
أمين البحوث الإسلامية من الصين: الإسلام ينبذ التمييز ويدعو لوحدة الإنسانية
تناول الدكتور محمد الجندي في كلمته عُمق العَلاقات التاريخيَّة والروابط الحضاريَّة بين مصر والأزهر الشريف ودولة الصِّين، مؤكِّدًا أنَّ هذه العَلاقات تمثِّل جسرًا متينًا للتسامح والسلام بين الشعوب، وأنَّ البعثاتِ العِلميَّةَ على مدار العقود كانت خيرَ شاهدٍ على متانتها وعُمقها.
واستعرض الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة جذور هذه العَلاقة، مبيِّنًا أنَّ أول بعثة طلابيَّة صينيَّة جاءت إلى الأزهر الشريف كانت عام 1931م، لتبدأ مسيرةً عِلميَّةً وحضاريَّةً امتدَّت حتى اليوم، أُرسيت خلالها قواعد التعاون الأكاديمي، وتخرَّج فيها أجيال مِنَ العلماء الذين عادوا إلى بلادهم سفراء لقِيَم الوسطية والاعتدال، مؤكِّدًا أنَّ الأزهر الشريف كان -ولا يزال- بيتَ العِلم الذي يحتضن أبناء الصِّين وغيرهم من مختلِف دول العالم؛ ينهلون مِن علومه، ويتعلَّمون كيف يكون الدِّين مصدرًا للأمن والسلام.
وأوضح فضيلته أنَّ العَلاقاتِ المصريَّةَ-الصِّينيةَ ليست وليدة اليوم؛ بل هي امتدادٌ لقرون مِنَ التواصل الثقافي والتِّجاري، الذي كان الأزهر فيه منارة علميَّةً وثقافيَّة تُنير دروب المسافرين بين الشرق والغرب، مشيرًا إلى أنَّ هذا الإرث المشترك هو ما يدفع البلدين اليوم إلى مزيدٍ مِنَ التعاون في مجالات البحث العِلمي والحوار الثقافي والتبادل الأكاديمي.
وتابع أنَّ رسالة الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تؤكِّد أنَّ تاريخ الحضارات الإنسانيَّة يكشف بوضوحٍ أنَّ النَّهضة الحقيقيَّة لم تُبنَ يومًا على العصبيَّة أو التمييز؛ بل قامت على الانفتاح والتسامح، وإتاحة مساحة حقيقيَّة للتعايش بين الأديان والثقافات، وأنَّ التسامح الدِّيني يُعدُّ حجرَ الأساسِ في بناء الحضارات، وليس مجرَّد تَرَفٍ أخلاقيٍّ يُذكَر في المناسبات، فهو ركيزةٌ لكلِّ أمَّة تحترم ذاتها وتسعى إلى البقاء، لافتًا إلى أن الإمام الأكبر أسهم بشكل كبير في دعم ثقافة التسامح والحوار بين الشعوب، كما بذل الكثير من الجهود عبر جولاته الخارجية في الشرق والغرب لدعم أواصر السلام بين الجميع ونبذ التمييز والعنصرية ومواجهة سياسات إراقة الدماء وإرهاب الشعوب.
وشدَّد الدكتور الجندي على أنَّ الأزهر الشريف كان دائمًا سدًّا منيعًا في وجه التطرُّف والانغلاق، متمسِّكًا بمنهج الوسطيَّة، ومحذِّرًا مِنَ الانزلاق إلى الصِّفات التي حذَّر منها القرآن الكريم، لافتًا إلى أنَّ المجتمعات التي تستسلم لهذه الصفات تهدم قِيَمها وتفقد هُويَّتها، بينما يحرص الإسلام على تهذيب النفوس وصيانة القِيَم.
وأردف أنَّ القرآن الكريم والسُّنة النبويَّة المطهَّرة وضعَا أُسسًا واضحةً للتعامل مع غير المسلمين، مستشهدًا بقول الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ}، موضِّحًا أنَّ هذه النَّص القرآني يحمل خطابًا إنسانيًّا عالميًّا يرسِّخ لبرِّ الآخرين والتعامل معهم بالعدل والإحسان، كما استشهد بحديث النبي ﷺ: «لَا فَضْلَ لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأبيضَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أبيضَ إلَّا بالتَّقوَى، النَّاسُ من آدمَ، وآدمُ من تراب»؛ ليؤكِّد أنَّ رسالة الإسلام تنبذ التمييز العنصري وتدعو إلى وَحدة الأسرة الإنسانيَّة.
واختتم الدكتور محمد الجندي كلمته بتأكيد أنَّ العالَم في حاجة ماسَّة إلى إحياء هذه القِيَم المستمدَّة مِنَ التعاليم السماويَّة؛ لمواجهة ما يهدِّد الإنسانيَّة مِن صراعات وحروب، وأنَّ الأزهر الشريف سيظلُّ قائمًا بدَوره التاريخي في نَشْر السلام، وصيانة الأخوَّة الإنسانيَّة، والتواصل مع مختلِف الثقافات على أساسٍ مِنَ الاحترام المتبادل، والقِيَم الإنسانيَّة المشتركة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
تجمع العلماء المسلمين نعى العلامة السيد عباس علي الموسوي
نعى تجمع العلماء المسلمين 'إلى الأمة الإسلامية علماً من أعلامها في التفسير وسائر العلوم الإسلامية، ورمزاً من رموز الوحدة وداعماً ومسانداً قوياً للمقاومة الإسلامية، ومناصراً وعاملاً في سبيل تحرير فلسطين، العلامة السيد عباس علي الموسوي، الذي توفاه الله صباح اليوم'. وقال في بيان: 'ولد العلامة السيد عباس علي الموسوي في بلدة النبي شيت البقاعية سنة ١٩٤٥م، وتلقى علومه الابتدائية في مدرسة البلدة الرسمية ثم الثانوية في بيروت. انتقل الى النجف الأشرف للدراسة في حوزتها العلمية سنة 1964 م استهلها بقضاء ثلاث سنوات متتابعة لم يغادر جامعة النجف الدينية، التي تُعرف أيضاً باسم 'جامعة الكلانتر'. انتقل بعدها الى الدراسة الحرّة حتى مغادرته العراق العام 1979 حيث لم تعد الأجواء تساعد على البقاء بسبب المضايقات والاعتقالات والإعدامات التي طالت كبار العلماء ومنهم الشهيد السيد محمد باقر الصدر. بعد محاولة استكمال الرحلة العلمية في قم مدة أربعة أشهر عاد الى لبنان وكان الشهيد السيد عباس الموسوي (أبو ياسر) قد سبقه الى بعلبك، فاستقر رأيهما على تأسيس حوزة الإمام المنتظر، حيث استقرت أولاً في الميتم الذي أنشأه الشيخ سليمان اليحفوفي عند مدخل بعلبك الشمالي الغربي. وكان أكثر طلابها ممن درسوا في النجف الأشرف وطردوا منها وبعضهم أخرج بعد اعتقال. ثم انتقل الى التدريس الحر في بيته في بيروت، حيث حضر عليه العديد من الطلبة الذين بلغوا مراتب متقدمة وقد ذكروا تتلمذهم عليه في جملة التراجم التي أوردها لهم في كتابه 'علماء ثغور الإسلام'. توقف عن التدريس بعد اصابته بحساسية قوية في الحلق استدعت أن يخفف من الكلام. وإذا كان سماحته قد ترك التدريس فقد دخل دخل حقلاً آخر من حقول التبليغ واختار الكتابة. وقد جاءت مؤلفاته في مورد الحاجة الماسة حتى طُبع بعضها أكثر من خمس مرات وبعضها الآخر ازدادت طبعاته على الثلاث وهكذا التزم مع أهل بلدة شمسطار بإقامة صلاة الظهر من كل يوم جمعة ومشاركتهم المناسبات وخصوصاً في شهر رمضان وأيام عاشوراء . وقد أسس مع شبابها 'لجنة تكريم اليتيم وإعانة الفقير' التي أدت دورها في تخفيف الضائقة المالية للناس المحتاجين والفقراء. وكما كان يتردد عل بلدته النبي شيت في كل يوم خميس لاقامة صلاة الظهرين والعشائين وإحياء دعاء كميل ليلاً كما قضاء فصل الصيف كله فيها . أبرز المؤلفات ۱ – الإمام على منتهى الكمال البشري (طبع مرتان). ٢ – الموجز من حياة أئمة أهل البيت. ٣ – شبهات حول الشيعة (طبع ثلاث طبعات). 4- دروس من ثورة الحسين . ه – ملامح المسلم الرسالي (طبع مرتان). ٦ – علي بين الكتاب والسنة (طبع مرتان). 7- في رحاب الصحيفة السجادية . 8- شرح رسالة الحقوق (طبع خمس مرات). ۹ – العلاقات الاجتماعية في الإسلام. ۱۰ – الصوم في مصداقه الرسالي . ۱۱ – الوصية الخالدة . ۱۲ – مالك الأشتر وعهد الإمام له . ۱۳ – نفحات رمضانية (طبع ثلاث مرات) . ١٤ – آية وقصة (طبع مرتان). ١٥ – الإمام علي في عقيدة المعتزلي . ١٦ – شرح نهج البلاغة (خمسة أجزاء) . ۱۷ – الأربعون حديثاً المختارة من السنة . ۱۸ – مصرع سيد الشهداء الإمام الحسين . ۱۹ – علماء ثغور الإسلام (مجلدين). 20 أوضح البيان في تفسير القرآن (15 جزء). النشاطات العامّة: كان رحمه الله مبادرا ومشاركا في كل النشاطات العامّة التي تصبّ في خدمة الأمّة الإسلامية خصوصا في ما يتعلق بمسألة الوحدة الإسلامية وبالقضية الفلسطينية ودعم المقاومة ومتابعة مصالح الناس. المصدر: الوكالة الوطنية


لبنان اليوم
منذ ساعة واحدة
- لبنان اليوم
الحسيني يحذّر: 'الانفجار قريب… والدم سيملأ الأرض'
أطلق الشيخ محمد علي الحسيني، الأمين العام السابق للمجلس الإسلامي العربي، تحذيراً شديد اللهجة عبر منشور على حسابه في منصة 'إكس' مؤكداً أن المنطقة وصلت إلى مرحلة انسداد سياسي خطير وسط فقدان فرص الحلول السلمية وتصاعد الاحتقان. الحسيني دعا صُنّاع الحروب إلى 'الرحمة بالمدنيين والأطفال والنساء والمسنين'، مطالباً بعدم تدمير الحجر أو إحراق الطبيعة، ومذكراً بواجب اتقاء الله والرحمة بالبشر. وأضاف أن 'الانفجار قريب، والغضب شديد، والدم سيملأ الأرض والسماء في المنطقة والإقليم'، داعياً الجميع إلى الاستعداد للفتن والمحن والحروب، لكنه طمأن بأن 'بعد العسر يسراً وبعد الضيق فرجاً'. وختم بالدعاء: 'اللهم نبرأ إليك من كل دم مسفوح وظلم مشهود'.


المردة
منذ ساعة واحدة
- المردة
المجلس الإسلامي الشيعي نعى السيد عباس علي الموسوي
نعى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، 'بمزيد من التسليم بقضاء الله تعالى وقدره، الى عموم المسلمين واللبنانيين عضو الهيئة الشرعية في المجلس سَمَاحَةَ العَلَّامَـةِ السَــيّدَ عَبّاس عَلي المُوسَويّ عن عمر ناهز واحد وثمانين عاما قضى معظمه في التدريس والتأليف وتفسير القرآن وتبليغ الاحكام الشرعية، فكان مثال العالم الرىسالي العامل في خدمة الدين الحنيف وحفظ المجتمع والوطن والتزام قضايا الامة'. وقال في بيان: 'يتمّ تقبّل التعازي اليوم السبت ١٦ اب ٢٠٢٥ الموافق ل ٢٢ صفر ١٤٤٧ في مجمع الإمام المجتبى عليه السلام من الساعة الخامسة الى الساعة السابعة عصرا. وتتمّ مراسم الصلاة على جثمان الراحل في بلدة النبي شيت يوم الأحد ١٧ اب ٢٠٢٥ الساعة الحادية عشر صباحا .كما تقام مراسم التشييع في بيروت يوم الاثنين ١٨ آب ٢٠٢٥ في موعد يحدد تفصيله لاحقا. ليُوارى الثرى إلى جوارِ جدّهِ أمير المؤمنين عليه السلام في النجفِ الأشْرف'. وختم: 'وانا إذ نتقدم بالعزاء من صاحب العصر والزمان وأسرته الكريمة بفقد هذا العالم الفاضل نسأل الله تعالى أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يحشره مع الأنبياء والاولياء والصديقين، وان يلهم ذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان'.