logo
عواصف الغبار تلتهم المحاصيل وتُهدد الأمن الغذائي في اليمن والمنطقة

عواصف الغبار تلتهم المحاصيل وتُهدد الأمن الغذائي في اليمن والمنطقة

الأمناء ٢١-٠٧-٢٠٢٥
في ظل تصاعد الظواهر المناخية المتطرفة، أصبحت العواصف الرملية والترابية تمثل تهديداً مباشراً للزراعة والأمن الغذائي في اليمن والمنطقة، متسببة في خسائر بشرية ومادية هائلة، وفق ما كشفه تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة.
ويعاني أكثر من 330 مليون شخص في 150 دولة من آثار هذه العواصف التي تؤدي إلى وفيات مبكرة، وتدهور الأراضي الزراعية، وانخفاض إنتاج المحاصيل. وخصصت الأمم المتحدة عقداً كاملاً للفترة من 2025 إلى 2034 لمكافحة هذه الظاهرة المتفاقمة، التي باتت تمثل تحدياً عالمياً مرتبطاً بالتغير المناخي والممارسات البيئية غير المستدامة.
وفي اليمن، أظهرت تقارير محلية ودولية أن المناطق الساحلية والصحراوية، خصوصاً في الحديدة وأبين وتعز ومأرب، تعاني بشكل متزايد من التصحر واندثار الأراضي الصالحة للزراعة بفعل العواصف الرملية الشديدة. وأفادت تقديرات بأن أكثر من 800 بئر زراعي طمرتها الرمال في مديريات مثل المخا وموزع والزهاري، ما عمّق أزمة المياه للمزارعين.
تكلفة باهظة وخسائر إقليمية
أشارت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، رولا دشتي، إلى أن تكلفة التعامل مع العواصف الرملية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تصل إلى 150 مليار دولار سنوياً، ما يعادل نحو 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي.
وفي الولايات المتحدة وحدها، تسببت الرياح والتعرية الناتجة عن الغبار في أضرار فاقت 154 مليار دولار عام 2017، وهو رقم يزيد بأربعة أضعاف عما سُجل عام 1995.
خطر صحي وبيئي متصاعد
تؤدي الجسيمات المحمولة جواً إلى وفاة ما يقرب من 7 ملايين شخص سنوياً بسبب أمراض الجهاز التنفسي والقلب، كما تُسهم في تقليل غلة المحاصيل بنسبة تصل إلى 25%، وفق ما أفاد به رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانغ.
وصرّحت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سيليست ساولو، بأن العواصف الرملية "ليست مجرد نوافذ متسخة، بل خطر حقيقي يهدد جودة الحياة وصحة الملايين، ويؤثر بشكل مباشر على القطاعات الحيوية كالنقل والطاقة والزراعة".
تأثيرات مباشرة على اليمن
في اليمن، تؤكد منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أن العواصف تؤثر بشكل حاد على المحاصيل والمراعي والثروة الحيوانية. وتوقعت الفاو في نشرتها الصادرة هذا الشهر نشاطاً مرتفعاً للغبار في مناطق الساحل الغربي والبحر العربي، بتراكيز تصل إلى 500 ميكروغرام/متر مكعب، ما يعني تهديداً مباشراً لسبل العيش الزراعي.
وتسبب الغبار المحمول في تآكل التربة، وفقدان المغذيات الأساسية، وتضرر المعدات الزراعية، إلى جانب انتشار أمراض نباتية وحيوانية تزيد من هشاشة النظام الغذائي في البلاد.
ومع ارتفاع نسبة التصحر إلى 17.5% عام 2023، مقابل 8.8% فقط عام 2015، يبدو أن اليمن يدخل مرحلة حرجة تتطلب استجابة سريعة واستراتيجيات وطنية لمواجهة آثار العواصف الرملية، التي لم تعد فقط ظاهرة طبيعية، بل كارثة زراعية وصحية واقتصادية متكاملة الأبعاد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السعودية ورهانات الصدارة الدوائية.. صعود استراتيجي في ظل رؤية 2030
السعودية ورهانات الصدارة الدوائية.. صعود استراتيجي في ظل رؤية 2030

الوئام

timeمنذ يوم واحد

  • الوئام

السعودية ورهانات الصدارة الدوائية.. صعود استراتيجي في ظل رؤية 2030

في ظل ما يشهده العالم من تحوّلات اقتصادية وصحية متسارعة، تبرز المملكة العربية السعودية كقوة إقليمية تعيد تشكيل موقعها ليس فقط في سوق النفط، بل أيضًا على خريطة الصناعات الدوائية والرعاية الصحية العالمية. ومع اشتداد التنافس الجيوسياسي على تقنيات الصحة، والأدوية الحيوية، وسلاسل الإمداد الاستراتيجية، تتحرك الرياض ضمن رؤية 2030 نحو إعادة بناء منظومة صحية متكاملة، متجاوزة مرحلة الاعتماد على الاستيراد، ومقتربة من موقع المصنع والمصدّر. الاستثمار السعودي في الصحة والدواء لم يعد مجرد خيار داخلي لتحسين الخدمات، بل أصبح أداة ناعمة لقوة إقليمية تصوغ نفوذها على أسس المعرفة والتكنولوجيا والاكتفاء الذاتي. أسواق الشرق الأوسط تتوسع والسعودية تقود شهدت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا نموًا ملحوظًا في مبيعات الأدوية، حيث ارتفعت من 24.2 مليار دولار عام 2020 إلى 29.5 مليار دولار في 2023، مع توقعات بتجاوز 32.6 مليار دولار في 2024. السعودية كانت المحرك الرئيسي لهذا النمو، إذ قفزت حصتها من 8.7 إلى 11.6 مليار دولار خلال نفس الفترة. هذا الصعود يعكس الطلب المتزايد في السوق السعودي نتيجة لتحسن مستويات المعيشة وازدياد القدرة الشرائية، وهو ما يتكامل مع سياسات الدولة في دعم القطاع الصحي كأولوية استراتيجية. في المقابل، دول مثل الإمارات وجنوب إفريقيا والجزائر تواصل توسعها، وإن كان من قاعدة أقل. القطاعات العلاجية في عمق السوق السعودي، تشير التقديرات إلى أن أكبر خمس فئات علاجية ستنمو من 3.8 مليار دولار في 2019 إلى 5.6 مليار دولار بحلول 2026، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 6.5%. الأدوية العامة وحدها ستتجاوز 2.8 مليار دولار، يليها قطاع الصحة الاستهلاكية عند 750 مليون دولار، مدفوعًا بانتشار الوعي بالوقاية والتغذية الصحية. أما المجالات التخصصية مثل الأمراض الجلدية والهضمية والعيون، فتنمو بوتيرة مستقرة (5-7% سنويًا) بفعل تغير أنماط الحياة الحضرية وتزايد الطلب على علاجات الحساسية والأمراض المزمنة. المناقصات الحكومية: ميدان التنافس الحاد تبلغ قيمة سوق المناقصات العامة للأدوية حوالي 5.6 مليار دولار، ما يجعله من أكثر مسارات التوريد تأثيرًا في المشهد الدوائي. وتتصدر الشركات العالمية 'حكمة' و'سانوفي' هذا المجال بحصة 9% لكل منهما، تليهما الشركات الوطنية 'سبيماكو' (8%) و'تبوك للأدوية' (7%). وفي حين تحتفظ شركات كبرى مثل فايزر ونوفو نورديسك ونوفارتس بحصص تتراوح بين 5 و6%، فإن شركات محلية أصغر مثل 'جمجوم فارما' بالكاد تصل إلى 1%، مما يعكس فجوة يمكن استغلالها من قبل المصنعين المحليين لتوسيع نطاق إنتاجهم بما يتناسب مع مواصفات السوق الحكومية. خريطة الإنتاج المحلي تتسع أكثر من 2,100 صنف دوائي مسجّل محليًا يشير إلى تنامي القدرة الإنتاجية داخل المملكة. تتصدر 'الصناعات الدوائية المتقدمة' (PSI) المشهد بنسبة 21% من إجمالي الإنتاج، تليها 'تبوك' (18%) و'سبيماكو' (15%). أما 'جمجوم'، و'الرياض فارما'، و'الجزيرة فارما'، فتتوزع بينها نسب 8–9%. هذا التوسع لا يأتي من فراغ، بل يستند إلى حوافز حكومية ضمن برامج وزارة الصناعة، هدفها رفع المحتوى المحلي، ودعم الابتكار، وتعزيز التصدير، خاصة في ظل إطلاق 'الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية'. محركات النمو تتقاطع: إصلاح وتمويل وتقنية تتقاطع عدة عوامل لتعزيز قوة القطاع الصحي والدوائي: من إصلاحات تمويل الرعاية الصحية، إلى التحفيزات الصناعية، ووصولًا إلى تبني الرقمنة الطبية مثل الوصفات الإلكترونية والاستشارات عن بُعد. ورغم تحديات ارتفاع التكاليف والأمراض المزمنة، فإن المؤشرات الحالية توحي بأن الطريق ممهّدة أمام شركات محلية ودولية للنمو، خاصة في مجالات العلاجات البيولوجية والأدوية الموجهة والمنتجات الوقائية. بكلمات أخرى، يتحول النظام الصحي السعودي من منظومة تعتمد على الاستيراد إلى منظومة تملك أدواتها، وتبني تدريجيًا نموذجها الخاص في التصنيع والتصدير. مستقبل إقليمي مرشح للهيمنة الصحية مع سوق داخلي واسع، وبنية تحتية متطورة، وسوق مناقصات حيوي، تبدو السعودية مرشحة لتكون المحور الإقليمي في مجال الصناعات الدوائية والرعاية الصحية بحلول نهاية العقد. السياسات المنفتحة على الاستثمارات الأجنبية، والتوسع في التعليم والبحث الطبي، يعززان هذا الطموح المشروع. 'قفزة السعودية الدوائية' لم تعد مجرد شعارات ضمن رؤية 2030، بل أصبحت حقيقة واقعة في المختبرات والمصانع والمستشفيات. ومع استمرار التنفيذ، فإن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو أن تصبح مصنع الدواء العربي والعالمي.

"الصحة العالمية": سوء التغذية بلغ "مستويات تنذر بالخطر" في غزة
"الصحة العالمية": سوء التغذية بلغ "مستويات تنذر بالخطر" في غزة

Independent عربية

timeمنذ يوم واحد

  • Independent عربية

"الصحة العالمية": سوء التغذية بلغ "مستويات تنذر بالخطر" في غزة

قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، أمس الأحد، إن إسرائيل خففت على ما يبدو بعض القيود المفروضة على الحركة في غزة، وذلك بعد أن قررت "دعم توسيع نطاق المساعدات لمدة أسبوع". وأضاف فليتشر في بيان، أن التقارير الأولية تشير إلى تجميع أكثر من 100 شاحنة محملة بالمساعدات من المعابر تمهيداً لنقلها إلى داخل قطاع غزة. وقال "هذا تقدم، لكن هناك حاجة إلى كميات هائلة من المساعدات لدرء المجاعة والأزمة الصحية الكارثية". مستويات جوع تنذر بالخطر يأتي ذلك بينما حذرت منظمة الصحة العالمية ، أمس الأحد، من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ "مستويات تنذر بالخطر"، مشيرة إلى أن "الحظر المتعمد" للمساعدات أودى بكثر وكان من الممكن تفاديه. وأضافت المنظمة في بيان، "يشهد قطاع غزة حالاً من سوء التغذية الخطر الذي اتسم بارتفاع حاد في عدد الوفيات خلال يوليو (تموز)". وأشارت المنظمة إلى أنه من بين 74 حالة وفاة مسجلة مرتبطة بسوء التغذية في عام 2025، وقعت 63 حالة في يوليو، من بينها 24 طفلاً دون سن الخامسة، وآخر يزيد عمره على خمس سنوات، و38 بالغاً. وتابعت "أعلن عن وفاة معظم هؤلاء الأشخاص لدى وصولهم إلى المرافق الصحية، أو توفوا بُعيد ذلك، وبدت على أجسادهم علامات واضحة على الهزال الشديد". وأكدت أنه "لا يزال من الممكن تجنب الأزمة بشكل كامل. أدى المنع والتأخير المتعمد لوصول المساعدات الغذائية والصحية والإنسانية واسعة النطاق إلى خسائر فادحة في الأرواح". طفل من كل 5 دون سن الخامسة يعاني سوء التغذية الحاد نقلت المنظمة عن شركائها في مجموعة التغذية العالمية أن ما يقرب من طفل من كل خمسة دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني الآن من سوء التغذية الحاد. وأضافت أن نسبة الأطفال الذين تراوح أعمارهم ما بين ستة أشهر و59 شهراً ويعانون سوء التغذية الحاد قد تضاعفت ثلاث مرات منذ يونيو (حزيران) الماضي في المدينة، مما يجعل منها المنطقة الأكثر تضرراً في القطاع الفلسطيني. وأشارت إلى أن هذه المعدلات تضاعفت في خان يونس ووسط غزة خلال أقل من شهر. ورجحت المنظمة "أن تكون هذه الأرقام أقل من الواقع نظراً إلى القيود الأمنية الشديدة المفروضة على الوصول، والتي تمنع كثيراً من العائلات من الوصول إلى المرافق الصحية". وأكدت المنظمة أنه "يجب أن يظل هذا التدفق مستمراً ومن دون عوائق لدعم التعافي ومنع مزيد من التدهور". وبحسب منظمة الصحة العالمية، تلقى أكثر من 5 آلاف طفل دون سن الخامسة خلال الأسبوعين الأولين من يوليو العلاج من سوء التغذية، وكان 18 في المئة منهم يعانون الشكل الأكثر خطورة، وهو سوء التغذية الحاد الشديد. وفي يونيو، تم علاج 6500 طفل من سوء التغذية، وهو أعلى عدد منذ بدء الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وفي يوليو، تم إدخال 73 طفلاً آخرين إلى المستشفى يعانون سوء التغذية الحاد الشديد ومضاعفات طبية، مقارنة بـ39 طفلاً في الشهر السابق. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأكدت منظمة الصحة العالمية أن "هذه الزيادة في الحالات تثقل كاهل مراكز علاج سوء التغذية الأربعة المتخصصة". أما بالنسبة إلى النساء الحوامل والمرضعات، فإن أكثر من 40 في المئة منهن يعانين من سوء التغذية الحاد، بحسب بيانات صادرة عن "مجموعة التغذية العالمية" نقلتها منظمة الصحة العالمية. وأضافت المنظمة، "ليس الجوع وحده ما يفتك بالناس، بل أيضاً البحث اليائس عن الطعام. تجبر العائلات على المخاطرة بحياتها من أجل حفنة من الطعام، غالباً في ظروف خطرة وتسودها الفوضى". الإسراع بالموافقة على دخول الشاحنات من ناحية أخرى قال مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي، أمس الأحد، إن البرنامج التابع للأمم المتحدة في حاجة إلى موافقة إسرائيل سريعاً على تحرك شاحناته إلى غزة ليستفيد من الهدن الإنسانية في القتال التي أعلنت عنها إسرائيل. وفي مواجهة تنديد عالمي متزايد مع إعلان منظمة الصحة العالمية أن مجاعة تستشري على نطاق واسع في غزة، قالت إسرائيل أمس إنها ستوقف العمليات العسكرية لـ10 ساعات يومياً في أجزاء من القطاع وستسمح بممرات جديدة للمساعدات. وقال مدير قسم الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي روس سميث، لـ"رويترز" أمس، "لا نحتاج إلى مجرد كلام، وإنما إلى أفعال هناك. نحن في حاجة إلى الحصول على تصاريح وموافقات سريعة حقاً. إذا كانت الهدن ستستمر 10 ساعات، فلن نتمكن من الاستفادة من فترات التوقف (في القتال) هذه". ولم ترد وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وكالة تنسيق المساعدات العسكرية الإسرائيلية، بعد على طلب للتعليق. ومنذ أن رفعت إسرائيل الحصار الذي استمر 11 أسبوعاً على غزة في 19 مايو (أيار) االماضي وسمحت للعملية الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة باستئناف عمليات التسليم المحدودة للمساعدات، كانت الشكوى الرئيسة للمنظمة الدولية هي تأخر إسرائيل طويلاً في السماح للقوافل بمغادرة نقاط العبور لنقل المساعدات إلى المستودعات ونقاط التوزيع داخل غزة. نهب المساعدات... سلمياً أو بالقوة تظهر بيانات الأمم المتحدة أن أقل من ثمانية في المئة فقط من أصل 1718 شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي وصلت إلى وجهتها داخل غزة خلال الأسابيع الـ10 تقريباً منذ أن رفعت إسرائيل حصارها. أما النسبة المتبقية فتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أنها نهبت "إما سلمياً من قبل الجائعين أو بالقوة من قبل جهات مسلحة في أثناء العبور". وتطلب إسرائيل من الأمم المتحدة وكيانات أخرى تفريغ مساعداتها عند المعبر ثم إرسال شاحنات من داخل غزة لجمع تلك الإمدادات ونقلها في أنحاء القطاع الذي مزقته الحرب، حيث لا يزال هناك نحو 2.1 مليون شخص. وقال سميث، "يستطيع الجميع رؤيتها (الشاحنات) وهي تدخل، فيعلم الناس أن الطعام على وشك التحميل، فيبدأون بالانتظار والتزاحم"، مضيفاً أن بعض القوافل قد تنتظر حتى 20 ساعة قبل أن تمنحها إسرائيل الضوء الأخضر لدخول غزة. وأضاف، "إذا توقفت (الشاحنات) هناك 10 ساعات، للتحميل والانتظار، فسيكون لديك عندها 10 آلاف شخص يتزاحمون في الخارج". وتسيطر إسرائيل على جميع مداخل غزة، وتقول إنها تسمح بدخول مساعدات غذائية كافية إلى القطاع، حيث تخوض حرباً مع حركة "حماس" منذ ما يقرب من 22 شهراً. وتتهم "حماس" بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة. وتقول الأمم المتحدة إنها لم تر أدلة على تحويل "حماس" مسار المساعدات بشكل جماعي في غزة. وقال مصدر أردني رسمي، إن الأردن والإمارات أسقطتا 25 طناً من المساعدات بالمظلات على قطاع غزة، أمس الأحد، في أول عملية إنزال جوي لهما منذ أشهر، مضيفاً أن عمليات إنزال من هذا القبيل ليست بديلاً عن التسليم البري. وقال سميث، إن إسقاط المساعدات جواً أمر "رمزي تماماً في أحسن الأحوال". واندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، عندما شن مقاتلو حماس هجوماً مباغتاً على بلدات إسرائيلية تحيط بالقطاع، تشير بيانات إسرائيلية إلى أنه أفضى إلى مقتل 1200 شخص واقتياد نحو 250 رهينة إلى القطاع. وذكرت وزارة الصحة في غزة أن نحو 60 ألف فلسطيني لقوا حتفهم منذ ذلك الحين في العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع. مؤتمر بشأن إسرائيل والفلسطينيين وسط هذه الأجواء، يجتمع عشرات الوزراء في الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، لحضور مؤتمرٍ مؤجَل يهدف إلى دفع الجهود نحو التوصل إلى حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أن الولايات المتحدة وإسرائيل أعلنتا مقاطعتهما للمؤتمر. ويهدف المؤتمر إلى وضع معايير واضحة لخريطة طريقٍ تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية، مع ضمان أمن إسرائيل. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في حديث لصحيفة "لا تريبيون ديمانش" نُشر أمس إنه سيستغل المؤتمر لحث دول أخرى على الانضمام إلى فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطينية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لن تحضر المؤتمر في الأمم المتحدة، واصفاً إياه بأنه "هدية لحماس، التي تواصل رفض مقترحات وقف إطلاق النار التي قبلتها إسرائيل، والتي من شأنها أن تفضي إلى إطلاق سراح الرهائن وتحقيق الهدوء في غزة". وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن صوّتت ضد دعوة الجمعية العامة العام الماضي لعقد المؤتمر، وأنها "لن تدعم أي إجراءات تُقوّض آفاق التوصل إلى حل سلمي طويل الأمد للصراع". من جهته قال جوناثان هارونوف المتحدث الدولي باسم بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن إسرائيل لن تشارك في المؤتمر "الذي لا يتناول أولاً، وبشكل عاجل، مسألة إدانة حماس وإعادة جميع الرهائن المتبقين".

منظمة الصحة العالمية: سوء التغذية بلغ "مستويات تنذر بالخطر" في غزة
منظمة الصحة العالمية: سوء التغذية بلغ "مستويات تنذر بالخطر" في غزة

Independent عربية

timeمنذ يوم واحد

  • Independent عربية

منظمة الصحة العالمية: سوء التغذية بلغ "مستويات تنذر بالخطر" في غزة

قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر أمس الأحد إن إسرائيل خففت على ما يبدو بعض القيود المفروضة على الحركة في غزة، وذلك بعد أن قررت "دعم توسيع نطاق المساعدات لمدة أسبوع". وأضاف فليتشر في بيان أن التقارير الأولية تشير إلى تجميع أكثر من 100 شاحنة محملة بالمساعدات من المعابر تمهيداً لنقلها إلى داخل قطاع غزة. وقال "هذا تقدم، لكن هناك حاجة إلى كميات هائلة من المساعدات لدرء المجاعة والأزمة الصحية الكارثية". مستويات جوع تنذر بالخطر يأتي ذلك بينما حذرت منظمة الصحة العالمية أمس الأحد من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ "مستويات تنذر بالخطر"، مشيرة إلى أن "الحظر المتعمد" للمساعدات أودى بحياة كثر وكان من الممكن تفاديه. وأضافت المنظمة في بيان "يشهد قطاع غزة حالة من سوء التغذية الخطر الذي اتسم بارتفاع حاد في عدد الوفيات في يوليو (تموز)". وأشارت المنظمة إلى أنه من بين 74 حالة وفاة مسجلة مرتبطة بسوء التغذية في عام 2025، وقعت 63 حالة في يوليو، من بينها 24 طفلاً دون سن الخامسة، وآخر يزيد عمره عن خمس سنوات، و38 بالغاً. وتابعت "أعلن عن وفاة معظم هؤلاء الأشخاص لدى وصولهم إلى المرافق الصحية، أو توفوا بعيد ذلك، وبدت على أجسادهم علامات واضحة على الهزال الشديد". وأكدت أنه "لا يزال من الممكن تجنب الأزمة بشكل كامل. أدى المنع والتأخير المتعمد لوصول المساعدات الغذائية والصحية والإنسانية واسعة النطاق إلى خسائر فادحة في الأرواح". طفل من كل 5 دون سن الخامسة يعاني سوء التغذية الحاد نقلت المنظمة عن شركائها في مجموعة التغذية العالمية أن ما يقرب من طفل من كل خمسة دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني الآن من سوء التغذية الحاد. وأضافت أن نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و59 شهراً ويعانون سوء التغذية الحاد قد تضاعفت ثلاث مرات منذ يونيو (حزيران) في المدينة، مما يجعل منها المنطقة الأكثر تضرراً في القطاع الفلسطيني. وأشارت إلى أن هذه المعدلات تضاعفت في خان يونس ووسط غزة خلال أقل من شهر. ورجحت المنظمة "أن تكون هذه الأرقام أقل من الواقع نظراً إلى القيود الأمنية الشديدة المفروضة على الوصول والتي تمنع العديد من العائلات من الوصول إلى المرافق الصحية". وأكدت المنظمة أنه "يجب أن يظل هذا التدفق مستمراً ودون عوائق لدعم التعافي ومنع المزيد من التدهور". وبحسب منظمة الصحة العالمية، تلقى أكثر من 5000 طفل دون سن الخامسة خلال الأسبوعين الأولين من يوليو العلاج من سوء التغذية، وكان 18 في المئة منهم يعانون الشكل الأكثر خطورة، وهو سوء التغذية الحاد الشديد. وفي يونيو، تم علاج 6500 طفل من سوء التغذية، وهو أعلى عدد منذ بدء الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وفي يوليو، تم إدخال 73 طفلاً آخرين إلى المستشفى يعانون سوء التغذية الحاد الشديد ومضاعفات طبية، مقارنة بـ39 طفلاً في الشهر السابق. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأكدت منظمة الصحة العالمية أن "هذه الزيادة في الحالات تثقل كاهل مراكز علاج سوء التغذية الأربعة المتخصصة". أما بالنسبة إلى النساء الحوامل والمرضعات، فإن أكثر من 40 في المئة منهن يعانين من سوء التغذية الحاد، بحسب بيانات صادرة عن "مجموعة التغذية العالمية" نقلتها منظمة الصحة العالمية. وأضافت المنظمة "ليس الجوع وحده ما يفتك بالناس، بل أيضاً البحث اليائس عن الطعام. تجبر العائلات على المخاطرة بحياتها من أجل حفنة من الطعام، غالبا في ظروف خطرة وتسودها الفوضى". الإسراع بالموافقة على دخول الشاحنات من ناحية أخرى قال مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي أمس الأحد إن البرنامج التابع للأمم المتحدة في حاجة إلى موافقة إسرائيل سريعاً على تحرك شاحناته إلى غزة ليستفيد من الهدن الإنسانية في القتال التي أعلنت عنها إسرائيل. وفي مواجهة تنديد عالمي متزايد مع إعلان منظمة الصحة العالمية أن مجاعة تستشري على نطاق واسع في غزة، قالت إسرائيل أمس إنها ستوقف العمليات العسكرية لعشر ساعات يومياً في أجزاء من القطاع وستسمح بممرات جديدة للمساعدات. وقال روس سميث، مدير قسم الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، لـ"رويترز" أمس "لا نحتاج إلى مجرد كلام، وإنما إلى أفعال هناك. نحن في حاجة إلى الحصول على تصاريح وموافقات سريعة حقاً. إذا كانت الهدن ستستمر لعشر ساعات، فلن نتمكن من الاستفادة من فترات التوقف (في القتال) هذه". ولم ترد وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وكالة تنسيق المساعدات العسكرية الإسرائيلية، بعد على طلب للتعليق. ومنذ أن رفعت إسرائيل الحصار الذي استمر 11 أسبوعاً على غزة في 19 مايو (أيار) وسمحت للعملية الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة باستئناف عمليات التسليم المحدودة للمساعدات، كانت الشكوى الرئيسة للمنظمة الدولية هي تأخر إسرائيل طويلاً في السماح للقوافل بمغادرة نقاط العبور لنقل المساعدات إلى المستودعات ونقاط التوزيع داخل غزة. نهب المساعدات... سلمياً أو بالقوة تظهر بيانات الأمم المتحدة أن أقل من ثمانية في المئة فقط من أصل 1718 شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي وصلت إلى وجهتها داخل غزة خلال الأسابيع العشرة تقريباً منذ أن رفعت إسرائيل حصارها. أما النسبة المتبقية فتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أنها نهبت "إما سلميا من قبل الجائعين أو بالقوة من قبل جهات مسلحة في أثناء العبور". وتطلب إسرائيل من الأمم المتحدة وكيانات أخرى تفريغ مساعداتها عند المعبر ثم إرسال شاحنات من داخل غزة لجمع تلك الإمدادات ونقلها في أنحاء القطاع الذي مزقته الحرب، حيث لا يزال هناك نحو 2.1 مليون شخص. وقال سميث "يستطيع الجميع رؤيتها (الشاحنات) وهي تدخل، فيعلم الناس أن الطعام على وشك التحميل، فيبدأون بالانتظار والتزاحم"، مضيفاً أن بعض القوافل قد تنتظر حتى 20 ساعة قبل أن تمنحها إسرائيل الضوء الأخضر لدخول غزة. وأضاف "إذا توقفت (الشاحنات) هناك عشر 10 ساعات، للتحميل والانتظار، فسيكون لديك عندها 10 آلاف شخص يتزاحمون في الخارج". وتسيطر إسرائيل على جميع مداخل غزة، وتقول إنها تسمح بدخول مساعدات غذائية كافية إلى القطاع، حيث تخوض حربا مع حركة حماس منذ ما يقرب من 22 شهراً. وتتهم حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة. وتقول الأمم المتحدة إنها لم تر أدلة على تحويل حماس لمسار المساعدات بشكل جماعي في غزة. وقال مصدر أردني رسمي إن الأردن والإمارات أسقطتا 25 طناً من المساعدات بالمظلات على قطاع غزة أمس الأحد في أول عملية إنزال جوي لهما منذ أشهر، مضيفاً أن عمليات إنزال من هذا القبيل ليست بديلاً عن التسليم البري. وقال سميث إن إسقاط المساعدات جواً أمر "رمزي تماماً في أحسن الأحوال". واندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، عندما شن مقاتلو حماس هجوماً مباغتا على بلدات إسرائيلية تحيط بالقطاع، تشير بيانات إسرائيلية إلى أنه أفضى إلى مقتل 1200 شخص واقتياد نحو 250 رهينة إلى القطاع. وذكرت وزارة الصحة في غزة أن نحو 60 ألف فلسطيني لقوا حتفهم منذ ذلك الحين في العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store