logo
هل ترضخ واشنطن للمطالب الإسرائيلية ومن سيدفع الثمن؟

هل ترضخ واشنطن للمطالب الإسرائيلية ومن سيدفع الثمن؟

لم تستجب الولايات المتّحدة الأميركية حتى اللحظة للضغوط الإسرائيلية بالتّدخل المباشر في الحرب القائمة مع إيران، وآخرها طلب الرسمي للمساعدة في استهداف منشأة فوردو النووية الإيرانية.
وفي حين يسيطر التّردّد على الموقف الأميركي، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أكرم سريوي في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين" أن "الهدف الرئيسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ بداية الحرب هو جرّ أميركا إلى المعركة لأنه يدرك بما لا لبث فيه، أن لا قدرة لاسرائيل على تدمير البرنامج النووي الايراني".
وفي حين أكّد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي اليوم الإثنين أنه "لا مؤشرات على هجوم على المنشأة السفلية من موقع نطنز لتخصيب اليورانيوم في إيران، وذلك بعد ضربات إسرائيلية دمرت القسم الموجود فوق الأرض، رأى العميد سريوي أن 'هذا التصريح من شأنه أن يدل على أن إسرائيل مقتنعة بأنها تحتاج لتدخل أميركي، كما أنها لم تهاجم المنشآت النووية بشكل كبير وعنيف بل على العكس كان التركيز على عمليات اغتيال لقيادات الجيش وقيادات الاستخبارات والحرس الثوري الايراني".
إلى ذلك، أفاد سريوي بأن 'تدمير المنشآت المحصّنة تحت الأرض كمنشأة نطنز وفوردو أو غيرها، يحتاج إلى قنابل خارقة للتحصينات من نوع "GPU 57" التي لا تملكها إسرائيل وهي موجودة فقط في أميركا، كما أن الطائرات النفاثة لا تستطيع أن تحمل هذا النوع من القذائف التي تزن 13 طنًا وتخرق حوالي 61 مترًا تحت الأرض وتحتاج إلى قاذفات قنابل "B2" كي تستطيع حمل هذه القذائف وإطلاقها. بالتالي تدمير البرنامج النووي يتطلّب تدخّلًا أميركيًا مباشرًا".
وبناء على هذه المعطيات، "يسعى نتنياهو بجميع الوسائل لجرّ أميركا إلى ساحة المواجهة، وليست صور الدمار التي يعرضها في تل أبيب سوى أداة لاستعطاف الغرب ليس فقط لحماية إسرائيل بل لضرب المفاعل النووي لدى إيران"، وفقًا لسريوي".
وعن الأسباب التي تمنع أميركا عن التجاوب مع مطالب إسرائيل، شرح العميد أن "أميركا تدرك أنه ليس من مصلحتها إشعال منطقة الشرق الاوسط، خصوصًا أنها خاضت تجربة سابقة مع الحوثيين في البحر الاحمر، حيث ورغم القصف المتواصل الذي قامت به لأكثر من شهرين إلا أنها لم تنجح في منع إطلاق الصواريخ".
وتابع: "صحيح أن أميركا ألحقت أضرارًا كبيرة بالحوثيين لكنها لم تتمكن من منعهم من إطلاق الصواريخ على إسرائيل أو حتى على الفرقاطات وحاملات الطائرات الأميركية، كما أنّها فقدت عددًا من الجنود وثلاث طائرات في هذه المواجهة، علمًا أن الحوثيين لا يملكون وسائل دفاع جوي".
إذًا، بحسب الخبير العسكري والاستراتيجي، "هذه التجربة تدفع واشنطن إلى التّردد، ففي حين لم تنجح في مواجهة الحوثيين، كيف لها أن تمنع الايرانيين من إطلاق الصواريخ، لاسيما أن إيران تملك كمًّا هائلًا من الصواريخ قصيرة المدى التي تطال معظم قواعد الولايات المتحدة الاميركية في منطقة الخليج".
كما لفت إلى أنه "إلى جانب إدراك الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن هذه الصواريخ تشكّل خطرًا حقيقيًا على القواعد الأميركية، هو أيضًا لا يريد أن يخسر جنديًا واحدًا في هذه الحرب وغير مستعدّ للمغامرة في هذه المواجهة".
وفي حين أن ترامب مصرّ على عدم الدخول في هذه الحرب بشكل مباشر، لفت العميد إلى أن "ترامب دخل المواجهة بشكل غير مباشر، فهو يقدّم حاليًا الحماية لإسرائيل والطائرات الموجودة في قاعدة التنف الأميركية في محافظة حمص تتصدّى للصواريخ الإيرانية وللمسيرات الايرانية".
وعلى الصعيد الإقتصادي، ذكّر بأن "أميركا كانت قد وعدت دول الخليج بأنها ستجعل الخليج أوروبا جديدة وتعدّ لمشروع استثمارات ضخم جدًا، وبالتالي الدخول في هذه المغامرة من شأنه أن يدمّر كل هذه المشاريع".
ورأى أن "واشنطن تدرك أن الحرب ستغلق مضيق هرمز، وتشعل أسعار النفط في العالم وتخلق أزمة كبيرة لن تُحل في وقت قصير وهذا ما لا يرغب به ترامب"، مضيفًا: "رغم أن بعض أصوات الشيوخ في الكونغرس الاميركي تطالبه بالتدخل ولكن فريق ترامب في الادارة الأميركية و بعض كبار الضباط في البنتاغون الذين يؤيّدون توجهات ترامب يرفضون رفضًا قاطعًا دخول بلادهم في مواجهة مباشرة مع إيران".
أما في ما يتعلّق بمصالح أميركا وقواعدها في الشرق الأوسط، أفاد العميد سريوي بأن "أميركا تملك أهمّ قاعدة عسكرية في قطر، إضافة إلى قواعد أخرى في الكويت والعراق والسعودية التي أضحت في مرمى نيران الصواريخ الإيرانية إضافةً الى حاملات طائرات وفرقاطات".
المفارقة بحسب سريوي، هي أن "هذه المواجهة بيّنت أنه رغم استخدام أميركا لأحدث منظومات الدفاع الجوي "MIM-104 Patriot" و "THAAD"، إلا أنها لم تنجح في منع سقوط الصواريخ وتدمير مواقع عدة في إسرائيل، ما يعني أن هذه الدفاعات الجوية الموجودة حول القواعد الأميركية لا تستطيع أن تحميها بشكل تام في حال استُهدفت من قبل إيران وستكبّد واشنطن خسائر كبيرة".
وشدّد العميد على أن "إيران لا تستطيع أن تحقق نصرًا بوجه أميركا ولكنها تستطيع أن تلحق بها أضرارًا جسيمة، أما أميركا فمن الصعب عليها أن تحسم الحرب لمصلحتها".
في المقابل، رأى سريوي أن "من مصلحة إيران أن تبقى المواجهة محصورة مع إسرائيل ولا تتوسع إلى مواجهة كبرى، ولذلك تركت إيران الباب مواربًا ولم تقفله لجهة العودة إلى طاولة المفاوضات، كما أنّها ما زالت تتحدث عن أنها ملتزمة بعدم تصنيع سلاح نووي".
من هنا، أوضح أنه "لا يوجد أمام الطرفين سوى الحل الدبلوماسي لأن هذه الحرب لا يمكن لأي طرف أن يحسمها لمصلحته، فاسرائيل تملك تفوقًا في سلاح الجو وتستطيع أن تنفذ الضربات في إيران والأخيرة تملك ترسانة صاروخية كبيرة جدًا ومسيرات ويمكنها إلحاق أضرارٍ كبيرة بإسرائيل".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سمير فرج: كوريا الشمالية تدعم إيران بصواريخ فرط صوتية.. والملف النووي مرهون بالمفاوضات
سمير فرج: كوريا الشمالية تدعم إيران بصواريخ فرط صوتية.. والملف النووي مرهون بالمفاوضات

صدى البلد

timeمنذ 3 ساعات

  • صدى البلد

سمير فرج: كوريا الشمالية تدعم إيران بصواريخ فرط صوتية.. والملف النووي مرهون بالمفاوضات

في تطور لافت على الساحة الدولية، تتعزز ملامح التحالفات الجديدة مع إعلان كوريا الشمالية عن استعدادها لدعم إيران في ظل تصاعد التوترات في المنطقة. الدعم لا يقتصر فقط على التصريحات السياسية، بل يمتد إلى التعاون العسكري والتقني، ما يطرح تساؤلات جدية حول موازين القوى وأبعاد هذا التقارب في ضوء التوتر النووي الإيراني والضغط الدولي المتزايد. صواريخ فرط صوتية.. من بيونغ يانغ إلى طهران أوضح اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي ومدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق، أن إيران تحصل على دعم كامل من كوريا الشمالية، خاصة فيما يتعلق بمنظومة الصواريخ الفرط صوتية. هذه الصواريخ، التي تُعد من الأحدث في تكنولوجيا التسليح، تعود في أصلها إلى كوريا الشمالية، حيث قامت بيونغ يانغ بتزويد طهران بها في مراحل سابقة. وأشار فرج إلى أن كوريا الشمالية لا تُبدي حالياً أي ممانعة في تزويد إيران بصواريخ جديدة لتعويض ما فقدته خلال الأيام الماضية، ما يدل على رغبة واضحة في تعزيز القدرات العسكرية الإيرانية رغم العقوبات الدولية والمخاوف الإقليمية. التخصيب النووي.. ورقة تفاوض لا تنتهي في سياق متصل، أكد اللواء فرج أن إيران لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم إلا عبر طاولة المفاوضات، في ظل توفر العديد من المقترحات لحل الأزمة. ومن بين هذه الحلول، تجميد التخصيب عند نسبة 60%، وهو ما يحد من قدرة إيران على إنتاج قنبلة نووية. كما تضمنت المقترحات وضع اليورانيوم المخصب داخل روسيا تحت إشراف دولي، بالإضافة إلى تعزيز رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. هذه السيناريوهات تظل رهينة بما ستؤول إليه المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة، والتي تسعى الأخيرة من خلالها إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني، مقابل تخفيف الضغوط الاقتصادية. باكستان.. دعم إضافي لطهران؟ في خضم هذه التوترات، تظهر باكستان كلاعب داعم لإيران، حيث أفاد فرج أن إسلام آباد قدّمت دعماً عسكرياً لإيران، عبر تزويدها بأسلحة بديلة لتلك التي استخدمتها خلال المواجهات الأخيرة. وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات بشأن مدى تفاعل دول الجوار مع الصراع الإيراني وتبنيها مواقف تتجاوز الحياد. تحالفات جديدة في زمن التحولات يبقى المشهد الإقليمي والدولي مرهوناً بتقلبات السياسة والمصالح المشتركة. ومع تقارب كوريا الشمالية وإيران، والدعم الباكستاني المحتمل، فإن خريطة التحالفات تشهد إعادة تشكيل قد تحمل في طياتها مفاجآت غير متوقعة. في المقابل، تبقى أعين العالم نحو المفاوضات ومواقف القوى الكبرى من هذا التقارب اللافت، الذي لا يخلو من الرسائل الاستراتيجية الصريحة.

لميس الحديدي: معركة إيران وإسرائيل تكسير عظام ولا إشارات لتدخلات فعالة للحل
لميس الحديدي: معركة إيران وإسرائيل تكسير عظام ولا إشارات لتدخلات فعالة للحل

صدى البلد

timeمنذ 3 ساعات

  • صدى البلد

لميس الحديدي: معركة إيران وإسرائيل تكسير عظام ولا إشارات لتدخلات فعالة للحل

علقت الإعلامية لميس الحديدي، على استمرار التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل ، قائلة :"منذ قليل تم قصف مبنى التلفزيون الإيراني من قبل إسرائيل، ولكن يبقى المشهد تحولاً في المعركة حيث إن إسرائيل لا تقصف فقط المناطق العسكرية أو المدنية، بل تقصف الإعلام والرسالة، حيث تدعي تل أبيب أن الرسالة الإعلامية مجرد بروباجندا وترغب في أن تؤكد للشعب الإيراني أنها فازت في المعركة وأنها انتصرت، وأن كل ما يقوم به الزعماء الإيرانيون مجرد كذب، لأن تل أبيب في الحقيقة تستهدف النظام الإيراني." وقالت لميس الحديدي في برنامجها ' كلمة اخيرة ' المذاع على قناة ' أون ':" في اليوم الرابع على التوالي مازالت معركة تكسير العظام مستمرة وقائمة بين إسرائيل وإيران دون أي مؤشرات لتدخلات خارجية فاعلة أو لتراجع أي طرف من الطرفين". وأضافت: "الضحايا متزايدون من الجانبين بالإضافة لاستمرار التراشق في التصريحات بينهما، فبينما تقول إيران إنها تعد اليوم لأكبر هجمة على إسرائيل منذ بداية الحرب رداً على قصف التلفزيون الإيراني، وأن مجرمي الحرب الإسرائيليين الذين يختبئون في الملاجئ سيدفعون الثمن وسنواصل تصفيتهم، تطالب تل أبيب واشنطن بالتدخل لتدمير منشأة فردو، وهي من أهم منشآت تخصيب اليورانيوم في البرنامج النووي الإيراني." ولفتت الحديدي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي عندما قال إن النظام الإيراني هو الأخطر في العالم، وأن بإمكانه الوصول لأوروبا وأمريكا، هي بمثابة طلب للدعم، وهذا شأنها طوال الوقت، قائلة: "إسرائيل لم تكن لتولد وتبقى وتستمر وتستفحل بهذا الشكل الوحشي في كل العالم العربي دون الدعم الغربي والأمريكي، حتى في إسقاط الصواريخ تعتمد على الدعم الخارجي."

ديفيد هيل: لا فكرة لدي عن معارضة ترامب لاغتيال خامنئي وإذا أطلق حزب الله صواريخ سترد إسرائيل بقصف لبنان
ديفيد هيل: لا فكرة لدي عن معارضة ترامب لاغتيال خامنئي وإذا أطلق حزب الله صواريخ سترد إسرائيل بقصف لبنان

النشرة

timeمنذ 3 ساعات

  • النشرة

ديفيد هيل: لا فكرة لدي عن معارضة ترامب لاغتيال خامنئي وإذا أطلق حزب الله صواريخ سترد إسرائيل بقصف لبنان

أشار السفير الأميركي السابق ​ ديفيد هيل ​، في حديث لـ"الجديد"، الى أنه "لا مصلحة لواشنطن في خوض الحرب حالياً ولا أظن أن الإيرانيين سيواصلون دعم نظامهم، ولا فكرة لدي عن معارضة ترامب لاغتيال خامنئي ولا يمكنني تأكيد ذلك". وذكر هيل، أن "هدف نتانياهو تدمير البرنامج النووي، وترامب لا يريد التدخل في الحرب حتى الآن لكن استهداف القوات الأميركية أو تخصيب اليورانيوم قد يدفعاه إلى ذلك". وأضاف "إذا أطلق حزب الله صواريخ سترد إسرائيل بقصف لبنان".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store