
الصراع الصهيوـ إيراني بين الحقيقة والإيهام
الصراع الصهيوـ إيراني بين الحقيقة والإيهام
من المعلوم أن الحيز الجغرافي العربي في منطقة الشرق الأوسط هو حيز أسال ولا زال يسيل لعاب جهات متعددة نظرا لثرواته ومقدراته وخيراته، والتي على رأسها الذهب الأسود، فضلا عن غيره من الخيرات والمقدرات ، إلى جانب أهميته الاستراتيجية نظرا لوقوعه في نقطة التقاء ثلاث قارات. ويكفي أن يتابع الإنسان أخبار العالم التي تبثها مختلف وسائل الإعلام العالمية خصوصا الغربية منها منذ عقود ليلاحظ أن التركيز منصب على أحداث منطقة الشرق الأوسط وتحديدا الحيز الجغرافي العربي أكثر من أي حيز آخر في العالم ، بينما تبدو أخبار باقي دول العالم بعيدة عن التداول، بل كثير منها ما لا يرد ذكره إلا عند وقوع كوارث طبيعية أو حوادث طيران ، أو تظاهرات رياضية .
ولقد ساد الظن بعد جلاء جيوش الاستعمار الغربي من الحيز الجغرافي العربي خلال القرن التاسع عشر بعد تطبيق ما سمي بمعاهدة » سايكس بيكو » السرية بين فرنسا وبريطانيا في مايو سنة 1916 ، وبتزكية ومصادقة من الروس والطليان ، وهي عبارة مؤامرة مكشوفة بموجبها تم اقتسام تركية الدولة العثمانية في منطقة الهلال الخصيب أنها لن تعود محط أطماع من احتلوها إلا أن ما حدث هو أن هذه الأطماع فيها ازدادت بعد ذلك بشكل كبير ، ولا زالت كذلك إلى يوم الناس هذا .
وما رحلت الجيوش الفرنسية والبريطانية، وغيرها من الجيوش الغربية عن المنطقة العربية إلا بعد جلب الكيان الصهيوني إليها و استنباته وتوطينه بالقوة في فلسطين بموجب ما سمي » وعد وزير الخارجية البريطاني » أرتر جيمس بلفور » الصادر في الثاني من شهر نوفمبر سنة 1917 بعد سنة واحدة من مؤامرة » سايكس بيكو » الخبيثة ، وهو عبارة عن رسالة وجهها إلى اليهودي اللورد » ليونيل والتر دي روتشيلد » يعبر فيها عن تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود فوق أرض فلسطين . وكان هذا التوطين للكيان الصهيوني بمثابة تعويض عن جلاء الجيوش المحتلة، وقد اتضح هذا الأمر بكل جلاء حينما كانت الجيوش الغربية الفرنسية والبريطانية والأمريكية تخوض باستمرار كل الحروب العربية الصهيونية التي وقعت في المنطقة إلى جانب الكيان الصهيوني كما كان الحال سنة 1948 ،وسنة 1965 ، وسنة 1967 ، وسنة 1973 . ولا زالت لحد الآن تلك الجيوش تحارب إلى جانب هذا الكيان بشكل أو بآخر بما في ذلك المشاركة المباشرة في الحروب أو من خلال تزويده بالآلة الحربية المتطورة ، وبالوسائل الاستخباراتية ، فضلا عن الدعم الدبلوماسي في المحافل الدولية خصوصا في مجلس الأمن ، وذلك من خلال استعمال الفيتو لنقض كل القرارات التي تصدر ضده ، وكذلك من خلال تعطيل ما تصدره المحاكم الدولية ضده من أحكام . وبهذا يقوم الكيان الصهيوني بدور عرّاب الغرب في منطقة الشرق الأوسط ،يشعل فيها الحروب المتتالية نيابة عن صُنّاع » مؤامرة سياكس بيكو » من الأوروبيين إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية التي صارت أكبر شريك له في العدوان باعتبار حجم مصالحها وأطماعها في مقدرات وخيرات المنطقة ، مع محاولة إخفاء تلك المشاركة الفعلية ، والتمويه عنها خصوصا وأن صناع القرار فيها عبارة عن لوبي صهيوني واسع النفوذ .
ولنعد بعد هذا التقديم للوضع الحالي في الحيز العربي من منطقة الشرق الأوس، وتحديدا إلى الصراع الصهيوـ إيراني الذي اندلع يوم الجمعة الماضي في وقت كان الرئيس الأمريكي ترامب لا زال يراهن على الحل الدبلوماسي بخصوص مشروع إيراني النووي الذي يتوجس منه الكيان الصهيوني ، وكان على موعد مع جولة جديدة أو أخيرة من المحادثات مع الإيرانيين في سلطنة عمان يوم الأحد، وفي نفس الوقت كان يموه على الهجوم الصهيوني الوشيك على إيران ، ويصرح بعدم مشاركة قواته فيه ، وهو ما روجه أيضا رئيس الوزراء الصهيوني في سياق التفاخر خلال أول هجوم له على إيران بأنه ليس فيه مشاركة الطرف الأمريكي ، وهو تصريح مثير للسخرية خصوصا وأن الأسلحة التي استخدمها في هجومه كلها أمريكية الصنع إلى جانب أجهزة التجسس المتطورة ، و إلى جانب التقارير الاستخباراتية الأمريكية والأوروبية ، وهو ما أكد أنه قد حصل بالفعل على الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي قبل أن يقدم على ما أقدم عليه من مباغتة إيران بالهجوم . ولقد جرت العادة أن الكيان الصهيوني يفاخر دائما بأنه يقوم بعدوانه في فلسطين، وما جوارها من البلاد العربية لوحده ، وبمبادرة منه متناسيا عملية توطينه سنة 1948 في أرض فلسطين ، ومحاولة طمس حقيقة هذا التوطين التي سجلها التاريخ ، وهو الذي لو لم يكن عرّابا مدفوعا بالقوى الغربية ومدعوما منها فيما يشعله من حروب ممولة غربيا في المنطقة، لكان أمره منتهيا منذ مدة طويلة وفي خبر كان ، ولعاد كل اليهود الموطنين في فلسطين إلى وضع الشتات الذي كانوا يعيشونه في كل ربوع العالم عبر التاريخ ، كما كان شأنهم منذ أن وجدوا .
وما وقع بالأمس من هجوم الصهاينة على إيران ،ورد هذه الأخيرة عليهم بالمثل، أثار العديد من التساؤلات في أوساط المراقبين والمحللين، وهي تساؤلات ركزت على فرضيتن : واحدة ترى أنه صراع حقيقي ، وآخرى ترى أنه صراع مفتعل ، ولن تتأكد أحداهما إلا بعد انجلاء ما يحيط من غبش بهذا الصراع المسلح ، وهذا ما جعل الخوض في الفرضيتين مجرد تخمينات تتساوى فيها درجة الإصابة مع درجة الخطأ .
وقبل الخوض في موضوع هذه التخمينات ، لا بد من التذكير بما يمكن نعته بالقواسم المشتركة بين الكيانين الصهيوني والإيراني ، وأهم تلك القواسم هي رغبتهما المشتركة في بسط هيمنتهما على منطقة الشرق الأوسط خصوصا الحيز الجغرافي العربي الذي يوجد ضمن الهلال الخصيب كما سمته معاهدة » سايكس بيكو » وعلى امتداد الوطن العربي من خليجه إلى محيطه ، وبث الصراعات فيه.
وإذا كان الصهاينة يبررون ما يدعون أنه حقهم في إنشاء وطن قومي فوق أرض فلسطين يمتد من البحر إلى النهر بأساطير تلمودية تزعم أنه هبة لهم السماء ، فإن الإيرانيين أيضا يبررون أطماعهم في الوطن العربي باعتماد أساطير شيعية تزعم أن إمامتهم هي الوريثة الشرعية للنبوة في المنطقة .
وهكذا ينادي الصهاينة بما يدعون أنه حق استرجاع ملك النبي سليمان عليه السلام في بيت المقدس وما حوله ، بينما يدعي شيعية إيران حق استعادة الإمامة العلوية وريثة النبوة بأم القرى وما حولها. والملاحظ بالنسبة للكيانين معا هو اعتمادهما المبررالديني أو العقدي لبسط نفوذهما في الحيز الجغرافي العربي من محيطه إلى خليجه . ومعلوم أن هذا المبرر يخفي وراءه الأطماع الحقيقية للطرفين معا في مقدرات وخيرات المنطقة مع ما بينهما من فرق ، ذلك أن الكيان الصهيوني يلعب دور عرّاب بالنسبة للغرب الطامع الأكبر في خيرات ومقدرات المنطقة ، بينما يلعب دور العرّاب بالنسبة للكيان الإيراني المكون العربي الشيعي أو المتشيع في كل من العراق، ولبنان ،وسوريا ، واليمن والذي هو بمثابة قواعده المتقدمة والملتفة حول الهلال الخصيب .
ومن القواسم المشتركة أيضا بين الصهاينة والإيرانيين التقائهم في عدائهم للمكون السني في المنطقة العربية ، وهو مكون منقسم على نفسه ذلك أن طرفا منه يحاول الاحتماء بالغرب بشكل صريح ، وبالكيان الصهيوني بشكل ضمني مما يعتبره خطرا إيرانيا يهدد وجوده ، وطرف آخر يستعين بالكيان الإيراني على الخطر الصهيوني المهدد لوجوده في وطنه ، وهو الطرف الفلسطيني .
وهكذا يدير الكيان الصهيوني ومن ورائه الكيانات الغربية حربه مع الكيان الإيراني في بؤرة التوتر حول الرقعة الفلسطينية .
ولنعد مرة أخرى إلى الحديث عن تجاذب فرضيتي الحقيقة والإيهام في الحرب الصهيوـ إيرانية المندلعة اليوم بالوقوف عند مؤشرات مقوية لكل واحدة منهما. فإذا كانت فرضية حقيقة الحرب الدائرة بينهما يكفي كدليل عليها مؤشر الصدام المسلح الحالي ، فإن فرضية الإيهام التي مفاد ها وجود صفقة سرية ما بين الكيانين الصهيوني ومن ورائه الكيانات الغربية من جهة ، وبين الكيان الإيراني من جهة أخرى ،هو ما يستدعي تساؤلات بخصوص بعض المؤشرات المرجحة لهذه لفرضية الإيهام ، ومنها غرابة كيفية تصفية الكيان الصهيوني فوق التراب الإيراني لقيادات عسكرية عليا وازنة ، ولكفاءات علمية نووية وازنة أيضا، وكان من المفروض أن تكون تلك القيادات وتلك الكفاءات بمنأى عن خطر التصقية خصوصا مع تزايد التهديدات الصهيونية بقصف المنشآت النووية الإيرانية إلا أن العكس هو ما حدث حيث شوهدت الآثار المادية لاستهدافها في شكل ثقوب أحدثها القصف في جدران البنايات التي كانت توجد بداخلها ، تماما كما كان الحال في عملية اغتيال قائد حركة حماس إسماعيل هنية ، فهل كان ذلك مرده إلى العمل الاستخباراتي الصهيوـ غربي خصوصا الأمريكي المتوغل في إيران أم مرده إلى خيانة إيرانية ؟ ومما يقوي احتمال هذه الخيانة هو مجموع التصفيات والاغتيالات السابقة ، والتي طالت قيادات إيرانية عليا، وعلى رأسها الرئيس السابق إبراهيم رئيسي التي انفجرت به المروحية التي كانت نقله أو فُجِّرت به إما على يد الصهاينة في بلد لهم معه علاقة دبلوماسية وتغلغل استخباراتي ، وإما بسبب خيانة إيرانية أيضا . ومن تلك التصفيات كذلك تصفية القائد العسكري البارز قاسم سليماني الذي كان يخوض حرب البراميل الحارقة إلى جانب النظام السوري المنهار ضد ثورة الشعب السوري عليه ، فهل تصفية هذا القائد كانت على يد الصهاينة أم كانت خيانة إيرانية أيضا . ومن تلك التصفيات أيضا تصفية زعيم حزب الله حسن نصر الله ، وقادته العسكريين المقربين منه بشكل دراماتيكي مثير للدهشة ، فهل كانت التصفية بالفعل عملا صهيونيا كما يفاخر بذلك الصهاينة أم كان خيانة إيرانية أيضا ؟
وقد يتساءل البعض ومن حقهم أن يتساءلوا ، لماذا هذا الميل إلى كون تلك التصفيات عبارة عن خيانة إيرانية ؟ والجواب عن ذلك هو ربما يكون قد حصل اتفاق سري بين القيادة الإيرانية وبين الغرب خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية يتم بموجبها تقاسم المصالح في منطقة الشرق الأوسط كي يعود الوضع كما كان زمن الشاه . ولا يستغرب أن يتم هذا الاتفاق لأن الولايات المتحدة وحلفاؤها بمن فيهم الصهيانة قد هاجموا الرئيس صدام حسين الذي كان يهدد مصالحهم في المنطقة ، ووضعوا حدا لنظامه ، وسلموا العراق على طبق من ذهب للإيرانيين الذي قاموا بتطهيرعرقي للمكون السني فيه، وهو تطهير امتد أيضا إلى نفس المكون في سوريا أيضا . وإذا صحت فرضية هذا الاتفاق السري المحتمل بين الطرفيبن ، لا يستغرب أن يكون كل من تم اغتيالهم من قيادات عسكرية وكفاءات علمية ، في إيران وخارجها بما في ذلك الرئيس إبراهيم رئيسي، وحسن نصر الله سببه صفقة محتملة كان لا بد أن يقدم هؤلاء الضحايا بين يديها قربانا ربما لأنهم كانوا يعارضونها ، أويقفون حجر عثرة دونها .
ولعل الأيام القليلة القادمة ستكشف عن سر تلك الاغتيالات والتصفيات ،وعن احتمال وجود صفقة سرية محتلمة ، وذلك من خلال ما سيتمخض عن هذا الصدام الحالي بين العَرَّاب الصهيوني والطرف الإيراني ، خصوصا وقد أبدى الغرب بزعامة الولايات المتحدة رغبة ملحة لوقفه في أسرع وقت ممكن اعتبار لأنه يمثل تهديدا خطيرا للاقتصاد العالمي الذي هو في حقيقة الأمر اقتصاد العالم الغربي ، والمتسبب في كل مآسي منطقة الهلال الخصيب ، وعلى رأسها مأساة الشعب الفلسطيني الضحية الأكبر ، ومعه الشعوب العربية المنهوبة مقدراتها ، والتي يعيش معظمها في فقر وحرمان ، وتحت وطأة الاستبداد السياسي .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وجدة سيتي
منذ 4 ساعات
- وجدة سيتي
الصراع الصهيوـ إيراني بين الحقيقة والإيهام
الصراع الصهيوـ إيراني بين الحقيقة والإيهام من المعلوم أن الحيز الجغرافي العربي في منطقة الشرق الأوسط هو حيز أسال ولا زال يسيل لعاب جهات متعددة نظرا لثرواته ومقدراته وخيراته، والتي على رأسها الذهب الأسود، فضلا عن غيره من الخيرات والمقدرات ، إلى جانب أهميته الاستراتيجية نظرا لوقوعه في نقطة التقاء ثلاث قارات. ويكفي أن يتابع الإنسان أخبار العالم التي تبثها مختلف وسائل الإعلام العالمية خصوصا الغربية منها منذ عقود ليلاحظ أن التركيز منصب على أحداث منطقة الشرق الأوسط وتحديدا الحيز الجغرافي العربي أكثر من أي حيز آخر في العالم ، بينما تبدو أخبار باقي دول العالم بعيدة عن التداول، بل كثير منها ما لا يرد ذكره إلا عند وقوع كوارث طبيعية أو حوادث طيران ، أو تظاهرات رياضية . ولقد ساد الظن بعد جلاء جيوش الاستعمار الغربي من الحيز الجغرافي العربي خلال القرن التاسع عشر بعد تطبيق ما سمي بمعاهدة » سايكس بيكو » السرية بين فرنسا وبريطانيا في مايو سنة 1916 ، وبتزكية ومصادقة من الروس والطليان ، وهي عبارة مؤامرة مكشوفة بموجبها تم اقتسام تركية الدولة العثمانية في منطقة الهلال الخصيب أنها لن تعود محط أطماع من احتلوها إلا أن ما حدث هو أن هذه الأطماع فيها ازدادت بعد ذلك بشكل كبير ، ولا زالت كذلك إلى يوم الناس هذا . وما رحلت الجيوش الفرنسية والبريطانية، وغيرها من الجيوش الغربية عن المنطقة العربية إلا بعد جلب الكيان الصهيوني إليها و استنباته وتوطينه بالقوة في فلسطين بموجب ما سمي » وعد وزير الخارجية البريطاني » أرتر جيمس بلفور » الصادر في الثاني من شهر نوفمبر سنة 1917 بعد سنة واحدة من مؤامرة » سايكس بيكو » الخبيثة ، وهو عبارة عن رسالة وجهها إلى اليهودي اللورد » ليونيل والتر دي روتشيلد » يعبر فيها عن تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود فوق أرض فلسطين . وكان هذا التوطين للكيان الصهيوني بمثابة تعويض عن جلاء الجيوش المحتلة، وقد اتضح هذا الأمر بكل جلاء حينما كانت الجيوش الغربية الفرنسية والبريطانية والأمريكية تخوض باستمرار كل الحروب العربية الصهيونية التي وقعت في المنطقة إلى جانب الكيان الصهيوني كما كان الحال سنة 1948 ،وسنة 1965 ، وسنة 1967 ، وسنة 1973 . ولا زالت لحد الآن تلك الجيوش تحارب إلى جانب هذا الكيان بشكل أو بآخر بما في ذلك المشاركة المباشرة في الحروب أو من خلال تزويده بالآلة الحربية المتطورة ، وبالوسائل الاستخباراتية ، فضلا عن الدعم الدبلوماسي في المحافل الدولية خصوصا في مجلس الأمن ، وذلك من خلال استعمال الفيتو لنقض كل القرارات التي تصدر ضده ، وكذلك من خلال تعطيل ما تصدره المحاكم الدولية ضده من أحكام . وبهذا يقوم الكيان الصهيوني بدور عرّاب الغرب في منطقة الشرق الأوسط ،يشعل فيها الحروب المتتالية نيابة عن صُنّاع » مؤامرة سياكس بيكو » من الأوروبيين إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية التي صارت أكبر شريك له في العدوان باعتبار حجم مصالحها وأطماعها في مقدرات وخيرات المنطقة ، مع محاولة إخفاء تلك المشاركة الفعلية ، والتمويه عنها خصوصا وأن صناع القرار فيها عبارة عن لوبي صهيوني واسع النفوذ . ولنعد بعد هذا التقديم للوضع الحالي في الحيز العربي من منطقة الشرق الأوس، وتحديدا إلى الصراع الصهيوـ إيراني الذي اندلع يوم الجمعة الماضي في وقت كان الرئيس الأمريكي ترامب لا زال يراهن على الحل الدبلوماسي بخصوص مشروع إيراني النووي الذي يتوجس منه الكيان الصهيوني ، وكان على موعد مع جولة جديدة أو أخيرة من المحادثات مع الإيرانيين في سلطنة عمان يوم الأحد، وفي نفس الوقت كان يموه على الهجوم الصهيوني الوشيك على إيران ، ويصرح بعدم مشاركة قواته فيه ، وهو ما روجه أيضا رئيس الوزراء الصهيوني في سياق التفاخر خلال أول هجوم له على إيران بأنه ليس فيه مشاركة الطرف الأمريكي ، وهو تصريح مثير للسخرية خصوصا وأن الأسلحة التي استخدمها في هجومه كلها أمريكية الصنع إلى جانب أجهزة التجسس المتطورة ، و إلى جانب التقارير الاستخباراتية الأمريكية والأوروبية ، وهو ما أكد أنه قد حصل بالفعل على الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي قبل أن يقدم على ما أقدم عليه من مباغتة إيران بالهجوم . ولقد جرت العادة أن الكيان الصهيوني يفاخر دائما بأنه يقوم بعدوانه في فلسطين، وما جوارها من البلاد العربية لوحده ، وبمبادرة منه متناسيا عملية توطينه سنة 1948 في أرض فلسطين ، ومحاولة طمس حقيقة هذا التوطين التي سجلها التاريخ ، وهو الذي لو لم يكن عرّابا مدفوعا بالقوى الغربية ومدعوما منها فيما يشعله من حروب ممولة غربيا في المنطقة، لكان أمره منتهيا منذ مدة طويلة وفي خبر كان ، ولعاد كل اليهود الموطنين في فلسطين إلى وضع الشتات الذي كانوا يعيشونه في كل ربوع العالم عبر التاريخ ، كما كان شأنهم منذ أن وجدوا . وما وقع بالأمس من هجوم الصهاينة على إيران ،ورد هذه الأخيرة عليهم بالمثل، أثار العديد من التساؤلات في أوساط المراقبين والمحللين، وهي تساؤلات ركزت على فرضيتن : واحدة ترى أنه صراع حقيقي ، وآخرى ترى أنه صراع مفتعل ، ولن تتأكد أحداهما إلا بعد انجلاء ما يحيط من غبش بهذا الصراع المسلح ، وهذا ما جعل الخوض في الفرضيتين مجرد تخمينات تتساوى فيها درجة الإصابة مع درجة الخطأ . وقبل الخوض في موضوع هذه التخمينات ، لا بد من التذكير بما يمكن نعته بالقواسم المشتركة بين الكيانين الصهيوني والإيراني ، وأهم تلك القواسم هي رغبتهما المشتركة في بسط هيمنتهما على منطقة الشرق الأوسط خصوصا الحيز الجغرافي العربي الذي يوجد ضمن الهلال الخصيب كما سمته معاهدة » سايكس بيكو » وعلى امتداد الوطن العربي من خليجه إلى محيطه ، وبث الصراعات فيه. وإذا كان الصهاينة يبررون ما يدعون أنه حقهم في إنشاء وطن قومي فوق أرض فلسطين يمتد من البحر إلى النهر بأساطير تلمودية تزعم أنه هبة لهم السماء ، فإن الإيرانيين أيضا يبررون أطماعهم في الوطن العربي باعتماد أساطير شيعية تزعم أن إمامتهم هي الوريثة الشرعية للنبوة في المنطقة . وهكذا ينادي الصهاينة بما يدعون أنه حق استرجاع ملك النبي سليمان عليه السلام في بيت المقدس وما حوله ، بينما يدعي شيعية إيران حق استعادة الإمامة العلوية وريثة النبوة بأم القرى وما حولها. والملاحظ بالنسبة للكيانين معا هو اعتمادهما المبررالديني أو العقدي لبسط نفوذهما في الحيز الجغرافي العربي من محيطه إلى خليجه . ومعلوم أن هذا المبرر يخفي وراءه الأطماع الحقيقية للطرفين معا في مقدرات وخيرات المنطقة مع ما بينهما من فرق ، ذلك أن الكيان الصهيوني يلعب دور عرّاب بالنسبة للغرب الطامع الأكبر في خيرات ومقدرات المنطقة ، بينما يلعب دور العرّاب بالنسبة للكيان الإيراني المكون العربي الشيعي أو المتشيع في كل من العراق، ولبنان ،وسوريا ، واليمن والذي هو بمثابة قواعده المتقدمة والملتفة حول الهلال الخصيب . ومن القواسم المشتركة أيضا بين الصهاينة والإيرانيين التقائهم في عدائهم للمكون السني في المنطقة العربية ، وهو مكون منقسم على نفسه ذلك أن طرفا منه يحاول الاحتماء بالغرب بشكل صريح ، وبالكيان الصهيوني بشكل ضمني مما يعتبره خطرا إيرانيا يهدد وجوده ، وطرف آخر يستعين بالكيان الإيراني على الخطر الصهيوني المهدد لوجوده في وطنه ، وهو الطرف الفلسطيني . وهكذا يدير الكيان الصهيوني ومن ورائه الكيانات الغربية حربه مع الكيان الإيراني في بؤرة التوتر حول الرقعة الفلسطينية . ولنعد مرة أخرى إلى الحديث عن تجاذب فرضيتي الحقيقة والإيهام في الحرب الصهيوـ إيرانية المندلعة اليوم بالوقوف عند مؤشرات مقوية لكل واحدة منهما. فإذا كانت فرضية حقيقة الحرب الدائرة بينهما يكفي كدليل عليها مؤشر الصدام المسلح الحالي ، فإن فرضية الإيهام التي مفاد ها وجود صفقة سرية ما بين الكيانين الصهيوني ومن ورائه الكيانات الغربية من جهة ، وبين الكيان الإيراني من جهة أخرى ،هو ما يستدعي تساؤلات بخصوص بعض المؤشرات المرجحة لهذه لفرضية الإيهام ، ومنها غرابة كيفية تصفية الكيان الصهيوني فوق التراب الإيراني لقيادات عسكرية عليا وازنة ، ولكفاءات علمية نووية وازنة أيضا، وكان من المفروض أن تكون تلك القيادات وتلك الكفاءات بمنأى عن خطر التصقية خصوصا مع تزايد التهديدات الصهيونية بقصف المنشآت النووية الإيرانية إلا أن العكس هو ما حدث حيث شوهدت الآثار المادية لاستهدافها في شكل ثقوب أحدثها القصف في جدران البنايات التي كانت توجد بداخلها ، تماما كما كان الحال في عملية اغتيال قائد حركة حماس إسماعيل هنية ، فهل كان ذلك مرده إلى العمل الاستخباراتي الصهيوـ غربي خصوصا الأمريكي المتوغل في إيران أم مرده إلى خيانة إيرانية ؟ ومما يقوي احتمال هذه الخيانة هو مجموع التصفيات والاغتيالات السابقة ، والتي طالت قيادات إيرانية عليا، وعلى رأسها الرئيس السابق إبراهيم رئيسي التي انفجرت به المروحية التي كانت نقله أو فُجِّرت به إما على يد الصهاينة في بلد لهم معه علاقة دبلوماسية وتغلغل استخباراتي ، وإما بسبب خيانة إيرانية أيضا . ومن تلك التصفيات كذلك تصفية القائد العسكري البارز قاسم سليماني الذي كان يخوض حرب البراميل الحارقة إلى جانب النظام السوري المنهار ضد ثورة الشعب السوري عليه ، فهل تصفية هذا القائد كانت على يد الصهاينة أم كانت خيانة إيرانية أيضا . ومن تلك التصفيات أيضا تصفية زعيم حزب الله حسن نصر الله ، وقادته العسكريين المقربين منه بشكل دراماتيكي مثير للدهشة ، فهل كانت التصفية بالفعل عملا صهيونيا كما يفاخر بذلك الصهاينة أم كان خيانة إيرانية أيضا ؟ وقد يتساءل البعض ومن حقهم أن يتساءلوا ، لماذا هذا الميل إلى كون تلك التصفيات عبارة عن خيانة إيرانية ؟ والجواب عن ذلك هو ربما يكون قد حصل اتفاق سري بين القيادة الإيرانية وبين الغرب خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية يتم بموجبها تقاسم المصالح في منطقة الشرق الأوسط كي يعود الوضع كما كان زمن الشاه . ولا يستغرب أن يتم هذا الاتفاق لأن الولايات المتحدة وحلفاؤها بمن فيهم الصهيانة قد هاجموا الرئيس صدام حسين الذي كان يهدد مصالحهم في المنطقة ، ووضعوا حدا لنظامه ، وسلموا العراق على طبق من ذهب للإيرانيين الذي قاموا بتطهيرعرقي للمكون السني فيه، وهو تطهير امتد أيضا إلى نفس المكون في سوريا أيضا . وإذا صحت فرضية هذا الاتفاق السري المحتمل بين الطرفيبن ، لا يستغرب أن يكون كل من تم اغتيالهم من قيادات عسكرية وكفاءات علمية ، في إيران وخارجها بما في ذلك الرئيس إبراهيم رئيسي، وحسن نصر الله سببه صفقة محتملة كان لا بد أن يقدم هؤلاء الضحايا بين يديها قربانا ربما لأنهم كانوا يعارضونها ، أويقفون حجر عثرة دونها . ولعل الأيام القليلة القادمة ستكشف عن سر تلك الاغتيالات والتصفيات ،وعن احتمال وجود صفقة سرية محتلمة ، وذلك من خلال ما سيتمخض عن هذا الصدام الحالي بين العَرَّاب الصهيوني والطرف الإيراني ، خصوصا وقد أبدى الغرب بزعامة الولايات المتحدة رغبة ملحة لوقفه في أسرع وقت ممكن اعتبار لأنه يمثل تهديدا خطيرا للاقتصاد العالمي الذي هو في حقيقة الأمر اقتصاد العالم الغربي ، والمتسبب في كل مآسي منطقة الهلال الخصيب ، وعلى رأسها مأساة الشعب الفلسطيني الضحية الأكبر ، ومعه الشعوب العربية المنهوبة مقدراتها ، والتي يعيش معظمها في فقر وحرمان ، وتحت وطأة الاستبداد السياسي .


أكادير 24
منذ 9 ساعات
- أكادير 24
نتنياهو يلوح باغتيال خامنئي ويصدم 'إيه بي سي': هذا ما سينهي الحرب مع إيران
agadir24 – أكادير24/وكالات فتح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأحد 16 يونيو 2025، الباب أمام خيار اغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، معتبرا أن هذا الاستهداف من شأنه إنهاء الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران، لا تصعيده. وفي مقابلة مع شبكة 'إيه بي سي نيوز'، قال نتنياهو: 'اغتيال خامنئي لن يُشعل حرباً، بل سيضع حداً لنصف قرن من العدوان الإيراني'، مضيفاً أن نظام طهران 'ينشر الإرهاب ويقصف منشآت النفط ويقود الشرق الأوسط نحو الهاوية'. ولدى سؤاله عن تقارير تفيد باستخدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حق النقض (الفيتو) لإحباط خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي، أكد نتنياهو أن إسرائيل 'ستقوم بما يتوجب عليها فعله'، ملمحاً إلى أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة. وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن ما وصفه بـ'قوى الشر' لا يمكن مواجهتها إلا بحزم، مشيراً إلى أن إيران تسعى لحرب لا تنتهي، وتقود العالم نحو شبح المواجهة النووية. يُذكر أن وكالة 'رويترز' كانت قد كشفت، يوم أمس، أن ترامب استخدم الفيتو خلال الأيام الأخيرة لوقف خطة إسرائيلية تستهدف المرشد الأعلى الإيراني، تفادياً لتصعيد أوسع في الشرق الأوسط.


مراكش الإخبارية
منذ 13 ساعات
- مراكش الإخبارية
من سينهي المعركة ….؟ بين تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية وصراع الداخل الإسرائيلي
في خطوة جريئة ومغامرة، أقدمت إسرائيل على توجيه ضربات موجعة لإيران، مستهدفة قيادات عسكرية بارزة ومفاعل نطنز النووي، في محاولة لإضعاف القدرات الإيرانية وتحجيم النفوذ في المنطقة. إلا أن التعافي الإيراني كان أسرع مما توقع الجميع، إذ استعاد النظام توازنه خلال ساعات قليلة، ما أدى إلى تلاشي النشوة الإسرائيلية التي رافقت هذه الضربات، خصوصًا مع ترنح منظومة القبة الحديدية التي سمحت لصواريخ دقيقة بالوصول إلى أهدافها داخل المدن الكبرى مثل تل أبيب وحيفا مؤشرات تصاعد التوتر : في تطور لافت، أعلنت السفارة الأمريكية في القدس وتل أبيب إغلاق أبوابها، ما يطرح علامات استفهام حول تصاعد حدة المواجهة ودلالاتها على إمكانية اتساع نطاقها أو التحضير لسيناريوهات أخطر هل تستطيع إسرائيل استكمال هذه العملية لفترة طويلة؟ وما هي المدة الزمنية المتوقعة للوصول إلى مفاوضات دبلوماسية تفضي إلى حل؟ وهل خرجت الأمور بالفعل عن السيطرة؟ اعادة تشكل محور المقاومة: تدخل باكستان المفاجئ لدعم إيران يعيد تشكيل « محور المقاومة » في المنطقة، ويدعم التوجهات الاستراتيجية لطهران، فيما يلوح حزب الله بدخوله الفعّال في المعركة، وهو ما يؤكده إعلان أنصار الله في اليمن وانخراطهم، فيما تتزايد الدعوات العلنية من قبل إسرائيل لاستقدام أمريكا وأوروبا للحرب، وهو ما تقبلته بريطانيا رسمياً حرب المضائق البحرية : السيطرة على مضيق هرمز من قبل إيران تمثل ورقة ضغط استراتيجية، قد تستغلها طهران للضغط على القوى الدولية والأطراف الفاعلة في الأزمة لإجبار إسرائيل على التفاوض، وقطعاً من شأنها أن تعطي إيران نشوة مؤقتة كطرف منتصر، وموقع قوة في المفاوضات المقبلة، خصوصًا مع تكامل ذلك مع سيطرة أنصار الله على باب المندب الواضح . العقيدة العسكرية وتأثيرها على الصراع : · أما العقيدة العسكرية للطرفين، فهي مفتاح لفهم طبيعة الصراع، فالعقيدة الإسرائيلية ترتكز عادةً على التدخل العسكري « المضطر »، كما في حرب أكتوبر 1973، حين كان هناك تهديد وجودي مباشر للكيان. لكن الحرب الحالية على إيران ليست حرب اضطرارية، ما يضع إسرائيل أمام تحدي كبير: كيف سيستجيب المجتمع الإسرائيلي لما يشهده من تدمير غير مسبوق داخل المدن، مع إصرار قادته على استكمال الحرب ؟ الشعب الإسرائيلي المعتاد على الحروب خارج الحدود، يجد نفسه في مواجهة واقع مختلف، قد يؤثر على الدعم المجتمعي للحكومة . · في المقابل، يتسم النظام الإيراني بالعقيدة الثابتة المرتبطة بالمذهب الكربلائي والمتأثر بثورية الحسين عليه السلام (نموذج دائم للصراع بين الحق والباطل ، مما يبرر مقاومة الظلم السياسي في كل زمان) في مواجهة الضغوط ، مع استعداد للتصعيد والتضحية، وهو ما يدعم صموده ويعزز موقفه في الحرب الإعلامية والسياسية النظام العربي الصامت : المنطقة العربية تمر في حالة صمت مخيف، مع غياب موقف واضح من الحكومات، التي قد تكون مستهدفة في المستقبل كجزء من إعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق رؤية جديدة لإسرائيل وأمريكا، ما يشير إلى « سايكس بيكو » جديد يعيد رسم الحدود والنفوذ . الصحافة الإسرائيلية والرأي العام : أما داخل إسرائيل، فالمجتمع يتحمل حرباً غير اضطرارية، مع تعطّل الحياة اليومية ودخول السكان الملاجئ لأيام، ما يخلق حالة من التوتر والغضب قد تزداد في الأسابيع القادمة يضاف إلى ذلك، الانقسامات السياسية الداخلية، حيث طالبت كتل معارضة متعددة برئاسة نتنياهو بالاستقالة بسبب فشله في إدارة الحرب على غزة وفشله في تحقيق الأهداف المعلنة ، إلى الهدف الاخر تعطيل المشروع النووي الإيراني. لكن رفع شعار « التهديد الوجودي » للكيان نجح في تحقيق دعم شعبي موسع، مؤقتاً، ضد إيران . أما السؤال الأكبر: هل من بدأ الحرب قادر على إنهائها؟ أم أن الأمور قد تنزلق نحو فوضى إقليمية أوسع؟ وهل يجلس الأطراف قريباً على طاولة المفاوضات، وما هي شروط كل منهم ؟ وهل ستظل غزة وحرب الإبادة تظل غزة محورًا مهمًا، حيث قد تؤثر المعارك في محيطها على أي اتفاق سياسي مستقبلي، وقد يكون هناك تنافس بين محور المقاومة والدولة العبرية في استغلال ملف القطاع ولها مكان على طاولة المفاوضات القادمة …… ؟ مخاطر التوسع والفوضى الإقليمية ومع تحفز دول لا تخفي محاولاتها في لعب ادوار في هذا الصراع مثل : الدور الروسي والصيني يبقى حاسماً في تحريك مواقف الدول الكبرى، خاصة مع مهاجمة السفارة الأمريكية في أربيل وتدخلها في الصراع تحت حجة حماية مصالحها في المنطقة ، في تطور غير مؤكد التفاصيل لكنه يرمز إلى تعقيد المشهد تبقى المخاوف من انزلاق الصراع مع وجود أطراف كثيرة قادرة على إشعال جذوة النزاع بريطانيا على سبيل المثال من خلال بوارجها الرابضة قبالة الشواطئ الاسرائيلية. خفايا المفاوضات القادمة: من المرجح أن تجري المفاوضات في ظروف معقدة، مع تبادل للضغوط باستخدام أوراق مثل السيطرة على مضائق النفط والموانئ الاستراتيجية وسلاسل توريد النفط الخليجي . الثمن المطلوب سيشمل تنازلات على ملفات حساسة مثل النووي وملفات المقاومة في الختام، المعركة مستمرة، والرهان الأكبر على قدرة الأطراف على إيجاد مخرج سياسي يحفظ الحد الأدنى من الاستقرار في منطقة تتأرجح بين الحرب والفوضى إن من بدأ الحرب ليس بالضرورة من ينهيها، ويبدو أن الجميع يخوضون لعبة شد وجذب دقيقة ، مع احتمالية أن يكون الحل دبلوماسيًا بعد استنزاف أطراف الصراع لطاقاتهم .