
محمد بونعامة خلال اشرافة على انطلاق الدورة التكوينية ...وهران نمودج رائد في تسيير الارشيف
في إطار الاحتفالات الرسمية بالأسبوع العالمي للأرشيف، أشرف السيد سمير شيباني، والي ولاية وهران، رفقة المدير العام للأرشيف الوطني ومدير الشؤون المدنية وختم الدولة بوزارة العدل، على افتتاح دورة تكوينية لفائدة موظفي مصالح الأرشيف القضائي، تحت عنوان إدارة الوثائق وأرشيف الجهات القضائية في ظل التحول الرقمي. وخلال الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، شدّد السيد الوالي على الأهمية الاستراتيجية للأرشيف القضائي، باعتباره ركيزة أساسية في حفظ تاريخ وذاكرة الأمة، ووسيلة فعالة لضمان الحقوق وتوثيق المسار القضائي في البلاد. كما أبرز الدعم الكبير الذي توليه الدولة الجزائرية لهذا القطاع، من خلال توفير الموارد المادية والبشرية اللازمة، وتكريس هيكل تنظيمي خاص داخل مؤسسات العدالة يُعنى بتسيير الأرشيف وحفظه وفق المعايير المعتمدة، كما دعا إلى ضرورة التوجه نحو ترشيد الإنتاج الوثائقي ورقمنته، لمواكبة التحول الرقمي وضمان الحفظ السليم للمعلومة القضائية. من جهته، ثمّن المدير العام للأرشيف الوطني محمد بونعامة المبادرات الملموسة التي تشهدها ولاية وهران في مجال إدارة الأرشيف، واصفًا إياها بالنموذج الوطني الرائد في هذا المجال، لا سيما في ظل التوجه نحو الرقمنة وتكوين المورد البشري تكوينًا عصريًا يواكب التطورات التكنولوجية. أما ممثل وزارة العدل، مدير الشؤون المدنية وختم الدولة، فقد أكد على الطابع الحساس والمركزي للأرشيف القضائي، كونه يوثّق مسارات التقاضي ويضمن حفظ الحقوق، مشيرًا إلى التطور الملحوظ الذي شهده القطاع في مجال التسيير الأرشيفي. وفي ختام الفعاليات، قام السيد الوالي والوفد المرافق له بزيارة ميدانية إلى المركز الجهوي للأرشيف القضائي، حيث تابع عرضًا تفصيليًا حول هذا الهيكل الذي تم تدشينه سنة 2022، ويُعدّ مكسبًا هامًا لتعزيز المنظومة القضائية والإدارية بالولاية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


إيطاليا تلغراف
منذ ساعة واحدة
- إيطاليا تلغراف
أوراق إيران الرابحة وحماقة إسرائيل وأميركا
إيطاليا تلغراف كريس هيدجيز كاتب ومراسل عسكري أميركي لطالما حاولت إسرائيل وحلفاؤها من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة إشعال حرب مع إيران – حرب لا تستطيع إسرائيل ولا الولايات المتحدة الانتصار فيها، وستؤدي إلى ردود فعل انتقامية شرسة. المحافظون الجدد الذين خططوا للحروب الكارثية في أفغانستان، والعراق، وسوريا، وليبيا – ولم يُحاسبوا قط على إهدار 8 تريليونات دولار من أموال دافعي الضرائب، إضافة إلى 69 مليار دولار أُهدرت في أوكرانيا – يبدو أنهم يستعدون لجرّنا إلى فشل عسكري آخر، هذه المرة مع إيران. لكن إيران ليست العراق، ولا أفغانستان، ولا لبنان، ولا ليبيا، ولا سوريا، ولا اليمن. إيران هي الدولة السابعة عشرة في العالم من حيث المساحة، وتعادل مساحتها مساحة أوروبا الغربية. عدد سكانها يقارب 90 مليون نسمة – أي عشرة أضعاف سكان إسرائيل – وتملك موارد عسكرية وتحالفات مع الصين وروسيا تجعلها خصمًا مخيفًا. شنت إيران هجمات انتقامية على إسرائيل ردًا على موجات من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية وقتلت العديد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين وستة علماء نوويين. سُجلت انفجارات فوق أفق تل أبيب والقدس وغيرهما، وتظهر لقطات مصورة على الأرض في تل أبيب انفجارًا هائلًا يُعتقد أنه ناتج عن صاروخ، مع تقارير عن انفجارات أخرى في نحو نصف دزينة من المواقع في محيط المدينة. قال مسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز: 'انتقامنا بدأ للتو، وسيدفعون ثمنًا باهظًا لقتل قادتنا وعلمائنا وشعبنا'. وأضاف أن 'لا مكان سيكون آمنًا في إسرائيل'، وأن 'انتقامنا سيكون مؤلمًا'. قال أليستر كروك، الدبلوماسي البريطاني السابق وعضو الاستخبارات البريطانية (MI6)، في مقابلة أجريتها معه عن المحافظين الجدد: 'يعتقدون أن الحرب ستكون سهلة. يريدون إعادة فرض القوة والقيادة الأميركية. يرون أن تحطيم بلد صغير من حين لآخر مفيد لذلك'. وأضاف أن هؤلاء المحافظين الجدد، المتحالفين مع قيادة بنيامين نتنياهو في إسرائيل، 'لا يتسامحون مع أي قوة منافسة، أو أي تحدٍ للقيادة الأميركية وعظمتها'. وسيسعون لخلق 'حقائق على الأرض' – أي حرب بين إسرائيل وإيران – من شأنها أن 'تدفع ترامب نحو الحرب مع إيران'. رغم ضعف سلاح الجو الإيراني، الذي يتألف من مقاتلات قديمة، فإن إيران مزودة جيدًا بأنظمة الدفاع الجوي الروسية، وصواريخ صينية مضادة للسفن، وألغام ومدفعية ساحلية. ويمكنها إغلاق مضيق هرمز، أهم نقطة عبور للنفط في العالم والتي يمر منها 20% من الإمدادات العالمية. هذا قد يضاعف أو يثلّث أسعار النفط ويشل الاقتصاد العالمي. تمتلك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية يمكن أن تطلقها على إسرائيل، وكذلك على قواعد أميركية في المنطقة. ورغم إمكانية اعتراض الموجات الأولى، فإن الهجمات المتكررة ستستنزف سريعًا مخزون الدفاعات الجوية لدى إسرائيل والولايات المتحدة. إسرائيل غير قادرة على تحمل حرب استنزاف، مثل الحرب التي استمرت ثماني سنوات بين إيران والعراق والتي انتهت – رغم الدعم الأميركي لنظام صدام حسين – بحالة جمود، أو مثل احتلالها جنوب لبنان لمدة 18 عامًا، والذي انتهى بانسحابها في مايو/ أيار 2000 بعد خسائر متكررة على يد حزب الله. حين شنت إيران، ضمن عملية 'الوعد الصادق'، أكثر من 300 صاروخ باليستي ومجنح على مواقع عسكرية واستخباراتية إسرائيلية في (13 و14 أبريل/ نيسان 2023)، ردًا على قصف إسرائيلي للسفارة الإيرانية في دمشق، اعترضت الولايات المتحدة معظمها. قال جون ميرشايمر، الأستاذ في قسم العلوم السياسية بجامعة شيكاغو وخريج ويست بوينت: 'إسرائيل لا تستطيع صد هجوم صاروخي إيراني'. وأضاف: 'نحن أمام وضع مثير للاهتمام، فإسرائيل لا تستطيع الانتصار في هذه الحروب، لكنها تجعلها حروبًا طويلة الأمد تكون فيها معتمدة بشدة على الولايات المتحدة'. وأضاف: 'لدينا أصول كثيرة في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، وكذلك في إسرائيل نفسها والبحر الأحمر. هذه الأصول مصممة لمساعدة إسرائيل في حروبها. لا يقتصر الأمر على إيران فقط، بل يشمل الحوثيين وحزب الله أيضًا. نحن منخرطون بعمق في مساعدتهم في القتال، ولم يكن الأمر كذلك في 1973 أو في أي وقت قبل هذه الحرب'. يعتقد الإسرائيليون وحلفاؤهم من المحافظين الجدد أنهم قادرون على القضاء على برنامج التخصيب النووي الإيراني بالقوة، وقطع رأس الحكومة الإيرانية لتركيب نظام عميل. هذا المنطق، الذي لا يستند إلى الواقع، فشل بالفعل في أفغانستان، والعراق، وسوريا، وليبيا، لكنهم لا يعترفون بذلك. في الوقت نفسه، تريد إسرائيل صرف أنظار العالم عن الإبادة الجماعية والمجاعة الجماعية التي تنفذها في غزة، والتطهير العرقي المتسارع في الضفة الغربية. وقد قُطع الاتصال بالإنترنت تمامًا في غزة، وباتت الضفة الغربية تحت حصار شامل. قال ميرشايمر: 'يدرك الإسرائيليون أنه إذا حصل تصعيد عام، فلن ينتبه أحد كثيرًا للفلسطينيين'. وأضاف: 'سيكون الناس مستعدين لتبرير أكثر لإسرائيل مما لو كانت الأوضاع هادئة. لذا دعونا نصعد الأمور، لنخلق حالة صدام شاملة، والنتيجة أننا سنتمكن من تنفيذ تطهير واسع النطاق في غزة، وربما في الضفة أيضًا'. سيؤدي الهجوم الإيراني، في نهاية المطاف، إلى مئات ثم آلاف القتلى. وستلجأ إيران إلى الشيعة في المنطقة في إطار ما ستقدمه كـ'حرب ضد التشيع'، ثاني أكبر طائفة في الإسلام. والتي ينتشر أفرادها في دول الخليج، وباكستان، وتركيا. أما في العراق، فيشكل الشيعة الأغلبية. سيدعم النظام العراقي ذو الأغلبية الشيعية إيران. وسيتواصل تعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر من اليمن، مع استهداف إسرائيل بهجمات بالطائرات المسيرة. وسيتجدد هجوم حزب الله على شمال إسرائيل، رغم الأضرار التي لحقت به. ومن المتوقع وقوع هجمات إرهابية على القواعد الأميركية في المنطقة، وربما حتى على الأراضي الأميركية، إلى جانب تخريب واسع في إنتاج النفط بالخليج. ستمتلك إيران قريبًا ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي. وستكون الحرب دافعًا قويًا لصنع قنبلة، خاصة مع امتلاك إسرائيل مئات الأسلحة النووية. وإذا حصلت إيران على قنبلة، فستليها تركيا ودول عربية أخرى. وستنهار الجهود لمنع انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وكما يشير ميرشايمر، فإن الحرب ستعزز أيضًا التحالف بين إيران، وروسيا، والصين. قال: 'دفعت الولايات المتحدة كلًا من الصين، وروسيا، وكوريا الشمالية، وإيران إلى التقارب الشديد'. وأضاف: 'لقد شكلت كتلة مترابطة. وبفعل الحرب في أوكرانيا، تقاربت روسيا والصين، وبفعل ما يجري في الشرق الأوسط، تقاربت إيران وروسيا. الولايات المتحدة تساعد إسرائيل، لكن يجب أن ندرك أن روسيا تساعد إيران. ليس من مصلحة أميركا أن تتقارب الصين وروسيا ضد واشنطن. وليس من مصلحتها أن تتعاون إيران وروسيا ضد إسرائيل والولايات المتحدة'. وتابع: 'دائمًا ما توجد إمكانية أن تتورط روسيا في هذه الحرب، إذا تصاعدت بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، لأن روسيا أصبحت الآن تملك مصلحة حقيقية في دعم إيران'. قد تستمر الحرب شهورًا، وربما سنوات. ستكون حربًا جوية في الأساس، بين الطائرات الإسرائيلية والصواريخ الإيرانية. لكن إخضاع إيران سيتطلب ربما نشر مليون جندي أميركي لغزو واحتلال البلاد. وسينتهي مثل هذا الاحتلال بهزيمة مذلة كما حدث في العراق، وأفغانستان. الوهم الإسرائيلي المتمثل في قدرتهم على تدمير إيران بضربات جوية، نسخة محدّثة من 'الصدمة والرعب' في العراق عام 2003. لكن كمية القنابل المطلوبة، خصوصًا لتدمير المنشآت النووية الإيرانية المحصنة تحت الأرض، ستكون هائلة. في عملية تصفية قيادة حزب الله في بيروت، بما في ذلك حسن نصر الله، استخدمت إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات تزن 2000 رطل من نوع JDAM. قال كروك: 'إذا كنت ستطلق طائرات 'إف-35″ محملة بصواريخ JDAM، فكل واحدة منها تزن حوالي 14 طنًا'. وأضاف: 'المشكلة ليست فقط في الوزن، بل في الوقود الذي تستخدمه. يجب إعادة التزود بالوقود مرة أو مرتين، ثم خوض معركة جوية لقمع الدفاعات. نحن نتحدث عن عملية ضخمة. هل تستطيع أميركا فعل ذلك؟ الإيرانيون يملكون أنظمة دفاع جوي متعددة ورادارات قوية، بما في ذلك رادارات ما وراء الأفق'. فلماذا إذن نذهب إلى الحرب مع إيران؟ لماذا ننسحب من اتفاق نووي لم تخرقه إيران؟ لماذا شيطنة حكومة تعادي طالبان وتنظيمات تكفيرية أخرى، منها القاعدة وتنظيم الدولة؟ لماذا نزعزع الاستقرار في منطقة شديدة الهشاشة أصلًا؟ الجنرالات والساسة وأجهزة الاستخبارات والمحافظون الجدد ومصانع الأسلحة والمحللون المزعومون والنجوم الإعلاميون ولوبي إسرائيل، لن يتحملوا المسؤولية عن عقدين من الفشل العسكري. إنهم بحاجة إلى كبش فداء. هذا الكبش هو إيران. الهزائم المهينة في أفغانستان والعراق، وانهيار الدولة في سوريا وليبيا، وانتشار الجماعات المتطرفة والمليشيات التي دربناها وسلحناها، واستمرار الهجمات الإرهابية عالميًا – يجب أن يتحملها أحد. الفوضى التي أطلقناها، خصوصًا في العراق وأفغانستان، جعلت من إيران القوة الإقليمية الكبرى. لقد مكّنا خصمنا، ولا نعرف كيف نغير هذا سوى بمهاجمته. القانون الدولي، وحقوق ما يقرب من 90 مليون إنسان في إيران، يتم تجاهلهما، كما تم تجاهل حقوق شعوب أفغانستان والعراق وليبيا واليمن وسوريا. الإيرانيون، بغض النظر عن موقفهم من حكومتهم، لا يرون في الولايات المتحدة حليفًا أو محررًا. لا يريدون أن يُهاجَموا أو يُحتلوا. وسيردّون. وسندفع نحن، وإسرائيل، الثمن.


إيطاليا تلغراف
منذ ساعة واحدة
- إيطاليا تلغراف
الدعم السريع وشهية الحروب المفتوحة
إيطاليا تلغراف الصادق الرزيقي تدخل الحرب في السودان مرحلة جديدة، ليس على مستوى القتال على الأرض داخل حدوده الترابية، ولكن بوصول شظايا الحرب وتداعياتها إلى دول جوار السودان والإقليم. وهذا ما حذّر منه قادة سودانيون غداة اندلاع الحرب، إلى جانب قادة إقليميين ومنظمات دولية يتابعون من كثب تطورات الصراع المسلح وآثاره. وبدا واضحًا خلال الأشهر الماضية أنّ تلك التحذيرات قد لامست الواقع لتقف المنطقة كلها على شفير الهاوية. ولا يساورنّ أحدًا شكٌ في أن المواجهة السودانية مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا باتت حتمية، بعد تورط قوات حفتر التي تعمل في الجنوب الشرقي لليبيا، عندما هاجمت مع قوات الدعم السريع نقطة حدودية سودانية عند (جبل العوينات)، واحتلت مثلث الحدود المشتركة بين السودان، ومصر، وليبيا. كما توغلت قوات من مليشيا الدعم السريع داخل الحدود المصرية يوم 10 يونيو/ حزيران 2025، الأمر الذي خلّف ردود أفعال قوية داخل مصر، وأصبح الوضع مفتوحًا على كل الاحتمالات، مع بدء الطيران السوداني شن غارات جوية لاستعادة المنطقة. يجاور السودان سبع دول هي: مصر، وليبيا، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، وإثيوبيا، وإريتريا، ويبلغ طول حدوده مجتمعة مع هذه الدول حوالي 7.500 كيلومتر، بينما يصل طول الساحل السوداني إلى ما يقارب 700 كيلومتر على البحر الأحمر، حيث تُضاف المملكة العربية السعودية كدولة لها جوار بحري مع السودان عند الساحل الشرقي. وتتداخل أوضاع الدول السبع مع بلدان أخرى تتأثر بما يدور في السودان، وهي: أوغندا، وكينيا، والكونغو الديمقراطية، وهي دول كانت لها حدود مباشرة مع السودان حتى عام 2011 قبل انفصال جنوب السودان، وتقع ضمن دائرة التأثيرات الجانبية للحرب السودانية. وتُعتبر كينيا متورطة بالكامل في الحرب، إذ تؤوي قيادات مليشيا الدعم السريع وحلفاءها السياسيين والحركات المسلحة المتحالفة معها، كما تشارك السلطات الكينية في عمليات نقل العتاد الحربي عبر مطاراتها وأجوائها لمليشيا التمرد في مطار نيالا غربي السودان. بينما طالت أوغندا اتهامات بدعمها للتمرد السوداني، إلى جانب دخول قواتها جنوب السودان لقتال المناهضين لحكومة الرئيس سلفاكير ميارديت، ويُقدّر عدد القوات الأوغندية في جنوب السودان بأكثر من عشرة آلاف جندي. في دول الساحل وغرب ووسط أفريقيا، وصلت شظايا حرب السودان لبعض البلدان، خاصة النيجر، ومالي، ونيجيريا، والكاميرون، وبوركينا فاسو، وغينيا كوناكري، باعتبارها منبعًا وموردًا رئيسًا للمقاتلين المرتزِقة العابرين للحدود. وتتقاطع الأوضاع في هذه البلدان مع نشاطات أخرى لحركات مسلحة معارضة داخلية، وتفاعلات صراع دولي يعلو أواره ويخفت باستمرار، مما ينذر بمستقبل قريب محفوف بالمخاطر. عقب الهجمات التي تمّت مطلع مايو/ أيار الماضي على مدينة بورتسودان، وجهت حكومة السودان اتهاماتها لأطراف إقليمية باستخدام قواعد تابعة لها في جمهورية أرض الصومال لإطلاق المسيرات التي نفذت الهجوم، الأمر الذي يضيف بُعدًا إقليميًا آخر يضم منطقة القرن الأفريقي. وتقف الخلافات الإثيوبية – الصومالية، والكينية – الإثيوبية، والإريترية – الإثيوبية، شاخصةً تنتظر قدح زنادها في أي وقت، وتنشأ معها تحالفات وتدابير إقليمية من خارج منطقة القرن الأفريقي لها صلة بما يدور في السودان، أيضًا بسبب الاصطفافات وتداخل المصالح في المنطقة مع مصالح قوى أخرى. وتشير معلومات في العاصمة الكينية نيروبي خلال الأيام الماضية إلى أن قائد القوات الأميركية المخصصة لأفريقيا (AFRICOM – القيادة الأميركية في أفريقيا) قد أبلغ عددًا من وزراء الدفاع في المنطقة بأن بلاده تطلب منهم الاعتماد على أنفسهم في مكافحة الإرهاب، وأن الدعم الأميركي سيتوقف عدا تبادل المعلومات الاستخبارية. وهذا يعني أن قدرات هذه الدول، بدون الولايات المتحدة التي كانت تتحكم وتضبط الأوضاع في الإقليم، ستتجه إلى حالة من الفوضى والاضطراب إذا تصاعدت الاضطرابات الداخلية والخلافات بين هذه الدول المتخمة بالحركات المعارضة والجماعات المسلحة. على كل، تقفز الآن تداعيات الحرب السودانية على جوارها إلى الواجهة، مقرونة بالتورط المباشر لليبيا حفتر في الصراع السوداني، وتُجرى عملية تصنيع حرب إقليمية شاملة، لا بدّ من النظر إليها عبر عنصرين أساسيين: انحسار الحرب وتمركزها في غرب السودان يتقدم الجيش السوداني نحو تلك المناطق، مع نذر الانهيار العسكري والمعنوي لمليشيا التمرد وحلفائها، بجانب فشل المشروع السياسي بتكوين حكومة موازية وإنشاء سلطة في غرب البلاد، وتراجع الدعم القبلي لصالح مليشيا الدعم السريع. كما أسفر ذلك عن هروب أعداد كبيرة من المرتزِقة الأجانب، ما جعل داعمي المليشيا يستعجلون فتح جبهات قتال أخرى، خاصة على بعض النقاط الحدودية لتأمين تدفق الإمداد، وإشعال المنطقة، وتخفيف الضغط على مسارح العمليات الحالية في غرب البلاد، وتحقيق نصر عابر وسريع عند منعرج الحرب الضيقة. استشعار دول الجوار دقة الأوضاع تراجع الدعم السريع، وفشلها في إدارة الحرب، وخطر تمددها غربًا أو شرقًا، دفع ذلك دولًا مثل أفريقيا الوسطى، وإثيوبيا إلى إرسال مديري مخابراتها إلى السودان؛ (زيارة مدير مخابرات أفريقيا الوسطى كانت في 29 مايو/ أيار الماضي، وزيارة مدير المخابرات الإثيوبي ومستشار رئيس الوزراء في 2 يونيو/ حزيران الجاري). كما وردت إشارات إيجابية من تشاد، اعتبرها بعض المراقبين محاولة لتدفئة الخطوط، وتلمس الطريق نحو تطبيع العلاقات. تمثل هذه التحركات انتكاسة للتمرد قد تدفعه نحو الهروب إلى الأمام، ونقل حريق الحرب إلى الجوار وَفقًا لتحالفاته المريبة مع جماعات وحركات متمرّدة على السلطة في بلدانها. تعود التوقعات بتدهور الأوضاع في المنطقة إلى أن حرب السودان أنعشت الكثير من المجموعات المسلحة المتمردة في هذه البلدان، وفتحت شهية بعضها لتقوم بدور مماثل لما قامت به الدعم السريع في السودان. خاصة أن دولًا مثل تشاد، وأفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، وإثيوبيا تضم عددًا كبيرًا من الحركات المتمردة (تشاد: 9 حركات مسلحة أساسية – ووقّعت 34 حركة على اتفاق الدوحة عام 2022. أفريقيا الوسطى: 12 حركة. جنوب السودان: 5 حركات. إثيوبيا: 7 حركات من الأقاليم الأخرى). وتعيش ليبيا بدورها تحت نذر الحرب والمواجهات في الجنوب والشرق والغرب، وسط تفاعلات سياسية وعسكرية دقيقة قد تجرّ ليبيا كلها إلى دُوامة عنف. بين هذا وذاك، تبرز نذر حرب إقليمية سيكون جنوب السودان المرشح الأقرب لاندلاعها، ومسرح عملياتها الأول، وذلك بسبب التنافس بين إثيوبيا وأوغندا حول النفوذ في المنطقة الأفريقية، وهو تنافس قديم. بيدَ أنه، مؤخرًا، رفضت إثيوبيا تدخل الجيش الأوغندي في أراضي جنوب السودان في مارس/ آذار الماضي، ووصوله إلى ولايات أعالي النيل المتاخمة للحدود الإثيوبية (أعالي نهر السوباط)، ضمن صراع قوات حكومة جوبا مع فصائل النوير، وهي قبيلة مشتركة بين جنوب السودان وإثيوبيا. سارعت أديس أبابا إلى تعزيز قواتها على الحدود مع جنوب السودان، وراجت معلومات عن نية الجيش الإثيوبي التدخل عسكريًا في مناطق أعالي النيل إذا لم تنسحب القوات الأوغندية. كما أرسلت أديس أبابا وفدًا أمنيًا عسكريًا رفيعًا مطلع يونيو/ حزيران الجاري إلى السودان، وجنوب السودان، وأبلغت موقفها من التواجد الأوغندي في الجنوب، وتركت الباب مواربًا أمام أي رد فعل من جانبها. كذلك أبلغت إثيوبيا العواصم المجاورة بتطورات الأوضاع بينها وبين جارتها إريتريا بشأن جبهة التيغراي، حيث تقول أديس أبابا إن نشاطًا مزمعًا لمتمردي التيغراي المدعومين من أسمرا قد يقود إلى نزاع مسلح طاحن، بينما تستضيف إثيوبيا حاليًا جماعات من المعارضة الإريترية. كما أن التنافس الكيني – الأوغندي حول جنوب السودان، سيعقد الأوضاع، وقد يدفع بمزيد من التوترات. ولكل من البلدين حلفاؤه في جوبا، الملبدة سماؤها بغيوم سوداء، تحدد نوع تطوراتها حالة الاستقطاب الحالية والتنافس الإقليمي. في ذات الإطار، تجري في أوساط المعارضة التشادية المسلحة والسياسية اتصالات مكثفة ما بين عدة عواصم في بلدان الساحل، تمهد لانطلاق موجة جديدة من الصراع المسلح في تشاد. فقد استفادت بعض حركات المعارضة المسلحة التي شاركت في القتال بالسودان لصالح الدعم السريع من العتاد الحربي، والسيارات القتالية، والأموال المتدفقة، والتجهيزات المختلفة، وستنتهز الفرصة لبدء معركتها الرئيسية في تشاد. لم تكن حرب السودان سوى فرصة للتحضير لهذه المعركة. وبدأت هذه المعارضة تجهيز معسكرات لها غربي أفريقيا الوسطى وجنوبها، وربما داخل إقليم دارفور، بينما تنشط حركات أخرى في اتصالات سياسية وتحركات دبلوماسية في عواصم أفريقية وأوروبية. وعلى ضوء ما يجري على الأرض، والخسارة الفادحة لمليشيا الدعم السريع لأعداد هائلة من قواتها، وخاصة المرتزِقة القادمين من الجوار السوداني وأفريقيا جنوب الصحراء، فإن انتقال الحرب، لعوامل موضوعية، إلى هذه المناطق لم يعد احتمالًا مستبعدًا، بل أصبح واقعًا يتجسد في وقائع بعينها، تصدّق ما كان يُقال عن الأبعاد والامتدادات الإقليمية لحرب السودان، وعوامل تمددها السياسية والاجتماعية والجيوسياسية في بيئة عامة لا تقبل المراهنات.


إيطاليا تلغراف
منذ ساعة واحدة
- إيطاليا تلغراف
دونالد ترامب يطالب إيران باستسلام غير مشروط ويهدد باغتيال خامنئي
إيطاليا تلغراف أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن مكان المرشد الإيراني علي خامنئي معروف، وأنه هدف سهل لكن لن يتم استهدافه في الوقت الحالي، مطالبا إيران بالاستسلام غير المشروط. وقال ترامب في تغريدة على منصة تروث سوشيال 'نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى في إيران.. المرشد الأعلى هدف سهل ولن نقضي عليه على الأقل في الوقت الحالي'. وأضاف الرئيس الأميركي 'صبرنا ينفد.. لا نريد استهداف جنودنا'. وأعلن الرئيس الأميركي في وقت سابق اليوم الثلاثاء أنه يريد 'نهاية حقيقية' للنزاع بين إسرائيل وإيران وليس مجرد وقف إطلاق النار، قبل اجتماع مخصص لهذا الموضوع في البيت الأبيض، نافيا عقد محادثات سلام مع طهران بعد بدء المواجهة. وقال ترامب للصحفيين في الطائرة الرئاسية -التي أقلته من قمة مجموعة السبع في كندا إلى واشنطن- إن ما يريده هو 'رضوخ كامل' من إيران، دون أن يوضح ما إذا كان يعني تخليها عن برنامجها النووي أو غير ذلك. وجدد تحذيره لطهران من التعرض للقوات أو المصالح الأميركية، متوعدا 'سنرد بقوة شديدة، لن يكون هناك أي رادع'. وقال ترامب للصحفيين إنه سيكون في غرفة الأزمات بالبيت الأبيض باكرا صباح الثلاثاء (بالتوقيت المحلي)، وهي القاعة التي يجتمع فيها الرؤساء الأميركيون مع مجلس الأمن القومي عندما يواجهون أزمات جيوسياسية خطيرة أو عندما يريدون إصدار أوامر بعمليات عسكرية كبرى. ووسط تكهنات متصاعدة لمراقبين بمشاركة قريبة لواشنطن في الحرب، قال ترامب في آخر تصريحاته إنه بات 'لدينا الآن سيطرة كاملة وشاملة على سماء إيران'، في إشارة إلى ما سمي التفوق الإسرائيلي الجوي منذ بداية القصف. في هذه الأثناء نقلت فوكس نيوز عن مسؤول بالبيت الأبيض أن ضربات أميركية على أهداف بإيران بما في ذلك المنشآت النووية مطروحة على الطاولة، كما أشارت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤولين أميركيين أن ترامب يدرس في اجتماع مجلس الأمن القومي خيارات بينها توجيه ضربة لإيران. من جانبه، قال جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي إن ترامب قد يقرر 'اتخاذ إجراءات إضافية لإنهاء تخصيب اليورانيوم في إيران، وهذا القرار يعود له في النهاية'، في إشارة إلى مشاركة محتملة لواشنطن في الحرب، حسب مراقبين. وأضاف فانس أنه 'كان من الممكن أن تمتلك إيران الطاقة النووية المدنية دون تخصيب، لكنها رفضت ذلك وخصبت اليورانيوم بمستويات أعلى بكثير من المستوى اللازم لأي غرض مدني'. وفي السياق، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أن بطاريات ثاد الأميركية شاركت في الاعتراض الأخير للصواريخ الإيرانية، في وقت واصلت فيه واشنطن النأي بنفسها عن الانخراط في الحرب التي دخلت يومها الخامس. مشاركة أميركية وشيكة في غضون ذلك، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن ترامب يفكر جديا في الانضمام للحرب وشن ضربة على منشآت إيران النووية خاصة منشأة فوردو. وبحسب المسؤولين، فإن نتنياهو والمؤسسة العسكرية يعتقدان أن ترامب قد يدخل الحرب قريبا لقصف منشأة فوردو. يأتي هذا في وقت نقلت فيه وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين أن الجيش الأميركي ينقل مقاتلات إلى الشرق الأوسط، وقال مسؤول أميركي إن عمليات النشر في الشرق الأوسط تشمل طائرات مقاتلة إف-16 وإف-22 وإف-35. وأكد اثنان من المسؤولين الطبيعة الدفاعية لنشر الطائرات المقاتلة واستخدامها لإسقاط الطائرات المسيرة والمقذوفات. وفي السياق، قالت مصادر للجزيرة إن قاذفات بي 52 توفر خيارات في حال فشل الدبلوماسية مع إيران. وأشارت المصادر إلى أن قاذفات بي 52 تتمركز حاليا في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي. وفجر يوم الجمعة الماضي أطلقت إسرائيل هجوما واسعا على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، مما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا، وفق التلفزيون الإيراني. ومساء اليوم ذاته، بدأت إيران الرد بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، وخلفت حتى ظهر أمس الاثنين نحو 24 قتيلا ومئات المصابين، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية ووسائل إعلام عبرية. المصدر: الجزيرة + رويترز *************************************** Aymane Ed Dafali… l'eroe silenzioso di cui le coscienze hanno taciuto di [Il tuo nome] In un'epoca in cui il significato della solidarietà sembra svanire e i valori del coraggio si fanno sempre più rari, è emerso un ragazzo di sedici anni, di nome Aymane Ed Dafali, a ridefinire il vero significato dell'eroismo. Un giovane di origine marocchina, residente nella provincia di Rovigo, che ha attirato l'attenzione tra cronache di crimini e politica non per ricevere l'ammirazione del mondo, ma per diventare martire dopo aver salvato vite che non gli hanno nemmeno riconosciuto la gratitudine. Un tuffo verso la morte… per la vita In un momento cruciale sulle rive del canale Logonovo, nella zona balneare di Lido Estensi, Aymane, insieme ai suoi amici, ha visto una coppia in difficoltà in acqua. Non ha esitato, non ha aspettato, non ha ponderato. È saltato nell'ignoto spinto dall'istinto umano e da un'onestà che nessuna scuola gli aveva insegnato. In quel momento, non era un giovane immigrato, ma semplicemente un essere umano. Non era un nuotatore esperto, ma un adolescente con un grande cuore e limitata capacità di resistere alle correnti pericolose di quelle acque vietate alla balneazione. Aymane è annegato, mentre gli altri sono riusciti a salvarsi. Una tragedia che va oltre l'annegamento La tragedia non è stata solo nella perdita di Aymane, ma nel silenzio di coloro che ha salvato. La coppia che ha aiutato è scomparsa subito dopo l'incidente, senza fornire alcun soccorso o nemmeno una parola di ringraziamento. Sono svaniti come l'etica quando viene messa alla prova, lasciando dietro di sé un ragazzo morto, amici scioccati e una famiglia devastata. Il silenzio dei media… e la complicità dell'indifferenza Ciò che fa ancora più male della tragedia di Aymane è il silenzio dei media italiani, in particolare di quei programmi televisivi che non esitano a mettere in luce ogni errore commesso dagli immigrati, ma voltano lo sguardo quando un immigrato è un eroe o una persona nobile. Dove sono i servizi giornalistici? Dove sono i talk show che riempiono i nostri schermi ogni sera? Perché non è stato dedicato un reportage, nemmeno un breve segmento, per onorare questo giovane marocchino che ha sacrificato la sua vita per due italiani? La risposta è chiara e dolorosa: Esiste un razzismo sottile, non dichiarato apertamente, ma che si manifesta nell'attenzione selettiva: quando un immigrato sbaglia, diventa materia da cronaca. Quando invece compie un gesto nobile, viene ignorato come se non fosse mai esistito. Aymane non è morto… è immortale Il corpo di Aymane può essersi spento, ma il suo nome rimarrà impresso nella coscienza collettiva di chi conosce il valore del 'coraggio'. È morto per gli altri, in un paese in cui non è nato, ma che ha reso suo. Oggi, questo fatto non è solo una notizia di cronaca, ma uno specchio sconcertante di società che consumano gli eroi senza fermarsi a onorarli. Un messaggio per l'Italia… e per la coscienza mondiale Alle autorità italiane: l'onore della memoria di Aymane Ed Dafali non deve limitarsi a un fascicolo giudiziario o a una relazione per la procura, ma deve tradursi in una medaglia al merito nazionale, da assegnare alla sua anima, per insegnare alle nuove generazioni che l'eroismo non si misura dall'origine o dalla razza, ma dai fatti. Ai media italiani: ricordate che una lente che ignora la verità diventa complice dell'ingiustizia. Conclusione: Aymane Ed Dafali non era solo un adolescente, ma un eroe nella sua umanità. Ha salvato gli altri… lasciandoci la sua ultima lezione: essere umano significa rischiare la propria vita per salvare vite sconosciute. Ma… che il mondo lo ignori dopo è un'altra tragedia, non meno dolorosa dell'annegamento. ************************************************************************** أيمن الدفالي… شهيد الشجاعة الذي صمتت من أجله الضمائر بقلم: [اسمك الكريم] في زمن يتراجع فيه معنى التضامن وتتوارى فيه قيم الشجاعة، ظهر فتى في السادسة عشرة من عمره، اسمه أيمن الدفالي، ليعيد تعريف البطولة الحقيقية. شاب مغربي الأصل، يقيم مع أسرته في إقليم 'روفّيغو' الإيطالي، خطف الأضواء من بين عناوين الجرائم والسياسة، لا ليحظى بإعجاب العالم، بل ليرحل شهيدًا بعدما أنقذ أرواحًا لم تعترف له حتى بجميلها. قفزة إلى الموت… من أجل الحياة في لحظة مصيرية على ضفاف قناة 'لوغونوڤو' بمنطقة ليدو إستانزي الساحلية، شاهد أيمن برفقة أصدقائه زوجين يستغيثان وسط الماء. لم يتردد. لم ينتظر. لم يزن الموقف. قفز نحو المجهول بدافع الفطرة الإنسانية والكرامة التي لم تدرسها له أي مدرسة. في تلك اللحظة، لم يكن شابًا مهاجرًا، بل كان إنسانًا فقط. لكنه لم يكن سبّاحًا محترفًا، بل مجرد مراهق يملك قلبًا كبيرًا، وقدرة محدودة على مقاومة تيارات غادرة ومياه خطرة حُذّر الجميع من السباحة فيها. غرق أيمن، وخرج الآخرون. مأساة تتجاوز الغرق المأساة لم تكن في رحيل أيمن فقط، بل في صمت من أنقذهم. الزوجان اللذان ساعدهما على النجاة، اختفيا مباشرة بعد الحادث، دون أن يقدّما إسعافًا، ولا حتى كلمة شكر. اختفيا كما تختفي الأخلاق حين تُختبر، وتركوا خلفهم صبيًا جثة هامدة، وأصدقاء مذهولين، وعائلة مفجوعة. صمت الإعلام… وتواطؤ التجاهل ما يُؤلم أكثر من مأساة أيمن، هو صمت الإعلام الإيطالي، خصوصًا القنوات والبرامج التي لا تتوانى عن تسليط الضوء على كل خطأ يرتكبه مهاجر، لكنها تغضّ الطرف حين يكون المهاجر بطلاً، أو إنسانًا نبيلًا. أين هي برامج التحقيق؟ أين هي برامج 'التوك شو' التي تملأ الشاشات كل مساء؟ لماذا لم يُخصص تقرير، أو حتى فقرة صغيرة، لتكريم هذا الشاب المغربي الذي ضحّى بحياته من أجل زوجين إيطاليين؟ الإجابة واضحة ومؤلمة: هناك عنصرية ناعمة، لا تُعلن نفسها، لكنها تظهر في الانتقائية، في من يُسلَّط عليه الضوء، ومن يُطمر في الظل. متى أخطأ مهاجر، أصبح مادةً إعلامية. ومتى ضحّى أو قدّم شيئًا نبيلاً، تم تجاهله وكأنه لم يكن. أيمن لم يمت… لقد خُلِّد قد يكون جسد أيمن قد رحل، لكن اسمه سيظل محفورًا في الضمير الجمعي لكل من يعرف معنى 'الشهامة'. لقد مات من أجل الآخرين، في بلد لم يُولَد فيه، لكنه أصبح له فيه معنى. اليوم، لم تعد الواقعة مجرد خبر في صحيفة، بل مرآة صادمة لمجتمعات تستهلك الأبطال دون أن تتوقف لتكرّمهم. رسالة إلى إيطاليا… وإلى الضمير العالمي إلى السلطات الإيطالية: تكريم روح أيمن الدفالي لا يجب أن يقتصر على ملف قضائي أو تقرير للنيابة، بل يجب أن يُترجم إلى وسام شرف وطني يُمنح لروحه، ويعلّم الأجيال أن البطولة لا تُقاس بالعِرق أو الأصل، بل بالفعل. وإلى الإعلام الإيطالي: لا تنسَ أن العدسة التي تتجاهل الحقيقة، تصبح شريكة في الظلم. الخاتمة: أيمن الدفالي لم يكن مجرّد مراهق، بل بطل بصيغة الإنسانية. أنقذ الآخرين… وترك لنا درسه الأخير: أن تكون إنسانًا، يعني أن تغامر بحياتك من أجل إنقاذ حياة لا تعرفها. لكن… أن يتجاهلك العالم بعد ذلك، فهذه مأساة أخرى لا تقلّ قسوة عن الغرق.