رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية
توافد على البيت الأبيض بواشنطن العديد من الرؤساء بدءًا من الرئيس جورج واشنطن وصولاً إلى الرئيس السابع والأربعين دونالد ترامب، وقد ارتبط كل رئيس بصفات معينة وشخصية مستقلة، ولعلى أستعين هنا بعامل المعاصرة فأكتب عن الرؤساء الذين عاصرتهم عن بُعد وامتلكت الوعى لمتابعة مسيرتهم، بدءًا من الرئيس دوايت إيزنهاور الذى كان قائدًا لقوات الأطلنطى فى الحرب العالمية الثانية ووصل إلى منصب الرئاسة الأمريكية وهو يحمل رتبة الجنرال بتاريخ عسكرى طويل، وإذا كان لابد من الحديث عن الرؤساء فإننى أبدأ بذلك العسكرى الأمريكى الشجاع الذى نذكر له فى العقل العربى دعمه المستتر لخلاص المنطقة من الوجود البريطانى الفرنسى أو ما نعبر عنه بمبدأ إيزنهاور أو نظرية الفراغ فى الشرق الأوسط حتى جاءت النقلة النوعية بين الأجيال واحتدم التنافس بين ريتشارد نيكسون نائب الرئيس وجون كيندى ابن العائلة الأمريكية المعروفة والذى وصل إلى المنصب الرفيع فى سنٍ مبكرة نسبيًا بعد أن فاز على منافسه نيكسون.
اتسمت فترة الرئيس كيندى بالروح الجديدة التى نفخها الرئيس الشاب فى الإدارة الأمريكية وإذا كان سلفه إيزنهاور هو الذى أمر إسرائيل بالانسحاب من سيناء بعد مؤامرة العدوان الثلاثى عام 1956 فإن جون كيندى هو الذى تبادل الرسائل مع عبدالناصر والتى جاء فيها العبارة الشهيرة عن وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا فى 2 نوفمبر 1917 حين قال الرئيس المصرى فى رسالته لنظيره الأمريكى (إن ذلك كان وعدًا ممن لا يملك لمن لا يستحق).لقد لقى جون كيندى مصرعه فى تكساس فى حادث غامض حتى الآن وتساءل الكل هل قتله اليمين المتطرف الذى يرفض التغيير ولا يقبل الفكر الجديد؟ أم هو اللوبى اليهودى الذى كان يضيق بجون كيندى بعد تبادله رسائل خشنة مع بن جوريون، أم هى عناصر من دولة كوبا رأى بعضها المخاطر المحتملة من حكم ذلك الرئيس المختلف عن سابقيه، خصوصًا بعد احتدام الحرب الباردة والمرور بأزمة خليج الخنازير عام 1962 حيث لقى كيندى مصرعه فى العام التالى لذلك مباشرة، وجاء خلفه فى المنصب نائبه ليندون جونسون الذى كان يكن كراهية شديدة للعرب ويعوم مع التيار الداعم لدولة إسرائيل.أتذكر الآن قصة طريفة وهى عندما كنت أعمل مع الرئيس الراحل مبارك سكرتيرًا سياسيًا له جاء القاهرة زائرًا نائب الرئيس الأمريكى ريجان، وكان هو جورج بوش سفير أمريكا السابق فى الصين ومندوبها فى الأمم المتحدة ورئيس جهاز الاستخبارات قبل أن يصبح نائبًا للرئيس ريجان، وأتذكر حفل العشاء الذى أقامه الرئيس المصرى على شرف نائب الرئيس الأمريكى وجاءت جلستى فى إحدى الموائد الرئيسية إلى جانب ضيف أمريكى حاولت أن أتعرف على وظيفته فقال لى إنه عضو الجهاز القضائى وأنه محلف أمريكى فقلت له وما علاقتك بطبيعة هذه الزيارة فقال لى إنه قد أصبح تقليدًا لديهم فى الولايات المتحدة الأمريكية إيفاد قاضٍ محلف مع نائب رئيس الجمهورية فى تنقلاته منذ اغتيال كيندى حتى إذا حدث مكروه للرئيس مثلما جرى مع جون كينيدى فإن نائبه يؤدى القسم على أى أرض أمريكية يوجد عليها حتى لو كانت سفارة لبلاده فى الخارج أو على ظهر سفينة ترفع العلم الأمريكى أو على متن طائرة، وعجبت كثيرًا من هذا الاحتياط الزائد الذى يجعل الأمريكيين يعتبرون موكب الرئيس الأمريكى قطعة مصغرة من الولايات المتحدة الأمريكية سياسيًا وأمنيًا وثقافيًا.لقد عاصر ليندون جونسون حرب 1967 وكان قاسيًا على العرب كعادته، ثم خلفه فى البيت الأبيض الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون صاحب الخبرة الطويلة فى السياسة الخارجية والتمرس الدبلوماسى وهو الذى عاصر حرب التحرير فى أكتوبر 1973 وكان معتمدًا إلى حد كبير على مستشاره للأمن القومى والذى أصبح وزير خارجيته داهية الدبلوماسية هنرى كيسنجر، ولكن نيكسون لم يكمل فترته الثانية إذ أطاحت به قصة ووتر جيت ليأتى خلفًا له نائبه جيرالد فورد الذى كان رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية دون أن يفوز فى أى انتخابات بل كان بعض الأمريكين يتندرون عليه قائلين إنه محدود الذكاء إلى حد أنه لا يستطيع أن يمشى وهو يمضغ قطعة (علكة)، فلابد أن يتفرغ لأحد الأمرين!.وقد تلاه رئيس يتميز بنزعة أخلاقية عالية وحس إنسانى دينى هو الرئيس جيمى كارتر القادم من بيئة ريفية بولاية أتلانتا والذى أمضى فى الرئاسة فترة واحدة حيث كانت أزمة الرهائن الأمريكان فى طهران وفشله فى حل المشكلة سببًا فى خسارته للانتخابات وتولى رونالد ريجان الممثل الأمريكى المغمور سدة الرئاسة، مع نائبه ذى الخبرة الدبلوماسية الطويلة جورج بوش الأب، ولابد أن نتذكر هنا أن جيمى كارتر كان هو عراب اتفاقية كامب ديفيد والراعى الأمريكى للمفاوضات المصرية الإسرائيلية هناك، كما نتذكر هنا أن الرئيس السادات -رحمه الله- كان قريبًا من كل الرؤساء الأمريكيين المعاصرين له حتى حضر جنازته فى القاهرة الأحياء منهم فى ذلك الوقت وكانوا أربعة على طائرة واحدة خلافًا لما تقضى به كل تقاليد الأمان فى الطيران بالنسبة للرؤساء الأمريكيين السابقين أو حتى الشخصيات الهامة وكبار المسئولين من الولايات المتحدة الأمريكية.وقد خلفه فى الانتخابات نائبه جورج بوش الأب الذى عاصر حرب العراق مع الكويت حتى تحريرها واتخذ مواقف برزت فيها خبرته وقدرته على أن يكون رجل دولة رفيع المستوى ومع ذلك لم يفز بفترة رئاسة تالية لأن معيار الاختيار لدى المواطن الأمريكى ليس هو السياسة الخارجية بقدر ما هى نتائج السياسات الداخلية والوضع الاقتصادى عمومًا، وقد تلاه رئيس شاب هو بيل كلينتون الذى يحمل فى اسمه لقب زوج أمه وكان له جاذبية خاصة متحدثًا ومفاوضًا، وقد تولى بعده الرئاسة جورج بوش الابن بعد جدل انتخابى كبير عند إعلان النتيجة فيما يتصل بأصوات فلوريدا حتى حسم القضاء الأمريكى الأمر لصالح بوش الابن وخسارة منافسه آل جور نائب الرئيس السابق، وقد اقترنت فترة جورج بوش الابن بمواجهات عنيفة وصدامات كثيرة على امتداد خريطة الشرق الأوسط وغرب آسيا، فهو الرئيس الذى عاصر حادث 11 سبتمبر 2001 وبرزت فى عهده بعض الممارسات الإرهابية وما نجم عنها من حروب وصراعات إقليمية، ثم بزغ نجم شاب أمريكى من أصول إفريقية وهو متحدث بارع وخطيب مفوّه جاء جده المهاجر من كينيا إلى الولايات المتحدة عام 1964 ليكون باراك ابن حسين أوباما هو الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية فى ظل حفاوة دولية كبيرة وحسن استقبال من العالمين العربى والإسلامى.ولقد شهدت شخصيًا خطاب أوباما الذى وجهه إلى العالم الإسلامى وشعوبه قاطبة من فوق منصة القاعة الكبرى لجامعة القاهرة وتفاءلنا يومها خيرًا إلا أنه وقد كان صاحب شخصية متميزة وخطاب سياسى مؤثر لم يترك لذلك التفاؤل الذى كان لدى المسلمين والعرب فى أنحاء العالم أن يبقى طويلاً، بل برزت فى عهده نظرية الفوضى الخلاقة التى تبنتها من قبل وزيرة خارجية بوش الابن كوندليزا رايس ومؤداها أن السبيل الأفضل لحكم العالم الإسلامى هو العودة إلى النموذج التركى الذى يسمح بسيطرة ما يسمونه الإسلام السياسى المعتدل بديلاً عن الأنظمة القمعية بين ديكتاتوريات المنطقة.أعتقد أن ما يجرى حاليًا فى سوريا وغيرها من البقاع العربية والإسلامية ينحو هو الآخر ببطء نحو ذلك العالم الجديد الذى يبشر به رئيس أمريكى عنيف فى قراراته غريب فى مواقفه متشدد تجاه خصومه وحلفائه أيضًا، إنه دونالد ترامب الرئيس المتفرد بصفات مختلفة وأساليب متعددة ورؤى متناقضة!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المصري اليوم
منذ ساعة واحدة
- المصري اليوم
ياسمين فؤاد سكرتيرا تنفيذيا لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر
رحبت وزارة الخارجية المصرية بإعلان أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن اختيار الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، لتولى منصب وكيل السكرتير العام، السكرتير التنفيذى الجديد لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD). وجاء ذلك بعد التشاور مع مكتب مؤتمر الأطراف للاتفاقية، حيث من المقرر أن تخلف الوزيرة في هذا المنصب إبراهيم ثياو من موريتانيا. ويأتي اختيار وزيرة البيئة تأكيدا على نجاح مصر في مهاداة العالم بنخبة من أبنائها الأكفاء لدعم العمل الدولي بخبراتهم المميزة. وتشغل الدكتورة ياسمين فؤاد منصب وزيرة البيئة منذ عام 2018، حيث قادت دفة التغيير التحولي في قطاع البيئة في مصر من خلال خلق بيئة تمكينية أكثر توجهًا نحو تشجيع دور القطاع الخاص، ودمج أبعاد الاستدامة البيئية في خطط الاستثمار القومية، كما تمتلك العديد من الخبرات في الدبلوماسية البيئية وتتمتع بخبرة تزيد على ٢٧ عامًا في مجالات الحوكمة البيئية، وموضوعات البيئة العالمية، والدبلوماسية المناخية الدولية. وتتمتع الوزيرة بسجل حافل في تصميم وتنفيذ الإصلاحات المؤسسية والمنهجية لبرامج التنمية المستدامة، وربطها بالتحديات البيئية على الصعيدين الوطني والدولي، مثل تغيّر المناخ والتنوع البيولوجي وتدهور الأراضي وحوكمة المياه الدولية. وعلى الصعيد الدولى، قدمت الدكتورة ياسمين فؤاد دورًا محوريًا في التعاون البيئى متعدد الأطراف، حيث ترأست مؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي (CBD-COP 14) خلال الفترة من ٢٠١٨ إلى ٢٠٢١، كما شغلت منصب المنسق الوزارى ومبعوث مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (UNFCCC COP27) بين عامي ٢٠٢١ و٢٠٢٢. وشاركت في قيادة التوافق على صياغة الإطار العالمي للتنوع البيولوجي حتى عام ٢٠٣٠، وأسهمت بشكل بارز في دفع العمل بالمبادرات العالمية الخاصة بالتكيّف، والأمن الغذائي، والزراعة، والحلول القائمة على الطبيعة خلال مؤتمر COP27، كما قادت المبادرة العالمية الرئاسية التي تربط بين اتفاقيات ريو الثلاث، والتي أُطلقت خلال مؤتمر CBD COP14، واستكملت الدعوة إلى تحقيق التكامل بين التنوع البيولوجي والإدارة المستدامة للأراضي خلال مؤتمري COP27 وCOP28. كما قادت وشاركت في تيسير مفاوضات تمويل المناخ في خمسة مؤتمرات للمناخ، ممثلة مصالح الدول النامية بالتعاون مع شركاء التنمية من الدول المتقدمة. وعلى الصعيد الإقليمى، شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد في لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ (CAHOSCC) عام ٢٠١٥ وكذلك مؤتمر الوزراء الأفارقة المعنيين بالبيئة (AMCEN) خلال الفترة من ٢٠١٥ إلى ٢٠١٧، بصفتها مساعد وزير البيئة للتنمية المستدامة والتعاون الإقليمي والدولي. ولعبت دورًا محوريًا في الإعداد الفني والتنسيق لمبادرتي التكيف الإفريقية والطاقة المتجددة الإفريقية. كما شاركت في رئاسة لجنة توجيه البرامج الرائدة الإقليمية التابعة للشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (النيباد)، والتي تشمل الإدارة المستدامة للأراضي، ومكافحة التصحر، والتنوع البيولوجي، والتكيف مع تغير المناخ القائم على النظم البيئية. وعلى الصعيد الأكاديمى، عملت الدكتورة ياسمين فؤاد كطالبة زائرة في جامعة كولومبيا، في معهد الأرض، حيث شاركت في تصميم مركز التميز للتكيف مع تغير المناخ في مصر، وأسهمت في إعداد أوراق سياسية حول تغير المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتحمل وزيرة البيئة المصرية درجة الدكتوراة في العلوم السياسية- الدراسات الأورومتوسطية، ودرجة الماجستير في العلوم البيئية .


الأموال
منذ ساعة واحدة
- الأموال
وزير الزراعة يبحث مع محافظ الوادي الجديد ملفات التعاون المشترك
بحث علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، مع اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، عدداً من ملفات التعاون المشترك المتعلقة بدعم مزارعي المحافظة وتعزيز مشروعات الإنتاج الزراعي بها. تناول اللقاء جهود تنمية فرص الاستثمار الزراعي في المحافظة، والاستفادة المثلى من الإمكانات الزراعية التي تتمتع بها محافظة الوادي الجديد، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الغذائي. كما ناقش الجانبان سبل تعظيم الإنتاج الزراعي بالمحافظة من خلال تطبيق البحوث الزراعية، ونقل التوصيات الفنية والممارسات الحديثة إلى المزارعين، إلى جانب التركيز على مشروعات التصنيع الزراعي للمنتجات الاستراتيجية والحقلية التي تزدهر في أراضي المحافظة، بهدف تحقيق قيمة مضافة. تطرق اللقاء أيضاً إلى جهود التوسع في زراعة النخيل، في إطار خطة الدولة للتوسع الزراعي ودعم إنتاج التمور كمحصول استراتيجي واقتصادي، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية. وشملت موضوعات التعاون المشترك: تكثيف الحملات الإرشادية والقوافل البيطرية لزيادة الخدمات المقدمة للمزارعين والمربين في المحافظة، وتقديم كافة أشكال الدعم الفني لهم، بهدف زيادة الإنتاجية وتحسين مستوى المعيشة. وحضر اللقاء الذي عقد بوزارة الزراعة، الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية. "علاء فاروق" يهنئ وزيرة البيئة بعد تعيينها الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر » وزير الزراعة: اختيار "فؤاد" لهذا المنصب الرفيع يأتي تقديرًا لجهودها العلمية والعملية واعتراف دولي بكفاءة الخبرات المصرية تقدم علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بالتهنئة الخالصة وأطيب الأمنيات للدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، بمناسبة تعيينها أمينة تنفيذية جديدة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، لتكون بذلك خامس شخصية تتولى هذا المنصب الرفيع منذ إنشاء الاتفاقية. وأشار فاروق إلى أن اختيار الأمين العام للأمم المتحدة لـ "فؤاد" لهذا المنصب الرفيع، يعد تتويجًا لمسيرتها العلمية والعملية العامة، وكفاءتها، خاصة في مجال مواجهة التغيرات المناخية والتحديات البيئية العالمية، وتحقيق التنمية المستدامة. وأشار إلى أن هذا الاختيار أيضًا، يعد اعترافًا دوليًا بكفاءة الخبرات المصرية في المجال البيئي، ويعكس ثقة المجتمع الدولي في قدرة مصر على الإسهام الفعال في قضايا البيئة العالمية. وأعرب وزير الزراعة عن تقديره لجهود "فؤاد"، متمنيًا لها دوام التوفيق، وتسديد الخطى في مهمتها الدولية الجديدة. وتُعد اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)، التي أُنشئت عام 1994، إحدى الركائز الأساسية في النظام البيئي العالمي، وهي الاتفاقية الدولية الوحيدة الملزمة قانونًا التي تربط بين البيئة والتنمية من خلال الإدارة المستدامة للأراضي، لمواجهة خطورة ظاهرتي التصحر وتدهور الأراضي، خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة. كما تُعد هذه الاتفاقية الأولى والوحيدة التي تحمل طابعًا دوليًا وملزمًا قانونًا لوضع حلول لمعالجة مشكلة التصحر، كما تضم في عضويتها 194 دولة. "المركزية للإرشاد الزراعي" تنفذ أكثر من 400 ندوة لدعم 6000 مزارع خلال الاسبوع الماضي بالمحافظات نفذت الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أكثر من 400 ندوة ارشادية لتقديم الدعم الفني للمزارعين خلال الاسبوع الماضي، بالمحافظات المختلفة، استفاد منها أكثر من 6000 مزارع. وقالت الدكتورة أمل إسماعيل رئيس الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي، ان ذلك يأتي تنفيذا لتكليفات وتوجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتحت إشراف الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، والدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، بتكثيف الحملات والندوات الإرشادية والتوعوية لدعم المزارعين، ونقل التوصيات والممارسات الزراعية الفنية الحديثة لهم، لزيادة الإنتاجية. واشارت إسماعيل الى انه يتم تنفيذ الأنشطة الإرشادية بالتنسيق بين الباحثين اعضاء المعاهد البحثية والحملات القومية بالمحطات البحثية التابعة بمركز البحوث الزراعية والادارات العامة للإرشاد الزراعي بالمحافظات ومتابعي الادارة المركزية للإرشاد الزراعي، لافتة الى تنفيذ 4 ندوات في مجال النهوض بمحصول القطن لتوعية مهندسي ومرشدي القطن بمحافظات: الشرقية، الفيوم، الدقهلية، وكفر الشيخ بحضور 140 "متدرب، فضلا عن تنفيذ 405 ندوه ارشاديه في مجالات متنوعة بحضور حوالي 6075 مزارع وذلك بالمراكز الارشادية الموجودة في محافظات الجمهورية. وأوضحت رئيس الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي، أيضا، انه تم تنفيذ 8 ايام تدريب ضمن فاعليات مشروع ترشيد استخدام المياه في الانشطة الزراعية بمحافظات: كفر الشيخ، البحيرة ،الاسكندرية، الشرقية، الغربية، الدقهلية، دمياط، وبورسعيد بحضور 236 مرشد واخصائي ومتدرب.

مصرس
منذ 2 ساعات
- مصرس
من ميادين القتال إلى أروقة العدل الدولية.. مصر تقود معركة فلسطين على كل الجبهات
بقلم المستشار/ محمد عبد المجيدفي مشهد سياسي معقد ومتغير، يبقى الدور المصري ثابتًا كحجر زاوية في دعم القضية الفلسطينية، متجاوزًا حدود الدعم التقليدي ليخوض معركة متعددة الأوجه تمتد من العمل الدبلوماسي المكثف في المحافل الدولية، إلى قيادة جهود الإغاثة الإنسانية عبر "شريان الحياة" في رفح، وصولًا إلى المواجهة القانونية المباشرة لفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي أمام أعلى هيئة قضائية في العالم.على مر الحقب السياسية المختلفة، تطور الدور المصري من الدعم العسكري الذي قدمت فيه مصر تضحيات جسامًا بلغت أكثر من 100 ألف شهيد، إلى دور الوسيط المحوري وصانع السلام، وصولًا اليوم إلى استخدام "حرب القوانين" كأداة متقدمة لمواجهة الاحتلال، مؤكدةً أن التزامها تجاه فلسطين ليس مجرد ملف في سياستها الخارجية، بل هو جزء لا يتجزأ من أمنها القومي وهويتها الوطنية.ركيزة تاريخية والتزام لا يتزعزعيمتد الدعم المصري للقضية الفلسطينية إلى جذور تاريخية عميقة، فمنذ مشاركة الجيش المصري في حرب 1948 استجابةً للرأي العام العربي، مرورًا بالدعم المطلق في عهد الرئيس جمال عبد الناصر الذي احتضن تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وصولًا إلى المبادرة التاريخية للسلام في عهد الرئيس أنور السادات، ظلت القضية الفلسطينية بوصلة رئيسية للسياسة المصرية.ورغم أن اتفاقية كامب ديفيد أحدثت تحولًا في طبيعة هذا الدور، إلا أنها لم تنههِ، بل أعادت تشكيله. فمن خلالها، اكتسبت مصر وضعًا فريدًا مكنها من لعب دور الوسيط المقبول من كافة الأطراف، وهو الدور الذي أثبت حيويته في نزع فتيل أزمات لا حصر لها ورعاية جولات المفاوضات والهدن المتعاقبة.شريان الحياة في غزة وجهود الإعمارفي قلب الأزمات الإنسانية المتكررة، يبرز الدور المصري كقناة رئيسية للحياة في قطاع غزة. فمعبر رفح، المنفذ الوحيد الذي لا يخضع للسيطرة الإسرائيلية المباشرة، تحول إلى شريان حيوي تتدفق عبره المساعدات وينقل عبره الجرحى. وتظهر الأرقام حجم هذا الجهد، حيث قدمت مصر في بعض الفترات ما يصل إلى 87% من إجمالي المساعدات الدولية الموجهة للقطاع.وتقود منظمات مثل الهلال الأحمر المصري والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي قوافل إغاثية ضخمة، مقدمة آلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية ومواد الإيواء. ولم يتوقف الطموح المصري عند الإغاثة، بل تجاوزه إلى التخطيط للمستقبل عبر طرح خطة طموحة لإعادة إعمار غزة بتكلفة تُقدر ب 53 مليار دولار، ترتكز على إدارة فلسطينية وترفض أي محاولات للتهجير القسري، الذي تعتبره القاهرة "خطًا أحمر".جبهة الدبلوماسية والقانونفي القرن الحادي والعشرين، صقلت مصر ترسانتها الدبلوماسية، معتمدة على التحرك الفعال في الأمم المتحدة والجامعة العربية. فكانت داعمًا رئيسيًا لحصول فلسطين على صفة "دولة مراقب" عام 2012، ولعبت دورًا بارزًا في اعتماد قرار مجلس الأمن التاريخي رقم 2334 الذي أدان الاستيطان.والتحول الأبرز في الاستراتيجية المصرية هو اللجوء إلى المحافل القانونية الدولية. ففي مرافعاتها الأخيرة أمام محكمة العدل الدولية، قدمت مصر ملفًا قانونيًا متكاملًا يفضح الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة، من الحصار والتجويع إلى التمييز العنصري، مؤكدةً عدم شرعية الاحتلال وممارساته التي تهدف إلى تصفية القضية. هذا التوجه نحو "القانون كأداة نضال" يمثل جبهة جديدة ومهمة في المواجهة، تهدف إلى بناء إجماع دولي لمحاسبة إسرائيل.وسيط السلام ووحدة الصفلطالما كانت القاهرة الوجهة الأولى لجميع الأطراف عند اندلاع أي مواجهة، حيث نجحت مصر مرارًا في التوسط لإبرام اتفاقيات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، بالتعاون مع شركاء دوليين وإقليميين. وفي موازاة ذلك، تبذل مصر جهودًا مضنية ومستمرة لرأب الصدع الفلسطيني، إدراكًا منها بأن الانقسام الداخلي هو أكبر عقبة أمام تحقيق أي تقدم. ومن "إعلان القاهرة 2005" إلى المحادثات المستمرة بين حركتي فتح وحماس، تواصل مصر رعايتها للحوار الفلسطيني بهدف الوصول إلى حكومة وحدة وطنية قادرة على تمثيل الشعب الفلسطيني بأسره.توازنات معقدة ومستقبل الدور المصريلا شك أن الدور المصري محفوف بالتحديات، فهو يتطلب توازنًا دقيقًا بين الالتزام القومي تجاه فلسطين، والحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل، والعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وضمان أمنها القومي في سيناء.ورغم الانتقادات التي قد توجه إليها أحيانًا، والقيود التي تفرضها التعقيدات الجيوسياسية، يظل الدور المصري حيويًا ولا غنى عنه. فمصر، بحكم تاريخها وجغرافيتها وثقلها الإقليمي، تواصل تحمل مسؤوليتها في السعي نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفضح ممارسات الاحتلال، مستندة إلى إرث طويل من الالتزام ومواجهة مستمرة لتعقيدات الصراع، مؤكدةً أنها ستبقى درع فلسطين وسيفها في معركة الحق الطويلة.