logo
ايران والجهة الخامسة!وليد عبد الحي

ايران والجهة الخامسة!وليد عبد الحي

ساحة التحريرمنذ 3 أيام
ايران والجهة الخامسة!
وليد عبد الحي
من بين تنبيهات الاستراتيجي الالماني 'مولتكة ' قوله : ' كثيرا ما توقعت أن يأتيني العدو من احدى الجهات الاربع،لكنه كثيرا ما جاء من الجهة الخامسة '، اي من الجهة التي يقع فيها التغير الذي يشكل المفاجأة ، فهو تغير له جذوره في الواقع لكننا لا نراها الى ان تُطل جذوع تلك الجذور من تحت التراب .
بعد أن تتبعت التاريخ الايراني منذ 3200 قبل الميلاد (من قبل حضارة ايلام) الى الآن كان اقليم القفقاس هو الاكثر جذبا استراتيجيا لفارس التاريخية(ومن الضروري التمييز بين فارس وايران فهما ليسا نفس الدلالة تاريخيا )، يلي اقليم القفقاس اقليم الهلال الخصيب ثم اقليم آسيا الوسطى بينما كان اقليم الخليج العربي هو الاقل جذبا، وتتقارب نسبة الجذب الاستراتيجي بين الهلال الخصيب (13 مرة) والقفقاس (15 مرة)، ثم آسيا الوسطى(10 مرات) فالخليج (مرتان).
ويبدو ان الثورة الايرانية أولت الهلال الخصيب بمدلوله الواسع عناية اكبر من الاقاليم الفرعية الثلاثة الأخرى، (دون ان يعني ذلك الاغفال التام للتك الاقاليم الاخرى )…وهنا تُطل علينا الجهة الخامسة من ثنايا هذا الافتراض الذي اطرحه وهو: احتمال ان تنكفئ ايران تدريجيا عن الهلال الخصيب(العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والاردن) لتتجه نحو اقليم القفقاس او اسيا الوسطى او كليهما، مع التنبيه هنا الى ان الانكفاء لا يعني التواري التام بل انزال الهلال الخصيب عن عرش الاولوية لصالح القفقاس او آسيا الوسطى او كليهما.
ولكن هل من مؤشرات اولية على ذلك : لنتأمل:
1- ثقل الارث التاريخي الذي اشرت له، وهو هنا ارث له قيمة رمزية وتاريخية ولا يجوز المبالغة في اهميته لكنه يساهم في ايقاظ ذلك الحس التاريخي كلما كان الحصاد قليلا من الاقاليم ذات الاولوية حاليا( كالهلال الخصيب).
2- ان الصد العربي والامتناع عن التشارك مع ايران في التخلص من الطارئ الشرق اوسطي(وهو اسرائيل) جعل ايران تشعر بعدم دقة تقييمها لرد الفعل العربي واحتمال التعاضد معه ، فالمنظور العربي للثورة الايرانية غلب عليه خطر الثورة على العروش لا خطر الثورة على الامن القومي العربي(رغم تغليف البعض له بذلك) ، واتضح ذلك في سلسلة المواجهات العسكرية والسياسية والاعلامية بين الطرفين، ويكفي مراقبة الاعلام العربي للتأكد من ذلك .
إن التجربة التاريخية تشير الى أن تشرتشل كان يكره ويعادي الشيوعية بشكل كبير للغاية، بل ويتأفف حتى من صور ستالين، لكنه تحالف مع الشيوعية وستالين تحديدا لهزيمة هتلر . ان ايران ترى صدا عربيا(بحق او غير حق فهذا ليس موضوعي) مما بدأ يبذر في العقل الايراني بذور البحث عن فضاءات استراتيجية اخرى، وهنا تكمن احتمالات الاستدارة وبشكل تدريجي نحو الاقاليم التاريخية المشار لها والتي كانت الاكثر جذبا.
3- ان الحصار الأمريكي والاوروبي لايران اقتصاديا وعسكريا وسياسيا واعلاميا كان مرهقا للغاية، فالحصار ساهم بمعدل اجمالي بنسبة 2.6% في تراجع النمو الاقتصادي في الناتج المحلي الايراني خلال الفترة من 1979 الى 2024، وتقدر دراسات عديدة ان خسائر ايران المباشرة خلال الفترة المشار لها من الحصار الامريكي الاوروبي وتبعاته تتراوح بين 4.1 و 4.5 تريليون دولار ، اي بما يساوي ما بين 93 و 95 مليار دولار سنويا .
وتدرك ايران ان موقفها من القضية الفلسطينية (وحواشيها) مسؤول بنسبة كبيرة عن هذه الارقام، وهي معطيات ضاغطة تدفع قطاعات من المجتمع الايراني للتساؤل عن جدوى التوجه السياسي الايراني تجاه فلسطين طالما انه يترتب عليه كل هذه الخسائر الكبيرة ناهيك عن خسائر معنوية (من منظور ذلك القطاع الشعبي الايراني).
ان مثل هذه الحسابات قد تقود الى تعزيز الضغط على التوجه الرسمي، ويكفي ان نتذكر ان هذه التوجهات سبق لها ان حضرت في شعارات المظاهرات التي نادت بأن طهران أولى من القدس في فترة احمدي نجاد وغيره.
4- تآكل مقومات الاستراتيجية الايرانية في الهلال الخصيب : فانهيار النظام السوري وتراجع حاد للغاية في التاثير الاستراتيجي لحزب الله في لبنان ، وانكفاء الحشد الشعبي ، وقسوة الضغط الانساني في غزة ، ثم تداعيات الهجمات العسكرية والسبرانية الاخيرة من اسرائيل وامريكا على البرنامج النووي الايراني ..كل ذلك يشير الى احتمال ان تفكر ايران في البحث عن فضاءات استراتيجية اقل تكلفة..وهنا يستيقظ الجذب الاستراتيجي التاريخي مرة اخرى.
ولكن هل البديل الجيواستراتيجي واعد ام لا ؟
ثمة روابط ثقافية بين ايران واقليمي القفقاس وآسيا الوسطى، فهناك الرباط اللغوي من خلال اللغة الفارسية او لهجاتها (طاجكستان فيها حوالي 7 مليون، ومليون في اوزبكستان، ناهيك عن اقليات اخرى تقدر بحوالي مليون في بقية دول المنطقتين) ، كما ا ن أذربيجان هي الدولة الثانية في العالم بعد ايران في نسبة الشيعة من سكانها(4% في طاجيكستان، اوزبكستان 1%، بينما تصل النسبة في أذربيجان ما بين 75-80%) .
والملاحظ ان العامين السابقين شهدا نموا في تجارة ايران مع المنطقتين تصل ما بين 18-22%، مع تزايد الانخراط الايراني في العلاقات مع الاقتصاديات الاوراسية ،ناهيك عن الروابط التنظيمية عبر البريكس وشنغهاي.
وقد ترى بعض النخب الايرانية-وهو ما اطلعت على بعضه من دراساتهم المنشورة بالانجليزية- ان الانكفاء الايراني عن الهلال الخصيب قد يخفف من الحصار الغربي ،وقد تندفع دول عربية نحو تعزيز العلاقة مع ايران من باب ما تعتبره كف الأذى او استرضاء العم سام.
من المؤكد ان العلاقات الاسرائيلية مع بعض دول الاقليمين الفرعيين (اسيا الوسطى والقفقاس)تيستوجب حل العقدة الأذرية الايرانية(فبين الطرفين إحن تاريخية وتباين في اولوياتهما الاستراتيجية وتحالفاتهما بخاصة في موضوع العلاقة مع اسرائيل من الجانب الأذري والمساندة الإيرانية لارمينيا الخصم الاول لأذربيجان…).,,فالسياسة هي في الغالب لعبة غير صفرية.
وقد يتعزز ذلك في حال وفاة الخامنئي وتولي شخصا آخر ممن تنتابهم هواجس الجهة الخامسة ؟ ..هنا ربما كبيرة ومعقدة، ولكن من الضروري التنبه الى ان القوى الدولية الاكثر قربا من ايران وهما روسيا والصين قد يساندا التوجه الايراني الجديد ولكنهما لن يغفلا بعض الحساسيات ، لكن الامر لا يخلو من عوامل تشجيع لايران في هذا التوجه.
اخيرا:
من السهل تقديم مؤشرات معاكسة لما سبق- ولدي الكثير منها -، لكن الضرورة العلمية تقتضي ان تكون الجهة الخامسة
حاضرة في التفكير العربي ..إنْ كان هناك تفكير عربي..ربما.
‎2025-‎08-‎07
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حصري.. البنتاغون يغيّر قواعد الدعم للعراق ويُنهي رواتب البيشمركة مقابل أقوى حزمة تجهيزات عسكرية
حصري.. البنتاغون يغيّر قواعد الدعم للعراق ويُنهي رواتب البيشمركة مقابل أقوى حزمة تجهيزات عسكرية

شفق نيوز

timeمنذ 11 ساعات

  • شفق نيوز

حصري.. البنتاغون يغيّر قواعد الدعم للعراق ويُنهي رواتب البيشمركة مقابل أقوى حزمة تجهيزات عسكرية

كشفت وثائق خاصة اطلعت عليها وكالة شفق نيوز من وزارة الدفاع الأميركية أن واشنطن تمضي نحو أكبر خفض في تمويلها العسكري للعراق منذ إطلاق برنامج الدعم ضد تنظيم داعش عام 2014. الوثائق، الخاصة بـ "صندوق تدريب وتجهيز الشركاء لمكافحة داعش" (CTEF)، تُظهر أن موازنة 2026 لا تكتفي بخفض المخصصات الإجمالية للعراق بنسبة تقارب النصف، بل تنهي أيضًا بالكامل برنامج رواتب قوات البيشمركة، لتضع عبء تمويل هذه القوة الكوردية على الحكومة العراقية، في وقت لم تُحل فيه بعد أزمة الرواتب العالقة بين بغداد وأربيل. هذا التحوّل، الذي يتزامن مع خطط إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق بحلول أيلول/سبتمبر 2025، يعكس توجهًا أميركيًا نحو تقليص الوجود العسكري المباشر والانتقال إلى نموذج "الشريك القادر" الذي يعتمد على تجهيزات نوعية ودعم استخباراتي بدل التمويل المستمر. لكن في بغداد وأربيل، حيث الخلافات المالية والسياسية مستمرة، يثير القرار مخاوف من فراغ أمني محتمل في لحظة إقليمية شديدة الحساسية. برنامج 2014 مسؤول كبير في البنتاغون أوضح لشفق نيوز أن المساعدات الأميركية المباشرة للبيشمركة والقوات العراقية بدأت في صيف 2014، حين اجتاح داعش مناطق واسعة شمال العراق واقترب من حدود إقليم كوردستان. في 5 آب/أغسطس من ذلك العام، سلّمت واشنطن شحنات عاجلة من الذخيرة إلى البيشمركة، وبعد ثلاثة أيام بدأت الضربات الجوية الأميركية، لتصبح هذه القوات خط الدفاع الأول ضد التنظيم. ومع تأسيس CTEF، جرى دمج دعم البيشمركة والقوات العراقية تحت مظلة واحدة، هدفها تمكين الشركاء المحليين من شن عمليات ضد داعش، مع تمويل يشمل التدريب والمعدات والدعم اللوجستي. خلال السنوات التالية، توسّع البرنامج ليشمل الجيش العراقي، جهاز مكافحة الإرهاب، ووحدات وزارة الداخلية، مع تخصيص مبالغ ثابتة لرواتب البيشمركة. لكن كتاب تبرير الموازنة للعام المالي 2026 يوثّق أن هذا سيكون العام الأخير للرواتب، بموجب مذكرة التفاهم الموقعة في أيلول/سبتمبر 2022 بين البنتاغون وحكومة الإقليم، حيث تتحمل بغداد ابتداءً من 2026 المسؤولية الكاملة. جداول التمويل تُظهر أن بند الرواتب كان 135 مليون دولار في 2024 ثم 60 مليوناً في 2025، قبل أن يصبح صفراً في 2026. كما يذكّر الكتاب بأن جميع الوحدات المتلقية للدعم تخضع لتدقيق صارم، بما في ذلك قانون ليهي، لمنع تمويل أي وحدة متورطة في انتهاكات حقوقية أو مرتبطة بجهات مصنفة إرهابية أو تابعة للحكومة الإيرانية. رغم تقليص الإجمالي، تحتفظ الموازنة بعصب تجهيزات موجّهة لتعزيز الاستقلالية العملياتية، أبرزها لوزارة الدفاع العراقية (MoD): نظام تعبئة أوكسجين للطائرات (AC-208) بقيمة 1.5 مليون دولار، ما يرفع سقف الارتفاعات الآمنة ويُحسّن مهام الاستطلاع. نظام اتصال جو–أرض لطائرات F-16 بقيمة 3 ملايين دولار لتمكين القيادة والسيطرة دون الاعتماد على التحالف. شراء 100 صاروخ Hellfire بـ12 مليون دولار لدعم الضربات الدقيقة. معدات اتصالات بقيمة 10 ملايين دولار. أصول ISR لألوية "منطقة الاهتمام المشترك" بقيمة 21.919 مليون دولار. كما يموَّل جهاز مكافحة الإرهاب (CTS) بـ65.6 مليون دولار ضمن التدريب والتجهيز، بينها منظومة مسيّرات ISR بقيمة 12.6 مليون دولار وتحديثات اتصالات بقيمة 20 مليون دولار. وتُرصد 17.24 مليون دولار للّوجستيات و20.25 مليوناً للاستدامة. البيشمركة: معدات أكثر ورواتب إلى بغداد يتصاعد دعم تجهيزات وزارة شؤون البيشمركة (MoPA) إلى 61.0 مليون دولار في 2026، مقارنة بنحو 4.9 مليون في 2024 و57.8 مليون في 2025. ويغطي أربع حزم رئيسية: ذخيرة: 17 ألف قذيفة هاون/صاروخ (أكثر من 5.3 مليون دولار). أسلحة: 10 آلاف قطعة سلاح خفيف، وقواذف هاون/صواريخ، ومناظير وملحقات (11.08 مليون دولار). مركبات: 250 مركبة خدمات، 52 مدرعة، شاحنات مياه ومركبات إنقاذ (27.5 مليون دولار). معدات فردية ولوجستية: 11,295 درعاً واقياً، 49,589 زياً عسكرياً، 13,000 عدة حماية، و12 مولداً (17.1 مليون دولار). وتشير الوثيقة إلى إعادة هيكلة حتى 2026: ستّ فرقٍ كقيادات عملياتية، وألوية حرسٍ إقليمي ومراكز تدريب وكلية أركان وقيادات دعم لوجستي وفني. هذه التحولات تأتي اتساقاً مع مذكرة التفاهم الموقّعة في 21 أيلول/سبتمبر 2022 بين البنتاغون ووزارة شؤون البيشمركة، التي ربطت استمرار الدعم بجدول إصلاحات لتوحيد القوات تحت سلطة الوزارة وتجفيف ازدواجيتها الحزبية. على الضفة السورية، تهدف مخصّصات 130 مليون دولار للحفاظ على ضغط الشركاء المحليين ضد خلايا "داعش" وتثبيت أمن و"إنسانية" احتجاز مقاتليه، مع تراجع طفيف عن 2025 (147.9 مليون دولار). أما لبنان فتظهر للمرة الأولى 15 مليون دولار لتقوية قدرات الجيش اللبناني- خاصة الوحدات الخاصة- ومنع استغلال الحدود السورية-اللبنانية. يتزامن التعديل المالي مع خطة انتقال اتفق عليها العراق والولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر 2024 لإنهاء المهمة العسكرية للتحالف في العراق بحلول نهاية أيلول/سبتمبر 2025، والتحوّل إلى شراكاتٍ ثنائية أمنية، مع بقاء المهمة في سوريا. تؤكد معلومات خاصة لوكالة شفق نيوز أن التحالف بدأ بالفعل إخلاء مواقع عراقية وفق الجدول. ويُقدَّر حالياً بنحو 2,500 عسكري أميركي في العراق و900 في سوريا. تشير الوثائق الخاصة في البنتاغون طلب موازنة 2026 متوسط القوى الأميركية في نطاق القيادة الوسطى (CENTCOM): نحو 43,460 عام 2024، ارتفع إلى 49,998 عام 2025، ثم يتراجع إلى 45,729 في 2026. هذه الأرقام تعكس إعادة توزيع وحجم حضورٍ يُفترض أن ينخفض تدريجياً مع انتقال الأدوار إلى الشركاء المحليين. وفي خلفية القرار تقدير لدى البنتاغون بحسب المسؤول الذي تحدث لشفق نيوز بأن "العمل المُنجز" في تطوير البنية والقدرات، إضافة إلى انتقال CJTF-OIR من دورٍ قتالي مباشر إلى لكن بالمقابل فإن تقارير المفتشين العامّين في واشنطن تحذّر، من أن "داعش" ما زال قادراً على إعادة تنظيم خلاياه في جيوبٍ ريفية وعلى أطراف المدن، وأن تراجع الموارد أو الفُرص اللوجستية قد يوسّع هامش الحركة أمامه.

ملاحظات حول قرار وزيرة العدل الامريكية بخصوص مادورو؟!محمد النوباني
ملاحظات حول قرار وزيرة العدل الامريكية بخصوص مادورو؟!محمد النوباني

ساحة التحرير

timeمنذ 13 ساعات

  • ساحة التحرير

ملاحظات حول قرار وزيرة العدل الامريكية بخصوص مادورو؟!محمد النوباني

ملاحظات حول قرار وزيرة العدل الامريكية بخصوص مادورو؟! محمد النوباني من يعرف التاريخ الامريكي جيداً لا تنطلي عليه مطلقاً أكاذيب واراجيف واضاليل من طراز ان إدارة ترامب تحارب تجارة المخدرات في العالم وتبذل كل ما في وسعها لحماية الشعب الامربكي من هذه الآفة القاتلة . فكما كل الإدارات التي تعاقبت على حكم أمريكا فإن إدارة ترامب المجرمة تدرك الخطر الذي تشكله آفة المخدرات على الناس في كل أنحاء العالم بما في ذلك عى بلدها ولكنها لا تجد حرجا اخلاقياً في التعامل مع مجوعات الجربمة المنظمة في كل أنحاء العالم وفي مقدمتها كارتيلات المخدرات في أمريكا اللاتينية إذا كان ذلك التعامل يخدم مصالحها في محاربة الحركات الثورية والأنظمة التقدمية المعادية للإمبريالية وشيطنتها. وفي هذا الإطار فقد وجدنا أن حكام البيت الأبيض اتهموا حزب الله اللبناني بالإتجار بالمخدرات وتشجيع زراعته في سهل البقاع اللبناني رغم أن الحزب يعتبر ترويج المخدرات محرم شرعاً. وفي ذات السياق فقد وجدنا ان وزيرة العدل الامريكية قررت أمس الاربعاء تخصيص مبلغ ٥٠ مليون دولار لمن يدلي/تدلي، بمعلومات تؤدي إلى إلقاء القبض على الرئيس الفتزويلي المنتخب نيكولاس مادورو وتسليمه للولايات المتحدة الامربكية بذريعة ان مادورو هو تاجر مخدرات دولي ومسؤول عن إعراق السوق الامريكية باصناف مختلفة من المخدرات وبالتالي فإن بقائه طليقاً وفي منصبه رئيساً لجمهورية فنزويلا البوليفارية يشكل خطراً على الأمن القومي الأمريكي. وغني عن القول في هذا المجال أن مادورو يشكل خطراً على الأمن القومي الأمريكي ولكن ليس لأنه تاجر مخدرات بل لانه شخصية ثورية محترمة منعت وتمنع إدارة الشر الترامبية من ألسيطرة على ثروة فنزويلا الوفيرة من نفط وغاز وذهب فنزويلا وتحويلها إلى جمهورية موز جديدة. . ‎2025-‎08-‎09

الصراع بين ترامب ورئيس البنك الفيدرالي!اضحوي جفال محمد
الصراع بين ترامب ورئيس البنك الفيدرالي!اضحوي جفال محمد

ساحة التحرير

timeمنذ 13 ساعات

  • ساحة التحرير

الصراع بين ترامب ورئيس البنك الفيدرالي!اضحوي جفال محمد

الصراع بين ترامب ورئيس البنك الفيدرالي! اضحوي جفال محمد * الناس يفهمون الحرب التجارية التي يتبناها ترامب بأسلحة الرسوم والتعريفات الجمركية أفضل من فهمهم للهجمات التي يشنها على رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول. واذا كان عدم الفهم سبباً في اجتناب موضوع يبدو معقداً لدى كثيرين فإنه بالنسبة لي سبب لخوض الموضوع بقصد إيضاحه. إذ لا مفر من فهم الاقتصاد لفهم السياسة. وهذي واحدة من انجازات الماركسية التي بقيت على قيد الحياة بعد موتها، مثل جنين استُخرج حيّاً رغم وفاة الام خلال عملية التوليد. الماركسية ماتت سياسياً موتاً مدوياً دفع كثيرين للاعتقاد بأنها كانت فكرة خاطئة بالمطلق، وهذا غير صحيح، فلها الكثير من العطاء العلمي في حقلَي الاجتماع والاقتصاد، لعل ابرزها مقولة ان الاقتصاد (نمط الانتاج) هو البناء التحتي لحركة المجتمع وفوقه تنشأ الأشياء الأخرى من فكر وفنون وعادات وقانون وتعليم وغير ذلك مما اطلقوا عليه (البناء الفوقي) الذي يتغير بتغيّر الاقتصاد. لذا فإن جوهر الصراع المحتدم الان في العالم اقتصادي. ولأن شرحه تفصيلياً يحتاج مجلدات فإننا نتابعه باختصار عبر مقالات نسعى لجعلها غير مملة تتناول مركز تطوراته التي تتمحور في هذه المرحلة حول الحرب التجارية التي يشنها ترامب على العالم. والداعي المركزي لهذه الحرب هو كابوس الاقتصاد الأمريكي غير القابل للحل.. فترامب عازم على ايجاد الحل (الخارق) بطريقة فيها من العناد اكثر مما فيها من العلم. مشكلة الاقتصاد الأمريكي المستعصية ان الدولة مدانة بمبلغ 37 تريليون دولار، تتجه فوائده إلى عتبة التريليون دولار هذا العام. بمعنى ان الحكومة غير قادرة على تسديد الفوائد إلا بمزيد من الاقتراض. هذا الثقب الأسود الذي استسلم له الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون منذ اواسط القرن الماضي يقول ترامب انه لن يستسلم وسيضع حداً له ويغيّر المعادلة!! فهل هو جاد أم يهذي؟. خطة ترامب تعتمد على سبيلين مترابطين لاستحصال الاموال التي يعالج بها المشكلة المزمنة والمتفاقمة: داخلية تقوم على إحداث تغييرات (اصلاحية) في هيكلية الاقتصاد الأمريكي، وخارجية تتمثل بالاستحواذ على أموال الآخرين بوسائل فيها قدر مستفز من الهيمنة والابتزاز. كلا السبيلين يحتاج وقتاً للإثمار لا تتسع له مدة الثلاث سنوات المتبقية من رئاسته غير القابلة للتمديد رغم انه يتطلع لتمديدها بطرق غير تقليدية يأمل أن يكون النجاح الاقتصادي مدخلاً اليها. والذي يعنينا في هذا المقال هو نقطة التلاقي بين السبيلين، الداخلي والخارجي في خطة ترامب، والتي يمثل صراعه مع رئيس الفيدرالي جيروم باول أبرز تجلياتها. والقضية أن ترامب يريد من باول خفض سعر الفائدة وباول يرفض! فماذا وراء موقف كل منهما؟. قبل كل شيء هناك بديهية يعرفها الجميع وهي أن خفض سعر الفائدة معناه خفض الاموال التي تدفعها الحكومة الأمريكية للدائنين كفوائد. فالمترتب على الحكومة الأمريكية لهذا العام قرابة التريليون دولاراً حسب سعر الفائدة الحالي (‎%‎4،30) فلو قام البنك الفيدرالي بخفض الفائدة إلى النصف مثلاً تنخفض المدفوعات المترتبة على الحكومة من تريليون إلى نصف تريليون، فارق هائل. ولقد طالب ترامب اكثر من مرة بتصفير الفائدة تماماً، ولو تحقق له ذلك لأوقف نزيف الفوائد وتفرّغ للأصول. يرفض باول ذلك لأن خفض سعر الفائدة يدفع اصحاب الأموال إلى سحب اموالهم من البنوك وتوجيهها إلى السوق بحثاً عن أرباح، فيرتفع التضخم بدرجات مخيفة. فلا أحد يستثمر أمواله في البنوك لقاء فوائد ضئيلة إلا أن يكون مكرهاً، وهو ما يقوم به ترامب بإكراه (رأسماليين) أجانب على الاستثمار داخل الولايات المتحدة بالضغط لا بالإغراء. لقد سمعنا في تفاصيل الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي عن فقرة بتوجيه 600 مليار دولار لاستثمارها في السوق الأمريكية. ومثل ذلك مع اليابان وبريطانيا ناهيك عن تريليونات الخليج. الدول لا تملك ان تجبر شركاتها على الاستثمار في السوق الأمريكية، فهذا شأن تحدده الجاذبية الاقتصادية، لذلك تضطر الحكومات وليس الشركات، وفاءً بتعهدها في الاتفاق، إلى دفع اموال من صناديقها السيادية للاستثمار في مجالات لعل أسهلها شراء أذونات من الخزانة الأمريكية، وهذا شكل من أشكال الإقراض للولايات المتحدة، يرضى بسعر فائدة متدنٍ . هذا ما يقدمه ترامب لجيروم باول مقابل طلبه الملح بخفض الفائدة. لكن باول متمسك حتى الان بموقفه، ولا سلطة للبيت الأبيض عليه. إلا أن عوامل اخرى لا علاقة لها برغبة ترامب، بل هي صادمة لترامب، قد تدفع الفيدرالي إلى النظر في امكانية خفض الفائدة.. وهي تقرير مكتب إحصاءات العمل، الذي صدر أمس وأشار إلى تباطؤ ملموس في معدلات التوظيف، وهو مؤشر على تباطؤ النمو الاقتصادي. فغضب ترامب وقرر إقالة مفوضة المكتب الدكتورة إريكا ماكينتارفر متهماً إياها بتزوير الأرقام. وتلك كارثة من طراز كارثة الالحاح على رئيس الفيدرالي وتهديده بالإقالة، لأنها تنزع الثقة الشعبية والخارجية بالمؤسسات الاقتصادية والمالية الأمريكية واستقلاليتها التي تستمد قوتها وثباتها من الثقة. ( اضحوي _ 2207 ) ‎2025-‎08-‎09 The post الصراع بين ترامب ورئيس البنك الفيدرالي!اضحوي جفال محمد first appeared on ساحة التحرير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store