logo
في عيد الاستقلال... الأردن يقدم نموذجاً بتطور منظومة الحماية الاجتماعية

في عيد الاستقلال... الأردن يقدم نموذجاً بتطور منظومة الحماية الاجتماعية

الدستورمنذ 5 ساعات

عمان - هبة رمضان –في الذكرى التاسعة والسبعين للاستقلال، يقدم الأردن نموذجا متقدما في تطور منظومة الحماية الاجتماعية، مستندا إلى مسيرة دولة تأسست على قيم الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، حيث شكل الاستقلال عام 1946 انطلاقة حقيقية لبناء مؤسسات دولة حديثة، جعلت من الإنسان محورها، ومن حمايته التزاما راسخا.
وعلى مدى العقود الماضية، ارتبطت منظومة الحماية الاجتماعية في الأردن برؤية هاشمية حملت هم الفئات الأقل حظا، وكرست نهجا يقوم على التمكين والمساواة وصون الكرامة الإنسانية، فقد كان البعد الاجتماعي في قلب المشروع الوطني الأردني منذ البدايات، إذ أولى الهاشميون، أهمية خاصة لتعزيز الحماية الاجتماعية، وتكريس قيم العدالة والتكافل.
ومنذ تأسيس وزارة الشؤون الاجتماعية في الخمسينيات ، شهد قطاع الحماية الاجتماعية تطورا كبيرا، انتقل من التركيز على الرعاية المؤسسية إلى تبني سياسات شمولية تواكب مفاهيم حقوق الإنسان وأهداف التنمية المستدامة.
وتواصلت مسيرة التطوير برعاية ملكية سامية، إذ أكد المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، مرارا، أهمية صون كرامة الإنسان وتكافؤ الفرص، فيما يواصل جلالة الملك عبد الله الثاني هذا النهج، عبر دعم السياسات الاجتماعية وتعزيز شبكات الأمان.
وتجسيدا لهذا النهج، أكدت وزارة التنمية الاجتماعية وفق بيان صحفي، أن الإستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية (2025–2033)، جاءت بمحاورها الأربعة؛ كرامة وتمكين وفرصة وصمود، بتوجيهات ملكية سامية، لتعكس رؤى الدولة في تكامل الأدوار بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، ولتصبح مرجعية وطنية تعزز منظومة الحماية الاجتماعية، وتسعى للوصول إلى مجتمع أردني يعيش بكرامة، ممكن ومزدهر، وأكثر منعة.
وبينت أن التحول الرقمي جاء ليكمل مسيرة تطوير منظومة الحماية الاجتماعية، مشكلا نقلة نوعية، حيث أسهم في أتمتة الإجراءات وعزز من تدفق المعلومات بين الجهات المعنية، ما انعكس إيجابا على كفاءة التنسيق وسرعة الاستجابة لاحتياجات المواطنين، و أتاح هذا التحول بناء منظومة أكثر تكاملا ومرونة، مما يسهم بتحسين الأداء المؤسسي والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة.
وذكرت الوزارة أنه على صعيد التمكين الاقتصادي للفئات الأكثر حاجة عملت على تعزيز مهارات المنتفعين من صندوق المعونة الوطنية القادرين على العمل، من خلال برامج تدريب مهني فعالة لتمكينهم من الانخراط في سوق العمل ضمن سياسة التمكين الاقتصادي التي ينتهجها، إلى جانب تبني سياسات جديدة تتلاءم مع الظروف الصعبة للأسر الفقيرة، مع الاهتمام بتوعية الأسر المتلقية للمساعدات بجدوى البحث عن تدريب نوعي متخصص يؤهل أفرادها للحصول على عمل يرفع مستوى الأسرة المعيشي ويساعدها على التحول من الاعتماد على المساعدات إلى الإنتاج.
بدوره، قال رئيس لجنة العمل والتنمية الاجتماعية والسكان النيابية النائب معتز أبو رمان ، في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن مناسبة الاستقلال تمثل محطة تاريخية نستحضر فيها مسيرة البناء الوطني التي جعلت من الإنسان الأردني محورا للتنمية، موضحا أن مجلس النواب اضطلع، عبر سنواته المتعاقبة، بدور محوري في ترسيخ منظومة الحماية الاجتماعية من خلال دوره التشريعي والرقابي، و أن هذه المنظومة شكلت قاعدة صلبة لتحقيق العدالة الاجتماعية، وحماية الفئات الأكثر حاجة، وتعزيز التمكين الاقتصادي والاجتماعي.
وأشار إلى أن اللجنة عملت في الدورة الحالية لمجلس النواب، على مواصلة هذا الدور من خلال حزمة من الإنجازات التشريعية والرقابية، حيث تم تعديل قانون العمل بما يحقق التوازن بين أطراف الإنتاج ويوفر بيئة عمل آمنة ومنصفة، إلى جانب المضي في تحديث قانون الضمان الاجتماعي لضمان استدامة الصناديق وشمول المزيد من العاملين، خاصة في القطاع غير المنظم، كما تابعت اللجنة عن كثب برامج التشغيل الوطني، وأولت اهتماما خاصا لمحاربة البطالة وتوفير فرص العمل، مع تأكيد أهمية دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتمكين الشباب والمرأة، وتحقيق العدالة في توزيع مكتسبات التنمية،بالإضافة إلى الاهتمام بالتشريعات الخاصة بالحماية من العنف الأسري، وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومتابعة حسن تطبيقها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
وأوضح أبو رمان في هذا السياق، أن اللجنة رفضت أي تعديلات تمس أمن واستقرار العاملين، مثل تلك التي تتيح تسريح العمال بحجة الظروف الاقتصادية، ونجحت في رفع إجازة الأمومة إلى 90 يوما مع منع فصل المرأة الحامل، كما عملت على ترسيخ مبدأ المساواة في الأجور بين الجنسين، وتوسيع نطاق الإجازات المرضية، وأطلقت اللجنة منصة "اليوم الوظيفي الوطني" كأداة ربط مباشر بين الباحثين عن عمل والفرص المتاحة في السوق، إلى جانب دعم ريادة الأعمال وتشجيع الابتكار.
وذكر أن هذه الجهود تبنى على إرث تشريعي وطني مشرف أسسته المجالس النيابية السابقة، والتي أقرت قوانين بارزة عززت من مكانة الأردن في مجال الحماية الاجتماعية، وأرست قواعد الإنصاف وتكافؤ الفرص في المجتمع الأردني، مؤكدا أن الاستقلال الحقيقي يتجلى في كرامة المواطن، وفي تمكينه من العيش الكريم في ظل سيادة القانون وعدالة التنمية، وأن لجنة العمل ستواصل دورها في تطوير المنظومة الاجتماعية، بما يحقق تطلعات الأردنيين ويعكس رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني في بناء الأردن الحديث المتقدم.
وفي سياق التطوير المتواصل لمنظومة الحماية الاجتماعية في الأردن، وبعد إقرار نظام مهننة العمل الاجتماعي العام الماضي بهدف تنظيم المهنة والارتقاء بجودة الخدمات،برزت أهمية دور الجهات المختصة في الإسهام بتحقيق الأثر الميداني لهذا النظام، حيث أكدت رئيسة جمعية الأخصائيين الاجتماعيين، الدكتورة لبنى عكروش، أن مهننة العمل الاجتماعي تسهم بتطوير منظومة الحماية الاجتماعية من خلال تمكين الكوادر المتخصصة وتوحيد المعايير المهنية.
وأشارت إلى أن الجمعية تسعى إلى تفعيل دور الأخصائيين الاجتماعيين عبر رفع جودة الخدمات المقدمة وبناء القدرات المهنية، بما يعزز فاعلية الاستجابة لاحتياجات الفئات المستفيدة، مشددة على أهمية الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني محليا وإقليميا ودوليا، وتطوير قاعدة بيانات للأخصائيين، إلى جانب إعداد برنامج دكتوراه في الخدمة الاجتماعية، وتنظيم المؤتمرات والبرامج التدريبية لرفع كفاءة العاملين وتعزيز فاعلية منظومة الحماية الاجتماعية.
وعلى صعيد الاهتمام بقضايا الأسرة ضمن جهود تطوير منظومة الحماية الاجتماعية وتعزيز شمولها، ذكرت مديرة الاتصال والإعلام في المجلس الوطني لشؤون الأسرة خديجة العلاوين ، أن المجلس وعلى مدار 24 عاما، وبتوجيهات من جلالة الملكة رانيا العبد الله، رئيسة مجلس أمنائه، نفذ العديد من البرامج والمبادرات والمشروعات الهادفة إلى تحسين نوعية حياة الأسرة الأردنية وأفرادها، من أطفال وشباب ونساء وكبار سن.
وأكدت أن المجلس يتبنى نهجا مؤسسيا متجذرا، يقوم على التنسيق مع الجهات الوطنية والدولية والقطاع الخاص، لبناء أسرة واعية ومجتمع متماسك.
ولفتت العلاوين إلى أن المجلس يولي اهتماما كبيرا بقضايا الطفولة، انطلاقا من قناعة راسخة بأن الطفولة المبكرة ليست مرحلة عابرة، بل تشكل الأساس الذي تبنى عليه جميع مراحل الحياة، موضحة أن المجلس شكل الفريق الوطني لتنمية الطفولة المبكرة عام 2018 لتطوير منظومة شمولية تستند إلى مبادئ الرعاية والتعلم المبكر والصحة النفسية، بما ينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي.
وأضافت أن الاهتمام بالطفولة المبكرة يعد استثمارا طويل الأمد في بناء مجتمع قوي ومزدهر، وأن من أبرز الإنجازات في هذا المجال إقرار قانون حقوق الطفل الأردني رقم (17) لسنة 2022، الذي يعد نقطة تحول جوهرية في مسار الحماية والتنمية.
وفيما يتعلق بكبار السن، ذكرت العلاوين أن هذه الفئة تحظى باهتمام وطني على جميع المستويات، وبينت أن المجلس، وبتوجيهات من جلالة الملكة، أولى اهتماما كبيرا بالارتقاء بالخدمات المقدمة لهم، موضحة أنه تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية المحدثة لكبار السن (2025–2030) نهاية عام 2024، ويعمل المجلس حاليا على إعداد خطتها التنفيذية،كما أن المجلس اهتم بحماية حقوق كبار السن، حيث قام عام 2020 في ظل أزمة كورونا ، بإقتراح إنشاء صندوق لدعم كبار السن، ما أسفر عن إقرار نظام رعاية المسنين رقم (97) لسنة 2021 وتعليماته لعام 2022، وفتح حساب خاص لتقديم خدمات صحية واجتماعية ورعاية منزلية عبر وزارة التنمية الاجتماعية.
ومع احتفال المملكة بذكرى الاستقلال التاسعة والسبعين، يواصل الأردن تطوير منظومة الحماية الاجتماعية، بما يحفظ كرامة الإنسان الأردني، ويترجم رؤية الدولة الأردنية في العدالة والمساواة، في ظل قيادة هاشمية حكيمة، وضعت الإنسان في صميم أولوياتها.
--(بترا)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

آل يعيش وآل كنعان مصاهرة ونسب .. الوزير القضاة طلب والشيخ الخريشا اعطى
آل يعيش وآل كنعان مصاهرة ونسب .. الوزير القضاة طلب والشيخ الخريشا اعطى

أخبارنا

timeمنذ 21 دقائق

  • أخبارنا

آل يعيش وآل كنعان مصاهرة ونسب .. الوزير القضاة طلب والشيخ الخريشا اعطى

أخبارنا : جاهه كبرى ضمت رجالات الوطن بمختلف أطيافه السياسية والحكومية والاقتصادية والمالية والعشائرية كانت حاضرة في قاعات فندق الانتر كونتننتال - عمان وشاهدة على المصاهرة والنسب بين آل يعيش وآل كنعان التي شهدت وقرأت الفاتحة بنية التوفيق والقبول بين ماهر نجل رجل الاعمال المعروف المهندس طلال يعيش على كريمة الدكتور امجد كنعان الآنسة والمهذبة صاحبة الصون والعفاف لارا . آل يعيش اختاروا وزير الصناعة والتجارة يعرب القضاة متحدثاً باسمه وناطقاً عنهم فيما اختارت جاهه آل كنعان الوجيه والشيخ العشائري المعروف مجحم الخريشا للرد على الطلب مبارك للعائلتين نسبهمها ومبروك للعروسين "ماهر ولارا" ونتمنى لهم حياة هانئة وسكينة وسعادة وان يتم الله مشوارهما وحياتهما ويبارك بهما وعليهما ويقر اعين والديهما بالأسرة الجديدة الطيبة.

البريد الأردني يهنئ جلالة الملك وولي العهد والأسرة الأردنية بعيد الاستقلال 79 .
البريد الأردني يهنئ جلالة الملك وولي العهد والأسرة الأردنية بعيد الاستقلال 79 .

أخبارنا

timeمنذ 21 دقائق

  • أخبارنا

البريد الأردني يهنئ جلالة الملك وولي العهد والأسرة الأردنية بعيد الاستقلال 79 .

أخبارنا : يرفع رئيس مجلس إدارة البريد الأردني، سامي كامل الداوود، واعضاء مجلس الإدارة، والمدير العام هنادي الطيب ،وكافة العاملين بالبريد الأردني ، أسمى وأصدق آيات التهنئة والتبريك، إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد ، بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين. هذا العيد الغالي على قلوب الأردنيين جميعا، الذي يشكل حدثا تاريخيا مجيدا، وهم ويواصلون مسيرة البناء، والعطاء والإصرار على الانجاز، وتقديم الأردن أنموذجا للدولة الحضارية، التي تستمد قوتها من تعاضد أبناء الأسرة الأردنية الواحدة ، والثوابت الوطنية، والمبادئ والقيم الراسخة ،التي حملتها الثورة العربية الكبرى، ويلتف حولها الأردنيون كافة. مستذكرين هذا اليوم الخالد والمشرف، في تاريخ الوطن، عنوانا لحريتهم ومجدهم، حيث يفخر الأردنيون في عيد الاستقلال، بوطنهم ومليكهم، ويمضون قدما لتعزيز مسيرة بناء الأردن، بخطى واثقة، نحو التحديث السياسي ومسارات الإصلاح الاقتصادي والإداري، ضمن منظومة متكاملة ومتناغمة. وفي هذا اليوم العظيم نؤكد التفافنا حول قائد الوطن، وقواتنا المسلحة الباسلة الجيش العربي المصطفوي، وأجهزتنا الأمنية ، بعزيمة أهل العزم، الصادقين المخلصين الأوفياء، معاهدين الله، بأن نبقى الجند الأوفياء، لتراب الأردن الطهور، وقيادتة الهاشمية المظفرة. حفظ الله الأردن وطنا عزيزا آمنا كريما مطمئنا مستقرا نهضويا بقيادة عميد آل البيت جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه . #عيد الاستقلال _البريد الأردني.

الاستقلال جوهرة ثمينة وسلسلة متواصلة من الإنجازات
الاستقلال جوهرة ثمينة وسلسلة متواصلة من الإنجازات

أخبارنا

timeمنذ 21 دقائق

  • أخبارنا

الاستقلال جوهرة ثمينة وسلسلة متواصلة من الإنجازات

أخبارنا : عهود مرت وعقود مضت من عمر المملكة الأردنية الهاشمية، والمسيرة المباركة تزهر وتثمر، وتلقي بظلالها على ربوع الوطن الخلابة بعز الهاشميين الأطهار، أصحاب الريادة والسيادة، فمن عهد إلى عهد مجد يمتد وإنجاز يتجدد، منذ تأسيس الإمارة حتى أيامنا هذه، بناء ونماء وسخاء ورخاء وخير وعطاء عناوين كبيرة ذات معان عظيمة راسخة الجذور لمحطات خالدة من عمر الوطن الأشم صاغها الهاشميون الأخيار لنهضة البلاد ومجد الأمة فكان الاستقلال مظلة ألقت بفيئها على رحاب المملكة الخضراء فأثمرت خيرا وفيرا عم أرجاء البلاد. ورسخ الهاشميون عبر التاريخ قاعدة عميقة الارتباط مع جميع دول العالم حتى أصبح الأردن مشهودا له في كل المحافل الدولية، فقد وضع جلالة الملك عبدالله الأول طيب الله ثراه الدولة والشعب نصب عينيه، ساعيا إلى الارتقاء بالدولة وتطورها ووضعها على خارطة العالم بعد أن بذل جهودا ومضنية في سبيل تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 وتعد هذه المرحلة في تاريخ الأردن نقطة تحول هامة وبعد 25 عاما من الكفاح الطويل تحقق حلم الاستقلال وتحولت إمارة شرق الأردن إلى المملكة الأردنية الهاشمية ذات السيادة والقانون والهيكلية السياسية المحددة بالأنظمة واللوائح الضابطة، فشهدت البلاد مزيدا من التطور والتقدم والتحديث، بدءا من جلالة الملك المؤسس والملك طلال صانع الدستور والملك الحسين الباني وصولا إلى جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه. ونالت القوات المسلحة حظا وافرا وحصة كبيرة منذ تأسيس الإمارة حتى وقتنا هذا ومرت بالعديد من مراحل التطوير والتحديث شملت جميع النواحي تنظيما وتسليحا وتدريبا واستطاعت خلالها مواكبة الجيوش المتقدمة في هذه المجالات حتى وصلت لدرجة عالية من الاحترافية والكفاءة والتميز مكنتها من أداء أدوارها الدفاعية والقومية والإنسانية والتنموية على أكمل وجه واستطاعت بهمة الهاشميين الأخيار أن تمد يد العون والمساندة لكل محتاج، فأغاثت الملهوف، ولبت نداء المحتاجين داخل الوطن وخارجه وغدت عنوانا للأصالة والتميز والإباء. واستطاع الجيش العربي بفضل القرار الحكيم والصائب لجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال، أن يمتلك زمام الأمور وينطلق في أداء مهامه وتنفيذ واجباته بكل كفاءة واحترافية واقتدار ومراعاة لمصالح البلاد وشؤونها وحفاظا على حقوق مواطنيها، حيث غدا الجيش درة الوطن وشامة وضاءة على جبين البلاد، وحافظت القوات المسلحة التي تعد من أقدم الجيوش العربية على عقيدتها العسكرية المستمدة من مبادئ الثورة العربية الكبرى، حيث تعتبر القوات المسلحة من الركائز الأساسية التي تضمن أمن واستقرار الوطن، فضلا عن الأدوار التنموية والمساهمة الفاعلة في العمليات الإنسانية والإغاثية. وأولى الهاشميون منذ اللحظة الأولى للحكم القوات المسلحة جل الاهتمام والرعاية لتواكب آخر التطورات في العصر الحديث من الناحية التأهيلية والقدرات التسليحية، إضافة إلى السعي الدائم لتطوير قدراتها ورفدها بأحدث الأسلحة والمعدات لتكون قادرة على حماية مقدرات الوطن وصون مكتسباته وتنفيذ ما يوكل لها من مهام وواجبات، وتم إعادة تنظيمها بما يتناسب مع التهديدات المتوقعة من خلال إعادة هيكلة عدد من الوحدات وتشكيلات المناطق وتزويدها بأحدث الأسلحة، ودمج بعض التشكيلات والمديريات ذات الأدوار المتشابهة، وإعادة تنظيم بعض الوحدات. وفي عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، جاءت التوجيهات الملكية بإجراء خطة هيكلة القوات المسلحة لتطوير أدائها، لتتمكن من مواجهة جميع التحديات من خلال مراجعة المتطلبات المتعلقة بتطوير وتحديث القوات المسلحة من حيث الإعداد والتدريب والتسليح بما يتواءم مع المستجدات بشكل يضمن أعلى مستويات التنسيق مع الأجهزة الأمنية من خلال دمج بعض التشكيلات وتعزيز قدراتها للتعامل والتصدي للتهديدات المتوقعة، فشهدت القوات المسلحة نقلة نوعية في مجال التسليح من خلال رفدها بأحدث منظومات الأسلحة للقيام بمهامها بكفاءة عالية وإنجاز واجباتها بتميز واقتدار. وشمل هذا التحديث القوات البرية والقوات الجوية والقوة البحرية والزوارق الملكية والعمليات الخاصة التي انضم جلالة الملك إليها في 20 تشرين الثاني عام 1994 وعين قائدا لها وتم إعادة تنظيمها لتكون قوة مرنة وضاربة قادرة على الانتشار السريع والتنقل البري والجوي والبحري، حيث وجه جلالته بتزويدها بأحدث التقنيات ووسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات والأسلحة لمواكبة تطورات الحرب الحديثة ولتصل إلى ما أراد جلالته من الاحتراف والتميز لتنفيذ ما يوكل إليها من واجبات بكفاءة عالية. كما تم رفد مختلف وحدات القوات المسلحة بأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الصناعات الدفاعية من الأسلحة والمعدات والآليات بما يضمن رفع قدرات القتال في مختلف الظروف والأوقات، حيث تم إدخال دبابات وناقلات جند حديثة لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة وتحديث الأسلحة الفردية، إضافة إلى تشكيل لواء مدرع خفيف وتسليحه بدبابات وناقلات جند مدولبة، ليكون ذا قابلية حركة عالية، بالإضافة إلى إدخال دبابة تشالنجر ودبابة السينتارو، وتشكيل لواء سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان-التدخل السريع وتزويده بوسائط النقل البرية والجوية ليشكل قوة ضاربة يستطيع من خلالها مواجهة أي تهديد بأسرع وقت ممكن واستخدامها في الزمان والمكان المناسبين وتشكيل كتائب هاون (120 ملم) منها قسم محمول في آليات ذات تكنولوجيا عالية كما تم توفير قوة ردع ذات قابلية حركة عالية من خلال إدخال راجمات الصواريخ للخدمة في القوات المسلحة. ونفذ سلاح الجو الملكي برنامجا واسعا للتحديث قام على عمليتي الإزاحة والإحلال واستبدل الكثير من الطائرات والمعدات القديمة، وتم إحلال طائرات ومعدات حديثة، وشملت هذه العملية تحديث أسراب طائرات (F-16) العاملة في سلاح الجو الملكي، وإنشاء أسراب من الطائرات العامودية المقاتلة، وإنشاء لواء الأمير هاشم بن عبدالله الثاني/ طيران العمليات الخاصة، الذي تم تزويده بطائرات حديثة من نوع "بلاك هوك والليتل بيرد"، ثم جرى هيكلته ليصبح ضمن قاعدة الملك عبدالله الثاني الجوية بعد إعادة الهيكلة وإدخال طائرات التدريب المتقدم (PC- 21) طائرات (GROB) للخدمة، وتحديث أسطول طائرات النقل الاستراتيجي في سلاح الجو الملكي من نوع (C-130J) إضافة إلى تحديث منظومة الدفاع الجوي. وتم تحديث زوارق القوة البحرية الملكية، والعمل على زيادة قدراتها، لتكون قادرة على حماية المياه الإقليمية للمملكة في العقبة وشواطئها، وتم إدخال زوارق حديثة تواكب أحدث القطع البحرية في العالم (بحث وإنقاذ، اسعاف، مقاتلة)، وتم تشكيل كتيبة المشاة البحرية/77 عام2009. وطور الأردن منظومات مراقبة الحدود وأصبحت تضم أنظمة إلكترونية متطورة تشمل الكاميرات والرادارات والطائرات المسيرة، لزيادة القدرة على المراقبة والكشف للأهداف الأرضية والمركبات والأشخاص والطائرات المسيرة وأنظمة التداخل الإلكتروني، وتوفر هذه المنظومة قدرات ردع للتهديد المتنامي الناتج عن استخدام الطائرات المسيرة لأغراض الاستطلاع والتهريب، إضافة إلى توفير كشف راداري لتهديد الطائرات المسيرة في المناطق الحدودية. من جهة أخرى، شهد الدور التنموي للقوات المسلحة تطورا كبيرا، ففي مجال التربية والتعليم ازدادت أعداد مدارس الثقافة العسكرية لتصل إلى 55 مدرسة عام 2025، واستفاد من المنح الدراسية الجامعية "المكرمة الملكية السامية لأبناء العسكريين العاملين والمتقاعدين" أكثر من 100 ألف طالب وطالبة. وتغطي الخدمات الطبية الملكية شريحة واسعة من مواطني المملكة بالتأمين الصحي من خلال مستشفياتها ومراكزها المنتشرة في جميع محافظات المملكة التي تم إنشاء عدد منها أخيرا، وتتميز اليوم بأنها أصبحت ذات بعد عالمي وعربي واضح في نظام خدماتها من خلال مقدرتها على فتح مستشفيات لإغاثة المتضررين من الكوارث والحروب. وكانت القوات المسلحة بتوجيهات جلالة القائد الأعلى على الدوام حاضنة للإنسانية وملهمة خصوصا في الملمات على اختلافها، وكانت أبرز المشاهد الإنسانية تتجلى في المستشفيات الميدانية التي لبت النداء إقليميا ودوليا سعيا لإغاثة الملهوف ومد يد العون والمساعدة، حيث وصلت أعداد الدول التي أرسلت إليها مستشفيات أو محطات جراحية إلى 25 دولة صديقة وشقيقة، وللقوات المسلحة الآن ثلاثة مستشفيات ميدانية موزعة في شمال غزة، وجنوبها في "خان يونس" ونابلس، ومحطتان جراحيتان في رام الله وجنين، كما استطاعت القوات المسلحة أن تنفذ ثالث أكبر عملية تزويد لوجستي في العصر الحديث على قطاع غزة، إذ عملت القوات المسلحة بأقصى طاقتها وإمكاناتها لهذا الجهد الإنساني العظيم الذي لعب دورا مهما في التخفيف من المعاناة الإنسانية للأشقاء في القطاع جراء الحرب. وتضاعف دور القوات المسلحة في الأمن الغذائي الوطني من خلال إنشاء الأسواق التابعة للمؤسسة الاستهلاكية العسكرية في جميع أنحاء المملكة، بالإضافة للمشاريع الزراعية الريادية التي تشرف عليها القوات المسلحة آخرها في منطقتي الباقورة والغمر، كما أسهمت القوات المسلحة بتطهير مساحات حدودية واسعة من الألغام ليصار إلى الاستفادة منها في الزراعة، فضلا عن إنشاء وترميم العديد من السدود والحفائر المائية في مختلف مناطق المملكة. وتم تحديث وتطوير وإعادة افتتاح متحف صرح الشهيد عام 2016 وإنشاء العديد من المتاحف العسكرية "متحف جامعة مؤته الجناح العسكري عام 2012، متحف المشير حابس المجالي عام 2014، متحف المنطقة العسكرية الشرقية عام 2018، تحديث صرح ومتحف الكرامة عامي 2018 و 2023، متحف قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية عام2021، متحف الحرس الملكي الخاص في عام 2021، متحف كلية الأميرة منى للتمريض عام 2022، وغيرها من المتاحف العسكرية، استذكارا لبطولات وتضحيات نشامى القوات المسلحة وشهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن وقضايا الأمة. وفي إطار اهتمام جلالة القائد الأعلى بالتطوير والتحديث الإداري لمنشآت القوات المسلحة، تم تطوير وإنشاء عدد كبير من المباني في تشكيلات ووحدات القوات المسلحة، وافتتح جلالته أخيرا المقر الجديد للقيادة العامة للقوات المسلحة، بحضور ولي العهد، الذي يقع على مساحة أرض تبلغ 300 دونم بمنطقة ياجوز وأُنشئ وفقا لأحدث الأسس والمعايير الهندسية. --(بترا)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store