logo
في المستقبل ... وجهك قد يصبح هو جواز سفرك الجديد

في المستقبل ... وجهك قد يصبح هو جواز سفرك الجديد

خبرني١٣-٠٢-٢٠٢٥

خبرني - استخدم الناس على مدى قرون أشكالا مختلفة من جوازات السفر أثناء تنقلهم من دولة إلى أخرى، لكن توحيد جوازات السفر على نطاق واسع كما نعرفها اليوم لم يبدأ إلا بعد الحرب العالمية الأولى عندما كانت تلك الجوازات تُستخدم إجراء أمنيا يهدف لمنع دخول الجواسيس إلى البلاد، واليوم يعتبر البعض أن جوازات السفر الحالية قد عفا عنها الزمن ولا تناسب العصر الحالي.
يعرف جميع المسافرين جوازات السفر الورقية التي حُوّلت لجوازات سفر إلكترونية باستخدام شرائح "إن إف سي" (NFC) عام 2006 ولم يطرأ عليها أي تغيير حتى الآن، ومع ذلك تخضع جوازات السفر لأحد أكبر التحولات، إذ تعمل صناعة السفر والمطارات والحكومات على إيجاد طريقة تُلغي الحاجة لإظهار جواز سفرك عند السفر، وفي النهاية قد لا تحتاج لحمله على الإطلاق.
بدلا من جواز السفر الورقي يمكن استخدام تقنية التعرف على الوجه والهواتف الذكية بشكل أكثر فاعلية للتحقق من هويتك وتأكيدها قبل أن تتمكن من السفر، ويزعم مؤيدو هذه الأنظمة أنها قادرة على تقليص وقت الانتظار والفحص الذي يواجه الناس في المطارات، ولكن خبراء الخصوصية يحذرون من بعض العقبات في التقنيات المستخدمة، وأن انتشارها قد يؤدي إلى انتهاكات في بيانات ومستويات أكبر من المراقبة.
وتتزايد جهود الدول للتخلص من جوازات السفر الورقية في جميع أنحاء العالم. وحتى الآن، قامت المطارات في فنلندا وكندا وهولندا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا والولايات المتحدة والهند ودول أخرى بتجربة مستويات مختلفة من طرق السفر من دون جوازات أو تقنية مخصصة لجعل ذلك ممكنا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن مسؤولون في سنغافورة أن سكانها يمكنهم السفر من وإلى البلاد دون استخدام جوازات سفر، ويدعي المسؤولون أن أكثر من 1.5 مليون شخص استخدموا هذه الأنظمة.
وقالت أثينا يوانو، وهي محاضرة في تحليلات الأعمال بجامعة سري في المملكة المتحدة، "من المحتمل أن يصبح هذا هو الأسلوب السائد للسفر وأعتقد أننا سنرى ذلك قريبا جدا". وأضافت يوانو "انتشرت ظاهرة السفر بدون أي تلامس خلال جائحة كوفيد-19، والعديد من الجهود كانت موجهة لنقل المسافرين عبر المطارات بسرعة".
وعلى الرغم من اختلاف مراحل التجارب العالمية لأنظمة جوازات السفر الرقمية والبنية التحتية التقنية المستخدمة، فإنها تتشارك في مبدأ عمل مشترك، فالبيانات التي كانت تُخزن سابقا على شريحة "إن إف سي" في جواز السفر، بما في ذلك بيانات الوجه، أصبحت الآن تُخزن رقميا وتُربط بهاتف المسافر.
ويدرس الاتحاد الأوروبي إنشاء تطبيق خاص بالسفر، إذ يؤدي عرض هاتفك إلى تشغيل نظام التعرف على الوجه ومطابقة البيانات مع جواز سفرك.
إحدى الطرق الأكثر شيوعا لهذه الخطوة هي استخدام اعتماد السفر الرقمي "دي تي سي" (DTC) التي تدعمها المنظمة الدولية للطيران المدني "آي سي إيه أو" (ICAO)، إذ إن "دي تي سي" تتكون من جزءين: جزء افتراضي يمثل المعلومات المخزنة في جوازات السفر، وجزء مادي وهو قطعة توضع على هاتف المسافر.
ويرتبط هذان الجزءان بكود مشفر للتأكد من عدم حدوث تزييف بانتحال شخصية، والميزة الأساسية للاعتماد الرقمي من "آي سي إيه أو" هي أن السلطات يمكنها التحقق المسبق من بيانات جواز السفر الرقمية، مما يضمن سلامتها وموثوقيتها قبل وصول المسافر.
فحص جواز السفر الرقمي
هناك 3 طرق مختلفة لفحص جوازات السفر الرقمية، إذ إن الطريقة الأولى والثانية تتطلبان منك حمل جواز سفرك الورقي دون استخدامه بالضرورة، في حين أن الطريقة الثالثة التي قد تستغرق سنوات لإنجازها لا تتطلب حتى إصدار جواز سفر.
وفي وقت سابق من هذا العام، أجرى مسؤولو الحدود في فنلندا تجربة صغيرة لفحص جوازات السفر الرقمية باستخدام تطبيق هاتف على 22 مسارا جويا، وبينما لا يزال يتعين على الركاب حمل جوازات السفر، خلص حرس الحدود الفنلندي إلى أن الفحوص استغرقت 8 ثوان فقط، حيث حدثت المعالجة الفنية في ثانيتين.
وقال رئيس مشروع فحص جوازات السفر الرقمية ميكو فايسانين "السرعة ضرورية حقا هنا إذا كنا نتحدث عن تسهيل (مرور) عدد كبير من الأشخاص".
تحديات جواز السفر الرقمي
صحيح أن إنهاء طوابير المطارات سيكون موضع ترحيب لدى الكثيرين، لكن التحول إلى وثائق السفر الرقمية يثير مخاوف بشأن حماية البيانات وانتشار تقنيات المراقبة مثل التعرف على الوجه، بالإضافة إلى إمكانية توسيع نطاق أنظمة الهوية الرقمية لتشمل جوانب أخرى من المجتمع، وفي النهاية من يتحكم في البنية التحتية الأساسية أو من يقوم بتطويرها.
وحذرت وثائق المنظمة الدولية للطيران المدني من أن اعتماد السفر الرقمي (دي تي سي) قد يُشكل مخاطر مثل "الاحتيال بالتشابه" واستغلال المجرمين لبيانات "دي تي سي"، بالإضافة إلى اضطرابات السفر بسبب انقطاع التيار الكهربائي في الأنظمة، واحتمال رفض خاطئ من قبل أنظمة التعرف على الوجه التي تفتقر إلى آليات تقنية كافية.
وتقوم العديد من الشركات على مستوى العالم بتطوير أنظمة للتحقق من الهوية والتي غالبا ما ترتبط بقواعد بيانات أو أنظمة حكومية رسمية. ويقول أودبهاف تيواري مدير سياسة المنتج العالمية في موزيلا "نُركز على الخصوصية في كل خطوة من خطوات التصميم، ونعمل على تقليل البيانات التي تجري مع تطوير هذه المنتجات والأنظمة، ولكن لا تزال هناك مجموعة من المخاطر الأخرى".
وأضاف تيواري "نحن لا نعرف حقا مدى أمان هذه الأنظمة، فمع أنظمة الذكاء الاصطناعي هناك دائما مشاكل متعلقة بالعدالة والمساءلة والشفافية".
ولدى الدول المختلفة أنظمة حماية بيانات ذات جودة متفاوتة وقد تستخدم معايير مختلفة عند تمرير معلومات المسافرين إلى الحكومات أو وكالات إنفاذ القانون، ويقول تيواري "على سبيل المثال، سأكون أكثر راحة في استخدام السفر القائم على البيانات الحيوية في ألمانيا مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى في العالم، لأنني أثق في نظام حماية البيانات والجهات التنظيمية في ألمانيا وقد لا أثق في بلدان أخرى".
ويقول آدم تساو نائب رئيس الهوية الرقمية في شركة الأمن "إنتراست" (Entrust) إن "الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأنظمة سيرغبون في معرفة مصير بياناتهم، مثلا قد يرغب الناس في معرفة من لديه حق الوصول إلى معلوماتهم؟ أو ما هي المعلومات التي يمكن الوصول إليها؟".
وفي الهند، واجه نظام التعرف على الوجه "ديجي ياترا" (Digi Yatra) انتقادات متعددة حول كيفية تقديمه وطريقة تسجيل الأشخاص في النظام الطوعي، وتقول ديشا فيرما من مؤسسة "فريدون فاونديشن" (Freedom Foundation) إن "الطريقة التي يحدث بها ذلك في الهند لم تعد طوعية، ولا نملك شيئا يُمكننا من محاسبة الحكومة أو أي شخص آخر عليه".
نظام السفر الرقمي "ديجي ياترا" المُستخدم حاليا في 24 مطارا هنديا، قد يُتاح قريبا للسياح الأجانب بحلول عام 2025، كما تُخطط الحكومة لتوسيع استخدام تقنية التعرف على الوجه لتشمل الفنادق والمعالم السياحية، مما يعني إمكانية استخدام وجهك كبطاقة دخول للفنادق في المستقبل القريب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خسائر بمليارات الدولارات تهدد قطاع السياحة الأميركي مع تراجع أعداد الزوار
خسائر بمليارات الدولارات تهدد قطاع السياحة الأميركي مع تراجع أعداد الزوار

أخبارنا

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • أخبارنا

خسائر بمليارات الدولارات تهدد قطاع السياحة الأميركي مع تراجع أعداد الزوار

أخبارنا : تراجع عدد السائحين الأجانب إلى الولايات المتحدة بنسبة 12% في مارس/آذار الماضي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست. وذكر التقرير، نقلاً عن بيانات إدارة التجارة الدولية، وهي جزء من وزارة التجارة الأميركية، أن عدد السائحين من ألمانيا انخفض بشكل أكثر حدة، بنسبة بلغت 28% في مارس/آذار. وبعد انخفاض بنسبة 2% في فبراير/شباط، كان هذا أول انخفاض كبير منذ جائحة "كوفيد-19"، حسبما ذكرت الصحيفة. وأفاد خبراء بأنه إذا استمر هذا الاتجاه، فإنه يعني خسائر لصناعة السياحة في الولايات المتحدة بقيمة مليارات الدولارات. وأظهرت البيانات انخفاضًا بنسبة 17% في عدد السياح من أوروبا الغربية، و24% من أميركا الوسطى، و11% من الصين في شهر مارس/آذار. ويشعر السياح الأجانب بالقلق بسبب سلسلة من الاعتقالات عند دخول الولايات المتحدة. وكان من بين هذه الحالات، حالات لمواطنين ألمان، حيث تم منع دخول أفراد على الرغم من امتلاكهم وثائق كاملة. وفي بعض الحالات، تم احتجاز بعض الأشخاص في مرافق الترحيل لأيام أو أسابيع. وسعى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مؤخرًا إلى تهدئة المخاوف بشأن مشكلات دخول الولايات المتحدة. وأضاف أن أولئك الذين لا يسافرون إلى الولايات المتحدة للمشاركة في مظاهرة لدعم حركة حماس الفلسطينية، أو التحريض على الاضطرابات في الجامعات، أو التخطيط للاضطرابات، ليس لديهم ما يخشون منه. وقال خبير السياحة آدم ساكس لصحيفة واشنطن بوست إن قرار المسافرين الدوليين بتجنب الولايات المتحدة كان متوقعًا. وأرجع ذلك إلى السياسة والخطابات المثيرة للانقسام من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وذكرت الصحيفة أن أرقام عدد السياح الكاملة لم يتم الكشف عنها بعد، حيث لا تزال البيانات من دولتي المكسيك وكندا المجاورتين ناقصة. ويجب أيضًا مراعاة أن عطلة عيد الفصح، التي ترتبط بالعديد من الرحلات، كانت في نهاية مارس/آذار من العام الماضي، في حين أنها جاءت هذا العام في نيسان/أبريل. وبعد المكسيك وكندا، يأتي معظم السياح إلى الولايات المتحدة عادة من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية والصين والهند.

أصغر جسر في العالم ينقلك بين دولتين وزمنين مختلفين في ثوان
أصغر جسر في العالم ينقلك بين دولتين وزمنين مختلفين في ثوان

جفرا نيوز

time١٩-٠٣-٢٠٢٥

  • جفرا نيوز

أصغر جسر في العالم ينقلك بين دولتين وزمنين مختلفين في ثوان

جفرا نيوز - يعد "إل ماركو"، وهو جسر ريفي صغير، يربط قرية إل ماركو الإسبانية بقرية فارزيا غراندي البرتغالية، أصغر جسر دولي في العالم. وعند عبور جسر "إل ماركو" الخشبي، الذي يمتد بطول 6 أمتار وعرض 1.45 متر، قد يخيل إليك أنك تعبر جدولًا مائياً هادئًا في ريف غرب أوروبا. لكن في الواقع، وخلال هذه الخطوات القليلة فوق "إل ماركو"، لا تنتقل فقط من بلد إلى آخر، بل تعبر أيضاً بين منطقتين زمنيتين مختلفتين. فبينما تعتمد إسبانيا توقيت وسط أوروبا (CET/CEST)، تعمل البرتغال بتوقيت غرينتش (GMT/BST)، مما يجعل هذا الجسر أقرب ما يكون إلى "آلة زمن" طبيعية، تتيح لك السفر عبر الزمن بخطوة واحدة فقط. وكان "إل ماركو" في السابق رصيفاً مؤقتاً بسيطاً أتاح التجارة بين المهربين من إسبانيا والبرتغال. ويعود تاريخه الحالي إلى عام 2008، عندما بُني بتمويل من المجتمع المحلي، وفق "أوديتي سنترال". وجعل اتفاق شنغن العبور بين دولتي الاتحاد الأوروبي سهلاً ومجانياً للجميع. وبسبب صغر حجمه، لا يسمح جسر "إل ماركو" إلا بمرور المشاة والمركبات ذات العجلتين، مثل الدراجات الهوائية والدراجات البخارية والدراجات النارية.

في المستقبل ... وجهك قد يصبح هو جواز سفرك الجديد
في المستقبل ... وجهك قد يصبح هو جواز سفرك الجديد

خبرني

time١٣-٠٢-٢٠٢٥

  • خبرني

في المستقبل ... وجهك قد يصبح هو جواز سفرك الجديد

خبرني - استخدم الناس على مدى قرون أشكالا مختلفة من جوازات السفر أثناء تنقلهم من دولة إلى أخرى، لكن توحيد جوازات السفر على نطاق واسع كما نعرفها اليوم لم يبدأ إلا بعد الحرب العالمية الأولى عندما كانت تلك الجوازات تُستخدم إجراء أمنيا يهدف لمنع دخول الجواسيس إلى البلاد، واليوم يعتبر البعض أن جوازات السفر الحالية قد عفا عنها الزمن ولا تناسب العصر الحالي. يعرف جميع المسافرين جوازات السفر الورقية التي حُوّلت لجوازات سفر إلكترونية باستخدام شرائح "إن إف سي" (NFC) عام 2006 ولم يطرأ عليها أي تغيير حتى الآن، ومع ذلك تخضع جوازات السفر لأحد أكبر التحولات، إذ تعمل صناعة السفر والمطارات والحكومات على إيجاد طريقة تُلغي الحاجة لإظهار جواز سفرك عند السفر، وفي النهاية قد لا تحتاج لحمله على الإطلاق. بدلا من جواز السفر الورقي يمكن استخدام تقنية التعرف على الوجه والهواتف الذكية بشكل أكثر فاعلية للتحقق من هويتك وتأكيدها قبل أن تتمكن من السفر، ويزعم مؤيدو هذه الأنظمة أنها قادرة على تقليص وقت الانتظار والفحص الذي يواجه الناس في المطارات، ولكن خبراء الخصوصية يحذرون من بعض العقبات في التقنيات المستخدمة، وأن انتشارها قد يؤدي إلى انتهاكات في بيانات ومستويات أكبر من المراقبة. وتتزايد جهود الدول للتخلص من جوازات السفر الورقية في جميع أنحاء العالم. وحتى الآن، قامت المطارات في فنلندا وكندا وهولندا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا والولايات المتحدة والهند ودول أخرى بتجربة مستويات مختلفة من طرق السفر من دون جوازات أو تقنية مخصصة لجعل ذلك ممكنا. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن مسؤولون في سنغافورة أن سكانها يمكنهم السفر من وإلى البلاد دون استخدام جوازات سفر، ويدعي المسؤولون أن أكثر من 1.5 مليون شخص استخدموا هذه الأنظمة. وقالت أثينا يوانو، وهي محاضرة في تحليلات الأعمال بجامعة سري في المملكة المتحدة، "من المحتمل أن يصبح هذا هو الأسلوب السائد للسفر وأعتقد أننا سنرى ذلك قريبا جدا". وأضافت يوانو "انتشرت ظاهرة السفر بدون أي تلامس خلال جائحة كوفيد-19، والعديد من الجهود كانت موجهة لنقل المسافرين عبر المطارات بسرعة". وعلى الرغم من اختلاف مراحل التجارب العالمية لأنظمة جوازات السفر الرقمية والبنية التحتية التقنية المستخدمة، فإنها تتشارك في مبدأ عمل مشترك، فالبيانات التي كانت تُخزن سابقا على شريحة "إن إف سي" في جواز السفر، بما في ذلك بيانات الوجه، أصبحت الآن تُخزن رقميا وتُربط بهاتف المسافر. ويدرس الاتحاد الأوروبي إنشاء تطبيق خاص بالسفر، إذ يؤدي عرض هاتفك إلى تشغيل نظام التعرف على الوجه ومطابقة البيانات مع جواز سفرك. إحدى الطرق الأكثر شيوعا لهذه الخطوة هي استخدام اعتماد السفر الرقمي "دي تي سي" (DTC) التي تدعمها المنظمة الدولية للطيران المدني "آي سي إيه أو" (ICAO)، إذ إن "دي تي سي" تتكون من جزءين: جزء افتراضي يمثل المعلومات المخزنة في جوازات السفر، وجزء مادي وهو قطعة توضع على هاتف المسافر. ويرتبط هذان الجزءان بكود مشفر للتأكد من عدم حدوث تزييف بانتحال شخصية، والميزة الأساسية للاعتماد الرقمي من "آي سي إيه أو" هي أن السلطات يمكنها التحقق المسبق من بيانات جواز السفر الرقمية، مما يضمن سلامتها وموثوقيتها قبل وصول المسافر. فحص جواز السفر الرقمي هناك 3 طرق مختلفة لفحص جوازات السفر الرقمية، إذ إن الطريقة الأولى والثانية تتطلبان منك حمل جواز سفرك الورقي دون استخدامه بالضرورة، في حين أن الطريقة الثالثة التي قد تستغرق سنوات لإنجازها لا تتطلب حتى إصدار جواز سفر. وفي وقت سابق من هذا العام، أجرى مسؤولو الحدود في فنلندا تجربة صغيرة لفحص جوازات السفر الرقمية باستخدام تطبيق هاتف على 22 مسارا جويا، وبينما لا يزال يتعين على الركاب حمل جوازات السفر، خلص حرس الحدود الفنلندي إلى أن الفحوص استغرقت 8 ثوان فقط، حيث حدثت المعالجة الفنية في ثانيتين. وقال رئيس مشروع فحص جوازات السفر الرقمية ميكو فايسانين "السرعة ضرورية حقا هنا إذا كنا نتحدث عن تسهيل (مرور) عدد كبير من الأشخاص". تحديات جواز السفر الرقمي صحيح أن إنهاء طوابير المطارات سيكون موضع ترحيب لدى الكثيرين، لكن التحول إلى وثائق السفر الرقمية يثير مخاوف بشأن حماية البيانات وانتشار تقنيات المراقبة مثل التعرف على الوجه، بالإضافة إلى إمكانية توسيع نطاق أنظمة الهوية الرقمية لتشمل جوانب أخرى من المجتمع، وفي النهاية من يتحكم في البنية التحتية الأساسية أو من يقوم بتطويرها. وحذرت وثائق المنظمة الدولية للطيران المدني من أن اعتماد السفر الرقمي (دي تي سي) قد يُشكل مخاطر مثل "الاحتيال بالتشابه" واستغلال المجرمين لبيانات "دي تي سي"، بالإضافة إلى اضطرابات السفر بسبب انقطاع التيار الكهربائي في الأنظمة، واحتمال رفض خاطئ من قبل أنظمة التعرف على الوجه التي تفتقر إلى آليات تقنية كافية. وتقوم العديد من الشركات على مستوى العالم بتطوير أنظمة للتحقق من الهوية والتي غالبا ما ترتبط بقواعد بيانات أو أنظمة حكومية رسمية. ويقول أودبهاف تيواري مدير سياسة المنتج العالمية في موزيلا "نُركز على الخصوصية في كل خطوة من خطوات التصميم، ونعمل على تقليل البيانات التي تجري مع تطوير هذه المنتجات والأنظمة، ولكن لا تزال هناك مجموعة من المخاطر الأخرى". وأضاف تيواري "نحن لا نعرف حقا مدى أمان هذه الأنظمة، فمع أنظمة الذكاء الاصطناعي هناك دائما مشاكل متعلقة بالعدالة والمساءلة والشفافية". ولدى الدول المختلفة أنظمة حماية بيانات ذات جودة متفاوتة وقد تستخدم معايير مختلفة عند تمرير معلومات المسافرين إلى الحكومات أو وكالات إنفاذ القانون، ويقول تيواري "على سبيل المثال، سأكون أكثر راحة في استخدام السفر القائم على البيانات الحيوية في ألمانيا مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى في العالم، لأنني أثق في نظام حماية البيانات والجهات التنظيمية في ألمانيا وقد لا أثق في بلدان أخرى". ويقول آدم تساو نائب رئيس الهوية الرقمية في شركة الأمن "إنتراست" (Entrust) إن "الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأنظمة سيرغبون في معرفة مصير بياناتهم، مثلا قد يرغب الناس في معرفة من لديه حق الوصول إلى معلوماتهم؟ أو ما هي المعلومات التي يمكن الوصول إليها؟". وفي الهند، واجه نظام التعرف على الوجه "ديجي ياترا" (Digi Yatra) انتقادات متعددة حول كيفية تقديمه وطريقة تسجيل الأشخاص في النظام الطوعي، وتقول ديشا فيرما من مؤسسة "فريدون فاونديشن" (Freedom Foundation) إن "الطريقة التي يحدث بها ذلك في الهند لم تعد طوعية، ولا نملك شيئا يُمكننا من محاسبة الحكومة أو أي شخص آخر عليه". نظام السفر الرقمي "ديجي ياترا" المُستخدم حاليا في 24 مطارا هنديا، قد يُتاح قريبا للسياح الأجانب بحلول عام 2025، كما تُخطط الحكومة لتوسيع استخدام تقنية التعرف على الوجه لتشمل الفنادق والمعالم السياحية، مما يعني إمكانية استخدام وجهك كبطاقة دخول للفنادق في المستقبل القريب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store