
هاميلتون محبط ويعاني... هل يتعين على فيراري أن يقلق؟
وخلال نصف موسم فقط بقميص فيراري الأحمر الشهير، عاش هاميلتون هذه التقلبات بكل تفاصيلها. فرحته بالفوز في سباق السرعة بالصين تلتها خيبة أمل بسبب استبعاده من السباق الرئيسي في شنغهاي. ثم جاءت سلسلة من التحديات انتهت بتقليص الفجوة في الأداء بينه وبين زميله شارل لوكلير.
لكن سباق جائزة المجر الكبرى كان من أصعب المحطات. فبعد تأهله في المركز 12، وصف هاميلتون نفسه بـ«عديم الفائدة»، بل قال إن فيراري «ربما بحاجة لتغيير السائق»، في إشارة صادمة إلى نفسه، بينما كان زميله لوكلير ينطلق من المركز الأول على نفس السيارة.
صحيح أن تصريحاته صدرت بعد لحظات من خروجه من السيارة، وهو في قمة انفعاله، إلا أن هاميلتون لم يتراجع عنها حتى بعد نهاية السباق يوم الأحد، حيث أنهى في المركز الـ12 أيضاً، بعد سباق باهت لم يشهد سوى خروجه عن المسار أثناء محاولة تجاوز صعبة من ماكس فيرستابن.
وهذه هي المرة الأولى في مسيرته الممتدة لـ19 موسماً التي يخرج فيها من سباق المجر دون أي نقطة، وهو الذي يحمل الرقم القياسي لعدد الانتصارات على هذا المضمار (8 مرات). وقد زاد من سوء يومه رهان فيراري على استراتيجية مختلفة بالانطلاق على إطارات «هارد»، بحسب ما وصفه مدير الفريق فريد فاسور، بالإضافة إلى صعوبة التجاوز على هذا المضمار الضيق.
وحين ذُكّر بتصريحاته عقب التأهل، أجاب هاميلتون بأنه ما زال يشعر بنفس الإحباط، مضيفاً: «عندما تشعر بشيء، فأنت تشعر به». وتابع في حديثه مع شبكة «سكاي سبورتس»: «هناك الكثير يحدث خلف الكواليس... وليس جيداً». ورغم رفضه توضيح التفاصيل، أكد أنه لا يزال يحب السباقات ويحب الفريق، وقال في لقاء مع الصحافيين: «أتطلع للعودة بعد فترة التوقف الصيفي. نأمل أن أعود بشكل أفضل».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان يتوق لعطلة الصيف، أجاب: «بكل تأكيد».
وبينما لا يزال هاميلتون متمسكاً بحبه للمنافسة، إلا أن شعوره بالإحباط مبرر تماماً، لا سيما أنه لم يكن يتوقع هذا التراجع في الترتيب بينما ينافس زميله على الفوز. فالتوقعات كانت أعلى بكثير عند انضمامه إلى فيراري، ما يجعل مشاعره الغاضبة مفهومة.
توتو وولف، مدير مرسيدس السابق الذي أمضى أكثر من عقد مع هاميلتون، عبّر عن تفهمه لما يمر به السائق البريطاني، قائلاً: «هذا هو لويس، يرتدي قلبه على كمه. كان صريحاً جداً في تعبيره. لقد رأيناه من قبل ينتقد نفسه عندما لا يرتقي لمستواه المتوقع. هو أسطورة، وسيظل كذلك، ولا يمكن لأحد أن يأخذ منه ذلك».
أما مدير فيراري فاسور، فلم يُبدِ أي قلق من تصريحات هاميلتون، وقال: «هو شخص يطالب بالكثير، لكن هذه هي أحد أسباب فوزه بسبعة ألقاب عالمية. هو يطالب الفريق، والمهندسين، والسيارة... لكن أول من يطالب به هو نفسه. وهذا ما يحفزه دائماً».
ورغم الفارق الكبير في التأهل بين سائقي فيراري (11 مركزاً)، أشار فاسور إلى أن الفوارق الزمنية كانت صغيرة للغاية: هاميلتون كان على بُعد 0.247 ثانية فقط من لوكلير في المرحلة الثانية من التصفيات. ولو سجل زمناً أسرع بـ15 جزءاً من الألف فقط، لتأهل إلى المرحلة الأخيرة، وكان يمكن أن يبدو كل شيء مختلفاً.
لكن في هذا العصر التنافسي الشديد في الفورمولا 1، فإن هذه الهوامش الصغيرة تصنع كل الفرق. وما دام هاميلتون على الجانب الخاطئ منها، فسيظل يشعر بالإحباط، محاولاً فهم كيفية تحسين مستواه.
منذ انضمامه إلى الفريق مطلع العام، كرّس هاميلتون وقته وجهده لفيراري، حتى إنه أقام في المقر التدريبي بجوار مصنع الفريق في مارانيلو. كانت ثقته تامة بأنه قادر على الفوز باللقب الثامن في مسيرته بقميص فيراري.
وقال قبل أيام من سباق المجر: «أعرف أن هذا الفريق يمتلك كل المقومات اللازمة للنجاح. أؤمن بذلك، ولهذا وقّعت».
ورغم صعوبة قيادة سيارة فيراري هذا الموسم - حيث وصفها لوكلير بأنها تحتاج إلى إعدادات «قصوى» لتكون سريعة وتظل ضمن القوانين - فإن الفريق بدأ يرى تحسناً تدريجياً، خاصة بعد إدخال تحديثات على نظام التعليق الخلفي في سباق سبا.
وبالنظر إلى الأرقام، فقد تراجع متوسط فارق هاميلتون عن لوكلير في التجارب التأهيلية من 0.327 ثانية في أول خمسة سباقات، إلى 0.051 ثانية بين ميامي وسيلفرستون. لكنه ارتفع مجدداً إلى 0.101 ثانية عند احتساب سباقي سبا والمجر.
وفي سبا، خرج هاميلتون من المرحلة الأولى للتأهل، وكرر الأمر في التصفيات القصيرة بعد انزلاق سيارته، بينما كان يجرب مكابح جديدة سبق أن استخدمها لوكلير منذ جائزة كندا.
ومع ذلك، يصر فاسور على أنه لا يشعر بالقلق: «لا أحتاج إلى تحفيزه. هو محبط، نعم، لكنه ليس فاقداً للدافع. وهذا فرق كبير».
وعندما سُئل عما إذا كان هاميلتون يقدم قيمة مناسبة لما يتقاضاه، أجاب باستهجان: «لا أفهم السؤال، أو إن كنت فهمته، فهو سؤال غير جيد... نحن نختار السائقين لأننا نريد التنافس على البطولة وتحقيق الانتصارات، وليس لأسباب أخرى».
وبالفعل، لا شيء يشغل بال هاميلتون أكثر من العودة للمقدمة والمنافسة على اللقب. وكل ما دون ذلك سيظل مصدراً للخيبة والنقد الذاتي.
وسيكون سباق هولندا في 31 أغسطس (آب) محطة مهمة له لإثبات قدرته على العودة إلى المسار الصحيح، خاصة أن فيراري بدت وكأنها استعادت بعض السرعة، مع انطلاق لوكلير من المركز الأول في المجر وقيادته السباق لنصفه الأول. وبحسب مدير فريق مكلارين أندريا ستيلا، فإن المنافسة ستكون «ممتعة» في النصف الثاني من الموسم، نظراً لتقدم فيراري.
وإذا تمكن هاميلتون من تجاوز خيبة سباقي سبا والمجر، والعودة إلى الفوارق الضئيلة التي حققها سابقاً أمام لوكلير، فسيعود إلى قلب المنافسة مجدداً.
وفترة الصيف ستكون فرصة مناسبة له لإعادة ضبط النفس وتصفية الذهن بعد بداية صاخبة لمسيرته مع فيراري. والأهم من ذلك، أن يستعيد ذهنيته الإيجابية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 13 ساعات
- الاقتصادية
في كأس العالم للرياضات الإلكترونية.. تحدي "فورومولا 1" بـ 4 ريالات
لا تتميز سباقات الفورومولا 1 بأنها شديدة التنافسية وعالية المخاطر، بل بإنها واحدة من أندر وأخطر الرياضات التي يمكن لشخص ما أن يجربها، فتكلفة السيارات الباهظة والتكنولوجيا المتطورة والسرعة الفائقة تجعلها مرتبطة دائما بأسماء مثل مايكل شوماخر أو لويس هاميلتون أو أريتون سينا، بعيدة عن العامة. في كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي تستضيفها الرياض مكن 20 جهاز محاكاة لسباقات الفورمولا 1، تتوسطهم سيارة حقيقة من إنتاج شركة أستون مارتن كل محبي هذه الرياضة من خوض تجربة سباق واقعية للزوار باستخدام معدات احترافية. الأجهزة التي وضعتها أرامكو في جناحها الخاص في البوليفارد، مصنعة من شركة Vesaro البريطانية المتخصصة في تطوير أنظمة المحاكاة، ومنذ 2024، بدأت تعاونها مع أرامكو عبر توفير 20 جهاز محاكاة داخل "Aramco SIM Arena" المصمم خصيصا للبطولة، وتمثل الأجهزة جزءا من التفعيل الرسمي للحدث، وقد لعبت دورا كبيرا في تقديم تجربة سباق واقعية للزوار باستخدام معدات احترافية. قال لـ"الاقتصادية" مسؤول في جناح أرامكو، إنه في حين تبلغ قيمة أجهزة المحاكاة ما بين 60 إلى 70 ألف ريال للجهاز الواحد، لا يكلف برنامج التشغيل على الجهاز سوى 4 ريالات، ويوفر تجربة عالمية للجميع. وتقام بطولات أسبوعية مثل "بطل المضمار"، يحصل فيها الفائزون بالمراكز الثلاثة الأولى على جوائز مالية تبدأ من ألف ريال، إلى جانب 3 بطولات رسمية موزعة على فئات مختلفة، منها بطولة خاصة للنساء، بمجموع جوائز يصل إلى 39 ألف ريال. يعرض المتحف المصاحب للجناح مجموعة من المقتنيات نادرة، أبرزها خوذتان استخدمهما السائق فرناندو ألونسو في موسم الفورمولا 1 لعام 2024، إحداهما من سباق لاس فيغاس، وكلتاهما موقعتان، كما عرضت سيارة الفورمولا 1 لفريق Aston Martin Aramco، وهي السيارة نفسها التي قدرت تكلفة تطويرها بنحو 200 مليون دولار. أستون مارتن وأرامكو هما شريكان في فريق "أستون مارتن أرامكو للفورمولا 1" في عقد بدأ في 2024 ويستمر لمدة 5 سنوات حتى 2028.


الرجل
منذ 15 ساعات
- الرجل
هل تكون 2025 نهاية أسطورة هاميلتون في الفورمولا 1؟
في واحد من أكثر تصريحاته صراحة منذ انضمامه إلى فريق فيراري، عبّر بطل العالم سبع مرات لويس هاميلتون عن إحباطه الشديد بعد حلوله في المركز الثاني عشر في جائزة المجر الكبرى 2025، قائلاً: "كنت عديم الفائدة... وربما يجب على الفريق التفكير في تغيير السائقين." هذا الاعتراف العلني من أحد أعظم سائقي الفورمولا 1 أثار عاصفة من التساؤلات حول مستقبله في البطولة، خاصة بعد موسم هو الأصعب له منذ أكثر من عقد. النتيجة المخيبة في حلبة المجر، التي طالما تألق فيها هاميلتون في السابق، جاءت في إطار موسم مليء بالتحديات منذ انتقاله من مرسيدس إلى فيراري، حيث لم يتمكن حتى الآن من تحقيق أي منصة تتويج، مقابل خمس منصات حققها زميله شارل لوكلير. أسباب تراجع أداء هاميلتون مع فيراري منذ انطلاق موسم 2025، لم يتمكن هاميلتون من استعادة بريقه المعتاد. على عكس سنواته الذهبية مع مرسيدس، اصطدم السائق البريطاني بواقع مختلف داخل أروقة فيراري، مع صعوبات واضحة في التأقلم مع السيارة الجديدة، وتراجع مستمر في نتائجه على مستوى التأهيلات والسباقات. ورغم أن الفريق الإيطالي نفسه يواجه تحديات تقنية هذا الموسم، إلا أن الفجوة بين أداء هاميلتون وزميله في الفريق كانت لافتة، ما دفع المحللين، مثل رالف شوماخر، إلى الحديث عن إمكانية تقاعد مبكر إذا استمر هذا المسار دون تحسّن. Verstappen v Hamilton all over again 🍿 Max gets by this time, after the rivals made contact at last year's Hungarian Grand Prix ⚔️#F1 #HungarianGP — Formula 1 (@F1) August 4, 2025 كما أن نمط السيارات الجديد المعتمد منذ 2022، والمعروف بتأثيره الأرضي (Ground Effect)، لم يكن مناسبًا لطريقة قيادة هاميلتون، حيث لم يحقق خلال هذه الفترة سوى فوزين فقط. هل يعتزل لويس هاميلتون بعد موسم 2025؟ رغم موجة الإحباط، لا يزال هناك من يتمسّك بالأمل. توتو وولف، مدير فريق مرسيدس السابق والمقرّب من هاميلتون، صرّح أنه يعتقد أن السائق البريطاني سيبقى حتى عام 2026 على الأقل، حين تدخل لوائح تنظيمية جديدة تشمل تغييرات في تصميم السيارات ووحدات الطاقة. هذه التغييرات قد تفتح الباب أمام عودة محتملة لهاميلتون إلى الواجهة، وربما محاولة أخيرة للفوز بلقبه الثامن وتحطيم الرقم القياسي الذي يتقاسمه مع مايكل شوماخر. ومع أن هاميلتون أكد أنه سيواصل السباقات لما بعد العطلة الصيفية، إلا أن تصريحاته الأخيرة فتحت الباب للتكهنات. فهل يواصل القتال لإثبات نفسه داخل سكوديريا فيراري؟ أم أن 2025 سيكون آخر مواسمه في عالم الفورمولا 1؟ ما هو مؤكد حتى الآن، هو أن أنظار عشاق الرياضة ستظل مركزة على خط النهاية... لمعرفة إلى أين يتجه أسطورة مثل لويس هاميلتون.


الشرق الأوسط
منذ 16 ساعات
- الشرق الأوسط
دياز هل يكون الصفقة الأخيرة لبايرن في فترة الانتقالات؟
ذكر تقرير إعلامي، اليوم الأربعاء، أن نادي بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم أنهى نشاطه في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، بعدما ضمّ لويس دياز، إلا إذا تمكن من ضم المهاجم الألماني نيك فولتيماد. ذكرت صحيفة «بيلد شبورت» الأسبوعية أن مسؤولي بايرن لا يرون «حاجة ضرورية» لإبرام تعاقدات جديدة. ويمكن فقط إبرام تعاقدات إضافية إذا جرى بيع لاعبين. وذكر التقرير أن يان كريستيان دريسين، الرئيس التنفيذي للنادي، وهيربرت هاينر، رئيس النادي، اجتمعا لمناقشة الانتقالات مع ماكس إيبرل، عضو مجلس الإدارة للشؤون الرياضية، وكريستوف فريوند، المدير الرياضي، الأسبوع الماضي. وانضم دياز إلى بايرن قادماً من ليفربول، بطل الدوري الإنجليزي، مقابل أكثر من 70 مليون يورو (81 مليون دولار). كما تعاقد بايرن أيضاً مع الثنائي الألماني الدولي جوناثان تاه وتوم بيشوف، في صفقتين مجانيتين من باير ليفركوزن وهوفنهايم على الترتيب. في الوقت نفسه، ترك توماس مولر، وليروي ساني، وماتيس تيل، الفريق بجانب جواو بالينيا، في حين يغيب جمال موسيالا لعدة أشهر بسبب إصابة خطيرة في الساق. وحتى الآن، فشلت محاولات بايرن ميونخ في التعاقد مع فولتيماد، مهاجم شتوتغارت، حيث رفض شتوتغارت، بطل كأس ألمانيا، عرضين من بايرن، حيث وصل العرض الثاني إلى نحو 55 مليون يورو، دون بدء المحادثات. ويتردد أن فولتيماد جاهز للانتقال إلى بايرن، رغم أن عقده يمتد مع شتوتغارت حتى عام 2028، لكن ذكرت تقارير أن النادي لن يفكر في بيعه إلا إذا تلقّى عرضاً لا يقل عن 65 مليون يورو.