logo
بطريرك اللاتين بالقدس لـ"الدستور": لا مظاهر احتفالية خلال عيد القيامة مع استمرار معاناة شعبنا

بطريرك اللاتين بالقدس لـ"الدستور": لا مظاهر احتفالية خلال عيد القيامة مع استمرار معاناة شعبنا

الدستور١٤-٠٤-٢٠٢٥

قال بطريرك اللاتين فى القدس، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، إن رسالته فى عيد القيامة لهذا العام تأتى وسط واقع مؤلم تعيشه الأرض المقدسة، وفى ظل العدوان الوحشى على أهل غزة الأبرياء، لكنها تحمل نور الرجاء فى أن يزيل الرب هذه الغمة عن أرض فلسطين.
وشدد البطريرك، خلال حواره مع «الدستور»، على أن الأمل لا ينفصل عن العمل، قائلًا: «نطالب بمساعدة المنكوبين فى غزة، لأن التخاذل عن مساعدة الأبرياء هو تنكر لكل القيم الإنسانية»، داعيًا الحجاج إلى القيام برحلات إلى الأراضى المقدسة، قائلًا لهم: «لا تخافوا، فالحج اليوم ليس مجرد طقس، بل مشاركة فى الألم، وشهادة للرجاء».
وعبر عن فخره بالموقف المصرى الرافض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، قائلًا: «نرفع صوتنا عاليًا دعمًا لكل من يرفض التهجير، ونحيى مواقف الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك عبدالله الثانى، اللذين أثبتا التزامًا حقيقيًا بحقوق الفلسطينيين».
■ ما رسالتك فى عيد القيامة المجيد؟
- فى هذه السنة اليوبيلية التى أعلنها قداسة البابا فرنسيس سنة للرجاء، تأتى رسالتنا العيدية حاملة بشرى الأمل وسط واقع مؤلم يعيشه إخوتنا فى الأرض المقدسة.
ففى وقت يشهد فيه أبناء هذه الأرض تشردًا وقتلًا ودمارًا، ويواجهون يوميًا أقسى أشكال المعاناة والخوف والقلق على جميع المستويات، يصبح الرجاء ليس مجرد كلمة، بل منارة تنير درب الشعوب المنكوبة.
ونحتاج اليوم إلى رجاء حقيقى، رجاء يُعيد بناء العلاقات الإنسانية على أسس متينة، وقوة هذا الرجاء تنبع من سر قيامة المسيح، ذلك الحدث العظيم الذى انتصر فيه الحق على الباطل، والحياة على الموت، والمحبة على الكراهية.
■ كيف تقيّم موقف الرئيس السيسى فى رفض تهجير الفلسطينيين؟
- أشرنا سابقًا فى رسالة رسمية إلى تقديرنا العميق دور القيادة المصرية وموقفها الثابت فى رفض أى محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
ونعلن مجددًا عن دعمنا الكامل موقف الملك عبدالله الثانى بن الحسين، والرئيس عبدالفتاح السيسى، وغيرهما من القادة الذين أظهروا تمسكًا واضحًا لا لبس فيه برفض أى مسعى لاجتثاث أبناء غزة من ديارهم.
إن الجهود المتواصلة التى يبذلونها فى تقديم المساعدات الإنسانية، ونشر الوعى العالمى، والدفاع عن حقوق المدنيين، تمثل نموذجًا راقيًا للقيادة الواعية والمسئولة.
كما تضمن بياننا دعوة صريحة للإفراج الفورى عن جميع الأسرى من الجانبين، ليعودوا بأمان إلى ذويهم.
ونوجه نداءً عاجلًا إلى جميع المؤمنين، والحكومات، والمجتمع الدولى، للتحرك السريع والحاسم لوقف هذه المأساة الإنسانية المستمرة، لا يوجد أى مبرر أخلاقى أو إنسانى لاستمرار معاناة شعب عانى ما لا يوصف من الألم والخسارة.
ونطالب بفتح ممرات إغاثة إنسانية دون قيود أو عوائق، لتوصيل المساعدات العاجلة للمحتاجين، والتخاذل عن مساعدتهم فى هذه اللحظات الحرجة هو تنكر للقيم الإنسانية الأساسية التى تجمعنا، ونرفع فى هذه الأوقات العصيبة صلواتنا الحارة من أجل الأرامل، واليتامى، والجرحى، ومن صمدوا بشرف على أرض أجدادهم.
ونستلهم فى محنتنا هذا الوعد الإلهى: «الرَّبُّ عَاضدٌ كُلَّ السَّاقطينَ، وَمُقَومٌ كُلَّ الْمُنْحَنينَ» (مزمور ١٤٥: ١٤)، ليهب الله الرحيم القوة للمظلومين، وليفتح قلوب أصحاب القرار، وليتحقق سلام عادل يحفظ كرامة كل إنسان.
■ ما رؤيتك لدور الدولة المصرية فى دعم القضية الفلسطينية وقطاع غزة منذ بداية الحرب؟
- نعتز ونفتخر بالموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية، ويجب أن نعمل معًا لتوحيد الصفوف من أجل رؤية مستقبلية حول الأوضاع الراهنة والعمل على بناء مستقبل جديد لأهلنا فى غزة.
■ فى ظل الوضع الحالى فى غزة.. كيف ترى موسم الحج المسيحى بالقدس؟
- ما زال الوضع صعبًا ومعقدًا، وما زال العديد من الحجاج يخشون القدوم إلى الأرض المقدسة بسبب الظروف الراهنة، لكننا نوجه لهم رسالة واضحة وصريحة: لا تخافوا، تعالوا إلى الأراضى المقدسة، ففى هذا الصوم بالذات، تكتسب زيارة الأماكن المقدسة معنى أعمق، حيث تصبح فرصة لمشاركة إخوتنا وأخواتنا فى هذه الأرض معاناتهم وأملهم.
إن حضور الحجاج ليس مجرد زيارة دينية، بل يمثل شريان حياة للعديد من العائلات التى تعتمد على السياحة الدينية، فالكثير من المحال التجارية والفنادق ومكاتب السياحة قد أُغلقت أبوابها بسبب انعدام الزوار، ما زاد من معاناة السكان المحليين.
■ هل تشجع الأقباط المصريين على زيارة الأماكن المقدسة؟
- بالطبع أشجع الأقباط المصريين على زيارة الأماكن المقدسة خلال فترة الاحتفالات بعيد القيامة المجيد.
■ كيف ستحتفل القدس وفلسطين بعيد القيامة المجيد؟
- فى خضم الأحداث الصعبة التى تعيشها المنطقة، نعمل على تعميق المفهوم الدينى والروحى للعيد، مع تجنب أى مظاهر احتفالية خارجية، نظرًا لاستمرار معاناة الشعب الفلسطينى.
فبالرغم من تدهور الأوضاع الاقتصادية وتراجع الخدمات الأساسية وانهيار القطاع السياحى، يظل أهل القدس صامدين فى أرضهم، مدافعين عن مقدساتهم بإيمان راسخ. إنهم بحق «الحجارة الحية» التى تشهد للمسيح القائم من بين الأموات، حاملين رسالة الأمل وسط الظلام.
أما فى قطاع غزة، فإن الأولويات الملحة للسكان تتمثل فى الغذاء، لضمان عدم تفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية، والدواء لتلبية الاحتياجات الصحية الطارئة وعلاج الجرحى والمرضى، والتعليم لحماية مستقبل الأطفال والشباب ومنع ضياع جيل كامل.
■ ما رأيك فى توحيد مواقيت أعياد المسيحيين حول العالم؟
- نؤيد بشكل كامل توحيد جميع الأعياد بين الطوائف المسيحية.
■ هل هناك نية لدى الطوائف للتوحيد؟
- ما زال الأمر قيد الدراسة، ولا شك أن هناك عوائق كثيرة، ولكننى متأكد أنه مع الوقت سنصل إلى اتفاق جديد حول الأعياد.
■ هل تقبل الكنيسة الكاثوليكية معمودية الأرثوذكس؟
- نعم بكل تأكيد، تقبل الكنيسة الكاثوليكية بمعمودية الكنيسة الأرثوذكسية.
ما عادات اللاتين خلال أسبوع الآلام وعيد القيامة؟
- تتمثل الطقوس فى «درب الصليب»، و«الحج إلى الأماكن المقدسة»، و«احتفالات الأسبوع المقدس»، و«دورة الشعانين فى شوارع القدس»، و«الاحتفال فى كنيسة القيامة» فى القدس، أما من الناحية الشعبية، فنعلق ونصنع الشعانين والبيض الملون وغيرهما.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تمثل أعظم وأهم انجاز تاريخي يمني لما تحمله من معان ودلالات في وجدان الشعب
تمثل أعظم وأهم انجاز تاريخي يمني لما تحمله من معان ودلالات في وجدان الشعب

يمرس

timeمنذ 31 دقائق

  • يمرس

تمثل أعظم وأهم انجاز تاريخي يمني لما تحمله من معان ودلالات في وجدان الشعب

وأوضح اللواء العولقي ، في تصريح صحفي بمناسبة العيد الوطني ال35 للوحدة، بأن الوحدة اليمنية هي السبيل الوحيد لتأسيس وبناء دولة يمنية قوية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولفت إلى أن اليمنيين أصبحوا اليوم أكثر حرصاً على التمسك بوحدتهم لما تتضمنه من عزة وكرامة لهم ولأبنائهم. وأكد ان اليمن الكبير والقوي والحر والمستقل بقراره السيادي والخارج من عباءة الوصاية والارتهان للخارج هو الوطن المنشود لدى كافة أبناء الشعب ، وهو الملاذ الذي يوفر لكل اليمنيين الكرامة والعزة والعيش الكريم. واشار، إلى مايعانيه أهلنا في الجنوب من احتلال وقمع ومايرافق ذلك من نهب للثروات وعبث بالمقدرات، وانكشاف أكاذيب دول الإحتلال وأجنداتهم وأهدافهم الخبيثة على الملأ، كل ذلك أكد للجميع بأن الوحدة بما تحويه من معاني الحرية والسيادة والاستقلال هي الضامن الوحيد لبناء اليمن الحر والقوي والمستقل القادر على مواجهة كل التحديات التي تعيق بناء الدولة اليمنية القوية. وقال اللواء العولقي بأن الوحدة اليمنية كانت نتاجاً لنضالات الشرفاء والمخلصين من أبناء هذا الوطن المعطاء لعقود عديدة، والذين بذلوا كل غال ونفيس في سبيل تحقيق هذا الحلم اليمني ، ليشمخ جميع أبناء اليمن بها ويستشعرون العزة والكرامة التي توجوا بها منذ تحقيقها في العام 1990م. مؤكداً على فشل كل القوى والمؤامرات التي تحاول وتسعى لإجبار اليمنيين عن التخلي عن وحدتهم وحدة الأرض والإنسان. واكد اللواء العولقي بأن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه هو صاحب المشروع الوطني في الساحة اليمنية ، بما يقدمه من رؤى تبلورت على أرض الواقع في زمن قياسي وشهد لها القاصي والداني رغم العدوان بتعدد جنسياته والمؤامرات على اختلاف مصادرها، وهو من يحمل على عاتقه مشروع بناء اليمن القوي الحر والمستقل وبناء الدولة اليمنية الحديثة والقوية التي توفر الحياة الكريمة لكل أبناء الشعب اليمني وتضمن عزتهم وكرامتهم. وأشاد اللواء العولقي بالموقف اليمني المشرف لنصرة غزة وفلسطين والقضايا العربية والإسلامية العادلة وقيادة اليمن للأمة العربية والإسلامية في هذه المرحلة المفصلية من عمر الأمة بالرغم مما يعانيه اليمن من تحديات وعدوان وحصار جائر. لافتاً إلى حجم التطور العسكري الذي وصلت إليه اليمن في ظل قيادة حكيمة، وهو مايعد بداية للنهوض بالوطن على كافة المستويات ، والدليل الأمثل الذي يميز الله به أصحاب المشروع الوطني من المرتهنين عند أسيادهم من دول الاحتلال وصهاينة العرب والغرب. وجدد العهد والولاء لله تعالى ولقائد الثورة وللقيادة السياسية وكل أبناء الشعب اليمني للسير في طريق الحق وبناء الوطن وتحرير كل شبر من أرض اليمن الطاهرة. سائلأ المولى العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة على وطننا وأمتنا وقد تحقق النصر العظيم لشعبنا اليمني الأبي على كل الطغاة والطامعين والمستكبرين ، وتوحدت أفئدة اليمنيين وصولاً إلى تحقيق الاستقرار والأمن والرخاء والازدهار في كل ربوع اليمن العظيم. إنه سميع مجيب الدعاء .

تكتل قبائل بكيل ينعي الشيخ ناجي جمعان
تكتل قبائل بكيل ينعي الشيخ ناجي جمعان

يمرس

timeمنذ 31 دقائق

  • يمرس

تكتل قبائل بكيل ينعي الشيخ ناجي جمعان

وأعرب الشيخ صالح محمد بن شاجع، رئيس التكتل، في بيان النعي، عن بالغ الحزن والأسى بهذا المصاب الجلل، مشيرًا إلى أن الفقيد كان من الهامات القَبلية والوطنية الكبيرة التي لعبت دورًا بارزًا في الحفاظ على السلم الاجتماعي، وكان له حضور فاعل في مختلف المواقف الوطنية التي شهدتها البلاد. وقال بن شاجع إلى أن الشيخ ناجي جمعان كان صوتا للحكمة والاتزان في أحلك الظروف، ومثالًا للمواقف الوطنيه الصادقه وأن رحيله يمثل خسارة كبيرة ليس فقط لبني الحارث، وبكيل، بل لليمن عامة. وتقدم التكتل بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أبناء الفقيد، وفي مقدمتهم: الشيخ محمد بن ناجي جمعان، والشيخ خالد بن ناجي جمعان، وجميع إخوانهم، وكافة أفراد الأسرة الكريمة، وقبيلة بني الحارث، وقبائل بكيل، وإلى الشعب اليمني كافة، في هذا المصاب الجلل. سائلا الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. "إنا لله وإنا إليه راجعون".

كيف كان مسجد أهل الكهف وهل المساجد موجودة قبل الإسلام؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب
كيف كان مسجد أهل الكهف وهل المساجد موجودة قبل الإسلام؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

كيف كان مسجد أهل الكهف وهل المساجد موجودة قبل الإسلام؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إنه حين توفي أصحاب الكهف، اختلف الناس في شأنهم، فقال بعضهم: (ابنوا عليهم بنياناً)، أي أغلقوا باب الكهف بالطوب واتركوا الأمر لله. وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء: "(ربهم أعلم بهم)، هذه إشارة ربانية إلى أهمية ترك بعض الأمور لحكمة الله، خاصة عندما تكثر الآراء وتتصادم الرؤى".وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن الآية القرآنية "قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً" تدل على أن من تولّى القرار في النهاية هم أولو الأمر، قائلاً: "غلبوا على أمرهم تعني ولاة الأمر، فهم من حسموا القرار ببناء مسجد عند الكهف".وأوضح الجندي أن المساجد كأماكن عبادة كانت موجودة قبل سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنها لم تكن بالضرورة بالمعنى المعروف لدينا اليوم.اقرأ أيضاً:طريقة مجربة لعلاج الفتور في الصلاة والعبادة.. ينصح بها خالد الجنديخالد الجندي يكشف عن 3 شروط لقبول التوبة النصوح إلى الله (فيديو)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store