logo
المغربي محمد الدوهو يعاين "الكتابة والذّات.. خطوات الخطاب في الرّواية العربيّة"

المغربي محمد الدوهو يعاين "الكتابة والذّات.. خطوات الخطاب في الرّواية العربيّة"

الدستور٢٩-٠٣-٢٠٢٥

عمّان – الدستور – عمر أبو الهيجاء
يقدّم الباحث المغربي محمد الدوهو أطروحة تؤثث في العمق سؤال الكتابة والذات في الرواية العربية، وبالتالي البحث عن تجليات الروائي العربي، ككاتب وكذات كاتبة، في الخطاب الذي يصوغه، وذلك من خلال كتابه الجديد "الكتابة والذات/ خطوات الخطاب في الرواية العربية/ «ألف ليلة وليلتان» لهاني الراهب نموذجًا/ مقاربات سيميائيّة".
الكتاب نفسه، وقد صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن (2025)، في 262 صفحة، جاء في أربعة فصول، في الأول منها يتوقف المؤلّف عند مفهوم المؤلف-الكاتب في الثقافة العربية، متتبعًا "المؤلف في الثقافة العربية: مسار التأهيل والاعتراف"، و"المؤلف وخطابه: مرحلة التجلي"، و"مفهوم المؤلف: الكاتب في حاضر الثقافة العربية"، و"نحو تصور سيميائي لمفهوم الكتابة والذات في الرواية العربية"، و"خطوات الخطابات في الرواية العربية".
ويعنون المؤلف الفصل الثاني من الكتاب بـ"خطوات الخطاب في رواية"، وفيه يدرس رواية «ألف ليلة وليلتان»، من جهة النسق والبنية العميقة، و"سيمائيات العنوان: النواة الاستهلالية"، فـ"أطروحة الاستبداد الشرقي ومفهوم الاستحالة الموروثة"، و"بنية السطح والبنية العالمية".
ويتتبع المؤلف في الفصل الثالث الزمن، والرؤية السردية، وبنية الفضاء في الرواية نفسها. في حين جاء الفصل الرابع تحت عنوان "انفتـاح النـص"، ويتتبع "التناص الداخلي"، و"التناص الذاتي أو الانشطار، في رواية الراهب.
ويختتم الباحث الدوهو كتابه بـ"خاتمة وتركيب"، يقول فيها: "إن مفهوم الكاتب يعتبر الحلقة «المفقودة» في تاريخ الثقافة العربية الكلاسيكية والحديثة على حد سواء، كما أن سؤال الكتابة والذات ينبثق تاريخيا وسياسيا من سؤال الحرية والفرد وخطابه في المجتمعات العربية في علاقته بآليات الاستبداد في المجتمع العربي ومقاومته لصوت الاختلاف، وهو ما يعني أن صيرورة الكاتب والكتابة في تاريخ الثقافة العربية كانت محكومة بهيمنة السلطة السياسية على السلطة الثقافية للكاتب العربي، بدلا من إقبار دورها تحت ضربات النقد «الما بعد-الحداثي» العربي. إن الكتابة في العصر الكلاسيكي كانت محكومة في صيرورة إنتاجها بالاحتياط والريبة، ذلك أن عين السلطة لا تتوقف عند مراقبة الأفراد وما يتوجب عليهم فعله وما يفكرون فعله التفكير فيه وعمله في الزمان والمكان بل وحتى فيما هم مزمعون على فعله وما يفكرون في فعله. والنتيجة يقف المرء مشدوها أمام حرب التهميش والتخويف والإبادة الثقافية والجسدية التي عبرت عنها «محنة» و«نكبة» المثقف العربي المخالف للسلطة السياسية وشفرتها الثقافية المهيمنة".
إن الروائي العربي اليوم، بحسب الدوهو، يعرف أن "إشكاليته الوجودية كذات كاتبة تفكر وتسائل بنيات التاريخ العربي المكبوتة تجد لها امتدادات عميقة في هذه العلاقة القائمة بين الفرد والسلطة في تاريخ الدولة العربية. إن الروائي العربي كذات كاتبة يعرف أنه كفرد وكمواطن، يكتب من داخل سياق ثقافي لم يسم فيه مفهوم الفرد إلى مرتبة المواطنة نتيجة لغياب تربية سياسية تجعل منه مواطنا. إنه هذه الأنا- أكتب في سياق ثقافي لم تنجز فيه القطائع الاجتماعية والثقافية مرحلة اللاعودة، كما هو عليه الحال في المجتمعات الأوروبية والغربية المتقدمة تاريخيا وثقافيا".
إن سؤال الكتابة والذات في الرواية العربية، والحديث للدوهو، في خاتمة كتابه، يجعلنا نقر أن النقد العربي الآن مطالب بالانفتاح على المكتسبات المعرفية (الإبستمولوجية) لحفريات المعرفة والتفكيكية، على غرار ما حققه الفكر الفلسفي العربي. صحيح أن هناك منجز نقدي عربي مهم تحقق في ميدان النقد الثقافي فيما يتعلق بالجدلية القائمة بين النسق الثقافي والمؤلف والنص، لكن ما ينبغي إضافته إلى ما حققه النقد الثقافي هو كيفية التفكير في الرواية العربية كخطاب معرفي يكشف عن هذه العلاقة الجدلية العميقة القائمة بين الروائي العربي كذات ثقافية وسياسية وتاريخية له نسقه السياسي والإديولوجي والجمالي في سياق ثقافي وتاريخي وسياسي يتميز بتأخره التاريخي والثقافي ورؤيته للعالم ويسعى إلى أن يعبر عن موقفه عبر المتخيل من داخل السياق الثقافي الذي يفكر من داخله، والكشف منهجيا وتاريخيا ونقديا عن تجلياته في الخطاب الذي يصوغه، في توظيفه واستعماله لميتا لغة الرواية من شخوص وزمان ومكان وعتبات وفصول وغيرها من الجهات السردية التي يتوسل بها في صوغه خطابه التي يستثمرها بمحتوى إشكاليته الذاتية، ثم البحث عن الحوار الداخلي القائم بين نصوصه للحفر عن الخيط الخفي والناظم لمؤلفه، ومن ثم يتحول الروائي الغربي إلى هذا الراوي الاجتماعي الذي يشكل، سوسيولوجيا، جزءا من المجتمع- المرسل- الذي يمثل وجهة نظره، وتفوضه الجماعة ليحكي همومها وأحلامها. إن خطابه يعبر عن تورط ذاتية في البحث عبر المتخيل عن أجوبة لأسئلة يطرحها الوعي الجمعي العربي باعتباره متلقيا له أفق انتظاره الخاص".
الدوهو نفسه عضو اتحاد كتاب المغرب، حاصل على شهادة الدكتوراة في الأدب العربي من جامعة الحسن الثاني (2019). صدر له: «حفريات في الرواية العربية.. الكتابة والمجال» (2005)، «الكتابة ونهج الاختلاف في الرواية المغربية» (2008)، «جدل الاستمرار والتجاوز.. قراءات في القصة القصيرة المغربية الجديدة» (2008)، «الكتابة وسلطة المرجع في المغرب العربي» (2011)، «حوار النصوص بين الرواية العربية والرواية العالمية» (2012)، «السلطة والمعرفة في الرواية العربية» (2022).

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الشاعر السوداني: كتاب غزة يحصدون انتصار حبرهم على حرب الإبادة الجماعية.. وإبداعهم وشمٌ باقٍ
الشاعر السوداني: كتاب غزة يحصدون انتصار حبرهم على حرب الإبادة الجماعية.. وإبداعهم وشمٌ باقٍ

الدستور

timeمنذ 2 أيام

  • الدستور

الشاعر السوداني: كتاب غزة يحصدون انتصار حبرهم على حرب الإبادة الجماعية.. وإبداعهم وشمٌ باقٍ

عمان – الدستور – عمر أبو الهيجاء تقدم الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني أصالة عن نفسه ونيابة عن الأمانة العامة و المجلس الإداري والجمعية العمومية بخالص التهاني والتقدير من الزميلات والزملاء الكتّاب في قطاع غزة، الذين حصلوا على جوائز دولية وعربية ، في ظل المقتلة الدائرة والمتواصلة منذ سنة ونصف، والذين أثبتوا وعموم الكتّاب والأدباء في القطاع وكل فلسطين أن القلم في مواجهة النكباء، و أن الحبر لن يكف عن نزفه لطالما بقي الظالم الدموي يجر سكينه دون رحمة في الإنسان والمكان ويبقى كتابنا سياج الثقافة المقاومة حتى الحرية النصر. واعتبر السوداني حصد الجوائز الدولية والعربية من قبل كتّاب وأدباء غزة، انتصار اً حقيقياً في معركة الوجود الفلسطيني، و موقف عادل من قبل مانحي الجوائز، وأنصاف موجب لدعم الكتّاب والأدباء، وسط الحصار والتجويع والقهر والنزوح و القتل الذي يمارسه العدو بكل وحشية وإنعدام أخلاقي وإنساني. وتمنى الأمين العام للزميلات والزملاء الفائزين بالجوائز وهم: د .آلاء القطراوي- جائزة سعاد الصباح للإبداع- الكويت مصعب أبو توهة - بوليتزر ( أهم جائزة صحفية في أمريكا) يسري الغول- Humanities in Translation (HiT) نعمة حسن - جائزة سميرة خليل مريم قوش- جائزة البردة كما تمنى السوداني لجميع الكتّاب والأدباء في الوطن المزيد من الإبداع والبقاء على عهد زملائهم الكتّاب الشهداء الذين قضوا في العدوان على غزة ومنهم ذكرا لا حصرا الشهداء: سليم النفار، وعمر أبو شاويش، هبة أبو ندى، د.سفيان تايه، وسويلم العبسي، نور الدين حجاج و الكوكبة الشريفة النبيلة من الفنانين والأكاديمين والفرسان الصحفيين. وأكد السوداني على أن المواجهة مع العدو لن تنتهي بوحشيته المستدامة رغم ترسانة أسلحته وانعدام ضميره، وعدمية أخلاقه، واستسهاله للقتل والتدمير، ورغم مساندة العالم الظالم له، و خذلان الأمتين العربية والإسلامية والعالم لشعبنا، ورغم التطبيع المجاني والمشؤوم معه، إلا أن الصمود الأسطوري لشعبنا وتمسكه بحقه في الوجود فوق ترابه الوطني سيبقى الثابت الأكيد والمؤكد رغم محاولات الغطرسة و فرض واقع صعب كمدخل للتهجير، كل هذا سيفشل ليبقى الفلسطيني في وطنه حتى يزول الاحتلال وتشرق الشمس التي كتب لها الشعراء والأدباء منذ مئة سنة. ودعا السوداني المجتمع الدولي الأدبي والثقافي إلى توسيع دائرة اهتمامه بكتّاب فلسطين، وخاصة كتّاب وأدباء قطاع غزة الذين يفضحون المجرم والجريمة بكتاباتهم المقاومة وإصرارهم وشعبنا على الحياة . وما يكتبه كتاب وأدباء غزة تحت شرط الاحتلال ومشاربه وسقف الدم والاغتيال سيبقى وشماً يعلم الكتاب في العالم ثقافة الصمود والمقاومة ، إذا الكتابة انتصار وحياة في منازلة العدمية والموت ورواية الاحتلال السوداء.

حركة الجزائرية تنتدي حول "فلسطين في الشعر العربي والعالمي"
حركة الجزائرية تنتدي حول "فلسطين في الشعر العربي والعالمي"

الدستور

timeمنذ 4 أيام

  • الدستور

حركة الجزائرية تنتدي حول "فلسطين في الشعر العربي والعالمي"

عمان – الدستور – عمر أبو الهيجاء شكل موضوع "فلسطين في الشعر العربي والعالمي" محور ندوة نظمت اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أبرز خلالها المشاركون أهمية الالتزام في الشعر ومدى تأثير القضية الفلسطينية على التوجهات الأدبية. وخلال هذه الندوة التي نظمتها حركة الشعر الجزائرية، بالتعاون مع المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية لولاية الجزائر وحركة الشعر العالمية، بمناسبة إحياء الذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينية، أكد منسق حركة الشعر العالمية في الجزائر, فني عاشور, أن "طوفان الأقصى وما تبعه من حصار وإبادة في حق الشعب الفلسطيني فرض توجها أدبيا تفاعل معه جمهور الكتاب والقراء"، مشيرا الى أن الجزائر سجلت في هذه الفترة "العديد من الاصدارات الشعرية والنثرية بمضامين مساندة وصريحة لنصرة الفلسطينيين في تحديهم للكيان الصهيوني". وأوضح بهذا الخصوص أن الشعر، باعتباره حاملا لرؤى وأفكار معينة، باستطاعته "الوصول الى أعداد كبيرة من الناس، خاصة إذا كان مبنيا على موقف إنساني مثلما هو الحال بالنسبة لمعاناة الفلسطينيين في مواجهتهم للعدوان الصهيوني, حينها يصبح للشعر --كما قال-- "أفقا أوسع ويتحول إلى سلاح قوي مقنع". من جهته، استعرض الشاعر الفلسطيني، حسين أبو النجا، التجارب الشعرية التي تناولت المقاومة في غزة ومن خلالها القضية الفلسطينية، قائلا أنه منذ بداية حصار غزة, "استنكر شعراء من أوروبا والهند وغيرها الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني والظلم البشري الذي تصنعه طائرات العدو". وأضاف أن القصائد التي كتبها هؤلاء الشعراء الأجانب "تميزت بشجاعة أصحابها والتزامهم بنقل دوي القنابل واستحضار رائحة الموت والنظر الى الواقع المؤلم دون التهرب منه وشعروا بالمذابح وتابعوا عن كثب ما يجري هناك عن طريق كلمات مسؤولة وصادقة". بدوره، استعرض الأستاذ ناصر باكرية، من جامعة الجزائر 2، العوالم الشعرية لديوان الشاعر الجزائري حميد بوحبيب بعنوان "لغزة والياسمين" الذي يضم 40 نصا ويفتح "نوافذ على الوجع الفلسطيني"، فكانت كلماته عبارة عن "بيان ميداني في حضرة القهر." وتطرق الأستاذ باكرية إلى "بلاغة اللغة التي كتبت بها تلك النصوص، والتي تعكس بدورها بلاغة المأساة وتنتصر لشظايا يوميات الفلسطينيين الذين أصبحوا حديث أخبار الشاشات والمواقع.". وتأتي هذه الندوة -حسب المنظمين- في سياق المبادرة الدولية التي أطلقتها حركة الشعر العالمية في أزيد من 100 بلد عبر مختلف قارات العالم، تخليدا لهذا اليوم الذي "فرضته السرديات الاستعمارية كيوم لتأسيس الكيان الصهيوني وتحويله إلى يوم عالمي لتذكير العالم بنكبة الشعب الفلسطيني وكشف زيف الروايات المهيمنة."

منشورات القاسمي تستعرض إصداراتها في معرض الدوحة الدولي للكتاب
منشورات القاسمي تستعرض إصداراتها في معرض الدوحة الدولي للكتاب

الدستور

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • الدستور

منشورات القاسمي تستعرض إصداراتها في معرض الدوحة الدولي للكتاب

عمان – الدستور – عمر أبو الهيجاء تشارك دار "منشورات القاسمي" في معرض الدوحة الدولي للكتاب 2025 الذي انطلق اليوم مستعرضة أحدث الإصدارات التاريخية لصاحب السمو حاكم الشارقة بعنوان "البرتغاليون في بحر عُمان أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م" . وقد سلك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في هذه الحولية النادرة منهجًا فريدًا حيث استطاع اقتناء مجموعة كبيرة من المخطوطات البرتغالية والهولندية والبريطانية وعمل على فرزها وتصنيفها وترجمتها بجهد دؤوب ليقدم مادة موثوقة تعتبر مرجعاً أساسياً للباحثين في تاريخ المنطقة وما شهدته من طبيعة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأحوال في تلك الفترة. وتعرض الدار موسوعة: "سلطان التواريخ" والتي تتألف من أربعة أجزاء يتحدث فيها سموه عن تاريخ عمان استناداً إلى المراجع التاريخية المثبتة حيث اعتمد سموه في موسوعة سلطان التواريخ على حصيلته العلمية الراسخة في التاريخ والجغرافيا والآثار وخبرته الطويلة في الآثار والوثائق واطلاعه الواسع على المخطوطات النفيسة كما استمد سموه معلوماته من مقتنياته الشخصية من الكتب النادرة والمراجع الفريدة. و تعرض منشورات القاسمي أيضاً العديد من المؤلفات الحديثة الإصدار مثل: مسرحية "الرداء المخضب بالدماء" و"مختارات من جِرون نامه" بالإضافة إلى المؤلفات الأخرى في مختلف حقول المعرفة. وتشارك "المنشورات " بأكثر من 250 كتابا تضم 81 عنواناً من مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بين التاريخ والرواية والمسرح في معرض الدوحة الدولي للكتاب الذي يشهد مشاركة كبيرة من أهم دور النشر في الدول العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص ودور النشر الأجنبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store