
بعد رفع اسم سوريا، ماذا تعني "الدول المارقة" ومن يضع هذه القائمة؟
Reuters
صورة أرشيفية لأشخاص يلوحون بالأعلام خلال احتفالات في ساحة الأمويين بدمشق
قرر مجلس الشيوخ الأمريكي يوم السبت شطب سوريا من قائمة "الدول المارقة"، في خطوة لاقت ترحيباً وتقديراً من الجانب السوري.
وأعلن البيت الأبيض عبر منصة "إكس" عن هذه الخطوة، مشيراً إلى أن سوريا لم تعد ضمن القائمة التي تضم دولاً مثل إيران وكوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا، وهي القائمة التي تُقيّد تعاون الولايات المتحدة مع الدول المدرجة فيها، خاصة في مجالات مثل الطاقة النووية المدنية.
وتستهدف القائمة، التي تعتمدها الولايات المتحدة منذ نحو ثلاثين عاماً، دولاً تتهمها واشنطن بمعاداة مصالحها، ودعم الإرهاب، والسعي لامتلاك أسلحة دمار شامل، إلى جانب ارتكاب انتهاكات جسيمة في مجال حقوق الإنسان، وفق وكالة الأنباء السورية سانا.
ما المقصود بـ"الدول المارقة"؟
وفقاً لتعريف المتحف الوطني للدبلوماسية الأمريكية، تُعرّف الدول المارقة بأنها "تلك التي تنتهك القانون الدولي وتشكّل تهديداً لأمن الدول الأخرى".
ورغم أن مصطلح "الدول المارقة" لا يُعد تصنيفاً رسمياً في النظام الأمريكي، إلا أن سوريا لا تزال مصنّفة كدولة "راعية للإرهاب" من قبل وزارة الخارجية منذ عام 1979، وهو ما فرض عليها على مدى عقود "قيوداً مشددة، شملت حظر المساعدات الخارجية، وتجميد صادرات ومبيعات الأسلحة، بالإضافة إلى ضوابط على المواد ذات الاستخدام المزدوج وقيود مالية متنوعة".
يوضح إيهاب عباس، صحفي سابق في وزارة الخارجية الأمريكية ومتخصص في الشأن الأمريكي والعلاقات الدولية، في حديثه مع بي بي سي أن "مصطلح الدول المارقة هو تعبير أطلقته الإدارات الأمريكية المتعاقبة لوصف دول ترى أنها خارجة عن السياق الدولي، وهو سياق يعتمد بشكل رئيسي على وجهة النظر الأمريكية التي قد لا تتوافق بالضرورة مع وجهات نظر الدول الأخرى".
ويشير عباس إلى أن هذا المصطلح لا يحمل تعريفًا أو اعترافًا قانونياً دولياً من قِبل المنظمات العالمية أو الأمم المتحدة، بل هو وصف سياسي يُستخدم حصرياً في إطار السياسة الأمريكية. ويقول إن هذا المصطلح "مرتبط بالمزاج الحكومي الأمريكي، ولا يُعد مصطلحاً قانونياً دولياً".
ووفق موقع "ورلد إنفو"، ظهر مصطلح "الدولة المارقة" في عهد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش لوصف "الدول العدوانية التي تهدد الولايات المتحدة أو حلفاءها"، حيث كانت كوريا الشمالية وكوبا وإيران والعراق وليبيا أولى الدول المصنفة بذلك.
وأعاد البيت الأبيض عبر منصة (إكس) نشر رسالة شكر سورية موجهة للرئيس دونالد ترامب، معبّرة عن الامتنان "لبرنامجه الريادي والانفتاح غير المسبوق على سوريا وشعبها الحر".
وقالت الرسالة: "نعد الرئيس ترامب وإدارته بأن نستمر في تمكين العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين الشعبين والقيادتين، السورية والأمريكية، والتعاون بالشفافية والمصداقية والمهنية المطلوبة لاستثمار هذه الفرصة الذهبية النادرة التي التقى فيها انتصار ثورة السوريين مع دعم أكبر وأقوى دولة في العالم".
وقال مكتب شؤون المنظمات الدولية بوزارة الخارجية الأمريكية في منشور على منصة إكس إن العلاقات الأمريكية السورية تدخل مرحلة جديدة، مشيراً إلى العمل على ضمان التعامل الآمن مع أي بقايا من برنامج الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد، مع التطلع إلى طي صفحة هذا البرنامج نهائياً.
بدورها أعربت السيناتور الديمقراطية جين شاهين في منشور على منصة (إكس) عن سعادتها بإزالة سوريا من قائمة "الدول المارقة" والتي تشمل إيران وروسيا وكوريا الشمالية.
ويؤدي هذا إلى طرح تساؤلات حول مستقبل العلاقات الأمريكية السورية، خاصة عقب إعلان ترامب من العاصمة السعودية الرياض رفع العقوبات المفروضة على دمشق في مايو/أيار 2025.
قائمة "الدول المارقة"
تضم الدول المدرجة على قائمة "الدول المارقة" أفغانستان، التي أُدرجت في عام 1998، إلى جانب كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا وإيران ، بالإضافة إلى السودان التي أُدرجت في عام 1993، وفقاً لقائمة نشرها موقع "وورلد إنفو".
ومن بين الدول التي كانت مدرجة سابقاً في قائمة "الدول المارقة" العراق وليبيا وجنوب أفريقيا. ويشير الموقع إلى أن هذه القائمة ليست ملزمة دولياً. على سبيل المثال، في حالة ليبيا عام 2006، كان مجرد تصريح علني لمعمر القذافي ضد الإرهاب كافياً لإزالتها من القائمة، وفقاً لموقع "وورلد إنفو".
لم تُصنَّف كوريا الشمالية كدولة مارقة بين عامي 2008 و2017، بعدما افترضت الولايات المتحدة أنها أوقفت برنامجها النووي. في المقابل، أُضيفت عدة دول خلال عهد ترامب، منها فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا، رغم أنها كانت قد أُزيلت سابقاً من القائمة.
يوضح عباس أن توصيف دولة بأنها "مارقة" يعكس وجهة النظر الأمريكية، حيث تعتبر واشنطن تلك الدولة تهديداً للأمن القومي الأمريكي، ولمصالح مواطنيها.
ويشير إلى أن الدول المصنفة بهذه الصفة غالباً ما تمتلك قدرات على استخدام أسلحة فتاكة أو أسلحة دمار شامل، مثل الأسلحة الكيميائية أو النووية أو البيولوجية، بحسب تعبيره.
ويرى أن قرار إدراج دولة ضمن هذه القائمة يكون مرتبطاً بقرارات تصدر عن الكونغرس الأمريكي، أو الرئيس أو وزارة الخارجية الأمريكية بالتنسيق مع الجهات المختصة.
وفي عام 2019، نشرت كلية الحقوق بجامعة "كيس ويسترن ريزيرف" الأمريكية مقالاً عن استخدام القوة ضد "الدول المارقة"، أشارت فيه إلى تصريح للرئيس جورج بوش قال فيه: "تُشكّل دولٌ كهذه، وحلفاؤها الإرهابيون، محور شر يتسلح لتهديد السلام العالمي. وبسعيها إلى أسلحة الدمار الشامل، تُشكل هذه الأنظمة خطراً جسيماً ومتزايداً. بإمكانها تزويد الإرهابيين بهذه الأسلحة، وبإمكانها مهاجمة حلفائنا أو محاولة ابتزاز الولايات المتحدة. في أيٍ من هذه الحالات، سيكون ثمن اللامبالاة كارثياً".
وحول القاسم المشترك بين الدول المارقة، نقل المقال عن مستشار الأمن القومي آنذاك، أنتوني ليك، قوله: "تنخرط هذه الدول في برامج عسكرية طموحة ومكلفة، لا سيما في مجال أسلحة الدمار الشامل وأنظمة إطلاق الصواريخ، في سعي مضلل لإيجاد حل لحماية أنظمتها أو تعزيز أهدافها في الخارج".
وبحسب المقال، وصف ليك هذه الدول بأنها "دول متمردة وخارجة عن القانون، وتسيطر على السلطة بالإكراه، وتقمع حقوق الإنسان، وتروج لأيديولوجيات متطرفة".
ويؤكد عباس أن مصطلح "الدول المارقة" لا يحمل آثاراً قانونية دولية ولا يستند إلى القوانين الدولية، بل هو مصطلح أمريكي بامتياز تستخدمه الولايات المتحدة متى شاءت، ويمكنها أيضاً رفع هذا التصنيف عن أي دولة في الوقت الذي تراه مناسباً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ ساعة واحدة
- الوسط
ترامب يأمر بإرسال مدمرات حربية وقوات إضافية إلى الشرق الأوسط
بدأت الولايات المتحدة في نقل قوات عسكرية إضافية إلى منطقة الشرق الأوسط بسبب مخاوف من تنفيذ إيران هجوما ردا على الضربات الإسرائيلية على أراضيها، وفق ما ذكرته وسائل إعلام أميركية اليوم الجمعة. وأوضح مسؤولون أميركيون، بحسب ما نقلته وكالة «أسوشيتد برس»، أن البحرية الأميركية وجهت المدمرة «يو إس إس توماس هودنر» باتجاه شرق البحر المتوسط. كما أصدرت أوامر لسفينة أخرى ببدء التحرك، والبقاء في حالة استعداد في حال طلب البيت الأبيض منها ذلك. ترامب يجتمع مع مجلس الأمن القومي وأفادت مصادر أيضا بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعقد اجتماعا مع أعضاء مجلس الأمن القومي الأميركي. وقد شنت إسرائيل، فجر اليوم الجمعة، هجوما على إيران في عملية أطلقت عليها اسم «الأسد الصاعد»، الهادفة إلى «إزالة التهديد النووي الإيراني»، بينما أعلنت حالة طوارئ في كل أنحاء البلاد. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الغارات ضد النظام الإيراني أسفرت عن تصفية ثلاثة من كبار قادة المؤسسة العسكرية والأمنية الإيرانية. ضربة إفتتاحية ضد إيران بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الضربة الافتتاحية على إيران كانت ناجحة، و«حققنا إنجازات عدة». في حين نعى الحرس الثوري الإيراني، في بيان رسمي، قائده العام اللواء حسين سلامي، بعد مقتله مع عدد من أعضاء الحرس بضربة إسرائيلية استهدفت مقر القيادة، متوعدا إسرائيل بـ«رد حازم».


الوسط
منذ ساعة واحدة
- الوسط
بعد الضربات الإسرائيلية.. هل يشكل مستوى الإشعاع النووي في إيران خطرًا؟
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مستوى الإشعاعات «لم يتبدل» حول منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، التي تعرضت لضربات إسرائيلية فجر اليوم الجمعة. وكتب المدير العام للوكالة، رافاييل غروسي، على منصة «إكس» أن مستوى التلوث الإشعاعي الراهن داخل المنشأة النووية الأكبر في إيران «يمكن احتواؤه من خلال إجراءات الحماية الملائمة»، وفق وكالة «فرانس برس». ماذا حدث منذ فجر الجمعة في إيران؟ شن الاحتلال الإسرائيلي سلسلة ضربات غير مسبوقة على مواقع نووية وعسكرية في إيران فجر اليوم الجمعة، وشملت الضربات: منشأة نطنز وطهران ومدنا أخرى، مما أدى إلى مقتل قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس هيئة أركان الجيش الإيراني محمد باقري. وفي حين توعدت طهران بالرد، واعتبرت أن ما حدث «إعلان حرب»، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن الهجمات المقبلة على إيران ستكون «أكثر عنفا». ماذا قال الاحتلال عن ضرب المنشآت النووية الإيرانية؟ أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة أجهزة طرد مركزية لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في منشأة نطنز وسط إيران، بينما أكدت طهران أن معظم الأضرار اللاحقة بالمنشأة سطحية. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن ضربات الفجر أدت إلى قتل معظم كبار قادة القوة الجو- فضائية في الحرس الثوري «خلال اجتماعهم في مقرهم السري». وأطلقت طهران نحو 100 مسيّرة باتجاه الاحتلال، وفق الجيش الإسرائيلي الذي عمل على اعتراضها خارج الأراضي المحتلة. ويشتبه الغرب وتل أبيب بأن إيران تعمل على تطوير سلاح ذري، وهو ما نفته طهران مرارا، بينما جاء الهجوم الإسرائيلي في خضم محادثات نووية بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة، كانت الجولة المقبلة منها مقررة في العاصمة العمانية «مسقط» الأحد المقبل.


عين ليبيا
منذ 2 ساعات
- عين ليبيا
ترامب يشدّد قبضته.. ترحيل مئات الآلاف ووقف مليارات الدولارات من المساعدات
كشفت شبكة 'سي إن إن' أن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية بدأت بإخطار أكثر من 500 ألف مهاجر بإلغاء تصاريحهم الإنسانية للإقامة والعمل في البلاد، ضمن توجه جديد في سياسة الهجرة لإدارة الرئيس دونالد ترامب، يهدف إلى فرض قيود صارمة على دخول وبقاء المهاجرين، حتى أولئك الذين دخلوا بشكل قانوني. ويستهدف القرار، الذي وصف بأنه 'تحوّل جذري'، بشكل خاص المهاجرين القادمين من كوبا، هايتي، نيكاراغوا وفنزويلا، والذين سبق أن دخلوا الولايات المتحدة بموجب برنامج إنساني أُطلق في عهد الإدارة السابقة للرئيس جو بايدن تحت اسم CHNV، والذي سمح بدخول أكثر من 530 ألف شخص لأسباب إنسانية. وجاء في الإشعار الرسمي المرسل إلى المهاجرين عبر البريد الإلكتروني: 'نخطركم بإلغاء تصريح دخولكم لأسباب إنسانية. وفي حال عدم مغادرتكم البلاد، قد تتعرضون لإجراءات تنفيذية، بما في ذلك الاحتجاز والترحيل دون إمكانية تسوية أوضاعكم'. وتأتي هذه الخطوة ضمن سياسة أوسع أعلنها البيت الأبيض، تستهدف ترحيل ملايين المهاجرين، سواء دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية أو حتى أولئك الذين حصلوا على دخول قانوني مؤقت، مما يعكس تشددًا غير مسبوق في نهج الهجرة تحت إدارة ترامب. الكونغرس يلغي 9.4 مليار دولار من المساعدات الخارجية وفي سياق موازٍ يعكس تصاعد التوجهات الانعزالية داخل الولايات المتحدة، وافق مجلس النواب الأمريكي يوم الخميس على طلب الرئيس ترامب بإلغاء مساعدات خارجية بقيمة 9.4 مليار دولار، كانت قد أُقرت سابقًا لدعم برامج دولية وشبكات بث عامة، بما في ذلك 8.3 مليار للمساعدات الخارجية و1.1 مليار لتمويل البث العام. وصوّت لصالح القرار 214 نائبًا مقابل 212، في تصويت عكس الانقسام الحاد بين الجمهوريين والديمقراطيين، حيث اعتبر الجمهوريون الإنفاق الخارجي 'هدرًا غير ضروري'، فيما حذر الديمقراطيون من أن قطع هذه البرامج 'سيقوّض مكانة أمريكا في العالم ويعرض حياة المدنيين للخطر'. وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون إن البيت الأبيض سيواصل تقديم المزيد من طلبات التخفيض، في ظل توجه لإعادة هيكلة الإنفاق الفيدرالي، ومع أن القرار لا يزال بحاجة لموافقة مجلس الشيوخ، إلا أن مصيره هناك يظل غامضًا بسبب وجود معارضة بين بعض الجمهوريين المعتدلين.