
تحالف أوبك+ يضع النفط الصخري الأميركي في مرمى سياساته مع زيادة الإنتاج
يمضي تحالف أوبك+ في خطة لزيادة إنتاج النفط ومعاقبة الأعضاء الذين يتجاوزون حصص الإنتاج المقررة، وفي الكواليس تضغط السعودية وروسيا اللتان تتزعمان المجموعة لتحقيق هدف آخر يتمثل في مواجهة إنتاج
النفط الصخري الأميركي
لاستعادة الحصة السوقية التي استحوذت عليها الولايات المتحدة.
وكانت آخر حرب أسعار شنتها منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) على المنتجين الأميركيين قبل 10 سنوات قد باءت بالفشل، إذ سمحت تطورات التكنولوجيا والتنقيب لشركات إنتاج النفط الصخري الأميركي بخفض التكاليف والمنافسة بأسعار أقل، وتمكنت هذه الشركات في السنوات التالية من انتزاع حصة سوقية من أوبك التي تضم 12 عضواً.
ومع ذلك، أصبح الإنتاج الأميركي الآن أكثر ضعفاً وأقل مناعة في مواجهة
حرب أسعار
، بعد سجل منتجو النفط الصخري الأميركي ارتفاعاً في التكاليف في السنوات الثلاث الماضية. كما تراجع دخل هذه الشركات بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية، وهو شيء ارتبط جزئياً بالتداعيات الاقتصادية لسياسات الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتحدثت وكالة رويترز، إلى 10 من مندوبي تحالف أوبك+، الذي يضم أوبك ومنتجين آخرين من بينهم روسيا وكازاخستان، ومصادر في القطاع أطلعتهم السعودية أو روسيا على استراتيجية الإنتاج. ووفقاً لأربعة من المصادر العشرة، فإن استعادة جزء من الحصة السوقية هو أحد الدوافع وراء قرار في الثالث من مايو/ أيار بإلغاء تخفيضات الإنتاج بسرعة أكبر مما كان مخططاً له سابقاً، إلا أن أياً من المصادر العشرة لم يقل إن الاستراتيجية تمثل حرب أسعار حتى الآن.
طاقة
التحديثات الحية
وزير الطاقة التركي: احتياطي النفط الصخري نحو 6 مليارات برميل
وقالت المصادر، التي رفضت جميعها الكشف عن هوياتها نظراً إلى حساسية الأمر، إنه لإلحاق ضرر بمنتجي النفط الصخري اليوم، سيحتاج تحالف أوبك+ إلى دفع أسعار النفط إلى الانخفاض بشكل أكبر من مستوياتها الحالية التي تبلغ نحو 65 دولاراً للبرميل لتصل إلى أقل من مستوى بين 55 و60 دولاراً.
وقال أحد المصادر المطلعة على تفكير السعودية، إن "الفكرة هي إثارة الكثير من الغموض حول خطط الآخرين مع النزول بالأسعار إلى أقل من 60 دولاراً للبرميل". ولم يرد مركز التواصل الحكومي السعودي ولا مكتب نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك ولا أوبك على طلبات التعليق.
وأشار تحالف أوبك+ إلى "أساسيات السوق الصحية الحالية، التي تنعكس في انخفاض مخزونات النفط" بوصفها أساساً لقرار الإنتاج. ومع ذلك، تأتي زيادات إنتاج أوبك+ بالتزامن مع نفاد مخزون أفضل مناطق النفط الصخري عالي الجودة في أكبر حقول النفط الأميركية، وهو حقل برميان. ومع توجه المنتجين نحو المناطق الثانوية، ترتفع تكاليف الإنتاج. كما فاقم التضخم تلك التكاليف.
ويحتاج منتجو النفط الصخري الآن إلى سعر 65 دولاراً للبرميل في المتوسط لتحقيق الربح، وفقاً لمسح أجراه بنك الاحتياطي الاتحادي في دالاس للربع الأول من العام وشمل أكثر من 100 شركة نفط وغاز في تكساس ونيو مكسيكو ولويزيانا. وفي المقابل، يقدر المحللون تكاليف الإنتاج في السعودية بما يراوح بين ثلاثة وخمسة دولارات للبرميل الواحد، وفي روسيا بما يراوح بين 10 و20 دولاراً للبرميل.
السعودية هي المنتِج الأخير الصامد في أوبك+
خلال الذروة، كان إنتاج أوبك يشكل أكثر من نصف النفط العالمي. لكن هذه الهيمنة آخذة في الانحسار، إذ تفيد بيانات المنظمة بأن حصتها السوقية تراجعت من 40 % قبل 10 سنوات فقط إلى أقل من 25 % هذا العام. وارتفعت حصة الولايات المتحدة من 14 % إلى 20 %.
اقتصاد عربي
التحديثات الحية
وزير الاقتصاد السعودي من الدوحة: مستعدون لمختلف السيناريوهات النفطية
وتنتج أوبك+، مع حلفائها من خارج المنظمة، نحو 48 % من النفط العالمي. وبعد خفض الإنتاج بما يصل إلى 5.85 ملايين برميل يومياً، أو خمسة في المئة من الطلب العالمي، خلال السنوات الخمس الماضية لتحقيق التوازن في السوق، بينما نما إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، تعمل أوبك+ الآن على زيادة الإنتاج.
وذكر أحد المصادر في أوبك+: "حان الوقت لاستعادة الحصة السوقية المفقودة". وتقول السعودية إن تكاليف الإنتاج المنخفضة لديها تعني أنها ستكون المنتج الأخير الصامد في أي منافسة. وقالت المصادر، إن موسكو أصبحت بشكل تدريجي متفقة مع استراتيجية السعودية المتمثلة في ضخ المزيد من النفط لمعاقبة أعضاء أوبك+، مثل العراق وكازاخستان، على الإنتاج الزائد والضغط على آخرين، مثل منتجي النفط الصخري.
وذكر مصدر روسي رفيع المستوى "السبب الرئيسي لاختلال توازن سوق النفط يأتي من نمو (إنتاج) النفط الصخري في الولايات المتحدة". وأضاف المصدر أن وصول سعر النفط إلى ما دون 60 دولاراً للبرميل، وهو سقف السعر الذي فرضته مجموعة السبع على النفط الروسي بسبب الحرب في أوكرانيا، من شأنه أن يسهل الصادرات وربما يكون مناسباً لموسكو.
تداعيات انخفاض أسعار النفط تؤثر على الجميع
جرى التداول على خام برنت القياسي في نطاق يراوح من 70 إلى 80 دولاراً للبرميل خلال معظم فترات العام الماضي، لكنه تراجع إلى أدنى مستوى في أربع سنوات قرب 58 دولاراً للبرميل في إبريل/ نيسان، وذلك مع زيادة الإنتاج من مجموعة أوبك+ ووسط مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي.
وقال لينوا جوان الرئيس التنفيذي لشركة سيرج إنرجي، وهي إحدى أكبر شركات إنتاج النفط الخام الخاصة في الولايات المتحدة ولديها عمليات في حوض برميان، إن التوقيت هو الأسوأ عند المنتجين في أميركا. وأضاف أن إنتاج النفط الأميركي من المرجح أن ينخفض خلال العام الجاري، مع استنزاف مخزونات الخام عالية الجودة. وأوضح أن السياسات التجارية التي تنتهجها الإدارة الأميركية وما نتج عنها من تقلبات في السوق أثقلت كاهل القطاع ونتج عنها توقعات بإفلاس بعض الشركات.
وقال إن "زيادة إنتاج أوبك+ يؤثر على حصة السوق عند منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة". وذكرت شركة بيكر هيوز أن عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة انخفض في وقت سابق من الشهر الجاري، إلى أدنى مستوى له منذ يناير/ كانون الثاني.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري خفضت شركة دايموندباك إنرجي للنفط الصخري توقعاتها للإنتاج في 2025، قائلة إن الضبابية التي تحيط بالاقتصاد العالمي وزيادة إمدادات أوبك+ دفعا إنتاج النفط الأميركي إلى مرحلة قد يشهد خلالها تحولاً ملحوظاً. وحذرت كونوكو فيليبس الأسبوع الماضي، من أن انخفاض الأسعار إلى نحو 50 دولاراً للبرميل قد يؤدي إلى تخفيض واسع النطاق في العمليات، بما يشمل الشركات الكبيرة. لكن حروب الأسعار تؤثر بشدة على الجميع.
طاقة
التحديثات الحية
شركات النفط تتهيأ لهبوط الأسعار... قلق من أميركا والصين
وعلى الرغم من أن شركات النفط تتعرض لضغوط لخفض النفقات الرأسمالية والوظائف وتوزيعات الأرباح، يضع تراجع الأسعار ضغوطاً مالية على الدول التي تعتمد على إيرادات الخام. ويقدر صندوق النقد الدولي، أن روسيا في حاجة إلى أسعار نفط أعلى من 77 دولاراً للبرميل لتحقيق التوازن في ميزانيتها، بينما تحتاج السعودية إلى أسعار تتجاوز 90 دولاراً للبرميل.
ولا يوجد لدى أوبك+ هدف رسمي للسعر، لكن المسؤولين يناقشون بانتظام وجهات النظر حول مستويات الأسعار وتداعياتها على القطاع والاقتصاد العالمي. وفي إشارة إلى استعدادها على الأقل لتحمل بعض الضغوط، أبلغ مسؤولون سعوديون حلفاء وخبراء في القطاع أن المملكة يمكنها تحمل انخفاض الأسعار إلى 60 دولاراً للبرميل، حتى لو اضطرت إلى الاقتراض لدعم الميزانية الحكومية.
(رويترز)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 9 ساعات
- العربي الجديد
شركات الذكاء الاصطناعي تتنافس على أفضل المواهب
منذ إطلاق روبوت الدردشة "تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022، تصاعدت وتيرة توظيف متخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي إلى مستويات عليا، وفقاً لما ذكره 12 شخصاً شاركوا في توظيف باحثي الذكاء الاصطناعي لوكالة رويترز للأنباء. وتسعى شركات مثل "أوبن إيه آي" و"غوغل" جاهدةً للتقدم أو البقاء في سباق ابتكار أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي، من خلال استقطاب أفضل الموظفين الذين يُمكن لعملهم أن يُسهم في نجاح الشركات أو فشلها. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن نايوم براون، أحد الباحثين وراء الإنجازات الأخيرة لشركة أوبن إيه آي في مجال الذكاء الاصطناعي في الرياضيات المعقدة والتفكير العلمي، إنه وجد نفسه عام 2023 يلتقي نخبة التكنولوجيا في واد السيليكون، فمرة ها هو ذا في غداء مع مؤسس "غوغل" سيرغي برين، ومرة يشارك في لعبة بوكر مع مؤسس "أوبن إيه آي" سام ألتمان، ومرة على متن طائرة خاصة مع مستثمر متحمس. في النهاية، اختار براون "أوبن إيه آي" لأنها كانت مستعدة لتخصيص الموارد، البشرية والحوسبية، للعمل الذي كان متحمساً له. وظائف الذكاء الاصطناعي مقابل حوافز مالية قال براون: "في الواقع، لم يكن الخيار الأمثل من الناحية المالية"، موضحاً أن التعويضات ليست هي الأهم بالنسبة إلى باحثين عدة. هذا لم يمنع الشركات من إنفاق ملايين الدولارات على شكل مكافآت وحزم رواتب للباحثين المتميزين، وفقاً لسبعة مصادر مطلعة للوكالة، التي أوردت أن عدداً من كبار باحثي "أوبن إيه آي" الذين أبدوا اهتماماً بالانضمام إلى شركة "إس إس آي" الجديدة، التابعة لكبير العلماء السابق إيليا سوتسكيفر، عُرضت عليهم مكافآت بقيمة مليوني دولار، بالإضافة إلى زيادات في أسهم الشركة بقيمة 20 مليون دولار أو أكثر، في حال بقائهم. ورفض بعضهم، واشترط البقاء لمدة عام واحد فقط للحصول على المكافأة كاملة. وأكد مصدران لـ"رويترز" أن باحثين آخرين في "أوبن إيه آي" تلقوا عروضاً من "إليفن لابز" حصلوا على مكافآت لا تقلّ عن مليون دولار للبقاء في "أوبن إيه آي". وعرضت شركة ديب مايند، من " غوغل "، على كبار الباحثين حزم تعويضات بقيمة 20 مليون دولار سنوياً ومنحاً وأسهماً خارج الدورة المالية. تكنولوجيا التحديثات الحية الذكاء الاصطناعي أكثر إقناعاً من الإنسان في المناظرات لعبة شطرنج لطالما كانت الموهبة مهمة في وادي السيليكون، إلا أن الفرق مع طفرة وظائف الذكاء الاصطناعي يكمن في قلة عدد الأشخاص في هذه المجموعة النخبوية من الوظائف. يمكن أن يراوح العدد من بضع عشرات إلى نحو ألف فقط، وفقاً لما نقلته "رويترز" عن ثمانية مصادر. ويستند ذلك إلى الاعتقاد أن هذا العدد القليل جداً من "المُبرمجين المستقلين" قد قدموا مساهمات هائلة في تطوير "نماذج اللغة الكبيرة"، وهي التقنية التي تعتمد عليها طفرة الذكاء الاصطناعي الحالية، وبالتالي يمكن أن يكونوا عاملاً حاسماً في نجاح النموذج أو فشله. ونقلت الوكالة عن الباحث السابق في "أوبن إيه آي"، هربرت فوس، الذي دخل في منافسة المواهب بعد تأسيس شركته الخاصة، أن "مختبرات الذكاء الاصطناعي تتعامل مع التوظيف وكأنها مباراة شطرنج. إنها تريد التحرك بأسرع ما يمكن، لذا فهي على استعداد لدفع مبالغ طائلة للمرشحين ذوي الخبرة المتخصصة والمتكاملة، تماماً مثل قطع اللعبة (الشطرنج) تتساءل: هل لديّ ما يكفي من القلاع؟ هل لديّ ما يكفي من الفرسان؟".


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
مخاوف مالية تنعش أسواق السندات.. هذه الدول أكبر الرابحين
شهدت الأسواق العالمية اليوم الخميس، ارتفاعاً ملحوظاً في عوائد السندات المالية في عدد من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة واليابان، مدفوعة بمخاوف تتعلق بالعجز المالي، وتراجع الإقبال على مزادات السندات، إلى جانب خطط توسعية في الموازنات الحكومية، ما أثار قلق المستثمرين بشأن استقرار الأسواق على المدى القريب. في السياق، سجلت سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات قفزة جديدة لتصل إلى 4.59%، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من عام ونصف. ويأتي هذا الارتفاع بعد مزاد ضعيف للسندات لأجل 20 عاماً، بلغ فيه العائد 5.125%، ما يعكس تراجعاً في شهية المستثمرين تجاه أدوات الدين الأميركية طويلة الأجل، وسط تحذيرات من اتساع العجز في الموازنة الفيدرالية. أما سندات لـ30 عاماً، فقد تجاوزت حاجز 5% مجدداً، مسجلة 5.075%، في إشارة إلى ارتفاع التكاليف التمويلية للحكومة الأميركية في ظل توجهها لزيادة الاقتراض العام. في اليابان، ارتفع عائد السندات اليابانية العشرية إلى أعلى مستوى له في أكثر من شهر ونصف، بعد أن قفزت عوائد سندات الخزانة الأميركية، إثر ضعف الطلب على سندات العشرين عامًا. وخلال تعاملات الخميس، ارتفع عائد السندات اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 4 نقاط أساس ليصل إلى 1.56%، في تمام الساعة 08:57 صباحًا، وهو أعلى مستوى له منذ 28 مارس/آذار. وارتفع عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عامًا بمقدار نقطتي أساس ليصل إلى 3.163%، بعدما سجل في الجلسة السابقة أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3.187%. بينما سجّلت عوائد السندات الألمانية طويلة الأجل أعلى مستوى لها في شهرين اليوم الخميس، وسط تزايد المخاوف بشأن التوقعات المالية في الولايات المتحدة، بعد ضعف الطلب في مزاد سندات الخزانة الأميركية يوم الأربعاء. ويركّز المستثمرون اليوم على صدور بيانات مؤشرات مديري المشتريات لقطاعي التصنيع والخدمات لشهر مايو/أيار في كل من منطقة اليورو، وبريطانيا، والولايات المتحدة، باعتبارها مؤشرات مبكرة لأداء الاقتصاد العالمي. وفي سياق متصل، ارتفعت عوائد سندات منطقة اليورو بشكل طفيف، لكن أداء السندات طويلة الأجل بقي دون المستوى المطلوب. وصعدت عوائد السندات الألمانية لأجل 30 عامًا بنحو نقطتين أساس، لتصل إلى 3.168%، بعدما لامست في وقت سابق أعلى مستوى لها منذ منتصف مارس/آذار عند 3.179%. وكانت العوائد الألمانية قد ارتفعت بشكل حاد في مارس/آذار بعد تعديل تاريخي في قواعد الاقتراض في البلاد، إلى جانب إعلان الحكومة عن برنامج إنفاق ضخم. كما صعدت عوائد السندات لأجل 10 سنوات، المعيار القياسي لمنطقة اليورو، بمقدار نقطة أساس واحدة لتصل إلى 2.654%، في حين تراجع عائد السندات لأجل عامين، الأكثر حساسية للتغيرات في أسعار الفائدة، بشكل طفيف إلى 1.86%. أسواق التحديثات الحية ارتفاع الدين الأميركي يربك الأسواق.. هبوط الدولار والنفط والأسهم وفي الولايات المتحدة، زادت المخاوف بشأن عبء الدين، والتي أثارها مشروع قانون الضرائب الذي قدمه الرئيس دونالد ترامب، إلى زيادة تكاليف الاقتراض هذا الأسبوع. وتزايد الضغط أيضًا بفعل ضعف الطلب في مزاد سندات الخزانة الأميركية لأجل 20 عامًا بقيمة 16 مليار دولار يوم الأربعاء، وذلك عقب خفض وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني الممتاز للولايات المتحدة الأسبوع الماضي. واستقر العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عامًا فوق مستوى 5%، بعدما بلغ أعلى مستوى له في عام ونصف خلال الليلة الماضية. وفي السياق ذاته، ارتفع العائد على السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات، والتي تُعد مقياسًا لأداء اقتصادات دول الأطراف في منطقة اليورو ، بمقدار 1.5 نقطة أساس ليبلغ 3.66%، كما ارتفع العائد على السندات لأجل 30 عامًا بمقدار نقطتين أساس إلى 4.52%. وتشير التحركات الأخيرة في عوائد السندات إلى تصاعد القلق لدى المستثمرين حيال الوضع المالي لعدد من الدول، خصوصاً في ظل توقعات بتشديد السياسات النقدية وارتفاع مستويات الدين العام. وتتجه الأسواق العالمية إلى تسعير مرحلة طويلة الأمد من العوائد المرتفعة، ما ينذر بتداعيات واسعة على الاستثمارات و النمو الاقتصادي في النصف الثاني من 2025 (رويترز، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
لماذا يضخّم ترامب أرقام الدعم الخليجي وتكاليف القبة الذهبية؟
بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 ، بعد عودته من الخليج، في تضخيم الأرقام المتعلقة بما حصل عليه من أموال واستثمارات، كما ضخم أرقام تكاليف مشروع الدرع الصاروخي (القبة الذهبية) الذي اقترحه، ما أثار انتقادات اقتصاديين وصحف أميركية، ودفع نواب حزبه (الجمهوري) للتخوف من عقبات تواجه قانون إنفاق كبير يتضمن العديد من وعود حملته الانتخابية، ستُضاف إليه التكاليف الباهظة للقبة. وسأل مراسلو الشبكات الأميركية يوم 20 مايو/أيار الجاري: "لماذا مشروع القبة الذهبية بينما النقاد يقولون إن تكلفته ستكون باهظة؟" رد ترامب قائلًا: "بإمكاننا تحمّل ذلك، كما تعلمون، حصلنا على 5.1 تريليونات دولار في الأيام الأربعة الماضية من الشرق الأوسط (دول الخليج)". وقد وصف الصحافي الاستقصائي آرون روبار، ذلك عبر حسابه على منصة "إكس"، وموقع "ببليك نوتس"، بتاريخ 20 مايو/أيار، بأنه "أكاذيب"، مستغربًا تكرار الرئيس الأميركي الكذب في كل تصريحاته الاقتصادية، وذكر أرقام غير صحيحة لما حصل عليه من الخليج وتكاليف القبة الذهبية. وقالت صحيفة "بيزنس ستاندرد" يوم أمس، إن ترامب يواصل مزاعمه بشأن حجم استثمارات دول الشرق الأوسط في الولايات المتحدة، وأنه منذ انتهاء زيارته للخليج، رفع الرقم من 2 تريليون دولار إلى 7 تريليونات دولار، وفقًا لتصريحاته وبيانات البيت الأبيض. كما زعم ترامب أن التكلفة الإجمالية للقبة الذهبية 175 مليار دولار، لكن مراجعة أجراها "مكتب الميزانية في الكونغرس" قدّرت أن تكلفة العناصر العسكرية الفضائية وحدها قد تصل إلى 542 مليار دولار لنشرها وتشغيلها على مدى العشرين عامًا القادمة. وقد خصص الكونغرس 25 مليار دولار للقبة الذهبية في ميزانية الدفاع للعام المقبل. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في التاريخ نفسه، أن المشروع لن يكون سهلًا أو رخيصًا، حيث سيتكلف مليارات الدولارات، ويشمل أنظمة جوية وبرية وبحرية وفضائية، وسيستغرق 20 عامًا. وأكدت أن القبة الذهبية ليست برنامجًا منفردًا، بل ستتكون من 100 برنامج أو أكثر تُدمج معًا لتشكّل درعًا شاملًا من الساحل إلى الساحل، ومن الحدود إلى الحدود ضد الهجمات الجوية، وتتضمن أنظمة لكشف صواريخ الأعداء وتتبعها وتدميرها قبل أن تضرب، وكل هذا مُكلف جدًّا. وتضع شركات المقاولات العسكرية وشركات الصواريخ الأميركية، بما في ذلك شركة "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك، استراتيجياتها للفوز بمنافسات عقود بناء النظام. وأنفقت الحكومة الأميركية ما يقرب من 300 مليار دولار على أنظمة الدفاع الصاروخي على مدى العقود الأربعة الماضية، وفقاً لـ"نيويورك تايمز". اقتصاد دولي التحديثات الحية رئيس جهاز قطر: نريد مضاعفة الاستثمارات في الولايات المتحدة كيف زيّف أرقام الخليج؟ وأشارت صحيفة "بيزنس ستاندرد"، إلى أن ترامب ذكر للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية يوم 15 مايو/أيار، وقبل أن تنتهي جولته في الخليج: "لقد حصلنا للتو على 4 تريليونات دولار". لكن بيانًا للبيت الأبيض في اليوم نفسه قال إن الزيارة الرسمية الأولى لترامب "أسفرت عن إبرام صفقات رائعة بقيمة تزيد عن تريليوني دولار". ولكن عاد ترامب ليقول في تصريحاته أمام قيادة مركز كينيدي بتاريخ 19 مايو/أيار: "لقد جلبنا حوالي 5.1 تريليونات دولار"، بل ورفع المبلغ إلى 7 تريليونات، قبل اجتماع في مبنى الكابيتول الأميركي مع أعضاء مجلس النواب الجمهوريين، حيث قال إنهم (دول الخليج) ينفقون (أعطونا) 5.1 تريليونات دولار، وربما يصل المبلغ إلى 7 تريليونات دولار بحلول الوقت الذي نتوقف فيه. وقدّم البيت الأبيض تفصيلًا لقيمة الـ 2 تريليون دولار في بيانه الصادر يوم 16 مايو/أيار ، وشمل ذلك استثمارات بقيمة 600 مليار دولار من المملكة العربية السعودية ضمن التزام مدّته أربع سنوات، وتبادل اقتصادي بقيمة 1.2 تريليون دولار مع قطر، إلى جانب صفقات تجارية ودفاعية بقيمة 243.5 مليار دولار. أما صفقات الإمارات، فقُدّرت بـ 200 مليار دولار مع الولايات المتحدة، ليصل إجمالي ما تعهّد به البيت الأبيض مبدئيًّا إلى 2.24 تريليون دولار، شريطة الوفاء بجميع هذه الالتزامات. وليس من المؤكد أن تتحقق كل الالتزامات الاستثمارية أو الوظائف الموعودة، وبالتالي فإن الحصيلة النهائية قد لا تكون بقدر ما جرى الوعد به، بحسب ما نقلته "بيزنس ستاندرد". صفقات الخليج والقبة الذهبية وفي مؤتمره الصحافي، قال ترامب: "حصلنا على 5.1 تريليونات دولار من الشرق الأوسط (دول الخليج)، وتكلفة بناء القبة الذهبية لا تمثّل إلا جزءًا صغيرًا من تلك العوائد"، ما أثار تساؤلات عن علاقة جولته الخليجية بالقبة الذهبية، وهل يقصد أنه سيبنيها بأموال الخليج. في السياق، قالت المحللة الاقتصادية في قناة "أي أس تي في" الإسبانية إيتي كنور إيفانز، يوم أمس، إن ترامب يبالغ في تكاليف القبة الذهبية، في حين يكافح الجمهوريون في الكونغرس لإقرار مشروع قانون إنفاق كبير يتضمن العديد من وعود حملته الانتخابية، واعتبرت أن تقديم البيت الأبيض مبادرة أخرى مكلفة يزيد الضغوط على الجمهوريين في الكونغرس لتمرير صفقات كهذه تتطلب مبالغ ضخمة. وذكرت صحيفة "ذا نيو ريبابليك"، أن قادة قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية (نوراد) وصفوا النظام الحالي بأنه مناسب، ما يعني أن الولايات المتحدة ليست في حاجة لتكاليف مشروع ترامب، لكن الرئيس ردّ عليهم بقوله إنّ الوضع الحالي لقدرات الدفاع الصاروخي الأميركية ليس نظامًا، قائلًا: "لدينا بعض المجالات للصواريخ والدفاع الصاروخي، ولكن لا يوجد نظام". وعندما سأل أحد المراسلين دونالد ترامب عما إذا كان القادة العسكريون يريدون بالفعل تحديث النظام الصاروخي بمشروع القبة الذهبية، لم يتمكّن من الردّ أو تفسير ذلك، وحين سأله مرة أخرى إذا كان الجيش قد طلب بالفعل نظام الدفاع الصاروخي الفضائي، أجاب ترامب بأنه هو من اقترح ذلك، وأن القادة العسكريين "أحبّوا الفكرة". وتوقّع المحللون تكاليف أعلى بكثير للمشروع، تتجاوز 500 مليار دولار، وحذّروا من تحديات تكنولوجية هائلة، بحسب تقارير أميركية. وفي السياق نفسه، تقول صحيفة "بيزنس ستاندرد" إن سبب تزييف ترامب للأرقام، يرجع لاستراتيجية يتبعها، فهو الذي صاغ مصطلح "المبالغة الصادقة" في كتابه "فن إبرام الصفقات"، لذا زاد بشكل مطرد خلال الأيام القليلة الماضية حجم الأموال التي يقول إن دولًا في الشرق الأوسط تعهّدت بها.