logo
أوروبا الجديدة والشرق الأوسط الجديد

أوروبا الجديدة والشرق الأوسط الجديد

عكاظمنذ 10 ساعات
وسط كثير من التحركات التكتيكية في منطقتنا على مستوى تسليم سلاح من هنا وامتناع عن تسليم سلاح هناك، وحديث عن وقف النار في غزة واحتمال اشتعالها بين إسرائيل وإيران مجدّداً، وغيره من المكررات الإخبارية، وسط محاولة من المحللين لمسح الغبار عن زجاج المستقبل ليحاولوا أن يروا الشرق الأوسط الجديد إن وجد.
لكن السؤال الغائب وربما الأعمق والأسرع تشكّلاً هو أوروبا الجديدة، أي أوروبا التي شكّلتها مرحلة فبراير ٢٠٢٢ حتى نوفمبر ٢٠٢٤، أي الاثنين وثلاثين شهراً منذ اندلاع الحرب التي أشعلتها روسيا مع أوكرانيا وصولاً إلى عودة الوافد القديم الجديد إلى البيت الأبيض، بكل بضاعته المحببة للأوروبيين من التعرفات الجمركية حتى الالتزام المشكوك فيه بحماية أوروبا.
وعلى مستوى هذا السؤال الغائب تأتي ابتداء زيارة الرئيس ماكرون إلى بريطانيا كزيارة دولة، هي الأولى منذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، والأولى كذلك منذ عودة حزب العمال للحكم في لندن لأول مرة منذ 2010، وكانت آخر زيارة دولة لرئيس فرنسي إلى بريطاني هي زيارة ساركوزي في 2008.
الملفات العسكرية كثيرة خلال أجندة الزيارة، وهي تبني على عدة أمور سبقتها، مثل اجتماع الناتو الأخير الذي أقر نسبة 5% من ميزانيات الدول كنفقات عسكرية، وهي النسبة التي طالب بها الرئيس ترمب «وأعلنت» كافة الدول الالتزام بها ما عدا إسبانيا، رغم أن دولاً كثيرة لم تلتزم بنسبة الـ2% التي أُقرت في اجتماع العام 2014.
لكن هذا الضجيج العالي للهواجس العسكرية يأتي أيضاً من شكوك في التزام أمريكا بالبند الخامس من اتفاقية شمال الأطلسي، الذي يلزم كافة الأطراف بالتصدي لأي هجوم تتعرض له أي دولة عضو في الحلف، وقلت أمريكا وليس ترمب لأن هناك إدراكاً أوروبياً أن أمريكا تتجه للانعزالية، حتى لو أتى لاحقاً رئيس ديموقراطي.
من جانب آخر، يبدو أن الأوروبيين عامة يعتقدون أن التحدي الروسي قائم وخطير، وأنها مسألة وقت حتى تستعيد موسكو عافيتها بعد أوكرانيا وتعود لمهاجمة دولة ضمن دول الناتو، وهذا ما دفع البولنديين مثلاً للحديث عن سعيهم ليكون لديهم أقوى جيش في أوروبا.
من جانب آخر، صرّحت أنيت إمدن الشهر الماضي، رئيسة المكتب الاتحادي للمشتريات العسكرية في ألمانيا، لصحيفة تاج شبيجل: «يجب الحصول على كل ما هو ضروري للاستعداد الكامل للدفاع عن البلاد بحلول عام 2028»، وهو ما يتوافق مع تصريح الجنرال الألماني رئيس كارستن بروير مؤخراً من أن روسيا قد تكون في وضع يسمح لها «بشن هجوم واسع النطاق ضد أراضي حلف شمال الأطلسي» بحلول عام 2029.
هذا التصريح قابله تصريح جنرال متقاعد من الجيش البريطاني مؤخراً، وهو السير باتريك ساندرز الذي يتوقع أن تهاجم روسيا دولة ناتو بحلول 2030، وأن بريطانيا سيكون لزاماً عليها التحرك حينها، كل هذه الهواجس تعد سبباً رئيسياً للزيارة، ولإلحاح الملف العسكري على الأجندات الأوروبية عامة، لكنه أيضاً يفتح نافذة صغيرة على فكرة خبيثة، وهي: هل يسعى الأوروبيون ليستمر النزاع في أوكرانيا أطول مدة ممكنة استنزافاً لموسكو؟
هذا التقارب البريطاني الفرنسي لا يخلو من طموحات توسعية بعد أن أصبحت أوروبا بالمجمل تخلو من دول رئيسية مثل الصين وأمريكا وروسيا أو حتى الهند من المشاركة العسكرية المشتركة وصولاً إلى مبيعات سلاح محتملة، خاصة إذا نجح الطرفان في تطوير طائرة الجيل الخامس وتجاوزا الخلافات البينية في ملكية براءات الاختراع.
دلالات الزيارة كبيرة على المستوى الأوروبي، وعلى مستوى الهواجس البريطانية والفرنسية، في نقاط الاتفاق وفي مواطن الاختلاف الحالية الكثيرة، والتي لا تخلو من ذكريات من الصراع والتنافس وبعض من التقارب لا سيما في الحربين العالميتين، ولهذا تبدو مواسم التحديات الأكثر جذباً للطرفين.
لكن يبقى التحدي الحقيقي للطرفين، أولاً: إلى أي مدى سيقبل الأوروبيون جميعاً أن تكون بريطانيا وفرنسا مجتمعتين المظلة النووية التي تحميهم مع كل تحديات الثقة التي تصاحب هذا السؤال، والسؤال اليومي الملح: إلى أي مدى ينجح الطرفان في توفير الميزانيات المطلوبة عسكرياً، على حساب متطلبات الناخب اليومية في ظل ظرف اقتصادي صعب.
أخبار ذات صلة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترمب يعتزم القيام بثاني زيارة دولة إلى المملكة المتحدة
ترمب يعتزم القيام بثاني زيارة دولة إلى المملكة المتحدة

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

ترمب يعتزم القيام بثاني زيارة دولة إلى المملكة المتحدة

يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب القيام بثاني زيارة دولة غير مسبوقة إلى المملكة المتحدة خلال الفترة من 17 إلى 19 أيلول (سبتمبر) المقبل، حيث سيستضيفه الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا في قلعة وندسور، حسبما أعلن قصر باكنغهام اليوم الاثنين. وسيرافق ترمب، الذي يعد داعما كبيرا للعائلة المالكة، وخاصة للملك، زوجته ميلانيا ترمب خلال الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام، حسبما أكد القصر. ولم يدع أي رئيس أميركي لزيارة دولة لمرة ثانية. وقد استمتع ترمب سابقا بفخامة وبهجة زيارة الدولة في عام 2019 خلال ولايته الأولى عندما استضافته والدة تشارلز الراحلة، الملكة إليزابيث الثانية. وقد سلم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الدعوة للزيارة الثانية من الملك يدا بيد في شباط (فبراير) الماضي خلال اجتماع في البيت الأبيض. وبعد قراءتها، قال ترمب إنها «شرف عظيم جدا» وبدا مسرورا بشكل خاص بحقيقة أنه سيقيم في قلعة وندسور، غرب العاصمة. وقال: »هذا شيء عظيم حقا». يشار إلى أن العرف المتبع فيما يتعلق برؤساء الولايات المتحدة الذين يتولون ولاية ثانية والذين قاموا بالفعل بزيارة دولة هو عادة تناول الشاي أو الغداء مع العاهل في قلعة وندسور، كما كان الحال بالنسبة للرئيسين السابقين جورج دبليو بوش وباراك أوباما. وينظر إلى الزيارة على أنها جزء من جهود ستارمر للإبقاء على ترمب قريبا وتقليل تأثير بعض سياساته على المملكة المتحدة. وتبدو العلاقة بين الاثنين ودية، وقد ساعدت المملكة المتحدة على تجنب مواجهة نفس أنواع الرسوم الجمركية الأميركية الباهظة التي تشهدها دول أخرى. لكن مثل زيارة ترامب السابقة، من غير المرجح أن يرحب به الجميع. ففي المرة الماضية، شهد يوم من الاحتجاجات تحليق بالون عملاق يصور ترمب كطفل برتقالي غاضب خارج البرلمان.

أسعار النفط تستقر مع تصاعد التوترات التجارية وتراجع شهية المخاطرة
أسعار النفط تستقر مع تصاعد التوترات التجارية وتراجع شهية المخاطرة

الشرق للأعمال

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق للأعمال

أسعار النفط تستقر مع تصاعد التوترات التجارية وتراجع شهية المخاطرة

استقرت أسعار النفط بعد تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب للحرب التجارية، إذ أثّرت تهديداته بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك، على شهية المخاطرة وآفاق الطلب على الطاقة. ولم يشهد خام "برنت" تغيراً يُذكر وظل فوق مستوى 70 دولاراً للبرميل، بعدما سجل مكاسب بنسبة 3% الأسبوع الماضي، فيما تجاوز خام "غرب تكساس الوسيط" مستوى 68 دولاراً. وتراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية بعد التهديدات الجديدة، والتي أعقبت إجراءات تجارية أميركية طالت دولاً من كندا إلى البرازيل والجزائر الأسبوع الماضي. ترقّب لموقف ترمب من روسيا في الوقت نفسه، يترقّب المستثمرون "بياناً مهماً" وعد به ترمب بشأن روسيا في وقت لاحق من يوم الإثنين، وقد يتناول فيه الحرب في أوكرانيا وسياسة العقوبات الأميركية. وقبل ذلك، أعلن الرئيس للصحفيين يوم الأحد، أن واشنطن سترسل مزيداً من الأسلحة إلى كييف. ولا تزال العقود الآجلة للنفط منخفضة بأكثر من 5% منذ بداية العام، في وقت تمر السوق بمرحلة معقدة. فقد هدأت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بعد الصراع بين إسرائيل وإيران، مما ضغط على الأسعار، في حين تصاعدت الحرب التجارية بقيادة الولايات المتحدة وسط موجة من التهديدات الجديدة من ترمب. في المقابل، يسرّع تحالف "أوبك+" إعادة بعض الإمدادات التي سبق وفرض قيوداً عليها، ما أثار مخاوف من إمكانية حدوث تخمة في الإمدادات. وكان وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة سهيل المزروعي رد على هذه المخاوف في تصريحات سابقة لـ"الشرق"، قائلاً: "التشكيك كان مستمراً من البداية... ونحن دائماً نقول إننا الأقرب للسوق، ونحن من نبيع فيه... وإذا هذه المجموعة (أوبك+) لا تعلم السوق، لا أدري من هو يعلم السوق أكثر منا".

عاجل: إيطاليا: أوروبا جاهزة لفرض رسوم بـ 21 مليار يورو إذا لم نتفق مع أميركا
عاجل: إيطاليا: أوروبا جاهزة لفرض رسوم بـ 21 مليار يورو إذا لم نتفق مع أميركا

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

عاجل: إيطاليا: أوروبا جاهزة لفرض رسوم بـ 21 مليار يورو إذا لم نتفق مع أميركا

قال وزير خارجية إيطاليا، اليوم الاثنين، إن أوروبا جاهزة لفرض رسوم بـ 21 مليار يورو إذا لم نتفق مع أميركا. ذكر الاتحاد الأوروبي، يوم الأحد، أنه سيمدد تعليق التدابير المضادة للرسوم الجمركية الأميركية حتى أوائل أغسطس/آب وسيواصل الضغط من أجل التوصل إلى تسوية عبر المفاوضات، وذلك في وقت تطالب فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمزيد من التنازلات من الشركاء التجاريين. وقال ترامب يوم السبت، إنه سيفرض رسوما جمركية 30% على معظم الواردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك اعتبارا من الأول من أغسطس/آب، ليزيد بذلك من تحذيرات مماثلة لدول أخرى ويمنحها أقل من ثلاثة أسابيع للتوصل إلى اتفاقات إطارية قد تخفض معدل الرسوم الجمركية الذي يهدد بفرضه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store