logo
بعض مريدي الزاوية البودشيشية ينفون خبر تنازل منير القادري عن المشيخة لأخيه

بعض مريدي الزاوية البودشيشية ينفون خبر تنازل منير القادري عن المشيخة لأخيه

اليوم 24منذ 2 أيام
نشر بعض مريدي الزاوية القادرية البودشيشية والمتعاطفين معها، اليوم الأربعاء، بلاغا توضيحيا ينفي الخبر الذي تداولته بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص تنازل شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، منير القادري بودشيش لصالح أخيه الأصغر معاذ.
وجاء في البلاغ أن الخبر « باطل ولا أساس له من الصحة »، وأنه مجرّد « افتراء وفِعل مُغرض تقف وراءه جهات تسعى لشق الصف وتقسيم وإضعاف الطريقة القادرية البودشيشية ».
وأكد البلاغ على أن « منير القادري بودشيش، ما زال على رأس المشيخة، ثابتاً على نهجه، متمسّكاً برسالته الروحية في خدمة الدين والوطن، تحت إمارة المؤمنين، حامي حمى الملة والدين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده ».
كما دعا البلاغ، الذي اطلع عليه موقع « اليوم24 » في صفحة المنشد نجيب فضولي، إلى « تحرّي المصداقية، وعدم الانسياق وراء الإشاعات »، مشددا على أن « الطريقة القادرية البودشيشية كانت وستظل موحَّدة الكلمة، صافية المنهج، ثابتة على المحجة البيضاء ».
ويأتي هذا البلاغ في ظل غياب أي رد رسمي إلى حدود الساعة بخصوص بيان منسوب إلى منير القادري بودشيش، يعلن فيه تنازله عن مشيخة الزاوية القادرية البودشيشية لأخيه معاذ، وذلك بعد أيام من وفاة والدهما جمال الدين القادري بودشيش.
وجاء في البلاغ المتداول قول منير القادري، إن ما حمله على كتابة هذه الكلمات هو « خوف التشرذم، وحرص المحب على سلامة السفينة »، مضيفا أن المشيخة بالنسبة له « تكليفٌ لا تشريف، وميزانُها الإخلاصُ والعبءُ فيها ثقيل، وما كان لله دام واتّصل، وما كان لغيرِ الله انقطعَ وانفصل ».
وتابع منير، حسب البلاغ المتداول، قائلا « وقد رأيت – بعد توكلي على الله واستخارته ومناجاته – أنّ حفظَ وحدةِ الأسرةِ والطريقةِ أوجبُ عندي من كلِّ اعتبارٍ آخر، لذلك أعلنُ لكم، محبّةً واحتسابًا، أنّي قد عزمتُ عزْمًا قاطعا على التخلّي عن المشيخة، وأن أضعَ يدي في يدِ أخي معاذ القادري بودشيش، مُفَوِّضًا إليه أمرَ القيادةِ الظاهرة، راجيًا منكم أن تلتفّوا حوله التفافَ المحبّين الصادقين، وأن تُظهِروا من الأدبِ وحسنِ الظنّ عند اجتماعِكم على من حُمِّل الأمانة ».
وأوصى منير القادري بودشيش « فقيرات وفقراء الزاوية » بأن « يكفّوا الألسنَ عن الجدال، وأن يغلِقوا أبوابَ التأويلاتِ والظنون، وألّا يدخِلوا إلى هذا البيتِ الطاهر حديثًا في الأشخاصِ ولا ذكرًا للعوائدِ والأهواءِ »، وفق البلاغ نفسه.
وشدد المصدر ذاته على استمرار الزاوية البودشيشية في خدمةِ العرشِ العلويِّ، والدينِ والإنسانِ والوطن، مع الحرص على وحدةِ الصفِّ وتماسكِ المجتمع.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أين اختفت جماهير إيران العربية؟
أين اختفت جماهير إيران العربية؟

المغرب اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • المغرب اليوم

أين اختفت جماهير إيران العربية؟

يخيّم على الشارع الشعبي العربي هدوء مثل صمت المقابر؛ لا يتفاعل مع سلسلة الأحداث الهائلة في المنطقة. لم نرَ تظاهرات ولا احتجاجات ولا اعتصامات في الدول العربية، وفي ظني أنها المرة الأولى منذ سبعة عقود أو أكثر التي تختفي مظاهرها! الذي ألمّ بإيران ليس هيناً أبداً؛ فخسائرها العسكرية ومنشآتها النووية هائلة، والتي كلفها بناؤها مليارات الدولارات والدم والعرق. نضيف إلى خسائرها الباليستية والنووية خسارة التيار الشعبي الذي بنته في كل مكان في المنطقة من العراق إلى المغرب. عندما اتخذت حكومة لبنان قرارها الجريء بمصادرة سلاح «حزب الله» لم يتجاوز صدى ما حدث سوى بضع عشرات من الدراجات النارية التي جابت طرقات بيروت احتجاجاً! فماذا حدث للمليونيات البشرية التي كانت تهب للشارع بإشارة من إصبع سيد الحزب أو طهران؟ انهيارات النفوذ الإيراني جلية داخل المناطق العربية، ويشبه حالها حال انهيار التيار الناصري بعد هزيمته في حرب 1967؛ فقد قدرته على تحريك الشارع، ولجأ للاستعانة بمنسوبي حزبه الاشتراكي والنقابات العمالية لحضور المناسبات بعد أن تناقصت الجماهير التي كانت تملأ الميادين بحماسة وعفوية تلبيةً لدعوات الإذاعة التي سيطرت نحو عقدين على وعي الناس وعواطفهم. في أعقاب الهزيمة عمّ الإحساس بالصدمة والخذلان في عموم المنطقة التي كانت تنتظر تحرير فلسطين. إيران، هي الأخرى، كان لها هيمنة وتأييد شعبيان في المنطقة، متحدية محاولات منع أفكارها وتقييد نشاطاتها. واستطاعت أن تربي أجيالاً من العرب على أفكارها. فتحت طهران أبوابها وذراعيها للسنّة المتطرفين، بمن فيهم قادة «القاعدة»، متجاوزين فكرهم المعادي للشيعة، ودعمت معظم المعارضين والحركات السنية ضد أنظمتهم. وبنت علاقة عضوية وعميقة التنسيق مع جماعات «الإخوان المسلمين». وأقامت مؤتمرات وندوات شبه سنويّة للقوميين والشيوعيين العرب. وأنفقت الكثير لاستمالة سياسيين ومبدعين عرب؛ فطبعوا الكتب ودبجوا قصائد المديح داعين لنظام الإمام ومدافعين عنه. طهران جمعت الشيعة والسنّة والمسيحيين العرب، مفكرين خليجيين ومصريين وشوام ومغاربيين وسودانيين ويمنيين وعرب الغرب. تسلقت على الكثير من وسائل الإعلام العربية للدعاية الخامنئية. حتى إننا أحياناً نعجز عن فهم كيف كانت توفق بين كل هؤلاء المتناقضين! ففي طرابلس لبنان، التي لها تجاذبات مع شيعة بيروت، فيها جماعات سنية منذ الثمانينات استمرّت تدين بالولاء لطهران. وفي الأردن بين «الإخوان» من يعلن حبه للسادة في طهران. وفي سبيل الدفاع عنها صدرت أعمال عديدة؛ في مصر مثلاً «إيران والإسلام السياسي»، وفي الكويت «إيران والغرب: صراع المصالح»، وفي الخليج عُقدت مؤتمرات تحت عنوان «التقريب» بين المذاهب، واحتفت بتاريخ الناصر لدين الله العباسي. وكل هذه النشاطات كان لها أن تكون جليلة لولا أن النيّات خلفها لم تكن خالصةً لوجه الله تعالى، ولا حباً في إنهاء التنازع الطائفي أو التخفيف منه، بل ضمن مشروع سياسي للهيمنة. كانت طهران تدير الحراك النخبوي والشعبي في عشرات المدن العربية؛ احتجاجاتها ضد روايات وأفلام ومفاوضات وأنظمة. إنما في الحروب الأخيرة على أثر هجمات أكتوبر (تشرين الأول) 2023، خبا الحراك الذي اعتدنا عليه في كل مواجهة. السبب الأول، أن الشعوب لا تحب المهزومين. والثاني، أن الأجهزة المحركة لهذه التجمعات انقطعت اتصالاتها وجفّت مواردها. الشارع العربي يبجّل البطل المنتصر حتى يسقط؛ فيستبدل به بطلاً آخر. المؤمنون بها صدمتهم الهزائم المتلاحقة مثلما صُدم الناصريون بنكسة الستينات. التحدي المتبقي هو المحافظة على مؤيديها في حاضنتها الشعبية الشيعية؛ فهم أكبر المتضررين، ولا يزالون يعيشون هول الصدمة. مع مرور الوقت ستتبين لشيعة لبنان الحقيقة؛ أنهم ضحية «حزب الله» وإيران، وهي عبء عليهم وليست سنداً لهم. على مدى أربعة عقود كانوا في مواجهة إسرائيل، ويتحملون وزر العلاقة مع إيران؛ من العقوبات الاقتصادية والشخصية، واستهداف المناطق والأحياء بالتدمير، وملاحقة تحويلاتهم من أفريقيا وأميركا اللاتينية والشمالية، وغيرها.

صنع الله إبراهيم واللعب مع النظام!
صنع الله إبراهيم واللعب مع النظام!

المغرب اليوم

timeمنذ 3 ساعات

  • المغرب اليوم

صنع الله إبراهيم واللعب مع النظام!

كثيرا ما تستخدم السلطة فى نظام مبارك سلاح الجزرة والعصا، إذا لم تفلح العصا، فإن الجزرة كفيلة بتحقيق الانتصار النهائى، هذا هو الطريق إلى (الحظيرة) التى يفتحونها، من أجل تدجين المثقفين، لم يكتف صنع الله إبراهيم، بأن يرفض الجزرة ويواجه ضربات العصا، فلقد أمضى ٦ سنوات فى سجون عبدالناصر، منذ نهاية الخمسينيات بتهمة الانضمام للتنظيم اليسارى (حدتو). صنع الله ذهب فى علاقته بالسلطة إلى ذروة التحدى، عندما قرر أن يمسك كلما واتته الفرصة بالعصا، ويلهب بها ظهر السلطة. هكذا تحتفظ له الذاكرة عام ٢٠٠٣ بهذا المشهد فى المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، كانت هناك لعبة بين اثنين من الدهاة دكتور جابر عصفور أمين عام المجلس الأعلى للثقافة والأديب صنع الله إبراهيم، عندما تم ترشيحه لجائزة الرواية العربية (النسخة الثانية)، من خلال لجنة برئاسة الطيب صالح الأديب السودانى الكبير، الجائزة مقدارها ١٠٠ ألف جنيه يتجاوز الرقم بمقياس هذا الأيام ٥ ملايين جنيه، كان صنع الله قد عرف بفوزه كما ذكر دكتور جابر من خلال الأديب السودانى الكبير الطيب صالح مبدع رواية (موسم الهجرة للشمال). ولأن أهل مكة أدرى بشعابها، فإن دكتور جابر كان مكلفًا بالتواصل مع صنع الله، الذى أكد له أن الجائزة وسام على صدره، وهكذا اطمأن الجميع أن كل التفاصيل تحت السيطرة. بينما كان صنع الله بذكاء فى نيته (اللعب مع الكبار) ولديه أسبابه السياسية، فهو ضد نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك رافضًا كبت الحريات واستمرار العلاقات مع إسرائيل. كان صنع الله مدركًا أنه لو اعتذر عن الجائزة فى اتصال تليفونى مفندا تلك الأسباب، فلن يذكر أحد ذلك، بل ربما كذبوا أساسًا ترشحه للجائزة، وستمنح على الفور لغيره، ملحوظة بعد إعلان صنع الله رفضه للجائزة، تقدم العديد من الأدباء المرموقين لوزير الثقافة فاروق حسنى مطالبين بمنحهم الجائزة، كان رأى الوزير هو ضرورة إغلاق الصفحة تمامًا، لن أذكر أسماء الكتاب الكبار الذين عرضوا خدماتهم على الدولة، فليست تلك هى القضية. المشهد على المسرح الصغير درامى من الطراز الأول، صنع الله يأخذ الميكروفون، معلنًا رفضه الجائزة، بينما فاروق حسنى بما يمتلكه من ثبات انفعالى يلتقط الميكروفون، ويؤكد أن الدولة التى يتهمها بكبت الرأى هى نفسها التى سيسلمه وزيرها الجائزة، أى أنها لا تتخذ موقفًا من مبدع بسبب آرائه السياسية، آراء صنع الله قبل الجائزة معلنة ومتداولة ولم تحمل أى مهادنة النظام. أتصور أن الطيب صالح، لم يتح لجابر عصفور تلك الفرصة، عندما تواصل مباشرة مع صنع الله، فكان ينبغى التعامل مع الأمر الواقع، وهكذا تلاعب صنع الله بجابر عصفور. تلقى صنع الله عقابًا مباشرًا بمنع استضافته فى الإعلام الرسمى، وعندما أراد نور الشريف عام ٢٠٠٧ بطولة مسرحية مأخوذة عن روايته (اللجنة) من إخراج منير مراد إنتاج مسرح الدولة جاءت أوامر عليا بإيقاف البروفات، العرض تم إلغاؤه، قبل الافتتاح مباشرة. فى عام ٢٠١١ أنتج جابى خورى قصة (ذات) فى مسلسل إخراج كاملة أبوذكرى وبطولة نيللى كريم، المسلسل عرض فى رمضان ٢٠١٢ ولا يزال يحتفظ بمكانته بين أفضل أعمالنا الدرامية. القصة التى نسجها صنع الله تروى تاريخنا مع ثورة ٥٢ من خلال البطلة (ذات)، ميلادها مع الثورة، هذا هو مفتاح صنع الله المزج بين توثيق التاريخ وتحليله اجتماعيًا. صنع الله لم ينتظر يومًا الجزرة ولم ترهبه العصا، بل التقطها من سلطة مبارك و(فين يوجعك)!!.

خطبة الجمعة بمساجد المغرب تخلد لذكرى ثورة الملك و الشعب و عيد الشباب
خطبة الجمعة بمساجد المغرب تخلد لذكرى ثورة الملك و الشعب و عيد الشباب

هبة بريس

timeمنذ 4 ساعات

  • هبة بريس

خطبة الجمعة بمساجد المغرب تخلد لذكرى ثورة الملك و الشعب و عيد الشباب

هبة بريس ـ الدار البيضاء عممت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خطبة الجمعة اليوم على مختلف الخطباء و الائمة بمساجد المملكة و التي اختير لها موضوع ذكرى ثورة الملك و الشعب و عيد الشباب، و جاءت كالآتي: الحمد لله الغالب على أمره، الممتن على عباده الصالحين بتأييده ونصره، المستحق على جلائل النعم جميلَ حمده وجزيلَ شكره، نحمده تعالى على نعمة الأمن والاستقرار، ونعمة النماء والرقي والازدهار، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، القائم بأمر الله في يسره وعسره، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الخيرة، وعلى صحابته الغر الميامين البررة، وعلى التابعين لهم في جمع الكلمة وتوحيد الصف لنصرة الحق والدين. أما بعد؛ أيها الإخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات، فإن مما يهتم به العلماء ويشغل بالهم في إطار 'خطة تسديد التبليغ' ومن قبيل النصيحة الواجبة للمسلمين الحرص على محبة الوطن، والعمل على رعاية مصالحه العليا، وتنشئة الناشئة على ذلك تذكيرا وعملا وقدوة، والبرهنة عليه من خلال ترسيخ القيم الدينية والوطنية وأبرزها؛ التضامن والتعاون على البر والتقوى في جميع الأمور. ومما يسهم في ذلك ما سنعيشه في هذه الأيام المقبلة من حدثين عظيمين، من ذكرياتنا المجيدة: ذكرى ثورة الملك والشعب يوم عشرين غشت، هذا الإحياء الذي يتوخى منه التذكير بوجوب المحافظة على المكتسبات، والوفاء لمن ضَحَّوْا في سبيل نصرة الحق وحماية الوطن وإعزاز المواطن، والثانية ذكرى عيد الشباب المجيد في الواحد والعشرين من غشت كذلك، هذه الذكرى الدالة على التجديد والاستمرار، والبناء على ما بناه الأسلاف من الأمجاد الخالدة، في ربط الماضي بالحاضر والمستقبل بكل تفان ونكران ذات. عباد الله؛ يقول الله تعالى: «يَٰٓأَيُّهَا اَلذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتَ اَقْدَامَكُمْ» [1]. لقد اتخذ آباؤنا وأجدادنا هذه الآية الكريمة شعارا لنضالهم من أجل تحرير وطنهم من براثن الاستعمار، وكوَّنوا لذلك قاعدة صلبة من إيمانهم بالله تعالى، ووحدة كلمتهم ووفائهم للعرش العلوي المجيد والالتفاف حول ملكهم وسلطانهم، حيث قاموا قومة رجل واحد بقيادة أبي المقاومة وقائد التحرير جلالة السلطان المغفور له مولانا محمد الخامس، طيب الله ثراه، وإلى جانبه آنذاك ولي عهده ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له مولانا الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، وحولهم المغاربة كافة في توحيد مطلبهم في أمر واحد وهو رحيل الاستعمار وتحرير البلاد. وذلك ما أفشل كل مكاييد الاستعمار وخططه التدميرية ومحاولاته البائسة للتفريق بين الشعب الواحد، بكل السبل والوسائل. وهو ما زاد الشعب المغربي الوفي وحدة والتحاما بالعرش العلوي المجيد، مما أفقد المستعمر صوابه فامتدت يده الأثيمة إلى رمز الأمة وقائد النهضة وأسرته الشريفة، فنفاهم عن البلاد، الشيء الذي زاد حركة المقاومة حدة واستبسالا في كل مناحي البلاد. وهذا النهوض هو ما اضطر المستعمر إلى الإذعان لمطلب عودة السلطان إلى أحضان وطنه، وبين أهله وذويه رافعا مشعل الحرية والاستقلال، تاليا قوله تعالى بكل اطمئنان واعتزاز: «الْحَمْدُ لِلهِ اِلذِےٓ أَذْهَبَ عَنَّا اَلْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٞ شَكُورٌ» [2]. نعم، إخوة الإيمان؛ ما كان لذلك أن يحدث لولا فضل الله تعالى ونصرته لعباده، تنفيذا لوعده، حيث قال تعالى: «وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُومِنِينَ» [3]. وقال سبحانه: «ثُمَّ نُنَجِّے رُسُلَنَا وَالذِينَ ءَامَنُواْ كَذَٰلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنَجِّ اِلْمُومِنِينَ» [4] ثم ما كان عليه آباؤنا من الإخلاص والوفاء لوطنهم حيث استرخصوا كل غال ونفيس في سبيل نصرة قضيتهم العادلة وأمتهم تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك المغفور له مولانا محمد الخامس، طيب الله ثراه، امتثالا لقوله تعالى: «يَٰٓأَيُّهَا اَلذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةٗ فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيراٗ لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُواْ اُللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوٓاْ إِنَّ اَللَّهَ مَعَ اَلصَّٰبِرِينَ»[5]. وهذا، عباد الله؛ ما يدعونا إلى أن نستلهم منهم هذا التفاني، فنحافظ على مكتسباتهم الغالية، لأن الاستقلال يبدأ باسترداد السيادة، ولكنه يستمر تحققه إلى ما لا نهاية له من المكتسبات والمنجزات، وهكذا ينبغي أن نخلد بالدعاء جميل أمجادهم العالية، ونكون كما كانوا ملتفين حول العرش العلوي المجيد رمز العزة والكرامة، جنودا مجندين وراء مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله وأعز أمره، في المحافظة على المصالح العليا للبلاد، داعين له بالنصر والتمكين، في كل خطواته المباركة في كل وقت وحين. نفعني الله وإياكم بقرآنه المبين وبحديث سيد الأولين والآخرين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. الخطبة الثانية الحمد لله ولي الصالحين، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة للناس أجمعين، وعلى آله وصحبه أئمة الهدى والدين. أيها الإخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات؛ أما المناسبة الثانية التي يخلدها الشعب المغربي في الواحد والعشرين من غشت كل سنة، فهي ذكرى عيد الشباب المجيد، التي نشارك فيها جميعا الأسرة الملكية الشريفة فَرحها وابتهاجها بمناسبة ميلاد جلالة الملك محمد السادس، أطال الله عمره في تمام الصحة وجميل العافية. وإذ نخلد هذه الذكرى الجميلة نستحضر العطاء والأمجاد التي حققها مولانا أمير المؤمنين بفضل الله تعالى خلال ربع قرن من الزمان، على الصعيد الوطني وفي مختلف المجالات، حيث واصل حفظه الله ليله بنهاره، بكل إخلاص وإيمان، في خدمة وطنه وشعبه، محافظا على إرث أسلافه المنعمين، ومضيفا إليه الجديد، محققا من المشاريع الكبرى والمنجزات العظام في مختلف المناحي المادية والمعنوية، مُبَوِّئاً المملكة المغربية المكانة اللائقة بها بين الدول، مما جعل كثيرا من الناس المنصفين يغبطوننا في نهضتنا وأمننا واستقرارنا ووحدة كلمتنا. وهذا ما يدعو في هذه المناسبة الغالية شبابنا إلى العمل الجاد والمخلص، أسوة بمولانا أمير المؤمنين، في اغتنام كل فرصة سانحة لخدمة الدين والأمة والوطن، بكل تفان وتضحية، وخدمةِ الثوابت الدينية الجامعة للشمل والضامنة للأمن الروحي والاستقرار للبلاد المتمثلة في العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني وإمارة المؤمنين. حفظ الله مولانا أمير المؤمنين بما حفظ به الذكر الحكيم، وبارك له في عمره وصحته حتى يحقق لشعبه وأمته كل ما يصبو إليه من رقي وازدهار. آمين. هذا، ولنجعل مسك الختام أفضل الصلاة وأزكى السلام على سيدنا محمد النبي الخاتم، فاللهم صل وسلم على سيدنا محمد صلاة وسلاما تامين بما يناسب مقامه ومقداره العظيم. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن باقي الصحب أجمعين. وانصر اللهم من اصطفيته لخلافة النبوة وقيادة البلاد، وحببت إليه العمل الصالح في خدمة العباد، مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمدا السادس، نصرا تعز به أولياءك، وتنشر به على البلاد ظلك الوارف ولواءك، اللهم متعه بالصحة والعافية، وأسبغ عليه جلائل نعمك الظاهرة والخفية، وأقر عين جلالته بولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولانا الحسن، وشد أزر جلالته بشقيقه السعيد، الأمير الجليل مولانا رشيد، وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة. اللهم تغمد بواسع رحمتك ورضوانك، وبجميل عفوك وغفرانك، الملكين الجليلين المجاهدين بكل تفان في خدمة وطنهما، المتحملين شتى أنواع المحن في سبيل نصرة دينك وعبادك: مولانا محمدا الخامس، ومولانا الحسن الثاني، اللهم طيب ثراهما، وأكرم مثواهما، واجعلهما في مقعد صدق عندك. وارحم اللهم شهداءنا الأبرار، الذين استرخصوا كل ما تميل إليه النفس في الدنيا، وضَحَّوْا بالنفس والنفيس، من أجل دينهم ووطنهم، ولم يُعطُوا الدنية في دينهم، اللهم اغفر لهم وارحمهم، واجزهم عنا خير الجزاء، وأجزل لهم العطاء. اللهم اجعلنا خير خلف لخير سلف، وأدم علينا نعمك التي لا تحصى، مقرين بفضلك وإحسانك، محافظين على العهد لخدمة الدين والوطن. ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العاملين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store