
افتتاح الدورة 59 لمهرجان قرطاج: محمد القرفي يُحيي الذاكرة الموسيقية التونسية والحضور الجماهيري دون المأمول
ورغم الطابع التوثيقي العميق وقيمة المشروع الموسيقي ، إلا أن العرض لم يحظَ بالإجماع، لا من حيث الحضور الجماهيري الذي كان دون المأمول ، ولا من حيث التفاعل الركحي المنتظر من سهرة افتتاحية لمهرجانٍ يحمل رمزية ثقافية كبرى.
تحية للأغنية التونسية... لكن بصدى خافت
قدّم القرفي عرضًا ضم 25 فقرة موسيقية وغنائية واستعراضية ، تخلّلتها مقاطع تمثيلية وشهادات موسيقية حية، عبر مشاركة الفنانين حمزة فضلاوي، محرزية الطويل، شكري عمر الحناشي، والشاذلي الحاجي ، بمرافقة الأوركستر السمفوني التونسي و الفرقة الوطنية للفنون الشعبية ، إلى جانب حضور لافت للممثل جمال المداني في ثنائية التقديم والغناء.
لكن الحفل، ورغم استدعائه لرموز مثل الهادي الجويني، خميس الترنان، محمد الجموسي، وصالح الخميسي ، لم يُقنع شريحة من الجمهور، الذين اعتبروا أن "العرض جاء أقل من التطلعات، فاقدًا للروح والحيوية اللازمة لافتتاح واحد من أهم المهرجانات الصيفية في تونس".
فقرة "هلّالو": إحياء أم استعراض خارج السياق؟
من بين اللحظات الأكثر إثارة للجدل ، جاءت فقرة "هلّالو" ، وهي مقطوعة نحاسية استُحضرت فيها أجواء الاحتفال بختان الأطفال، اعتبرها بعض الحاضرين "خارجة عن السياق" ، مشيرين إلى أنها "لا تليق بافتتاح مهرجان له رمزية فنية وثقافية مثل قرطاج" ، ومطالبين بتخصيص عرض مستقل لمثل هذه الطقوس.
اجتهادات موسيقية محل تساؤل
عبّر عدد من الحاضرين عن امتعاضهم من بعض محاولات إعادة التوزيع الموسيقي للأغاني التراثية ، معتبرين أنها أفقدت الأعمال شيئًا من أصالتها ووقعها ، بل وصفها بعضهم بأنها "تركيب مشوّه لتراثنا الموسيقي"، مطالبين بتقديم التراث كما هو، دون تحويرات أو تحديثات "غير مدروسة".
حضور رسمي دون توهج جماهيري
واكب العرض كل من رئيس مجلس نواب الشعب إبراهيم بودربالة و وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي ، إلى جانب عدد من الوجوه الفنية والإعلامية. ورغم ذلك، فقد لاحظ متابعون أن المدارج لم تكن ممتلئة ، ما يعكس فتورًا جماهيريًا واضحًا تجاه العرض الافتتاحي.
في المحصلة، وبالرغم من النية الفنية النبيلة لمحمد القرفي في الحفاظ على الذاكرة الموسيقية التونسية، فإن الافتتاح لم يحقق الإجماع ، وفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى تطابق خيارات البرمجة مع انتظارات الجمهور العريض ، خاصة في دورات يشهد فيها المهرجان منافسة كبيرة من مهرجانات صيفية أخرى أكثر تنوعًا وانفتاحًا على الأذواق المتعددة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Babnet
٢٠-٠٧-٢٠٢٥
- Babnet
افتتاح الدورة 59 لمهرجان قرطاج: محمد القرفي يُحيي الذاكرة الموسيقية التونسية والحضور الجماهيري دون المأمول
افتتحت، ليلة السبت 19 جويلية 2025، فعاليات الدورة 59 من مهرجان قرطاج الدولي بعرض موسيقي بعنوان "من قاع الخابية" ، أمضاه الدكتور والموسيقار محمد القرفي ، وجاء بمثابة تحية فنية لذاكرة الأغنية التونسية ، مستعرضًا مراحلها من بدايات القرن العشرين وحتى الألفية الثالثة. ورغم الطابع التوثيقي العميق وقيمة المشروع الموسيقي ، إلا أن العرض لم يحظَ بالإجماع، لا من حيث الحضور الجماهيري الذي كان دون المأمول ، ولا من حيث التفاعل الركحي المنتظر من سهرة افتتاحية لمهرجانٍ يحمل رمزية ثقافية كبرى. تحية للأغنية التونسية... لكن بصدى خافت قدّم القرفي عرضًا ضم 25 فقرة موسيقية وغنائية واستعراضية ، تخلّلتها مقاطع تمثيلية وشهادات موسيقية حية، عبر مشاركة الفنانين حمزة فضلاوي، محرزية الطويل، شكري عمر الحناشي، والشاذلي الحاجي ، بمرافقة الأوركستر السمفوني التونسي و الفرقة الوطنية للفنون الشعبية ، إلى جانب حضور لافت للممثل جمال المداني في ثنائية التقديم والغناء. لكن الحفل، ورغم استدعائه لرموز مثل الهادي الجويني، خميس الترنان، محمد الجموسي، وصالح الخميسي ، لم يُقنع شريحة من الجمهور، الذين اعتبروا أن "العرض جاء أقل من التطلعات، فاقدًا للروح والحيوية اللازمة لافتتاح واحد من أهم المهرجانات الصيفية في تونس". فقرة "هلّالو": إحياء أم استعراض خارج السياق؟ من بين اللحظات الأكثر إثارة للجدل ، جاءت فقرة "هلّالو" ، وهي مقطوعة نحاسية استُحضرت فيها أجواء الاحتفال بختان الأطفال، اعتبرها بعض الحاضرين "خارجة عن السياق" ، مشيرين إلى أنها "لا تليق بافتتاح مهرجان له رمزية فنية وثقافية مثل قرطاج" ، ومطالبين بتخصيص عرض مستقل لمثل هذه الطقوس. اجتهادات موسيقية محل تساؤل عبّر عدد من الحاضرين عن امتعاضهم من بعض محاولات إعادة التوزيع الموسيقي للأغاني التراثية ، معتبرين أنها أفقدت الأعمال شيئًا من أصالتها ووقعها ، بل وصفها بعضهم بأنها "تركيب مشوّه لتراثنا الموسيقي"، مطالبين بتقديم التراث كما هو، دون تحويرات أو تحديثات "غير مدروسة". حضور رسمي دون توهج جماهيري واكب العرض كل من رئيس مجلس نواب الشعب إبراهيم بودربالة و وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي ، إلى جانب عدد من الوجوه الفنية والإعلامية. ورغم ذلك، فقد لاحظ متابعون أن المدارج لم تكن ممتلئة ، ما يعكس فتورًا جماهيريًا واضحًا تجاه العرض الافتتاحي. في المحصلة، وبالرغم من النية الفنية النبيلة لمحمد القرفي في الحفاظ على الذاكرة الموسيقية التونسية، فإن الافتتاح لم يحقق الإجماع ، وفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى تطابق خيارات البرمجة مع انتظارات الجمهور العريض ، خاصة في دورات يشهد فيها المهرجان منافسة كبيرة من مهرجانات صيفية أخرى أكثر تنوعًا وانفتاحًا على الأذواق المتعددة.


ديوان
١٩-٠٧-٢٠٢٥
- ديوان
الليلة.. افتتاح مهرجان قرطاج بعرض "من قاع الخابية"
تفتتح الليلة 19 جويلية 2025، فعاليات الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي بعرض "من قاع الخابية" للموسيقار محمد القرفي، والذي يستعرض بعض المراحل الهامة من الحياة الفنية في تونس عبر أعمال ملحنين ورسّامين وشعراء أثروا سجل الإبداع التونسي طوال القرن العشرين وما بعده ويتيح هذا العرض فرصة للجمهور ليكتشف من خلالها جانبا من روائع الأغاني لخميس الترنان ومحمد التريكي ومحمد الجموسي وعلي الرياحي والهادي الجويني وعبد الحميد السلايتي وصالح الخميسي. ويشارك في العرض الأوركستر السمفوني التونسي لمسرح الأوبرا، سيستعيد الفنانون حمزة الفضلاوي، محرزية الطويل، شكري عمر الحناشي وضيف الشرف الشاذلي الحاجي هذه الأغاني، مع حضور الممثل القدير جمال المداني والفرقة الوطنية للفنون الشعبية.


Babnet
١٨-٠٧-٢٠٢٥
- Babnet
مهرجان قرطاج 2025: انتقادات قبل الانطلاق وسجالات حول البرمجة وسط تطلع لتدارك العثرات
تنطلق مساء السبت 19 جويلية 2025 فعاليات الدورة الـ59 من مهرجان قرطاج الدولي ، وتتواصل إلى غاية 21 أوت المقبل ، على ركح المسرح الروماني بقرطاج ، في أجواء يطغى عليها الجدل الحاد والانتقادات الواسعة التي سبقت حفل الافتتاح، في علاقة بخيارات البرمجة وتنظيم التظاهرة. عثرات تنظيمية قبل الانطلاق عاشت هذه الدورة ارتباكًا تنظيميًا غير مسبوق تمثّل في سحب معلّقات إعلانية وتراجع عن برمجة عروض بعد الإعلان الرسمي عنها، إضافة إلى نفاد تذاكر عدد من السهرات خلال وقت قياسي وظهورها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، ما أثار سخط الجمهور وطرح تساؤلات بشأن شفافية توزيع التذاكر ومراقبة المسالك التجارية. في ظل هذا الوضع، اتّسعت دائرة الانتقادات من قبل فنّانين ومهنيين ثقافيين وحتى جزء من الجمهور، الذين رأوا في هذه الدورة خروجًا عن تقاليد المهرجان العريق ، خصوصًا في غياب إدارة فنية واضحة ، حيث اختارت وزارة الشؤون الثقافية تكليف لجنة خاصة بتسيير الدورة، دون مدير فني، لأول مرة منذ تأسيس التظاهرة سنة 1964. مواقف الدولة من الثقافة والسيادة في هذا السياق، حمّل رئيس الجمهورية قيس سعيّد المسؤولية للسياسات الثقافية غير المنسجمة مع توجهات الدولة، مؤكدًا خلال لقائه بوزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي بتاريخ 9 جويلية، أن "الثقافة هي قضية سيادة وليست مهرجانات موسمية"، مشدّدًا على ضرورة أن تكون كل تظاهرة امتدادًا لمعركة تحرر وطني ، تعكس إرادة الشعب التونسي ومبادئه. وأضاف سعيّد أن مهرجانات مثل قرطاج كانت، منذ تأسيسها، منصّات للارتقاء بالفن والفكر، ومواقع التقاء بين المناضلين من أجل الحرية والفن ، لا منصات تجارية أو ترفيهية مجرّدة من الرؤية المبدئية. جدل حول برمجة العروض من أبرز محاور الجدل هذا العام، سحب معلّقة الفنان الفلسطيني "سانت ليفانت" ، قبل أن تعود الهيئة لنشر نسخة جديدة، إلى جانب إلغاء عرض الفنانة الفرنسية "هيلين سيغارا" إثر موجة استنكار لمواقفها المناهضة للقضية الفلسطينية. وقد نفت الفنانة لاحقًا، في تصريح لوسائل إعلام دولية، ارتباطها بأي التزام رسمي مع إدارة المهرجان. من جهتها، أكدت إدارة المهرجان التزامها بالموقف التونسي الداعم لفلسطين ، مشيرة إلى أن البرمجة تتضمّن عروضًا تكرّس هذا الموقف، من بينها: * عرض الافتتاح بقيادة المايسترو محمد القرفي يتضمّن مشهدًا يخلّد دعم تونس لفلسطين. عرض الفنان رياض الفهري بعنوان بساط أحمر 2*، يحتفي بـ أطفال رام الله. * مشاركة الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي في عرض "تخيّل روحك تسمع" للفنان كريم الثليبي. * حضور الفنانين سانت ليفانت و محمد عساف في سهرات مستقلة. غياب إفريقي وحضور عربي طاغٍ تتكوّن برمجة الدورة من 20 عرضًا متنوعًا، يسجَّل فيها غياب شبه كلي للعروض الإفريقية رغم دور المهرجان التاريخي في بناء الجسور الثقافية جنوب الصحراء. في المقابل، تطغى العروض العربية ، وخاصة من لبنان ومصر والخليج ، حيث يشارك فنانون من أجيال مختلفة أبرزهم: * نجوى كرم، نانسي عجرم، ناصيف زيتون، آدم، مي فاروق، أحلام (في سهرة الاختتام) * الموسيقار اللبناني العالمي إبراهيم معلوف أما الفن التونسي ، فيحضر في 8 سهرات يحييها فنانون كبار من بينهم: * محمد القرفي، رياض الفهري، لطيفة العرفاوي، صوفية صادق، كريم الثليبي، عزيز الجبالي عروض جماعية مثل من قاع الخابية ، قائدي الأوركسترا ، و سهرة تونسية* بقيادة المايسترو يوسف بالهاني في الجانب الدولي، تحضر عروض من فلكلور عالمي، إلى جانب سهرة مع الفنان كيماني مارلي (نجل الأسطورة بوب مارلي) وعرض للأطفال مع الفنانة الفرنسية شونتال غويا. تذاكر السوق السوداء واستياء نيابي أدى الإقبال الكبير على التذاكر إلى انتعاش السوق السوداء ، حيث تُباع التذاكر بأسعار خيالية، ما استدعى تدخل نواب في البرلمان ، من بينهم نائبة طالبت بمحاسبة المسؤولين عن هذه الممارسات ومكافحة احتكار التذاكر. وسط هذه الانتقادات، يبقى أمل جمهور الثقافة والفن في أن تنجح الدورة 59 في تدارك تعثراتها التنظيمية ، وتقدّم عروضًا ترتقي إلى مستوى الانتظارات الوطنية في ظل التحوّلات التي تشهدها البلاد، وترسيخًا لمكانة تونس كمنصة ثقافية ذات سيادة وموقف ثابت في محيطها العربي والإفريقي والدولي.