنيه إسترليني في عام 2024، بينما سيرفع هدف الـ 3.5 بالمائة في عام 2035 الإنفاق إلى ما يزيد عن 100 مليار جنيه إسترليني. وبحسب خبراء اطلعوا على مراجعة الدفاع الاستراتيجية الجديدة فإنها تعكس تحولاً جذرياً في نهج المملكة المتحدة تجاه أمنها. ووُصفت المراجعة، التي قادها الأمين العام السابق للناتو اللورد جورج روبرتسون، بأنها 'أكبر تغيير عميق للقوات المسلحة البريطانية في 150 عاماً'، وشددت على ضرورة الانتقال إلى وضع 'الاستعداد للحرب' في مواجهة التهديدات المتزايدة من خصوم مثل روسيا والصين. ويأتي على رأس قائمة التحديثات التي تقترحها المراجعة: القوات البحرية الملكية، التي ستشهد توسيع أسطولها من الغواصات الهجومية التي تعمل بالطاقة النووية من سبع إلى 12 غواصة، مع ما يصل إلى 12 غواصة هجومية جديدة تُصنع بالشراكة مع حلفاء مجموعة أوكوس (AUKUS)- الولايات المتحدة وأستراليا – بحلول أواخر ثلاثينيات القرن الحالي. وهذا الاستثمار وحده يمثل ما يقرب من نصف الإنفاق المتوقع على أنظمة الأسلحة المحددة في المراجعة. كما أن التركيز على 'حصن الأطلسي' – وهو خطة للدفاع عن شمال الأطلسي من التعديات الروسية – يؤكد تحول التركيز الجغرافي من القوة الاستكشافية التي كانت تمتلك حاملتي طائرات مصممتين لخوض حروب بعيدة، إلى قوة أكثر تركيزاً على الدفاع عن الوطن. وإلى جانب الغواصات، تعتزم المملكة المتحدة الاستثمار في الصواريخ طويلة المدى، مع خطة للحصول على ما يصل إلى 7000 سلاح بريطاني الصنع. كما سيتم تعزيز الدفاع السيبراني من خلال توحيد العمليات السيبرانية والإلكترونية تحت قيادة واحدة، واستثمار مليار جنيه إسترليني في 'شبكة الاستهداف الرقمي' المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والمصممة لجمع بيانات ساحة المعركة وتمكين الوحدات من اتخاذ قرارات أفضل. ولضمان الإمدادات، تعهدت الحكومة باستثمار 1.5 مليار جنيه إسترليني في ستة مصانع ذخيرة جديدة على الأقل. لكن المراجعة لم تحدد زيادة في حجم الجيش النظامي، حيث يظل العدد المستهدف 73,000 جندي، وهو الأصغر منذ الحروب النابليونية. ورغم أن المراجعة توصي بزيادة طفيفة في أعداد الجنود النظاميين 'إذا سمح التمويل'، فإنها تركز على استخدام التكنولوجيا والطائرات بدون طيار والبرمجيات 'لزيادة القدرة على القتل عشرة أضعاف'. لكن طموحات الحكومة الدفاعية تثير تساؤلات جدية حول قدرتها على الوفاء بها، خاصة فيما يتعلق بالتمويل وسرعة التنفيذ. ويشير معهد مالي متخصص في دراسة له إلى أن الالتزام الحالي للحكومة برفع الإنفاق الدفاعي إلى 2.5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027 سيجبر الحكومة على إبقاء الاستثمار العام في المجالات الأخرى ثابتاً حتى عامي 2029-2030. وإذا أرادت الحكومة زيادة الإنفاق العسكري إلى 3 بالمائة بحلول نهاية العقد، فستحتاج إلى إيجاد 17 مليار جنيه إسترليني إضافية في عام 2030. هذا المبلغ يعادل أكثر من عشرة أضعاف ما توفره الحكومة حالياً من خلال تقليص مدفوعات وقود الشتاء للمتقاعدين والتي أثارت غضباً واسعاً انعكس على أداء الحزب الحاكم الباهت في الانتخابات البلدية الأخيرة. وبالطبع، فإن مضمون المراجعة الدفاعية الاستراتيجية يشير إلى أن الصناعات الدفاعية البريطانية ستنتعش من وراء الإنفاق الإضافي من الميزانيات العامّة. وعلى رأس قائمة المستفيدين بي إيه إي سيستمز التي تبني الغواصات وتصنّع 80 بالمائة من ذخائر القوات المسلحة البريطانية، ورولز رويس التي تبني المفاعلات النووية التي تشغل الغواصات، وكذلك بابكوك إنترناشيونال – خدمات صيانة وتشغيل جميع الغواصات البريطانية -، وكينيتك – تطور أسلحة ليزر لوزارة الدفاع وإم بي دي إيه – تصنع صواريخ طويلة المدى -. وقد تستفيد أيضاً شركات تكنولوجيا الدفاع مثل 'هيلسينج' الأوروبية، و'أندوريل' الأمريكية من الاستثمارات في الأسلحة الذكيّة، والطائرات بدون طيار – الدرونات -. وقد أدى الإعلان عن مضمون المراجعة إلى قفزة ملحوظة في أسعار أسهم المقاولين المشاركين في بناء وصيانة أسطول الغواصات البريطاني. على المدى الطويل، فإن مصير مراجعات الدفاع الاستراتيجية السابقة يشير إلى أن صلاحيتها الزّمنية قد تكون محدودة. ففي عام 2021، أوصت المراجعة بـ 'ببناء محور استراتيجي نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة نفوذ الصين وتعميق العلاقات مع حلفاء مثل أستراليا والهند واليابان'. أما هذه المراجعة الحالية، التي تمت بعد حرب أوكرانيا، فقد قللت من التركيز على الانتشار العالمي. وبينما وصفت الصين بأنها 'تحدٍ مستمر'، فإن التركيز الأساس فيها ينصب بدلاً من ذلك على روسيا، التي اعتبرت 'تهديداً ملحاً وفورياً'، وعلى منطقة شمال الأطلسي بدلاً من المحيط الهادئ. بريطانيا ستكون إذن على مفترق طرق حاسم. والتحدي أمام ستارمر وحكومته يكمن الآن في إيجاد المصادر لسد الفجوة بين هذا الخطاب العالي الطموح والواقع الاقتصادي الصعب، وإيجاد التوازن الصحيح الذي يمكنه من الوفاء بالتزاماته تجاه حلف الناتو مع الحفاظ على الاستقرار المالي والاجتماعي للبلاد، وذلك يبدو – أقله وفق الظروف الموضوعية الحالية – أمراً أقرب إلى الاستحالة، وسيرحل تنفيذه على الأغلب إلى البرلمان القادم تجنباً لمزيد من الغضب الشعبي. بريطانيا إلى تعزيز العسكرة رغم تحديات الموازنة لندن 2025-06-08 The post بريطانيا إلى تعزيز العسكرة رغم تحديات الموازنة!سعيد محمد first appeared on ساحة التحرير.


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 3 ساعات
- وكالة الصحافة المستقلة
الحرس الوطني لمواجهة احتجاجات لوس انجلوس
المستقلة/- قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نشر ألفي عنصر من الحرس الوطني، وسط احتجاجات في لوس أنجلوس ضد سياسات الهجرة، حسبما أفادت وكالة 'فرانس برس' نقلا عن مصدر رسمي. وكان ترامب حذر السبت من أن الحكومة الفدرالية قد تتدخل للتعامل مع الاحتجاجات المتصاعدة، ضد المداهمات التي تنفذها سلطات الهجرة بحق المهاجرين غير النظاميين في لوس أنجلوس. وكتب ترامب على منصته 'تروث سوشال': 'إذا لم يتمكن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم ورئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس من أداء واجبيهما، وهو أمر يعلم الجميع عجزهما عنه، فإن الحكومة الفدرالية سوف تتدخل لحل مشكلة أعمال الشغب والنهب بالطريقة التي يجب أن تحل بها'. وتستمر منذ الجمعة الاحتجاجات في لوس أنجلوس، التي ندد بها نائب كبير موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر ووصفها بأنها 'تمرد' ضد الولايات المتحدة. والسبت اشتبك أفراد أمن مع المحتجين في مواجهات متوترة بمنطقة باراماونت جنوب شرقي لوس أنجلوس، حيث شوهد أحد المحتجين يلوح بالعلم المكسيكي وغطى بعضهم أفواههم بأقنعة تنفس. وأظهر بث مباشر العشرات من أفراد الأمن بالزي الأخضر وهم يرتدون أقنعة واقية من الغازات، ويصطفون على طريق تتناثر فيه عربات تسوق مقلوبة، بينما تنفجر عبوات صغيرة في سحب الغاز. وانطلقت الجولة الأولى من الاحتجاجات مساء الجمعة، بعد أن قام عملاء وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بتنفيذ عمليات في المدينة واعتقلوا 44 شخصا على الأقل بتهمة ارتكاب انتهاكات مزعومة لقوانين الهجرة. وقالت وزارة الأمن الداخلي في بيان لها إن 'ألف شخص من مثيري الشغب حاصروا مبنى اتحادي لإنفاذ القانون واعتدوا على الأفراد التابعين لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، وثقبوا إطارات السيارات وتشويه المباني والممتلكات الممولة من دافعي الضرائب'. وكتب ميلر، وهو من المتشددين في مجال الهجرة، عى منصة 'إكس'، إن احتجاجات الجمعة كانت 'تمردا ضد قوانين وسيادة الولايات المتحدة'. وتضع الاحتجاجات مدينة لوس أنجلوس التي يديرها الديمقراطيون، حيث تشير بيانات التعداد السكاني إلى أن جزءا كبيرا من السكان من أصول لاتينية ومولودين في الخارج، في مواجهة البيت الأبيض الجمهوري الذي يقوده ترامب، الذي جعل من اتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة سمة مميزة لولايته الثانية. وتعهد ترامب بترحيل أعداد قياسية من الأشخاص الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني، وإغلاق الحدود الأميركية المكسيكية، إذ حدد البيت الأبيض هدفا لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك باعتقال ما لا يقل عن 3 آلاف مهاجر يوميا. لكن الحملة الشاملة على الهجرة شملت أيضا الأشخاص المقيمين بشكل قانوني في البلاد، بما في ذلك بعض الأشخاص الذين يحملون إقامة دائمة، وأدت إلى طعون قانونية. وفي بيان صدر السبت حول الاحتجاجات في باراماونت، قال مكتب مأمور مقاطعة لوس أنجلوس: 'يبدو أن أفراد إنفاذ القانون الاتحاديين كانوا في المنطقة، وأن أفرادا من الجمهور كانوا يتجمعون للاحتجاج'. وأظهرت لقطات تلفزيونية في وقت سابق من الجمعة، قوافل من المركبات والشاحنات الصغيرة ذات الطراز العسكري غير المرقمة والمحملة بمسؤولين اتحاديين بالزي الرسمي تتدفق في شوارع لوس أنجلوس، في إطار عملية لإنفاذ قوانين الهجرة. المصدر: سكاي نيوز عربية