
خطيب المسجد الحرام: التقنية نِعمة عظيمة إذا وُجهت للخير
وأضاف: لئن كانت الأمم تتسابق في مضمار التقنية، فإن مملكتنا المباركة قد تميزت برؤيتها، وسارت بخطى ثابتة، وكانت رائدة في هذا الميدان، تستثمر التقنية وتوظفها في خدمة المجتمع والإنسان، حتى صارت نموذجًا يشار إليه ويحتذى به في صورة مشرقة تثبت مكانتها العالمية في مجالات التقنيات المتقدمة، وبرهنت أن التقدم لا يتنافى مع القيم، ولا يتعارض مع المبادئ، بل ينهض بها، ويستند إليها، فارتقت دون أن تنفصل عن جذورها، وتقدمت دون أن تفرط بثوابتها.
وحذّر من غياب الوعي في استخدام التقنية قائلًا: فحينها تصبح الرسائل مزالق، ومن هنا برز داء ابتلي به بعض الناس على اختلاف الأعمار والثقافات والأجناس، إنه داء الإدمان المرضي على وسائل التواصل الاجتماعي، والانغماس في عالم رقمي لا ينتهي، وتحوّل الهواتف عند البعض من أدوات للتواصل، إلى وسائل للعزلة والانفصال، فترى المرء بين الناس جسدًا بلا قلب، وحسًا بلا روح، يتنقل بين المنصات، ويتصفح التطبيقات، تتقاذفه المواقع، وتتكاثر عليه المقاطع، فلا يدري ما يريد، ولا يحصد إلا القليل.
ولفت النظر إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت في الغالب مسرحًا للحياة الزائفة، وموطنًا للمقارنات الجائرة، فدبَّ إلى البعض داء الحسد والبغضاء، وتمكنت من قلوبهم الضغائن والشحناء، وقلَّ الحمد والشكر على النعم والآلاء، مبينًا أنه من الآفات تلك الحسابات المزيفة الخبيثة التي تنفث سمومها في المجتمعات، وتنشر الفتن والاختلافات، وتذكي الضغائن والإشاعات، وتلقي على ألسنة العلماء فتاوى مكذوبة، في حملات مجحفة، وتشويهات متعمدة، لا تراعي دينًا ولا خلقًا.
وشدّد على أن من أعظم النعم أن يدرك الإنسان خلله قبل فوات الأوان، وأن يعالج قلبه قبل أن يستحكم عليه الداء، فكم نحن بحاجة في هذا العالم الرقمي، والضجيج التكنولوجي، إلى دواء لهذا الإدمان المرضي، وذلك بعزلة قصيرة، لإطفاء صخب الأجهزة، لا لاعتزال الحياة، وإعادة التوازن لما اختل من حياتنا.
وأكّد أن التقنية نعمة عظيمة، إذا وُجهت إلى الخير، وقُيدت بقيود الشرع والحكمة، فهي ليست شرًا محضًا، وليست مذمومة في أصلها، بل هي سيف ذو حدين، ويجب استخدامها خادمًا لا سيدًا، وجسرًا إلى الطاعة لا هاوية إلى المعصية، ولتكن وسيلة للعلم والفهم، لا أداة للهوى والجهل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 12 ساعات
- صحيفة سبق
إغلاق مؤقت لمكتبة المسجد الحرام ضمن خطة تطويرية شاملة
أعلنت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي عن إغلاق مكتبة المسجد الحرام، الواقعة في التوسعة السعودية الثانية، مؤقتًا، وذلك لتنفيذ أعمال صيانة وتطوير شاملة تهدف إلى تعزيز البيئة المعرفية وتحسين جودة الخدمات المقدمة لمرتادي المكتبة من الباحثين والمهتمين. وأوضحت الرئاسة أن هذا الإجراء يأتي ضمن خطة تطويرية متكاملة، بالتنسيق مع الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وتستهدف الارتقاء بالخدمات الثقافية والمعرفية التي تقدمها المكتبة، بما يتماشى مع تطلعات زوار الحرمين الشريفين، ويُسهم في تحسين تجربة الباحثين والقراء في أحد أبرز المعالم العلمية في المسجد الحرام. وأكدت الرئاسة حرصها على استكمال أعمال الصيانة وفق أعلى المعايير، وضمن جدول زمني يضمن استئناف العمل بالمكتبة في أقرب وقت ممكن، مع الحفاظ على مقتنياتها القيمة وتطوير خدماتها بما يواكب التقدم التقني والمعرفي.


صحيفة سبق
منذ 12 ساعات
- صحيفة سبق
فعالية بحثية كبرى .. "الدارة" تنظّم ملتقى علميًا لتاريخ الحج والحرمين الشريفين
تستعد دارة الملك عبدالعزيز لتنظيم ملتقى علمي يُسلّط الضوء على تاريخ الحج والحرمين الشريفين، في خطوة جديدة ضمن جهود توثيق أحد أعظم الشعائر الإسلامية وأبرز الرموز الحضارية في التاريخ الإسلامي، والتعريف بها على نحو علمي ومعرفي. ويأتي الملتقى في سياق العناية الكبيرة التي توليها المملكة لتوثيق وتأريخ شعيرة الحج وخدمة الحرمين الشريفين، عبر استخدام أحدث الأساليب والمنهجيات والوسائط التقنية المتطورة. ومن المقرر أن يُعقد الملتقى خلال شهر جمادى الأولى 1447هـ، الموافق لشهر نوفمبر 2025، تحت عنوان: "الحج والحَرَمان الشريفان: التاريخ، الثقافة، العمارة – نحو توثيق معرفي ورقمي مستدام"، بتنظيم علمي من دارة الملك عبدالعزيز، وبالشراكة مع وزارة الحج والعمرة، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، وهما من أبرز الجهات المعنية بتأريخ الحرمين وتوثيق تراثهما. ويهدف الملتقى إلى فتح آفاق بحثية جديدة في دراسة تاريخ الحج والحرمين، من خلال مشاركة باحثين من تخصصات متعددة تشمل التاريخ والعمارة والفنون الإسلامية والأدب والجغرافيا والإعلام والدراسات الرقمية، لتقديم رؤى معرفية تسهم في حفظ هذا الموروث ونقله للأجيال بلغة العصر. كما يناقش الملتقى الإمكانات التي تتيحها التقنيات الحديثة في توثيق تجربة الحج والحرمين عبر وسائط رقمية تفاعلية تُعزّز الوعي الحضاري والثقافي، وتدعم الجهود الأكاديمية والمتحفية والعالمية ذات الصلة. ويرتكز الملتقى على خمسة محاور رئيسية، تشمل: خدمة المملكة للحرمين الشريفين، والحج والحَرَمان في المدونات التاريخية وأدب الرحلات، والعمارة والهوية البصرية للحرمين، والحج في الثقافة والذاكرة الاجتماعية، إضافة إلى محور التقنيات الحديثة في توثيق الشعائر. يُذكر أن دارة الملك عبدالعزيز بدأت استقبال البحوث المشاركة، وستستمر في تلقيها حتى نهاية شهر ربيع الأول 1447هـ، لتخضع بعد ذلك للتحكيم العلمي لمدة شهر، يعقبه شهر للتعديلات، ثم تُعلن الأوراق المقبولة خلال أسبوعين من انتهاء فترة التعديلات.


الرياض
منذ 17 ساعات
- الرياض
في تجربة لتعزيز جودة الحياة…بلدية الظهران تطلق مشروع 'الرذاذ المائي'
أطلقت أمانة المنطقة الشرقية، ممثلة ببلدية مدينة الظهران، مشروعاً يتمثل في تركيب أنظمة 'الرذاذ المائي' في عدد من الحدائق العامة والمماشي، كأول تجربة من نوعها على مستوى المنطقة، وذلك في إطار جهودها المستمرة لتحسين المشهد الحضري والارتقاء بجودة الحياة في المدن. ويأتي هذا المشروع ضمن مبادرات الأمانة الرامية إلى تحسين جودة الحياة، أحد برامج رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى توفير بيئة مستدامة، وتعزيز أنسنة المدن، ورفع مستوى رفاهية السكان. وأوضح رئيس بلدية الظهران المهندس فيصل القحطاني، أن المشروع يُعد استجابة عملية للارتفاعات المتكررة في درجات الحرارة، خاصة خلال فصل الصيف، حيث يعتمد نظام الرذاذ على ضخ رذاذ دقيق من المياه في مواقع محددة داخل الحدائق والمماشي، بما يسهم في تبريد الهواء المحيط وتحسين تجربة الزوار. وأضاف أن النظام يساهم أيضًا في تحسين جودة الهواء وخلق بيئة صحية ونقية، ما ينعكس إيجابًا على راحة وصحة مرتادي المواقع العامة، ويُشجع على قضاء وقت أطول في المساحات المفتوحة، خاصة في أوقات الذروة الحرارية. وذكر المهندس القحطاني، أن هذه التجربة تهدف إلى تعزيز جاذبية الحدائق والمماشي وزيادة معدلات الإقبال عليها، مشيرًا إلى أن البلدية تعمل على تقييم نتائج المرحلة الأولى تمهيدًا لتوسيع نطاق المشروع ليشمل مواقع إضافية في مدينة الظهران، وذلك ضمن خطة تطويرية متكاملة تتماشى مع تطلعات الأمانة في بناء مدن أكثر استدامة وراحة لسكانها.