
«هدنة غزة»: حديث عن «صفقة كبرى» ومخاوف من فجوات التفاصيل
تتواصل جهود الوسطاء لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع تسريبات إسرائيلية عن احتمال طرح صفقة، وصفت بـ«الكبرى»، تشمل إنهاء الحرب، وسط «مخاوف من فشلها»، خاصة مع حديث قيادي بـ«حماس» عن أن إسرائيل بدعم أميركي «تريد هندسة حلّ لاستمرار الاحتلال والتهجير».
تلك التطورات التي تشهد جهوداً مكثفة من الوسطاء، بحسب تأكيدات مصرية، لا تحمل في الأفق القريب، وفق خبير فلسطيني تحدث إلى «الشرق الأوسط»، سوى اتفاق هدنة جزئي، وليس شاملاً، باعتبار أن الأخير ضمن ترتيبات تخصّ المنطقة كلها وترتيب الداخل الإسرائيلي، وبالتالي ليس وقتها الحالي، مشيراً إلى أن الضغوط الأميركية ستدفع في اتجاه صفقة جزئية قريباً بالتعاون مع الوسطاء.
وأفادت وزارة الخارجية المصرية، في بيان صحافي، الجمعة، بأن الوزير بدر عبد العاطي، ونظيره الفرنسي، جان نويل بارو، أكدا خلال اتصال هاتفي «أهمية استئناف وقف إطلاق النار في غزة»، لافتة إلى أن الوزير المصري استعرض «الجهود الحثيثة التي تضطلع بها مصر وقطر والولايات المتحدة لسرعة التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وضمان استدامته».
تأتي تلك التأكيدات المصرية بشأن مساعي الوسطاء، غداة نقل الموقع الأميركي «أكسيوس» عن مصادر لم يسمّها بأن «الرئيس الأميركي دونالد ترمب يريد وقفاً لإطلاق النار في غزة، واتفاقاً للإفراج عن المحتجزين بأقرب وقت ممكن».
وكانت «تايمز أوف إسرائيل»، أشارت، الأربعاء، إلى لقاء بين بشارة بحبح، رجل الأعمال الأميركي الفلسطيني المقرب من ترمب، والقيادي في «حماس»، غازي حمد، بالقاهرة، وأفادت «القناة السابعة» الإسرائيلية بأن هناك جهوداً مصرية - قطرية مكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، موضحة أن القاهرة والدوحة تعدَّان مقترحات جديدة ستُطرح على الطرفين في الأيام المقبلة.
فلسطينيون يتفقدون الأضرار وسط أنقاض مبنى تضرر جراء غارة إسرائيلية في جباليا خلال وقت سابق (أ.ف.ب)
وعن جهود القاهرة، قال متحدث «الخارجية المصرية»، السفير تميم خلاف، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن «مصر تضطلع بجهود حثيثة للعمل على استعادة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، وفقاً للمعايير الدولية»، مؤكداً أن «مصر تعكف على تكثيف جهود الوساطة، بالتعاون مع شركائها في قطر والولايات المتحدة الأميركية، من أجل الوصول لاتفاق يفضى إلى وقف دائم لإطلاق النار، يؤدي إلى إنهاء المعاناة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة».
وأوضح خلاف أن «التوصل إلى وقف لإطلاق النار سيمهد مواصلة الاستعدادات للإعداد لمؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة، المقرر أن تستضيفه مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية».
لكن ترمب لا يريد وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار في غزة في الوقت الحالي، بحسب ما ذكرته «هيئة البثّ الإسرائيلية»، الخميس، بل «التحرك نحو صفقة كبرى» تشمل إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن وإحراز تقدم في العلاقات مع الدول العربية وإسرائيل، فيما كشفت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن «ضغوط رئاسية أميركية كبيرة على رئيس الوزراء نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة»، معربة عن مخاوف من «فشل تلك الخطة الطموحة».
وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى بنود من تلك الخطة؛ منها إنهاء الأعمال العدائية في غزة خلال أسبوعين، ونفي قيادة «حماس» المتبقية إلى دول أخرى، بينما ينال الرهائن الإسرائيليون حريتهم، وستستقبل دول عديدة حول العالم أعداداً من سكان غزة الساعين للهجرة، وإعلان إسرائيل عن استعدادها لحلّ النزاع الفلسطيني مستقبلاً، بموجب مفهوم «الدولتين»، بشرط إصلاح السلطة الفلسطينية.
رجل يمشي باستخدام عكّازين بين الأنقاض بعد الغارات الإسرائيلية على جباليا في شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
في المقابل، أكّد مسؤول العلاقات الخارجية، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، باسم نعيم، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أنهم «في (حماس) جاهزون للتفاوض على أساس تحقيق مطالب الحركة، وفي مقدمتها ضمان وقف إطلاق نار مؤقت، يؤدي إلى وقف الحرب».
وبرأي نعيم، فإن «إسرائيل مدعومة من الإدارة الأميركية تريد هندسة حلّ يحقق استمرار الاحتلال والسيطرة»، مؤكداً أن «هذا التوجه مرفوض، ولن تُشرعِن الحركة احتلال القطاع واستمرار مخططات السيطرة والتحكم والتهجير».
ولفت نعيم إلى أنه «يتعين العودة إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل عدول إسرائيل عن الهدنة التي كانت سارية حتى بداية مارس (آذار) الماضي، بما يضمن فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، حسب البروتوكول الإنساني المتفق عليه، برعاية الوسطاء وشهادة المجتمع الدولي».
وبرأي الخبير الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، فإن هذا الطرح الأميركي المثار يؤكد أن هناك ترتيبات أميركية جارية للمنطقة، وفي إطارها غزة والشأن الداخلي الإسرائيلي، الذي قد يتجه لانتخابات مبكرة، مشيراً إلى أن هذه الترتيبات تأخذ وقتاً، لكن الأقرب حالياً أن نشهد اتفاقاً جزئياً قد يتوسع لاحقاً لاتفاق شامل بضغوط أميركية.
وعن موقف «حماس»، يرى مطاوع أنها «منفصلة عن الواقع، ولا تدرك أن الأمر تجاوزها، وأقصى ما يمكن أن تقدمه هو الموافقة على اتفاق جزئي، أو أي اتفاق تطرحه الإدارة الأميركية، خاصة أن الأمر بات أكثر تعقيداً أكثر من السابق»، مشيراً إلى أن «موقف (حماس) قد يُفشل الصفقة الكبرى، وليس الاتفاق الجزئي فقط».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
ترمب يرد على خامنئي: أنقذتك من "موت مهين" و"هزمت شر هزيمة"
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الجمعة إنه منع اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، مهاجماً إياه لقوله إن طهران انتصرت في الحرب مع إسرائيل. حرص ترمب على الرد على خامنئي، الذي قلل أمس الخميس من أثر الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية، وخاطبه قائلاً "هُزمت شر هزيمة". قال الرئيس الأميركي إنه سيفكر في قصف إيران مجدداً إذا كانت طهران تخصب اليورانيوم إلى مستوى يقلق الولايات المتحدة، وأيد عمليات تفتيش المواقع النووية الإيرانية التي قُصفت. وقال الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض متوجهاً إلى خامنئي "أصغ إلي. أنت رجل يتحلى بإيمان عظيم، رجل يحظى باحترام كبير في هذا البلد. عليك أن تقول الحقيقة، هُزمت شر هزيمة. إسرائيل أيضاً تعرضت لضربات كبيرة. تعرضتا (إسرائيل وإيران) معاً لضربات كبيرة". وأضاف معلقاً على وقف إطلاق النار الذي أعلن أول من أمس الأربعاء بين إسرائيل وإيران "كانت اللحظة المناسبة لإنهاء" الحرب. وأورد ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال" أنه أنقذ خامنئي من "موت قبيح ومهين للغاية"، مضيفاً أنه أوقف العمل على تخفيف العقوبات على إيران بعد تصريحاته الأخيرة بأن بلاده حققت انتصاراً على الولايات المتحدة. وقال ترمب في منشور على "تروث سوشيال"، "خلال الأيام القليلة الماضية، كنت أعمل على إمكانية رفع العقوبات، وأمور أخرى كان من شأنها أن تمنح إيران فرصة أفضل بكثير للتعافي الكامل والسريع والشامل". وأضاف "تلقيت بياناً مليئاً بالغضب والكراهية والاشمئزاز، فتخليت فوراً عن جميع أعمال تخفيف العقوبات، وغيرها". وقال خامنئي أمس إن الرئيس الأميركي "بالغ" في تأثير الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية الثلاثة المستهدفة، وذلك في أول ظهور له منذ وقف إطلاق النار مع إسرائيل. وفي كلمة تلفزيونية نقلتها وسائل الإعلام الرسمية، أشاد خامنئي بـ"انتصار" بلاده على إسرائيل وتعهد عدم الاستسلام للولايات المتحدة، معتبراً أن واشنطن تلقت "صفعة قاسية" رداً على ضرب المواقع النووية الإيرانية. جاءت تصريحات خامنئي بعد يومين من وقف إطلاق النار الذي أنهى حرباً استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل، وهي المواجهة الأكثر دموية وتدميراً بين البلدين. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأتى في أعقاب جدل داخل الولايات المتحدة في شأن المدى الفعلي للأضرار التي ألحقتها الضربات الأميركية بالمواقع النووية الإيرانية الرئيسة. وقال خامنئي إن ترمب "بالغ في روايته للأحداث بصورة غير عادية وتكشف عن أنه كان مضطراً لهذه المبالغة". وأضاف أن الولايات المتحدة "لم تحقق أي إنجاز" من الحرب، مشدداً على أن الضربات الأميركية على المواقع النووية الثلاثة لم تكن ذات تأثير "كبير". لكن ترمب أصر أمس على أن الضربات الأميركية كانت مدمرة، مؤكداً أن إيران لم تتمكن من نقل المواد النووية من موقع تحت الأرض تعرض للقصف الأميركي. وقال في منشور على منصته "تروث سوشيال"، "لم يُخرج شيء من المنشأة، إذ إن ذلك كان سيستغرق وقتاً طويلاً وسيكون خطراً جداً، و(المواد) ثقيلة جداً ويصعب نقلها"، وذلك في إشارة إلى موقع فوردو الذي قصفته قاذفات "بي-2" الأميركية. وذكر ترمب أن الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية لعدد كبير من الشاحنات خارج الموقع قبيل الغارة الأميركية، لا تظهر إلا فرقاً تحاول حماية منشأة فوردو بالأسمنت "لتغطية القسم العلوي" للموقع. كذلك، رأى خامنئي أن ترمب سعى للتقليل من تأثير الهجوم الإيراني على أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط، فيما هدد باستهداف القواعد الأميركية مرة أخرى حال تعرض بلاده إلى هجوم. وقال "أود أن أهنئ الشعب الإيراني العظيم على انتصاره على النظام الصهيوني الزائف"، معتبراً أن إسرائيل "سُحقت تقريباً" بسبب الضربات الإيرانية بالصواريخ والمسيرات. وأعلنت كل من إيران وإسرائيل الانتصار في الحرب. وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء الماضي بـ"الانتصار التاريخي" لبلاده. وفي الولايات المتحدة، أثارت معلومات استخباراتية مسربة هذا الأسبوع جدلاً في شأن مدى الأضرار الناجمة عن الضربات الأميركية. وبعد موجة هجمات إسرائيلية على مواقع نووية وعسكرية والرد الصاروخي الإيراني منذ الـ13 من يونيو (حزيران) الجاري، قصفت الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسة. وبحسب تقييم أولي سري نشرته شبكة "سي أن أن"، لم تؤد الضربات الأميركية سوى إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر من دون تدمير مكوناته الرئيسة. غير أن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أكد أمس أن الضربات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية كانت ناجحة، معرباً عن دعمه للرئيس ترمب، وهاجم وسائل الإعلام لتشكيكها في نتائج العملية.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
الشك يراود إسرائيل بعد الحرب... هل دمر ترمب النووي الإيراني؟
انضم خبراء في إسرائيل إلى نظراء لهم في الولايات المتحدة يشككون في أقوال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، حول نتائج الحرب وحجم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني، ورفضوا بشكل خاص الادعاء بأنه «تم إحباط المشروع النووي الإيراني». وقال رفائيل ميرون، الذي تولى حتى وقت قريب منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي والمسؤول عن إحباط النووي الإيراني، إنه «على حد علمي، لا توجد معلومات مؤكدة حول ما إذا تغير وضع البرنامج الإيراني جذرياً الآن قياساً بالفترة التي سبقت الحرب، أو إذا تمت إزالة تهديده عن دولة إسرائيل». وتساءل ميرون: «هل نجحت الحرب في تحييد الوضع الخطير جداً الذي كنا فيه (...) لا توجد بحوزتنا معلومات كافية من أجل إعطاء إجابة إيجابية عن هذا السؤال»، وفق ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت». بدوره، قال رونين بيرغمان، المتخصص في الشؤون الاستخباراتية في «نيويورك تايمز»، إنه «ينبغي القول باستقامة إن السلطات في تل أبيب لا تقول الحقيقة لمواطني إسرائيل، حول ما حدث في إيران، (بما يتعلق) بالضرر الحاصل هناك والمخاطر التي تم تحملها باسمنا جميعاً قبيل شن الحرب أو الظروف التي أدت إليها في هذا التوقيت خصوصاً». وكرر بيرغمان السؤال عن حقيقة «زوال التهديد الوجودي الذي بسببه شنت إسرائيل الحرب». وقال: «هل أُحبِط مثلما يقول المتحدثون باسم نتنياهو، أم أُحبِط بشكل كبير، أي ليس بالكامل، مثلما يقول رئيس الموساد، ديفيد برنياع؟». ونقل بيرغمان عن مسؤول رفيع جداً في الاستخبارات الإسرائيلية، أن الحرب على إيران «كانت نجاحاً باهراً، وأكثر مما توقعنا، وحجم الضرر في إسرائيل أقل من توقعاتنا. لكن رغم أهمية النجاح، الحقيقة هي أنه لا يزال مبكراً جداً وضع تقديرات حول الضرر النهائي للمشروع النووي». وأشار الخبير إلى أن «القول إننا نجحنا في إزالة التهديد ليس صحيحاً، بل عديم المسؤولية». وبحسب بيرغمان، فإن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي «لم يقدم، بداية الأسبوع، إجابات وشروحات ولا معلومات حول إلى أين اختفت المادة الانشطارية، كما لا يوجد تقدير مؤكد للأضرار جراء القصف في (المنشأة النووية) فوردو، رغم وجود تقديرات لدى إسرائيل حول الأضرار مع معلومات كثيرة، فإنها ليست نهائية». وشدد بيرغمان على غياب التقديرات المتعلقة بـ«عدد أجهزة الطرد المركزي التي صُنعت وتم الاحتفاظ بها جانباً. وذلك لأنه بكل ببساطة ليس لدى أحد معلومات أكيدة كهذه». رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال إيال زامير (الثاني من اليسار) (إ.ب.أ) لكن الجيش الإسرائيلي لخص، في بيان، الجمعة، نتائج الحرب على إيران. ووصف العملية العسكرية بأنها «الأكثر تعقيداً في تاريخ إسرائيل»، واعتبر أنه «حقق أهدافه بشكل كامل». وعدّد الجيش الأضرار التي ألحقها بإيران ونتائج الحرب بنظره. وحسب البيان، فإن البرنامج النووي الإيراني تضرر بشكل كبير، «ولا توجد قدرة لدى إيران اليوم لتخصيب يورانيوم بنسبة 90 في المائة، التي تم تحييدها لفترة طويلة؛ وتم تحييد قدرة النظام على إنتاج المادة الانشطارية للسلاح النووي؛ وتم تدمير آلاف كثيرة من أجهزة الطرد المركزي، وأكثر من التخطيط الأصلي». وزعم الجيش بأن إيران «لن تتمكن في السنوات القريبة من صنع آلاف الصواريخ، مع تحييد قدرتها الصناعية بالكامل في هذه المرحلة، بعد تدمير نحو 200 منصة إطلاق صواريخ، التي تشكل 50 في المائة مما كان بحوزة إيران». ودمرت الحرب 80 بطارية صواريخ أرض - جو من أصل 100 بطارية، إلى جانب نحو 70 راداراً إيرانياً، حسب الجيش، الذي أكد أيضاً أن سلاح الجو الإسرائيلي، خلال الحرب، نفذ أكثر من 1500 غارة، وهاجم أكثر من 900 هدف في جميع أنحاء إيران. وشاركت الميليشيات الشيعية في العراق في الحرب بشكل مقلص، وأطلقت قرابة 40 طائرة مسيرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، لكن البيان الإسرائيلي أشار إلى أن «بقية المحور الإيراني لم ينضم إلى الحرب. (حزب الله) لم يطلق النار أبداً، والحوثيون أطلقوا صاروخين أو ثلاثة فقط». وختم الجيش الإسرائيلي بيانه بأن «التهديد الإيراني سيستمر بمرافقتنا، وإيران لن تختفي. لكننا ندخل الآن إلى منافسة على بناء القوة العسكرية استعداداً للمستقبل». ملصق معروض لمنشأة فوردو لتخصيب الوقود في إيران (رويترز) إلى ذلك، كتب عاموس هرئيل، المحرر العسكري في صحيفة «هآرتس»، أنه «كان مهماً لترمب إعلان أن الهجوم لمرة واحدة على منشأة فوردو نجاح غير مسبوق». وعندما سارعت وسائل الإعلام الأميركية، بالاستناد إلى تقرير استخباراتي مسبق، إلى التقليل من شدة الضربة، تضافرت جهود ترمب ونتنياهو للتأكيد على «الضرر الشديد الذي لحق بالمنشآت النووية». وأضاف هرئيل أن «الثقة الإسرائيلية بالنتائج تتعلق بقسم من المنشآت التي قُصفت، لكن لا تتعلق بجميعها. والتفاؤل ينبع من الأضرار المتراكمة المحتملة، التي تشمل، إلى جانب المنشآت وأجهزة الطرد المركزي، اغتيال كبار العلماء الذين عملوا على البرنامج». لكن نتائج القصف الأميركي في «فوردو» تفتقر إلى المعلومات الكافية، وفق هرئيل، الذي يشكك في حقيقة أن البرنامج النووي قد دُمّر بشكل كامل. وقال المحرر العسكري الإسرائيلي: «مطلوب معلومات أخرى من أجل التحليل بثقة. كما أن هناك قضايا ناعمة تتعلق بالأجواء حول المرشد الإيراني علي خامنئي». ويميل خبراء إسرائيليون إلى الاعتقاد بأن كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة لا تمتلك حتى الآن معلومات كافية بشأن ما حصل في اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة 60 في المائة، بكتلة تبلغ 408 كيلوغرامات، كما يصعب عليهما معرفة إذا كان الفشل في الحرب لن يدفع خامنئي إلى الإيعاز للعلماء والجنرالات المتبقين بتجاوز الخط الأحمر، وإجراء تجربة في منشأة نووية بدائية من أجل الإعلان: «نحن هنا». ولا تزال هناك سيناريوهات إشكالية أخرى. وقال هرئيل إنه بإمكان إيران العودة إلى طاولة المفاوضات، لكن الاستمرار في سياسة عنيدة من المماطلة والأكاذيب، مع احتمالية أن يفقد ترمب الاهتمام بالقضية النووية، قد يزيد المخاطر.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
وزير الخارجية الإسرائيلي: «من واجب» العالم منع إيران من حيازة القنبلة النووية
أكّد وزير الخارجية الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، أن «من واجب» العالم منع إيران من حيازة القنبلة النووية، وذلك بعد 3 أيام من إعلان إسرائيل «انتصاراً تاريخياً» على طهران، و«القضاء على برنامجها النووي» بعد حرب استمرت 12 يوماً. وقال جدعون ساعر، عبر منصة «إكس»، إن «إسرائيل تحركت في اللحظة الأخيرة في وجه تهديد وشيك لها وللمنطقة وللمجتمع الدولي». وأضاف: «إيران تواصل الدعوة إلى إزالة إسرائيل والتحرك (من أجل تحقيق ذلك). من واجب المجتمع الدولي أن يمنع، بكل الوسائل الملائمة، النظام الأكثر تطرفاً في العالم من حيازة السلاح الأكثر خطورة»، وفقاَ لوكالة الصحافة الفرنسية. The Iranian regime is the same continues to mislead the international community and actively works to prevent effective oversight of its nuclear program. The attacks on the IAEA and its Director General, only because they determined Iran is in breach of its... — Gideon Sa'ar | גדעון סער (@gidonsaar) June 27, 2025 جاء منشور ساعر ردّاً على تصريحات لوزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ندّد فيها بـ«النوايا الخبيثة» لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، الذي يصرّ على ضرورة زيارة المواقع النووية الإيرانية التي قصفتها الولايات المتحدة في 22 يونيو (حزيران)، خلال الحرب بين إسرائيل وإيران. في أعقاب الضربات الإسرائيلية والأميركية على منشآت نووية إيرانية، أقرّ مجلس الشورى الإيراني مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. وتابع ساعر، الذي انتقدت بلاده لسنوات إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على البرنامج النووي الإيراني، ووصفته بأنه غير فعّال: «لا يزال النظام الإيراني على حاله. فهو يواصل خداع المجتمع الدولي ويعمل بنشاط على منع الرقابة الفعالة على برنامجه النووي». وتتهم إسرائيل، القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط بحسب الخبراء، إيران منذ سنوات بالسعي إلى امتلاك قنبلة ذرية، وهو الهدف الذي تنفي طهران باستمرار السعي إلى تحقيقه. وبعدما أكّدت وجود تهديد «وشيك» لأمنها، هاجمت إسرائيل إيران في 12 يونيو (حزيران) بهدف معلن، هو تدمير برنامجيها النووي والصاروخي الباليستي. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في كلمة متلفزة، مساء الثلاثاء، بعد دخول وقف إطلاق النار مع إيران الذي فرضته واشنطن حيز التنفيذ: «لقد حققنا انتصاراً تاريخياً». وتابع: «لن تحصل إيران أبداً على سلاح نووي»، مضيفاً: «لقد أحبطنا مشروع إيران النووي. وإذا حاول أي كان في إيران أن يعيد بناءه، فسنتحرك بالتصميم ذاته، بالحدة ذاتها، لإفشال أي محاولة».