العرب على مفترق تحوّلات كبرى ولبنان بين قطار الإنقاذ والعزلة...الأمين يكشف
انطلقت اليوم السبت، أعمال القمة العربية بدورتها الـ"34"، والتي تقام في العاصمة العراقية بغداد، وتأتي دورة هذه السنة، على وقع أحداث متسارعة، اذ سبقتها قمّة أميركية-خليجية خلال زيارة تاريخية للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى كلّ من السعودية، قطر والإمارات العربية المتّحدة، تمّ خلالها رسم مسار جديد من العلاقات والتوجّهات، لا للمنطقة والإقليم فقط، بل للعالم كلّه، كما كانت المفاجأة بقرار رفع العقوبات عن سوريا، بعد عدّة عقود من فرضها عليها، ومن جهة أخرى، تتصاعد حدّة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويدخل اليمن المعادلة من بابها العريض، كما تشهد ليبيا مؤخّرًا موجة من الاهتزازات السياسية،التي قد تمتدّ للأمنية، بالتوازي مع التوتّر الإماراتي-السوداني، ولا يغيب عن البال مجموعة واسعة من الأزمات في المنطقة العربية تمتدّ من المغرب العربي إلى مشرقه، لتخلق تحدٍ واسع لحكّام هذا الجزء من العالم، ليس على الصعيد السياسي والأمني فقط، بل الاقتصادي-الاجتماعي، الثقافي والبيئي أيضًا.
وعن هذه القمّة وما ستحمله، يقول الصحافي والمحلّل السياسي، السيّد علي الأمين، ان مسار المنطقة يتّجه نحو هدف وطريق معيّن، وهو ما يبدأ مع زيارة ترامب، ويمتدّ للقمة العربية، ولكل ما سيتبعها من لقاءات وتحرّكات، حيث المطلوب هو التهدئة والحلول، بعيدًا عن منطق الحروب والصراعات، فالسياسة الغربية، وعلى رأسها القوة الأميركية الضاربة، التي باتت المُقرِّر شبه الوحيد، تجنح نحو التنمية والبناء الاقتصادي والسِلم، وتريد تجنّب كل ما يحصل من صراعات مسلّحة، حيث أن تأثيرها لم يعد يقتصر على المنطقة العربية التي تحصل فيها، بل صارت تصدّر الأزمات نحو البلدان التي تعتبر نفسها بمنأى عنها، إن من خلال الهجرة التي ترهق الغرب، أو من خلال الإرهاب والتطرّف الذي يتصاعد يومًا بعد يوم، على خلفية الصراعات في العالم العربي، مما يعني أن الدول العربية في هذه القمّ'، سيكونون على موعد مع سياسة "لا تفجيرية"، أي تبتعد عن تفجير الصراعات، وتجهد لحلّها أو تهدئتها.
في السياق نفسه، يلفت الأمين إلى مشهدية يجب التوقّف عندها، وبالتحديد الاتصال الهاتفي والقمة الرباعية بين ترامب، بن سلمان، أردوغان والشرع، وهي دلالة على نقطة مهمة، حيث لم يعد التطبيع والسلام مع إسرائيل مجرّد همس في الخفاء، بل دخل مرحلة مختلفة، لا تحاول اسرائيل استمالة الأقليات فيها، بل تحوي الأكثرية السنية في العالم العربي، والذي يمثّل قسمًا كبيرا منه ولي العهد السعودي، عربيًا، والرئيس التركي على الصعيد الغير عربي، ومعهم الرئيس السوري الذي لم يعد سرًا على أحد، دخوله سكّة فتح أبواب العلاقة مع الإسرائيلي، ولو ببطئ، إذًا فالمنطقة ركبت موجة العلاقات العربية الإسرائيلية من بابها السني الواسع هذه المرّة.
"أين لبنان من كلّ هذا؟"، نسأل الأمين، فيعود ويؤكّد أن لبنان أمام موقفين، يتمثّل الأول بتهنئة عربية لما تمّ إنجازه حتى اليوم، حيث بدأت بوادر بناء الدولة وفرض سلطتها، مع وصول الرئيس جوزيف عون وتولّيه زمام الأمور، ويأتي الثاني بالمطالبة بالمزيد، أي باستكمال الخطوات التي بدأت وتسريع موضوع بسط سلطة الدولة واحتكار السلاح خصوصًا، وتنفيذ القرارات الدولية بأسرع وقت.
يضيف الأمين في حديثه، ان لبنان كان من البلدان الرائدة في المنطقة، إن من حيث القطاع المصرفي، الصحي، السياحي، الثقافي، الاقتصادي،... وغيرها، كما يُذكّر بأن القطار لا ينتظر أحد، وإذا أراد لبنان استعادة هذه المكانة، عليه التحرّك بسرعة، ويلفت إلى ما استطاع الرئيس السوري فعله على هذا الصعيد، اذ كان تحت وطأة العقوبات وعلى لوائح الإرهاب، كما كان يشكّل قلقًا بسبب خلفيته، وها هو الان بلا عقوبات، يلتقي رئيس دولة عُظمى ويصافحه، فُتِحَت أمامه أبواب المساعدات والاستثمارات والإعمار، ويسأل عمّأ إذا كانت سوريا ستصبح بديلًا للبنان ودوره، وعن جدّية اللبناني بتوجّهه للعودة إلى الحضن العربي والدولي، وإلا سيفوته القطار، أو ربما يركبه متأخرًا جدًا.
أما عن كل هذه التحدّيات، وقدرة القمّة العربية على حلّ معضلات عمرها عشرات السنوات، وجدّية التمثيل العربي على مستوى الوفود المشارِكة، بمواجهة الأخطار التي يعيشها العرب اليوم، يرى الأمين أن الأمر طبيعي، وطالما تنوّع مستوى تمثيل كل بلد واختلف بين الدورة والأخرى، ولا يرى أي انتقاص في الوفود المشارِكة، أما عن لبنان، فيرفض وضع الأمور في سياق التقصير أو التخفيف من قيمة هذه القمّة، اذ ان الرئيس اللبناني سيكون في الفاتيكان في قداس البابا لاوون الرابع عشر، مما جعل التمثيل بقيادة رئيس الحكومة، وهو أمر عادي، ولا يحمل رسائل أو توجّه غير مُعلن.
وبالنسبة للتحدّيات الكبيرة التي تُلقى على كتف هذه القمّة، ودور لبنان فيها، فيرى أن المسار البطيئ نحو الخير، أفضل من مسار سريع نحو التدهور، وها هو العالم العربي يدخل عصر التهدئة والحلول، بعد عصور من الصراعات والحروب والدماء، وما علينا فعله كلبنانيين، هو مجارات الساعين إلى هذا الخير، وإعادة لبنان إلى السكّة الصحيحة.
تقلا صليبا -الكلمة اونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
ترامب يحذر نتنياهو من ضرب إيران
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من شن ضربة عسكرية ضد إيران، لأنها قد تعرقل الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي. وقال ترامب للصحفيين "أود أن أكون صادقا، نعم فعلت"، وذلك حين سئل عما إذا كان طلب من نتنياهو خلال مكالمة الأسبوع الماضي الإحجام عن القيام بعمل عسكري. وأضاف ترامب للصحفيين يوم الأربعاء: "قلت له إن القيام بذلك في الوقت الحالي سيكون غير مناسب، لأننا قريبون جدًا من التوصل إلى حل". وتابع: "قد يتغير هذا في أي لحظة — قد يتغير باتصال هاتفي — لكن في الوقت الحالي، أعتقد أنهم يريدون التوصل إلى اتفاق". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
ويتكوف: لدي انطباعات جيدة جداً عن مفاوضات غزة
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... كشف المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، أن لديه "انطباعات جيدة جداً" عن إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، متوقعاً إرسال اقتراح جديد قريباً. وصرح للصحافيين بحضور الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، اليوم الأربعاء: "لدي انطباعات جيدة جداً بشأن التوصل إلى حل طويل الأمد، وقف مؤقت لإطلاق النار وحل طويل الأمد، حل سلمي لهذا النزاع"، وفق فرانس برس. كما أضاف: "نحن على وشك إرسال اقتراح جديد آمل أن يتم تسليمه اليوم". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


ليبانون ديبايت
منذ ساعة واحدة
- ليبانون ديبايت
ترامب حذّر نتنياهو من ضرب إيران: "لا تُفسدوا المفاوضات"
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأربعاء، أنه حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الإقدام على توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، مشددًا على أن مثل هذا التحرك في الوقت الراهن "لن يكون ملائمًا"، في ظل التقدم الحاصل في المحادثات النووية مع طهران. وفي تصريح للصحافيين، قال ترامب ردًا على سؤال عمّا إذا كان قد طلب من نتنياهو خلال اتصال هاتفي الأسبوع الماضي الامتناع عن ضرب إيران: "أود أن أكون صادقًا... نعم، فعلت. قلت له إن ذلك لن يكون ملائمًا الآن". وأكد الرئيس الأميركي أن بلاده "تجري محادثات جيدة جدًا مع إيران"، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس، مشيرًا إلى أن هناك نافذة دبلوماسية جدّية لا تزال مفتوحة رغم التعقيدات المتزايدة. تصريحات ترامب جاءت بالتزامن مع تقارير أميركية وأوروبية أعربت عن قلق متزايد من احتمال إقدام إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية من دون إنذار مسبق، وهو ما من شأنه أن يُفشل المحادثات النووية المرتقبة بين واشنطن وطهران، والتي لم يُحدّد موعد جولتها السادسة بعد. ووفق صحيفة "نيويورك تايمز"، أشار تقدير استخباراتي أميركي إلى أن إسرائيل قد تكون قادرة على تنفيذ هجوم جوي على إيران خلال 7 ساعات فقط، ما يُضيق هامش التحرك أمام المجتمع الدولي ويحدّ من قدرة واشنطن على ثنيها عن تنفيذ الضربة في الوقت المناسب. في هذا السياق، أفاد مسؤولون إسرائيليون أن تل أبيب تعمل على تحضير ضربة عسكرية "أصغر حجمًا" لا تتطلب تنسيقًا مسبقًا مع الجانب الأميركي، وذلك بناءً على أوامر من نتنياهو صدرت بعيد لقائه بترامب في نيسان الماضي. وأوضحوا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحتفظ بخيار الهجوم حتى في حال التوصل إلى اتفاق دبلوماسي ناجح بين واشنطن وطهران. في المقابل، نفى مكتب نتنياهو صحة التقارير التي تحدثت عن تحضير ضربة وشيكة ضد إيران، مشددًا على أن "أي قرار بهذا الحجم يخضع لمداولات استراتيجية دقيقة". في موازاة ذلك، كشفت مصادر أميركية مطلعة أن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف يعمل على بلورة مقترحات لاتفاق مرحلي مع إيران، حتى وإن لم يرضِ ذلك بعض حلفاء واشنطن، وفي مقدّمتهم إسرائيل أو التيار المتشدد داخل الكونغرس. وبحسب المصادر، فإن ويتكوف تخلى عن معارضته السابقة لأي اتفاق مؤقت، وبدأ يُناقش مع الوسطاء العُمانيين إمكانية الإعلان عن مبادئ مشتركة قد تشكّل أساسًا لتفاهم نهائي لاحق. كما أشارت تلك المصادر إلى مقترحات تشمل حلًا وسطًا لمسألة تخصيب اليورانيوم داخل إيران، عبر مشروع إقليمي مشترك لإنتاج الطاقة النووية يخضع لرقابة دولية مشددة. وتُعد مسألة التخصيب داخل الأراضي الإيرانية أبرز العقبات أمام التوصّل إلى اتفاق دائم. ففي حين تصرّ إدارة ترامب على عدم السماح بأي تخصيب داخل إيران، تتمسك طهران بحقها السيادي في إدارة برنامجها النووي السلمي على أراضيها. وكانت المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة قد انطلقت في 12 نيسان الفائت، بوساطة سلطنة عمان، وجرى خلالها عقد خمس جولات وصفتها مصادر قريبة من الملف بأنها "إيجابية" رغم الخلافات الجوهرية المستمرة.