logo
العدوان الأميركي على اليمن: بين الأهداف والنتائج

العدوان الأميركي على اليمن: بين الأهداف والنتائج

نجاح الهجمات الأميركية على اليمن سيكون مرتبطاً بشكل رئيسي بمواصلتها، ولأجل ذلك فإن فشل العدوان على اليمن بات بحكم المؤكّد على اعتبار أنّ استمراره غير ممكن.
شكّل اليمن واحداً من أهم المحاور الرئيسية في الاستراتيجيات التي اعتمدتها الإدارات الأميركية الأخيرة، وإذا كانت الحرب على اليمن التي انطلقت في العام 2015 قد حظيت بدعم مطلق من إدارة ترامب خلال ولايته الأولى وبمشاركة مباشرة لسلاح الجو الأميركي، فإن إدارة الرئيس السابق جو بايدن عملت على إيقاف تلك الحرب وفرضت هدنة طويلة على حلفائها في التحالف الذي قادته السعودية بعد أن وصف بايدن تلك الحرب بالكارثة الاستراتيجية، ليعاود لاحقاً منذ أكتوبر 2023 وفي ظلّ معركة طوفان الأقصى إعطاء أوامره لتنفيذ ضربات جوية وبحرية على اليمن الذي تحوّل إلى إحدى أهم جبهات الإسناد لغزة وأكثرها فاعلية، والتي أدّت دوراً محورياً في صمود مقاومتها على الصعيدين العسكري والسياسي ..
واليوم مجدّداً وبعد أقلّ من شهرين على عودته إلى البيت الأبيض أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم السبت أوامره للبنتاغون لبدء الهجوم على اليمن بعد أسابيع قليلة من إعادة تصنيفه لحركة أنصار الله/الحوثيين كمنظّمة إرهابية، وهدّد ترامب باستخدام ما أسماه 'القوة المميتة الساحقة' لتحقيق أهداف واشنطن، وقال مسؤول أميركي إن الضربات التي انطلقت يوم السبت لم تكن ضربة منفردة بل بداية لسلسلة من الضربات الأميركية المتواصلة ضدّ الحوثيين والتي من المتوقّع أن تستمر لأيام أو ربما حتى أسابيع..
بكلّ تأكيد فإنّ قرار ترامب بالهجوم على اليمن كما ذكرنا يأتي في سياق استراتيجيته في الشرق الأوسط وعلى الصعيد العالمي، ولا ينفصل عن المحاور الأخرى لتلك الاستراتيجية التي تشمل مخططات إدارته ذات الأبعاد الجيوسياسية والجيو ـــــ اقتصادية التي ترسم حدود العلاقات من جنوب شرق آسيا إلى الشرق الأوسط وصولاً لأوروبا، حيث تتشابك وتتضارب المصالح مع حلفاء وخصوم الولايات المتحدة على امتداد تلك الجغرافيا المترامية التي يحتل اليمن فيها موقع القلب ويتحكّم بأهمّ عقدة للممرات وسلاسل التوريد البحرية 'الطاقوية والتجارية'، وبالتالي فإنه من البديهي أن يكون اليمن محطاً لقرارات العنجهية الترامبية التي تعتمد سياسة 'صدمة القوة المفرطة' تلويحاً وتصريحاً لتحقيق مكاسبها أو تحقيق أهدافها ..
وانطلاقاً من التشابك والتضارب في المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة مع حلفائها وخصومها في ظلّ النهج الجديد التي تتّبعه إدارة الرئيس دونالد ترامب يمكن لنا قراءة الخلفيّات والأهداف التكتيكية والاستراتيجية للحرب الجديدة المعلنة على اليمن وفقاً للمحاور الآتية:
أولاً؛ المحور الإسرائيلي: تنطلق إدارة ترامب التي تعتبر الأكثر التزاماً على الإطلاق في التاريخ الأميركي بأمن 'إسرائيل' من مبدأ الانتقام من صنعاء التي كانت الأكثر جرأة وقدرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي على الاستمرار في المواجهة العسكرية مع هذا الكيان والتأثير عليه وتغيير معادلات الردع معه، ومن زاوية أخرى فقد تمكّنت صنعاء من فرض الحصار البحري عليه من الجنوب عبر البحر الأحمر، كما أنها تمتلك القدرة على تهديد ملاحته عبر المتوسط.
ثانياً؛ المحور الفلسطيني: تعتقد واشنطن أن صنعاء ومن خلال القوة التي تمتلكها والتي أعطتها هامش المناورة لفرض الحصار على الكيان الإسرائيلي ستشكّل عائقاً في وجه المحاولات الأميركية للضغط على الفلسطينيين ومقاومتهم، وستؤدّي إلى تقوية الموقف التفاوضي الفلسطيني والتمنّع عن تقديم التنازلات أو القبول بالشروط الأميركية الإسرائيلية.
ثالثاً؛ محور غزة: لا تزال خطط ترامب لتهجير سكان غزة قائمة ويجري العمل عليها من خلال تشديد الحصار ومنع دخول المساعدات، ولا تزال خطط ترامب لتحويل قطاع غزة إلى منطقة استثمارات أميركية بعد تهجير سكانها قائمة، وترى واشنطن بأنّ صنعاء تشكّل خطراً على هذا المخطط من خلال مطالبتها برفع الحصار عن غزة كشرط لازم للسماح بمرور السفن الإسرائيلية عبر باب المندب والبحر الأحمر، وبالتالي فإنّ واشنطن ترى في رفع الحصار عن غزة خطراً على مشروع ترامب في القطاع وخطته لتهجير سكانه .
رابعاً؛ محور الممر الهندي ـــــ الأوروبي: ما زالت واشنطن وشركاؤها في هذا المشروع ينظرون إليه كواحد من أهم المشاريع الجيو ـــــ استراتيجية القادرة على تغيير المعادلات الدولية، وتعتقد واشنطن بأنّ الظروف الحالية أكثر ملاءمة لإعادة تعويمه، ومن غير المستبعد أنّ واشنطن تسعى لخلق حالة من التوترات الأمنية طويلة الأجل عبر البحر الأحمر من خلال الحرب على اليمن بهدف طرح المسوّغات اللازمة لأهمية المشروع كممر بديل لا بدّ من التسريع في إنجازه لتأمين سلاسل التوريد بين جنوب شرق آسيا وأوروبا مروراً بالشرق الأوسط من خلال البوابة الإسرائيلية، وهو ما ألمح إليه ترامب بقوله مخاطباً صنعاء 'لا تهدّدوا الشعب الأميركي أو رئيسه أو ممرات الشحن العالمية..'.
خامساً؛ المحور الإيراني: وهذا المحور ظهر جلياً في التصريحات الواضحة للمسؤولين الأميركيين مع انطلاق الهجوم على اليمن، وعلى رأسهم ترامب الذي قال بأن الضربات ضدّ الحوثيين هي أيضاً رسالة إلى إيران، وطالبها بوقف دعم الحوثيين فوراً، فيما ذهب مستشار الأمن القومي للتلويح بخيار ضرب إيران. وفي هذا الإطار فإنه من المهم الإشارة إلى أنّ الهجوم على اليمن جاء بعد إعلان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان رفض بلاده للتفاوض مع واشنطن تحت التهديد على الرغم من العقوبات التي فرضتها واشنطن على تجارة النفط الإيرانية، وهو ما أثار غضب واشنطن التي تعتقد أنّ الحرب على اليمن ستزيد من الضغوط على طهران.
سادساً؛ المحور السعودي ـــــ الخليجي: حيث يسعى ترامب الذي يتحضّر لزيارة السعودية لحمل ورقة رابحة بيده إلى الرياض التي وافقت على استثمارات في الداخل الأميركي بقيمة 600 مليار دولار، فيما يسعى ترامب لرفع المبلغ إلى تريليون دولار، ومن جانب آخر فإنّ واشنطن تعتقد بأن إشعال حرب اليمن مجدداً سيعيد الاصطفافات الحادة في الشرق الأوسط ويسهم في توتير العلاقات السعودية الإيرانية، والخليجية الإيرانية مجدّداً، ويدفع بدول الخليج وعلى الأخصّ الرياض إلى المضي قدماً في السلام مع الكيان الإسرائيلي .
سابعاً؛ المحور الصيني: على عكس إدارة بايدن فإن إدارة ترامب تعتقد أنه من الضروري اللجوء إلى إجراءات شديدة مع الصين، وبدا ذلك واضحاً من خلال العقوبات التجارية والرسوم الجمركية التي فرضتها على الشركات والبضائع الصينية، وبالتالي فإنها ترى بأنّ التوتر في منطقة باب المندب والبحر الأحمر سيؤثّر سلباً على حركة الملاحة الصينية باتجاه دول حوض المتوسط ودول الاتحاد الأوروبي، ويمنح واشنطن ثلاثة مكاسب على الأقل 'أوّلها الضغط على الصين في أية مفاوضات مقبلة، وخاصة أنّ ترامب أعلن أنه من الممكن أن يقوم بزيارة لبكين في الشهر المقبل، وثانيها متعلّق بدفع دول الخليج لتخفيف اعتمادها على الصين في إطار انفتاحها وتنويع شراكاتها، وثالثها متعلّق بالتحكّم بالقرار الأوروبي وإعادة ضبطه لصالح واشنطن من خلال تهديد تجارته مع الصين'.
لقد بات معلوماً بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتبع سياسة الصدمة في قراراته ومواقفه، وتشتمل التهديد باستخدام القوة القصوى بالتوازي مع طرح الحد الأعلى من المطالب والمكاسب، لكنه لا يلبث أن يتراجع عن مواقفه بمجرّد الحصول على نسبة معقولة من تلك المطالب أو المكاسب، أو لمجرّد تمريره لمرحلة آنية كان يحتاج معها لإظهار تلك السياسة لغايات قد لا تكون ذات صلة مباشرة، وفيما يخصّ إعلانه الحرب على اليمن فإنّ مواقف ترامب لا تخلو من التكتيك ذاته، وهو ما ألمح إليه عندما اختتم تهديده بعبارة 'إذا لم تتوقّف هجمات الحوثيين فستمطر عليكم جهنم كما لم تروا من قبل'، كما هو معلوم بأن اليمن لم يكن قد بدأ بالهجمات بالأساس، وعليه فإن ترامب الذي يدرك جيداً مدى قدرة الحوثيين على المواجهة والصمود وتغيير المعادلات في الإقليم قد ترك الباب مفتوحاً للسياسة من أجل التراجع والانسحاب ..
ومن جانب آخر فإن إدارة ترامب تدرك جيداً مدى المرونة والقدرة على المناورة التي تتمتع بها صنعاء من الناحية العسكرية، وهو ما أثبتته سنوات المواجهة العشر الفائتة، وأكّده البيان الأول للمتحدّث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع حيث أعلن مهاجمة مجموعة حاملة الطائرات الأميركية 'يو أس أس ترومان' في شمال البحر الأحمر، كما أن واشنطن وضعت قواعدها في المنطقة في حالة تأهّب قصوى تحسّباً لهجمات محتملة بالصواريخ والمسيّرات اليمنية المتطورة والتي أثبتت قدرتها على الوصول لأهدافها ..
وفي جانب ثالث فإنّ على واشنطن أن تدرك جيداً بأن المواجهة لا تقتصر على صنعاء أو على حليفها الإيراني الداعم لها، بل إن واشنطن لطالما تحدّثت في تقارير استخباراتية عن شبكات توريد من الصين وروسيا لصنعاء، وهو ما يعني حكماً بأن إدارة ترامب ستكون بحاجة لتوظيف موارد أكبر لهذه الحرب في الوقت الذي تقدّم نفسها أمام الشعب الأميركي كإدارة ساعية لتقليص النفقات والحفاظ على أموال دافعي الضرائب، هذا بالإضافة إلى أنّ خصومها الثلاثة 'الصين وروسيا وإيران' سيجدون أنفسهم أمام فرصة لتوريط واشنطن على الصعيد الجيوسياسي..
وعلى الصعيد اللوجستي فإن الولايات المتحدة ستكون أمام مهمة إغلاق طرق الإمداد البحرية بوجه صنعاء، وخاصة من جهة بحر العرب ما يعني الحاجة لإشراك دول خليجية في ذلك، وهو أمر غير مضمون نظراً لما يمكن أن يتسبّب به لجهة توسيع نطاق الحرب لتطال دول المنطقة وحتى القواعد الأميركية فيها، ويسهم في تعقيد المواجهة لصالح خصوم واشنطن وإفشال أهدافها ..
في الختام؛ واستناداً لرأي العديد من الخبراء العسكريين، فإنّ نجاح الهجمات الأميركية على اليمن سيكون مرتبطاً بشكل رئيسي بمواصلتها، ولأجل ذلك فإن فشل العدوان على اليمن بات بحكم المؤكّد على اعتبار أنّ استمراره غير ممكن لما سيخلقه من نتائج جيوسياسية واستراتيجية لا يمكن التنبؤ بحجمها وامتداداتها وتأثيرها، بل إنه قد يعيد خلط الأوراق انطلاقاً من الإقليم وامتداداً لساحات أخرى من الصراع العالمي، وينتهي بالإطاحة بالمكاسب التي حقّقتها واشنطن مؤخراً، وعليه فإنّ أقصى ما يمكن أن تحقّقه واشنطن من تلك الهجمات سيندرج في إطار التكتيك المرحلي، ومن غير المرجّح أن يأخذ بعداً استراتيجياً دائماً. ــــــــــــــــــــــــــــ محمود الأسعد

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تسونامي دبلوماسي غير مسبوق يضرب العاصمة الاسرائيلية "تل أبيب" ويجتاحها الى قطاعات العزلة والنبذ
تسونامي دبلوماسي غير مسبوق يضرب العاصمة الاسرائيلية "تل أبيب" ويجتاحها الى قطاعات العزلة والنبذ

اليمن الآن

timeمنذ 40 دقائق

  • اليمن الآن

تسونامي دبلوماسي غير مسبوق يضرب العاصمة الاسرائيلية "تل أبيب" ويجتاحها الى قطاعات العزلة والنبذ

تشهد إسرائيل في عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أزمة عزلة دولية تتسارع وتيرتها، في ظل تصعيد غير مسبوق ضد سياساتها، خصوصًا في قطاع غزة، وتتوالى المؤشرات التي توحي بأن تل أبيب أصبحت تواجه ما يشبه 'النبذ الدولي'، وسط غضب متزايد من حلفائها التقليديين. ففي خطوة وصفها مراقبون بأنها 'ضربة موجعة' للدبلوماسية الإسرائيلية، أعلنت كندا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، تجميد المحادثات التجارية مع إسرائيل، بسبب استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية هناك. 'هآرتس': تسونامي دبلوماسي ضد 'الجنون الإسرائيلي' ووصفت صحيفة هآرتس العبرية هذا التحول الأوروبي بأنه 'تسونامي دبلوماسي'، محذرة من أن نتنياهو يقود إسرائيل نحو 'كارثة سياسية'. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين إسرائيليين، أن ما يحدث هو أخطر مراجعة دبلوماسية منذ تأسيس الدولة العبرية، رغم أن اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي لم تُلغَ بعد، إلا أن مجرد التفكير في مراجعتها يُعد إنذارًا غير مسبوق. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية: 'الارتياح الظاهري لا يجب أن يخدعنا. نحن أمام لحظة مفصلية قد تُخلّ بتوازن علاقاتنا الدولية لعقود. وبدأت التحذيرات من انزلاق إسرائيل نحو العزلة الدولية بعد أسابيع فقط من اندلاع الحرب على غزة، والتي جاءت عقب هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأكدت الغارديان البريطانية، أن إسرائيل أصبحت 'معزولة خارجيًا وممزقة داخليًا'، فيما عنونت أسوشيتد برس تقريرًا بـ'إسرائيل تزداد عزلة'، أما رويترز فافتتحت تغطيتها بالتحذير من عزلة دولية غير مسبوقة تواجهها الدولة العبرية. قرارات أممية ضد رغبة تل أبيب وفي هذا السياق، تزايدت المؤشرات الرسمية على هذا التحول الدولي، من بينها قرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار في مارس الماضي، والذي صدر رغم اعتراضات إسرائيل، كما تم إحالة قادتها إلى القضاء الدولي عبر دعاوى في محكمة العدل الدولية. وحتى الولايات المتحدة، الحليف الأبرز لتل أبيب، لم تعد تُخفي انزعاجها، فقد امتنعت واشنطن عن التصويت في مجلس الأمن، وفرضت عقوبات على مستوطنين إسرائيليين، وأصدرت بيانات انتقاد حادة بشأن الأوضاع الإنسانية في غزة، خصوصًا بعد مقتل 7 من عمال الإغاثة في مؤسسة 'وورلد سنترال كيتشن' جراء قصف إسرائيلي. مقاطعة اقتصادية وطرد دبلوماسيين وفي أوروبا، توسعت حملات مقاطعة المنتجات والعلامات التجارية الإسرائيلية، وأقدمت عدة دول على قطع العلاقات الدبلوماسية أو طرد السفراء. ونقلت هآرتس عن مصادر سياسية، أن هذه الإجراءات تعني أن 'العزلة العالمية' بدأت بالفعل، وستؤثر على مصالح إسرائيل لسنوات طويلة قادمة. ترامب يزيد الطين بلة: نتنياهو لم يعد صديقًا ورغم أن نتنياهو رحّب بعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ووصفه بأنه 'أعظم صديق لإسرائيل'، إلا أن الواقع يبدو مختلفًا، فبحسب صحيفة التايمز البريطانية، فإن ترامب يكنّ عداءً شخصيًا لنتنياهو، وأن العلاقة بينهما متوترة منذ سنوات. وتضيف الصحيفة، أن ترامب لم يُظهر أي دعم حقيقي لنتنياهو مؤخرًا، بل على العكس، فاجأ إسرائيل بإطلاق محادثات مع إيران، ووقف إطلاق النار مع الحوثيين، وهو ما اعتبرته دوائر إسرائيلية إهمالًا استراتيجيًا غير مسبوق من أقرب حليف مفترض. ووفقًا لمبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، فإن الرئيس الأمريكي يرى أن إسرائيل تُطيل أمد الحرب عمدًا، مما شجّع الأطراف الأخرى على فرض إجراءات عقابية ضد نتنياهو. هل ينهار المشروع السياسي لنتنياهو؟ وفي ظل هذا الضغط الدولي المتصاعد، يتساءل كثير من المراقبين عن مستقبل نتنياهو السياسي، ومدى قدرته على البقاء في الحكم وسط هذه الأزمة المتعددة الأوجه: عزلة خارجية، اضطرابات داخلية، وتحولات في مواقف الحلفاء. ويرى بعض المحللين، أن ما يجري لا يمثل فقط تراجعًا دبلوماسيًا لإسرائيل، بل أيضًا نقطة تحوّل في السياسة العالمية تجاهها، ستنعكس على المدى الطويل في ملفات الدعم العسكري، والعلاقات الاقتصادية، وحتى التعاون الاستخباراتي. ومن عزوف الأسواق الأوروبية، إلى بيانات التنديد من واشنطن، ومن محكمة العدل الدولية إلى الحملات الشعبية لمقاطعة إسرائيل، يبدو أن تل أبيب تدفع ثمن سياساتها العسكرية والإنسانية في غزة، بينما يتحول نتنياهو من 'صقر الأمن' إلى رمز الأزمة الدولية الكبرى لإسرائيل

ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي وأبل برسوم جمركية جديدة، ويثير اضطرابًا في الأسواق
ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي وأبل برسوم جمركية جديدة، ويثير اضطرابًا في الأسواق

يمن مونيتور

timeمنذ ساعة واحدة

  • يمن مونيتور

ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي وأبل برسوم جمركية جديدة، ويثير اضطرابًا في الأسواق

يمن مونيتور/ نيويورك/ وكالات: صعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تهديداته التجارية يوم الجمعة، مستهدفًا شركة أبل العملاقة والواردات من الاتحاد الأوروبي بأكمله، مما أثار اضطرابًا في الأسواق العالمية بعد فترة من الهدوء النسبي. هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على هواتف آيفون المباعة داخل الولايات المتحدة والمنتجة بأسواق أخرى. ويأتي هذا التهديد في ظل بيع أكثر من 60 مليون هاتف آيفون سنوياً في الولايات المتحدة، حيث لا تُجرى عمليات تصنيع الهواتف الذكية. ولم يحدد ترامب إطارًا زمنياً لتحذيراته الموجهة لأبل. ولم يتوقف ترامب عند هذا الحد، بل أوصى بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، بدءًا من الأول من يونيو، مما سينتج عنه رسوم كبيرة على السلع الفاخرة والأدوية وغيرها من البضائع الأوروبية. وقد أثار هذا التهديد قلقاً كبيراً في بروكسل، حيث أحجمت المفوضية الأوروبية عن التعليق مباشرة، مفضلةً انتظار مكالمة هاتفية بين المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ونظيره الأمريكي. تسببت هذه التهديدات في تراجع حاد بالأسواق العالمية. انخفضت العقود الآجلة المرتبطة بالمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.5% في التداولات قبل بداية الجلسة، كما تراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 2%. وهبط سهم أبل بنسبة 3.5%، إلى جانب أسهم شركات التكنولوجيا الرائدة الأخرى، بينما تراجعت أسهم شركات صناعة السيارات الفاخرة الألمانية، مثل بورشه ومرسيدس وبي إم دبليو، بأكثر من أربعة في المئة. تأتي تصريحات ترامب لتعيد إثارة الاضطرابات التي شهدتها الأسواق في أوائل أبريل، عندما فرض رسوماً جمركية عالمية شملت 145% على السلع المستوردة من الصين، مما أدى إلى موجة بيع واسعة للأصول الأمريكية وتراجع ثقة الشركات والمستهلكين. ورغم تعليق البيت الأبيض لمعظم الرسوم الجمركية حتى أوائل يوليو، فإن تعليقات ترامب الأخيرة أنهت فترة الهدوء النسبي. على صعيد متصل، كشف مصدر لرويترز أن أبل تهدف إلى تصنيع معظم هواتف آيفون المباعة في الولايات المتحدة في مصانع بالهند بحلول نهاية عام 2026، وتعمل على تسريع تلك الخطط لتفادي الرسوم الجمركية المرتفعة المحتمل تطبيقها على الصين، والتي تعد قاعدة التصنيع الرئيسية للشركة. وكانت رويترز قد ذكرت الشهر الماضي أن أبل تسعى لجعل الهند قاعدة تصنيع بديلة وسط مخاوف من الرسوم الجمركية المحتملة على الصين، والتي قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار هواتف آيفون. مقالات ذات صلة

اعتراف رسمي أمريكي بهزيمة محرجة للقوات البحرية والجوية في اليمن
اعتراف رسمي أمريكي بهزيمة محرجة للقوات البحرية والجوية في اليمن

اليمن الآن

timeمنذ 4 ساعات

  • اليمن الآن

اعتراف رسمي أمريكي بهزيمة محرجة للقوات البحرية والجوية في اليمن

أعلن نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، خلال مشاركته في حفل تخرج دفعة من الأكاديمية البحرية الأمريكية، أن عصر الهيمنة الأمريكية في المجالات الجوية والبحرية والفضائية قد انتهى، مؤكداً أن الولايات المتحدة بحاجة إلى التكيف مع التغيرات الجيوسياسية والتكنولوجية المتسارعة. آ آ وأوضح فانس أن إدارة ترامب غيرت المسار باتجاه استراتيجية الواقعية، مشيراً إلى أن الصراع الذي خاضته الولايات المتحدة مع “الحوثيينâ€‌ كان قائماً على هذا الأساس. آ آ وأضاف أن على القوات الأمريكية مواكبة واقع جديد أصبحت فيه الطائرات المسيرة الرخيصة وصواريخ كروز المتوفرة قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بالأصول والقوات المنتشرة حول العالم. آ آ وفي سياق حديثه عن تدخل واشنطن في اليمن، بين نائب الرئيس أن الهدف منه كان دبلوماسياً بالدرجة الأولى، مشدداً على أن بلاده لا تسعى للتورط في صراع طويل الأمد في المنطقة. من جانبها، أكدت مجلة “ناشيونال إنترستâ€‌ أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه الرئيس ترامب مع “الحوثيينâ€‌ مثل هزيمة عسكرية نكراء لأمريكا، مشيرة إلى أن المهمة في البحر الأحمر كانت أعنف عملية قتالية تخوضها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية. آ آ آ كما كشفت المجلة عن تعرض القوات الأمريكية لهزائم تكتيكية محرجة خلال الحملة الجوية في اليمن، وأشارت إلى أن طائرة “F-35â€‌ واجهت خطر الموت في أجواء اليمن رغم تقنيات التخفي من الجيل الخامس، فيما أعلنت عن تغيير قائد حاملة الطائرات “ترومانâ€‌ عند وصولها إلى نورفولك في ولاية فيرجينيا خلال الأسابيع المقبلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store