
إدارة الحلقات النسائية بالمسجد الحرام تختتم الدورة الصيفية الإثرائية الكبرى لحفظ القرآن الكريم
وتأتي هذه الدورة في إطار حزمة من البرامج الإثرائية التي وجّه بإطلاقها معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بهدف إثراء تجربة القاصدين والقاصدات، ونشر الهداية للعالمين، وتمكينهم من أداء شعائرهم في بيئة تعبدية وسطية تعزز القيم الإيمانية والمعرفية.
وانطلقت الدورة في الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة لعام 1446هـ، وبلغ عدد المشارِكات فيها (1602) طالبة، وُزعن على (62) حلقة قرآنية في ثلاثة مسارات تعليمية، حيث تم خلالها:
• ختم المصحف الشريف من قِبل (55) طالبة بروايات متعددة.
• إتمام (140) طالبة لتثبيت المصحف كاملاً بواقع ختمتين.
وتُعد هذه البرامج جزءًا من الدور الريادي الذي تضطلع به الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في العناية بكتاب الله، وتعزيز حضور الحلقات القرآنية في الحرمين الشريفين، تأصيلاً للهوية الإيمانية وتحقيقًا لرسالة الحرمين في نشر العلم والهداية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 9 ساعات
- الوطن
القرآن: من الحمد تبدأ الرحلة
القرآن الكريم ليس كتابًا يُتلى فحسب، بل نبضٌ إلهي حيّ، يتجدّد مع كل قراءة، ويخاطب كل قلب بحسب حاله، كأنه كُتب له وحده. هو رسالة لا تنضب، تهدي الحائر، وتطمئن الخائف، وتفتح نوافذ الفهم والعرفان لمن قرأه بقلبٍ لا بعينٍ فقط. أن تمسك المصحف وتبدأ التلاوة، ليس غايةً في حد ذاتها، بل بدايةٌ لطريق أعمق؛ طريق التدبّر. فالتلاوة المتدبّرة ليست قراءة صامتة، بل يقظة داخلية تحوّل الحروف إلى حياة، والآيات إلى مصابيح تهدي في عتمة الروح، وتنير ظلمات النفس، وتربطك بحقائق الوجود الكبرى. حين نقف عند كل آية، لا كما يقف المارّ العابر في طريقٍ مزدحم، بل كما يتأمل ناظرٌ لوحة خالدة، ندرك أن كل كلمة كُتبت لحكمة، وأن خلف الحروف معاني لا تُحصى، ورسائل تنتظر قارئًا صادقًا، يسمع بنداء الروح لا بضجيج العادة. ومن بين آلاف الآيات، وكل الصور والمواقف والقصص، تبدأ الرحلة بكلمة واحدة، بأول صوتٍ يقرع السمع والروح معًا: «الحمد». لماذا يبدأ القرآن بـ«الحمد لله رب العالمين»؟ ليس ذلك مصادفة، ولم يكن عبثًا أن يبدأ أعظم كتاب خُلق لهداية البشر بهذه العبارة الخفيفة لفظًا، العميقة أثرًا. بل هو تأسيس لمعنى لا يقوم إيمان ولا يُبنى فهم للحياة دونه: أن البداية الصحيحة لأي شيء، بل للحياة ذاتها، لا تكون إلا بالحمد. في هذا البدء حكمة خفية، ومنهج إلهي يُراد لنا أن نتّبعه: أن نبدأ بالحمد، لا لأن كل شيء كامل بنظرنا، بل لأن الله، بربوبيّته الشاملة، هو الذي دبّر الأمر بعلمه، وكتب لكل عبدٍ ما فيه صلاح أمره، وإن جهل ذلك في حينه. «الحمد لله رب العالمين» ليست مجرد كلمة شكر، بل إعلان وجودي، وركيزة معرفية، ومنهج يومي. فـ«الحمد» هنا لا يعني الشكر الظاهري فقط، بل الإقرار بجمال ما قدّره الله، وبكمال حكمته، وأن الخير فيما أراد لا فيما أردنا. هي إعلان إيمان ورضا وتسليم، واعتراف بأن الخير كله من الله، وأن الملك بيده والتدبير أمره. وما أجمل أن يُتبَع بـ«رب العالمين»، كأنها تُعلّمنا أن نحمد لا لأن النعمة وافقت أمانينا، بل لأن ربّ كل شيء هو من دبّر الأمر، برحمةٍ وعلمٍ لا يُدركه عقل بشري. هذه الآية ليست دعوة للتفاؤل فقط، بل دعوة إلى الثقة، والرضا، والتسليم العميق. أن تبدأ يومك بالحمد، أن تفتتح صلاتك بالحمد، أن تواجه ألمك بالحمد، هو نوع من القوة الخفية التي تنتشلك من الضياع إلى الثبات، ومن الضيق إلى الطمأنينة. «الحمد لله» ليست مجرد عبارة تقال على اللسان، بل هي زاوية رؤية جديدة للعالم. هي شعور داخلي يُولّد السلام في الفؤاد قبل أن يُغيّر الواقع. هي منهج حياة. فمن يحمد الله، فقد أقرّ بعجزه عن إدراك تمام النعمة، وأيقن أن الله أعطى فوق ما يُحمد عليه. ومن اللافت أن تكون أول كلمات أهل الجنة بعد نجاتهم من كل عناء هي: «وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» سورة الزمر: 75 فإذا كانت الجنة، موطن الكمال، تُفتتح بالحمد، فكيف لا يبدأ به قلب المؤمن في دنياه؟ قال رسول الله ﷺ: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير؛ إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له» رواه مسلم. وهذا الحديث يُلخّص فلسفة الحمد، لا كاستجابة ظرفية، بل كاختيار دائم للحياة بمنطق الرضا واليقين. الحمد ليس سببًا للحصول على النعمة فحسب، بل هو سببٌ لاستمرارها، بل ولزيادتها، وبذرةٌ لنِعمٍ قادمة. من اعتاد الحمد، بدأ يرى الجمال في التفاصيل الصغيرة، والنور في الزوايا المعتمة، ورأى النعم فيما كان يراه نقمة. حين نعود إلى الفاتحة، نجد أنها لم تبدأ بأمر، ولا بحكم، بل بلفظة شُكر. كأن الله يُربينا ألا نرتبك أمام تعقيدات الحياة، بل نبدأها من النقطة الأوضح: الحمد لله رب العالمين. ليست هذه بداية عابرة، بل قاعدة روحية: أن كل ما يليها من هدى ورحمة وتشريع، إنما هو ثمرة لهذا الاعتراف العظيم بالحمد. وهكذا ينبغي لنا أن نعود إلى القرآن، لا كمقرئين، بل كمستمعين بقلوبنا، كأننا نسمعه لأول مرة، نقف عند كلماته لا لنتم عدد الصفحات، بل لنعيد تشكيل وعينا بها، وننقّي أرواحنا من ضجيج الحياة. فلنجعل من الحمد مدخلًا لكل شيء: في الرخاء والضيق، في الصباحات الثقيلة والليالي الخفيفة، في البدايات والنهايات، في الكلمات والصمت. فلعلنا إذ نحمد، نُهدى. ولعلنا إذ نُهدى، نصل. ولعل الوصول، في النهاية، يكون إلى السلام، الذي يبدأ بحمدٍ صادق.


ميادين
منذ 21 ساعات
- ميادين
الحاج المشري: أمة في خدمة الأمة/ بقلم: الشيخ التيجاني آب السيد
في أيامٍ مضيئةٍ بنور الروح، حالمةٍ بنفحات السكينة، كنت في زيارة مباركة إلى ولايتي آدرار وإنشيري. كانت رحلةً روحانيةً بامتياز، من تلك الرحلات التي لا يكتبها القدر إلا لمن شاء الله له أن يتنفس من طُهر المكان وبركة الإنسان. مررنا خلالها بمواضع كأنها آيات من نور: اكراع الشرفه، أهل الشيخ ولد بكار، لكليتات، المداح، تونكاد، عين أهل الطابع، وأطار واكجوجت. في كل محطةٍ، كنا محل تبجيل وتكريم من أهل الكرم والدين، جزاهم الله عنا خير الجزاء. لكن ما خُلّد في الذاكرة أكثر من الطريق، هو سيدي : الحاج المشري. رجلٌ إن نُودِي باسمه، أجابت أمة؛ وإن سُئل عن همه، قال: "خدمة القرآن". إنه لا ينظر إلى المناصب ولا يفتش عن الألقاب، بل نذر نفسه لما هو أرفع من كل ذلك: تربية جيلٍ قرآني، متسلحٍ بالمعرفة، منضبطٍ بالسُّنَّة، ومُتوجهٍ نحو البناء. في طيات الرحلة، عرض الحاج فكرة أسماها "المحظرة الإعدادية"، فكرة تجمع بين حفظ القرآن الكريم كمرتكز أساسي، وتعليم العلوم الدنيوية الحديثة بوصفها أدوات فهمٍ وإعمار. لا يُقصي أحدُ الجانبين الآخر، بل يتكاملان كما يتكامل الجسد والروح. خلافاً للمدارس العصرية التي تهمل القرآن، أو المحاظر التقليدية التي تغفل عن متطلبات العصر، جاءت فكرة الحاج كجسرٍ بين الأصالة والمعاصرة. وقد لاقت الفكرة قبولاً واسعاً، واستحساناً عند الشيوخ والمهتمين الذين التقينا بهم، وتم التنسيق فعلاً مع بعض المحاظر في مدينتي أطار واكجوجت. فإذا كتب الله لها النجاح كما يُخطط لها الحاج، فسيُبعث جيلٌ جديدٌ من الشباب: حافظٌ للقرآن، فاهمٌ للعلوم، خادمٌ للأمة. الحاج المشري لا يبني مدرسة، بل يبني أمة؛ لا يخرج طلاباً فحسب، بل يزرع فيهم رسالة. ندعو الله أن يبارك في جهده، ويعلي شأن فكرته، ويجعلها صدقةً جاريةً لا تنقطع. فالحاج ليس فردًا، بل أمة تمشي على قدمين، تحمل كتاب الله في قلبها، وعزيمة الأمة في كفّيها. فتبارك اللھ احسن الخالقين


غرب الإخبارية
منذ 2 أيام
- غرب الإخبارية
إطلاق المصحف المرئي والصوتي لصلاتي التراويح والتهجد من المسجد الحرام لعام 1446هـ
بواسطة : المصدر - [JUSTIFY]أعلن معالي الرئيس العام للشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، عن إطلاق المصحف المرئي والصوتي لصلاتي التراويح والتهجد من المسجد الحرام لشهر رمضان المبارك لعام 1446هـ. وأوضح معاليه أن المصحف المرئي والصوتي يُوثّق تلاوات صلاتي التراويح والتهجد التي أُقيمت خلال الشهر الكريم، ويضم نخبة من التلاوات المباركة لأصحاب المعالي والفضيلة أئمة المسجد الحرام، مضيفًا أن هذه المبادرة تأتي في إطار جهود الرئاسة في توثيق ونشر التلاوات المباركة وتيسير الوصول إليها عبر الوسائط التقنية الحديثة، بما يعزز من الأثر الإيماني والروحي لها. ويُعد المصحف إحدى المبادرات الدينية والتقنية التي تُعنى بخدمة القرآن الكريم وعمارة الحرمين الشريفين، ضمن توجيهات القيادة الرشيدة – حفظها الله – في تسخير كافة الإمكانات لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين. ويمكن الاطلاع على المصحف المرئي والصوتي من خلال الرابط المرفق: