logo
"أنصار السنّة" يثير الرعب في سوريا ويُكفّر الشرع: أولويتنا الأقليات ونخطط للتمدّد في لبنان

"أنصار السنّة" يثير الرعب في سوريا ويُكفّر الشرع: أولويتنا الأقليات ونخطط للتمدّد في لبنان

النهارمنذ 8 ساعات

أثار تنظيم جديد يُطلق على نفسه اسم "سرايا أنصار السنّة" حالة من الرعب في مختلف أنحاء سوريا، لا سيما في الساحل السوري، بسبب توجهه العلني لمحاربة الأقليات الدينية والانتقام منها بحجة كفرها وشركها. كما أثار الذعر بما أعلنه من ممارسات دموية ارتكبها بحق أفراد من أبناء هذه الأقليات، وخصوصاً من الطائفة العلوية.
ورغم ذلك، نجح التنظيم في الحفاظ على سرّيته، إذ لا يُعرف له هيكلية محددة، ولا مواقع معلنة، ولولا ظهوره على مواقع التواصل الاجتماعي، وبشكل خاص عبر تطبيق "تلغرام"، لما سُمع باسمه. وقد ساهم هذا الغموض في إثارة الشكوك بشأن وجوده، وفتح المجال أمام روايات متضاربة، فاعتبره البعض "فصيلاً منفلتاً" يتصرف بشكل منفرد، فيما رأى آخرون أنه "ذراعٌ للسلطة" تُستخدم في إرهاب الخصوم من دون أن تتحمّل مسؤولية أفعاله، على غرار "الشبّيحة" في عهد النظام السابق.
مجازر الساحل... "غيض من فيض"
غير أنّ "النهار" تمكّنت من التحقق من وجود تنظيم "سرايا أنصار السنّة"، بعد أن تواصلت عبر "تلغرام" مع أحد أبرز قادته، الشيخ أبو الفتح الشامي، المسؤول عن القسم الشرعي في التنظيم. وأكد الشامي، ليس فقط وجود التنظيم وانتشاره، بل أشار أيضاً إلى أن تأسيسه يعود إلى ما قبل سقوط النظام، وأن الظروف الراهنة تمنحه فرصة لمضاعفة نفوذه.
وأقرّ الشامي، أيضاً، بمشاركة التنظيم في مجازر الساحل، معتبراً أنّ ما حصل هو "غيض من فيض"، ومتوعداً الأقليات بأنّها على رأس قائمة أولويات التنظيم في هذه المرحلة.
وعلى الرغم من أن "سرايا أنصار السنّة" أصدر خلال الأسابيع الماضية فتاوى عدّة تُكفّر الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع و"هيئة تحرير الشام" وكل من يقاتل معهما، إلا أنه لا يرى ضرورة للاصطدام العسكري مع الشرع وجماعته في هذه المرحلة، إلا عند الضرورة، لأن الاهتمام - بحسب قوله - يجب أن يكون منصبّاً على الأقليات الدينية ومناطق انتشارها.
خريطة التمدد المحتمل
ويبدو أن تركيز "سرايا أنصار السنّة" على مناطق الأقليات، وخصوصاً العلويين في ريفي حماة وحمص، لا يعود فقط إلى "محاربة الكفر"، كما تذكر فتاواهم، بل يندرج ضمن خطة تهدف إلى إيجاد موطئ قدم في المناطق الريفية البعيدة عن سيطرة "هيئة تحرير الشام"، استعداداً لمرحلة مقبلة قد تستوجب الدخول في صدام عسكري مع الهيئة، خاصة في ضوء مؤشرات ظهرت مؤخراً في حلب ودير الزور، مثل المداهمات وتفجير سيارة مفخخة قرب أحد مراكز الأمن العام.
كذلك، فإنّ الوجود في ريف حمص يوفّر لـ"سرايا أنصار السنّة" أفضلية جغرافية للوصول إلى الحدود اللبنانية تمهيداً لدخول لبنان، بحسب بيان صادر عن التنظيم أعلن فيه عن الشروع بهذه الخطوة. وعلى الرغم من التشكيك بصحة هذا البيان عند صدوره، أكد أبو الفتح الشامي لـ"النهار" صحته، قائلاً إنه صادر فعلاً عن جماعته.
قبل سقوط النظام
وظهر اسم التنظيم للمرة الأولى في 1 شباط/فبراير الماضي، أثناء الهجوم على بلدة أرزة في ريف حماة، حيث قُتل نحو 15 مدنياً، إضافة إلى تهجير المئات من سكان البلدة التي خلت لاحقاً من أي وجود علوي.
لكن الشامي أكد لـ"النهار" أن "سرايا أنصار السنّة" كان موجوداً قبل هذا التاريخ، وأنه تأسس في إدلب قبل سقوط النظام، وبعيداً عن أنظار جهاز "الأمن العام".
وقال الشامي إنّ "سرايا أنصار السنّة جهاز أمني نسج خطاه في الخفاء قبل سقوط النظام، وسار خلف الخطوط بلا جلبة أو ادّعاء. أُديرت شؤونه من إدلب الحصينة، وخُطط له بتدبر وحيطة. مضى على درب الكتمان كأنه السر المصون، لا يُرى منه إلا الأثر، ولا يُسمع له غير الصدى. خرج إلى العلن لا حبّاً في الظهور، بل لأن الخفاء أصبح عائقاً، والستر حاجزاً، وإعلان البراءة من الطاغوت الجولاني (أحمد الشرع) ضرورة لا مهادنة فيها".
وأكد الشامي أن منتسبي "سرايا أنصار السنّة" ينحدرون من خلفيات مختلفة، فبعضهم منشقون عن "هيئة تحرير الشام"، وآخرون من فصائل مختلفة، إضافة إلى مدنيين التحقوا بالتنظيم. ونفى أن يكون انتشار خلايا التنظيم محصوراً في الأرياف، مكتفياً بالقول إنهم يتواجدون "حيث يتواجد الكفر".
وشدد على أن "أولوية المرحلة هي ضرب طوائف الردة: النصيرية، والدرزية، والرافضية، وميليشيا الأكراد القسدية"، وفق تعبيره.
ورداً على سؤال "النهار" بشأن صحة مزاعم تنفيذ التنظيم حملات دموية ضد الأقليات ومشاركته في مجازر الساحل، قال إنّ "سرايا أنصار السنّة صدقوا القول بالفعل، وأسرارهم في الجهاد لا تُعدّ ولا تُقال. عملياتهم كثيرة وما زالت في الخفاء... وما مضى ليس إلا غيث السحر، وما سيأتي زلزلة تدك الحصون وتكسر الحجر".
ورغم أن التنظيم يتبنى العديد من عقائد ومنهجيات "داعش"، ويستخدم دوراته الشرعية في تدريب عناصره، إلا أن الشامي نفى مبايعة "سرايا أنصار السنّة" لزعيم "داعش"، مؤكداً أن التنظيم لا يتبع له، لكنه ترك الباب موارباً بقوله: "من وافقنا في توحيد خالص وجهاد صادق، فله منا أخوّة الصف".
وكان تنظيم "داعش" قد دعا، في افتتاحية صحيفة "النبأ" الصادرة يوم الجمعة الماضي، المقاتلين، وخصوصاً الأجانب منهم، إلى الابتعاد عن الشرع وجماعته، متهماً إياهم بالوقوع في "شباك الردّة والكفر"، وطالبهم بالالتحاق بـ"السرايا" المنتشرة في الأرياف، دون أن يسمّيها أو يحدد تبعيتها.
وفي حديثه مع "النهار"، عبّر الشامي عن موقف متشدد تجاه المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون مع "هيئة تحرير الشام"، معتبراً أن ما يصدق عليهم هو الآية القرآنية: (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَإِنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إلى عَذَابِ السَّعِيرِ)، في إشارة إلى الشرع.
وأضاف: "الرأي الشرعي عندنا أن مقاتلي ميليشيا الجولاني من الأجانب يُعاملون كالأقارب، لا يُعذرون ببُعد الديار، ولا يُرفع عنهم وزر الأوزار، فقد تولّوا طاغوتاً مستكبراً، وناصروه سيفاً ومنبراً. فلا جنسية تُنقذهم، ولا نية صالحة تُبرّئهم. فمن ناصر الكفّار صار منهم، ولو جاء من وراء البحار أو تقنّع بقناع الأبرار".
وفي تمييز واضح بين فئتين من المقاتلين الأجانب، أضاف: "أما المهاجرون الذين لم يُلوّثوا سيوفهم بولاء الجولاني، ولم يركنوا لظلمه، فهؤلاء إن أرادوا مواصلة الجهاد، فالجماعات المجاهدة لا تزال في الساحات، قائمة بالعهود، رافعة للرايات، لم تنسَ الدماء، بل بقيت على الثغر، صامدة في وجه الكفر والغدر".
وفي أقسى هجوم من نوعه على شخصية الشرع، قال الشامي: "الجولاني لا يُؤتمن، ولا يعرف للوفاء ثمناً، يخدع باسم الأمان، ويغدر تحت لواء البهتان. فإن سلّمته نفسك، سلّمك للسجن واليأس، وإن آويت إليه ظنّاً بالأمان، آويت إلى نار وسجّان".
وقد طلبت "النهار" التواصل مع أبو عائشة الشامي، المعروف أيضاً بلقب "أبو عائشة خليل"، والذي يُعتقد أن "خليل" هو اسمه الأول الحقيقي، وهو القائد العام لـ"سرايا أنصار السنّة"، لسؤاله عن الأوضاع الميدانية وخطط التنظيم. إلا أن الجواب كان أن التواصل معه "مستحيل في هذه المرحلة بسبب التحديات الأمنية الكبيرة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"أنصار السنّة" يثير الرعب في سوريا ويُكفّر الشرع: أولويتنا الأقليات ونخطط للتمدّد في لبنان
"أنصار السنّة" يثير الرعب في سوريا ويُكفّر الشرع: أولويتنا الأقليات ونخطط للتمدّد في لبنان

النهار

timeمنذ 8 ساعات

  • النهار

"أنصار السنّة" يثير الرعب في سوريا ويُكفّر الشرع: أولويتنا الأقليات ونخطط للتمدّد في لبنان

أثار تنظيم جديد يُطلق على نفسه اسم "سرايا أنصار السنّة" حالة من الرعب في مختلف أنحاء سوريا، لا سيما في الساحل السوري، بسبب توجهه العلني لمحاربة الأقليات الدينية والانتقام منها بحجة كفرها وشركها. كما أثار الذعر بما أعلنه من ممارسات دموية ارتكبها بحق أفراد من أبناء هذه الأقليات، وخصوصاً من الطائفة العلوية. ورغم ذلك، نجح التنظيم في الحفاظ على سرّيته، إذ لا يُعرف له هيكلية محددة، ولا مواقع معلنة، ولولا ظهوره على مواقع التواصل الاجتماعي، وبشكل خاص عبر تطبيق "تلغرام"، لما سُمع باسمه. وقد ساهم هذا الغموض في إثارة الشكوك بشأن وجوده، وفتح المجال أمام روايات متضاربة، فاعتبره البعض "فصيلاً منفلتاً" يتصرف بشكل منفرد، فيما رأى آخرون أنه "ذراعٌ للسلطة" تُستخدم في إرهاب الخصوم من دون أن تتحمّل مسؤولية أفعاله، على غرار "الشبّيحة" في عهد النظام السابق. مجازر الساحل... "غيض من فيض" غير أنّ "النهار" تمكّنت من التحقق من وجود تنظيم "سرايا أنصار السنّة"، بعد أن تواصلت عبر "تلغرام" مع أحد أبرز قادته، الشيخ أبو الفتح الشامي، المسؤول عن القسم الشرعي في التنظيم. وأكد الشامي، ليس فقط وجود التنظيم وانتشاره، بل أشار أيضاً إلى أن تأسيسه يعود إلى ما قبل سقوط النظام، وأن الظروف الراهنة تمنحه فرصة لمضاعفة نفوذه. وأقرّ الشامي، أيضاً، بمشاركة التنظيم في مجازر الساحل، معتبراً أنّ ما حصل هو "غيض من فيض"، ومتوعداً الأقليات بأنّها على رأس قائمة أولويات التنظيم في هذه المرحلة. وعلى الرغم من أن "سرايا أنصار السنّة" أصدر خلال الأسابيع الماضية فتاوى عدّة تُكفّر الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع و"هيئة تحرير الشام" وكل من يقاتل معهما، إلا أنه لا يرى ضرورة للاصطدام العسكري مع الشرع وجماعته في هذه المرحلة، إلا عند الضرورة، لأن الاهتمام - بحسب قوله - يجب أن يكون منصبّاً على الأقليات الدينية ومناطق انتشارها. خريطة التمدد المحتمل ويبدو أن تركيز "سرايا أنصار السنّة" على مناطق الأقليات، وخصوصاً العلويين في ريفي حماة وحمص، لا يعود فقط إلى "محاربة الكفر"، كما تذكر فتاواهم، بل يندرج ضمن خطة تهدف إلى إيجاد موطئ قدم في المناطق الريفية البعيدة عن سيطرة "هيئة تحرير الشام"، استعداداً لمرحلة مقبلة قد تستوجب الدخول في صدام عسكري مع الهيئة، خاصة في ضوء مؤشرات ظهرت مؤخراً في حلب ودير الزور، مثل المداهمات وتفجير سيارة مفخخة قرب أحد مراكز الأمن العام. كذلك، فإنّ الوجود في ريف حمص يوفّر لـ"سرايا أنصار السنّة" أفضلية جغرافية للوصول إلى الحدود اللبنانية تمهيداً لدخول لبنان، بحسب بيان صادر عن التنظيم أعلن فيه عن الشروع بهذه الخطوة. وعلى الرغم من التشكيك بصحة هذا البيان عند صدوره، أكد أبو الفتح الشامي لـ"النهار" صحته، قائلاً إنه صادر فعلاً عن جماعته. قبل سقوط النظام وظهر اسم التنظيم للمرة الأولى في 1 شباط/فبراير الماضي، أثناء الهجوم على بلدة أرزة في ريف حماة، حيث قُتل نحو 15 مدنياً، إضافة إلى تهجير المئات من سكان البلدة التي خلت لاحقاً من أي وجود علوي. لكن الشامي أكد لـ"النهار" أن "سرايا أنصار السنّة" كان موجوداً قبل هذا التاريخ، وأنه تأسس في إدلب قبل سقوط النظام، وبعيداً عن أنظار جهاز "الأمن العام". وقال الشامي إنّ "سرايا أنصار السنّة جهاز أمني نسج خطاه في الخفاء قبل سقوط النظام، وسار خلف الخطوط بلا جلبة أو ادّعاء. أُديرت شؤونه من إدلب الحصينة، وخُطط له بتدبر وحيطة. مضى على درب الكتمان كأنه السر المصون، لا يُرى منه إلا الأثر، ولا يُسمع له غير الصدى. خرج إلى العلن لا حبّاً في الظهور، بل لأن الخفاء أصبح عائقاً، والستر حاجزاً، وإعلان البراءة من الطاغوت الجولاني (أحمد الشرع) ضرورة لا مهادنة فيها". وأكد الشامي أن منتسبي "سرايا أنصار السنّة" ينحدرون من خلفيات مختلفة، فبعضهم منشقون عن "هيئة تحرير الشام"، وآخرون من فصائل مختلفة، إضافة إلى مدنيين التحقوا بالتنظيم. ونفى أن يكون انتشار خلايا التنظيم محصوراً في الأرياف، مكتفياً بالقول إنهم يتواجدون "حيث يتواجد الكفر". وشدد على أن "أولوية المرحلة هي ضرب طوائف الردة: النصيرية، والدرزية، والرافضية، وميليشيا الأكراد القسدية"، وفق تعبيره. ورداً على سؤال "النهار" بشأن صحة مزاعم تنفيذ التنظيم حملات دموية ضد الأقليات ومشاركته في مجازر الساحل، قال إنّ "سرايا أنصار السنّة صدقوا القول بالفعل، وأسرارهم في الجهاد لا تُعدّ ولا تُقال. عملياتهم كثيرة وما زالت في الخفاء... وما مضى ليس إلا غيث السحر، وما سيأتي زلزلة تدك الحصون وتكسر الحجر". ورغم أن التنظيم يتبنى العديد من عقائد ومنهجيات "داعش"، ويستخدم دوراته الشرعية في تدريب عناصره، إلا أن الشامي نفى مبايعة "سرايا أنصار السنّة" لزعيم "داعش"، مؤكداً أن التنظيم لا يتبع له، لكنه ترك الباب موارباً بقوله: "من وافقنا في توحيد خالص وجهاد صادق، فله منا أخوّة الصف". وكان تنظيم "داعش" قد دعا، في افتتاحية صحيفة "النبأ" الصادرة يوم الجمعة الماضي، المقاتلين، وخصوصاً الأجانب منهم، إلى الابتعاد عن الشرع وجماعته، متهماً إياهم بالوقوع في "شباك الردّة والكفر"، وطالبهم بالالتحاق بـ"السرايا" المنتشرة في الأرياف، دون أن يسمّيها أو يحدد تبعيتها. وفي حديثه مع "النهار"، عبّر الشامي عن موقف متشدد تجاه المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون مع "هيئة تحرير الشام"، معتبراً أن ما يصدق عليهم هو الآية القرآنية: (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَإِنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إلى عَذَابِ السَّعِيرِ)، في إشارة إلى الشرع. وأضاف: "الرأي الشرعي عندنا أن مقاتلي ميليشيا الجولاني من الأجانب يُعاملون كالأقارب، لا يُعذرون ببُعد الديار، ولا يُرفع عنهم وزر الأوزار، فقد تولّوا طاغوتاً مستكبراً، وناصروه سيفاً ومنبراً. فلا جنسية تُنقذهم، ولا نية صالحة تُبرّئهم. فمن ناصر الكفّار صار منهم، ولو جاء من وراء البحار أو تقنّع بقناع الأبرار". وفي تمييز واضح بين فئتين من المقاتلين الأجانب، أضاف: "أما المهاجرون الذين لم يُلوّثوا سيوفهم بولاء الجولاني، ولم يركنوا لظلمه، فهؤلاء إن أرادوا مواصلة الجهاد، فالجماعات المجاهدة لا تزال في الساحات، قائمة بالعهود، رافعة للرايات، لم تنسَ الدماء، بل بقيت على الثغر، صامدة في وجه الكفر والغدر". وفي أقسى هجوم من نوعه على شخصية الشرع، قال الشامي: "الجولاني لا يُؤتمن، ولا يعرف للوفاء ثمناً، يخدع باسم الأمان، ويغدر تحت لواء البهتان. فإن سلّمته نفسك، سلّمك للسجن واليأس، وإن آويت إليه ظنّاً بالأمان، آويت إلى نار وسجّان". وقد طلبت "النهار" التواصل مع أبو عائشة الشامي، المعروف أيضاً بلقب "أبو عائشة خليل"، والذي يُعتقد أن "خليل" هو اسمه الأول الحقيقي، وهو القائد العام لـ"سرايا أنصار السنّة"، لسؤاله عن الأوضاع الميدانية وخطط التنظيم. إلا أن الجواب كان أن التواصل معه "مستحيل في هذه المرحلة بسبب التحديات الأمنية الكبيرة".

وزير الخارجية الأمريكي يحذر من 'حرب أهلية شاملة' وشيكة في سوريا
وزير الخارجية الأمريكي يحذر من 'حرب أهلية شاملة' وشيكة في سوريا

سيدر نيوز

timeمنذ 19 ساعات

  • سيدر نيوز

وزير الخارجية الأمريكي يحذر من 'حرب أهلية شاملة' وشيكة في سوريا

Reuters دعا وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى دعم السلطات الانتقالية في سوريا، محذراً من أن البلاد قد تكون على بُعد أسابيع فقط من 'انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد ملحمية'. وفي جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، دافع روبيو عن قرار الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي برفع العقوبات عن سوريا قبل لقائه بالرئيس أحمد الشرع – رئيس الفترة الانتقالية في سوريا-، والقائد السابق في تنظيم القاعدة الذي قاد هجوماً أطاح ببشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول. وأوضح روبيو أن مبرر ترامب هو أن دولاً أخرى أرادت مساعدة إدارة الشرع وإرسال المساعدات، لكنها كانت متخوفة من العقوبات. ولم يصدر أي تعليق فوري من دمشق على تصريحات الخارجية الأمريكية. وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات على سوريا رداً على الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها القوات الموالية للأسد خلال الحرب الأهلية المدمرة التي شهدتها البلاد على مدى 13 عاماً، وقُتل فيها أكثر من 600 ألف شخص وأُجبر 12 مليوناً آخرين على النزوح من ديارهم. كما أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت قد أصرت سابقاً على استيفاء دمشق لعدة شروط قبل رفع العقوبات عنها، بما في ذلك حماية الأقليات الدينية والعرقية. ورغم وعد الشرع بذلك، إلا أن البلاد شهدت موجتين من العنف الطائفي المميت في الأشهر الأخيرة. ففي مارس/ آذار، قُتل ما يقرب من 900 مدني، معظمهم من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، على يد القوات الموالية للحكومة في جميع أنحاء المنطقة الساحلية الغربية خلال معارك بين قوات الأمن والموالين للنظام السابق، وفقاً لإحدى مجموعات الرصد. وأفادت التقارير بأن الموالين للنظلم السابق قتلوا ما يقرب من 450 مدنياً و170 من أفراد الأمن. وفي مطلع مايو/ أيار، أفادت التقارير بمقتل أكثر من 100 شخص في اشتباكات بين مسلحين من الأقلية الدرزية وقوات الأمن الجديدة ومقاتلين من الجماعات الإسلامية المتحالفة معها في ضاحيتين في العاصمة دمشق ومحافظة السويداء الجنوبية. وحتى قبل اندلاع أعمال العنف، كان العديد من أبناء الأقليات قلقين بشأن السلطات الانتقالية الجديدة، التي تهيمن عليها هيئة تحرير الشام، التي يقودها الشرع. وهي جماعة كانت تتبع في السابق لتنظيم القاعدة، وتصنفها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة كمنظمة إرهابية. كما لا يزال الشرع نفسه مُدرجاً في قائمة الولايات المتحدة 'للإرهابيين العالميين المُصنفين بشكل خاص'، على الرغم من أن إدارة بايدن أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول أن الولايات المتحدة ستلغي مكافأة العشرة ملايين دولار، التي خصصتها لمن يساعد في اعتقاله. Reuters وعلى الرغم من ماضي الشرع، انتهز ترامب الفرصة لمقابلته أثناء حضوره قمة قادة الخليج في المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي. وبعد اللقاء، وصفه الرئيس الأمريكي في تصريح للصحفيين بأنه 'شاب جذاب'، مضيفاً أنه'رجلٌ قوي. له ماضٍ قوي. ماض قويّ جداً. ومقاتل'. وقال 'لديه فرصة حقيقية لتوحيد سوريا'، مضيفاً 'أنها دولة مُمزّقة'. في غضون ذلك، قال الشرع إن قرار ترامب برفع العقوبات عن سوريا 'كان قراراً تاريخياً وشجاعاً، يُخفف معاناة الشعب، ويُساهم في نهضته، ويُرسي أسس الاستقرار في المنطقة'. وفي حديثه أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في العاصمة الأمريكية واشنطن، الثلاثاء، قال روبيو مازحاً 'الخبر السيء هو أن شخصيات السلطة الانتقالية. لم يجتازوا فحص خلفياتهم، الذي عادة ما يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي'. وأضاف 'لكن من ناحية أخرى، إذا تواصلنا معهم، فقد ينجح الأمر، وقد لا ينجح. في حين إذا لم نتواصل معهم، فمن المؤكد أن الأمر لن ينجح'. وقال روبيو: في الواقع، نعتقد، وبصراحة، أن السلطة الانتقالية، بالنظر إلى التحديات التي تواجهها، على بُعد أسابيع، وليس أشهر، من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد ملحمية، أي تقسيم البلاد. ولم يُفصّل الوزير، لكنه قال إن أقليات سوريا 'تعاني من انعدام ثقة داخلي عميق. لأن الأسد حرّض هذه الجماعات عمداً على بعضها البعض'. وأضاف أن ترامب قرر رفع العقوبات بسرعة لأن 'دول المنطقة ترغب في إيصال المساعدات، وتريد البدء بمساعدتها. لكنها لا تستطيع ذلك خوفاً من عقوباتنا'. وفي سياق متصل، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا أيضاً. وكتبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، على منصة إكس 'نريد مساعدة الشعب السوري في إعادة بناء سوريا جديدة، شاملة، وسلمية'. وأضافت 'لطالما وقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب السوريين على مدار السنوات الأربع عشرة الماضية، وسيواصل ذلك'. وقالت وزارة الخارجية السورية إن القرار يمثل 'بداية فصل جديد في العلاقات السورية الأوروبية المبنية على الرخاء المشترك والاحترام المتبادل'. مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

تقرير لـNational Interest: فرصة لترامب في سوريا..
تقرير لـNational Interest: فرصة لترامب في سوريا..

بيروت نيوز

timeمنذ 19 ساعات

  • بيروت نيوز

تقرير لـNational Interest: فرصة لترامب في سوريا..

ذكر موقع 'The National Interest' الأميركي أنه 'خلال خطاب ألقاه في المملكة العربية السعودية في 13 أيار، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه سيعمل على رفع العقوبات عن سوريا، والتقى بعد هذا التصريح بالرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع. وشكلت هذه الأحداث خطوة بالغة الأهمية للحكومة الجديدة في دمشق، مما أنعش الآمال بمستقبل أفضل في هذا البلد الذي مزقته الحرب. ومع ذلك، لا تزال سوريا تواجه العديد من التحديات في الداخل، وقد يستغرق تخفيف العقوبات وقتًا حتى يُظهر نتائج إيجابية. وجاء قرار ترامب برفع العقوبات ولقاء الشرع نتيجةً لمحادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان'. وبحسب الموقع، 'مع تزايد الدعم الأميركي، ستتاح لسوريا فرصةٌ للتعاون بشكل أوثق مع القوى الغربية، وهذا سيُمكّنها من تقليل اعتمادها على الصين أو الدول المعادية للغرب. بالنسبة لواشنطن، يُتيح قرار ترامب برفع العقوبات فرصةً لتعزيز نفوذها في دمشق، واحتمال انسحاب القوات الأميركية المتمركزة هناك. وهذا مهمٌّ لأن السوريين على الأرجح يرغبون في دعم من الولايات المتحدة. وتوجد فرصة سانحة للاستفادة من العلاقات الجديدة وخلق رؤية لسوريا تبني على التقدم الذي أحرزته الحكومة الانتقالية الجديدة خلال الأشهر الخمسة الأولى. ويعود التحوّل الأميركي السريع في سوريا، إلى حد كبير، إلى التحولات في دمشق. قاد أحمد الشرع، قائد هيئة تحرير الشام، مقاتلين إلى دمشق في الثامن من كانون الأول مع انهيار نظام الأسد. لقد انتهت خمسون عاماً من حكم العائلة الواحدة، لكن سوريا لا تزال مقسمة'. وتابع الموقع، 'للمجموعة التي يقودها الشرع صلات سابقة بالمتطرفين، وكان الشرع قد سُجن في العراق عندما كان مؤيدًا لتنظيم القاعدة. وسعى إلى النأي بنفسه عن تلك الحقبة وتحويل هيئة تحرير الشام إلى حزب حاكم في إدلب في سوريا، وهي منطقة أدارتها لسنوات عديدة. شكّل الشرع حكومة انتقالية، ويتولى الآن أعضاء من خارج هيئة تحرير الشام، بمن فيهم امرأة مسيحية وأفراد من الأقليات الدرزية والكردية والعلوية، حوالي نصف الوزارات الحكومية. وأثبت الشرع براعته في التواصل الدبلوماسي. فبعد توليه السلطة بفترة وجيزة، سافر إلى المملكة العربية السعودية، ثم زار تركيا. ووازن بين مراكز القوى المختلفة في الشرق الأوسط من خلال التواصل مع كل من قطر والإمارات العربية المتحدة، كما أصلح العلاقات مع الأردن ومصر. وفي 7 أيار، سافر الشرع إلى باريس في أول زيارة أوروبية له. وفي الواقع، لم يكن هذا هو الحال دائمًا في الدول الأخرى التي سعت إلى الانتقال بعد الربيع العربي عام 2011'. وأضاف الموقع، 'لدى ترامب أملٌ بمستقبل سوريا، وقال في المملكة: 'في سوريا، التي شهدت الكثير من البؤس والموت، هناك حكومة جديدة نأمل أن تنجح في تحقيق الاستقرار في البلاد وحفظ السلام'. وفي الحقيقة، اهتم ترامب بالشأن السوري منذ ولايته الأولى، خاصة وأنه سعى إلى سحب القوات الأميركية من البلاد في عامي 2018 و2019. قد يُسهم التدريب الأميركي للقوات السورية على مدى العقد الماضي في ضمان مستقبل سوريا. إن قوات سوريا الديمقراطية في شرق سوريا قوة مسلحة مُدربة أميركيًا، وبالتالي، ستُوفر لدمشق قوةً كفؤةً تضم عدة فرق من المشاة الخفيفة، وعدة أفواج من وحدات مكافحة الإرهاب النخبوية. درّبت الولايات المتحدة أيضًا الجيش السوري الحر، وهو قوة أصغر حجمًا، متمركزة في التنف جنوب سوريا. تُسيّر هذه القوة دوريات وتُسهم في استقرار جنوب سوريا قرب الحدود العراقية. وصرح الجيش السوري الحر بعد خطاب ترامب: 'نرحب برفع العقوبات عن سوريا. شكرًا لكم على منح سوريا فرصة عظيمة لإعادة الإعمار ودعم الاستقرار والأمن'.' وبحسب الموقع، 'هذا يعني أن السياسة الجديدة لتخفيف العقوبات ووجود القوات المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا تُوفر الآن عناصر أساسية لكيفية ازدهار البلاد، كما أنها تُمكّن من التأثير على مسار دمشق المقبل. وقد أعرب البعض عن شكوكهم بشأن استعداد الشرع وحلفائه لبناء سوريا ديمقراطية شاملة. وسعى الشرع إلى تحقيق التوازن في التعامل مع القوى الإقليمية، متجنبًا التبعية لأيٍّ منها، سواءً تركيا أو قطر أو السعودية أو الإمارات. ولعلّ عقدًا ونصفًا من القتال في سوريا خلال الحرب الأهلية قد علّمه كيف أن معظم الدول التي تدخلت في سوريا لم تكن تهتم بمصالح السوريين، أو على الأقل لم تُسهم في السلام والازدهار عبر التدخل العسكري'. وختم الموقع، 'لا يزال هناك الكثير من العمل، وهناك تحديات كبيرة بالانتظار. ويُظهر قرار ترامب برفع العقوبات والزيارات الأخيرة لأعضاء الكونغرس أن واشنطن تعتقد أن التعاون مع دمشق يمكن أن يُفضي إلى نتائج إيجابية. سيتعين على الشرع إظهار التزامه بتحقيق الاستقرار في البلاد ودمج مناطقها، بينما قد تجد الولايات المتحدة أن لديها نفوذًا أكبر الآن باحتضان دمشق'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store